فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Tuesday, March 24, 2009

طاقات النور ..و ظلام الجحود

ألأمومه أداء تلقائى لا أراددى تماما .. على هذا خلق الله الأم .. أحيانا مايتسائل الفرد العادى عن مدى قوة احتمال الأم الطبيعيه لمشاق ممارسة أمومتها .. لكن بالتسليم بأن الأمومه هى أداء لا أرادى .. يكون السؤال غير منطقى .. فالحقيقه أن الأم الطبيعيه لو منعت عن مشاق أمومتها ( من باب الرفق بها مثلا أو لأى سبب من الأسباب ) فهى ببساطه تتألم ..نعم تتألم لو امتنعت عنها مشقة الأداء الأمومى .. و هكذا .. تدور دائرة الأمهات من عهد حواء ألى ماشاء الله ..
عليه فالأمومه طاقه يخلقها الله مع المرأه , سر من اسرار الخلق و مصدر اندهاش للمخلوقات , و طاقة الأمومه كأى طاقه .. نقصانها يخل بالتوازن.. و فائضها يؤدى لاتفجار الأداء .. هنا يكون انفجار الأداء الأمومى فى صورة أغداق الأمومه على الآخرين سواء كانوا أبناء تلك الأم الفائضه بالطاقه أو غيرهم من المحيطين بها
حنان صديقتى العتيقه و جارتى منذ الأزل أعتبرها نموذج لتلك الأمومه الفائضه , فولديها الحبيبين رغم ماتسكبه من أمومتها لديهما , لا يكفيان لاستيعاب فائض طاقتها الأموميه , بالتالى دوما ماتبحث حنان عن المزيد من البشر ( تحيدا أصدقائها ) لتسكب عليهم أمومتها .. مستريحه بالتخلص من هذا الفائض فى الطاقه , و مستمتعه بأسعاد الآخرين بأدائها .. أذكر منذ بضع سنوات أن اصيبت صديقه مشتركه بكسر فى قدمها .. الصديقه المصابه كانت تسكن فى الدور الثالث من مبنى .. بينما حنان كانت تسكن فى الدور الأول .. فما كان من حنان ألا اأن استضافت الصديقه المكسوره لمدة شهرين .. تولت فيهم خدمتها بالكامل .. أى صارت حنان تمارس أموتها على أولادها فضلا عن صديقه بالغه مكسوره .. بالأضافه طبعا للأصدقاء المشتركين الذين كانوا يداوموا على زيارة المكسوره فى بيت حنان .. كنت أتعجب وقتها من السعاده البالغه الباديه على حنان حين ترى جمع من الناس يعج بهم صالون بيتها فى هذا الوقت .. و هى قائمه على خدمة الجميع .. فتطعم هؤلاء .. و تشرف على مذاكرة ولديها و تواظب على علاج المصابه وخدمتها .. بل و تجد فى كيانها فائض للمشاركه فى حل مشكلات الآخرين من الصديقات المعتادات البكاء و النحيب بسبب أو بدون سبب فى بعض الأوقات .. أشعر بحنان و كيانها يستنزف فيما تفعله .. لكنى ( و بدهشه شديده ) أشعر بسعادتها البالغه و راحتها من هذا الجهد الذى أتخيله يفوق طاقة البشر الطبيعيين
حنان أيضا من عاداتها الملازمه للأمومه .. الأستمتاع بأطعام الناس .. ليس فقط أعداد الطعام و صناعة الطبخات المبهره .. لكن .. تستمتع بشده بمشاهدة الناس تأكل من صنع يديها ..و لحسن الحظ ولرحمة الله على البشريه . فطبيخ حنان ..رائع
ورائع هنا لا تعنى أنه فى روعة طبيخى مثلا .. حاشى لله .. لكن حنان تعتبر أعداد الطعام هوايتها الفنيه التى تستمتع بأدائها ..و تبدع فى تطويرها .. بل و تتجول بين مدارسها الفنيه المتعدده
مؤخرا , شغلت حنان منصب مسؤل فى أحدى المؤسسات الفندقيه .. فما كان منها منذ أول يوم عمل ألا أن قامت بأسر الشيف ( الطباخ ) و التحفظ عليه كرهينه تقريبا ..و استجوابه بصفه أسبوعيه حول آخر وصفات الطعام الفرنسى الذى يتخصص فيه , يراوغ الشف الأسير أحيانا فلا يفصح عن كل أسرار أكل عيشه ..و ينهار أحيانا أخرى فيفصح أو يلمح ..النتيجه البارعه بدأت فى الظهور .. فكل أسبوع تقريبا يصلنا تليفونات من ..حنان ... ببساطه شديده ..: ماتتعشوش النهارده .. تجولى على الساعه سبعه
فى الموعد يتوافد الأصدقاء مترقبين للتحفه الجديده التى ستتحفنا بها تلك الأم الطبيعيه
الأسبوع الماضى وصلنى الهاتف المعتاد مع اضافة .. تجيلى بدرى ساعه و تجيب معاك برتقان
حاضر
اصل فى موعدى متخيلا أن حنان تنوى أعداد عصير برتقال بعد العشاء مثلا .. و لأنى وصلت مبكرا , ولأنى و ولديها الحبيبين استنفذنا هزارنا الجحوشى مبكرا .. فقد صرت مستعدا للمساهمه بمجهوداتى الخارقه و خبرتى العريضه فى أعداد الطعام .. طبعا حنان تؤمن بأن الطبيخ نفس .. بالتالى لا تسمح لى بالاقتراب من أوعية الطعام لكنها أحيانا ما تدعنى أتسلى ببعض المهام كتقطيع الخضار مثلا ... شريطة أن أظل واقفا على الباب ... ولا أدخل مطبخها
هذه المره أعطتنى أداه غريبه تشبه فتاحة الزجاجات ..و طلبت منى تشريح قشر البرتقال الذى أحضرته معى .. جربت الأداه العجيبه ..و فعلا خرج قشر البرتقال فى صورة شرائح رفيعه جدا .. استغربت منها و لم أتخيل ما المقصود بهذا الأجراء تحديدا .. هل هو ألهائى عن الزن على دماغها وخلاص .. أم فعلا ستستخدم تلك الشرائح فى شىء ما .. انهيت ماطلبت و ظللت فى موقعى أراقب ما تفعله .. على أفهم شىء .. لن أطيل عليكم فى شرح مشاهداتى لها من عمليات عجيبه غريبه لا أظنها تبتعد كثيرا عن طقوس تحضير الأرواح .. لكن النتيجه كانت فعلا مبهره , فمن كيلو و نصف برتقال استطاعت أن تنتج أربعة اصناف من الطعام .. أحدهم حلو و الأخرين وجبات رئيسيه . . . باذنجان لا أدرى متى أنضجته و غطته بصوص يتميز بالمزازه الشهيه, شىء من المحشو البائت لكنه معد بمذاق لا اعرف كيف أصفه .. ألى نبيذ مجهز منزليا بالبرتقال ..له اسم فرنسى يعجز جهازى التنفسى عن نطقه صحيحا بسبب مشاكل فى جيوبى الأنفيه
أثناء الطعام الشهى بطغيان .. نتحادث متذكرين اختراعاتها السابقه .ز.. من دجاج بصوص الزيتون الأخضر .. ألى بتنجان مشوى فى الفرن مع لحم مفروم .. ألى أنواع عجيبه تخرج من كيلو لحم واحد
لن أسهب فى وصف طبيخها ( وطبعا لن أحرجها بمقارنته بطبيخى المتفوق ) لكن هنا .. أرصد ملامح السعاده الحقيقيه لتلك الأم و هى تشاهد بشرا يسعدون بأحد جوانب أدائها الأمومى الفائض الطاقه ... و أتعجب من خلق الله أولا فى قدرته على تكوين طبيعة الأمومه .. ثم أتعجب ثانيا من قدرات الأمهات
و أتسائل هنا عن هؤلاء المحرمين للأحتفال بعيد الأم .. هل تأمل أيا منهم فى ماهى الأم ؟ هل جرب أحدهم أن يحترم أما و يوقرها بل و يقدس دورها ؟ هل جرب أيا من هؤلاء المكفرين لكل ماهو أنسانى أن يفكر و لو لمره واحده فى الأم .. كأنسان ولدته أما لولاها .. و لولا تضحياتها و تفانيها .. لكان عدما من أول لحظه ؟ هل فهم ايا من هؤلاء ما فى كلمة أمومه من طاقه
رحمة الله على أمى .. و رضا الله على كل الأمهات

Wednesday, March 04, 2009

المتاجره بالهوس .. الأسلام و الضربات الصينيه مره أخرى

أحبائى واصدقائى .. أقسم أنها ليست عاده ولا انغلاق على النفس حين يكون مرجعى فى الكتابه مقال سابق لى .. ولا هو استفزاز للعقول من نوعية ( مش قلتلكم ؟ ) الطفوليه أياها ... لكن أظن السبب هوأنى أعتبر الكتابه موقف .. فأنا أكتب لنفسى اساسا .. و كتابتى تأتى عن قناعه يقينيه , و من الأدبيات التى تعلمتها صغيرا ( ورحمة الله على والدتى ) أن الفكره المقنعه هى قانون للأنسان الحر .. و رفاهيه كماليه للتابع .. و لأنى أبذل ما أستطيع لأكون حرا ..فأفكارى التى أكتبها أعتبرها قوانين لى أتبعها دوما و أبذل فى صناعتها ( الفكره ) قصارى جهدى قبل الوصول ألى اليقين بصحتها .. و يبدو أنها أحيانا ما تصدف مع عقليتى الضعيفه أن يصدر عنها فكره عميقه بين الحين و الآخر , و بالتالى تصير الفكره صالحه لفتره تتجاوز الحدث الذى أنتجها .. فالفكره أحيانا ما تكون جوهريه و جذريه فى عمقها ( أحيانا و ليس دوما ) و بالتالى تصير قاعده / قانون صالح للأستخدام فى أكثر من حدث مشابه فى معطياته و ملابساته
الفكره موضوع المقال هى ما نوهت عنه فى مقالى السابق بعنوان الأسلام .. الكلينكس .. و الضربات الصينيه.. تنويعات على بعثرات عشتار , وتحديدا فكرة تلاعب الصينيين فى أنتاجهم على هوسنا الحالى بكلمة أسلامى .. واستغلالهم لهذا الهوس فى أنتاج و تسويق بضائع كلها تداعب شبقنا المحموم حاليا لكل ما يسمى أسلامى - أستطرد هنا و أذكر القراء بمقلة التسالى الأسلاميه الكائنه فى شارع الملك فيصل بالهرم .. لعلها مازالت موجوده حتى الآن - و بحرفنه شديده فى التسويق مع انفراد تام بالأنتاج , تنجح مداعبات الصينيين لشبقنا المذكور , و سرعان ما نصل ألى ذرواتنا على أيديهم ..فيحصل لنا الأشباع المطلوب , ويحصلون هم الأرباح الطائله .. أرجو مراجعة مقالتى المذكوره سلفا قبل الأستمرار فى القراءه
_____
فى جلسة نقاش شيقه مع الصديقه العتيقه حنان الذكيه جدا , و بعيد وجبه شهيه من طبيخها المبدع دار الحوار حول ظواهر الشيزوفرينيا فى هذا المجتمع المغرق فى الضلالات .. و فجأه .. تنفجر حنان فى ضحك هيستيرى و هى تتذكر أعلانا وصلها بالبريد الأليكترونى و علقت عليه فى صفحتها على الفيس بوك .. أتسائل مستفسرا ..لا تستطيع الحديث بدقه أثر انفراط ضحكها الهيسترى ..تدفعنى أمام شاشة الكومبيوتر و
تفتح الصفحات و تتركنى أمام هذا الأعلان
وترجمة الأعلان باختصار هى كالتالى
غشاء بكاره صناعى بمبلغ 15 دولار ,لا داعى للقلق من فقدان غشاء الكاره , بهذا المنتج يمكنك استعادة اليله الأولى فى أى وقت ...............
و يمضى الأعلان فى وصف مميزات المنتج المذكور و سهولة استعماله و , و , ,و
بنظره تحليليه بسيطه و من واقع عملى و دراستى فى التسويق ,أتسائل لمن يتم توجيه هذا المنتج ياترى ؟ فكل شعوب العالم على حد علمى تتجاهل ألى حد بعيد الفكره العقيمه التى تربط بين الشرف و هذا الغشاء الذى صار مخادعا بعد اكتشاف عمليات التجميل الموضعيه من عشرات السنين , بل أن اختيار الرجل العاقل للمرأه صار يعتمد مقاييس أبعد و أرقى بكثير من هذا المقياس المخادع .. ألى من يتم توجيه هذا المنتج ؟ و كيف ينتج الصينيون شيئا لا يعلموا أين يبيعونه ؟
ياللهول .. المنتج موجه للشعوب التى مازالت تقيم الشرف بالغشاء أياه حتى بعد أن صار مخادعا تماما ..تلك الشعوب التى تفضل الاستغراق فى استنمائها العقائدى عن مواجهة الحقائق و التعامل معها .. يا للهول ..لا يوجد شعب على الكره الأرضيه مازال مغرقا فى الضلالات الأستنمائيه سوى ... الشعب العربى
المنتج فعلا مصنوع و موجه بدقه لمنطقتنا .. الشرق الأوسط السعيد .. هنيئا لنا يا أخوانى العرب بالمنتج الصينى الذى سيحل كل مشاكلنا من جذورها .. يا فرحتنا بأنتاج الصين الشقيقه التى تفكر فى معضلات حياتنا و تجتهد لتنجز لنا الحلول الرائعه .. ونحن بفرحه عارمه تغمرنا دموع الفرح نستقبل هذا الأنتاج المبارك بكل أجلال .. الصينيون يداعبون شبقنا للهوس و الضلال ..و نحن لا نكذب خبرا ..نستجيب لمداعباتهم المحترفه ..و نحصل على أشباعنا
أستغرق فى ضحك كالبكاء على حالنا ..و أفكر فى ردود الأفعال المتوقعه قريبا على هذا المنتج.. فقريبا سيخرج شيخ جليل لحيته شبرين يفتى بأن استخدام المنتج حرام .. فينبرى للرد عليه شيخ أكثرجلالا و لحيته أطول من الشبرين ليفتى بأباحة هذا المنتج ... تخرج دعوات لمقاطعة الصين الشقيقه مناصرة لرأى الشيخ الأول ..فترد عليها بيانات لوأد الفتنه بين المسلمين و أشقائهم الصينيين فى انتصار لرأى الشيخ الثانى ... يشح المنتج فى السوق .. تظهر له فورا سوق سوداء .. يرتفع السعر من 15 دولار ألى 100 دولار .. تتراكم الأرباح فى جيوب الصينيين .. بينما رسائل الموبايل المسعره بجنيه ونصف تتوالى على برامج الفتوى فى الفضائيات تسأل عن أمكانية أباحة استخدام المنتج
لا يكف اللغط ألا حين يظهر عيب فى الصناعه فى أحد المرات .. ولا يعمل الغشاء بكفائه .. فيتم ذبح العروس و تنفضح الشركه الصينيه ..و فورا سيقوم أصحاب الشركه فى الصين بأغلاقها .. ليفتتحوا شركه أخرى بأسم آخر فى سنغافوره .. و يكون أعلانهم ساعتها مستوحى من أعلان ولاعات رونسون السابق .. أتذكرونه ؟ الأعلان كان يقول
Ronson ... never miss
و هنا يناقش مجلس شعبنا الموقر ضرورة السماح بأنتاج هذا الغشاء محليا بدلا من استيراده ..أسوة بما حدث مع الفياجرا .. و تطول المناقشات لأمد بعيد ..يثرى خلالها رجال أعمال و مهربين , و نحن .. ؟ نحن بانتظار المداعبات التى تروى شبقنا ..للضلالات
____
يا حضرات .. الصينيون بارعون فى قراءة المجتمعات التى يعملون بها .. قرؤنا ..وعرفوا أمراضنا ..هوسنا ..كوابيسنا و ضلالاتنا .. و يراكمون أرباحهم بالتلاعب مع هذه الأمراض
و على رأى حنان .. قريبا سينتج الصينيون لنا ضمائر ..وسنشتريها لنستريح من أحدى أزماتنا
لو كنا فى مجتمعاتنا نعطى للمرأه قيمه أكبر بقليل من الغشاء المخادع ..لما تلاعب بنا أحد ..و لما كان لدينا أحلام يداعبونا منها
لو استخدمنا عقولنا أكثر و ارتفعنا بتفكيرنا عن مستوى الأعضاء التناسليه .. لكنا الآن اقتربنا من مستوى أيران الى أطلقت قمر صناعى للفضاء .. أوتركيا التى استطاعت بيسر أن تقول لأسرائيل لا .. أو حتى فنزويلا .. التى أغلقت السفاره الأسرائيليه بها فى موقف أخلاقى
لو كنا أعلى قليلا فى تفكيرنا لكنا وصلنا لأسلوب مقاومه لا يذبح فيه أطفالنا .. و لا تهدم فيه بيوتنا
لو .
أنتهى المقال .. و أنتظر المشاركات