فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Wednesday, October 31, 2007

تكنولوجيا العباطه ..أنثروبولوجيا الحمق و الهوى

الرجل مخلوق عبيط
حقيقه علميه أظنها من المسلمات ولا تحتاج لمناقشه .. و أن كانت تلك الحقيقه مازالت محل شك فى أذهان بعض أحبائى .. سأتركهم لبعض الأسئله ليجيبوها بأنفسهم ليتأكدوا من صحة رأيى السابق
ما نوع أغلب زبائن صالات القمار الذين يبددون ثرواتهم فى لعبه ؟
ما نوع أغلب المدخنين الذين يؤذون صحتهم و يلوثون البيئه ؟
من يشعل الحروب فى العالم و ينشر الدمار و يتعرض لهزيمه موجعه أو نصر مكلف ؟
ما نوع أغلب مشجعى الرياضه الذين يبذلون الغالى و الرخيص لتشجيع فريقهم دون فائده ملموسه ؟
من يقدم على الخطوه الأولى فى الزواج ؟

الأجابه على كل الأسئله أعلاه هى .. الرجل .. و لا أسوق دليلا أكثر من ذلك على حمق الرجال .. و الآن .. فألى الموضوع

أكرم أبنى بدأ مرحلة المراهقه .. ( يارب استرها ) و وجب على مصادقته و الأقتراب منه , و الولوج ألى عالم المراهق المزعج الذى يختلف بالطبع عن عالم المراهقه الحالم لأبنتى نور الحبيبه .. و بالفعل .. بدأت لقاءاتنا الأسبوعيه فى النادى .. تحديدا صالة التدريب ( أكرم بطل مصر فى لعبة التايكوندو ) و بعد فاصل من التلطيش السمج السخيف من باب التقارب مع المراهق الحبيب و أصحابه الجحوش مثله ( يصعب المكوث بين أولاد مراهقين و أبطال رياضه فى هدوء .. لابد من تلطيشهم باعتبار أن الوسيله المثلى للتواصل معهم هى ضربهم بالشلوت ) و بعدها تمشيه فى النادى أو شوارع مصر الجديده و المحادثه الجميله .. لأستطلع تفكير هذا الكائن الذى أحبه بعنف .. و أحاول الأقتراب من عالمه قدر استطاعتى .. حديثى مع أكرم لم يخرج عن ثلاثة جوانب .. الرياضه العنيفه .. السيارات .. السلاح .. مازال مشروع الكائن الأحمق لم يكتمل بعد .. فهو لم يحدثنى عن الجنس .. المهم , بعيد قليل من اللقاءات وجدتنى أعود بذاكرتى للماضى .. لمراهقتى العارمه شبابى الصاخب .. أعود و أنا فى سنى هذا لا مستدرا فقط لمشاعر جميله عشتها .. لكن هذه المره أعود بالذاكره محللا و مدققا , محاولا تفسير مشاعرى .. علّى أجد فى ضؤها هدى يساعدنى فى التقارب من ابنى الحبيب

الرجل مخلوق عبيط

بناء عليه , ينحصر أهتمام الرجل بوجه عام على ثلاثة أشياء
النساء
القوه
السيارات

اهتمام الرجل بالجنس الآخر أمر مفهوم .. فتلك طبيعه خلقه الله عليها , و تلك الطبيعه فى الغالب هى أساس شقاء الرجل من عهد آدم و حتى تاريخه , أما اهتمام الرجل بالقوه فهو أظنه مبررا بالطريقه الفرويديه ( نظرية فرويد تبرر كل تصرفات الجنس البشرى بالدافع الجنسى ) حيث ينصرف الرجل ألى الرياضه مشجعا أو ممارسا أو ينصرف ألى السلاح مقتنيا أو مستخدما من باب استجماع القوه بغرض أساسى هو اجتذاب النساء .. أما الأهتمام بالسيارات فهو على ما أظن الأستمتاع الثانى للرجل بعد متعة التواصل مع الجنس الآخر و أمضى لأقرر لاحقا أن الأهتمام بالسيارات هو شغف و هوى يمارسه الرجل بذات أسلوبه فى ممارسة شغفه بالنساء , و أظن هذا الشغف هو انعكاس للميل الفطرى للرجل فى حب الأنتقال .. بقايا من ميراث الفطره حين كان الرجل يهتم بمطيته جوادا كانت أم جملا أم حمارا .. أو حتى مركب فى البحر .. مؤمنا بأن رفيقة نزواته فى الأنتقال و الترحال تستحق منه الأهتمام و التضحيه و الجهد كما تستحقه رفيقته فى البيت أو الفراش .. أنها بقايا الفروسيه القديمه و أحلامها أوهامها التى تدفع الرجل للأهتمام بالسيارات .. رغبته الماحقه فى حرية الأنتقال حمقا أو حبا فى الأستطلاع , أو هربا من زوجته ( تتعارض رغبة الرجل الطبيعيه فى الأنتقال مع رغبة المرأه الطبيعيه فى الأستقرار ) ز


بوجه عام .. و باستثناء السلاح كصناعه من اهتمامات الرجل المتحضر .. أعتقد أن السيارات كمنتج تكنولوجى دائم التطور , تعكس بوضوح بالغ ميول الرجل الحقيقيه وذوقه سواء مقتنيا أو منتجا .. بل قد أذهب بمزيد من التقرير للواقع أن جميع مصممى السيارات و أغلب عاملين فى أنتاجها من الرجال .. تلك حقيقه أخرى تضاف للحقائق أعلاه ..

و عليه .. يمكن التقرير ألى حد بعيد أن الرجال يصنعون السيارات على ذوقهم و حسب أهوائهم .. و الخطوط العريضه لهذا الذوق / الميل / الهوى .. هى مايسم أغلب ما يفعله الرجل أراديا أذا ما أتته الفرصه .. بمعنى آخر .. أن الرجل يختار ملابسه , طعامه , أسلوب عمارة و ديكور مسكنه .. بذات قواعد التذوق التى يختار بها المرأه التى يحلم بها أو .. التى أعتاد عليها


حقيقه جديده تنبت بالتبعيه هى .. الرجال يصممون و يصنعون سياراتهم بمبادىء و أفكار و طموحات تعكس ألى حد ذوقهم و رؤيتهم لنسائهم

أذا اتفقنا أيضا على تلك الحقيقه المستنتجه .. يمكمننا التقرير بأن ..كل شعب متميز عن الآخر بطبيعة أفراده ,نساء أو رجال , فأذا ما تمكن رجال مجتمع ما من تصميم و صناعة سياره .. فهى ستحمل الكثير من صفات المرأه النموذجيه لهذا المجتمع و سماتها العامه


عظيم .. هذا هو لب الموضوع التالى .. أكتبه هنا و أهديه لأبنى أكرم الحبيب .. و هو على عتبات الحمق الرجولى .. على أضع أمامه بعضا من خبراتى لتغذى حمقه المتنامى طبيعيا ..فيصير بأمر الله رجلا مكتمل الرجوله .. و الحماقه

المانيا :

اول من صنع السيارات هم الألمان .. و السمه العامه فى الألمان هى الألتزام و المنطقيه , يمكن المراهنه على التزام الألمانى وسلامة منطقه العقلى ألى أقصى حد , و يصاحب هذا الألتزام لمحه جماليه بسيطه ( لا تخل بالألتزام و المنطق) أكتسبها الفرد الألمانى من روافد حضارته الأوروبيه .. تلك الحضاره الأسطوريه الآتيه من الجنوب من روما و أثينا .. المرأه الألمانيه كذلك .. جمالها ملحوظ لكن .. يشوبه الألتزام الصارم - وجهة نظرى الشخصيه أن جمال المرأه يكتمل بجنونها الفطرى .. فأذا ما كانت المرأه منطقيه .. صارت أقرب ألى ثقل الدم و هو ما أعتبره شائبه تشوب هذا الجمال - عموما .. فى الواقع يندر أن تجتذب ألمانيه تسير بخطواتها الشبه عسكريه صافرات الأعجاب .. ( غالبا ما تفعلها الأيطاليه أو الفرنسيه ) و المقارنه فى أوروبا دوما بين الألمانيه و الأيطاليه تحديدا مبنيه على ذات المقارنه بين الزوجه و العشيقه .. فالألمانيه هى نموذج الزوجه .. يعتمد عليها لتدبر منزل و تصون عائله .. لكن الرجل الأحمق دوما ينساق لأثارة العشيقه .. لا يجاريها امرأه أخرى فى قدرتها على أمتاعه و تحقيق أكثر أحلامه وحشيه .. لكن .. يصعب الأرتكان ألى هذا النوع من النساء

مرسيدس نموذج صريح و صارم للمرأه الألمانيه ..هى فاخره بكل المقاييس حتى الصغير منها .. كافة تفاصيلها تم اختيارها بعنايه شديده .. يتأبطها الرجل و يسير بوقار فى موكب رسمى .. فتكون نجمة المواكب الرسميه .. يصطحبها ألى خارج الطرق المعبده فى نزوه من نزواته .. لا تشتكى كثيرا .. لكن أرستقراطيتها ستمنعه بالتأكيد من التمادى فى نزوته خارج الطرق المعبده ..تحت أى ظروف استثنائيه ستتحرك بالكفاءه المعهوده .. أمطرت السماء ثلوجا أم كانت الرحله تحت شمس الصحراء القاحله .. سيان .. الألمانيه تدبر بيتها تحت أى ظروف .. قد ينقص طبيخها بعض البهار الحريف الذى يشعل الشهيه .. لكنه بوجه عام صحى و مفيد .. و نظيف .. يتقدم بها العمر و تظل محتفظه بشبابها و قيمتها .. لكنها بطبيعة أرستقراطيتها الناتجه عن منطقية التصميم الأساسى و اقترابه من الكمال .. لا تقبل التبرج و لا يليق بها .. و بالتالى فصاحب المرسيدس لديه كل شىء تقريبا .. لكن أذا قادته نزواته الحمقاء الطبيعيه للرغبه فى رقصه شرقيه خليعه .. من المؤكد أن الزوجه الألمانيه لن تفلح فى أشباع تلك النزوه حتى لو حاولت


بى أم دبليو فى الأساس كانت شركه لأنتاج محركات الطائرات .. و أنتجت فى الأربعينات أول سياراتها الناجحه .. ثم تحول أنتاجها بالكامل ألى السيارات مع بعض الدراجات الناريه الفاخره .. ألمانيه أصيله بكل معنى الكلمه .. لكنها كالألمانيه التى تلقت جزأ من تعليمها فى مكان ما على ضفاف المتوسط , فاكتست بقبس من جماله و أثارته .. ألمانيه هى منطقيه حتى النخاع , لكنها أيضا تفهم أثارة الأيطاليات و الفرنسيات .. تلك الشهوه التى تثرنها دون تكلف ..مازالت أرستقراطيه ملتزمه , لكنها لن تتورع عن ممارسة العهر ما أن تواتيها الفرصه , ملتزمه لكنها تفهم تماما نزوات رجلها الأحمق بالسليقه , بل و تستجيب لشراسته أذا أراد بتجاوب محبب .. فى المواكب الرسميه هى كالمرسيدس .. سيدة صالون حقيقيه .. و فى الفراش فعهرها يؤهلها لتنابذ الأيطاليه فى وحشيتها و الفرنسيه فى أنوثتها الناعمه .. لكنها مازالت ألمانيه أرستقراطيه .. فسرعان ما تستجيب للمنطق الصارم أذا ما انتهت النزوه . و تعود تمشى بوقار و تتحرك بتؤده ..متلونه هى , لا عجب أن عشاقها و الحالمين بها فى العالم أجمع هم أغلبية الرجال , لا يختلف عليها اثنين , طبعا كمواطنتها المرسيدس , لا تنس أنها أرستقراطيه , لا تتقبل المغامرات المهينه خارج الطرق المعبده ..عموما الرجل نفسه عليه أن يتفهم من يرافق .. فأرستقراطيتها تمنعك ( رغم استجابتها للنزق ) عن المضى قدما فى أحلامك الوحشيه , و هى تستحق أن تحترمها فى كل وقت



فولكس فاجن هى بالترجمه الحرفيه سيارة الشعب , صممها العبقرى فردناند بورش الذى هو ذاته مصمم و مؤسس و صانع سيارات بورش الشهيره ( الأفضل فى العالم على الأطلاق من وجهة نظرى ) صممها بتعليمات من هتلر نفسه كما يقال لتكون بالفعل سيارة الشعب , أى أن الغرض الأساسى منها هو تمكين كل مواطن ألمانى من اقتناء وسيلة الأنتقال الخاصه به .. فجائت الفولكس الأولى الشهيره بالخنفساء مطابقه حرفيا للهدف المطلوب منها .. وسيلة انتقال يعتمد عليها من أغلب الألمان .. و تكون السمه الأصليه لها .. فأغلب الألمان لا يسكنون العاصمه برلين و لا يتمسكون بأرستقراطية الحياه فيها .. أغلبهم يقطنون الريف أو المناطق البعيده عن العاصمه , و أغلبهم أيضا يعملون كموظفين و عمال , من ثم جائت الفولكس لتشبع نوع من الرجال فى أغلبهم عمال أو موظفين , طموحهم فى حدود العوده المبكره للبيت الدافىء و الأستمتاع بوجبه ألمانيه شهيه ( من وجهة نظرهم ) مكونه من كرنب و بطاطس مع بعض البيره السوداء .. فلا يميلون لمذاق البهارات الطاغية الرائحه كما يميل الأيطاليون , ولا يحلمون مع النبيذ كما يفعل الفرنسيون .. فقط الكرنب و البطاطس و بعض البيره ..هكذا جائت شخصية الفوالكس الأصليه ..محدوده لكن يعتمد عليها ألى أقصى قدر .. اعطالها شبه نادره كأنها مرسيدس , صيانتها لا تكلف أكثر مما تكلف وجبة كرنب و بطاطس .. ومن ثم فتبرجها لا يكون فى حدود ما يمكن أن تتبرج به زجاجة بيره أى تقريبا لا تبرج أطلاقا .. الفولكس الأصليه زوجه ألمانيه من الريف البافارى الحقيقى .. ضفائرها الذهبيه تنهى حرية شعرها .. لا تخلع غطاء رأسها ألا للنوم فقط .. ملابسها فضفاضه لا تبدى شىء من أنوثتها لكنها فى الحقيقه ملابس مريحه جدا تناسب العمل الشاق المنوط بتلك الريفيه الألمانيه الصميمه .. فلا تكل من حر و لا يمنعها البرد عن الأداء ..مع بداية السبعينيات و أبان عصرا ذهبيا للصناعه فى أوروبا كلها ( قبل أن تجتاح العالم حضارات الزيت و النخيل من أمريكا و الخليج و تشوه كل جميل فيه ) وجدت الريفيه الألمانيه نفسها و لأول مره تحلم ..نعم اجتاحها طموح لتنافس قريناتها الأيطاليات و الفرنسيات .. تطمح لتجتذب نوع آخر من الرجال .. لم تعد ترض بالموظف الألمانى الملتزم جدا الذى يعمل طوال الأسبوع لينتهى بنزهه خلويه قرب البيت مع قليل من الشواء و البيره .. طمحت الريفيه الألمانيه لرجال العاصمه .. هؤلاء الذين يرتدون البدل الرسميه أو الملابس الأعتياديه .. يمارسون رياضه , يتحدثون لغات غير الألمانيه .. يستمعون لموسيقى الديسكو و يرقصون عليها غير مستنكفين من شبهة الأيقاع الأفريقى فى رقصهم .. و هاجرت الريفيه للعاصمه .. حلت ضفائرها الذهبيه المعقوده منذ أجيال و تركت شعرها لأول مره للهواء .. تخلت عن غطاء رأسها الكتاثوليكى جدا .. و راحت تبحث عن قبعات مزينه .. فكان الموديل الثانى الأشهر للفولكس .. الجولف .. الجولف ألمانيه جدا مازال يعتمد عليها كما يمكن للرجل أن يعتمد على البافاريه الأصيله .. لكنها اقلعت عن الأستماع لفاجنر و قررت الرقص على أنغام الديسكو .. و تعلمت أن دولابها يمكن أن يحوى الكثير و المتنوع و ليس فقط ردائها الريفى الفضفاض .. فبعد أن كانت الفولكس لا تعرف سوى محرك واحد و موديل واحد لسياراتها .. صارت تمتلك تشكيله من القلوب القويه تتراوح قوتها من 60 حصان و حتى 120 حصان .. و صارت لها أكثر من مظهر تتحلى به حسب مزاج رجلها .. فمن موديل عملى جدا بمحرك/قلب قدرته معقوله فى حدود 60 حصان .. مرورا بعائليه أكثر رفاهيه محركها قوته 90 حصان .. ألى الرعناء الشهيره المصممه للشاب النزق الذى سيصحبها فى رحلات طويله منافسا بها أقرانه و رفيقاتهن الأيطاليات و المسماه جى تى أى بمحرك قوته 120 حصان و كما هو متوقع من الريفيه المصدومه حديثا بصخب العاصمه .. تأتى تحركاتها رعناء .. متجل فيها قلة خبرتها .. فتشير أحصائيات رسميه ألمانيه لأن نصف حوادث السيارات على الطرق السريعه تسببت فيها سيارات من موديل .. جولف


ريفيه رعناء بهرتها أضواء المدينه .. نعم .. لكن رعونتها أكسبتها الكثير من جاذبية البحر متوسطيات .. مازالت ليست فى شراسة الأيطاليه .. و لم تتمتع يوما بنعومة الفرنسيه .. لكنها وضعت لنفسها شخصيه مستقله بعيدا عن رداء البافاريه الفضفاض و غطاء رأسها الكاثوليكى .. محببه للكثيرين , تثير فيهم الخيال .. ليست أرستقراطيه من الأساس , لكن التزامها الألمانى واضح للغايه , عموما هى الفتاه الصغيره فى نساء الألمانيات .. عند سن معين .. على الرجل أن يبحث لنفسه عن أكبر منها أذا أراد احترام سنه كما يجب



أيطاليا :


صوفيا لورين بشفتيها الشهيتين و صدرها العارم , ببحة صوتها المثيره أيا كانت ماتنطق به سواء كان عراكا سوقيا أو حديثا فى السياسه


الفاتيكان المقدس عند الكاثوليك و روائع عباقره خالدين من دافينشى و دانتى و جاليليو و مايكل أنجلو وسلسله لا تنتهى من أعمال فنيه رائعه قد يتجاوز عددها عدد سكان أيطاليا نفسها


مؤامرات الطبقه المستنيره وجماعات العنف الدينى و الأصلاح الكنسى و التزام فرسان المعبد و حرس الفاتيكان و الحزب الفوضوى الأيطالى الذى مازال نشطا فى روما ألى حد ما


شطر جبال الألب التى صنعت سويسرا و حوارى نابولى التى يتدلى من شرفاتها الغسيل


كرافتات أرمانى و جيوجارو و نداء بائعى البيتزا فى شوارع ميناء بارى


فينيسيا بعمارتها الفريده و طبقة عاهراتها الرسميه المسماه بالكورتيزيانو التى كان لها تمثيل حقيقى فى حكومة فينيسيا


مع ممثل لقداسة البابا فى البرلمان الأيطالى , توجد شيكيولينا .. ممثلة الأفلام الأباحيه التى انتخبها الشعب نائبه فى ذات البرلمان


البحر المتوسط الحقيقى فى أيطاليا .. قديما أطلق الرومان أسم مارا نوسترا على البحر المتوسط .. و مارا نوسترا معناها بحرنا .. بالفعل البحر المتوسط تاريخيا هو بحيره أيطاليه فى الأساس , والبحر المتوسط ليس فقط مساحه مائيه و تخومها من اليابسه .. لكنه حضاره بمعنى الكلمه .. قديما قالوا تنتهى حضارة المتوسط حيث تنتهى أشجار الزيتون .. و بالفعل نرى لمحات تلك الحضاره من مرسيليا ألى أثينا ألى الأسكندريه و حتى تونس و طبعا بيروت الجميله .. ما يميز حضارة المتوسط ( كما صنعها الأيطاليون الأوائل ) أنها تحتوى كل شىء .. بالفعل كل شىء ..تحتويه بوحشيه .. غنتها فيروز فى رائعتها بترا .. روما يا وحش الحضاره .. و بالفعل .. روما هى وحش الحضاره .. و أحيانا حضارة الوحوش .. هكذا كانت أيطاليا و هكذا صنع الأيطاليين .. عبقرية عمل و أنجاز .. جمال طاغ يطبعون به كل ما يلمسونه حتى تكاد تنسى من كان الصانع الأصلى له , و نزق ألى أقصى حد .. من بابا روما ألى عاهرات فينيسيا .. من فرسان المعبد ألى شيكيولينا ..من جبال الألب ألى مرفأ نابولى .. تلك هى أيطاليا


على غرارها ( أيطاليا ) جائت المرأه الأيطاليه .. مستحيل أن تنجو من براثن عشقها من النظره الأولى .. شخصيتها قويه كالبؤه .. تخشاها أحيانا .. تحتويها أحيان .. قد تهرب منها فى بعض الأوقات .. لكنك دوما ستعشقها .. تشتهيها .. تراها فى أكثر أحلامك تحررا ووحشيه


الأيطاليه عفويه ألى أقصى حد .. لكنها تحتفظ بعبقريه غير مفهومه بأنوثتها الطاغيه و أثارتها التى لا تنتهى .. حواجبها سميكه لا تقربها بالتزجيج .. لا تحاول مجرد تشذيب الشعر الحميم فى جسدها .. لكنها تظل مثيره حتى أكثر من الفرنسيات و الألمانيات اللاتى يتبارين فى تلميع أنفسهن بأرستقراطيه متطرفه أحيانا .. لا تتجمل الأيطاليه كثيرا بالحلى الغاليه .. لكن تظل أساورها الفضيه الرخيصه نسبيا أكثر أثاره من خاتم الألمانيه الماسى ..تفتح فمها على آخره و هى تتلكم كأنها تبتلع الهواء .. لكن شفتيها تظل شهيه لا تستطيع أن تقاوم الرغبه فى التهامهما فى أى لحظه .. سواء ارتدت ملابس ضيقه أو فضفاضه فصدرها عارم لا محاله .. تقاوم بشده النظر المباشر أليه .. لكنك لن تستطيع أبدا طرد فكرة اعتصاره من خيالك ..حركاتها العفويه رغم مخالفتها لكل قواعد الأرستقراطيه و الرقى ألا أن قوة شخصية الأيطاليه و ثقتها فى نفسها تجعل أرستقراطية الفرنسيات و الألمانيات بجوارها نوعا من السخف الذى لا معنى له .. و تجد نفسك تتسائل .. لم لا لا تتصرف كل النساء مثلها ؟


طبيخها لا يعلى عليه .. قد ينافسه طبيخ الفرنسيه .. لكن مازال للأيطاليه مطبخا يفوح برائحة البهار الشهيه .. هذا البهار الذى من أجله شق جدها ماركوبولو طريق الحرير .. تضيف له بعض الثوم من المعلق على شرفة البيت .. بعض البصل المزروع فى حقول الجنوب .. تطعمك الأيطاليه بنهم .. و أنت تأكل بنهم شديد .. تسقيك بعد الطعام نبيذا لم تعرف قوته من قبل .. ثم ألى تشكيلة قهوه لا تدرى بدايتها من نهايتها .. الأيطاليه شهيه فى كل شىء .. و تثير شهوتك فى أى شىء


يقف علم الصوتيات عند الأيطاليات تحديدا عاجزا عن تفسير الأثاره .. أهى اللغه ؟ أم اللهجه ؟ أم تلك البحه الشبقه فى صوتهن هى ما يذيب القلب مرورا بالأذن قبل العين أحيانا ؟ ..من الصعب تخيل الأيطاليه تهمس .. و من واقع الخبره .. الأيطاليه يأتى همسها ( أن أرادت هى الهمس ) أقرب للتأوهات الصارخه .. فسوقها واضح .. شبقها لا ينتهى .. تستفز فى رجلها أبعد ميوله وحشيه و بدائيه .. من شعر جسم غير مهذب .. ألى استدارات جسد غير مهذبه .. ألى لغه و صوت أبعد ما يكونا عن التهذيب .. فما بالك لو تأوهت ؟ أو تأودت ؟ .. مع الأيطاليه عليك أن تنسى كل أوهامك عن ملائكية العلاقه بين الرجل و المرأه .. ففى ساعة اللقاء بالأيطاليه يصير استدعاء الملائكة نوع من فساد الذوق


مع الثوره الصناعيه كانت سمات النظام الأقطاعى الأيطالى واضحه تماما , كافة الصناعات بدأت و استمرت كأنشطه استثماريه عائليه .. حتى المنافسه بين تلك الأنشطه .. حملت الكثير من سمات من الصراعات العائليه ( صراع فيرارى و لمبورجينى أحد أشهر الصراعات الصناعيه / العائليه فى التاريخ .. و قد أفاد الصناعه كلها ألى حد بعيد ضاربا مثالا عمليا لفوائد التنافقس الرأسمالى الحر .. الوصله المرفقه هى عن قصة هذا الصراع .. و قد أترجمها فى هامش الموضوع أذا سنح الوقت ) و جاء الأنتاج حاملا سمات الكبرياء و التميز .. طبعا مع لمحات الجمال العامه للأيطاليين


لانسيا : من أعرق الصانعين الأيطاليين , تخصصت منذ العشرينيات من القرن الماضى فى أنتاج سيارات أيطاليه بمعنى الكلمه .. ليست وسيلة انتقال فحسب .. لكنها مطية علاقه حميمه مع رجلها .. تحمل من الأستمتاع قدرا لا يقل عما تحمله من فائده اقتصاديه .. اختارت لموديلاتها من البدايه أسماء الحروف الاتينيه المستخدمه حاليا فى الرياضيات و الفيزياء .. مثل بيتا .. جاما .. زيتا .. دوما كانت تأتى بتنويعات كبيره على كل موديل .. كأيطاليه أصيله تحتفظ فى دولابها الخاص ببالطو من الفرو و كذلك رداء بحر فاضح .. فأن أراد رجلها اصطحابها للثلوج .. فهى تذهب مصطحبه أثارتها معها حتى فى بالطو فرو .. أما أذا قرر رجلها اصطحابها لشاطىء بحر خالى .. فعليه أن يتحمل تبعات تلك النزوه .. فلن يتحمل مقاومة رداء بحرها الذى لا يتخيل كيف ارتدته .. كذلك لانسيا .. فكل موديلاتها حتى الصغير منها تأتى بتشكيلات تحاصر اختيارات الرجل .. فمن عمليه اقتصاديه .. ألى رياضيه عارمة القوه مذهلة الثبات و المناوره .. أيطاليه فعلا .. تشبع رجلها أيا كانت نزوته


ألفاروميو : تاريخيا فالمهندس أنزو فيرارى ( مؤسس شركة فيرارى ) و بينين فارينا ( مصمم السيارات الشهير ) و ماريو أندريوتى ( بطل سباقات السيارات التاريخى ) كلهم بدؤا حياتهم العمليه كعاملين فى شركة ألفاروميو


أعتقد يمكن الآن تصور الفلسفه التى قامت عليها هذه الشركه و انعكاس ذلك على أنتاجها .. فرغم تفوق لانسيا تقنيا فى كثير من الأوقات .. ألا أن ألفاروميو تمتعت دوما بجاذبيه شديده .. فهى كأيطاليه جدا .. تستفز فحولة رجلها ألى أقصى حد .. بل .. أحيانا ما يشعر معها صاحبها بأن فحولته ليست بعد كافيه لأشباع تلك الأيطاليه النهمه الشغوفه للمغامره و الأستمتاع


فى السبعينيات أيضا ( العصر الذهبى لصناعة السيارات الأوروبيه ) دارت مقولة أن منافسه محمومه بدأت بين ألفاروميو الأيطاليه و بى أم دبليو الألمانيه على الحصول على أكبر حصه من السوق .. و انتهت التحليلات و آراء المستهلكين ( أغلبهم من الرجال الحمقى بالسليقه ) بأن بى أم دبليو زوجه مثاليه .. أما ألفاروميو فهى العشيقه .. لا يمكن للرجل أن يستغنى عن زوجته .. كما يستحيل عليه الاستمتاع بنجاحه دون عشيقه شهيه مثيره .. كألفاروميو

و أمعانا فى أيطاليتها الوحشيه .. يذكر أن أحد موديلاتها الفخمه و هو الفيتا ذات المحرك سعة ليترين بقوة 140 حصان .. جاء هادئا جدا .. أى أن صوته خفيض و هادىء و سلس الدوران رغم قوته .. فما كان من مدير تسويق الشركه وقتها ألا أن أعاد المحرك لقسم التصميم مره أخرى مطالبا لهم بزيادة ضجيج المحرك !!! على عكس ما تفعله كل الشركات الأخرى من العمل الدؤوب على تخفيض الضجيج الميكانيكى .. و حين استفهم منه مهندسو التصميم المدهوشين من طلبه .. كان رده عليهم : من هذا الرجل الذى يحب أن يمارس الفحش مع امرأه خرساء ؟ كيف سيعرف أنه مارس فحولته أذا لم تصرخ عاليا ؟

كانت تلك وجهة نظر الصانع الأيطالى .. للأصيله الأيطاليه .. ذوقه و أسلوبه .. كذلك أسلوب نساء بلاده


أشهر موديلات ألفاروميو كانت المتوسطة الحجم جوليتا .. كانت تخاطب هذا الرجل الطموح .. الذى يعمل بجد شديد طوال يومه .. لكنه لا ينسى التأنق فى بدله من صنع جيويجارو و رباطة عنك فيرساتشى .. هو الرجل الذى قد يعمل فى الحقل أو الورشه صباحا .. لكنه يحتفظ فى جيبه بتذكرة الأوبرا للمساء .. الرجل الذى قد يعكف على دراسة تصميمات دافينشى المعقده .. لكنه خبير فى تذوق النبيذ المعتق .. هذا الرجل يطلب امرأته لمشاهدة المسرح .. أوناقشة فلسفات سياسيه متقدمه .. لكنها أيضا عليها التصرف فى مطبخها الضيق الحيز لتستطيع أن تنتج له عشاء شهيا يستحق وصف أيطالى .. هى أيضا لا تحتاج لأى طقوس للأستعداد لنزواته أيا كانت .. فبين ستائر الأوبرا أو فى شرفة المطبخ الضيقه يمكنه أن يأتيها شهوه .. و هى ستستجيب بشغف شديد حتى لا يدرى رجلها أهو من غواها أم هى من تمارس غوايته باستمرار , أيطاليه .. لا تهذب شعرها الحميم و لا تزجج حواجبها و أغلب زينتها من الفضه أو الأحجار النصف كريمه .. لكنها دوما شهيه بشكل لا يصدق


حين تنضج و يتقدم بها العمر .. صحيح تظهر عليها علامات السن أسرع من الألمانيه .. لكنها حتى فى هرمها .. مازالت مثيره .. و ابتسامتها الرائقه تذكرك فورا بصخب مغامراتكما معا أبان الشباب الجامح .. تعشقها فى بداياتك .. و تظل عاشقا لها حتى النهايه


فيات : اخطبوط صناعى لا يحمل الكثير من سمات عراقة المحتد أو أرستقراطية الطبقه الراقيه .. فأسم فيات نفسه هو اختصار لأربعة بالحروف الأولى لأربعة كلمات


Fbrica Italiano de Automobil a Torino

أي مصنع السيارات فى تورينو .. عموما و مع صعود نجم حضارات محدثى النعمه من الأمريكيين و الخليجيين و الآسيوين .. أصبحت اللعبه هى تحريك الأموال و الأستثمارات .. فاشترت فيات ( ذات الأموال ) كلا من شركة لانسيا و ألفاروميو مع احتفاظهما باستقلال الشخصيه فى التصميم و الأنتاج .. كما ابتلعت من قبل شركات أصغر كأوتوبيانكى و ميرافيورى و أبارث .. لكن تظل فيات بأصولها الوضيعه هى الأقرب للتفاهم مع المنظمات ذات الميل اليسارى .. فتصدر تكنولوجيا أنتاجها ( الفقيره نسبيا ) ألى روسيا لتنتج لادا على قاعدة الفيات 124 .. و الى مصر و تركيا و يوغوسلافيا .. فيات أيطاليه لقيطه .. لكنها مازالت أيطاليه .. تذكر برائدات شارع كلوت بك فى مصر.. يقدمن متعه رخيصه ترضى أى رجل لا يستطيع تحمل تكاليف الأصيله .. لكنها مازالت أيطاليه .. و لها لمحات من الجاذبيه سيما فى التصميمات التى يؤديها لحسابها مشاهير الفن

خلاصة القول .. الأيطاليه امرأه كانت أو سياره .. ترضى رجلها بنهم .. بل أحيانا ما تشجعه عليه , صراخها مثير .. و فسوقها يستفز فيه المغامره الوحشيه أيا كانت

فرنسا :

مارى ماتيو بشعرها الأسود الفاحم المنسدل كحجاب راهبه ألى صوتها السماوى .. من شفتين على شكل دعوة قبله لا تنتهى رغم أسنانها الطويله بشكل مبالغ فيه

مارى أنطوانيت شديدة الترف بتسريحة شعر تتعذب لأنجازها .. فتقضى الساعات لترتب شعرها حتى تظهر لدقائق أمام الناس فى زينه مبهره

شارل ديجول المبعوث من الرماد كالعنقاء الأسطوريه ليعيد بناء أمبراطوريه كامله

فرسان الكاردينال ضد فرسان الملك .. و هتافات المظاهرات تحت قوس النصر .. الموت للنازيه تاره .. و الجنس للجميع تارة أخرى

احتلال الجزائر و غرب أفريقا بوحشيه غير مسبوقه .. و مساندة الأمريكين للتحرر من التاج البريطانى

لوفر باريس العريق .. يزينه ( أو يشوهه ) هرم زجاجى أعلانا عن ميل للحضاره المصريه

نابوليون يدمر الأزهر و أبو الهول .. و يهدى مصر مطبعه كانت مفتاح الأستناره فى العصر الحديث

فرنسا أيضا بحر متوسطيه عريقه .. شديدة الشبه بالأيطاليه فى تميزها الغامض .. و أن كانت الأيطاليه يميزها شغفها الوحشى للحياه .. فالفرنسيه شغوفه أيضا للحياه و المتعه لكن يميزها نعومتها التلقائيه الفريده . تلك النعومه التى لا تمنعها عن اعنف المغامرات أذا أرادت .. مع الفرنسيه ستتعلم التقبيل رغم تركيب أسنانها الغريب .. معها ستتعلم كيف تشرب القهوه بطعم الحب .. وتمارس الحب بنكهة القهوه .. مع الفرنسيه ستستسيغ كأس نبيذ ظهرا .. و أيضا فنجان قهوه قبل النوم .. و فى كلتا الحالتين .. سيتردد فى أذنيك صوت موسيقى الأوكورديون العازف على قهوة الرصيف ..و أيقاع الأمطار الباريسيه التى لا تنقطع

مع الفرنسيه ستعرف كيف تتأنق سواء بمعطفك الشتوى .. أو بملابسك الرياضيه أو حتى الداخليه .. فهى ناعمه فى كل شىء .. شغوفه تحت أى ظروف .. كأنها تغلق حياتها على نفسها بكبرياء شديد ولا تسمح ألا لكل أنيق بالدخول أليها .. و طبعا لا ينتج عنها ألا شىء أنيق

الفرنسيه رغم نعومتها شديدة الجرأه .. قد تنافس الأيطاليه فى قوة شخصيتها و تجرؤها على الثوابت .. و لم لا ؟ فوجودية سارتر .. و علمانية فولتير و حتى فكرة الجمهوريه نفسها .. اختراعا فرنسيا .. الفرنسيه ترتب مظهرها كأنها ترى الخامات الأوليه بعين مختلفه عن أعين الناس .. فتبتكر موضات صادمه للوهله الأولى .. لكن لجاذبية الفرنسيه .. سرعان مايقلدها الجميع بعدها .. فتصير صرعتها الصادمه لاحقا .. قاعده يمشى عليها الآخرين و يقلدوها

لنعود ألى مطلع السبعينيات .. و نتذكر جميعا كيف كان شكل مصابيح السيارات كلها ... أتذكرون ؟ كل السيارات كانت مصابيحها مستديره .. بعض التصميمات الثوريه كانت مربعه أمعانا فى تقدم التصميم و حداثته .. أتذكرون هذا ؟ حسنا .. .. عام 1972 كيف كان شكل مصابيع البييجو 504 ؟ .. اها .. هذا ما أقصده .. حين كان العالم كله لا يستطيع رؤية خامات صناعة المصابيح ألا لتنتج مصابيح دائريه فقط .. أو مربعه فى أكثر التصميمات عصريه وقتها .. أنتجت بيجو مصباح سياره على شكل معين مائل .. صدمه فى الموضه .. لكن .. سرعان ما صارت تلك الصرعه الصادمه هى الأكثر انتشارا و شعبيه فى العالم كله

من يذكر سيتروان بالاس ؟ تلك السياره التى ابتكرت أجهزة التعليق الهوائيه ليتناسب ارتفاعها مع طبيعة الطريق الذى تسير فيه ؟

أو رينو ذات الحصانين .. التى ابتكرت ناقل الحركه البارز من تابلوه السياره ؟

من يعلم شيئا عن سيارة ماترا باجيرا ذات المقاعد الأماميه الثلاثه ؟

الفرنسيه رغم نعومتها ستعلمك الكثير .. بشغف .. و أيا كانت نزوتك .. فهى كالأيطاليه .. مستعده دوما لنزواتك .. سواء فى طريق جانبى فى أحدى الغابات .. أو فى فراغ المطبخ الضيق ..أو تحت ضوء القمر فى الصحراء أو بين أعمدة معبد رومانى .. تغرقك فى نعومتها .. و تزيد على الأيطاليه أنك كما ستستمتع معها بالنبيذ .. ستستمتع معها بقهوه ساخنه و كتاب عن تاريخ المسرح أو الوجوديه أو نقد أحصائيات البنك الدولى .. و فى أى لحظه مما سبق .. تستطيع هى بدء النزوه فى أى ظروف .. بل و أكمالها بنعومه غامضه لا تدرى كيف يمكن أن تسمى النساء الأخريات نساء

لن أفصل كثيرا عن الشركات الفرنسيه كما فعلت مع الألمانيه و الأيطاليه .. فلهذا حديث طويل .. لكن عموما الفرنسيه ليست فقط امراه ولا سياره .. الفرنسيه .. أسلوب حياه .. فبينما تنطق الأنجليزيه و الأيطاليه و اليونانيه باستخدام نفس الأدوات الصوتيه .. فالفرنسيه تستخدم صوتيات و أبجديات لا يماثلها فيها لغه أخرى .. هى أسلوب حياه

البريطانيه:

بشعرها الأحمر النارى , و كثافة أرديتها الصوفيه .. و عجالتها فى الحركه و المشى .. نظرتها المنكسره كما يليق بمن تعيش فى نظام ملكى منذ آلاف السنين .. بوجهها الذى لا يبتسم ألا على شكل شبح .. بينما تتحول ابتسامتها الشبحيه ألى قهقهه طائشه بعد أول كأس من البراندى الأيرلندى الرخيص .. البريطانيه مع طبيخها الردىء الذى يشبه فى طعمه حساء ورق الكوريشه الملون ..و أن أرادت أن تصنع وليمه .. فهى تسارع للتفاخر بأنها أعدت فطيرة الكلاوى .. تلك الفطيره البشعه التى تملاء البيت برائحه تشبه البول من جراء طهى الكلاوى

أيضا هى طيبه ألى حد كبير .. تطمح فى الأستمتاع كبقية النساء .. تتمنى أن تجتذب رجلا و أن تحتفظ به .. تخشى العنوسه ..و تحاول التبرج دوما .. لكنها بريطانيه .. انعزلت فى جزيره صخريه لآلاف السنين و لم تعرف حضارة المتوسط ألا بعد غزو الرومان لها .. لم يتحملها الرومانى فهجرها تاركا أياها تحت وطأة بريطانى فاسد الذوق , بخيل الطباع , متزمت فى تمسكه بالقديم .. فجاءت هى كالراهبه المارونيه الشابه ,, تحلم بالمتعه ,, لكن مبادئها تحرم عليها الأستمتاع

ترتدى ملابسها الداخليه الساخنه لتتبرج و تثير .. لكنها قبل أن تخرج .. تضطر للتدثر بكل ما تملك تقريبا من ملابس صوفيه خشنه و جليه ثقيله تقيها برد الشتاء البريطانى القارس .. فيختفى تبرجها الذى اجتهدت فيه تحت وطئة ظروفها الطبيعيه

طيبه ألى حد كبير .. تحاول أثارة رجلها .. و الأحتفاظ به .. تبتسم له فتأتى ابتسامتها بلهاء .. لا هى بوقاحة الأيطاليه المثيره ولا بنعومة الفرقطنسيه الغامضه .. بلهاء .,. تحاول تصنع الفسوق لتكون مثيره .. فسكب كأس البراندى الرخيص فى جوفها جرعه واحده ... تنظر ألى عينيه بولع .. تنتظر أى كلمه يقولها لتضحك عليها و تلقى برأسها على كتفه .. فتأتى ضحكتها مقهقهه كعربيده تظهر حشو أضراسها و هى تضحك .. و تلقى برأسها على كتفه فيريعه ملمس الصوف الخشن لغطاء رأسها الكروشيه اليدوى الذى تفخير به

تتصنع المغامره و توافق على الذهاب للصحراء القاحله أو الغابه الكثيفه .. تبهر رجلها باحتمالها و أصالتها .. لكنها فى خضم الاحداث و الأثاره .. اتنزوى لتسكب لنفسها فنجانا من الشاى .. فالساعه حانت الخامسه .. يعاتبها بنظره .. فتنظر له ببلاهه .. كيف يمكن للناس الاستمرار فى الحياه دون شاى الساعه الخامسه ؟

يضج منها رجلها و يعتزم هجرها .. يترك البيت ألى بار بعيد و يغرق فى خمر اسكتلنديه غير بريئه .. تذهب أليه و تكلمه بهدوؤ .. تصالحه فيعود معها للبيت .. فتتحفه بهديهر ائعه .. فطيرة الكلاوى البشعه .. يلعن اليوم الذى عرفها فيه .. لكنه أيضا بريطانى الذوق ( مادام اختارها ) لا يحب التغيير أبدا .. فيستمر فى حياته ذاتها

يحلم بالأيطاليه , يهفو للفرنسيه .. لكنه مادام قد اختار بذوقه البريطانيه .. فهو لا محاله مستقر لا يغير فى حياته شىء أطلاقا

البريطانيه قبيحة المظهر عادة .. فعليا .. تم اختيار سيارة رولزرويس الشهيره كأقبح تصميم سياره فى النصف الأخير من القرن العشرين .. لكنها مازالت رولز رويس .. لا تعرف الأعطال أطلاقا .. رفاهيتها تقارع فخامة صالونات قصر باكنجهام ..ثمنها غير طبيعى .. و لا يستطيعه ألا من يملك ما يعينه على تلك الرفاهيه

جاجوار هى فتاة القصر الفاسقه .. خرجت من رحم القصور تتمرد على آداب الرهبان و التزامهم .. شرعت فى التبرج و المغامره .. لكنها بريطانيه .. فجاء تبرجها فجا .. منعدم الجاذبيه .. هناك حقيقه اقتصاديه هى أن أغلب مالكى الجاجوار فى العالم هن من النساء .. و تعليق البريطانيين السافل على هذه الحقيقه .. هى أن فتاة القصر تبرجت بشده لتجتذب الرجال .. فلم تجد سوى المثليات يطاردونها

البريطانيه رغم جودة صناعتها و أتقانها ثقيلة الدم .. قد تغرى بالمغامره .. لكنها فعلا كالراهبه الكاثوليكيه الشابه .. تطمح فى الفسوق .. لكن تربيتها تقاومه .. فما أن تدخل فى النزوه مع رجلها حتى يجد منها لحظات تردد و ارتباك .. فهى ليس أيطاليه أطلاقا .. و لا فرنسيه .. تنتهى النزوه غالبا دون أشباع كامل .. و يجد الرجل فى نفسه شىء من تأنيب الضمير .. فد ساهم فى أفساد أخلاق راهيه

تقليديه ألى أبعد الحدود .. لكنها طيبه .. الغريب فيها أنها لن تمانع فى شىء .. فقد تطلب منها أداء رقصه شرقيه خليعه فتبادر فورا بالموافقه بل و تشرع فورا فى أداء الرقصه المفترض أن تكون مثيره .. فتأتى تميعاتها أقرب للتشنجات .. و تأودها يشبه نوع من الشلل الرعاش .. أما تأوهاتها فتأتى كصوت الملكه .. كأنها صوت ذئب وليد سقط فى بئر عميق .. تهجرها حينا لكنك ستعود .. للبراندى الردىء .. و ضحكتها البلهاء .. و فطيرة الكلاوى الشنيعه .. مادمت اخترتها .. فستظل وفيا لها

اليابانيه .. عبودية الجيشا و فحولة الساموراى الكاذبه :

اليابانيه هنا تنوب عن الآسيويات بوجه عام .. فصناعة السيارات فى آسيا تقتصر على اليابان فقط بينما كافة الدول الأخرى تجمع سيارات صممت أساسا فى اليابان ,

اليابانيه .. فتاة الجيشا .. خانعه خاضعه لا شخصية لها أطلاقا .. تعيش و تموت لغرض واحد .. أرضاء رجل موهوم بالفحوله يعاملها بغباء شديد .. لا شخصية لها أطلاقا .. لا ترفض أمرا .. تتبرج ألى أقصى حد ليس كذوقها .. و لكن حسب طلب صاحبها .. فأن كان فاسد الذوق فستأتى مسخا مشوها .. لكنها فى قرارة نفسها لا ترى لنفسها قيمه سوى من واقع رضا سيدها عنها .. سواء كان من الساموراى أو من شيوخ الزيت ..

أن انطماس شخية اليابانيه قد يبرر انتشارها فى أوساط عرب الخليج و المتخلجنين ( الذين ينجذبون لحضارة الخليج ) فهم يرون نسائهم أساسا بلا شخصيه .. و اليابانيه خير من يمثل تلك الجاريه .. ستستجيب لك فى أغلب متطلباتك .. و التى هى غالبا متطلبات رجل موهوم .. قليل التحضر .. محدود الفحوله .. لكنه يحلم ببطولات الساموراى و عنتره بن شداد الخرافيه .. لن ترفض لك شىء .. و لن تر فى عينيها الضيقتين سوى نظره هى مزيج من الألم و الأستجداء .,.. لا تصرخ كالأيطاليه و لا تعلمك كيف تمتعها كالفرنسيه .. فقط تطيعك .. غناؤها على نغمات الكابوكى .. لا يفهمها ألا أهلها فقط و ينزعج منها غيرهم .. رقصها سمج .. و طبيخها غريب .. من أرز مسلوق ألى أسماك نيئه .. لا بهارات تجذبك رائحتها .. بمجرد ما أن تفرغ من اليابانيه لا تفكر فيها أبدا .. فهى لا تترك فيك أى انطباع سوى ما تتخيله أنت .. و لو اهتممت بانطباعها .. فلن تلاحظ سوى الألم و الاستسلام .. اليابانيه جاريه مخلصه .. لكن من الصعب أن تقع فى هواها

هنا ينتهى مقالى الذى أراه لا يزيد عن دردشه حمقاء بين رجل خبير فى الحمق .. و مشروع رجل سيكون أحمقا بطبيعته .. مجرد حديث كالذى يدور بين رجلين على قهوه أو فى حانه .. لا أكثر من دردشه يختلط فيها الجنس و النساء بالتكونولوجيا و السياسه و الجغرافيا .. مناقشه بين رجلين ..طبيعيين

أتمنى ألا أكون قد أطلت عليكم

Friday, October 05, 2007

الثائره تحتضر

بدون مقدمات .. انقطعت عن التدوين لفقدان الطاقه .. ببساطه فى الفتره الماضيه لم أجد فى نفسى أى طاقه للكتابه , رغم ثراء الفتره بالمواضيع و الأحداث التى وددت الكتابه فيها و التعليق عليها ألا أنى ببساطه .. لم أجد فى نفسى طاقه للكتابه
مابين عملى الجديد و اتصالى بالقطاع العام الصناعى و غرقى فى مآسيه و مشاكله و كوارث الصادرات المصريه التى قضيت جل حياتى العمليه بل و الدراسيه باحثا فى كيفية حلها و تجاوزها , و بين ظروفى الشخصيه المركبه عائليا .. وجدتنى كالمنسحب للعمق المظلم بفعل السقوط فى دوامه ... تراودنى نفسى ( و النفس أماره بالسؤ أحيانا ) للكتابه الأنفعاليه التلقائيه عما أقرأه من أخبار أو مايمر بى من أحداث , متجاوزا عهود قديمه قطعتها على نفسى ألا أكتب قبل أتمام الأدراك و التأكد من عمق فهمى للحدث , لكنى قاومت هذا الدفع بتلقائية الأستسلام ( حلوه المقاومه بالأستسلام دى ) , فالكتابه فى حد ذاتها تمثل لى موقف .. ليس بالنشر فحاشا لله أن أعد نفسى فى غمار الكتاب الناشرين .. لكن لأنى حين أكتب فأنا ألزم نفسى باتباع موقفى الذى قررته فى كتابتى .. فالكتابه لى فى الأساس هى جلسة تداول و مشاوره ( كالتى تعقدها المحاكم ) تنتهى عادة بقرار ألزم نفسى به .. فأنا أكتب لنفسى فى الأساس .. و ما مدونتى سوى نشر لبعض مارأيته قد يفيد لو قرأه غيرى

لا أدعى أن طاقة الكتابه عاودتنى الآن لكنى بعد مقابله مأسويه ( كالعاده ) مع رفيقة العقل و القلب فى القاهره .. عشتار .. و بعد أن تناوبنا البكاء و تمزيق نياط القلوب و تداولنا الكآبه و اليأس المحببين لنفسينا المعقدتين .. و تورمت عيون عشتار ( التى كانت متورمه أصلا بفعل فاصل بكائى طويل فاتنى حضوره ) و بعد أن تنكست رأسى على صدرى تحت وطأة أثقال الأحباط و اليأس .. قررت أن أكتب فور عودتى للبيت .. و ها أنا ذا

بدون منهج تفكير .. ولا أى محاوله لأحكام المنطق .. فى الحقيقه لا توجد فكره محدده فى رأسى سوى مأساه شخصيه أعيشها حاليا .. على أن كتبت عنها اشعر بشىء من الراحه .. ما سيلى ( و ماسبق ) لا أكثر من تحاور مع نفسى .. من باب التحاور لا أكثر .. أما نشر ما أكتبه فهو من باب ممارسة هوايتى المحببه لنشر الكآبه و الأحباط فى نفوس أحبائى المحكوم عليهم قدريا بقراءة ما أكتبه


الثائره تحتضر

ثائرة هى منذ مولدها .. ولدت فى مطلع أربعينيات القرن الماضى , لأب من عائله صعيديه جدا رغم دراسته للأقتصاد فى فرنسا ألا أنه احتفظ بعناد بلهجته الصعيديه مفاخرا بها أقرانه الذين أنعوج لسانهم بعد البعثات .. و أم تنتمى لعائله تركيه جدا سليلة الأمير كاتخدا الأزميرى صاحب الوقف الكبير فى الجماليه لا تترك عصاتها ذات المقبض الذهبى و لا تخرج من البيت ألا بعد ارتداء بالطو أسود و يشمك حريرى أبيض على وجهها حتى فى أحر شهور الصيف .
الثائره هى الأخيره بعد أختين و أخين .. الأخين أكبرهما صار طبيبا و حصل على الدكتوراه من انجلترا و عاد مكللا بعلمه و عمله و تحرره الذى اكتسبه فى أوروبا .. الثانى كان من أوائل خريجى كلية الهندسه بالقاهره و سرعان ماسافر للحصول على الدكتوراه من أوروبا .. أما الأختين الكبريين .. فالمسار الطبيعى لبنات عائله صعيديه جدا تركيه جدا .. القراءه و الكتابه , ثم دروس الفرنسيه و البيانو فى البيت الكبير بالعباسيه .. بعض مهارات التفصيل و كثير من مهارات الطبيخ و المداومه على حضور أيام المقابله مع أمهما حاملة العصا ذات المقبض الذهبى .. و المسار الطبيعى .. الخطبه بمعرفة سيدات المجتمع فى يوم المقابله دون حتى مشاهدة وجه العريس .. ثم الزواج فى سن السادسه عشر من رجلين ينتميات لعائلتين موغلتين فى صعيديتهما .. و الرحيل لتبوأ منصب سيدات قصور ( صارت بيوتا بعد التأميم ) فى سوهاج و قنا .. الثائره وصلت لدراستها الثانويه فى مطلع الخمسينيات .. مع رياح التغيير .. مع الثوره الوليده .. فى مجتمع يتغير حالما بالتحرر ( صار الحلم كابوسا لاحقا لكن الوضع وقتها كان الحلم الكبير بالتحرر و التقدم ) .. أنا هادخل الجامعه زى حسن و أمين .. هكذا قالتها الثائره بتصمم لأمها القابضه على العصا ذات المقبض الذهبى .. أمشى يا بنت بلاش قلة أدب .. هكذا ردت الأم رحمها الله

الأب الصعيدى الدارس فى فرنسا يستمع لرأى الثائره .. و يبتسم فى رضا و عمق .. خلاص يابنتى .. هاتدخلى الجامعه .. و ينظر للأفق البعيد .. فهو رغم صعيديته يستشعر التغيير القادم .. و يقاوم خوفه على ابنته الحبيبه بالأمل فى الغد

كلية التربيه بالزمالك .. قسم اللغه العربيه .. فلطالما استهواها الأدب العربى و الشعر .. فى عشرينيات عمرها تذهب البنات جماعات و فرادى لمصفف الشعر أو الترزى , حاملات لرضعائهن من زيجات مبكره .. أما الثائره فتتفرغ لصحبة الدكتوره عائشه عبد الرحمن ( بنت الشاطىء ) تستمع لها و تساعدها فى تحضير موادها لعلميه , تراسل الدكتور طه حسين .. تحاور هيكل و السنهورى

أنا هاحضر دراسات عليا .. هكذا قالت الثائره لحاملة العصا الذهبية المقبض .. هاتعنسى و تبورى و مش هاتلاقى اللى يتجوزك .. هكذا ردت حاملة العصا

و ماله يابنتى .. حضرى دراساتك العليا .. هكذا نطق الأب الحنون مبتسما بعمق .. ساحبا عينيه للأفق البعيد متلمسا الحلم .. و التطوير

لأن عمها هو حيدر باشا الحينى وزير الحربيه الذى قامت عليه الثوره .. فطبعا .. لا منصب فى الجامعه ولا تعيين فى القاهره .. و مع تأميم أغلب أملاك والدها .. صار الذهاب للكليه بالمواصلات العامه بدلا من السياره التى يقودها السائق النوبى الأمين الذى رفض ترك البيت حتى بعد بيع السياره .. و لأن أمها سليلة أمير مملوكى .. فهى مرفوضه بين قريناتها فى أغلب تجمعاتهن العمليه و العلميه .. لكن الثائره لم تكفر بالحلم الوليد وقتها .. الأموال التى كانت لأسلافها صنعوها بعمل و علم .. عليها بالعمل و العلم لتحقق مكانا تحت الشمس
مش قلتلك هاتعنسى .. ؟ ماحدش يعرف أن عندى بنت لسه من غير جواز عشان بطلتى تيجى معايا يوم المقابله .. هكذا قالت القابضه على العصا المذهبه .. تبتسم الثائره باستخفاف .. فقصص أحسان عبد القدوس لم تشتمل على زواج صالونات ألا و انتهى بكارثه .. و تمضى الثائره حامله أوراقها الدراسيه ..

يتعرض أبوها لمزيد من الأضطهاد فى عمله بوزارة الماليه .. فينقل من معهد الصيارفه الذى كان من مؤسسيه .. و تنزع عنه اختصاصاته فى بنك مصر .. بل يتعرض للنقل و هو فى نهاية حياته الوظيفه التى خدم فيها عمله بأخلاص و تفانى .. لا يعترض .. بل يذكر ابنته الثائره بشعر العقاد حين تعرض للنقل ألى قنا مغضوبا عليه أبان كان موظفا
قالوا قنا حر قلنا .. لا يفل الحر قنا
تشارك أبيها الأبتسام .. و بشجاعه فائقه تنتقل معه لخدمته فى اغترابه .. مستمره فى دراستها العليا .. و فى كل أجازه تعود للبيت مع أبيها لتواجه النظرات الصارمه لصاحبة العصا المذهبه .. بابتسامه شجاعه و أصرار على الحصول على مكان تحت الشمس رغم الأضطهاد

بصدفه عن طريق الجيران .. يتعرف عليها شاب من أسره تنتمى لشمال البلاد .. أتم دراسته الجامعيه و التحق بالعمل العام فى أحدى الهيئات السياسيه وقتها .. بيتهم القاهرى قريب من بيت أهلها فى العباسيه .. طموح .. يقاوم الأضطهاد الذى وقع على أسرته أيضا بتأميم أراضيهم و تجارتهم .. بل و يستمر فى خدمة الحكومه التى قررت التأميم مقتنعا بأن المستقبل مشرق لكل من يعمل بجد و اجتهاد .. و يعينه على ذلك دراسته الجيده و قدراته الخاصه التى اكتسبها من عائلته قبل التأميم .. تأخر فى الزواج لعزوفه عن الأستجابه لزواج الصالونات الذى كانت أمه رحمها الله تتفنن فى تدبيره بصفه شبه أسبوعيه

يتحاوران , يتناقشان .. يلاحظ الشاب الطموح أنه الآن أمام أنسانه .. لها رأى .. لها وجهة نظر .. لا تخجل من الأعتراض و لا تمثل الطاعه و الأستكانه .. لا تتردد فى قول ماتراه حقا و لا تتأخر فى الأعتراف الشجاع بالخطأ أذا ما اقتنعت .. هى دى يا أمى .. قالها الشاب الطموح لأمه الفلاحه المتلهفه لرؤية أبنها فى بيته مع عروسه .. شهرين و يتم الزواج فى بيت عائلته القريب .. و باتصالاته كمنتمى لجهاز سياسى تعثر الثائره على عمل فى المدرسه الثانويه التى درست بها و حلمت يوما أن تكون مدرسه فيها .. و تمضى الحياه بحلوها و مرها .. هو يعلم أن زوجته ليست ككل النساء .. فهى ثائره .. و هى تحب فى زوجها قوة شخصيته .. و لم لا ؟ من يقبل الزواج من مثلها هو بالتأكيد .. واثق فى نفسه

تجتهد فى عملها بتفانى .. تنجب ولدا و بنتا .. يزداد اجتهادها .. فكما هى مدرسه رائعه .. تكون أما رائعه .. تعلم أولادها الألتزام و التفانى .. تبث فيهم قيمة الشجاعه و الأصرار .. تؤكد فى كل مره تحدثهم فيها أن من جد وجد
تعلم ابنها القرائه قبل أن يدخل المدرسه .. و بصعيديتها المختلطه بتركيتها و رغم حنانها البالغ .. تكون نموذج للصرامه فى أدارة شؤن منزلها و تربية أولادها .. فيحفظ ابنها شعر الأخطل الصغير و هو فى العاشره من عمره .. و تستطيع ابنتها أعداد طعام لوليمه كامله وهى فى الثانية عشر ..
رغم استقلاليتها ألا أن قواعد الأخلاق العرفيه كانت مقدسه عندها ألى أبعد الحدود .. عادت من عملها يوما قبل زوجها كالعاده .. أبلغوها فى التليفون أن أبوها توفى .. ارتدت السواد و بكت بحرقه .. و انتظرت بجوار الباب .. فلا يمكنها الخروج من البيت دون علم زوجها .. هكذا الأصول , فور عودة زوجها ارتمت بين ذراعيه باكيه .. بابا مات .. بكى معها و هرعا للبيت الكبير .. و زوجها يترحم من قلبه على حماه الذى أحسن تربية تلك الثائره

يكبر أولادها .. يتزوجان و يتغربان .. فالغربه فى زمن أولادها صارت هى المفر الوحيد لتحقيق الأحلام بعد أن انسحقت الأحلام فى الوطن .. تنتهز كل فرصه لتذكر أحفادها بأن مصر دوله عظمى .. لكنها الآن تمر بظروف صعبه .. يعود أبنائها من الغربه .. يمارسان العذاب اليومى المعتاد فى مصر .. فتذكرهما دوما بأن مصر هى أم الدنيا .. مات حلمها و انسحق لكن ثورتها لم تخبو أبدا .. تحلم بالتغيير و التحرر .. و تؤمن بعمق بأن العمل هو السبيل لمكان تحت الشمس .. يشكو ابنها من فساد البلد و تعرضه لنكبات فى أعماله .. تذكره بأجداده .. و كيف بنوا أسمائهم على أطلال نكباتهم .. تشكو ابنتها اضطهادها فى العمل .. تذكرها بأن العمل عباده .. و على قدر المشقه يكون الثواب

منذ نحو عام و هى فى سبعينيات عمرها يصيبها المرض اللعين .. متلازمة باركنسون .. تنهار مقاومة الثائره بين شلل رعاش و فقدان أدراك وقتى .. لكن ما أن يعاودها الوعى حتى تمارس ما اعتادت أن تفعله دوما .. تتحدث عن القيم و تذكر أحفادها بالشجاعه و النبل و الأجتهاد .. و تنظر لحالها و تبكى دون دموع .. فقد خبت شعلة النشاط التى أوصلتها رغم الأضطهاد ألى منصب كبير فى التربيه و التعليم .. و سرعان ما تبتسم فى شجاعه ثم .. تغيب عن أدراكها مره أخرى

الثائره هى أمى الحبيبه .. أعلم كما يعلم الجميع أنه لا شفاء من مرضها .. أنها النهايه .. كفلاح أؤمن بحقيقة الموت و أكاد لا أجزع منها .. لكن الأحتضار مؤلم .. أراها كل يوم .. أنتظر لحظات صحوة عقلها بشغف لأسمع منها حديثها الرائع .. الذى صار لا يدوم طويلا .. فسرعان ما يسقط أدراكها تحت الأجهاد .. و تعود لغياب الوعى مره أخرى .. مؤمن بالله و بأن الموت حقيقه .. واثق فى رحمة الله جزاء وفاقا على رحلة حياتها المخلصه المتفانيه كزوجه و أم و معلمه مربية أجيال .. لكن احتضارها مؤلم حقا .. و الحمد لله رب العالمين من قبل و من بعد

ماسبق كان ماخطر فى بالى بتلقائيه .. موضوع شخصى لا يهم أحد سواى و أولادى .. لكنى كما ذكرت فى البدايه .. قررت الكتابه دون منهج محكم .. أشعر بشىء من الأرتياح شق غيمة الكآبه التى تغلف حياتى مؤخرا

شكرا لكل من صبر على القراءه