فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Sunday, June 24, 2007

فضفضه فقط

بين مهمتى الجديده فى العمل و مرض والدتى الحبيبه فضلا عن الأكتئاب السياسى الحاد .. انزويت مبتعدا عن الكتابه لفتره , كلما هممت بالكتابه اشعر بأفكارى تتضارب و مشاعرى تتصارع .. فأفقد ما اعتدت عليه من قدره على التركيز , و يأتى مشروع الكتابه خارجا عما اعتدته من برود العقل و سطوة المنطق .. فأفشل فى رسم خطة الهجوم المحكم على عقول و أرواح أصدقائى الأحباء , و يخرج مشروع كتابتى مهتزا كمناوشات بشار الأسد , طائشا كالقذافى , عشوائيا كالأسلاميين , فارغا كعبارات الناصريين , سطحيا كفتاوى الأزهريين , سمجا كأفكار الكنيسه المصريه ... لكنه أبدا لم يتدنى لأن يكون غبيا كالنظام المصرى الحالى .
أعود ألى بيتى يوميا نحو منتصف الليل .. منهكا من العمل , مرهق الروح بعد زيارة والدتى الحبيبه فى مرضها .. اتصفح مدونات الأصدقاء و لا أجد فى نفسى طاقه ألا لكتابة بعض التعليقات التى أظنها أحيانا مرحه و العياذ بالله .. و أتجنب الولوج فى التفاصيل .. فوجدانى مرهق .. و عقلى مستغرق فى هموم العمل و المهمه الجديده .. أيضا أتصفح الأنباء .. مازالت عادة تحليل الأخبار المقيته التى تعلمتها منذ الصغر تلازمنى .. لكنى أتراجع بسرعه مقاوما أدمانى للتحليل و التعليق .. فمجرد الشروع فى البحث عن منطق الأحداث يؤلمنى .. لم أيأس ( فحمق الفرسان الطبيعى يقاوم اليأس عادة .. و هو مايسمونه بحمقهم الروح القتاليه ) لكنى فقط مرهق .. مشتت

اليله .. شعرت بالوحده بدرجه أكبر من المعتاد .. و فعلا افتقدت التواصل الأنسانى مع أصدقائى على مدونتى .. و رغم حالتى الذهنيه التى ذكرتها .. و أدراكى اليقينى لأن كتابتى ستخرج هذه المره على غير المعتاد من أحكام الهجوم على العقل .. لكنى قلت لنفسى : و ماذا فى ذلك ؟ أصدقائى هم اصدقائى .. طالما مارست هوايتى المحببه فى أصابتهم بالكآبه الشديده .. و استمتعت من قبل بجذب أرواحهم ألى ظلمات السوداويه التى أعشقها , و اطربتنى السيطره بجبروت المنطق الجاف البارد كالأسطح المعدنيه فى الشتاء على قلوبهم الرقيقه لأصابتهم بالكثير من أنواع الأضطرابات العصبيه الممتعه .. أذا .. لو كتبت هذه المره بفضفضه و تلقائيه و بدون خطة هجوم محكمه .. أظنهم سيتفهمون حالتى .. و يعذرون لى حرمانهم من الأكتئاب المعتاد .. و فى النهايه هم اصدقائى .. أن لم يكفهم جرعة السوداويه فى موضوعى الحالى .. سأعوضها لهم لاحقا بأمر لله .. حين أتعافى و أعود لطبيعتى الكئيبه الفاتنه .. أذا .. على بركة الله .. لأكتب مشوشا هذه المره .. و أتخلى عن الهجوم المحكم ( الذى يصعب الفرار منه ) .. و ليكن هيكل موضوعى هو عناوين و رؤوس أقلام .. لا أهتم كثيرا بترابطها ولا بدقة بنائها ولا منهج عرضها .. افضفض مع أحبائى .. أكتب رأس الموضوع .. ثم اسرد ما أستطيع فيه .. حتى تأخذنى أمواج الفكر المضطرب ألى موضوع آخر .. فأكتب فيه ..
فليكن

- مهمتى الجديده فى العمل :
شركائى فى تجارة المنسوجات هم مجموعه صناعيه تأسست فى الأربعينات من القرن الماضى .. تعرضوا لكل ماتعرض له الرأسمالى الوطنى من ضربات قدريه عبر عنها بيتهوفن بموسيقاه و كافكا بكتاباته .. لكنهم كمصريين قلبا و قالبا , و لأنهم سلالة حمقى مازالت تؤمن بفروسية الأداء و نبل الأخلاق و سمو الرساله و كل أنواع الكلام الفارغ اياه .. فقد وافقوا على مشاركتى منذ بضع سنوات .. حمقى .. نبلاء ... نوع منقرض .. لا أدرى .. لكن قد أصف الحاله فى تفاؤلى بأن الطيور على أشكالها تقع .. و فى حالتى المعتاده أقول .. أتلم المتعوس عى خايب الرجا
المهم .. منذ أواخر التسعينات .. و كنتيجه مباشره لفترة حكومة عاطف عبيد ( تاجر آثار و سمسار خصخصه و فى وقت الفراغ .. رئيس وزراء مصر ) تعرضت مجموعة شركاتهم لتعثر مالى من النوع المستفحل .. بالوصف العلمى الدقيق .. كارثه
نشاطنا المشترك و الذى توليت أدارته استطاع المناوره بمرونه و النجاه من مصير باقى شركات المجموعه , لكن بما أننا أصدقاء .. و شركاء عمل بالمفهوم المصرى الكلاسيكى ( شراكة العمل كزواج النصارى .. لا أنفصال فيها ) و بما أنى أنافسهم فى الحماقه , فقد تداخلت ( بجدعنه غالبا ما يعقبها الندم ) فى محاولاتهم لأصلاح هيكل تمويل شركاتهم الأخرى و أعادة تنظيم اقتصاديات عملها و يناء هيكلها الأدارى .. طبعا بما أنى أحمق .. يبدو أنى انهمكت فى ما أفعله تطوعيا .. و يبدو أن خبرتى أفلحت فى بعض الحالات .. و بما أنهم أيضا حمقى .. فقد فوجئت بهم يدعونى لعضوية مجلس أدارة المجموعه .. بالحمق المشترك أوافق .. و بالحمق المتنامى و فى أول اجتماع لمجلس الأداره الجديد يتم انتخابى عضوا منتدبا لنصف أنشطة المجموعه .. أى ثلاث مصانع مثقله بالكوارث .. و بما أن دائرة الحمق ككرة الثلج المنحدره تكبر كلما تقدمت فى طريقها الذى لا رجعة منه .. وافقت على المنصب .. و المهمه .. أظننى هنا كنت حمارا .. و ليس فقط أحمقا
ثلاث مصانع تشتمل على نحو أربعة آلاف عامل .. تسلمت الأداره فى منتصف أبريل .. و ببساطه .. لا توجد سيوله فى الشركات لسداد أجور العمال التى تستحق بعد خمسة عشر يوما .. ( حمار .. صح ؟ ) و أنهمك فى العمل , محاولا منطقة موقف غير منطقى .. و عقلنة ما لا يخضع للحدود العقليه .. ببهلوانيه أتمكن من تدبير أجور العمال لشهر أبريل .. و ابدا فى ترتيب مفاوضاتى مع البنوك الدائنه التى تحولت ألى نموذج شيلوك اليهودى فى رائعة شكسبير تاجر البندقيه .. و سمعنى أحلى سلام للتنميه الصناعيه و تنمية الصادرات و الذى منه
بما أنى كنت مصرفيا من قبل , فأغلب قيادات تلك البنوك تعرفنى اسميا أن لم يكن شخصيا .. و تبدأ جولة الصدمات .. فالبنوك التى كنت أعرفها و رجال العمل المصرفى الذين نشأت بينهم فى الماضى .. ماعادوا هم أبدا .. سطحيه مغرقه .. تنصل من كل المسؤليات عدا مسؤلية كتابة تقارير تشرح القلب الحزين .. لا تواجه مشاكل و لا حتى تحللها .. أغوص فى عملى لأوصل رساله واضحه للبنوك .. الكارثه كبيره .. الدعم من جانبكم ليس أضافه رفاهيه .. لكنه حتميه اقتصاديه .. المرونه و الحلول الخلاقه هما المفتاح الوحيد للحل .. أما التعنت و التمسك بالقراءه السطحيه للتعليمات سيؤديا ألى كارثه محققه .. اربعة آلاف عامل و أستثمارات تقارب النصف مليار جنيه معرضين للضياع التام .. صادرات تتجاوز المائة مليون جنيه سنويا معرضه للتوقف .. افيقوا ايها الساده .. ولا حياة لمن تنادى
عوار النظام المصرفى المصرى يتجلى أمام عينى الآن .. فقروض البنوك كلها موجهه للأستهلاك .. سياره بالتقسيط .. شاليه فى مارينا أو السخنه .. تكييف أو حتى موبايل .. يمكن الحصول على تسهيلات لتمويل كل هذا الأستهلاك و أكثر منه سفها .. لكن تمويل الصناعه ؟ تنمية الصادرات ؟ حاشى و كلا .. فتمويل الأنتاج رجس من عمل الشيطان .. و على المصرفى الحصيف ألا يقربه
النكته .. بعد اجتماعى بأحد قيادات البنوك .. و طبعا فشل كل محاولاتى للحصول على أى جمله مفيده من سيادته .. و اثناء خروجى من البنك .. يعترضنى موظف شاب يقدم نفسه بصفته مسؤل التمويل فى البنك .. و يقدم لى مجموعة أوراق .. عباره عن عرض من البنك لشخصى المتواضع لمنحى قرضا لشراء سياره تصل قيمتها ألى ربع مليون جنيه .. أرد و أنا أكظم غيظى : يابنى أنا مدير شركة كذا .. اللى عندها مشاكل فى البنك معاكم .. أزاى تعرض عليا تمويل شخصى و انا دخلى مرتبط بنجاح الشركه ؟
يرد الشاب بعبط واضح : لأ يا فندم .. دى حاجه و دى حاجه .. بصراحه أنا عندى مبلغ ودايع و مطلوب منى أوظفه فى قروض مع ناس مقبولين لينا زى حضرتك
أحاول أفاقة هذا الحمار من الغيبوبه : يابنى أزاى ؟ أنا لسه لاعن سلسفيل جدود مدير البنك بتاعك من خمس دقايق عشان مشاكل الشركه
يتمادى فى العبط و يكشف الهدف : هاهااه .. ما انا عارف .. و هو قالى أجيلك أعرض عليك القرض عشان يصالحك .. هو حضرتك كنت صاحبه فى بنك ... زمان .. هو قالى .. و قالى أنك بتدفع اللى عليك حتى لو عندك مشاكل هاهاهاه يعنى مضمون
ترتفع نبرة صوتى هذه المره : يابنى أنت مابتفهمش ؟ باقولك أنا مدير الشركه اللى حضرة مدير البنك بتاعك هايقفلها بغباوته و رفضه لبرنامج التسويه اللى قدمتهوله .. و بعدين مديرك ايه ؟ مش فيه لجنة زفت أئتمان لازم توافق
تنفجر غباوة الولد و النظام كله : هاهاهاه .. على فكره كلهم كانوا تلامذة حضرتك فى البنوك زمان .. حتى اللى أصغر من سعادتك يعرفوك , و درسوا مذكراتك فى المعهد المصرفى .. هاهاه هم موافقين يعنى .. حضرتك .. مش هاتمضى على الطلب بقى ..؟
لا أجد ما أقوله .. اتجاوز يد الشاب العبيط الممدوده بأوراق القرض الأستهلاكى .. و أمضى يائسا من أى اصلاح
طبعا فى نهاية شهر مايو أتأخر فى سداد مستحقات العمال .. و كموضه لصيف الفين و سبعه .. أواجه لأول مره فى حياتى العمليه أضراب عمال .. و بين مكتب العمل ووزارة الشؤون .. و صندوق الكوارث من ناحيه .. و طلبات التصدير و مواعيد الشحن للخارج و عقليات الأوروبيين التى لا تفهم أبدا معنى الظروف الطارئه فى العمل .. أشعر بالأعتصار .. لكن لأن القاعده هى .. أن ربك مع المنكسرين جابر .. و بسلسله من المعجزات الألهيه .. أتمكن من حل المشكله و تغيير أساس التنظيم فى المصانع .. مع استغراق تام لكل طاقتى فى محاولاتى الحثيثه للمناوره بكيان ديناصورى .. فى عصر القرود الذى نعيشه الآن فى مصرنا العزيزه

الموقف السياسى :

حوار مع الدكتور وحيد عبد المجيد .. الليبرالى الوفدى , و الباحث السياسى فى مركز الأهرام للدراسات الأستراتيجيه , هذا الحوار المنشور فى عدد ( الدستور ) الأسبوعى بتاريخ 23 مايو
جاء فى الحوار على لسان الدكتور وحيد :
مصر الآن دولة مماليك , و النظام عباره عن مجموعات نفوذ و لكل واحد شلته
كما جاء أيضا :
لا يوجد حزب من الأساس ( يتحدث عن الحزب الوطنى ) و النظام السياسى المصرى فى المرحله الحاليه هو نظام مراكز قوى
قال أيضا فى رده على تساؤل المحاور هل هناك صراعات بين عناصر النفوذ التى تحدثت عنها داخل الحزب الوطنى فقال الدكتور وحيد :
الصراعات فيما بينهم أكبر من التعاون , فالآليه الأساسيه فى النظام الآن هى أن كل فرد يريد أن يوسع دائرة نفوذه على حساب مساحة نفوذ الآخر , لذلك نحن لسنا فى حاله فرعونيه . و أذا أردت القياس تاريخيا فيجب القياس على المرحله المملوكيه و دولة المماليك و هى الأقرب لما نحن فيه الآن ...

يعيدنى المقال لكتاب تراث المماليك فى حكم مصر المعاصره , و الذى رفض الكاتب أن يعلن فيه عن اسمه و اكتفى بحرفى ع.ع فقط .. و هو الكتاب الذى قرأته فى التسعينات .. و علمت أن جهازا أمنيا راقيا اشترى كل نسخه من السوق فى طبعتيه التانيه و الثالثه ..
من وحى هذا الكتاب , و من تحليل بدأ منذ فتره مع صديقى العجوز كتبت موضوعا قصيرا رمزيا فى بدايات مدونتى

المهم ... بشجون مقالة الدكتور وحيد , و بعد فترة تأمل غير قصيره خلال سفرى اليومى ألى عملى و العوده منه .. قررت العروج على صديقى العجوز جدا .. استطلع وجهة نظره .. و استعصر معلوماته الغزيره التى تدرب على أن يضن بها ولا يفوه ألا بأقل القليل منها عند اللزوم فقط , و أستقرؤه المستقبل .. فطالما كانت تحليلاته شديدة المنطقيه , و أشهد أنه لم يجانبه الصواب فى توقعات صرح بها لى من قبل .. و أجده هذه المره على غير عادته .. يتحدث بأسهاب .. و تطويل و تفاصيل ولا يبخل بمعلومه , بل يفصح عن بعض الأدله التى تؤكد معلوماته ضاربا عرض الحائط بحذره الأمنى المعتاد .. كأنما يخشى فوات فرصة البوح بعد أن شعر باقتراب الأجل .. أو .. كأنما لا يخشى شيئا .. فتوقعاته كلها تصب فى اتجاه التفاؤل بقرب سقوط الطغيان الحالى
صديقى العجوز جدا لا أملك الحديث عنه كثيرا الآن .. لكن أنوه أنه هو من علمنى القراءه الحقيقيه للأمور .. و هو من علمنى تحييد المشاعر بحثا عن الحقيقه .. و هو من زرع فى نفسى صبرا على البحث و التحرى و التدقيق و حتى التضحيه للوصول ألى الحقائق .. هو من علمنى كيف أفكر , و علمنى أن أحذر لكن أبدا لا أخاف .. و أن كنت أدعى لنفسى شىء من الفروسيه .. فما افعله ليس سوى تشبه ببعض ما لصديقى العجوز من حكمة النساك .. و شجاعة الفرسان .. مايلى تحليل أخذته عن صديقى العجوز , أعلم أنه لن يقرؤه .. لكن أليه أهديه


السؤال الشائع الآن فى أوساط المهتمين هو ( ماذا بعد مبارك ) .. للدقه .. أعيد صياغة السؤال مره أخرى تمهيدا للحديث التالى .. ماذا سيحدث لمصر عند اختفاء مبارك أو أبنه .. بالقدره الألهيه و الله القاهر فوق عباده ؟

بطبيعة دولة المماليك .. تبدأ وحدات القوى الطامحه للسيطره فى التشكل و التمحور قرب نهاية الدوله .. فتلك القوى تستشعر النهايه قبل غيرها .. و تشرع كل وحدة قوه فى زيادة حصيلتها من عناصر المواجهه .. و اضعاف حصيلة القوى الأخرى استعدادا ليوم الأشتباك .. أو .. حسما للمعركه قبل أن تبدأ .. و مع غموض موقف وحدات القوى الطامحه و طبيعة تحالفاتها .. يكون البحث المنطقى هنا عن مسار عناصر القوه .. و درجة تركزها فى أيدى المجموعات المتصارعه .. و ميل و اتجاه كل عنصر من عناصر القوه .. و محصلة عناصر القوه قد تشير ألى الأتجاه المرجح/ المتوقع .. طبعا فى السياسه .. تصاريف القدر و ألعاب اللحظه الحاسمه قد تقلب كل الموازين .. لكن .. من باب الأستكشاف و السفسطه الأستطلاعيه .. لامانع من شىء من البحث .. و كبدايه .. فعناصر القوه اللازمه للسيطره السياسيه هى :
أولا : القوه العسكريه
ثانيا : الموارد الأقتصاديه
ثالثا: الغطاء الشرعى
رابعا: المسانده الدوليه


و بالفحص المختصر للعناصر أعلاه قد نرى مايلى
أولا القوه العسكريه :
القوه العسكريه المسلحه فى مصر حاليا تشتمل على الجيش و الشرطه و الحرس الجمهورى .. أما الجيش .. و بدون الدخول فى تفاصيل لا تحمد عقباها ( و ما طلعت السادات عنا ببعيد ) فتركيبته و عقيدته تجعله أولا مخلصا للشرعيه .. و فى حالة غياب الشرعيه .. فالجيش يحمى الأستقرار .. أما تخيلات تدخل الجيش لحماية الشعب مثلا من فئه أخرى من الشعب بمبادره تشبه مبادرات عرابى أو الضباط الأحرار .. فهو أمر مستبعد حاليا .. أو لنقل .. غامض ضمن كل ما يحيط بالجيش من غموض و سريه , قد نلاحظ فقط ما أعلنه قائد القوات البحريه أبان انتخابات الرئاسه المزعومه من أن البحريه تؤيد حسنى مبارك .. و ساعتها كان السؤال فى حالة نجاح أحد منافسى حسنى مبارك .. هل نتوقع أن تدير البوارج مدافعها ألى داخل البلاد أم ماذا ؟ عموما .. الجيش ككل مازال يمثل بما له من كثافة التسليح و استقلال الميزانيه القوه العسكريه الأكبر فى مصر , و ليس سرا أن نعلم على وجه اليقين أن كلا من القوات الجويه و سلاح المدرعات وحدهما مجتمعين أو منفردين .. قاردين تماما على فرض سيطرتهما على البلاد بسهوله .. لكن كما قلنا أن الجيش ولاؤه الأول للشرعيه و بعدها الأستقرار .. لكن لا نتوقع أبدا أن يتحرك الجيش من أجل التغيير .. اللهم ألا فى ظروف لا نعلمها
أما الشرطه فهى فى الترتيب الثانى بعد الجيش من حيث التواجد و الأنتشار .. و الشرطه منذ عهد الميديتشى العادلى تمارس بمنهجيه و تنظيم متعمد سياسه ضد الشعب بوجه عام , فقد تخلت الشرطه تماما عن دورها فى حماية أمن المواطنين ( و برىء مذبحة بنى مزار يشهد على ذلك و مازال الفاعل مجهولا ) و تفرغت تماما للأرهاب بعنى الكلمه ( و عماد الكبير و باقى جرائم التعذيب تشهد على ذلك ) بل أنه يمكننى بيقين أن أقول أن تعليمات صدرت مؤخرا بأساءة معاملة الأفراد بوجه عام .. فقط لأرهاب المواطنين ووءد فكرة أى تحرك معارض لدى الأفراد فى مهدها , أيضا أكرر ماسبق و ذكرته من أن جهاز الشرطه بدأ فى افساد عمل أجهزه أمنيه أخرى عامدا متعمدا .. و استدل بأفساد نشاط جهاز الأمن القومى فى منابع النيل بمذبحة السودانيين فى المهندسين .. و مؤخرا كارثة البدو فى سيناء .. الشرطه بقيادة العادلى تعمل ضد مصر فعلا .. ضد الشعب أولا .. و ضد الأجهزه الأمنيه الأخرى .. و مؤكد ضد القضاه .. ولا أستبعد تحرك الشرطه فى اتجاه افساد القوات المسلحه نفسها و لو جزئيا
الحرس الجمهورى هو أحد أرقى الأسلحه المصريه تجهيزا و عتادا و تدريبا , ولاؤه الأول للقائد الأعلى للقوات المسلحه و هو رئيس الجمهوريه , مسألة الشرعيه أو الأستقرار لا تؤرق فكر الحرس الجمهورى كثيرا .. لكن سلامة رئيس الجمهوريه هى المهمه ألأولى و الوحيده للحرس الجمهورى , لا يخفى على أحد أن القائد العام المحرك للحرس الجمهورى هو الدكتور زكريا عزمى .. و لنتذكر هذا الأسم جيدا من الآن .. فسيأتى ذكره كثيرا فيما بعد .. و أظنه حسب توقعاتى سنتذكره أكثر بكثير من فترة قراءة الموضوع , الحرس الجمهورى يمتلك من ألأسلحه التكتيكيه ما يجعله قادر على حسم أى معركه فى نطاق جغرافى ضيق ( مدينه مثلا ) بسرعه مذهله .. يعاونه فى ذلك أجهزه أمنيه خاصه به على غرار جهاز المخابرات و التحريات .. و لو تخيلنا لوهله انضمام القوات الجويه أو جزء منها لقيادة الحرس الجمهورى .. فالأثنين معا قادران تماما على حسم المواجهه مع أى قوات عسكريه أخرى حتى لو كانت الجيش نفسه .. و لنتذكر موقع قيادتى الحرس الجمهورى و القوات الجويه حاليا .. هل تعرفون أين ؟ كلاهما حول بيت الرئيس .. و قائديهما و أركانهما فى يقعان فى زمام منزل رئيس الجمهوريه بالفعل

اذا .. لو تخيلنا أن القوى الطامحه للسيطره بعد مبارك تبحث عن عنصر القوه العسكريه .. فيمكن التيقن من أن خليطا من الحرس الجمهورى و جزء من سلاح الطيران و قليل من المدرعات ( كالفقه الرابعه المدرعه المتمركزه على بعد دقائق من القاهره مثلا ) عم عنصر القوه العسكريه الأمثل اللازم تماما لفرض السيطره العسكريه فى أى لحظه

الموارد الأقتصاديه :
يتوهم الكثير من المحدثين من رجال الأعمال أن السيطره على رؤوس أموال شركات كبرى هو قوه اقتصاديه يمكن استخدامها كعنصر قوه وقت اللزوم .. وهم حقيقى و أقولها بضمير مستريح .. فأيا كان اتساع الملكيه للشركات و أسهمها , و أيا كان احتكار الأنتاج و المنتجات .. ففى حالة الفوضى أو لنقل فى لحظة الأنهيار .. فكل تلك الثروات ستكون هباءا تذروه الرياح .. ففى لحظة الأنهيار يكون التأميم ( المكروه شرعا ) مقبول جدا و شرعيا تحت مبرر الضغط الأقتصادى و الفقر المدقع .. بل أن انهيار أسهم الشركات هو أجراء تلقائى فى لحظة الأنهيار ..و أيضا فأن مصادر أغلب تلك الثروات ( أن لم يكن كلها ) غير مشروع .. و من ثم فأن أبسط محاكمه أو تحقيق حول مصدر الثروه لهو كفيل بنزع ملكية تلك الشركات و الأموال و بشرعيه بائنه , و بالتالى فأن اسماء كأحمد عز أو بهجت أو أبو العينين و غيرهم كثيرون .. فى لحظة النهايه لن تكون مواردهم الأقتصاديه ذات مغزى من أى نوع ..المورد الأقتصادى الوحيد الفعال فى لحظة النهايه هو الأرصده النقديه المودعه فى حسابات بالخارج.. سواء من عوائد تصدير النفط و الغاز أو قناة السويس أو المعونات الخارجيه أو مجرد أيرادات بيع أصول القطاع العام و أرض مصر نفسها مؤخرا .. و تلك الأرصده تتمثل فى موازنات الأجهزه السريه تحديدا الجيش و الأمن القومى و أقلها للشرطه .. و طبعا جلها هو موازنة الرئاسه و الحرس الجمهورى .. و مره أخرى يظهر أسم زكريا عزمى .. عالما ببواطن الأمور , قريبا من الأسره الحاكمه ألى أقصى درجه .. مؤتمنا على مجريات الأمور كلها ..

الشرعيه الداخليه :
أهم مصادر الشرعيه فى لحظة النهايه هى الشعب و القضاء , أما الشعب .. فموقن أنه غاضب على أغلب الرموز الحاليه نافرا تماما من جهاز الشرطه و كارها لوجوه العائله الحاكمه ككل , و طبعا متخوفا من أهم فصائل المعارضه و هم الأخوان , أما القضاه , فقد خفت صوتهم مؤخرا , بل و تراجعوا خطوات و خطوات عن المواجهه , أظن ( ألى درجه كبيره من اليقين ) أن تحذيرا وصلهم بأن أبادتهم فعلا لن تكون معضله أمام النظام .. لكن فى لحظة النهايه , فكلا الشعب و القضاه سيشكلون حجر الزاويه مع القوه العسكريه و الأقتصاديه لأضفاء شرعيه على احدى الفئات المملوكيه للسيطره .. الرموز الحاليه سواء الحرس القديم أو الجديد كلها مكروهه .. فأحمد عز و شريكه الواد الخايب بتاع البولنج صارا معا نموذج للشطان المكروه .. صفوت الشريف قواد بحكم محكمه .. أيمن نور دخل فى متاهة النسيان و استغاثاته بالظالمين مؤخرا أفقدته الكثير من شعبيته ..
من الرموز التى راهنت على الشعب و أيضا على النظام كمال الشاذلى و فتحى سرور و .. زكريا عومى .. كلهم منتخبون من أبناء دوائرهم .. لكن .. فتحى سرور فقد الكثير من شعبيته مؤخرا فى دائرة السيده زينب بعد حادثة قلعة الكبش , و كمال الشاذلى مؤخرا تضائل أمام جمال مبارك .. بينما زكريا عزمى .. مازالت دائرته فى الزيتون تمثل عمقا شعبيا له .. و مؤخرا .. خسر صراعا برلمانيا أمام احمد عز .. صاحب الواد الخايب .. تلك الخساره هى بالضبط مايحتاجه زكريا عزمى ليوطد شعبيته مع الناس .. فهو فى الحقيقه كان على حق قانونا و دستورا .. و خسارته أمام احمد عز فى مسألة النائب المدان بحم محكمه عماد الجلده مازادته ألا تقربا من الناس باعتباره مخلصا للشعب و للشرعيه و ليس فقط للحزب الوطنى .. خسارة زكريا عزمى أمام عز الأخيره هى أضافه لعزمى أمام الناس .. و ايضا أمام الفئه الهامه الأخرى .. و هى القضاه .. مره ثالثه يظهر اسم زكريا عزمى .. تابعونا تجدوا يسركم


المسانده الدوليه :
بوضوح شديد المسانده الدوليه تتلخص فى مساندة أمريكا و أسرائيل للحاكم الجديد .. و سيتبعهما كل القوى الأخرى بما فيها الدول العربيه ., لكن .. ماذا تريد أمريكا و أسرائيل من حاكم مصر القادم ؟ لا أظن الطلبات تتجاوز التالى :
- التخلى عن السيطره على منابع النيل
- رفع اليد تماما عن القضيه الفلسطينيه ( أذا كان مازال هناك ما يسمى بالقضيه الفلسطينيه )
- التعامل الحاسم و الحذر مع الأسلاميين بطريقة الأحتواء و الأبتكار بدلا من المواجهات الداميه التى ثبت فشلها
- عدم معارضة التطبيع
أيا كان القادم .. فاستجابته للطلبات أعلاه ستحسم مسألة الأعتراف و المسانده الدوليه له و لنظامه .. لا أستبعد اسم زكريا عزمى من الموضوع .. فكافة البدائل الأخرى فيها من العنتريه ما يخيف الحلفاء المهمين أمريكا و اسرائيل

ماذا عن ديكورات الخلفيه السياسيه ؟ دون مزيد من التفاصيل .. و باختصار
- أيمن نور سيقضى مدة عقوبته و يخرج محروما من ممارسة أى شىء سوى التنفس و بحكم القانون .. لن يرد له اعتباره أبدا .. و قد يسمح له بكتابة مذكراته التى ستفضح تاريخ مبارك .. و تخدم حاضر الرئيس القادم
- طلعت السادات سيخرج من السجن , معاودا مشاغباته , مزودا بحكمة السجن .. مرفوع الرأس و ممثلا للشعبوى المحبوب .. لكنه ابدا لن يرق ألى مصاف رئيس الجمهوريه .. مازال أمامه الكثير
- اسامه الغزالى حرب سيستقطب مزيد من النخبه لحزبه الليبرالى الجديد( و الذى تت الموافقه عليه بسرعه مذهله ) , و يتفرغ فى مرحله لمواجهة فتاوى الوهابيين المكفره لليبراليه , و يكسب أرضا ضد الأسلاميين , و يمثل فارس المعارضه الأنيق .. الذى يمكن وضعه وزيرا فى أى حكومه أئتلافيه لاحقا فى النظام الجديد
- عمر سليمان بعد أن تهتك نفوذه بفعل الشرطه أولا فى منابع النيل و فى سيناء و مؤخرا فى فلسطين بعد أن سقط فى فخ احتجاز دحلان فى القاهره ( بناء على مؤامره من أجهزه غربيه و داخليه ) خلال فترة معركة حماس الأخيره .. ليتهم ( سرا ) بتسهيل استيلاء حماس على غزه .. و يهتز موقفه جدا أمام مبارك , بل قد يصبح كبش فداء سياسى خارجيا لتبرير الفشل المصرى فى فلسطين .. و لن يفيده استنجاد أهالى سيناء به لأنقاذهم من طغيان العادلى و زبانيته .. بل قد يترجم أى تحرك من بدو سيناء للمطالبه بعودة الأمن القومى و الجيش لسيناء بدلا من الشرطه بأنه مؤامره من عمر سليمان لزعزعة الأمن .. و عموما لا أظن عمر سليمان سيكون له دور يذكر بعد النهايه



ماسبق كان فضفضه غير مترابطة الأفكار مع أحبائى و أصدقائى .. كنت أتمنى أن أختم الموضوع بشىء من الرومانسيه مثلا , أو حديث فى الفن , أو بعض من التاريخ الجميل .. لكن ألفجر قارب على الأذان .. و أحتاج للراحه ليوم العمل بأمر الله .. لا أتوقع تحليلات لتخاريفى .. لكن أطمع فى التواصل الأنسانى مع أحبائى .. فعلا .. بدون التواصل معكم أشعر بوحده قاتله
أشكركم لصبركم على قراءة الموضوع الممل الطويل الغير مترابط ..
_______________
تحديث لابد منه .. عنوانه .. بتوقيع المخابرات المصريه .. صدقت يا صديقى العجوز جدا
نشرت أعلاه الجمله التاليه :عمر سليمان بعد أن تهتك نفوذه بفعل الشرطه أولا فى منابع النيل و فى سيناء و مؤخرا فى فلسطين بعد أن سقط فى فخ احجاز دحلان فى القاهره ( بناء على مؤامره من أجهزه غربيه و داخليه )خلال فترة معركة حماس الأخيره .. ليتهم ( سرا ) بتسهيل استيلاء حماس على غزه .. ويهتز موقفه جدا أمام مبارك , بل قد يصبح كبش فداء سياسى لتبرير الفشل المصرى فى فلسطين
و لم تمض أيام حتى أعرف خبر سقوط أشرف مروان من شرفة منزله بلندن على غرار الليثى ناصف و سعاد حسنى .. و أجدنى أقطع جزء كبير من الطريق لمعرفة العميل الذى تمكن من خداع جهاز المخابرات المصرى لتحتجز دحلان بالقاهره .. و يسهل استيلاء حماس المتطرفه على غزه و بالتالى يعطى مبررا واضحا لأسرائيل للهجوم الكاسح على القطاع - نفس سيناريو المحاكم الأسلاميه فى الصومال و القاعده فى أفغانستان
أشرف مروان هو زوج بنت عبد الناصر .. الذى أعلنت من قبل أن كل قراراته صبت فى النهايه فى مصلحة اسرائيل فقط .. و أطاحت بالمملكه المصريه ألى الحضيض
لا أستطيع الأدلاء بأكثر من ذلك .. و على من يرغب فى الفهم .. عليه أعمال عقله بجديه
صدقت يا صديقى العجوز جدا

Friday, June 15, 2007

ألى سيدة الحضاره هيباتيا

بين مسؤليات مهمتى الجديده فى العمل .. و مرض والدتى الحبيبه .. لا أعود لمنزلى يوميا قبل منتصف اليل .. منهك .. ملىء بالرغبه فى التحدى .. مبتسما كعادتى بعد المعارك أيا كانت نتيجتها ( أليس الأبتسام فى الأوقات الصعبه ديدن كل الفرسان كجزء من سمة الحماقة و التهور ) أتصفح مدونات أصدقائى .. أهم بالكتابه .. فأجدنى مزدحم الذهن متفجر المشاعر .. لا أستطيع التركيز البارد الذى اعتدته و أناأرسم خريطة هجومى الكئيبه المعتاده على أرواح أصدقائى الأحباء ... و أجدنى محجما عن الكتابه .. مكتفيا بالقراءه فقط دون التعليق .. حتى عشتار رفيقة العقل و القلب .. تأخرت جدا فى التعليق على آخر مواضيعها .. و أظنها تتفهم حالتى ..
و اليله و رغم أرهاقى الشديد .. ولا رتباطى بموعد خارج القاهره غدا باكر .. قررت ألا أنام .. و أن أواصل اليل بالنهار حتى أستطيع السفر فجرا للحاق بموعدى .. و بدأت أقرأ فقط .. لأحصل على أول مفاجأه ساره منذ فتره طويله .. تعليق من سيدة الحضاره هيباتيا .. أو لنقل استكمال لتعليق سابق .. أظن المتابعين يتفهمون جيدا ما كان منها و ما كان منى فى موضوعى السابق .. ببساطه .. هى عبرت عن رأى رأته صحيحا و متأكد أنها لم تقصد أهانة أحد .. و أنا غضبت لما رأيته جرحا لمشاعر صديق فى أزمه . بتهورى الطبيعى قسوت فى الرد عليها .. و بكبريائها الطبيعيه و لحسن نيتها شعرت بالأستياء الشديد .. يحاول بعض الأصدقاء لومى على تهورى و قسوة ردى .. و أظن البعض أيضا لاموها على عدم دقة التعبير .. فأمتنع عن التعليق على مدونتها رغم متابعتى لها طبعا .. فمهما كان الموقف لن أحرم نفسى أبدا من الأستمتاع و الأستفاده من فيض أفكار سيدة الحضاره .. و لأكتشف اليله أنها هى أيضا تتابع انقطاعى عن الكتابه .. و بأنسانيه تليق بسيدة الحضاره يأتى تعليقها ليثلج صدرى .. و يسكب سعاده راقيه على روحى .. لن أحاول تحليل ماحدث .. فأيا كانت وجهة نظرى أو وجهة نظرها .. فبكرم أخلاق سيدة الحضاره .. زال الغيام و لم يتبق سوى دفء الأنسانيه الراقيه
أشكرك سيدتى هيباتيا .. و أرجو أن تتقبلى اعتذارى عن التأخر فى الكتابه و هو ما جاء للظروف التى أوضحتها أعلاه .. لم أنس وعدى بالكتابه عن الراحله كريستين .. لكن موضوعى القادم الذى سأشرع فى كتابته اليله قد لا يحتوى الكثير عن ذكرها .. فالصدر يضيق حاليا بالذكريات السعيده .. و لا أجد فى ثنايا عقلى حاليا سوى كآبتى المعتاده