فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Sunday, November 22, 2009

مانولى ..و ميكافيلى ..و برضه البحر الأحمر




مانولى ابتدى يغش فى الصنف .. تلك مقدمه لابد منها

أما عن مانولى نفسه فهو يعادل مخالى أو ينى أو خرالامبو .. أو أى جريكى صاحب خماره فى الحاره اللى ورانا .. يصنع الخمر الرخيص فى قبو تحت البيت , و ساعة العصارى يقتح أبواب محله البائس .. لينقض بعيد العشاء على جيوب الفلاحين و الصنايعيه الكادحين أمثالى مفرغا أياها من أغلب مكسبنا اليومى ... مسمما أحشائنا بخمره الرخيص الذى اعتدناه مع الوقت .. لكن يبدو أن مانولى بدأ مؤخرا فى غش الخمر الردىء الذى يصنعه فصار أبشع تأثيرا فى الرؤوس .. و ألا فلم أذا يراودنى مايراودنى الآن ؟

الله يخرب بيتك يا مانولى .. آآاااه يا دماغى


أما ميكافيللى فهو المفكر السياسى العريق الذى ارسى بكتابه اللاأخلاقى ( الأمير ) قواعد أحد ابشع العلوم الأجتماعيه ألا وهو علم السياسه .. و ينسب له أرساء المبدأ الذهبى للنجاح السياسى ( و السقوط ألأخلاقى بالحتميه ) و هو مبدأ الغايه تبرر الوسيله .. للأمانه فميكافيللى لم يبتكر المبدأ أطلاقا .. لكنه أول من واتته الوقاحه ليكتبه نصا .. أما عن أصول هذا المبدأ الراسخه فى التاريخ من قبل ميكافيللى .. فيكفينا مراجعة الأدبيات العتيقه من شكاوى المصرى الفصيح و حتى قصص الكتب السماويه و قصص التابعين .. مع متابعة الأداء السياسى للنصوص حيث سنلاحظ بقوه كيف يتم تجاوز كل قواعد حقوق الأنسان بتفويض ألهى بمجرد الجنوح لتفسير الدين بما يخدم السياسه


لعنة الله على مانولى و مشروبه المخلوط بمياه الحنفيه الملوثه ... أسرح شاردا فى ركن الخماره التعيسه و أنا أتجرع الكاس المغشوش فأتخيلنى .. أميرا للبلاد .. نعم .. أميرا على المحروسه .. لم لا اتخيلنى ملكا ؟ لا يا أحبائى .. الملك يورث ابنه العرش .. و أنا لا أرغب لأبنى الحبيب أن يتورط فى هذا المستنقع .. أما الأمير حين يكون فى أعلى منصب فهو كأمراء المماليك .. يحكم و يسيطر لكنه لا يورث عرشه أبدا .. أذا لماذا أمير ؟ و ليس رئيس جمهوريه ؟

عفوا .. قد اصل للأماره بذات اسلوب أمراء المماليك .. بالقرصنه الصريحه .. أما رئاسة الجمهوريه .. فلكى اصل أليها يجب على المرور بمرحلة القواده الصريحه .. و أذا كان على الأختيار بين مهنتى القواد و القرصان .. فالقرصنه شرف أطلبه ساعتها ولا أتنازل عنه أبدا..


ألله يحرقك يا مانولى


المهم .. يا أحبائى .. أنا الآن أميرا للبلاد .. أحكم بصلاحيات نصف ألهيه .. لا يحاسبنى أحد على الأطلاق .. و أتسلم بلادى منذ تلك اللحظه .. يانهار اسود .. ماذا أفعل فى هذه الخرابه التى تسلمتها لتوى ؟ ألقيت علىرأسى و أنا اساسا ماخرجت ألا لمقارعة خمر مانولى الرديئه و العوده للبيت مترنحا سعيدا ..اللعنه ؟ كيف أتصرف ؟ .. أنظر ألى الجدار المقابل خلف البار لصورة السيده كاتينا جدة مانولى الراحله التى افتتحت الخماره منذ نيف و ثمانون عاما .. صورتها بالأبيض و الأسود .. يونانيه سمينه .. تبتسم فيما تحاول أن يكون أغراءا .. و أتفكر .. فيوحى لى حؤول ألوان الصوره القديمه بفكره شيطانيه ( طبعا .. عند مانولى لا يمكن توقع افكار ملائكيه ) التاريخ هو الحل .. نعم .. التاريخ .. أعود للتاريخ و أحاول أن أتذكر .. كيف يمكن لهذه البقعه المحروسه الحبيبه التحول من خرابه ألى دوله عظمى ؟ هل حدث هذا من قبل ؟


نعم .. نعم حدث هذا من قبل .. فقبل عام 1805 كانت مصر خرابه بمعنى الكلمه .. تترنح بين غزو فرنسى و سيطره عثمانيه و حكم فعلى شديد الفساد للمماليك .. خائضة فى غيابات الجهل و الخرافه حتى الجباه.. و فى عام 1805 تولى محمد على حكم مصر المحروسه .. قام من يومه الأول بتحديد مهامه كالتالى

القضاء على الفساد بمذبحة المماليك

القضاء على الجهل و الخرافه بالقضاء على الوهابيين

ساعتها صار قادرا على زيادة موارده و النهوض بدولته من مستنقع التخلف ألى مصاف الدول العظمى الضاغطه فى السياسه الدوليه كلها فعمل على توسعة موارد الدوله بتوسعة حدودها غزوا و فتوحا.. فاحتل السودان و الشام و جزء من اليونان واستحق عن جداره انتزاع الحق فى حكم جزيرة كريت

لم لا ؟ يمكن لتلك الأرض الخربه أن تتحول ألى دوله عظمى فى وقت قياسى .. فمن خرابه ألى دوله عظمى استغرق الأمر فقط خمسة عشر عاما فى عصر ماقبل الأنترنت .. فمابالكم الآن ؟ نعم .. أنا أميرالبلاد .. و لأتبع خطوات محمد على باشا .. و بسرعه تفوق سرعته .. و تتناسب مع سرعة عصرى .. و لأرتب نفسى من الآن .. من هنا .. من هذا المنبر الملعون .. من خمارة مانولى

أولا .. أقضى على المماليك .. أقصد الفاسدين .. مذبحه سريعه حاسمه تضع كل من انتسب أو اقترب من الحزب المملوكى الحاكم تحت طائلة القانون الشهير .. من اين لك هذا .. بالطبع ستنتهى المحاكمه العادله بسرعه و بدون دماء باسترداد كافة املاك هذه البلاد المنهوبه أو إغلبها .. ثم .. ألى المتطرفين من وهابيين و سلفيين و أقباط مهجر .. ألخ ألخ .. أطيح رقابا بالمناظرات العلميه تاره و بالمراجعات الفقهيه السمحه تارات .. حتى يعود النور لبلادى .. طبعا لا مانع من بعض الدماء من حين لآخر .. فأنا أمير البلاد .. فلأستمتع بصلاحياتى النصف ألهيه ألى أقصى حد
و على الفور أشرع فى أرسال البعثات العلميه لأوروبا .. لتنتهى خلال أربع سنوات على الأكثر ماساة التعليم و البحث العلمى فى مصر .. لا مانع أطلاقا من استيراد أكبر عدد ممكن من العلماء الأوروبيين و الروس لتلقين أولادى العلوم الحديثه و المساهمه فى أنشاء دوله علميه متفوقه بمعنى الكلمه .. و اختصارا للتكاليف .. أقوم باستبدال الراقصات الروسيات الائى سبق استيرادهن فى العصر الفاسد من روسيا .. بعلماء متخصصين من ذات المصدر .. و أظن يمكن استبدال كل ثلاث راقصات بخمسين عالم فى الذره على الأقل ( حسب المقارنه بين نسبة نقوط الراقصه فى الفرح و دخل عالم الذره فى مصر) و لا مانع من بعض الفرنسيين و الأنجليز و الألمان .. لكن لأكن حذرا فى استقدام الأمريكيين .. فسطحية ثقافتهم ستخرب مافعلته من مجهود لتعميق الحضاره فى بلادى الحبيبه


ثم ؟ ... ثم ماذا ؟ حتى تلك الخطوه فالمحروسه فقط صارت عند نقطة الصفر .. ليست بعد دوله عظمى ؟ كيف الطريق ألى النجاح ؟ كيف تتحول بلادى من خرابه ألى دوله عظمى ؟




أها .. لعنة الله على مانولى و ميكافيللى .. كلاهما يوحيان ألى بالنظر الى خريطة الأقليم كله .. و البحث عن الفرص السانحه للتوسع و زيادة النطاق الجغرافى لبلادى الحبيبه .. حتى يعود لها التأثير الأقليمى أولا .. و من ثم التأثير الدولى فتعود المحروسه .. دوله عظمى

فلننظر للخريطه الآن .. أنت يا زفت يا مانولى .. هات الخريطه ؟

نعم يا خبيبى ؟

باقولك الخريطه .. هات الخريطه

لا يا خبيبى دى واخد خماره مخترم ..مش فيه الهاجات دى


الله يحرقك .. انتزع وريقات و قلم من جيب قميصه المتسخ بعرق الكادحين و تراب التلوث الذى تفوقت فيه بلادى الحبيبه مؤخرا .. أطيح بأطباق المزه الرديئه من أمامى لأفسح المجال للأوراق .. و ابدأ فى الرسم من الذاكره .. فيأتى الرسم شبيها بتلك الصوره

انظر للخريطه متأملا .. و مستذكرا .. كل ماسبق و أن درسته أو علمت به من قواعد جغرافيا سياسيه .. القاعده الأولى .. لا مجال لنهوض دوله حبيسه .. أى دوله ليس لها سواحل حره تمكنها من التواصل مع الغير ليس أمامها فرصه للنهوض .. القاعده الثانيه .. أن قوة البحار هى الفيصل فى السيطره على الأرض , فالقدره على نقل كميات ضخمه من العتاد و الرجال و التجهيزات ألى نقطه جغرافيه محدده دون المرور بالعوائق الجغرافيه أوالأشتباك المرهق مع القوى الأرضيه الأخرى لهو مفتاح السيطره على الأرض و التوسع فيها ( جوردان أيست . تاريخ الجغرافيا السياسيه الأوروبيه ) بينما السيطره على طرق الملاحه تعادل فى تأثيرها الأقتصادى تأثير امتلاك منابع نفط أو مناجم ذهب ... و أكتشف أن بلادى تتمتع بأطول سواحل بحريه فى نطاقها الجغرافى .. و كلها سواحل حره .. يمكن استغلالها بحريه تامه .. فقط اذا استطعت بصلاحياتى النصف ألهيه فى تحقيق جلاء المستعمر السياحى من عليها .. فبدلا من الشاليهات الخربه أغلب العام .. يكون أنشاء موانىء صيد و مرافىء تصنيع بحرى .. و بدلا من مستنفعات تسمى تأدبا منتجعات .. يمكن أنشاء ارصفه بحريه و شواطىء مصانه تمكن شعب بلادى من تعميق صلتهم بالبحر .. كخطوه من خطوات تحويل الفلاح ألى ملاح بشكل أو بآخر . . فى تطعيم حضارى يرقى بواقع المجتمع كله لاحقا


لكن .. يمنعنى أن البحار التى تطل عليها سواحل بلادى هى ذاتها .. سواحل حبيسه جغرافيا .. فهى ليست محيطات واسعه .. لكنهما بحرين .. الأبيض و الأحمر .. تشترك يلادى فى الأطلال على البحرين مع العديد من القوى الأقليميه أو المتحالفه مع قوى عظمى .. ولا سبيل للتوسع و السيطره و من ثم زيادة الموارد ألا بأسلوب من أثنين لا ثالث لهما

أولا : التفوق الحاد فى مجال القوه البحريه كما فعل الأثينيون القدماء و من بعدهم الرومان للسيطره على البحر الأبيض كله مياها و سواحل بل و تخوم السواحل أيضا أو

ثانيا : السيطره على النقاط الساحليه المقابله للمياه العميقه (التى تستقبل سفن ضخمه ذات غاطس كبير) و بشكل يمنح السيطره على الملاحه البحريه , و يعوض الضعف النسبى فى قدرات الأسطول


طبعا أجنح للبديل الثانى .. فأنشاء أسطول بحرى متفوق هو خطوه متقدمه جدا لا يمكن تحقيقها بأمكانيات بلادى الحاليه .. فالصناعه البحريه هى بالفعل قمة التطور العلمى و الألتزام الصناعى فى الحضاره البشريه .. مازال يفصل بلادى الكثير عن التفوق العلمى و الألتزام الصناعى .. لكن يمكن بأمكانيات اقل الشروع فى السيطره على نقاط ساحليه استراتيجيه لوضع قدم تحت ا لشمس فى مجال السيطره على خطوط الملاحه .. أنظر بعمق للخريطه .. من فورى استبعد التحرك فى البحر المتوسط .. فالحركه فيه تعنى فورا الأصطدام بقوى اقليميه اقلها تركيا و اسرائيل و أكبرها الأتحاد الأوروبى و حلف الناتو نفسه .. أهز رأسى نافضا الفكره و بقايا خمر مانولى الرديئه .. فلن أكرر غباوة عبد الناصر العنتريه و أتحدى ما لا قبل لبلادى به .. أنظر شرقا .. فأجد البحر الأحمر

البحر الأحمر يا أحبائى هو جنة البحريه المصريه من سالف العصر و الأوان .. من حتشبسوت الملكه العظيمه التى سيطرت على بلاد بونت التى تكون الصومال و جيبوتى و اليمن حالليا .. ألى محمد على الذى سيطر على اليمن و الحجاز و مينائى سواكن و مصوع الحبشيين ( قبل وجود أريتريا) مرورا بحملات المماليك البحريه و اشهرها تلك الحمله التى حررت ميناء جده من القراصنه البرتغاليين فى عهد السلطان قنصوه الغورى و من قبله باريسباى و من جاء بعدهما .

أن السيطره على الملاحه فى البحر الأحمر كانت هاجسا للأمن القومى المصرى من العصر الفرعونى و حتى عهد محمد على و أسرته .. و لم تنتهى تلك السيطره ألا بعد هزيمة عبد الناصر فى اليمن و انسحابه من خمس الأراضى المصريه بعدها حين سلم سيناء لأسرائيل

أحد أسماء البحر الأحمر القديمه هو .. البحيره الفرعونيه !!! عموما .. أعود لخمر مانولى الرديئه و لأنظر ما سأفعل لأستعادة المكانه الأقليميه لبلادى فى تلك البحيره الرائعه التى سطر أجدادى تاريخ أمجادهم على سواحلها و تخومها


النقاط الأستراتيجيه على البحر الأحمر تتمثل فى الموانىء ..و هى النقط الساحليه المقابله لمياه عميقه نسبيا بحيث يقع الميناء على خط حركة السفن الضخمه ذات الغاطس العميق , و باستعراض تلك النقاط على البحر الأحمر سيرا مع اتجاه عقارب الساعه أراها كالتالى
أيلات اسرائيل
عقبة الأردن
موانىء السعوديه من ينبع و حتى جزيرة فرسان
موانىء اليمن من الحديده و حتى عدن .. عدن تقع على المحيط لكنها مدخل هام للبحر الأحمر
ثم الساحل الشرقى و الشمالى للصومال
جيبوتى
موانى أريتريا من عصب ألى مصوع
بورسودان
ثم الموانى المصريه مره أخرى
عظيم .. بمراجعة دراسات الراحل العظيم جمال حمدان , اقرر حقيقة أنه لايمكن السيطره على البحر الأحمر أبدا بالسيطره على ضفه واحده من ضفافه ..لابد من التواجد على الضفتين .. بالتالى .. لابد من الشروع فى السيطره على نقاط استراتيجيه موزعه على الجانبين .. كيف أقوم بهذا كأمير للمحروسه ؟؟
كمان كاس يا مانولى .. دماغى سخنت و عاوز المها تانى
خاضر يا خبيبى
بس مالتجيبش من البرميل .. صب من القزازه الله يحرقك
ماشى يا خبيبى
الصدام مع أسرائيل حتمى .. لكن استعجاله بدون استعداد هو الهلاك بعينه .. خطيئة عبد الناصر لا يمكن نسيانها
السعوديه و السودان دولتان شقيقتان .. صحيح هناك تشابك شديد فى العلاقات بصوره تؤثر تبادليا بين مصر و الدولتين .. لكن بمهاره أعلاميه و ديبلوماسيه .. يمكن الأستفاده من ذلك .. لكن .. اياك أياك يا سمو الأمير من استخدام العنف الأعمى مع ايهما .. العمق الحضارى سيتأذى بشده أذا فعلت ذلك
االأردن أساسا منطقه عازله بين الحكم المصرى و بين الحجاز .. تأسست فى الأصل كملجأ يحقق التراضى بين الأسره الهاشميه و آل سعود .. تاريخيا لاوجود حقيقى للأردن كدوله ألا كوجود الأكراد مثلا كدوله .. عموما الأردن هى ظهير جغرافى لأسرائيل , و ديموغرافيتها الحاليه توحى بتسميتها فلسطين أكثر من أردن .. عموما .. الوثوب على تلك البقعه الجغرافيه ايضا محفوف بالمخاطر و التعقيدات , اليمن تاريخها مع الوثبات المصريه أطول من تاريخها مع اليمنيين أنفسهم .. ففى العصر المملوكى تحالف الحكام المصريون ( زملائى الأمراء ) مع الزيديين ( الحوثيين حاليا ) للسيطره على موانى اليمن من عدن للحديده , بل و اقامة قواعد بحريه مصريه بالغة القوه لمواجهة المد البرتغالى فى الشرق من الهند ألى جده !!! و حتى عملية عبد الناصر الخائبه فى اليمن .. قد تركت اثرا أظنه يمكن أن يتحول ألى ايجابى بشىء من المهاره الديبلوماسيه و الأعلاميه
أيضا الوثبه المصريه على اليمن الآن لا أظنها ستواجه بمقاومه سعوديه كما كان فى عهد عبد الناصر , فلو اخترت أن أتحالف مع السعوديين ضد الزيديين مثلا .. فالمسانده الدوليه لعمليتى فى اليمن ستكون مضمونه .. فهى ضرب صريح للنفوذ الأيرانى فى البحر الأحمر ..و تقليص لدور الدوله الفارسيه العائده بقوه
أما اذا استدعى ميزان القوه التحالف مع الزيديين ( الحوثيين ) فهو مايعنى حتمية الترتيب مع ايران , و هى خطوه جد خطيره .. تستفز الكثير من القوى الأقليميه و الحليفه
أذا .. لأرتب مع السعوديين للسيطره على اليمن الشقيق سابقا .. بعض الدماء لن يضير .. لكن العائد جد مغرى
بعد اليمن ..و استغلالا للمسانده الدوليه لحركتى العدوانيه ضد الأشقاء اليمنيين .. أستطيع الاستفاده من التطرف الأسلامى فى الصومال .. تماما كما استفادت أمريكا من التطرف الأسلامى فى افغانستان .. أنزال قواتى على الساحل الصومالى ليس بمشكله أطلاقا .. و حتى بناء قواعد بحريه على عجاله لن يشكل عبئا .. التوغل فى الأراضى الصوماليه فقط هو ما سيعتبر مغامره وخيمة العواقب أذا فشلت .. ما العمل أذا ؟ .. أها .. الوضع الأثيوبى الأريترى حاليا هو تحالف قوتين عبيطتين ضد قوه أعبط .. أثيوبيا و أريتريا ( المنشقه اصلا عن اثيوبيا بحرب ضروس) تحالفا معا بتمويل أسرائيلى أمريكى واضح لضرب المتطرفين الأسلاميين فى الصومال .. و ليتهم نجحوا فى ذلك .. لكنهم فقط أبعدوا الفلول الصوماليه عن حدودهما و دفعوا أغلب اللاجئين ألى الجنوب .. للحدود الكينيه
أظن الأثيوبيين ضائقين صدرا بهذا التحالف البهلوانى مع الأريتريين .. و قد أجد فرصه رائعه لممارسة لعبة السياسه اللاأخلاقيه لأختراق هذا التحالف بسهوله .. ببساطه أتحالف مع اثيوبيا فقط لوضع اليد بصوره مشتركه على الصومال ساحلا و عمقا و تخوما .. لماذا أثيوبيا و ليس أريتريا ؟ يا احبائى بما أنى أمير .. افكر بلا أخلاقية السياسيين .. فخطوتى فى التحالف هى تمهيد للوثوب على أريتريا بعد ذلك .. أيضا بالأشتراك مع الحليف الأثيوبى .. لنبق فى الصومال قليلا لترتيب موقعنا الجديد
أحتل السواحل و انسق مع الأثيوبيين فى العمق .. أضرب القراصنه كمبرر للمسانده الدوليه .. و اتغابى على الأسلاميين سنه أو شيعه على السواء .. ستستشيط أيران غضبا من غباوتى على شيعتها لكن لا يهم .. أما غباوتى على السنيين .. فلن يواجهها الكثير من الغضب السعودى .. فسيطرتى على اليمن السعيد و أراحة السعوديين من شوكة أيران فى حدودهم الجنوبيه لهى خدمه جليله .. الآن اطلب ردها
.. اظن غباوتى على المتطرفين الأسلاميين فى الصومال ستلاقى بترحيب حار من أغلب القوى .. و بصمت مطبق من القوى الأخرى .. هنا أظن عملية الصومال ستمر بسلام
لن يهددنى فى عملية الصومال سوى الوعى الكينى الألمانى لنيتى السوداء .. لماذا كينيا و ألمانيا ؟ فى نهاية المقال سأذكر المسأله
المهم .. الآن استتب لى الأمر فى الساحل الصومالى بالتنسيق مع الشريك الأثيوبى فى العمق , بعد أن استتب لى الأمر فى اليمن بالتنسيق مع الشريك السعودى ( سرعان ما سأنقلب على الشريكين باعتبارى أميرا للسيطره على الحجاز من جهه و منابع النيل من جهه أخرى .. لكن بعد أن استنفذ كل أغراضى منهما .. لأكون أميرا لابد أن افكر بلا أخلاقيه تامه ) و الآن .. للوثبه الضفدعيه
أسلوب الوثبات الضفدعيه فى الأستعمار ابتكره العثمانيون .. حين قفزوا من تونس ألى لبنان .. و من النمسا ألى البلقان .. و هو يختلف عن أسلوب الزحف الجغرافى الذى اتبعته حتى الآن من اليمن ألى الصومال , الآن و بالتنسيق أيضا مع الأثيوبيين المطعونين سابقا من أسياسى افورقى حاكم اريتريا .. و كذلك السعوديين القلقين من التواجد الأيرانى فى ميناء عصب الأريترى .. و بتجاوز الحيز الجغرافى الأوروبى المسمى جيبوتى .. اقفز بعنف طاغ على الساحل الأريترى .. ليس من الصومال أبدا .. لكن .. مرورا بالأراضى السودانيه .. لا أظن النظام السودانى سيعارضنى فى المرور بمياهه الأقليميه أو حتى أراضيه لضرب أريتريا .. المعارضه السودانيه فقط المتمثله فى السلاميين المتشددين هى من قد يعارض .. لكن .. أنا أمير داهيه .. فقد تحالفت سابقا مع ممولهم الأول .. النظام السعودى .. و حرمتهم بالتالى من مساندهم الرئيسى للعيث فى الأرض فسادا و جلدا للبريئات .. سيخلع النظام السعودى يده عن الأسلاميين فى السودان ..و ينقض عليهم النظام .. و بمباركتى كأمير لمصر .. لن تتحرك جمعيات حقوق النسناس لمناصرة أحد منهم .. و أثب على اريتريا .. هنا سيلزم الحصول على المسانده السعوديه و الأثيوبيه بشده .. فالاتفاقيه العسكريه بين أسياسى افورقى و أسرائيل ستشكل عائق سياسى كبير .. لا يمكن تجاوزه ألا بحشد سياسى كامل للأمر قبل الشروع فيه .. السعوديه توضح لأمريكا أن ضرب أريتريا هو ضرب لنفوذ أيران .. و أثيوبيا تهدد بعرقلة مشاريع اسرائيل فى منابع النيل اذا ما تدخلت لصالح اريتريا فى الصراع .. و هنا فقط .. أتدخل .. و بقوه كاسحه .. ستسيل دماء كثيره فى معركة اريترياا .. لكن تاريخ أمارتى التى استقبلت الكثير من اللاجئين الأريتريين ابان الحرب الأثيوبيه سيمككنى ( باستخدام المهارات الأعلاميه و الديبلوماسيه ) من حسم الأمر سريعا بالحصول على مسانده شعبيه من الأريتريين انفسهم .. بل أن افتتاح فروع لجامعات القاهره و الأسكندريه مثلا بالأضافه ألى قنوات تليفزيونيه موجهه و متخصصه فى كلا من اريتريا و الصومال , سيمكنانى من السيطره الشعبيه و أخماد التمرد سريعا .. طبعا لا بديل عن التغابى عسكريا لتحقيق ما يسمى بالسلام الرومانى .. لكن فى النهايه سيستتب لى الأمر
تعود بلادى دوله عظمى ذات ثقل اقليمى , تتسع موارد بلادى .. يستقر حكمى و أسيطر بحق على طرق الملاحه بين أوروبا و الشرق .. و أستعد للمرحله التاليه
المرحله التاليه ؟
لها سهره أخرى مع خمر مانولى المغشوشه .. تلك المرحله التى انقلب فيها على حلفاء الأمس .. أثيوبيا و السعوديه .. و أسيطر على الحجاز مستفيدا من التوجه السعودى للتطوير العلمى و المدنى و رغبة المجتمع السعودى كله فى الخلاص من سيطرة المتطرفين الأسلاميين .. أحصر المتطرفين بينى فى الحجاز و بين الوجود الأمريكى الأيرانى فى الشرق فلا يبق لهم غير الصحراء الشاسعه .. أما أثيوبيا .. فسأضغط فى اتجاه السيطره على منابع النيل .. لم يسبق لأحد فى التاريخ أن احتل زهرة الجبل ( أديس ابابا ) سوى أثنين .. رمسيس الثانى و الجنرال جراتسيانى الايطالى .. سأكون ثالثهما .. اسيطر على أثيوبيا و الصومال , و أتخذ وضعا هجوميا فى غاية الخطوره لتهيد مشروع العصر الأوروبى الأفريقى .. خط حديد جوبا مومباسا .. ماهو خط حديد جوبا مومباسا ؟ لاااااا .. دارت رأسى تماما و تقريبا فقدت حاسة السمع من خمر مانولى المغشوشه . لذا .. ألى مقال آخر فى مقام آخر
الحساب يا مانولى

Sunday, November 15, 2009

عبد الناصر , الحوثيين , البحر الأحمر ..و أسرار صديقى العجوز



صديقى العجوز هو الديبلوماسى المصرى المذكور بالأسم فى كتاب الصراع المصرى السعودى حول اليمن الشماليه الذى ألفه أحد ابناء الأمام اليمنى المخلوع , و صديقى هو من قام بتدبير الأنقلاب الرئيسى على الأمام و تجنيد الحارس الذى كلف باغتيال الأمام , و كان المخطط أن تتزامن خطة اغتيال الأمام بنزول فرقه واحده من الصاعقه المصريه ألى صنعاء للسيطره على الأمور و ينتهى الأمر فى اليمن بتغيير القياده كجزء من خطه كانت اكبر بكثير من هذا الأنقلاب البسيط و الذى تطور ألى ورطه عسكريه و سياسيه و اقتصاديه بكل ما فى كلمة ورطه من معانى .

صديقى العجوز يتجاوز الثمانين ببضع سنين , هو مدنى التحق بخدمة جهاز مصرى سيادى بعد تخرجه من الجامعه فى مجال الأعلام و العلاقات العامه , مهماته كانت تتلخص ببساطه فى " توجيه عقول الناس " , سواء المصريين كمديرا للصحافه فى البرلمان المصرى , أو غير المصريين باعتبار مهمته الأولى تجنيد أجانب لخدمة الجهاز المصرى أو توجيه افكار بعض الأعلاميين أو حتى الجواسيس لتوصيل معلومات و تشكيل أدراك للوضع السياسى بما يتوافق مع الرغبه و المصالح المصريه وقتها .... بالتدريب القاسى الذى تلقاه و بأدراكه للمسؤليه الكبيره فى عمله فيما يخص السريه و الكتمان فهو لا يتكلم عن عمله السابق أطلاقا .. خدم بلاده فى اليمن و زائير و لبنان و أيران و ماليزيا و تنزانيا .. كان قريبا لأقصى درجه من السادات و من قبله كان فى موقع تنفيذى صغير للنظام الناصرى , يحوى عقله المجهد كنز من الأسرار و الأخبار .. لكنه أبدا لا يتكلم و لا يبوح أبدا .. حتى لى .. أنا صديقه الحميم الوحيد فى هذا العالم .. لكن .. العقل المجهد , و الشيخوخه , و بدايات المرض اللعين ( الزهايمر ) فضلا عن مناقشة بعض الأخبار أمام التليفزين , كل تلك العوامل تضامنت معا لتنحل عقدة لسان صديقى العجوز , و ها أنا أنقل الحوار كما دار بأقرب مايكون للتفاصيل , فأنا أكتب اساسا لأولادى و لنفسى , ماسمعته أراه كنز من المعلومات عما مضى .. لعل أولادى يستفيدون من دروس الماضى , و أن عمت الفائده على عدد أكبر .. فمرحبا بالجميع .

بانتظار المباراه فى التليفزين و كتسليه لصديقى العجوز كنا نشاهد قناه أخباريه شهيره , و جاءت الأخبار عن الحوثيين و السعوديه و معضلة اليمن . صديقى العجوز الذى كل بصره فصارت قراءة الجرائد شديدة الصعوبه عليه سألنى : أيه اللى بيحصل فى اليمن ؟ أنا حاولت أقرا الجرايد مافهمتش حاجه .. و مش باعرف افتح التليفزين لو انت مش موجود .. أيه اللى بيحصل فى اليمن ؟
أرد رافعا صوتى ليتمكن من سماعى بعد ضعف السمع الذى اصابه : فيه طايفه أسمها الحوثيين مكانها فى اليمن على الحدود السعوديه .. بتحاول تعمل انقلاب و تنفصل عن اليمن .. و الظاهر أنهم عملوا مشاكل على الحدود السعوديه فالسعوديه اشتبكت معاهم برضه .. و شكلها حرب دايره فى منطقة صعده

يسرح قليلا ثم يسألنى : هم الحوثيين ليهم ساحل على البحر الأحمر ؟ يعنى هم فى قلب جبال صعده ولا متمددين للساحل ؟
أجيبه وفقا للخرائط المعروضه فى القناه الأخباريه : واضح أن ليهم ساحل على البحر الأحمر , و بيقولوا أن السلاح بيوصلهم بالبحر ..
يرد ساهما .. آآه .. قلتلى .. و بشرد سارحا مره أخرى
...
..
لحظات و يسألنى : هو مين اللى بيمول الحوثيين دول ؟ يعنى جابوا فلوسهم منين ؟
أرد ايضا وفقا للمتاح من معلومات : بيقولوا من أيران غالبا .. لأنهم طايفه غير سنيه , و متهيألى دى مشكلتهم مع السعوديه ..

يرد صديقى بصمت مطبق .. و نظره فى الفراغ .. ثم يعبث بيديه حوله باحثا عن غليونه و دخانه , أنهض لأخرج له الغليون من جيبه العلوى و أقرب من يديه علبة الدخان و الولاعه ... ينهمك فى تعبئة غليونه ساهما .. بقربى منه اشعر أنه يود الحديث عما يشغله .. فأبادره
هو انت أيام اليمن سمعت هناك عن الحوثيين دول ؟
لا يرد .. لكنه يسأل منهمكا فى غليونه : يعنى أنت بتقول أنهم فرقه انفصاليه .. تقريبا شيعيه ..و أيران هى اللى بتبعتلهم السلاح و الفلوس .. صح ؟
أرد : أيوه
يسألنى و هو مازال منهمكا : طيب الأيرانيين عاملين ايه فى الصومال و اريتريا و السودان ؟؟ !!!
( تصحيح بسيط هو قال نصا الحبشه و لم يقل أريتريا , فهو كان يتحدث عن الساحل الأثيوبى على البحر الأحمر ناسيا أن الساحل استقل عام 1993 ليصبح دوله باسم أريتريا بقيادة اسياسى افورقى )

و الله يا صديقى حسب معلوماتى أن ايران حصلت على تسهيلات فى ميناء عصب الأريترى و كانت تدعم الترابى فى صراعه مع البشير ..و أظن لها بعض الترتيبات مع المرتزقه الصوماليين سواء شباب الصحوه أو المحاكم الأسلاميه .. لكن حتى الآن الأمر غير واضح ..

يشرد قليلا و يقول .. ياخساره .. و يسحب نفسا من غليونه الذى اشتعل الآن , و ينظر فى الفراغ لكنى أستشعر قرب أنحلال عقدة لسانه عن الموضوع .. اخفض صوت التليفزيون ..و اترقب وجهه ولا أسئله .. حتى لا أنبهه لأنى منصت لما سيقول , و هو ماجربته من قبل فى عدة مواضيع .. فكان أدراكه لأنصاتى يستفز فيه التدريبات القديمه فينتبه لسرية معلوماته ويصمت .. يخرج من شروده ليقول : الله يرحمك يا دكتور جمال !!
أسئله : مين دكتور جمال ؟
يرد : جمال حمدان .. الله يرحمه
أتسائل : أيه علاقته باليمن ؟
يرد : جمال حمدان كان عبقرى .. الله يرحمه .. بعد كارثة 1956 كان له وجهة نظر مهمه جدا .. عن البحر الأحمر .. أنت فاكر ايه اللى حصل فى 1956 ؟
أرد : ايوه العدوان الثلاثى
يقول : لأ مش ده .. الكارثه ماكانتش فى العدوان و الهزيمه اللى خرجنا منها الفيتو الأمريكى ..ولا حتى فى مدن القناه اللى أتتدمرت بعد تأميمها بسنتين بس .. ولا حتى فى الغباء اللى حصل بعد كده من هوجة تأميم أى استثمارات أوروبيه و بعدها الأستثمارات الوطنيه و تدمير الأقتصاد المصرى كله حتى تاريخه .. لأ .. كل اللى قلته ده كان ممكن يتصلح .. المشكله اللى مالهاش حل هى ايلات
أتسائل : ايلات ؟
يرد : ايوه ايلات .. أنت ماتعرفش أن أيلات دى كانت قريه مصريه و عبد الناصر اتنازل عنها بشكل نهائى لا يقبل التفاوض يعدها لأسرائيل فى 1956 ؟ مع أنه كان ممكن يتمسك بيها شويه .. أو حتى يسأل مستشارينه .. أو يعلن عن اللى حصل ساعتها .. لكن الأوامر جت للأعلان لتصوير اللى حصل ساعتها انتصار لمصر .. و هو فى الحقيقه حقق حلم أسرائيل اللى عجز سيدنا سليمان نفسه عن تحقيقه
أتسائل : سيدنا سليمان ؟ ايه علاقته بأيلات ؟
يرد : أنت مش عارف أن أقصى اتساع و قوه لدولة بنى اسرائيل كانت فى عهد سيدنا سليمان ؟ فى أقصى قوه لدولة اسرائيل .. ماكانش ليهم مينا على البحر الأحمر .. و كان فيه قبيله غالبا من امراء العماليق مسيطره على المنطقه دى من مكان ميناء أوملج السعودى حاليا لحد قرية أم الرشراش اللى هى بقت أيلات .. و كان سيدنا سليمان عشان يتواصل تجاريا مع نسايبه فى سبأ بعد ما اتجوز بلقيس .. أنت مش بتقرا قرآن ولا أيه؟
ارد متعجلا : أيوه باقرا قرآن .. بس ماكنتش اعرف الحكايه دى .. كمل من فضلك
يكمل : ايوه ياسيدى .. قلنا سيدنا سليمان كان بتاجر مع مملكة سبأ بالبحر بعد ما يستأذن من أمراء العماليق فى المنطه بتاعة ايلات دى .. و ساعات يسمحوله و ساعات لأ .. يعنى فى عز ملك بنى اسرائيل .. ماعرفوش يبقى ليهم سيطره على ميناء على البحر الأحمر .. قوم سنة 56 ييجى عبد الناصر و يحققلهم الخدمه اللى سيدنا سليمان نفسه ماعرفش يحققهالهم .. ياسبحان الله
يشرد قليلا .. و أنا أتحرق لمعرفة المزيد
اتساءل : طيب أيه علاقة سيدنا سليمان بجمال حمدان بقى ؟
يرد و هو يسحب أنفاسا جديده من غليونه : مانا كنت جايلك فى الكلام .. بعد المصيبه اللى عملها عبد الناصر بقى لأسرائيل منفذ على البحر الأحمر .. الله يرحمه جمال حمدان كان منتبه لخطورة الحكايه دى .. أسرائيل باعتبارها من دول البحر الأحمر ممكن تطالب قانونا بالتدخل فى أى ترتيبات تتم بين الدول المطله على البحر .. كمان ممكن قواتها البحريه تعمل أى مصايب فيه .. وده يفشل فكرة مشروع قناة السويس من اساسها .. و يبقى العلقه اللى أخدناها فى 1956 راحت على فاشوش .. و انضربنا و اتفلست القناه من غير لازمه
أتسائل : طب و بعدين ؟
يرد: جمال حمدان كان بيتعامل مع الجهاز تطوعا .. كان راجل عظيم ..مصرى حقيقى .. للأسف ماكانش له حظ مع النظام الوسخ اللى كان موجود ساعتها
استعجله : و بعدين ؟
يرد : جمال حمدان اتقدم للرياسه بمشروع استراتيجى فى غاية الأهميه لأستعادة السيطره على البحر الأحمر .. و كمان يصلح غلطة الحمار جمال عبد الناصر اللى ساب أيلات لأسرائيل .. المشروع كان بيحدد أن السيطره على البحر الأحمر مستحيله ألا بوجود موانى تحت السيطره على الضفتين .. مش ممكن تسيطر عليه من ضفه واحده .. طبيعة الجغرافيا و تضاريس قاع البحر بتقول كده .. و الموانى اللى كانت متاحه وقتها كانت عدن طبعا .. و موانى الصومالين الفرنسى و الأيطالى وقتها ( يقصد شمال الصومال و جيبوتى حاليا ) الموانى السعوديه من جزيرة فرسان لأوملج مرورا بجده .. موانى الحبشه ( مره أخرى المقصود هو أريتريا الحاليه ) من عصب لمصوع .. و بورسودان ..و بعدين الموانى المصريه من أم غصون للسويس ..

و كان لازم نوجد غطاء سياسى للسيطره على الموانى دى أولا .. ثانيا ... تترتب خطه عشان نسيطر على مينائين على الضفتين فى وقت قصير قوى .. و نفرض أمر واقع بأقل تكاليف ممكنه .. و بالغطاء السياسى المناسب .. و بالترتيب مع أيطاليا و فرنسا الى صالحتنا بعد العدوان .. كان ممكن فعلا نسيطر .
طبعا استبعدنا أعمال السيطره العسكريه عن السعوديه و السودان .. مافيش مبرر سياسى لده أبدا .. و برضه مع الفرنساويين و الطلاينه .. الأتفاق من غير عنف كان ممكن .. مافضلش غير اليمن و الحبشه ( مره أخرى يقصد أريتريا حاليا ) .. بالدراسه اللى عملتها .. ( قام بها بنفسه ) لقيت أن اليمن و الحبشه تحت حكم شديد التخلف .. الأمام فى اليمن و الأمبراطور فى اثيوبيا اللى كان اسمه هايلا سيلاسى .. الأتنين عايشين فى العصر الحجرى .. و بدعوى التنوير و التحرر اللى كان النظام وقتها بغنى عليها .. كان فيه مبرر نتدخل عسكريا لمناصرة معارضين تقدميين فى البلدين .. و يحصل انقلاب .. و نسيطر على الموانى اللى احنا محتاجينها .. نخدم البلدين و نضمن تبعيتهم ..و نفشل مشاريع اسرائيل فى البحر الأحمر .. و نعالج مصيبة عبد الناصر ..
..
..
أستعجله : وبعدين ؟
يرد : أنا سافرت اليمن .. و عمك فلان الله يرحمه سافر الحبشه .. أنا قدرت اوصل لحرس الأمام ..و بعض قبائل .. و فعلا قدرت ارتب اتفاقيه لتدريب عدد من حرس الأمام فى مصر ..و فى مصر قدرت أجند منهم الظابط اللى قام بمحاولة اغتيال الأمام ..و الظابط اللى رتب نزول الطياره المصريه فى السفاره بفرقة الصاعقه ..و شوية ظباط اتصال تانيين كانت مهمتهم أن المسأله تتم بأقل خساير فى الأرواح .. مجرد انقلاب .. وسيطره بمساندة قوات مصريه أتدربت مع الظباط دول قبل كده
عمك فلان بقى اللى راح اثيوبيا كان راجل مسيحى متدين , و كان متوصى عليه من البابا كيرلس , فاستقبلوه فى الحبشه بمنتهى الترحيب .. و هناك قدر يتفق مع بعض الأعيان من طبقة فرسان المعبد ( فى أثيوبيا و حتى الآن طبقة ارستقراطيه تسمى نفسها فرسان المعبد , و يدفعون بأنهم أحفاد سيدنا سليمان من زوجته بلقيس ملكة سبأ و و يؤكدون أنهم فرسان هيكل سليمان الحقيقيين و ليس الأوروبيين ..و لذلك مقال آخر فى مقام آخر ) .. وفعلا .. الراجل اتفق معاهم على ترتيبات كانت اقل عنفا .. يعنى ببساطه ميناء مصوع و ميناء عصب هايتم فيهم أنزال بحرى من غير اشتباك تقريبا .. و قوات مصريه هاتقوم بتنظيم الملاحه .. و حتى جباية الجمارك لصالح فرسان المعبد .. مع تحويل المينائين لقواعد مصريه تماما .. و كمان بناء مطار فى منطقة عصب يخدم الطيران المصرى .. المسأله بسيطه .. مش فاضل غير تنفيذ دقيق ..

و المحددات بوضوح شديد .. سرعة التنفيذ و الحسم .. السيطره على مساحه ضيقه من الأرض و مراكمة دفاعات مركزه فيها بحيث يستحيل الهجوم عليها تانى .. كمان بدون خسائر تذكر فى الأرواح عشان أولا نلاقى مناصره شعبيه فى البلدين اليمن و الحبشه ..و كمان عشان الغطاء السياسى الدولى .
...
..
طيب و ايه اللى حصل ؟
يرد بأسى : .. الحمار عبد الناصر ..و الله أنا شاكك فى أنه كان مبلغ الخطه لأسرائيل قبلها .. الله أعلم .. مش عاوز اتهم بدون دليل .. لكن كل اللى اتفقنا عليه و اللى اترتب بمنتهى الدقه .. افسده عبد الناصر بجرة قلم .. و لوحده .. بنفس الطريقه اللى اتنازل بيها عن ايلات للأبد و حقق حلم اسرائيل
أزاى ؟
يرد : أنا مهمتى فى اليمن كانت تخلص باغتيال أو هروب الأمام .. و فى لحظتها طياره مصريه هاتنزل فرقة صاعقه و عمليات و أشاره فى السفاره المصريه .. فرقه صغيره حوالى 200 فرد متخصصين .. و انا هاركب نفس الطياره ارجع مصر و خلاص .. الفرقه كانت هاتساعد اليمنيين فى أنهم ينظموا نفسهم تانى من غير الأمام .. و افراد محددين كانوا هايشكلوا حكومه ووزاره تفرض النظام على البلد .. و مصر ها تساعدهم مقابل سيطرتنا على جزء من ميناء عدن فى صورة تسهيلات عسكريه
بعدها بأقل من شهر كان هايتم نفس الشىء تقريبا فى اثيوبيا .. و برعاية البابا كيرلس .. و ترتيبات تانيه مع فرنسا و أيطاليا عشان الصومال و جيبوتى
بمجرد ما هرب الأمام بعد فشل محاولة الأغتيا ل .. و نزول الفرقه المصريه .. و بداية الحركه اللى متفقين عليها .. صدرت اوامر ماعرفش منين لتوسيع الهجوم .. و ضرب مدن فى جنوب السعوديه بالطيران .. و بدأت المصيبه .. 150 الف مصرى بيحاربوا اخوانهم العرب فى اليمن و السعوديه .. الدم للركب فى كل الجوانب .. خراب مابعده خراب .. و استنزاف كامل للقوات المسلحه المصريه .. بيفكرنى باللى عمله صدام قبل ما يسلم بلده لأمريكا .. أستنزف جيشه فى حرب عربيه .. و احنا استنزفنا جيشنا فى حرب اليمن و السعوديه قبل ما يسلم سينا لأسرائيل فى 1967 .. !!!
طب و اللى حصل فى اثيوبيا ؟
باقولك شكله كان متفق مع اسرائيل ... فى آخر لحظه صدرت أوامر بألغاء التنسيق مع الأحباش .. و سحب المنسق المصرى من هناك .. و طبعا ده خذل فرسان المعبد فى اثيوبيا .. و زعل منه البابا كيرلس فى آخر أيامه ..
المحصله بقى أن خطة العبقرى جمال حمدان لاستعادة السيطره على البحر الأحمر فشلت تماما بغباء أو وساخة جمال عبد الناصر
اللى بيحصل دلوقتى من ايران هو تطبيق شكله كده هاينجح لخطة العبقرى جمال حمدان .. بس بمعرفة ايران .. زرعوا حاجه اسمها الحوثيين على الساحل الشرقى للبحر الأحمر .. و رتبوا مع الحبشه ( يقصد اريتريا ) على الساحل الغربى .. و يمكن يكون ليهم ايدين فى الصومال .. الخطه العبقريه اللى كانت هاتنقذ مصر .. فشلنا فيها بتعليمات رئيس مصر .. و بينفذوها دلوقتى الأيرانيين ..

يسحب نفسا من غليونه .. و أنتبه لأن مصر أحرزت الهدف الأول فى مبارة الجزائر .. فأرفع صوت التليفزيون ليستمتع صديقى العجوز بالمباره ..و أنا ساهم فيما قاله
أعود متأخرا لمنزلى لأسجل ما سمعت .. و انشره كما أفعل الآن

Wednesday, November 11, 2009

تجارب مذؤوبه

أهداء خاص لقارئه لم أتشرف بمعرفتها من قبل , لكن رسالتها أخرجتنى من يأسى من الكتابه ..أشكرها
___________

الذئاب المتوحده هو أسم مجازى نطلقه على انفسنا نحن مجموعه من الأصدقاء و الصديقات فى ظروف مشابهه جدا .. فأعمارنا تتراوح بين أواخر الثلاثينات ألى أواخر الأربعينات .. جميعنا حصلنا على تعليم جيد من الأساس .. أغلبنا متحضرين ثقافيا .. أعمالنا و مستوى دخولنا يضعنا فى مستوى الطبقه الوسطى بدرجاتها .. و جميعنا بلا استثناء بلا شريك حياه .. فى الغالب للطلاق و أحيانا لعدم الزواج من أساسه

يعيش كل منا بمفرده فى عرينه الخاص المسمى تحضرا بالبيت .. يمارس حياته الذئبيه يوميا .. الاستيقاظ وحيدا فى الغالب .. السعى للحصول على فنجان القهوه الصباحبه كأقصى طموح للذئب الرجل ..و أعداد الأفطار لنفسها وأولادها أذا وجدوا للذئبه الأنثى .. الركض هروله للعمل .. ممارسة النشاط الأقتصادى الميسر لكل منا حسب مصيره فى الحياه .. ثم البحث عن الغذاء للذئب الرجل أو أعداد هذا الغذاء للذئبه الأنثى .. بعض القراءه .. بعض المشاهده و السماع .. ثم .. يأتى الليل ..و ما أدراكم ما الليل للذئاب ..

الليل للذئب هو مملكته المطلقه .. الليل هوتلك الساعات التى يشعر فيها البشر الطبيعيين بالضعف و الميل للسكون و من ثم .. النوم , لكن للذئاب ؟ و خصوصا المتوحده .. الليل مملكه يسعون فيها للتحقق من كونهم مازلوا على قيد الحياه .. فى الليل .. يبدأ الذئب فى البحث عما يسعده .. عما يحتوى فتات المشاعر البشريه المتبقيه فى كيانه بعد رحلته فى الحياه .. و التى هى بالحتميه كانت صعبه و لا يمكن وصفها بالناجحه ..و ألا .. فلم تحول ألى ذئب فى الأساس ؟

اليل يوصف فى لغتنا العربيه الثريه بما لا يعد ولا يحصى من أوصاف .. فهو ليل مدهم أو يهيم أو غامض أو طويل أو سعيد أو .... لكنه للذئاب المتوحده دوما مايكون كوصف امرؤ القيس .. ليل كموج البحر أرخى سدوله .. على بأنواع الهموم ليبتلى

و الهموم يا أحبائى ليست كلها مدعاه للحزن . لكنها الهموم من الهم غالبا و من الأهتمام أحيانا .. و الهم معروف .. اما الأهتمام .. فهو ما يهم الكائن الحى من نوعيتنا .. عمل فى أغلب الليالى .. مشاكل أكثر من المشاغل , و أحيانا سياسه .. محاور شريره تتنافس مع محاور .. ايضا شريره أو أكثر شرا .. و بالوعى و المراقبه المدربه نكتشف أن فى هذه البلاد يضيع الحق... حتى حقوق الذئاب أمثالنا و نوطن نفوسنا للتعامل مع هذا الواقع البائس , لكن أكثر هموم الليل للذئاب .. هو هم القلب .. أشباح المشاعر التى تطارد الوعى من ذكريات الذئب قبل أن يتحول ذئبا .. تلك الأحلام الموؤده المدفونه فى صحراء قلب الذئب .. تطل برؤوسها و تعوى ليلا .. فتمس شغاف ماتبقى من القلوب المحطمه فى أغلب الأحوال .. تلك الأحلام التى راودت الذئب قبل أن يصبح ذئبا .. أحلام بالدفء فى اليالى القارصة البروده .. بضحكات كالنسيم فى ليالى الصيف , أحلام بالسكن و السكينه .. أحلام بالتواصل الأنسانى .. احلام بشهوة العقل و القلب هى ما يؤرق الذئب .. فشهوات الجسد هى أسهل ما يحصل عليه الذئب , أما عقله .. قلبه .. فتلك هى أطراف كيانه التى تظل جائعه دوما .. ما دام ذئبا .. و ما دام متوحدا .

نخرج فى جماعات و نجتمع سويا فى محاولات حثيثه للبحث عن تلك الضالات المفقوده .. البحث عن الحنين و المشاركه .. عن حميمية المشاعر .. عن التواصل الأنسانى الذى افتقدناه حتى كدنا ننساه .. و ياليتنا ننساه
مابين دورى طاوله , لمشاهذ فيلم و مناقشته , لتبادل قراءة الجرائد و التعليق على مافيها , لحوارات تلقائيه مره عن العمل ومرات عن السياسه و الأدب و الفن و .. المشاعر , و كأن فى كل ماسبق يبحث كل منا عن التواصل مع غيره .. فحتى الذئاب تحتاج أحيانا لمن تبثه شكواها و تناجيه بخبايا صدورها , و ما أكثر الخبايا فى حياة الذئاب , أحيانا مايشعر الذئب منا بالأمان وسط المجموعه و هو شعور نادر لذئب .. لكنها أحيانا ماتحدث .. و فورا تجد الذئب منسلخا من طبع الكبروالكتمان الملازم لحياته المتوحده , بل و منخرطا فى سكب أوجاعه أمامه يعرضها للناظرين .. نستمتع جميعا بالحكى لكن بنظره أكثر فحصا لحالة الذئب المعترف بأوجاعه على العلن لا أرى فيه راويا متحدثا قط ا .. لكنى أرى جريحا نازفا سار طويلا بجرحه فى الصحراء حتى وصل بصدفه بحته ألى دار حكماء .. فيسارع بكشف جرحه العميق لهم عل منهم من يستطيع المداواه .. لكن هيهات .. فالحكماء يا شقيقى الذئب هم أيضا .. عميقى الجراح .. و ألا .. فلم صاروا ذئابا ؟
بعنفوان الذئاب نمارس الحياه بعبثيتها و حلاوتها و .. ألمها , يحكى صديقنا العراقى عما صار فى بلاده ..و كيف آل ألى ما آل اليه , لحظات ألم نبيل و فكر عميق و نقاش حكيم ..ثم .. كؤوس الراح تقرع كأننا نتارح الأوطان كأس اليأس .. سرعان ما ينتقل الحديث لصديقتنا الفلسطينيه .. و مره أخرى نبل الآلام و عمق الأفكار و حكمة النقاش .. ثم ..كأسك يا وطن ..دوما ماتدفعنى طبيعتى السودويه التلقائيه ( من قبل تحولى لذئب كنت سودويا فى الأساس ) لأتحدث عن هموم وطنى .. أو ماتبقى منه .. ذات الدائره مضافا أليها حيره ألاحظها فى عيون أحبائى الذئاب .. و أظنها تنشأ من عمق سودوية تحليلى .. و تدور الدائره من الألم ألى العبثيه .. و هكذا دواليك .. نغنى أحيانا .. ونتعاطى الشعر غالبا , و أعذب الشعر أكذبه حتى للذئاب , و كل بيت من قصيده يلامس جراحا فى قائله و بعض السامعين .. فنميل مره أخرى للألم النبيل و ..و .. و تنقضى السهرات بشعور بالأشباع لكن ..لحظة انقضاء السهره و اعتزام كل منا العوده ألى عرينه المسمى مجازا بالبيت .. يعود مر أخرى الشعور المؤلم ..خليط من أسى ؟ ندم ؟ عتاب على الأقدار أوعلى أنفسنا ؟ لا يدرى أينا كنة هذا الشعور المؤلم الذى تنتهى به سهراتنا العامره دائما .. لكن من المؤكد أن الخروج من حالة الحنين الحميم التى كنا فيها نختبىء فى ضلوع بعضنا البعض و العوده ألى حالة التوحد اللعينه هو ما يسبب تلك الغصه التى تلازم لحظات تفرقنا فى نهاية السهره
صباحا نتسائل كل فى عرينه .. كيف أتحمل الحياه وحيدا ؟ لم لا أبذل مزيدا من الجهد لتحويل عرينى الموحش ألى بيت آدمى ؟ نعم ..لم لا يكون لى بيت كبقية الناس ؟ أحتفظ بحاله دائمه من الحميميه والحنين و الدفء ؟ يكون لى شريكة حياه و ألملم بقايا أسره علها تصير يوما ما ..عائله ؟ يتردد السؤال فى الذهن صباحا بقوه ..تخفت قوة السؤال كلما تعمق الذئب فى حياته الصباحيه .. بين العمل و التواصل مع البشر العاديين ... بزيفهم ..و كذبهم .. ونفاقهم و..وخسة ضعفهم .. و كل سوءاتهم .. قرب الظهيره .. يعيد الذئب تفكيره .. كيف لى أن أترك حياة الذئاب العفيه الصريحه العميقه لأرتبط بآدميه تكذب كلما تنفست ؟ .. قرب العصر .. يتخذ السؤال شكلا أكثر و ضوحا و خطوره .. فيتسائل الذئب أن ياللهول ؟ هل على لأحتفظ بشركة حياه آدميه أن أتخلى عن عنفوان حياتى المذؤبه ؟ و أتعود أن أكون مثلها .. كاذبا بحجة اللياقه الأجتماعيه ؟ مزيفا بحجة التقارب العاطفى ؟ منساقا بحجة نشر السلام الأسرى ؟؟ ياللهول.. بل اللعنه على حياة البشر الضعفاء
قرب المساء .. يتناسى الذئب تماما سؤاله الصباحى عن تحويل العرين ألى بيت .. بل يعود ألى عرينه مشتاقا لوضوح العنفوان فى حياته المذؤبه .. ممارسا لحياته البسيطه الموحشه بقناعه و شىء من الفخر .. مستعدا لسهره أخرى .. سهره حيه .. عفيه ..عميقه .. و نبيله .. سهره فيها الحنين والعمق و الحكمه ... بين الذئاب