فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Sunday, March 25, 2007

من فننس ألى كوكب الأرض .. حكايات ستايل

أدينى فى الهايف و انا احبك يا فننس
جمله رائعه قالها المبدع محمود عبد العزيز فى أحد أفلامه .. تلك الجمله العبقريه صارت مفتاح الحل لأكبر مشاكل الأنسان المعاصر .. الأكتئاب .. فعلا .. ما أن يغرق الأنسان فى الكآبه و لا يرى حلا لمعضلاته .. حتى يبحث فورا عن نموذج فننس .. فيديه فى الهايف .. فيحدث الانشكاح و الأنسجام .. و من ثم لاتعود الدنيا سوداء تماما .. بل تتحول ألى لون افتح من السواد حتى لو كان كحليا غامقا
_________
سويعات و تتم التعديلات الدستوريه التى ستحول مصر ألى دوله عبقريه فريده من نوعها فى العالم .. دوله تحتقر حقوق الأنسان بالقانون .. دوله أظنها أبشع من أسرائيل فى طغيانها و أسوأ من السعوديه فى تطرفها .. دوله يستباح فيها الفرد تماما .. و بالقانون
مثال افتراضى صارخ ضربه لى صديق عزيز .. بعد التعديلات الدستوريه .. لو ماشى فى الشارع مع مراتك و أمين شرطه حب ياخدها منك لأنها عجبته .. ببساطه يقدر يضربك بالنار و ياخدها .. و الدستور يحميه لو شهد هو وزملاؤه انهم اشتبهوا فيك و قاومتهم .. لا أستبعد وقوع مثل تلك الحوادث قريبا
___________
عشتار تتحدث بمأساويه عن السودان .. ياسر عوف و حلم كلاهما يعنفانى على سوداويتى - مع اختلاف الأسلوب طبعا .. فحلم عتابها رقيق أما ياسر فسب لى الدين فى التليفون - ندى فى محادثه قصيره تقول بالحرف الواحد : الظاهر أنا اتعديت منك .. بقيت سوداويه
طبعا بخلاف الأصدقاء خارج التدوين الذين اشعر فعلا بأنهم بدؤا فى التهرب من مناقشاتى , رغم حفاظهم على التواصل الأنسانى لكن .. بدون مناقشات .. أذا
فننس هو الحل - مع الأعتذار للجماعه الشهيره و تسجيل كامل احترامى للعقائد السماويه - أين أنت يا فننس العزيز ؟
أبحث عن فننس فى الحاضر .. فلا أرى له أثرا .. ناهيك عن مستقبل نعلم جميعا مافيه .. اذا لابد من البحث عن فننس كالعاده فى الماضى .. فى الزمن الجميل
هذه المره لن أعود ألى بعيد .. فقط خمسة أو ستة سنوات .. أرهاصات مابعد حصولى على الحريه مره أخرى ( يعنى بعد الطلاق ولا مؤاخذه ) رغم أن بداية الحكايه تعود للسبعينيات من القرن الماضى بشكل أو بآخر و أحكى عن موقع جغرافى تجلت فيه عبقرية المكان كما وصفها العلماء و الحكماء و الشعراء من قبل .. هذا المكان هو .. ستايل
______
فى مراهقتى و أبان الشقاوه الشبابى فى مصر الجديده ..و الشله الطامحه فى الرجوله بعد أن استطاع أفرادها حلاقة ذقونهم لأول مره .. بل و تلقى هدايا من الصديقات تتمثل فى فرشاة حلاقه أو لوسيونات مابعد الحلاقه فى اشاره ألى اعتبارهم رجال فى المجتع الواسع ( حلاقة الذقن للمراهق تعادل بداية الطمث للمراهقه لمن لا يعلم .. أعلان طبيعى عن الخروج من طور الطفوله و بداية ممارسة الحياه باعتبار الأنسان فرد مؤثر فى المجتمع ) و مع شلة أصدقاء و صديقات يحملون بين أضلاعهم قلوب كانت ماتزال خضراء .. و عقول مشتعله بالتمرد و الرغبه فى وضع القدم فى مكان تحت الشمس .. و مغامرات متهوره .. و مشاعر متأججه تقتحم النفوس الغضه و تجتاحها بنيران العواطف .. التى سرعان ما تنطفىء كما اشتعلت أول مره .. فالحب الحقيقى فى حياة المراهق و الذى يمثل له منتهى الأحلام و حقيقة الكون و المبتغى من الدنيا و مافيها .. قد يبدأ و ينتهى خلال سويعات هى فترة الحفل الذى لمح فيه من ظنها فتاة أحلامه .. بل أن الوعد بالأخلاص الأبدى .. و يا نعيش سوا يا نموت سوا .. قد يتكرر مرتين أو تلاته فى اليوم الواحد حسب تنقلات المراهق الجغرافيه ..من النادى ألى السنيما الى ماكان يسمى وقتها بالديسكو
مشاعر جارفه ترهق الأنسان .. و تسعده و تشكل خبراته و توجهاته.. و ما أظن كلمة مراهقه ألا مشتقه من كلمة أرهاق ..و الله أعلم
___
بين ميدان سفير و شارع العروبه يقع محل صغير كان اسمه وقتها زيج زاج
zigzag
كان مملوكا لأسره أرمنيه تمت بقرابه لعائله فنيه اشتهرت منها لبلبه و نيللى .. ولاحقا لوسى آرتين التى تكبرنى فى السن بحوالى عشر سنوات - يادى الفضايح - و فعلا المكان قريب من شارع يعقوب أرتين أحد عمداء الأرمن فى منطقة مصر الجديده وقتها ..هذا المحل كان نموذج للبوب أو مايسمى باللغه العربيه الحانه .. و الحانه هى مزيج بين البار و المطعم الصغير .. منتشره جدا فى الغرب و تناسب تماما أسلوب الحياه الغربى حيث يجد الأنسان مكانا للتواصل الأنسانى و الأجتماعى فى نهاية يوم عمل طويل .. وبتكاليف مقبوله لأبناء الطبقه الوسطى .. مع مساحة حريه معقوله , هذا النوع من الأماكن يتميز بمرونته الأجتماعيه و تمارس فيه ديموقراطيه تلقائيه فى وضع القواعد .. بمعنى .. أن بعض الحانات تكون بالفعل محلا للسكر البين و الممارسات اللاأخلاقيه بمعايير الحضاره حتى الغربيه .. و البعض الأخر ( مثل زيج زاج مصر الجديده أو البيز فى الزمالك و كلوب ثيرتى سيكس و رد أونين فى المعادى و غيرهم) يفرض مستوى روادهم مستوى أخلاقى محدد على المتواجدين بوجه عام .. فمن الحانات مالا تستطيع دخوله مع صديقه مثلا .. بينما كان زيج زاج و مافى مستواها كانت مكان مناسب لخروج رجل و زوجته و قضاء سهره جميله و بتكاليف معقوله تمكن من تكرار الخروج لأكثر من مره فى الشهر .. أعتقد تم استبدال أو استعواض فكر الحانات فى المجتمع المصرى بمحلات مايسمى بالكوفى شوب .. وقد ورثت الكوفى شوب ذات ملامح و مقومات الحانه .. فمنها ماهو مناسب للخروج العائلى أو لمقابلات الأصدقاء المحترمين .. و منها ما هو سىء السمعه و مجرد الوقوف أمامه يعرض الأنسان للقيل و القال
____
كنا شبه أطفال و نصف رجال حين تعرفنا على زيج زاج ..و طبعا بما أن القانون لا يسمح بتقديم الخمور لمن هم أقل من ثمانية عشر عاما - الآن صارت واحد وعشرين عاما - فقد كنا زبائن غير مرحب بنا أطلاقا هناك .. و بتعرفنا بتونى قريب أصحاب الحانه و الذى يقاربنا فى السن .. صار الأتفاق الغير معلن .. يمكنا أن ندخل الحانه كمجموعه من الأصدقاء و الصديقات .. لا نتناول الخمور .. نستمتع بالطعام الشهى و الموسيقى الجميله و المعامله كأننا كبار .. و بطبيعة سننا ننصرف قبل الساعه الثامنه على الأقل لتوصيل الصديقات - فى هذا الزمن كانت اكثر الفتيات تحررا لا تستطيع التأخر عن بيتها لأكثر من الساعه التاسعه .. بينما فى الزمن الحالى .. يكفى سماع أغنية البت دى مؤدبه جدا .. لمعرفة الحال - و لتحتفظ الشله كلها شباب و فتيات بذكرى زيارة زيج زاج المخصص فى وعينا للكبار فقط .. و مئات القصص و الروايات التى نحكيها متباهين لأصدقائنا المبهورين بمغامراتنا .. و الحاقدين على تحررنا و تحكهيا الفتيات بافتخار وسريه بين أقرانهن عن سهرتها الصاخبه فى زيج زاج ( أصلا روحت الساعه تمانيه وشربت عصير برتقان ) و تدور الحياه
اذكر فى أحدى غفلات الزمان .. و كانت الشله من حوالى ثمانيه أو تسعة شباب و فتيات .. و بأيعاذ من تونى الشقى و فى غياب قريبه صاحب المحل .. طلبنا بيره .. ايوه بيره .. لأ لأ .. ماتروحوش بعيد .. هى قزازه واحده للتسعه . يعنى كل واحد أخد بق تقريبا .. كانت أول مره لأغلبنا .. و عاديكم على اللى حصل .. بق بيره و كل واحد قال أنا جدع .. و بنتين أصيبوا بشبه أغماء و قعدوا يعيطوا .. واحده فيهم كانت مسلمه قالت بلسان ثقيل : أنا هاتحجب عشان أتوب .. الأخرى كانت مسيحيه نظرت لها بنظره متسائله و بنفس اللسان الثقيل : طب و انا اعمل ايه ؟؟ و بعد فترة سكون جماعى و محاولات تركيز لأيجاد حل للصديقه المسيحيه .. تنطلق الضحكات المرحه من الجميع .. عل عبثية المغامره وقتها
............
زيج زاج أيضا كان مكانا رائعا لمقابلة - للدقه رؤية - بعض المشاهير .. فلبلبه و نيللى كانتا من الزبائن المعتادين هناك .. أيضا أنوشكا ( اكبر منى بحوالى تلات سنين ) و الطفله سيمون التى صارت مغنيه بعد ذلك ( أصغر منى بحوالى سنتين ) و أيضا ألهام شاهين .. فأخوها أيمن كان أحد أصدقاء الشله .. و كانت شهرته أيمن برص لنحافته الشديده - فننس ده فضحى بشكل يا جدعان - و العديد من الوجوه الزائره ..
_______
نكبر .. نلتحق بالجامعات .. نخرج من مصر الجديده ألى باقى القاهره .. نقابل أصدقاء جدد .. نتخرج و نعمل .. و ينسحب زيج زاج ألى النسيان .. و تهاجر الأسره الأرمنيه بما فيهم تونى .. و نسمع أن زيج زاج قد بيع لملاك جدد حولوه ألى خماره حقيقيه .. و ينزوى المكان من وعينا تماما .. و حتى الذكريات تبهت .. بعد أن نضجت القلوب التى كانت خضراء
________
أظنها عشرون عاما انقضت من آخر زياره لزيج زاج .. تزوجت و انجبت .. سافرت و عدت و أسست عملى .. ولا أدرى شيئا عن الحانه و أصدقائى فيها .. بعيد طلاقى بفتره وجيزه .. و أثناء وجودى مع أولادى فى النادى أحد أيام العطلات قابلت وجها أعرفه .. أو لنقل عرفته من زمان .. رغم التغيرات في كلينا ألا أننا عرفنا بعضنا .. أهلاااااااااااا يا مصطفى أهلااااا يافارس
عناق بين صديقن قديمين لم يتقابلا منذ الشباب الذى ولى .. فى يدى ابنتى و ابنى و فى يده ابنته و ابنه .. نعيد التعارف .. و ازاى الدنيا و الحال و المحتال .. لأعرف بالصدفه البحته أنه مر من أمام زيج زاج مؤخرا
فاكره يا فارس ؟ زيج زاج بتاع زمان ؟
ياااااه يا درش .. ألا فاكره .. و ده يتنسى .. خساره
لأ ما انا متهيألى كده بيتوضب تانى .. شفته و العمال بيشتغلوا فيه .. مش عارف بقى هايتعمل أيه
تنتهى المقابله و قلبى ملىء بشجون للزمن الجمال .. أسابيع قليله و فى ليلة شتاء قارسة البرد و أجدنى بالقرب من ميدان سفير و أذكر ماقاله لى مصطفى ..لم لا ؟ أعرج على زيج زاج القديم لأرى ألام صار .. اقترب من المكان وقلبى يدق بعنف من قع الذكريات الجميله .. و متخوفا من أن أراه مره أخرى متحولا الى خماره كما سبق و أن كان فى عهد الأنفتاح أياه.. اول ما يواجهنى اللافته .. لم يعد اسمه زيج زاج .. بل صار اسمه .. ستايل
أفتح الباب و أدخل بابتسامه متردده .. متطلعا للمكان أولا .. فأجد لمحات من ديكور الزمن الجميل .. يبدأ قلبى فى الأطمئنان قليلا .. فتنتقل عينى المتطلعه للوجوه الجالسه ... ياااااااااااه
تلك الوجوه تطالعنى كما أطالعها .. تلك العيون المتسائله كعيونى تماما تدقق فى ملامحى كما أدقق فى ملامحهم .. و أخيرا .. تلك الأبتسامات الودوده ترد على ابتسامتى الفرحه باللقاء
الكل يعرف الكل الآن .. نعم .. من خصائص حى مصر الجديده فى بداية السبعينيات و أواخر الستينيات أن كل أهله تقريبا يعرفون بعضهم .. ليس بصفه شخصيه لكن بالملامح العامه .. فهذا الوجه كنت أراه و أنا أزور جدتى و عرفت أن والدها استشهد فى حرب الأستنزاف .. و هذا الوجه رأيته فى النادى و كان ضمن فريق الكره الطائره .. و هذا و تلك .. و هؤلاء ... ياااااه .. انا لست غريبا .. و لست وحيدا
يقترب منى المتر الفائق الذكاء .. كيمو .. أهلا أهلا ياباشا .. يخلع عنى معطفى بأرستقراطيه واضحه و يتقدمنى مشيرا لبعض المقاعد متسائلا .. حضرتك هاتستنى حد ولا تحب تقعد لوحدك ؟
أجيب و مازلت مبهورا من السعاده و الدهشه وبصدق شديد .. مش عارف
و أواصل تطلعى فى الوجوه المبتسمه .. و أبدأ فى هز رأسى بتحيات قصيره .. و أتلقى تحيات مماثله بابتسامات واسعه من الموجودين .. نعم .. نحن نعرف بعضنا .. جميعنا نعرف بعضنا .. و كأن الدنيا عادت فى عيناى بشريط فيلم ابيض فى اسود .. قديم .. لكنه دافىء و حميم .. فى تلك اليله الشتويه قارصة البرد .. و يكون اللقاء الثانى
.............
دون تفاصيل .. ستايل مكان عبقرى .. اعاد تجميع و ضم أفراد ينتمون فى الأساس لذات المستوى الحضارى ..أخلاقياتهم متقاربه للغايه ..جميعهم يعانون من تداعيات الزمن الردىء خارج أبواب ستايل .. و قاسمهم المشترك الأعظم هو .. الشعور بالوحده
الكل تتراوح أعمارهم بين النصف الأخير من الثلاثينيات و النصف الأول من الاربعينيات .. أغلبهم مطلقين أو منفصلين أو على الأقل أزواج و زوجات غير مستقرين .. طبعا مع وجود ثنائيات سعيده كاستثناء يؤكد القاعده
الجميع من الجامعيين سواء مهنيين أو أصحاب أعمال .. و منهم نسبه غير ضئيله ممن حصلوا على تعليم بعد الجامعى و حصلوا على الدكتوراه ..المفاجأه الساره فى الموضوع هى الملاك الجدد لستايل !! أكتشف فور جلوسى أن ستايل مملوك لأربعه من أفراد الشله القديمه .. مجموعة مصر الجديده تحديدا
ناير .. محاسب متخصص فى أدارة المنشآت السياحيه
جوزيف .. محاسب يدير أعمال عائلته فى مجال التوريدات الصناعيه
عماد .. مهندس ديكور فنان .. نصف مجنون و مؤدب بشده
صبرى ..مهندس مقاول .. و فنان مجنون تماما
اجتمعوا على هدف واحد هو .. استعادة الزمن الجميل.. و استعانوا على تحقيق هذا الهدف بشخصيات عبقريه صارت محوريه فى رسم حالة ستايل الفريده .. و من ثم صار دورهم أساسى فى حياة مجموعة رواد ستايل خلال الفتره المذكوره .. و هم
كيمو ( كمال ) مدير المحل .. أو المتر المسؤل .. ستينى خبير .. أدبه فى مستوى الديبلوماسيين .. و أتقانه لفنون الأتيكيت يؤهله لمكان فى ياوران أحد الرؤساء .. فضلا عن خبرته فى البشر التى لا تضاهيها حتى خبرة عادل صادق أو عبد الوهاب مطاوع
مارى .. الآنسه الرقيقه الراقيه أو .. المستبده كما سميناها لاحقا ..أربعينيه لم تكن تزوجت بعد .. تتصرف فى المحل باعتباره بيتها .. و رواد المحل ( نحن ) باعتبارنا أفراد أسرتها .. و تدير أسرتها بأسلوب يليق بربة منزل حقيقيه .. بحنان و اهتمام فائق أحيانا .. و بحزم و صرامه شديده أحيان أخرى .. ذكائها الأجتماعى متفوق ولا يقل عن ذكاء مديرها كيمو
رواد المحل خليط من أفراد مجموعه اشتركت فى المراهقه و الشباب قديما .. تقارب بيئتهم و ثقافتهم أهلهم للتأقلم و التكامل الناجح جدا ..و طبعا مشاعر الوحده التى يعانيها أغلبنا ساهمت كثيرا فى تعاطف المجموعه ليتحول ستايل من مجرد حانه .. ألى حاله .. حاله اجتماعيه حقيقيه أعادت أيام الزمن الجميل .. لفتره اخترقت الزمن الردىء .. ماسيلى مجرد لقطات يلحقها قد يلحقها تعليق خال من التحليل ..و أظنها طريقة لأيصال الفكره بشكل جيد
.....................
من مجموعة الرواد أنتقى - دون ذكر الأسماء الكامله حفاظا على خصوصية الأصدقاء
د.مصطفى .. أستاذ بكلية الفنون الجميله .. و فنان تشكيلى .. بارع فى الغناء بصوت رخيم يؤدى الأدوار القديمه و ألأغانى الكلاسيكيه العربيه , من النشطين فى دراسة المسرح
د. عماد .. استاذ فى اللغه العربيه و الأدب المقارن .. يحفظ من الأشعار و المعلقات ما يملأ مكتبه كامله .. و من هواياته الموسيقى .. و البحث فى شكسبير
أحمد حمدى .. مهندس و ضابط سابق .. مقاول حاليا
كابتن محمد .. طيار بأحدى الشركات العالميه
د.هشام جراح متخصص فى المخ و الأعصاب
د.هشام .ح .. طبيب و مدير مستشفى
سامر . ديبولماسى و يحمل صفة وزير مفوض
جمال. محامى و شاعر هاوى
عادل . مهندس يمتلك مصنع للأشغال المعدنيه
على .. مهندس و وكيل شركه أوروبيه فى مجال قطع غيار السيارات
علاء .. مهندس يدير مع أسرته مصنع مواد غذائيه
مدام أمل .. الشهيره بأمل جهنم .. جدعه بغباء .. نسفها الأنفتاح الأقتصادى .. و قضت عليها حضارة البترول .. لكنها كمصريه أصيله تقاوم .. تمتلك محل ملابس
د.سهير .. أستاذة أدب بأحدى الجامعات
مدام جيهان .. حرم دكتور عماد و سيدة أعمال
مدام نور .. حرم د. هشام
د.هبه .. طبيبة أطفال
ناتالى .. لبنانيه كانت متجهه ألى جنوب أفريقيا و ضلت الطريق فوصلت للقاهره .. منذ عشرين سنه .. سيدة أعمال فى مجال الأستيراد
فريده .. محاميه أرمله تدير اعمال زوجها الراحل
علا ..محاسب قانونى .. و دقرم فى كل حاجه
طبعا خلاف العبد لله .. و للتذكره أعمل فى مجال التجاره الخارجيه .. من تصدير حاصلات زراعيه ألى استيراد و تجارة المنسوجات
____
مارى ربة الأسره المستبده بالخليط العبقرى المكون من جاذبيه فائقه و وقار راقى و ذكاء حاد .. تمارس استبدادها المحبب على اسرتنا .. و بتقطيبه جميله تبدو فيها حازمه رغم رقتها تخاطب عماد
أنت مش عندك حموضه ؟ ماتطلبش جبنه بالشطه تانى
أو تخاطب عم عز ( مهندس عجوز كان يساريا فى الماضى السحيق ) أخدت الدوا بتاع الساعه عشره ؟
فينظر أليها فاغرا فاه بصمت و عيناه تنطق بأسف ..فترد
طيب يعنى أعمل فيك ايه؟ .. و تنادى على عامل بالمحل .. و تخط بيدها اسم الدواء المطلوب .. تروح تجيبه من الأجزخانه اللى على الناصيه بسرعه
و تنتظر لتشاهد عم عز الحبيب يتناول دواءه اليومى .. و هو يبتسم لها ممتنا .. فابنته الوحيده هاجرت ألى أوروبا مع زوجها من سنوات .. ولا يوجد من يهتم بدوائه سوى مارى
تحشر مارى رأسها بينى و بين مصطفى و احمد و تسألنا بحزم.. حد فيكم سأل على مدام فريده ؟ ابنها كان فى الثانويه العامه و النتيجه طلعت النهارده .. و انا مارضيتش اكلمها فى المكتب
نقوم بالواجب الأجتماعى بتوجيهات من .. المستبده المحبوبه مارى
كان المحل يفتح أبوابه فى السادسه .. و بناء على طلب الذئاب المتوحده أمثالى ( أى المطلقين ) صار يفتح فى الساعه الرابعه عصرا لنتناول الغذاء بعد العمل .. و نعود ألى بيوتنا للراحه ثم نعود لستايل مره أخرى فى حوالى التاسعه .. فى الثالثه تقريبا تبدأ التليفونات ..
ألو يامارى .. طابخين ايه النهارده ؟
فيه باميه .. و لو هاتتأخر شويه ممكن اعملك مسقعه
أو يأتى الرد
مانت عارف أن على طلب امبارح محشى بتنجان ..هاتاكل معاه و خلاص .. هى سيره بقى ؟ ماتتأخرش المحشى مابيتسخنش
أو تخاطبنى هى فتقول
ماترمرمش بقى قبل ماتيجى .. فيه حمام محشى فريك .. جايبه أيمن من سوهاج ( و أيمن رجل أعمال عائلته من سوهاج تمتلك بعض أبراج الحمام الموصى عليه ) و تكلم أمل تقولها تيجى بلاش عبط .. هى مش عشان زعلانه من جيهان تقوم ماتجيش
و تأتى أمل متبرمه .. أشدها من يدها كالطفله الصغيره .. و ترتب مارى المقاعد بذكاء لتجلس أمل بجوار جيهان .. و ينتهى العشاء اللذيذ بصلح جيهان و أمل و عناق و قبلات ملحوسه بالحمام و الفريك ... و تعود السهره الحلوه تانى
تحول ستايل ألى بيتنا .. و مكتبنا .. أو ملاذ آمن للجميع ..و محور ارتكاز فى حياتنا .. مارى بعبقريتها تضم الأسره كلها و تدير شؤنها بوعى و نجاح .. و رغم استبدادها .. فعلا أجبرت الجميع على حبها و احترامها .. كيمو العجوز لعب ببراعه دور الحكيم فى الأسره ..يحفظ التوازن .. و ينبه أذا لزم التنبيه و يشجع أذا اقتضى الأمر .. و لشخصيته و سنه .. تقبلنا تعاليمه و تعليماته برحابة صدر
...........
مطربه جديده تحضر للمحل لتبدأ أغانيها بعد العاشره.. مها الجبالى .. ظاهره فنيه و صوت طيع و ثرى ..فى البدايه قدمت أغانى خفيفه حديثه .. مع بعض الأغانى الأجنبيه الشهيره .. و بوعى و فطنه موسيقيه بارعه .. يلتقطها جناحى الموسيقى و الفن .. الدكتورين مصطفى و عماد
تعالى يا مها
نعم يا باشا
قولى آآه
نعم ؟
لأ باتكلم بجد .. قولى آآآه
أنت هاتكشف على اللوز ولا ايه ؟
يتدخل عماد مفسرا : يا مها قولى آآه بصوتك العادى .. عاوزين نحدد الطبقه
طبقة أيه ؟ يتسائل هشام ببلاهه ؟ انتوا فاكرين زورها تيفال ؟
ينتهى المزاح الحميم باكتشاف أن مها الجبالى تستطيع تأدية أغانى فايزه أحمد و شاديه بكفائه .. و من يومها .. وجدت نفسها فى ياتمر حنه .. و أهوى .. و أغانى الزمن الجميل
...............
على النور عند الترابيزه اللى هناك يا مارى .. يقولها مصطفى و هو داخل بصحبة احمد حمدى حاملين لوحات هندسيه مبرومه
و يبدءأ فى فرد اللوحات تحت الضوء ..مع دعوه لى و لعماد و جاكلين و فاطمه للمشاهده ..
اللوحات هى ما يراه مصطفى ديكورا لمسرحية الملك لير .. و شاركه أحمد فى أعدادها .. و يدور الشرح مع أطباق خفيفه من الطعام لا تلوث اللوحات .. و يتحدث الكل عن شكسبير من منظوره .. فعماد يسرد رؤيته للمسرحيه و القصه من منظور أدبى بحت ملقيا بظلال على الديكور .. و رموزه .. أشرع أنا فى وضع رؤيتى عن الرمز السياسى و الأجتماعى للقصه .. و تتداخل شيرين دارسة التاريخ.. جيهان المولعه بالفن أيضا تتداخل .. يبرز رأى أمل عن علاقة ملابس الشخصيات بالديكور .. مها الجبالى تفطن للجو العام فتكتفى بتشغيل موسيقى كلاسيكيه و تجلس معنا تشارك فى الحوار حول شكسبير
تنتهى السهره بالأستقرار على الديكور المقترح مع قرار جميل من الدكتور مصطفى .. دعوتنا جميعا لأقامة محاضره فى كلية الفنون الجميله لمناقشة وجهات نظرنا التى ألقيناها فى السهره مع طلبته .. الولاد الجداد لازم يتعلموا المناقشه
..............
ليله أخرى تقرر مها غناء أشعار نزار قبانى كما غناها كاظم الساهر .. علمنى حبك سيدتى .. ثم زيدينى عشقا .. و يتدخل عماد فيقول أن البيت الأصلى مكتوب
وجعى يمتد كسرب حمام من بيروت ألى الصين .. و الأغنيه غيرت بيروت ببغداد .. و نتداخل جميعا .. فبيروت أبعد من بغداد عن الصين .. و بالتالى فالنص الأصلى للأغنيه اثرى فى التعبير عن مساحة الوجع المقصود فى البيت الشعرى .. بينما استبدال بيروت ببغداد فى الأغنيه جاء كأسقاط سياسى للمغنى العراقى
و يظهر رأى يقول لا .. فبغداد عاصمه حزينه .. بينما بيروت عاصمه سعيده .. و ذكر بغداد فى الأغنيه يضفى الحزن المطلوب على وصف الوجع .. تروح الأفكار و تنطلق الحوارات .. نختلف برقى و نتفق بهدؤ .. و مارى السعيده باسرتها الراقيه تتحرك برشاقه بالطعام و الشراب لا تقاطع المناقشه
.................
ناتالى تثبت بدون داعى أنها لا تقل عنا مصريه ( ياستى ماحنا عارفين .. انتى بقيتى مصريه و بلدى كمان لكن تقول لمين ) تقترب منى بهدوء و تسألنى هامسه ..حافظ حاجات سيد درويش ؟ أرد بثقه طبعا
تفاجئنى بميكروفون مفتوح بيدها .. و تبدأ فى غناء على قد اليل ما يطول .. و أضطر أمام أصرارها و اصرار الأصدقاء لاستخدام صوتى الأجش فى مشاركتها الغناء .. وسيد درويش أغانيه لاتنتهى .. فياياناس أنا مت فى حبى .. يليها زورونى كل سنه مره .. فخفيف الورح بيتعاجب .. و أتوقف عن المتابعه ليحل محلى مصطفى الأريب الخبير لغناء أوبريت المرجيحه .. ياواش ياواش يامرجيحه .. ماتخضيهاش يا مرجيحه .. ليبدأ الحوار الساخن بعدها .. هل أول من غنى ياواش ياواش كان سلامه حجازى أم نجيب الريحانى فى أحدى مسرحياته .. و تدور السهره العامره الكل مشتركون .. و الكل سعداء .. و مها الجبالى تنتهز الفرصه فتغنى طلعت ياماحلى نورها .. فالساعه قاربت من الرابعه فجرا .. و كيمو عاوز يروح
................
أدخل المحل عصرا للغذاء .. تفاجئنى مارى بظرف أصفر كبير ..
أيه ده يامارى ؟
دول تلاتين ألف جنيه سابهملك استاذ جمال المحامى .. بيقولك مبروك كسب قضية شيك المنصوره و الراجل دفعله الفلوس
طيب و هو فين أستاذ جمال ؟
سافر البحيره عشان قضية مدام فاطمه بكره .. ادعيلها.. و على فكره أنا أخدت منهم خمسميت جنيه .. و لما تكسب مدام فاطمه قضيتها هاخد منها برضه خمسميه .. عشان نعمل ليله بمناسبة القضايا اللى كسبتوها
ماشى يامستبده
..............
ليلة شم النسيم .. السهره عامره .. تمر مارى بثقه كبيره على كل الحضور .. كل واحد يعلى بعشرين جنيه
اتفضلى .. نسلمها المطلوب دون سؤال.. فهى مستبده
ينسحب عادل من لسانه و هى تستدير بالحصيله التى جمعتها من الكل متسائلا بسرعه قبل أن يختبىء تحت الترابيزه .. بتوع أيه العشرين جنيه دول ؟
ترد مارى بنظره من فوق كتفها و بنبره واثقه جدا .. بكره شم النسيم
لا نفهم شىء .. لكن بطبيعة استسلامنا لاستبدادها المحبب ننظر لعادل الذى عادت رأسه للظهور من تحت الترابيزه بانصراف مارى .. نسارع جميعا معلنين تأيدنا لما فعلته المستبده و موجهين العتاب لعادل المسكين .. أيه يا أخى ؟ أنت مش عايش فى الدنيا ؟؟ بتقولك بكره شم النسيم .. عاوز أيه يعنى .؟. اللاه ؟؟ ده انت غريب قوى
تمر فتره و كلنا مبتسمين على رد فعلنا لما حدث .. ثم تعود ميرى تقود أحد العمال حاملا صينيه عليها ألوان .. أى الله العظيم ألوان .. و بصمت مريب و ابتسامه متجبره تبدأ فى توزيع الألوان على الترابيزات .. نستقبل الألوان بدهشه و صمت .. يتلو الألوان عامل آخر يحمل أطباق فيها بيض مسلوق .. كل واحد دستة بيض
ينتهى التوزيع و الجميع صامتون .. تقف مارى فى منتصف المحل .. تمسك الميكروفون .. تقول باقتضاب .. كل سنه و انتوا طيبين .. البيض الملون هانبعته دار الأيتام اللى فى أول طريق السماعيليه بكره
نتجمد صامتين قليلا
تأمرنا بابتسامه .. لونوا ..
نخلع جميعا جاكتاتنا .. و نشمر الأكمام .. و السيدات يفردن المفارش على ملابس السهره .. و ننهمك جميعا فى التلوين .. و أمل الجبالى تفلت من علقة البيض الملون لتنهمك فى غناء الربيع لفريد الأطرش
.................
أبان نشاطى فى تصدير الحاصلات الزراعيه كنت كثيرا ما استخدم الطريق الزراعى فى السفر .. لأمر على محطات تعبئة البطاطس خصوصا فى الشتاء .. موسم التصدير .. و طبعا أترك خط سيرى لربة الأسره مارى قبل سفرى .. حتى لا تقلق على .. و فى أحدى السفرات كان الجو سيئا للغايه .. بل وردت أخبار عن أغلاق المطار بسبب العواصف .. و خلال عودتى من الأسكندريه ألى القاهره أنتهى شحن تليفونى المحمول دون أن أنتبه.. و لصعوبة الطريق الزراعى فى الأمطار الغزيره أتأخر .. و أعود للقاهره فى حوالى الحادية عشر ليلا .. متوجها رأسا ألى ستايل فأنا لم آكل شىء من الصباح و أحلم بطبق حساء ساخن .. ما أن أدخل ستايل حتى ألاحظ الوجوم الشديد و النظرات شبه المعاتبه لكل الموجودين .. و تزعق مارى من آخر المحل .. أنت كنت فين ؟
فين ايه ؟ مش قايلك أنى مسافر النهارده
طب و قافل تليفونك ليه ؟ جننتنا يا شيخ ..
......
أدخل بقى اقعد .. و كلم ناير قوله يقول لصحابه بتوع المرور أنك جيت .. ده قالب الدنيا عليك كنا خايفين تكون جرالك حاجه
يالله .. أسره حقيقيه تقلق لغيابى فى الجو السيىء .. اسارع بالجلوس بين مصطفى و أمل و أتلقى لومهم لى على غيابى المقلق .. لكن ألاحظ استمرار و جومهم و تجهمهم .. بل ألاحظ ايضا عدم وجدود أطباق طعام أمام الجميع .. كل الترابيزات لا تأكل .. اسأل أمل .. هو فيه أيه ؟
ترد باقتضاب .. لأ بس كنا قلقانين عليك أنت و كابتن محمد ( الطيار ) رحلته كانت النهارده يرجع من أيطاليا.. و لسه ماجاش .. و مش عارفين أخبار
فجأه تدخل مدام نهله .. العامله فى مصر للطيران ترفع تليفونها فى الهواء مبتسمه و تبشر الجميع .. الطياره نزلت الحمد لله .. كنت باكلم المطار .. و هو جاى على هنا دلوقتى
ياالله .. قلق على غيابى و غياب كابتن محمد .. الذئب المتوحد مثلى .. و تتسخر كل أمكانيات المجموعه للأطمئنان على الغائبين .. لحظات و يدخل كابتن محمد الغائب الأخير .. و يصخب المحل بالضحكات ..و يبدأ الكل فى تناول عشاء شهى حرموه على أنفسهم مادام منهم غائبين ..ويشرع كابتن محمد فى توزيع محتويات حقيبته من طلبات المجموعه التى لم ينساها رغم ظروف عمله .. فهذا الدواء لوالدة أحمد من ألمانيا .. و تلك ديسكات الكومبيوتر لمصطفى .. ويصدح صوت مها الجبالى بحمد الله على السلامه يا ابو أجمل ابتسامه ... أسره حقيقيه و حاله اجتماعيه نادره
.................
بالتعود و التقارب الأسرى الحقيقى .. صار معتادا أن تطلب عشاء مثلا من فيليه مشوى .. فيأتى رد مارى : لأ
ليه لأ يا مارى ..؟ نفسى فى الفيليه
قلنا لأ .. مدام فاطمه عامله ملوخيه و عازمانا كلنا عليها .. هى جايه دلوقتى
أو نطلب حلوى بعد الطعام فيكون الرد كالسابق بالأمتناع عن تقديم أى حلوى .. فحرم جوزيف أعدت أم على .. يعنى أيه تكسفوها ؟
أو يطلب أحدهم طعام فيكون الرد لأ .. فارس جابلنا امبارح سمك و كابوريا من اسكندريه .. الشيف شغال فيهم دلوقتى .. الأكل النهارده سمك .. يعى عاوز تكسف فارس ؟
.............
طبيعة التعاطف الأجتماعى تظهر بشده فى الظروف الصعبه . يشكو جوزيف من عيب فى صمام قلبه .. يستلزم الأمر جراحه فى القلب .. قبل أشقاؤه نكون نحن بجوار أسرته .. د. هشام ح يرتب للجراحه .. و نخضع جميعا لفحص فصائل دمنا استعدادا ليوم العمليه حيث قد يحتاج الجراح للحصوا على دم .. و يوم العمليه تشهد المستشفى التى يديرها صديقنا تجمهر حقيقى .. خمسه حضروا من الصباح الباكر وضعوا أنفسهم تحت تصرف الطبيب استعدادا للتبرع بالدم .. الباقين حول زوجة جوزيف و أولادهم .. المشهد المصرى الراقى ... الجميع تقريبا يقرأ فى كتابه .. ناير و عماد و مارى أمسكوا أناجيلهم .. انا و مصطفى و فاطمه و احمد و امل امسكنا بمصاحفنا .. كلنا منهمك فى قراءة كلام الله أثناء أجراء العمليه .. ولا تبتسم وجوهنا ألا بعد خروج الجراح معلنا النجاح... و تستمر الحياه سعيده
وفى أول لقاء بعد الجراحه الناجحه .. يشدو مصطفى شجنا .. بأمانه عليك ياليل طول .. و هات العمر من الأول
......................
من عامين تقريبا .. و لظروف الكساد الأقتصادى البشع الذى تعيشه مصرنا الحبيبه المسكينه .. تنخفض أيرادات ستايل ..حتى نحن الرواد المعتادين .. لم نعد بقدرتنا السابقه على الأنفاق .. يجتمع الملاك .. يفحصون الأوراق مع المحاسبين .. الخسائر كبيره .. يباع ستايل لملاك جدد لا نعرفهم .. و يتغير اسم المحل ألى اسم آخر لا أذكره .. لكن .. تنتهى حقبة ستايل .. الواحه الجميله التى أعادتنا فتره ألى زمن جميل فى زمن القبح الردىء
مازلنا اصدقاء .. مازلنا نتواصل على فترات متباعده .. لكن .. لا يوجد لنا ملاذ آمن .. و نحمل بين أضلعنا ذكريات حميله .. نجترها أحيانا لنستعين بها على تجاوز .. الزمن الردىء
شكرا يا فننس .. روح أنت بقى عشان أنا هانام بدرى

Thursday, March 22, 2007

تحديث و متابعه لابد منهما ... أو العطش القادم

استكمالا للموضوع الكابوسى الأسبق و الذى أصابنى أنا نفسى بنوبة كآبه عارمه و المتعلق بأهداف أمريكا و أسرائيل بالتبعيه فى أفريقيا و أطماعهما فى منابع النيل , و تخيلاتى حول التغيرات السياسيه فى مصر و علاقتها بالموضوع .. أنقل هنا نص ما نشرته جريدة المصريون الألكترونيه حول ما يدور حاليا على أرض الواقع بخصوص مياه النيل .. أو المعركه القادمه لا محاله

كتب أحمد حسن بكر (المصريون): : بتاريخ 5 - 3 - 2007
ذكر تقرير لوكالة "يونيتيد برس" الإخبارية أن البنك الدولي ووكالة التنمية الكندية يخططان لتمويل مشروعات لإقامة السدود وكذا محطات كهرومائية في عدد من بلدان منابع النيل. وقال التقرير إن خطط البنك الدولي الخاصة بشأن تمويل إنشاء سدود عملاقة في بعض دول حوض النيل تلقى انتقادات ومعارضة كبيرة من دول أخرى من دول الحوض مثل مصر لأنها ستؤثر سلبًا على حصصها.وأشار إلى أن البنك الدولي يروج لهذه الخطط قائلاً: إن إقامة مثل هذه السدود والمحطات الكهرومائية سيتيح توفير الطاقة الكهربائية لمعظم دول الحوض من خلال ربط الشبكات الكهربائية لدول الحوض وستعمل على زيادة معدلات التنمية الاقتصادية لدول المنبع.وأوضح أن كينيا وأوغندا ستكونان من أولى الدول التي قد تستفيد من تمويل البنك الدولي أو وكالة التنمية الكندية. وكان البلدان أعلنا منذ شهرين انسحابهما من اتفاقية حوض النيل الموقعة إبان الاحتلال البريطاني لمصر والتي حددت حصة مصر من ماء النيل بـ 59 مليار متر مكعب من المياه سنويًا. وهددت كينيا بإقامة عدد من السدود على بحيرة فيكتوريا والتي تعتبر أهم روافد مياه النيل المتدفقة لمصر، الأمر الذي يمكن أن يؤثر بشكل كبير على حصة مصر من ماء النيل يذكر أن الولايات المتحدة وإسرائيل تنفذان مشروعات في عدد من دول الحوض بهدف إحكام سيطرتهم على منابع النيل للضغط على مصر والسودان في الوقت الذي تؤكد مصر دوما أنها تراقب ما يدور في منابع النيل عن قرب
أنتهى الخبر المنشور .. أعتقد أن تخيلاتى بدأت تقترب من التحقق ولو فى أحد جوانبها
آسف لكابوسية الموضوع .. لكن تلك هى الحقيقه
أضيف لما سبق نص الخبر التالى عن صحيفة المصريين الألكترونيه ,و نصه

كتب عوض الغنام (المصريون): : بتاريخ 19 - 3 - 2007
قررت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" إقامة قاعدة عسكرية شمال شرقي تشاد تعد هي الأكبر من نوعها في القارة الأفريقية حيث تزيد عدد القوات الملتحقة بها عن الثمانين ألف جندي.ولا تبعد المنطقة التي ستقام عليها القاعدة الأمريكية خلال 18 شهرا عن مثلث الحدود المصرية الليبية السودانية المشتركة سوى بضعة كيلومترات مما يمثل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري. وتهدف القوة العسكرية الأمريكية التي ستسمى باسم "قيادة أفريقيا" إلى تطويق الدول المناهضة للسياسة الأمريكية بالقارة وفي مقدمتها السودان الذي يرفض التجاوب مع مطالب الولايات المتحدة بنشر قوات دولية في إقليم دارفور.وستكون من أولى مهمات القوات الأمريكية التدخل في أزمة دارفور في حالة فشل المساعي الدولية لحلها، وإصرار حكومة الخرطوم على رفض مقترح الأمم المتحدة بنشر 22 ألف جندي بالإقليم.وأكد مصدر مسئول بالسفارة الأمريكية بالقاهرة أن فكرة إقامة القاعدة العسكرية ترجع إلى وزير الدفاع السابق دونالد رامسفيلد الذي وضع أسسها قبل مغادرته "البنتاجون" منذ شهور ويستكمل المشروع حاليًا خلفه روبرت جيتس.يأتي هذا في الوقت الذي ستلتقي فيه وزيرة الخارجية الأمريكية كوندوليزا رايس الرئيس مبارك يوم السبت القادم بالقاهرة عقب اجتماعها المرتقب مع وزراء خارجية الإمارات والسعودية ومصر والأردن في أسوان.ويتوقع أن تدور مباحثات رايس مع الرئيس مبارك حول القضايا التي ستناقشها القمة العربية المقرر عقدها بالرياض يومي 28 و29 مارس الجاري، وأن تبلغه أيضًا رسالة تطمينات بشأن المشروع العسكري الأمريكي الكبير القريب من الحدود الجنوبية المصرية
لا أجد بدا من فتح ملف عندى للموضوع .. و قد اسميه المد الأمريكى و الجزر المصرى فى أفريقيا و منابع النيل .. و للأختصار قد أسميه .. العطش القادم.

Monday, March 19, 2007

الظرف التاريخى , الذكريات و سيدة الحضاره .. أو تلاعب التلاعب

عذرا لأبن رشد الفيلسوف و المفكر الأسلامى العظيم حيث اقتبست عنوان موضوعى من عنوان كتابه الرائع تهافت التهافت , و الذى وضعه ردا على كتاب تهافت الفلاسفه للغزالى
___
الظرف التاريخى الملح حاليا هو تعديلات الدستور .. و التى أراها تلاعبا بقواعد اللعبه التى سبق التلاعب بها أساسا .. فالتلاعب هنا سيكون بالمتلاعب فيه من أساسه , او المتلاعب فى أساسه من ألأساس .. و اختصارا للموضوع يمكن الرجوع للخبر المنشور فى الصفحه الأولى من جريدة المصرى اليوم الصادره فى 19 مارس بعنوان منظمة العفو الدوليه تقول التعديلات أخطر انتهاك لحقوق الأنسان
أما الذكريات فقد أثارها موضوع كتبه السيد مينا ملاك فى جريدة المصرى اليوم الصاره أمس بعوان ديموقراطية زمان , اختصر فيه كارثه اساسيه تسببت فى كوارث متلاحقه كالمتواليه الهندسيه على مر نيف و خمسون عاما وهى وضع الدستر الحالى للبلاد أبان حقبة النظام الناصرى
و طبعا لا يأتى ذكر الحقبه الناصريه الآن ألا و يدوى السؤال و التساؤل حول جريمة الحرب النكراء التى ارتكبتها أسرائيل فى حق الأسرى المصريين عام سبعه و ستين , و أجدنى لا أعفى النظام الناصرى من المسؤليه المشتركه عن تلك المذبحه و الجريمه البشعه .. فلولا انكسارنا .. لما جرؤ أحد على ذبح أولادنا كالنعاج
ثم تطبق على رأسى سيدة الحضاره هيباتيا بتعليقها الرائع على موضوعى الأخير , مثيرة للفكر و التدبر , موحية ( سامحها الله ) بموضوعى الحالى الذى أعد بأنه لن يقل كآبه عن سابقه بعون الله تعالى
____
أزمة مارس عام أربعه و خمسين , يمكن الرجوع لموضوع مينا ملاك أعلاه للحصول على وصف مختصر لها .. أو الرجوع لكتب التاريخ ذات العدد اللانهائى للحصول على تفاصيلها , لكن الأزمه أو الحدث التاريخى ذاته أدى فى النهايه ألى وضع دستور مشوه يحكم بلادنا الحبيبه , الغرض الأصلى فيه هو تأليه الفرد الحاكم و استحالة الرجوع عليه ولا على أيا من أعوانه .. تبع ذلك قرارات تتنافى مع أغلب قواعد الشرعيه المتعارف عليها من حفظ الحقوق و حماية الملكيات الفرديه , و تأمين المواطن على نفسه و عرضه و ماله .. بدأت القرارات المدعومه بشرعيه دستوريه سبق التلاعب فيها اساسا لتقنين الأجراء الغير شرعى .. بدأت بالتأميم أولا .. أى انتهاك مال الفرد المؤمن عليه فى الأصل بشريعة أى دوله تحترم حقوق الأنسان .. و لما حصل النظام الطاغيه على الأموال الطائله , و صار ينفق منها بغير حساب على أتباعه و مريديه مشتريا أصوات و ميول الشعب و العامه الواقعين تحت التغييب ,المهللين لبطولة النظام فى تحويل رأسمالية الفرد ألى رأسمالية الدوله , و الفرحين بالخمس فدادين و الوظيفه الميرى ( عند أول عملية توريث شرعى بوفاة المستفيد من الأصلاح الزراعى انخفض نصيب الفرد من خمسة فدادين ألى أقل من فدان .. و انتهى الأمر بالأجيال اللاحقه للعمل كسائقين و عمال فى العراق و الخليج .. بينما تم تجريف أرض الدلتا الخصبه و تدمير قدرات مصر الزراعيه بل و منع أى تفكير فى تنميتها بالتغير الجغرافى ) و لما شعر الطاغيه بتمام التغييب و غرق الشعب كله فى حالة استمناء سياسى جماعى .. طا طغيانه بعد أموال الناس كرامتم و رأيهم .. فصارت السجون و المعتقلات .. و انتهت حقوق العمال المعلنه سلفا كجزء من التغييب ألى شنق البقرى و خميس على باب المصنع .. و انقلبت ارفع رأسك يا أخى ألى أحداث كمشيش و كرداسه ..و بعد أن تعامى الشعب على سلب أموال بعضهم .. صار على الشعب الذى خضع لقواعد لعبه متلاعب فيها .. صار عليه الخضوع لسلب ألأعراض و الكرامه و الرأى .. و بدأت هجرة الرؤوس .. أو هروب المفكرين من مصر .. فأما ألى أوروبا و أمريكا أو ألى دول النفط الوليده وقتها .. و يبدأ استنزاف العقول و المهارات بعد استنزاف المال و العرض و الكرامه ... لا يقنع الطاغيه أبدا بما سلبه من الشعب حتى الآن بشكل مقنن تماما بناء على قواعد اللعبه ( التى سبق التلاعب فيها ) فيطمع فى المزيد من المجد الشخصى .. فلقى بخيرة أبناء مصر العرب المسلمين فى أغلبهم ليقوموا بغزو بلد عربى مسلم بأغلبه .. و هو اليمن .. و يسقط الصرعى من الطرفين العربيين ( و لا أقول شهداء أبدا .. فالمسلم كان يقتل المسلم هناك ) و تستنزف الآله العسكريه المصريه تماما ناهيك عن القدرات الأقتصاديه .. و يعود الجيش بخفى حنين من اليمن .. مستهلكا مستنزفا و كأنه مجهز للهزيمه الكبرى
لابد عند هذا الحد من السرد تذكر السيناريو المكرر لقائد آخر خدم أسرائيل و أمريكا خدمة العمر .. هو صدام حسين .. الذى تلاعب بدستور بلاده أولا .. فصار نصف أله بين شعبه .. و لما تعاظمت قوته شرع فى غزو بلد عربى مسلم شقق هو الكويت .. و استنزف جيشه و شعبه .. وأعدهم لهزيمه نكراء ضاعت بعدها العراق تماما
أعود لمصر و تاريخها .. و كما انقلبت حقوق العمال لشنق العمال , و كما تحولت ارفع رأسك يا أخى ألى معتقلات مفتوحه لا يعلم ألا الله أولا ثم الشيطان ماكان يجرى فيها .. تحولت هانرمى أسرائيل فى البحر ألى انسحاب مهين و مجزره حقيقيه للجيش المصرى الباسل .. هزيمه مروعه .. انكسار مابعده انكسار ..نهايه مأسويه لحلم غيب المصريين فغابوا فيه
و لم يكتف الطاغيه بذلك .. بل كرر سيناريو تحريك المظاهرات الذى قام به أبان أزمة مارس ليمرر تلاعبه بقواعد اللعبه و هى الدستور .. فسير المظاهرات لتهتف لا تتنحى .. بدلا من الهتاف العادل و المطالبه بحساب المسؤل عن الأنكسار و الهزيمه .. و استلام أسرائيل لخمس مساحة مصر و أغلاق قناة السويس التى دفع ثمن تأميمها شعوب ثلاث مدن رئيسيه فى مصر .. و انهزام المصرى تحت وطأة الطغيان من جهه .. و الأنكسار من جهه أخرى
كملخص .. بدأت القصه بالتلاعب فى قواعد اللعبه .. و انتهت بالانكسار
...
يأتى السادات رحمة الله عليه .. يتسلم الأرض محتله و الكرامه مهانه .. و الأقتصاد دون الأفلاس .. و مراكز القوى التى ابتدعها النظام الناصرى تطيح بكافة الحقوق الأستحقاقات .. بعبقريه و أخلاص يغير السادات الوضع .. يحارب بشجاعه و ذكاء .. بعد أن خلص البلاد من مراكز القوى مستفيدا من غبائهم السياسى الأصيل .. ثم
يقع السادات البطل فى فخ احتياجه للتلاعب بقواعد اللعبه مره أخرى .. و هى القواعد التى سبق التلاعب بها أصلا .. فيعدل الدستور فيما سمى وقتها بتعديل الهوانم , و يتحول العبقرى البطل بعدها مره أخرى ألى ..نصف أله .. و تدور دائرة الطغيان .. فتنفتح مصر على البحرى لأسواء تيارين مرا بها على مر الزمان بعد التيار الناصرى .. تيار التأمرك القادم من أسرائيل رأسا .. و تيار الوهابيه و التصحر القادم من الخليج رأسا .. و لا تكتفى مصر باستبدال ثوبها فقط .. لكن تغير ملامحها أيضا .. فأنيس منصور صاحب الأرواح و ألأشباح بدلا من هيكل .. و عدويه و كتكوت الأمير بدلا من السيده أم كلثوم و حليم .. و يتساوى نجيب محفوظ مع هنديه و سحر حمدى .. فكلاهما فنان .. يمارس الفن
..
و من أعمالهم يسلط عليهم .. فيقتل السادات ..و لا أظن مؤامرة اغتياله ألا امتزاجا و تعاونا وثيقا بين التيارين الكريهين الذان أدخلهما لمصر .. الوهابيه و التأمرك .. فما أظن التخطيط و الترتيب الدقيق للأغتيال ألا صنيعة المتأمركين .. و التنفيذ جاء واضحا بصنيعة الوهابيين المتأسلمين
....
و تسقط مصر فى قبضة مبارك .. و بقواعد تم التلاعب فيها مؤخرا ( بتعديل الهوانم ) بعد أن سبق التلاعب فيها أساسا أيام الناصريه .. و كما انهزمت مصر عسكريا و جغرافيا فى عهد ناصر بقواعد لعبه متلاعب فيها .. و كما انهزمت مصر حضارة و تقدما فى عهد السادات بعد التلاعب بقواعد اللعبه -الملعوب فيها قبل كده - تنهزم مصر تحت وطأة فساد غير مسبوق و لا فى عصور المماليك .. تنهزم مصر من الداخل و من الخارج .. تتنحى مصر كلها من خريطة الكره الأرضيه ..و نهان و نذل .. و ننهار .. ألانكسار أعظم من الهزيمه .. و كسابقيه لا يشبع الطاغيه .. و يبحث عن تقنين لمزيد من القهر و القمع حيث أن أفلاسه الأقتصادى يمنعه من ترضية الشعب و شراء الأصوات كما فعل سابقيه .. و لايجد الطاغيه بديلا عن التلاعب بالقواعد المتلاعب فى أساسها مرتين حتى الآن .. فتأتى التعديلات الدستوريه الحاليه .. و التى لا أظنها ألا جارى الموافقه عليها قانونيا و شرعيا وفقا للقواعد الموضوعه .. لتصبح مصر محكومه بشريعه تصفها منظمة العفو الدوليه بالكارثه الأنسانيه .. فلا نستبعد أن يكتب عنا العالم فى القريب كما يكتب عن دارفور أو الصومال .. فنحن شعب منتهك و بالتعديل سيصبح شعبا منهكا من الأنتهاك
___
و الحل ؟
سؤال وجيه جدا .. و للمفاجأه و من باب التغيير .. سأحاول ألا أكون كئيبا جدا .. و أحاول فيما يلى طرح ما قد أراه مخرجا و الله المستعان
من واقع التاريخ الحديث و دون الدخول فى نظريات معقده مبهمه فى أغلبها , التغيير فى أى دوله بفعل القوى الداخليه ( و أعوذ بالله من التغيير بفعل قوى خارجيه ) لا يأتى ألا عن طريق من اثنين لا ثالث لهما
..
أولا :الأنقلاب العسكرى , أى تحرك القوه العسكريه لفرض التغيير فى نظام أو تكوين النظام الحاكم , و هذا الحل رغم نجاحه فى موريتانيا و رومانيا مثلا من قبل .. ألا أنه يشتمل عموما على مخاطره كبيره و يصعب للغايه التكهن بعواقبه أو مآله , و ما الثوره المصريه ألا نموذج واضح للغايه على فشل العسكريين فى أتمام تحول ديموقراطى ناجح , أيضا يواجه أى تغيير بالقوه العسكريه مشكله كبيره فى شرعيته و من ثم الحصول على الأعتراف الدولى به ناهيك عن تقديم المؤازره اللازمه له .. فمهما تحدثنا عن الشرعيه الثوريه , فأن المنطق حين يكون مصدره خلف الدبابه .. يصعب تقبله حتى لو كان المنطق صحيحا , يضاف على ذلك ماهو معروف بالتجربه عن الولع الساذج للفرسان بمقاعد الحكم أذا ماوصلوا أليها .. طبعا موريتانيا و رومانيا و السودان نسبيا ( أعنى أيام الطيب الذكر الفريق عبد الرحمن سوار الذهب ) نماذج استثائيه تؤكد النظريه ولا تنفيها , ألا أن التجارب الأنسانيه فى أغلبها تشير ألى صعوبة تخلى العسكريين عن السلطه و العوده لثكناتهم تحقيقا لتحول الديموقراطى .
يضاف ألى ماسبق وضع مصر الخاص , و أحتفظ بالأسباب لنفسى لكنى أؤكد على استبعاد تحرك الجيش المصرى بأى صوره تشتمل على مبادره منه للتغيير أو المعارضه حتى للتوريث
...
ثانيا : التغيير بالقوى المدنيه , بمعنى تحرك شعبى بمبادره تخرج من بين الثيوقراطيين و الأوتوقراطيين أولا , و بشكل يضغط على القوى المسيطره لتحقيق التغيير , هذا الحل نجح فى بولندا و أوكرانيا بصوره جيده كمثال , فالمدنيين أيا كان توجههم أو تحركهم يستطيعون جذب تعاطف كافة المراقبيين بصوره تضفى على تحركهم كثير من الشرعيه , لكن على القوى المدنيه التى تزمع القيام بالمبادره التمتع بخمسة شروط ضروريه
أ- شرعية الأعتراض و المعارضه على قرارات النظام الحاكم دون أن يعتبر تصرفها نوع من مخالفة القانون , بمعنى أدق .. يجب أن تتمتع القوه الوطنيه المبادره بالحصانه القانونيه
ب- القدره على حشد مزيد من القوى الوطنيه بفاعليه و كفائه لتأييد التغيير الموزمع , و هذا الحشد فى حالة المدنيين لا يكون ألا نتيجة تمتع المبادرين باحترام المجتمع بشكل يرفع الشكوك عن نواياهم و يدفع المجتمع لأتباعهم
ج- الأطلاع الكامل على طريقة تغيير القوانين و التشريعات و أعداها و مسارات العمل الشرعيه منعا للتجاوز فى الأداء و أضفاء مرجعيه مقبوله لتصرفاتها
د-القدره على التنظير الأستراتيجى للمجتمع مع الدرايه العميقه باحتياجاته و أمراضه حتى يأتى التغيير مواكبا لتطلعات و طموحا المجتمع و معالجا لعواريات و أمراض الأمه , و بشكل يستدعى التضامن مع أجراءات المبادرين
هـ - القدره على كسب احترام و تعاطف و من ثم احترام العالم الخارجى لضمان الأعتراف بالتغيير و مساندته أذا استدعى الأمر
وبنظره شامله .. لا تجتمع الصفات الخمس السابقه ألا فى فئتين .. نواب الشعب ..و القضاه
و بتحليل مبدئى لحال الفئتين يتضح أن أغلبية نواب الشعب تابعين بالحتميه للنظام المطلوب تغييره .. بينما العكس صحيح فى حالة القضاه .. فأغلبيتهم معارضين ألى درجة الخصومه للنظام المطلوب تغييره .. و بالتالى .. لا توجد فئه قادره على المبادره بالتغيير فى مصر سوى .. القضاه
و لنتخيل معا تحرك جماعى - لا يستلزم الأجماع - للقضاه .. بالعصيان المدنى مثلا , فورا سيتبعهم المحامين .. و غالبا الصحفيين أو أغلبهم .. يليهم المهندسين فالأطباء و احتمال اساتذة الجامعات فالمعلمين .. حالة عصيان مدنى محدد المطالب شرعى الأهداف .. ساعتها التحرك الشعبى سيكون هائلا ..من المؤكد أن مثل هذا التحرك سيستوجب تعاضدد و مسانده دوليه ألى درجه كبيره , قد يستتبعه تحرك من القوى العسكريه فى اتجاه التحالف مع شرعية المعارضه .. و ساعتها يسقط النظام .. و يبدأ التغيير
قد أسمح لنفسى بالتمنى بل و الحلم بقيام القضاه بالمبادره .. و أتوقع عندها تتابع السيناريو المتفائل - الغريب على طبيعتى - على النحو المذكور أعلاه
بداية المأساه كانت من القواعد الشرعيه .. و الخروج منها لا أراه يكون ألا برجال التشريع المحترمين .. تحديدا .. القضاه
قد أكون أسرفت فى تفاؤلى .. لكنى عموما أرحب بالمشاركات كلها .. متفقين أو معارضين .. فعموما أراء من يهتم ستنير الطريق أكثر

Monday, March 12, 2007

دوائر الطغيان و الأنكسار .. و مناورات التقنين و التراضى .. تنويعات على الماجنا كارتا

شرعت فى الكتابه عن الطبقيه فى مصر من وحى مدونة الزميله حلم , مع فكرة تكملة موضوع عن الخصخصه و فكر الطرخانات فى سلوك المستثمر المصرى من وحى مناقشاتى مع صديقى اللدود ياسر , أو استكمال مابدأته عن واقع سيزيف و خطيئة المعابد و العباده فى حضارتنا العربيه من وحى رفيقة القلب و العقل عشتار , أو حتى تسجيل ملاحظات اجتماعيه صارت تبرز كالعلامات فى حياتنا من واقع كتابات الراقيه أيمان .. لكن الظرف الحالى استفزنى بشده , و أظنه استفزازا أيجابيا .. فالغيره و أن كانت فى مجملها طبع مذموم , ألا أن الغيره من الناجحين بدافع العمل على اللحاق بهم أظنها سلوكا محمودا .. فكيف لنا أن نتقدم أذا لم نعمل على منابذة السابقين ألى النجاح و مقارعة المتفوقين ؟ وبالنظر لما يحدث فى كل من موريتانيا و أيران و اسرائيل .. اشعر بغيره شديده .. و القصه كلها فى التالى
__________

ماجنا كارتا هو النطق الاتينى لكلمة العقد الأعظم أو الأكبر , أو الوثيقه المقدسه .. و هو مايشير ألى وثيقة البيعه بين الحاكم و المواطنين بأشراف السلطه الشرعيه .. و أظن أول ظهور لهذا العقد كان فى انجلترا فى القرن الثانى عشر الميلادى وكان بين الأسره الحاكمه و المواطنين ممثلين فى نبلائهم و حكمائهم و فرسانهم و بأشراف البابا فى روما كمصدر للشرعيه و القدسيه اللازمه لأعتماد عقد أو وثيقه بتلك الأهميه و بهذا التقديس , و بوجه عام صار تعبير الماجنا كارتا معبرا عن أقدم الدساتير فى العالم بعد الميلاد , و يرمز فى مضمونه ألى العقد بين أى نظام حاكم و مواطنيه .. فالماجنا كارتا الأولى وضعت بمنهج عقلانى الى أقصى حد متعارف عليه وقتها , فالأمه – أى أمه – اختارت بطريقه تملى عليها اليقين مرجعا تشريعيا واحد و محدد ( فى حالة الماجنا كارتا الأولى كانت الكاثوليكيه ) و الأمه من داخلها صعدت بطريقه متفق عليها نبلائها و فرسانها و فى النهايه زمرة حكامها و حكمائها , من هذا الخليط ارتضت الأمه حاكما محددا يعاونه مجموعه / طغمه محدده وذلك بشروط محدده مقبوله و ملزمه من جميع أطراف التعاقد تحدد حقوق وواجبات كل طرف بشكل متوازن ألى أقصى حد ممكن , و تلك الشروط الممثله للعقد مباركه وفقا للشريعه المختاره سلفا .. و تحظى بالتقديس فى كل جوانبها تحقيقا لأستقرار و من ثم توازن الأمه حكاما و حكماءا و فرسانا و محكومين.

قد أرى تطابقا بين مفهوم الماجنا كارتا و الفهم الحقيقى للنص القرآنى الصريح . ( و أطيعوا الله و أطيعوا الرسول و أولى الأمر منكم ما استطعتم ).. فبعيدا عن روايات سلفيه وهابيه ممجوجه أو أحاديث منسوبه للرسول الكريم .. أرى أن النص القرآنى الصريح يلزم المحكومين بطاعة أولى الأمر الذين هم أصلا منهم و تم تصعيدهم للحكم بطريقة الأختيار على اساس المسؤليه و التقويم مادام الجميع ( الحاكمين و المحكومين ) مطيعين للشريعه التى ارتضوها .. و فى حالة مخالفة الحاكم الذى هو أصلا من تم تصعيده من ضمن المحكومين لأحدى الشرائع المرتضاه .. فالنص القرآنى أيضا واضح ( و الذين اذا أصابهم البغى هم ينتصرون ) أى .. على المظلوم أن ينتصر لنفسه من الظالم .. لا أزيد فى ما أعتقده تدبر للقرآن.. فلهذا مقام و مقال آخر

الماجنا كارتا منذ القرن الثانى عشر تعرضت ( كما تتعرض أى وثائق مقدسه أو غير مقدسه ) للكثير من النكران و الكفر بها أو بشروطها بعضها أو جميعها .. فمره حاكم طاغ تضامنا مع كنيسه فاسده ... و مره حكماء بغاه تضامنا مع حاكم سفيه .. و مره فرسان متهورون تضامنا مع نبلاء آبقون أو سلطه كنسيه طامعه ... و تارات انهارت الوثيقه تحت ضغط ظروف استثنائيه كالحروب و المجاعات و كافة أنواع الفتن و النوائب .. لكن دوما كانت روح الماجنا كارتا تبعث من جديد على يد شعوب واعيه ترفض القهر و تحلم بالمدينه الفاضله ...

لكن أخطر ما تعرضت له الوثيقه على مر التاريخ كان التحريف بغرض تقنين الأنتهاكات .. أى . . وضع غطاء شرعى على تصرفات فى أساسها غير شرعيه , بوضع نصوص فى الوثيقه .. تبيح بصوره أو بأخرى ارتكاب جرم أو أعفاء أحد أطراف الوثيقه من بعض واجباته و التزاماته .. أو أضافة مزيد من الحقوق لأحد أطراف التعاقد بشكل يخل بتوازن الوثيقه الأصليه و روحها و معناها , حيث أن زيادة حقوق أحد الأطراف يؤدى بالضروره لزيادة ألتزامات الطرف الآخر و أعباؤه .. بينما تخف أعباء الطرف المتمتع بالحقوق الزائده عن الطبيعى.. و بالتالى يختل توازن الأمه كلها لفقدان ميزان الحقوق و الواجبات لأعتداله و توسطه , فتاره يفرض التجنيد الأجبارى على الشعب ليس دفاعا عن أرض العقد لكن للحرب و الأعتداء على أراض أخرى بعيده و لصالح كنيسه طامعه فى الثروه متضامنه مع فرسان متهورين طامعين فى المجد و السلطه فتكون الحروب الصليبيه .. و تاره يكون مصادرة أملاك و أموال فئه من الناس دون وجه حق بتضامن فرسان متهورين و حكماء مغرضين و بأغراء للشعب المضلل الجائع الذى تواطأ مع حكمائه و فرسانه .. فتكون الشيوعيه التى أطاحت بطبقة نبلاء مستغلين .. و استبدلتهم بمستغلين .. غير نبلاء
أو اتفاق بين مشايخ و فرسان لتبادل أضفاء الشرعيه بعضهما على بعض .. متقاسمين ارضا و شعبا كاملا .. بل و منتجين و مصدرين لأفكار أحدثها يعود لألف سنه مضت .. فتكون الوهابيه و تكون العائلات الحاكمه فى الجزيره العربيه , أو ضلالات مشتركه بين فرسان متطرفين و حكماء مضللين لتكون النازيه و الفاشيه ..
____

و أمثلة الأنتهاكات كثيره بصوره تفوق الحصر على مر القرون العشر الماضيه .. يلاحظ دوما أن الأنتهاكات سواء بمخالفة الوثيقه أو بتحريفها لتقنين المخالفه .. كانت أطرافها غالبا هى أى فئات خلاف الشعوب .. فأما فرسان مع سلطه كنسيه أو ملك مع حكماء أو كنيسه مع ملك .. أو مشايخ مع مقاتلين .. و هلم جرا .. لكن من الثابت أن الشعوب لم تمارس من قبل انتهاكا للوثيقه أو شروطها ألا بطريقه واحده و تحت ظرف واحد
الشعوب دوما كانت تنتهك الوثيقه المقدسه فى ظرف غياب العقل .. و بقناعات مضلله تأتيها من حكمائها و قساوستها و مشايخها .. فينتهى الأمر بانتقاص حقوق الشعوب , و تقنين هذا الأنتقاص , مع تضخم حقوق الحاكمين و من تبعهممن حكماء و فرسان و رجال مقدسين .. فى توازن مختل لا يلبث أن يعرض الأمه كلها لسقوط مروع , لتعود الماجنا كارتا لتبعث من تحت رماد و أنقاض العهود القديمه الغير متوازنه
______

حتى يصل العالم ألمتقدم للشكل الحالى للديموقراطيات أو التطور الحالى للماجنا كارتا , فقد مرت الأمم بتجارب و خبرات أغلبها مؤلم .. بل و فيها من الدمويه ماتشيب له الأجنه فى بطون الأمهات , لكن بوجه عام فكل أشكال الديموقراطيه الحاليه من ديموقراطيه برلمانيه أو رئاسيه أو حتى ملكيه ( كانجلترا و هولندا و السويد مثلا ) كل هذه الديموقراطيات التى تتمتع بها الأنظمه المتقدمه ( شعوبا و حكومات يتمتعون ) هى تطوير و تنويع على العقد الأساسى .. الماجنا كارتا , و أكرر الفكره الأساسيه للعقد هى حفظ التوازن بين العناصر المكونه للأمه من حكام و محكومين و فرسان و حكماء و رجال دين و مقدسات .. فلا يطغى طرف على طرف
__

لابد هنا من الأشاره للحقيقه التى يجهلها الأغلبيه , و هى أن التوازن الذى تحققه العقود المثيله هو فى صالح جميع الأطراف بلا استثناء .. بما فيهم أطراف الحاكمين أو الفرسان أو المقدسين الذين غالبا مايكون تجديد العقد انتقاصا لحقوق اكتسبوها فى السابق دون وجه حق , فتوازن الأمه يحرر قادتها من مقاومة الشعب لقراراتهم حتى الحاد منها .. فالحاكم المنتخب بحريه و اختيار شرعى حقيقى يستطيع مواجهة خصومه فى الخارج أو الداخل بمنتهى الحده و الشجاعه بل و التهور أذا لزم الأمر ... فنظامه المنتخب الحائز على الشرعيه المبنيه على أصوات الجماهير يتمتع بقدره تكاد تكون لا نهائيه عل مواجهة و مخاصمة الغير بل و محاربتهم أذا لزم الأمر .. فالأمه المتوازنه بالشرعيه هى أمه صامده حتما فى وجه المعتدين و الطامعين .. بل أكثر من ذلك .. هى أمه قادره حتى على التوسع و التطور بل و ابتلاع الأمم الأخرى الفاقده للتوازن نتيجة عيوب فى العقد الخاص بهم

لكن فى حالة الحاكم الفاقد للشرعيه أى العامل فى ظل عقد غير متوازن فليس أمامه ألا حلين على المدى القصير
الأول هو الطغيان و التمادى فيه أما بقمع معارضيه تماما أو بالتلاعب فى قواعد العقد لتعديلها و تقنين طغيانه و فساده .. حتى يسقط الجمهور فى حيره شديده و يأس بالغ أذا ماحاولوا البحث عن السبل الشرعيه للتغيير ... فالمرجعيه الشرعيه بعد تعديل العقد و التلاعب فى قواعد اللعبه الأصليه , تصبح فارغه من مضمون العقد بل و تقدم فى ثناياها تقنينا يضفى الشرعيه على فساد و طغيان الحاكم , كأن يظل شعب ما يتغنى و يدافع عن الحريه و الديموقراطيه و التحرر ثم يرضخ بسهوله شديده لعملية توريث صريح للحكم , بل أن التوريث قد تم فى أطار شرعى تماما وفقا لقواعد اللعبه التى تم التلاعب بها من قبل .. و سوريا هى المثال الواضح لذلك حتى الآن .. قد يتبعها كوبا ثم الله أعلم


أما الحل الثانى فهو التراضى أى التعويض الجذيل عن الحقوق المسلوبه .. بمعنى ترضية الشعب بامتيازات و الأغداق عليه بالهبات و العطايا الغير مستحقه أساسا للأفراد , مع شرط مفهوم ضمنا أن هذه الأمتيازات مقابل سكوت الشعب و تغاضيه عن المطالبه بحقوقه , و التعامى عن فكرة العقد من أساسه .. فيتقبل شعبا ما الحكم الوراثى مثلا مصحوبا بتشدد كبير فى تطبيق ما يعتقده الحاكم و الحكماء المستفيدين شريعه مقدسه .. مع تجاهل أن الشريعه ذاتها حرمت وراثة الحكم كما حررت الناس ( الخليج مثالا واضحا ) وطبعا اتباع هذا الحل يستلزم سيطرة الحاكم على موارد اقتصاديه فائقة الضخامه ليستطيع منها سداد النفقات التعويضيه الازمه لأستقرار حكمه و لو مؤقتا

مره أخرى استشهد بنص الآيه القرآنيه الصريحه بخصوص شروط طاعة أولى الأمر منا , و قرنها بالأحاديث و الروايات المدسوسه عن الرسول الكريم منذ عهد بنى أميه ليتغير مفهوم القاعده من أولى الأمر منكم .. ما استطعتم .. وبشرط طاعة التشريع و اتباعه ألى أطيعوا أولى الأمر منكم فقط .. و الأغراق فى العبوديه لغير الله الواحد

هناك طبعا وضع خاص ظهر فى التاريخ بعد ظهور نظرية الأقتصاد الموجه و ابتداع رأسمالية الدوله بديلا عن رأسمالية الأفراد , قد أسميه هنا السيناريو الأنتقالى المرن بين الحلين السابقين , هذا الوضع أستوجب من الطواغيت أولا السيطره بالتأميم و المصادره على موارد اقتصاديه هائله كانت مملوكه فى السابق لأفراد أحرار تحميهم قواعد محدده .. و قام الطواغيت بتغيير قواعد اللعبه ليتمكنوا من السيطره على الموارد المشار أليها .. و من ثم أستخدام تلك الموارد فى الأنفاق على التعويضات المدفوعه للشعب للسكوت على طغيانهم و التعامى عن انحرافهم عن القواعد الأساسيه و تلاعبهم بقواعد اللعبه الأصليه .. الناصريه نموذج واضح للغايه هنا .. و أيضا التحول الشيوعى فى الأتحاد السوفيتى السابق .. ألا أنه فى هذا السناريو .. و لأنغماس الحاكم الطاغيه فى الأنفاق المبذر على أهداف لا تمت لصالح الأمه بشىء ( مثل تعيين كل الخريجين بالحكومه و القطاع العام مع محاربة النشاط التجارى الخاص و سداد رواتبهم دون عمل حقيقى بما يخلق بطاله مقنعه و يهدر القيمه الأقتصاديه للمنشآت المؤممه , الدخول فى حروب توسعيه لا عائد منها سوى شهرة الطاغوت , شراء مماليك تابعين فى الداخل و الخارج ... ألخ ) فسرعان ما تنفذ الموارد .. و خصوصا أن طغيان الحاكم هنا يخلق عدم توازن داخلى للأمه التى تفقد قدرتها على المواجهه مع الغير و سرعان ماتنهزم .. و من ثم .. يتعرض هذا النظام الطاغيه للأفلاس .. ولا يجد بدا من العوده ألى القمع الصريح حفاظا على مكتسباته ( خلاف النظام الناصرى هناك نظام القذافى و صدام الذان استهلكا مواردهما فى حروب غير مفهومه سواء ضد أيران و الكويت أو ضد تشاد فى حالة القذافى )


وطبعا فى الأحتمالين أعلاه و كذلك فى السيناريو المرن الأنتقالى بين الحلين تكون الأمه بكل عناصررها سواء حكام أو محكومين , تكون الأمه فاقده للقدره على مواجهة الغير تماما .. و تعجز بشكل فعلى عن الرفض أو المقاومه لأى أجراء يتخذه الأغيار ضدها .. ولا تملك هنا الأمه كلها سوى الحناجر لترتفع أما بالدعاء و أما بالسباب .. لكن .. لا فعل حقيقى فى مواجهة الغير أبدا .. حتى فى حالة الأعتداء المباشر على الأمه كلها بما فى ذلك طبقة الحاكمين .. و من هنا تبدأ التنازلات التى لا تنتهى ألا بسقوط النظام .. كنتيجه استراتيجيه حتميه لمخالفة أو التلاعب بقواعد الماجنا كارتا
بينما من البديهى أن الأمم المستقره تحت قواعد متوازنه للماجنا كارتا .. فهى تمتلك قدرات شبه لا نهائيه على المواجهه . و من ثم الرفض و رد الأعتبار بل و التوسع و ابتلاع الغير أذا استدع الأمر

___________

نظره ديجوليه على خريطة المنطقه مره أخرى .. الشرق الأوسط من أيران شرقا و حتى موريتانيا غربا .. و من تركيا شمالا و حتى الصومال و مايتلوها جنوبا .. البحث هذه المره عن كيان دوله متوازن و تركيب نظام قوى .. و شروطه ببساطه وجود حاكم يتمتع بالشرعيه .. يحكم شعبا فخورا بانتخابه و بالتالى يصح العقد الأساسى للوطن .. للدوله ... للنظام .. للهويه
هل تشاركونى فى البحث ؟
هل توصلتم لنتيجه بعد ؟
أفردوا الخريطه أمامكم .. و لنبحث معا .. أى ألأمم يتمتع نظامها بشرعيه حقيقيه , و يستمتع شعبها بدستور مصنوع فعلا لخدمة أهداف الأمه ؟؟
من تركيا شمالا حتى الصومال جنوبا و من أيران شرقا حتى موريتانيا غربا لا توجد سوى ثلاث أمم فقط تتمتع باستقرار و توتزن الماجنا كارتا خاصتها .. تلك الدول بالترتيب من الشرق ألى الغرب هى
أيران
اسرائيل
و أخيرا .. موريتانيا


فقط ثلاث دول اعتبارا من اليوم .. بعد أن كانتا اثنتين فقط بالأمس حيث أنضمت موريتانيا لهم بعد أجراء انتخابات رئاسيه حره لأول مره فى تاريخ دوله فى الشمال الأفريقى كله

الأمم الثلاث متمتعين بالخضوع لعقد متوازن بين النظام الحاكم فى كل منهم و بين المحكومين و باقى عناصر الأمه .. و بالتالى فلديهم قدره هائله على المواجهه و العناد بل و حتى الطغيان على الغير أذا استدعى صالح الأمه ذلك ..
فأيران تتحدى العالم أجمع و تنتج طاقه نوويه و صواريخ بعيدة المدى و تطور بحريه متفوقه
أسرائيل تعلن ببساطه عن جريمة قتل الأسرى المصريين ولا تخشى لائمة لائم .. و تشرع فى هدم الأقصى بالفعل عن طريق حفائر تحت المسجد و هى تستمتع بأمان تاااام .. لا تتوقع من أحد أى أجراء سوى .. رفع العقيره و شحذ الحناجر بالغناء و الدعاء و بعض السباب
أما موريتانيا التى تنتمى اقتصاديا ألى المجموعه الأفقر من دول العالم الثالث .. فهى تستطيع ببساطه شديده قطع علاقاتها مع أسرائيل بمجرد أتمام تنصيب الرئيس المنتخب
بينما مصر .. تصمت صمت الغانيه الرخيصه أمام قوادي و بلطجية الماخور و هم يتناوبوها بمهانه .. حين تعلن أسرائيل عن قتلها للأسرى المصريين فى سيناء .. أو تعلن رفضها لوقف حفريات تحت المسجد الأقصى
طبعا .. مصر أمه فقدت التوازن .. و بالتالى فهى أمه جاهزه تماما للأنهزام عند أول مواجهه .. بينما اسرائيل أمه متوازنه .. حقوق محكوميها و حكامها متوازنه و متناسقه و شرعيه . بالتالى فهى أمه متفوقه جاهزه للأنتصار حتى لو كان انتصارها طغيانا على الغير و انتهاكا لحقوقهم .. فأسرائيل تتحدى حتى القانون الدولى .. بينما نحن نبحث عن مبررات فى أى كتب نجدها من قواعد ديبلوماسيه ألى أدبيات أتيكيت رقيق ألى مجلة البلاى بوى لنتهرب من مجرد استدعاء السفير الأسرائيلى و توبيخه .. مجرد التوبيخ .. حتى استخدام الحنجره صار نظامنا لا يجرؤ عليه ..
نحن صرنا نشبه الغانيه العجوزه الدميمه التى تتلقى أغلب أجرها عن الزنى صفعات و بصقات


الأستعانه بالقانون الدولى لمحاكمة المجرمين ؟
أسمعت أحدكم يتسائل عن ذلك ؟
سيدى أو سيدتى المتفائلين .. القانون الدولى قد يحكم على المجرم الأسرائيلى بالعقوبه لجريمته .. لكن أيضا عليه بالمثل أن يحاكم النظام المصرى على جرائم التعذيب .. و النظام الفلسطينى على التقاتل الحقيقى بين أفراد الحكومه الفلسطينيه و فئه من الشعب فى حرب أهليه فعليه بدأت بعيد الأنتخابات الفلسطينيه
عفوا .. النظم كلها خلاف النظم المتوازنه الثلاثه .. عيونهم كسيره .. البطحات على رؤسهم مازالت داميه
نظامنا يشبه الغانيه الرخيصه .. تستلقى لكل من يطلبها مقابل أجرها .. لكن ماذا لو لم يدفع الزبون الأجر ؟ هل تجرؤ الغانيه الرخيصه على الشكوى ؟؟ هل تستطيع أن تقاضى قوادا أو بلطجيا انتهكها سفاحا ؟؟ بالطبع لا .. فهى غانيه .. كيانها غير شرعى .. منقوص .. حقير .. تلك هى الأمم الشرق أوسطيه كلها .. باستثناء الأمم الثلاثه الشرعيين
أيران
أسرائيل
و أخيرا موريتانيا

هل رأيتم أصدقائى أهمية العقد .. و المسمى فى التاريخ الحديث بالدستور ؟
هل عرفتم الآن معنى التلاعب بقواعد اللعبه ؟ و لتصبح المقاومه باختصار هى التلاعب مع المتلاعبين بقواعد اللعبه ؟

أعتقدنى سأدخل مره أخرى فى دورة أحباط و اكتئاب عنيفه .. فسامحونى مقدما لو تأخرت ردودى على تعليقاتكم