فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Wednesday, August 20, 2008

انتبااااه .. لتانى مره

نوهت فى مقالى السابق عن وجود ميليشيات مسلحه .. و رغم تأكدى من انتمائها للنظام رغم خروجها عنه فى أغلب الأوقات .. لكنى لم أشر ألى أن تلك الميليشيات قد تكون ضد النظام .. رغم انتمائها له
الخبر التالى هو ما دفعنى للكتابه الآن و على عجاله
عموما ... أهم مالفت نظرى فى المنشور عن الموضوع هو حديث اللواء فؤاد علام ..و الذى قال
وصرح اللواء فؤاد علام الخبير الأمني، أن هناك مسئولين عن تأمين المبني من أية أخطار تهدده، مثل الحرائق واحتمالات وقوع أي هجوم إرهابي أو حوادث مشابهه، مشيرا إلى أن هناك قصورا واضحا في الخطة التأمينية لمثل هذه المباني، مدللا على ذلك بانتشاره الحريق بسرعة هائلة في أكثر من موقع في أقل من ساعتين
أيضا تعليق السيد طلعت السادات الذى قال
علق طلعت السادات عضو مجلس الشعب، قائلا: إن الحريق الذي تعرض له مجلسا الشعب والشورى لا يقل خطورة عن حريق القاهرة في يناير عام 1951، خاصة وأن التهم وثائق هامة وخطيرة لا يمكن تعويضها، مشيرا إلى أن جزءا كبيرا من تاريخ مصر تم فقدانه في الحريق.وشبه السادات المناخ السياسي الذي يسود مصر حاليا بالمناخ السياسي الذي ساد مصر عام 1951 وقت حريق القاهرة الذي عجل بانفجار ثورة عام 1952، محذرا من أن البلاد تتجه نحو مخاض كبير وهو ما قاله جمال مبارك الذي وصفه برئيس الجمهورية القادم، أثناء جولته في محافظة بني سويف، بحسب ما نسب إليه. وانتقد السادات إجراءات تأمين مجلسي الشعب والشورى، قائلا لـ "المصريون" إن صفوت الشريف أنفق أكثر من 100 مليون جنية على تجديد مجلس الشورى وأرضيات طرقاته بالرخام، دون أن يخصص جزءا من هذه الأموال لشراء أجهزة إنذار للحريق وأجهزة إطفاء.وفي إشارة إلى اندلاع شرارة الحريق من مجلس الشورى، قال السادات: "إن الشرور جاءتنا من جارنا اللى مالوش لازمة ويكلف الدولة أموالا طائلة"، وأعرب عن أمله أن تسرع الحرائق التي اندلعت أمس بالتغيير في مجلس الشورى ومن بعده باقي أجهزة الدولة لأن "النار وظيفتها تطهير كل شيء".واختتم السادات قائلا: "أنا حزين لأن بيتي وبيت الشعب يحترق، وعايز أشوف وسيلة تساعدني لأتمكن بها من المشاركة في الإطفاء
عن نفسى لدى الكثير لأضيفه .. مامعنى أن يستمر حريق فى أحد أهم مبانى مصر و تتشارك كل الأجهزه فى محاولة أطفائه بما فى ذلك الجيش و لا يتمكن أحد من أنقاذ الموقف ؟ أظن المعنى قد يشير بوضوح لكفائة .. المواد المشتعله .. .. أفكر جديا فى تحدى حظر النشر فى الموضوع السابق و الحديث عن كل شىء .. الوقت ضيق الآن .. سأنصرف لمقابلة صديق و ربما نذهب للفرجه على الحريقه
و بعد العوده أن شاء الله .. قد أضيف للموضوع و الله المستعان
_______________________
تحديث : الساعه الآن السادسه صباحا
تحركت حركه مكوكيه ليلة أمس .. مقابلات و اتصالات و استفسارات .. الحقائق مرعبه , أعتقد أنى أسابق الوقت قبل حظر النشر حول الموضوع .. و لا أدرى فعلا عواقب ما سأنشره من آراء جمعتها عن ثقات و خبراء متأكد من معلوماتهم .. لكنى كما سبق و قلت .. اسجل التاريخ لأولادى و لا لأحد آخر .. الحقائق يجب أن تصل للجيل القادم .. و أذا كان الجيل السابق و الحالى من القواده السياسيه يتعمد طمس و حرق الحقائق .. فعلى أن أغير ذلك و لأبدأ بنفسى .
مبدئيا سأذكر الحقائق التى وصلتنى بصفه مؤكده , و أيضا سأضيف حقائق تتعلق بحوادث أخرى أراها كما يراها بعض الخبراء مترابطه .. المسأله مرعبه .. لكنى سأتجنب التحليل قدر الأمكان فى محاوله للفلات من الوقوع تحت طائلة القانون .. و الله المستعان
و (1)مبنى مجلس الشعب و الشورى شأنه شأن أى مبنى سيادى مزود بأجهزة أنذار متقدمه ألى درجة التفوق تنذر بأقل بادرة اشتعال و لو كانت حريقه صغيره فى مطفأة سجائر!! .. و من ثم تنطلق أوتوماتيكيا معدات أطفاء الحرائق الطبيعيه فورا و بكفاءه عاليه جدا !!!! بالتالى .. فأن أشتعال حريق مدمر ألى تلك الدرجه يتطلب أمرين .. أولا أبطال مفعول تلك الأجهزه فائقة التقدم و الفاعليه وهو ما لا يتأتى ألا لخبير بتلك الأجهزه , و ثانيا .. أستخدام مادة أشتعال غير نمطيه تقاوم اساليب أطفاء الحرائق المتفوقه .. يتذكر العسكريون سوائل النابالم .. المصنعه بحيث أن كافة محاولات أطفائها بالطرق المعتاده تزيدها اشتعالا
و(2)أفادت جريدة الجمهوريه و بعض الصحف القوميه ( فى غباء واضح ) أن الحريق بدأ فى الدور الثالث ثم امتد للدورين الأدنى !!!فى تحدى واضح لقوانين الفيزياء .. حيث النار تتجه للأعلى و ليس للأسفل و أذكركم بحريق بنك قناة السويس فى شارع صبرى أبو علم حيث احترق سطح المبنى و بقيت الأدوار أدناه سليمه لم يمسسها سوء .. قد يرجح هذا التجاوز لقوانين الطبيعه فكرة بعض العسكريين عن استخدام سائل متقدم كالنابالم يسيل للأسفل بكتلته الأثقل من الماء .. و الله أعلم
و(3)فى تهور بالغ و تسرع يشير ألى تخبط .. نشرت جريدة الجمهوريه خبر عن اختفاء حارسى أمن !! و كأنها تعد الرأى العام لاستقبال كبش فداء يتحمل المسؤليه .. الغريب فى الأمر أن حارسين فقط لا يكفيان ابدا لأشعال حرائق فى ثلاثة مبانى متباعده هى مجلس الشعب و وزارة الصحه و الضرائب العقاريه
و(4)اعترف ظباط الداخليه منذ أيام بتقصيرهم فى الأمن العام لصالح الأمن السياسى .. لكن من الواضح أن مفهومهم للأمن السياسى قاصر على أسره واحده فقط عليهم حمايتها
هذا عن حقائق الحريق .. أشير فيما يلى ألى حقائق أخرى و أمتنع مؤقتا عن الربط بينهم .. كما قلت هروبا من تحليل واضح قد يكون فى أحد تفاسير نائبنا العام نوع من التحريض أو ماشابه .. و أظن القارىء على فطنه كافيه لجمع و ربط المعلومات ببعضها مؤقتا .. و طبعا أصرح لأيا من كان باستخدام ما أكتبه هنا للنشر مع أو بدون الأشاره للمصدر .. فما يلى سيكون مجرد سرد لحقائق أظنها مترابطه
و (5)أنفجارات الأزهر و أنتحار متهمتين فيها علنا فى شارع صلاح سالم بعد أطلاق عيار نارى خدش أتوبيس سياحى !! , و أيضا انتحار متهم بألقاء نفسه من على كوبرى أكتوبر محتضنا قنبله ( بدلا من ألقاء القنبله و الهروب بنفسه ) انتهت بدون أى اشاره أو ذيول أو مجرد تفسير و طبعا بلا أى محاولة علاج
و(6) جريمة قتل جواهرجى قبطى فى بولاق استخدمت فيها اسلحه متقدمه جدا كاتمه للصوت غالبا .. و جائت بعد يوم واحد من تجديد قانون الطوارىء فى مصر وسط اندهاش شديد من تجديد الطوارىء رغم أن مصر لم تشهد حادث أرهابى واحد قبل حادث الجواهرجى منذ نحو خمس سنوات .. و حتى الآن لم يتوصل أحد للفاعلين الذين فروا بطريقة محترفه جدا دون ترك أثر!!! و أغلق التحقيق فيها على ما أظن
و(7)منذ يومين تم سطو مسلح على مصنع الحديد و الصلب و تم سرقة معدات تشغيل هددت المصنع بالتوقف , و لم يعاود العمل بطاقه نحو خمسين فى الميه من الأنتاج ألا اليوم فقط
و(8)وردت معلومات عن أن السيد القائد العام للقوات المسلحه وزير الدفاع هو من أجبر مجلس الوزراء على وقف بيع بنك القاهره .. و يقال أنه رفع صوته بالنص قائلا أنتوا عاوزين تبيعوا البلد ولا أيه ؟ و الله أعلم
و(9)فسر البعض ثورة القائد العام للجيش بأنها جائت بعد أن نبهته أجهزه أمنيه راقيه تابعه للقوات المسلحه بأن رجالات الحكومه الحاليه كانوا بصدد تحميل القوات المسلحه مسؤلية التقاعس فى أنقاذ العباره المنكوبه
و (10)تم القبض فى فتره سابقه على ظابط شرطه مسؤول عن مكافحة المخدرات فى قليوب أثناء اشتراكه فى عملية تهريب مخدرات !! و تم تبادل أطلاق النار بينه و بين الكمين الذى تولى القبض عليه
و(11)لمعرفة المزيد بدون نشر عن محسن منير السكرى .. فعلى القارىء زيارة شارع طور سيناء المتفرع من ميدان الظاهر .. و السؤال عن منزل اللواء منير السكرى .. ظابط الشرطه السابق .. و نجله محسن منير السكرى .. ضابط أمن الدوله المكلف بأمن فنادق شرم الشيخ !!! ولا تعليق أكثر منعا لتجاوز حظر النشر
و (12) بمناسبة محاولة تلفيق تهمة قتل راقصة دبى لرجل الأعمال هشام طلعت مصطفى .. اذكركم بمحاولة تلفيق تهمة أصابات الفنانه شريهان لرجل الأعمال حسام أبو الفتوح .. خرج حسام من تهمة شريهان .. لتتولى راقصه أخرى تركيب كاميرات فى منزله و لتظهر معه فى كل أنواع الأوضاع المخله فى شرائط فيديو تم تسريبها من أحراز القضيه لتشاهدها مصر كلها .. حسام أبو الفتوح تم سجنه .. و الراقصه دينا حصلت على أول أدوارها فى مسلسل تليفزيونى تنتجه وزارة الأعلام .. و هكذا استمرت الدنيا
___________
لن أضيف أى تحليل على ماسبق .. على من يقرأ أن يقهم وحده .. و يربط بين المواضيع بمفرده .. متذكرا مقولة الأستاذ هيكل بأن مصر ستشهد خلال العامين القادمين عجائب لم تعرفها من قبل , و لعلها بدايه .. أو .. نهايه .. الله أعلم

Sunday, August 17, 2008

محسن منير السكرى

محسن منير السكرى , المتهم فى قضية قتل الراقصه فى دبى المشاع عنها أنها جريمه تورط فيها رجل أعمال مصرى شهير , و المحظور النشر عنها بموجب قرار النائب العام .. لست هنا لتحدى قرار حظر النشر أطلاقا .. فأنا لا أجرؤ على مخالفه صريحه للقانون من هذه النوعيه .. لكن أسجل فقط سبقا .. و أطالبكم جميعا تذكر هذا الأسم جيدا .. فبمجرد رفع الحظر عن لنشر ,, سأقول ما عندى .. و أقسم بالله العظيم أنى لو وجدت جريده واحده .. جريده واحده فقط مستعده لتحدى هذا القرار لتعاونت معها ألى أقصى درجه
تذكروا الأسم .. محسن منير السكرى .. .. ما سأقوله ليس أبدا تشهيرا بالجانى / المتهم حاليا .. لكنه فضح للميليشيات المسلحه الحقيقيه التى صارت من سمات هذا العصر المملوكى الفاسد الذى نعيش فيه
مالدى صادم .. للأسف لن أستطيع نشره .. لكنه يفسر الكثير و الكثير من الأحداث السابقه .. من تفجيرات الأزهر ألى قتلى المحله .. من اغتيال المحجوب ألى تهريب طالب أغا من مصر .. لدى الكثير .. ادعوا معى أن ينتهى الحظر بالنشر قريبا .. قبل أن .. أنسى

Saturday, August 09, 2008

خبرة القبر و طوق الوصال

الحمد لله .. فى التاسع و العشرين من يوليو توفيت الثائره , أسلمت الروح ليلا , و كنت أول من واجه تلك الحقيقه .. فكنت كما تمنت طوال حياتها من أغمض عينيها
أعلم كمصرى جدا .. و كمسلم مؤمن بالله بعمق أن الموت هو الحقيقه الوحيده المؤكده فى هذا الكون .. هو لحظة مواجهة ما سمعنا و تعلمنا عنه طوال عمرنا بشكل عملى .. لحظه نواجه فيها حقيقة أننا فقط .. بشر
الموت هو لحظة كشف و مواجهه لو أدركنا عمقها لفزعنا من ضئالتنا .. المهم .. توفيت الثائره , و لا مجال هنا لسرد ما اعتبرته معجزات متتاليه فى ليله واحده تم بها تنفيذ كل وصاياها رحمة الله عليها .. لكن كمثال .. قبل وفاتها رحمة الله عليها عانيت من مشكله صحيه عنيفه فى فقرات ظهرى منعتنى من الحركه أو حتى الجلوس لنحو أسبوع .. طوال تلك الفتره كان يداهمنى هاجس غريب .. ماذا لو توفيت أمى و أنا فى هذه الحاله من العجز الصحى ؟ كيف سأنفذ و صيتها و أمنيتها التى كانت تدعو بها دوما ( يارب ماحدش يشيلنى غيرك ) كيف سأستطيع حملها أن كنت لا أستطيع الوقوف معتدلا وحدى ؟ .. سبحان الله .. اشفى من مرضى تماما قبل وفاتها بيومين .. بل أخضع لأول جلسة علاج طبيعى قبل وفاتها بيوم .. و لأستطيع الوقوف و الحركه و استخدام ظهرى بشكل طبيعى قبل أن تتوفى بأقل من يوم .. و يكون لها ما أرادت .. و أكون أنا من يحملها بيده و لا أحد سواى و بدون مساعده
أيضا أوصت الثائره أن تدفن فى مقابر أسرتها فى القاهره .. مقابر الأمير كتخدا الأزميرى .. تلك المقابر هى جزء من وقف الأمير .. ولا نعلم أحياء من عائلتها فى مصر حاليا سوى أخوها السبعينى .. الفاقد بصره تقريبا .. تدور الأتصالات المحمومه نبحث عمن يعرف مكان تلك المقبره حاليا ؟ أو من له صلاحيه فى أعطاء الأذن بدفنها .. لا نجد أحد .. و أوطن نفسى لمخالفة وصيتها و مواراتها الثرى فى مدافن عائلتى فى شمال البلاد .. ثم .. و قبيل الفجر بقليل أجد أختى تقول أنها ستنزل ألى الشارع و تتوجه لمنطقة المقابر و تبحث عن مقبرة الأمير .. أنبهها .. أن عليها العوده قبل الثامنه صباحا بخبر يقين ... فأما العثور على المقبره و أتمام الترتيبات بالكامل أو .. لن أنتظر على تكريم أمى أكثر من ذلك .. فى السادسه صباحا تهاتفنى أختى بأنها عثرت على المكان .. فى السادسه و الربع تهاتفنى بأن أحد ابناء أخوالى متواجد فى مصر الآن و له الصلاحيه القانونيه لأنهاء الأجراءات .. فى السابعه أتوجه بنفسى للمكان للتأكد مما قالته أختى .. لأجد ماقالته صحيحا .. و تتحقق ثانى أمنيات الراحله المستحيله . فى طرفة عين
أثناء الصلاه عليها أعرف ان اليوم كان مناسبه دينيه و أن أغلب المصليين كانوا صائمين .. بل يشاركها فى موقفها فى المسجد جثمانين آخرين .. و أفاجأ بامتلاء مسجد النور بالعباسيه بالمصلين عن آخره على غير العاده فى صلاة ظهر فى يوم غير الجمعه .. لأعرف لاحقا أن من جاورها فى الصلاه كان الشيخ المطعنى الذى توفى فى نفس اليوم .. و أن المصلين الذين تجاوز عددهم الألفي مصلى هم من الأزهريين المعتدلين تلاميذ الشيخ المطعنى .. و ياسبحان الله
عند المقبره .. و كفلاح جدا , و تحقيقا لأمنيتها ووصيتها و دعائها .. أصبح المكلف وحدى بمواراتها التراب , أنزل المقبره لأول مره فى حياتى .. أولا مع ابن عم لى يراجع معى مايجب على فعله .. نتأكد من كل الأستعدادات .. ثم أخرج ..لأعود وحدى هابطا بجسدها المسجى .. لحظات قصيره بمقياس الوقت .. لكنه اتسعت فى ذهنى لأراجع شريط حياه كامله عامره .. هى من سلمتنى للحياه .. و ها أنا ذا اسلمها للتراب .. غطتنى بفرحه بأول ثوب أرتديه .. و ها أنا أسجيها بحزن مؤلم فى آخر أثوابها .. كم كانت رحمها الله تهتم بمظهرى و أنا صغير .. كم أزالت عن جسدى بسعاده بالغه أتربة اللعب و الشقاوه .. و ها أناذا .. أهيل عليها ترابا .. يا الله .. كم يبلغ الفارق بينى و بينها فى العطاء ؟
لحظات فى القبر .. كانت كافيه لمراجعة أدراكى كله لمعنى الكون .. متأكد أنى فى النهايه خرجت بوعى و أدراك مختلف تماما عما دخلت به للقبر .. الدنيا أوضح بكثير .. الموازين المختله كلها اعتدلت .. تقييمى لأغلب الأشياء .. اختلف تماما .. ألى وضوح صارم
أجدنى أفكر لحظتها كمصرى قديم .. من قبل حتى الديانات السماويه المعروفه .. المصرى يعلم تماما أن الموت هو فقط نهاية الحياه الأولى لكنه البدايه الحقيقه للحياه فى دار الحق .. و أتذكر أحاديثها عن مصر .. عن أجدادنا .. عن تأكيد الكتب السماويه لمبادىء الأخلاق التى كانت قبل الكتب بآلاف السنين تحكم حياة المصريين .. و أترحم عليها .. و ابكى كما لم أبك قط
تمالكت نفسى كوصيتها .. فلم ابك بعد الخروج من القبر .. بل و كتربيتها الصارمه .. صار جل اهتمامى و مسؤليتى هما أختى المنهاره تماما .. و ابى الثمانينى الذى قال بنفسه لحظتها ( الآن أنا يتيم .. مات أبى و أمى و لم اشعر بمشكله .. لكن الأن ..أنا يتيم ) أتمالك نفسى ألى أقصى درجه .. يشاركنى فى المسؤليه الولدين من أحفادها .. أكرم ابنى و ميسره أبن اختى .. اصريت أن يشهدا كل شىء رغم دموعهما .. ليتعلما ماذا يفعلا بجثمانى حين ألحق بها .. و أنصرف لتحمل مسؤلية تلك الأسره الصغيره و العائله الكبيره .. لأنهى مراسم تكريمها رحمها الله
أيام صعبه مرت بسرعه .. لكن أهم ما تقرر هو .. أن يوم الجمعه من كل أسبوع هو يوم مقدس لأحفاد الراحله .. نجتمع فيه فى بيتها .. فى شبه احتفال أسبوعى .. نتواصل .. نصل أرحامنا .. نترحم عليها .. نحيا فى بيتها كأنها معنا .. و ايضا .. نذكر أبى الذى يعانى الآن من اليتم بأنه .. ليس وحيدا .. و أننا معه دوما
أيام صعبه .. حتى الجمعه الماضيه .. حيث انتهى الأحتفال الأسبوعى الثانى الذى قررناه .. و أجدنى منفردا بحبيبتى الوحيده .. أميرة حياتى .. أبنتى نور .. و من الساعه السابعه مساء ألى الحادية عشر .. نتحدث .. نتواصل .. نمشى فى شوارع مصر الجديده من روكسى و حتى ميدان الحجاز حيث أوصلتها ألى بيت أمها .. لأكتشف فى ابنتى الحبيبه لمحه حنان .. ظننت أنى سافتقدها بعد وفاة أمى .. نور حبيبتى تستمع لى بشغف و ذكاء و حضور ذهنى بارع .. تكمل جملتى أذا ماتوقفت عن السرد بحثا عن مفردات .. و أكمل مفرداتها اذا تأخرت فى وصل جملتها .. حبيبتى بوصالها تبحر فى أعماق نفسى .. لأقول لها ما قد لا أقوله لنفسى يوما .. و هى بحنان أم حقيقيه .. و ذكاء أنثى متفوقه .. لا تواسى فقط .. بل تعطى من قلبها دفعات من طاقة الحياه .. كأنها أحدى ربات القدماء .. تبعث الحياه فى الرماد .. فتشعل طاقة البشر .. ليعيشوا
أتحدث مع نور .. بدءا من تاريخ الراحله , الذى يقودنا لتاريخ بلادى . ثم ألى الموقف الحالى .. نشكو لبعضنا ما نراه فى المجتمع من أمراض و زيف و غزو حقيقى من قيم البداوه .. نقارن ما كان ايام الثائره من حياه حقيقيه , كرامه , حضاره , بعث للروح .. بما هو كائن الآن من انهيار و تدهور .. تتشابك ايدينا كأنها هى الصغيره من يساندنى .. يعضدنى .. يدفعنى لمواصلة الحياه و الخروج من الحزن
ينتهى اليوم بأشراق رغم أن الوقت كان ليلا .. ففقدى لأمى الحبيبه عوضته حبيبتى نور .. بحنان , و فهم , ووصال
أعود للكتابه و العمل ... و بعد القبر .. و خبرته البارعه فى أدراكى .. أعود للحياه