فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Friday, June 27, 2008

.. مراسلات صادقه .. عن عقارب الصحراء و عودة الوءد

قطة الصحراء هى مدونه أحترمها و أحب أسلوبها البسيط المندفع بطريقه مصريه جميله .. لم اتشرف بمعرفتها شخصيا من قبل لكن من واقع كتابتها و ما عرفته عنها من مدونتها .. يمكننى أن أصفها بأنها .. بت مصريه جدعه .. تعيش فى الشرقيه و تدير عملها الخاص بتفانى المهم أن قطة الصحراء نشرت مؤخرا موضوع بعنوان و لا من شاف ولا من درى تنتقد فيه بشده أخلاقيات المنقبات ..وجهة نظرها.. و عن نفسى من القراءه الأولى للموضوع قدرت شجاعتها فى الكتابه و أيضا فى التعليق على بعض المتعصبين من مهاجميها .. و الذين وصل بهم الأمر الى تهديدها بالوصول ألى مقر أقامتها و التصريح بنيتهم فى أيذائها جسديا .. مسأله مرعبه أن تواجه السلفيين هذه الأيام .. عموما لاقت فكرة الموضوع ميل من جانبى و بالتالى علقت لديها مبديا أعجابى بشجاعتها .. و أعترف أنى تجاهلت بعض التعبيرات التى صدرت منها فى الكتابه .. تعبيرات من نوع مصرى خالص .. المهم
بعد تعليقى بيوم وصلتنى رساله على بريدى الأليكترونى تعقيبا على تعليقى .. الحقيقه فحوى الرساله كان راقيا و أسلوبها كان بالفعل واضح و يعكس تحضر المرسل .. و نص الرساله كالتالى
حضرة العزيز الأستاذ فارس
تشرفت بالتعلم منك ومتابعه كتابات التحليلية الواعية بل ومحاولة تقليدك أحيانا
وحقيقة صدمت من ردك علي الزميله قطة الصحراء وتشجيعها بهذا القدروأنت الكاتب الواعي والقارئ الصادق لتناقضات هذه الأمه منذ عصور قديمة
لذلك قررت مراسلتك شخصيا بعيدا عن صخب المدونات وألفاظها المتعنته كأن لكل صاحب رأي براءة فكريه خاصه به تم تسجيلها عالميا ولا يقبل جدال فيها
ولأني لا أحب أن أبدو بمظهر المعترض دائما وليس من مبدأ نصره الدين ولا الإسلام هو الحل إنما فقط من مبدأ عدم التعميم فقد أفردت لها من مدونتي تعليقا بوجهه نظري تجاه التعميم ولكنها لم تنشره بعد أعتقد لأنه مخالف لرأيها
فسب العموم ليس فكرا تقدميا علي الإطلاق فلكل فئة سلبياتها وإيجابياتها وليست كل المنتقبات يتسترن في لباس مغلق لفعل الموبقات
كما أنه ليست كل من لم ترتدي الحجاب خاطئه أو جاهره بفجر بل فيهن الكثيرات من المحترمات جدا
كما ليس كل صغير مكير وكثير من الأمثال الشعبيه التي تفرض عموميات علي سلوك الناس وكل ما اعتادنا عليه من تعميم وأخذ الحابل بالنابل
القصه في ذاتها لم تكن لتطل النساء بأي شئ إنما عن الرجال والمجرمين الذين يتسترون في هذا الزي لفعل أفعال إجرامية في حق الوطن والذات
ولكنها تحولت في خلال أيام إلي مشادات كلاميه بألفاظ نابيه أشبه بحوارات الحواري
ولذلك تعجبت حين وجدتك قد أقحمت نفسك في هذا المستوي المتدني من التعليقات
الأصل في القصه يا فارس ليس موعظة دينيه أو محاوله لتوجيهك معاذ الله إنما فكرة ((أنصر الله ينصرك _أنصر الله تجده تجاهك)) علي مستوايا الشخصي علي الأقل
وأعتقد أننا في هذا البلد بسلوكياته المتناقضه نحتاج جميعا إلي نصر الله لنجده معنا فيما نحن فيه
تحياتي القلبيه لك ولصدرك الرحب
___________
كما قلت .. الرساله راقيه و الأسلوب منمق بتحضر .. مما شجعنى على سرعة الرد مع محاولة منابذة المرسل فى وقار كتابته , و عليه جاء ردى على النحو التالى
..
سيدتى الفاضله
أشكرك بعمق على رقى اسلوبك أولا ثم على تفضلك بمناقشة فكرتى و مراسلتى مباشرة بتلك الصوره ثانيا سيدتى و أسمحى لى بالأختلاف معك ( مع تأكيد احترامى الشديد لشخصك الكريم ) نعم سيدتى التعميم فى حالة المنقبات مقصود و متعمد ... أكرر .. نعم سيدتى .. تعميم ذم المنقبات فى وجة نظرى شىء صحيح .. و لننتقل الآن لوجهة نظرى و أشكرك مقدما لرحابة نفسك أذ تستمعى لرأيى الخاص فى موضوع النقاب
أولا النقاب و حكمه بوجه عام جاء على لسان من يسمون بعلماء فى الدين كتفسير لأيه فى القرآن الكريم جائت فى نساء النبى عليه الصلاة و السلام .. الآيه صحيحه بالطبع ( تلك قناعتى التى لا تتزعزع ) لكن تفسيرها .. أظنه لا يخرج عن احتمالين .. الأول انه تفسير خاطىء لتعريف كلمة جيوبهن المطلوب أدناء جلابيبهن عليها .. أو .. أن الآيه نزلت فى نساء النبى تحديدا و اللاتى يختلفن ( بنص الأيه القرءانيه أيضا ) عن نساء العالمين ( قل يا نساء النبى لستن كأحد من نساء العالمين ) فنساء النبى عليه الصلاة و السلام مثلا محرم عليهن الزواج من بعد الرسول الكريم سواء كأرامل أو كمطلقات .. بينما زواج الأرمله و المطلقه أمر محبب فيه لكافة النساء طلبا للعفه و أحقاقا لحق المرأه فى الحياه الكريمه السعيده .. و مستحيل أن نطبق كل ما جاء من أحكام فى نساء النبى عليه الصلاة و السلام على كل النساء .. و ألا كان فى الأمر ظلم بين .. بل و مدعاه لكثير من الأنحرافات ..فى الحالتين ( التفسير الخاطىء أو تعميم ماهو كان خاصا بنساء النبى فقط )و
سيدتى .. أرى أن النقاب نوع من الوءد .. الدفن بالحياه للمرأه .. النقاب سيدتى هو أقصى درجات الأحتقار للكيان الأنثوى الذى خلقه الله .. فالنقاب سيدتى هو طمس لشخصية المرأه تماما باعتبارها كلها عوره .. فكر مريض معوج لا يرى فى المرأه سوى عضو تناسلى يتحرك على الأرض ولا شىء آخر .. فكر مهووس جنسيا .. فكر عنصرى كالذى ألف الحديث القائل بأن النساء هن حبائل الشيطان و ألصقه بالرسول الكريم عليه الصلاة و السلام .. هذا عن الرجال مصدرى حكم لنقاب ماذا عن النساء المتقبات ؟
من وجهة نظرى الخاصه أيضا .. هن مريضات نفسيا .. وغالبا متهوسات جنسيا .. لا ترى المنتقبه فى نفسها سوى مابين رجليها .. و كأنها ستضعف أذا مابانت أنفها أو جبهتها .. المنتقبه ( و هذا هو الأعتراض الأهم ) لا ترى فى الرجل .. أى رجل .. سوى كائن جاهز للوثوب عليها فى أى لحظه .. كأنها نقلت وسائل أدراكها للغير و تواصلها معهم كلها ألى منطقة أعضائها التناسليه .. و لا ترى فى الرجال أيضا سوى .. أعضاء تناسليه .. عفوا سيدتى .. من تقرر الأستجابه للوأد اختياريا .. هى مريضه .. عن نفسى أمتنع عن التعامل معها
أما وجهة نظرى حول موضوع النقاب فى المجتمع ككل .. فلن أذكر سوى حدثين متعلقين بابنتى الحبيبه ( و أظنك تعرفينها من خلال قراءتك لمدونتى ) .. ففى مره سألت ابنتى عن رأيها فى النقاب .. و كان سنها وقتها نحو أثنى عشر عاما .. فقالت ببساطه و برائه و عمق أحبهم فيها .. : بابا .. أليس الله هو من خلقنى أنثى .. ؟ فأجبت أن بلى .. فقالت : أذا لماذا يعذبنى بأنى أنثى و هو الذى خلقنى على هذه الصوره ؟ أظن الحوار البسيط واضح ..
الحدث الثانى كان فى خبر القبض على شاب دخل حمام السيدات فى أحد النوادى الكبرى فى القاهره . فى زى منقبه .. بل أقام فى الحمام ليوم كامل يلتقط صورا للسيدات فى الحمام بكاميرا المحمول .. و لولا شك أحداهن فى شخصيته و حركاته لكانت فضيحه لسيدات شريفات لم يرتكبن جرما سوى التواجد فى الحمام المخصص لهن فى النادى المحترم عن هذا الحدث و من باب غيرتى على ابنتى و أختى و أى امرأه فى حياتى .. أظن من حقى أن أتأكد من حقيقة الكيان الخفى المتسربل بالسواد و المتواجد بينهن فى خصوصيتهن .. أظن دافعى هنا هو غيرتى الطبيعيه .. و أذكرك بأن الله غيور يحب الغيور و أن عمر لغيور ( حديث لا أدرى صحته من عدمها لكنه مذكور فى البخارى ) و عموما .. عن نفسى .. و أن كنت لا أملك حتى الآن الحق فى الكشف عن حقيقة الكيان المتسربل بالسودا المتواجد مع النساء فى خصوصيتهن .. فقد أمرت ابنتى فى حالة اشتباهها فى أى كيان كهذا أن تتحلى بمنتهى الشجاعه و تطلب من الكيان الأسود أن يفصح عن نوعه .. و أظن هذا حقها أيضا .. و لك أن تتخيلى حجم المهاترات التى تقع فيها صغيرتى الحبيبه حين تمارس حقها فى حماية نفسها أمام تلك الكيانات المريضه المنقبه ...هل رأيت سيدتى كيف أن فكرة النقاب تشكل عنصر نبذ فى المجتمع ؟ عنصر تأخر و مصدر خطر داهم ؟ أنطواء يشبه عزلة المجرمين و المرضى النفسين .. نبذ و أقصاء اجتماعى و اتهام للرجال جميعا بسوء الخلق .. و نظره جنسيه فاحشه من المنتقبه للرجل و لنفسها أيضا
سيدتى .. أبراهيم عليه السلام كان أول المسلمين .. و الديانه السماويه الأولى كانت اليهوديه .. و فرضت الحجاب المعروف حاليا بالحجاب اليهودى .. و هو بالمناسبه نموذج لما كانت أمهاتنا و جداتنا و جداتهن يرتدينه فى حياتهم اليوميه .. أكمام طويله و رداء يغطى الساقين و غطاء للشعر .. الحجاب اليهودى هو ذاته حجاب الراهبات المسيحيات .. و يكفى نظره لتصوير السيده العذراء ووصفها و هى التى قالت لها الملائكه أن الله اصطفاك و طهرك و اصطفاك .. و بنص القرآن لم يحصل على صفة الأصطفاء من البشر غير محمد عليه الصلاة و السلام ألا السيده مريم العذراء .. و حجابها هو ما أراه الحجاب الأنسانى قبل أن يكون فقط أسلاميا .. نأتى لحال المسلمين فى العصور الحديثه .. كان حجاب المسلمات مطابق لحجاب النساء من الديانات السموايه كلها .. حتى ظهر النفط و لعنة الله على الجاز و ثقافته .. ليتحول الحجاب الوقور البشوش الذى يحفظ كرامة المرأه المؤمنه و يحافظ على كيانها الذى احترمه الله سبحانه و تعالى و ساواها بالرجال فى كل الحقوق .. بل و فضلها فى بعض الجوانب عن الرجل تكريما للأم و الزوجه الصالحه .. يأتى الزيت ليحول هذا الحجاب الموقر ألى غطاء أسود للكيان .. يطمس الشخصيه .. يتهمها مسبقا بالفجور و يتهم كل الرجال بالفسوق .. يأتى الزيت لتخرج عقارب الصحراء من جحورها لتنشر سمومها و أخلاقها المعوجه و أفكارها المريضه .. و يلوون ألسنتهم بالكتاب ليقولون هذا من عند الله و ماهو من عند الله .. و يتبعهم مرضى آخرين من خارج الصحراء .. مرضى ضعاف النفوس .. يتبعون سنة بنى أسرائيل فى التشدد الغبى .. أو سنة النصارى فى التبتل الشديد اتكون رهبانيه ابتدعوها ( الرهبانيه لم ترد فى أى أنجيل لكنها بدعه مصريه صميمه منذ عهود اضطهاد المسيحيين الأوائل .. لكنها استقرت فى وعى النصارى و صار وجود الرهبان و القساوسه فى النصارى سببا فى مودتنا لهم كنص الآيه .. لتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا النصارى ذلك لأن فيهم قسيسين و رهبان .. ألى آخر الأيه ) المهم .. نحن هنا نتبع سنة المغالين من الديانتين السماويتين السابقتين علينا حين نعتبر أن النقاب شىء طبيعى .. بل و يخرج من يعتبر و يروج لفكرة أن طمس شخصية المرأه هو جزء من الأسلام .. عفوا سيدى .. ألله أكبر من هذا الخرف سبحانه و تعالى .. وماربنا بظلام للعبيدالنقاب تجسيد لمرض اجتماعى ينتشر بين عقارب الصحراء .. و خرج من الصحراء مع خروج تلك العقارب من جحورها بدفع من أموال الزيت
كان ماسبق رأيى الشخصى فى الموضوع .. أرحب بمناقشتك فى أى وقت .. و استأذنك فى نشر رسالتى فى مدونتى و أيضا نشر رسالتك كجزء من الموضوع .. فلعل غيرنا يشاركنا فى النقاش الذى أراه بناءا حتى مع الأختلاف .. اأيضا أطلب من حضرتك أرسال عنوان مدونتك لى .. فيشرفنى الأطلاع على كتاباتك و قد أحظى بمناقشة أفكارك من خلالها أكرر احترامى و شكرى و أستعجل ردك على طلبى مع مزيد التحيات
فارس قديم
_______________
بعدها جأئنى رد المرسله الفاضله .. الرد فعلا كان أرقى حتى من الرساله الأولى .. و طبعا أرقى من رسالتى و نصه كالتالى
الفاضل فارس
لك كل الحق في حماية صغيرتك ولنا جميعا كل الحق في حماية أنفسنا وعقولنا وعقول أبنائنا من أي فكر متطرف مهما كان ولكن ليس عن طريق سب كل من يخالفنا
وأطابقك الرأي أن الملابس المعتدله تعطي وقارا لوجه المرأه وتحثها علي التصرف بصورة مسئوله رغم الاستثناءات التي تصفعنا كل يوم
ورأيي الخاص أنه مهما كان جمال المرأه صاخبا أو فاتنا فهو نعمة من الله لا يجب إنكارها ومداراتها حتي ولو من مبدأ فأما بنعمة ربك فحدث
لذلك أسأل معك الرجال الذين يسربلون نساءهم هل الوجود يحمل معني لنا ومعني أخر لكم؟ وهل التضاد يعني تضادا مفتعلا في قيمة كل منا؟
المفترض ان الطبيعة أوجدتنا معا لنتكامل لا ليسود أحدنا الأخر وإلا فما الحكمة من هذا والحياة تعبث بالأثنين معا وتكيد لهما بالتساوي في امتحان وجودي لا ذرة فيه للانحياز لأي منهما الأخر
ثم أسأل أولئك النساء ولو كان الكائن إمرأة متسربله محجوبة ليس لها أي دور فهل هناك إمكانية لديها للبحث عن معني وجودها وهي أسيره هكذا لزي أو فكر؟
ولكن أعتراضي الوحيد وهو ما لم تلتفت إليه بل وأسهمت بردك في تأكيده هو التعميم
لن أكرر كلماتي ولكن في الدين السمح الحنيف يوجد ما يعرف برمي المحصنات وهذا ما حدث من خلال مناقاشات المدونه مع روادها تم لعن الجميع أخيرهم علي أشرهم
لك الحق كل الحق في نشر مراسلاتك علي مدونتك ولكل مني كل الإعزاز
________
أعترف بأنى سهوت عماحدث على مدونة قطة الصحراء من قذف و سب و تلاعن .. و أعترف بأن المرسله الموقره لفتت نظرى لخطأى .. كما أكرر تعمدى لتعميم وصف المرضى على المنقبات
نشرت الرسائل أعلاه بعد استأذان الطرف الثانى كما هو واضح .. و أتوقع مناقشه قد تكون ثريه .. و أيضا أتوقع تهديدات و لعنات ستنصب على رأسى لكن لا يهم .. فالموضوع بالفعل شغلنى و يتصادف أن أقرأ للكاتب وحيد عبد المجيد مقالا على العربيه حول انتشار السلفيه فى مصر .. أظنه الخطر المحدق بالمجتمع كله حاليا
لله درنا جميعا

Tuesday, June 17, 2008

نزاعات النزع من سبات الثبات ... جمال حمدان فى محكمة الأسره

السيده بثينه صاحبة المدونه الراقيه طياره ورق أو حلم ..نشرت فى مجموعه على موقع مشهور تلك الكلمات


فن الرحيل


هل نحن حقا نجيد فن الرحيل ? الرحيل الإرادي .. ذلك ما أعنيه نردد دوما أننا شعب عاطفي .. أيكون هذا هو السبب في عدم القدرة علي مفارقة طرف آخر توقفت مسيرتنا معه عادة ما يكون الرحيل صاخبا مؤلما نتحول بعده لأعداء .. نشعر بغصة في الأعماق عند ذكر الطرف الآخرتطغي لحظة الرحيل الأخيرة علي كل ما عداها من لحظات سعادة سابقة هذا في أحسن الأحوال .. وأقصي ما لدينا من شياكة أما أدناها وبدون ضحكات فهو فضائح إعادة هدايا المتحابين والمخطوبين وعدد القضايا في محكمة الأسرة وعدد زجاجات ماء النار التي استخدمت أو هدد باستخدامها طرف يريد إبادة آخر مادام هناك فراق .. نحن لا نجيد فن الرحيل

_______________


و كعادتها توحى بقوه سلسه بالأفكار .. فأسلوب بثينه بوجه عام شديد المكر .. لن تعرف كيف سيطرت عليك الفكره أو كيف توغلت ألى أعماق ذهنك ألا بعد أن تنتبه لما تكابده من مشاق التفكير بسبب .. فكره طرحتها بثينه .. المهم


جاء ردى عليها فى المجموعه البريديه مقتضبا بما يتناسب مع الموقع و ذلك على النحو التالى :


صدقت يا بثينه ... نعم .. نحن لانجيد الرحيل ..كما لا نجيد الترحال .. أظن ( و ببشاعة ذهنى المعتاده ) أن المسأله تم تفسيرها لدى الراحل جمال حمدان فى تفسيره و شرحه لعبقرية مصر و المصريين

كبدايه نحن شعب متشبث بجغرافيته حتى العبوديه.. ثبات تام يصل ألى حالة السبات .. نستقر بطريقة الالتصاق التام و السكون المتحجر .. نشكو الموقع و الموضع لكننا أبدا لا نرحل .. نستمر فى الشكوى .. و لا نغير و لا ننصرف و لا نسعى فى أرض الله الواسعه .. نخضع للطغيان أو نتحول ألى طغاه يستوى الأمر .. مادمنا فى ذات الموقع و الموضع .. لا نرحل أبدا و لا نرتحل لسنا كأهل البحر مثلا .. اللبنانيين و التوانسه والأوروبيين .. دائمى الترحال و الأنتتقال و الأستكشاف و التعمير و حتى الأستعمار .. لذا .. حين يستقر المصرى فهو يدمن الشكوى بدلا من التغيير .. بينما اللبنانى حين يستقر فهو يدمن التغيير و التطوير و لا يشكو أبدا


و حين يرحل المصرى فهو يرحل باحثا عن كفيل يوفر له الرعايه و الرعويه بصفة المصرى مرعيا من ضمن القطعان بينما حين يرحل اللبنانى أو الأوروبى فهو يغامر بحثا عن فرصه يكون هو فيها الراعى .. يواجه المخاطر و يغامر و يبتكر و يغير لذا .. فأن خروج المصرى من ثباته و سباته المستقر المعتاد و شكواه المذمنه .. لا يكون أبدا ألا بالنزع .. بكل ما فى النزع من نزاع بينما خروج غير المصرى من موضعه أو موقعه.. قد يكون بالتراضى و التفاهم بل و أيضا بألأمل فى الأفضل


لله درك يا بثينه .. و هاهو موضوع جديد توحين لى به لأكتبه فى مدونتى عاجلا .. فأنا مؤخرا قد رحلت .. و بعنف شديد رغم ادعائى بأن روافدى الحضاريه تميل للمتوسطيين

____________________


طبعا بمكر أفكار بثينه الذى أشرت أليه أعلاه .. أجد الفكره متشبثه بعقلى بطريقه مخلبيه .. لا تتركنى .. فأجتر قراءات و مشاهدات .. و اضيف مشاهدات و قراءات أخرى .. حتى فى خروجى مع صديقى المثقف يوم الخميس يكون فن الرحيل .. هو محور حديث السهره .. يلتحق بنا عدد من الأصدقاء و يظل تبادل الأفكار حول .. فشل المصريين فى فن الرحيل و الترحال

المجموعه كلها قرأت جمال حمدان من قبل ..ومن واقع كتابه الرائع استراتيجية الأستعمار و التحرير و أبان شرح الراحل العظيم لفلسفة تقسيم الشعوب تاريخيا ألى فلاحين و ملاحين و رعاه ( الأسبستوس ) دار نقاشنا حول فكرة تضاد الفلاح و الملاح (1).. الفلاح المتشبث بالأرض ألى أقصى درجه .. حتى فى مواسم الجفاف .. يفلس , يجوع , يبيع أولاده .. لكنه أبدا لا يرحل بل يستمر فى معاناته وشكواه انتظارا لموسم فيضان جديد قد يأتى بعد سنوات تزيد عن الباقى من عمر الفلاح نفسه , يرضخ الفلاح للطغيان لكنه لا يرحل ..يغير الفلاح عقائده بل و لغته أيضا حسب عقيدة و لغة الغالب على الأرض و المسيطر على الجغرافيا .. لكنه لا يرحل , هذا هو ماحدث لمصر الأمه التى غيرت عقيدتها و لغتها ثلاثة مرات فى ثلاثة آلاف سنه و بأسلوب محو القديم تماما و الأغراق فى اتباع الطاغيه الجديد بدليل انقراض اللغه المصريه القديمه تماما لمدة نحو ألفى عام حتى مجىء شامبليون ..


بينما الملاح .. فحياته اليوميه تتركز فى تجواله جغرافيا بحثا عن الرزق الأوفر سواء بقع الصيد أو موانىء التجاره .. الملاح يعود دوما لأرضه و بيته نعم .. لكنه يعود على الأقل بخبرات جديده تغير و تطور حياته أن لم يكن بثروات و موارد قوه تثريه و تثرى أهله و تقويهم .. الملاح يتعلم اللغات كجزء من مهارات عمله .. فى حين لا يتخيل الفلاح أن هناك لغات أخرى فى العالم غير لغته .. الملاح يأكل أطعمه غير التى تزرع فى أرضه و يمارس عادات قد يكتسبها من الغير .. بينما الفلاح لا يتصور أن فى الأرض أنواع نباتات أخرى غير نباتاته ..

الفلاح يعود لبيته و الملاح أيضا .. لكن الفلاح يعود لبيته بنفس الأسلوب الذى خرج به فى الصباح كل يوم حتى لو عاش آلاف السنين , بنفس الأسلوب و بنفس التركيب .. و ألا .. فكيف نرى الشادوف و الساقيه اليوم فى الريف كما هم مرسومين من آلاف السنين على جدران مقابر و معابد الفراعنه , بينما الملاح يعود ألى بيته فى كل مره .. أثرى و أقوى مما خرج و لو بالخبره على الأقل أن لم يكن بالثروه


قد يفسر التصاق الفلاح بأرضه عجز مصر تماما عن زيادة الرقعه الزراعيه فيها رغم اتساع الصحراء و أمكانية توفر المياه فيها بحفر الآبار .. الفلاح ملتصق بأرضه حتى لو ضاقت عليه و على أولاده و أحفاده .. حتى لو صارت الفدادين الخمس التى امتلكها سحتا و بهتانا صارت قراريط خمسه فقط بالزياده الطبيعيه لعدد السكان .. فالفلاح لا يسعى فى الأرض ولا يهجرها ألا بحثا عن كفيل / راعى / طاغيه جديد .. فحين تضيق الفدادين الخمسه لتصبح قراريط .. يهاجر الفلاح ألى العراق تاره أو السعوديه تارات .. و يعود ليجرف فدادينه الموروثه من السحت ليبنى فوقها مبانى مبهمه كئيبه فاسدة الذوق (2).. تحمل طباع و لمسات أسياده الجدد من الخليج .. بل و يرتدى لباسهم , فيطلق لحيته و يقصر جلبابه و يستاك و يغطى زوجته و ابنته بالسواد المسمى بالنقاب .. و ينجرف ألى ما عليه طغاته الجدد دون أدنى تفكير أو تقييم


الملاح كاللبنانى يهاجر .. يسافر .. يغزو العالم بحثا عن الثروه و القوه و الخبره .. قد يعود ألى وطنه الأول .. أو .. ببساطه و عزيمه خلاقه حقيقيه .. يخلق لنفسه وطنا جديدا .. بل و يتفوق فيه .. فيبزغ نجمه فى كل مكان حتى يترشح من اللبنانيين فى المهجر لرئاسة بلاد غير لبنان ككارلوس منعم مثلا


الرعاه أيضا يرتحلون .. لكنهم لا ينظرون أبعد من قطعانهم .. يرتحلون فى موجات و يكون غزوهم أيضا كالموج .. يجرف ما أمامه كغزوات التتار و المغول .. لكن الرعاه لا يتعلمون من غزواتهم شىء يذكر و لا يتركون أثرا يذكر .. فسرعان ماتنحسر موجات غزواتهم و يعودون ألى سهولهم القديمه يتصارعون فيما بينهم .. و لا يتركوا فى الأرض أى أثر لمرورهم سوى بعض الأراضى المحترقه


بطبيعة الفلاح ايضا فهو اقرب للوقوع فى غيبيات مبهمه .. فيحمى نفسه و أولاده بخرزه زرقاء .. يطلق البخور .. يخترع لنفسه أولياء يتقرب بهم ألى الله لمجرد أن هؤلاء الأولياء كانوا يتكلموا بطريقه غريبه و يلوون ألسنتهم بكلام ليقولوا هو من عند الله و ماهو من عند الله (3) .. يعيش الفلاح و هو يحلم بالنعيم .. فى القبر فقط .. فحضارتنا القديمه يا أعزائى هى حضارة القبور و المعابد الجنائزيه .. لم يترك الفراعنه قصرا أو مصنعا .. تركوا فقط قبورا .. بل و زودوا تلك القبور بكل ما استطاعوا جمعه من ثروات ووسائل رفاهيه .. !!!و ياللعجب


بينما الملاحين تركوا قصورا و موانىء و معاصر نبيذ و مسارح و حلبات مصارعه .. كأن الملاح يعيش ليحيا حياته بينما الفلاح يعيش .. ليموت


و من هنا يمكن تلخيص حياة افلاح بأنها حالة ثبات .. يصل ألى السبات .. سبات لا ينتظر منه الفلاح سوى الموت للحصول على النعيم الموعود .. و التغيير ببساطه هو نوع من أيقاظ الفلاح من سباته الثابت .. كانتزاع أنسان من فراشه .. فماذا نتوقع أذا ما جاء التغيير على الفلاح ؟ مقاومه شديده عنيفه .. فالفلاح لم يعرف فى حياته ( التعيسه أراديا فى أغلب الأحوال ) سوى السبات .. فالاستيقاظ و الانفتاح على أفق جديد بالنسبة له هو نهاية حالة السبات التى لا يتوقع الفلاح نهايتها ألا .. بالموت


نطبق النسق المذكور على كل شىء فى حياة المصريين .. من الترحال للعمل و الثروه و حتى العلم .. ألى .. الرحيل عن الشريك .. الأنفصال .. أيا كان مسماه


المصرى فلاح بالأساس .. متشبث بثوابت جغرافيته ألى درجة الألتصاق .. سواء كانت جغرافيا الأرض أو جغرافيا المشاعر .. لذا .. يندر أن نشهد طلاقا أو حتى انفصال حبيبين دون عنف .. صخب .. عراك .. نزاع بكل ما فى معنى كلمة ( نزع ) فالمصرى ينتزع من موقعه ولا يتركه أراديا أبدا .. يتجاهل كافة القواعد و الحقوق .. يتغابى ألى أقصى درجه فى تقدير احتياجات الآخر .. يتجاهل بشتى الطرق ما يسمى .. بمتغيرات الجغرافيا .. فالجغرافيا فى وجة نظر المصرى لا تتغير ألا .. بالزلزال


بينما الملاح .. تتغير جغرافيته بمجرد اكتشافه لممر ملاحى جديد أو تطوير سفينته ليجتاز آفاقا أبعد و أرحب



تنتهى مناقشتى مع أصدقائى من وحى كلمات بثينه .. و تنتهى السهره بهزيمه مدقعه فى دورى الطاوله الأسبوعى .. لأفاجأ بأن على دفع الحساب كله بصفتى الخاسر .. أدفع صاغرا و أنا أحدث نفسى : منك لله يا بثينه


و أعود لأكتب ما قرأتموه أعلاه

هوامش

و(1) أظن قصة محمد البساطى صخب البحيره صورت بروعه الصراع الأجتماعى بين الملاحين و الفلاحين فى موقع تماس الحضارتين , فالقصه تدور فى شمال الدلتا , بين الفلاحين ساكنى القريه الزراعيه و أهل البحيره المتاخمه للقريه العاملين فى البحر , أنصح بقرائة القصه بعيد الأطلاع على كتاب جمال حمدان استراتيجية الأستعمار و التحرير .

و(2) أظن فيلم سرقات صيفيه يصور بشكل واقعى مآل الأراضى التى تم توزيعها على الفلاحين , بل و مآل أصحابها من المتعلمين أيضا

و(3) رائعة الكاتب الساخر عمرو عبد السميع مقامات عربيه .. تصف بدقه لاذعه وسخريه حاده حال الفلاحين موقفهم من الغرق فى الغيبيات و البحث عن طواغيت يحكموهم .. أنصح أيضا فقراءة هذا الكتاب