فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Wednesday, October 12, 2011

خذلوه

صديقى طبيب نفسانى , عالم بطبيعة النفس البشريه . مهتم بالشأن العام و بعشقه للعلم فهو دائم السؤال عن كل ما يخرج عن تخصصه .. يحادثنى كل فتره يسأل و يستجمع معلومات , و يعتمد على عقليته العلميه البارعه فى التحليل و الأستنتاج , بعد ان شاهد مؤتمر المجلس العسكرى اليوم اتصل بى يسألنى :

اذا سرقت المدرعة من طاقم جنودها الا يعنى ذلك ان جنودنا غير قادرين على حماية سلاحهم الذى هو شرفهم ؟.. لو قالوا لى ان الجندى حافظ على سلاحة وهرب به لكن ارحم .. لانهم صاروا امام خيار ضياع الشرف العسكرى او تحمل المسئوليه عما حدث .. مجرد تفكير وارجو التصويب لى

------

كان ردى عليه نصه كالتالى

الجندى يحمى سلاحه حتى الموت .. لكن لو سلاحه كان بلا ذخيره وفقا لقرار قيادته .. ماذا يفعل .. ؟ و دعنى أضرب لك مثالا .. حضرتك تجلس فى سيارتك فى الشارع .. ولا تتوقع أى شر .. فجأه .. تشاهد صديقك الجالس ايضا فى سيارته بجوارك يهاجمه عدد كبير من الناس .. يخرجونه من السياره .. و ينهالو عليه ضربا بالحجاره حتى تتهشم جمجمته .. ثم .. يتوجه هؤلاء المهاجمون ليحيطو بسيارتك و يشرعو فى تكرار ما فعلوه بصديقك .. تمدي يدك ألى مسدسك الشخصى الذى تحمله دوما .. و تشرع فى الدفاع عن نفسك .. كرد فعل شرعى و طبيعى .. فتذكر أن مسدسك لا يحوى طلقات .. فقد قرر مديرك فى العمل أو رب اسرتك ألا تأخذ معك طلقات تحسبا لتهورك أو اندفاعك .. فقرر أن يمنعك من حمل ذخيره حفاظا على ارواح اآخرين الذين لم يتوقع منهم أى شر .. بل توقع منهم احترام النظام و رد الجميل .. و توقع مديرك ايضا أن شكل السلاح فى يديك سيكون كافيا لحمايتك .. لكن المهاجمين يرون سلاحك .. و يعرفون أنه بلا ذخيره .. فلو كان ذا ذخيره لأطلق زميلك النار على ايهم قبل أن يهشمو راسها .. ماذا تفعل ؟ ماذا يفعل أى بشر طبيعى فى هذا الموقف ؟

. أكمل حديثى دون انتظار لرده على السؤال ....طرقات المهاجمين تتزايد على سيارتك .. الحجاره تنهال و الزجاج سيتهشم بسرعه .. تنظر لناحيه الأخرى فترى سيارة صديقك الثالث مشتعله بالنار .. فالمهاجمون فشلو فى فتح ابوابها او تحطيم زجاجها . فسارعو بأشعال النار فيها بقنبلة مولوتوف .. و زميلك يتفحم بالتدريج داخل سيارته.. ماذا تفعل ساعتها يا دكتور ؟ .. و أنت الخبير بعلم النفس البشريه .. ماذا تفعل ؟ .. أظنك لن تنتظر كسر زجاج سيارتك و تهشيم جمجمتك مثل زميلك الأول .. و لا أن تتفحم داخل سيارتك كزميلك الثاني .. ماذا تفعل أذا ؟ ...أظنك ستنطلق بسيارتك .. داهسا كل من تستطيع من المهاجمين فى دفاع طبيعى جدا عن حياتك .. اليس هذا هو رد الفعل الطبيعى من نفس بشريه طبيعيه ؟ .. انتظر أجابتك

انتظر اجابتك العلميه .. و استأذنك لنى سانشرها فى موضوعى القادم كمرجع

--------

صمت صديقى الطبيب العالم لوهله ثم أجاب

حاضر .. نكمل كلام .. ومااهمية ان يقف جندى داخل مدرعته بلا ذخيرة ؟ هل يلقى بهم المجلس الى الهلاك فى حالة تعرضهم لاى مناوشات وهو امر غير مستبعد

هل يضحى بجنوده ليبقى على شعار لن نطلق رصاصة واحدة

----------------

اتنفس بعمق و أكرر ما لم ينتبه له صديقى فى ردى الأول و اقول

توقع القاده أن مشهد الجندى و المدرعه سيدعو الناس لأحترام النظام .. تماما كما توقع أن منظر السلاح فى يدك كافى لأن يوقف المعتدين الجنود البواسل و قيادتهم الرشيده قررت أن خسائرها من الجنود أقل من خسائر مصر فى حالة اطلاق هؤلاء الجنود النار على المتظاهرين .. تصور النبل و الشهامه التى يتخذون بها قرارهم .. علما بأن الجندى نفسه توقع أن زيه الرسمى و شكل سلاحه ( الخالى من الطلقات ) سيكفى لتوقف المتظاهرين عند حدود التظاهر فقط .. فالمعلن أن المسيره كانت سلميه .. صحيح أن الحشد قبل المظاهره كما راينا بعدها على التليفزيون كان يهدف لاحتلال مبنى التليفزيون بأى ثمن .. لكن هذا الشحن و الحشد المضلل لم يكن معلنا .. كان حديثا فقط بين المحرض و المتظاهرين فقط .. و لم يسمعه الجندى المسكين

مازلت يا صديقى أنتظر رايك العلمى فى السؤال الذى سالته لك ؟ ماذا تفعل لو حوصرت فى سيارتك على النحو المذكور أعلاه ؟

--------------------

يصمت صديقى لبرهه كما اعتاد . فهو عميق التفكير فى كل جديد يسمعه . ثم يجيب

ماالحل الان وقد علم الناس انهم جنود لاخوف منهم وانهم مجرد صور واشكال .. الن يمثل ذلك عليهم خطورة اكبر ويعرضهم لانتهاكات اكبر......دعنى اسالك كم عدد طاقم المدرعة ؟..

أجيب

طاقم المدرعه فى غرفة القياده اتنين .. و حمولتها من الجنود من سته ألى12 جندى حسب الاحتياج .. هناك اكبر طبعا و هناك اقل بالمناسبه .. نسيت أن اخبرك .. أحد اسباب ركض سائق المدرعه ايضا هو الخوف على المدفع المضاد للدروع المركب على مدرعته .. فلو استطاع المهاجمون الحصول على هذا المدفع و لو توافرت معهم ذخيره له .. لكانت مذبحه حقيقيه .. فهذا المدفع يطلف الف طلقه من عيار كبير مضاد للدروع خلال عشرة دقائق فقط .. علما بأن الذخائر من كل الأنواع اصبحت متوافره تماما فى مصر .. و شكرا للثوره الليبيه ..بالأمس فقط استخدم رجل قنبله مسيله للدموع فى خناقه زوجيه و فجرها غرفة العنايه المركزه بالدمرداش . فحتى القنابل المسيله للدموع صارت متوافره فى يد البلطجيه

---------------

يجيب صديقى مستفسرا مره اخرى ..

طيب ليه ما ينطش من المدرعه و يجرى و خلاص .. يفلت بعمره ؟


اجيب و قد بدأت أسأم من عدم وضوح السيناريو فى ذهن صديقى الطبيب المسالم


يا صديقى من قفز من مدرعته ضرب حتى تفتتت عظامه .. شهيد اليوم المدفون بلا تكريم توفى من الضرب المبرح و ليس ضربا بالرصاص .. و حالة جثته لم تكن تختلف كثيرا عن حالة المدهوس بالمدرعه

من هرب بالمدرعه و هو فيها كان خائفا على حياته .. فكل من قفز من مدرعته تم رجمه كالكفار .. بل أنهم فعلا كانو كفار من وجهة نظر المهاجمين و حسب التحريض الذى تلقوه قبل المظاهره .. و من بقى فى المدرعه تم احراقه داخلها .. الجندى الذى اطلق العنان لللمدرعه داهسا كل من وقف أمامه كان فارا بحياته من مصير بشع رأى زملائه يلاقوه أمام عينيه

-----------

يجيب صديقى "

كنت اتكلم عن الشرف العسكرى فكلمتنى عن انسان عادى

أجيب بسرعه

طبعا انسان عادى . شاب مصرى كأى شاب .. له احلامه و آماله .. دخل الجيش و ينتظر أن ينتهى فترة تجنيده ليمارس حياته العاديه مثل أى شاب مصرى .. مثل ابنك و ابنى .. شاب مصرى كان يؤدى واجبه و ينتظر أن تنتهى مهمته و ينخرط فى تحقيق أحلامه .. اليس من حقه أن يحلم ؟ أن يحب حياته ؟

يسأل صديقى مجددا

هل كان المتظاهرين مسلحين ؟ و ما دور البلطجيه ؟

اجيب بنفاذ صبر ..

العصى و الحجاره تعتبر اسلحه .. و الشهود تكلمو عن اسلحه بيضاء .. و هناك اصابات بالرصاص .. مؤكد أنه ليس رصاص الجيش .. فلو كان مع عسكرى الجيش رصاص لما اضطر ابدا لآستخدام مدرعته فى الدفاع الشرعى عن نفسه و تمكين نفسه من الهروب .. المتظاهرين فاق عددهم الخمسة آلاف .. و الجنود بلا رصاص لم يتجاوز عددهم خمسمائة جندى

مازلت يا صديقى العالم بالنفس البشريه انتظر ردك العلمى على سؤالى .. ماذا يفعل الأنسان المحاصر فى مركبته و حوله مهاجمون و سلاحه لا يحمل ذخيره ... ما قولك ؟ يا عالم النفس البشريه

---------------------

يبطىء صديقى قليلا .. اشعر بتردده فى الأجابه .. ثم يقول

كل منا اصبح عالم نفس بنفسه على راى نيتشه ... كنت اتوقع ان رد الفعل دوما يرتبط بالشخصية وخبراتها واعدادها وتهيؤها للمواقف .. وبالتالى رد فعل الاب ليس كأبنه والقائد ليس كمجنده .. اعتقد فى كلامى الاجابة التى تبحث عنها

اصمت أنا الان .. يبدو أن صديقى يشعر بما شعرت به من ألم .. يستعجل اجابتى فأقول له

صديقى .. انت متردد فى الأجابه .. و أنا الآن اتلقى خبر دن شهيد القوات المسلحه ( المعلن عنه ) فى كفر الشيخ .. شاب عمره 20 سنه .. استشهد من تحطم عظامه بالأحجار ... انت متأثر باعلام رجال الأعمال و بكاء محترفى البكاء الضيوف دوما على وسائل الأعلام ..صديقى العزيز .. ترددك فى الأجابه وحده أهانه للشهيد يا صديقى .. هذا الشهيد هزموه حيا .. و خذلوه شهيدا .. نعم يا صديقى .. انا متألم .. و افكر فى حالة الشاب الشهيد .. كان يؤدى واجبه و يخدم بلاده و لم يتخيل أبدا أن مصيره سيكون على ايدى من كان يحميهم ..

يصمت زميلى قليلا ثم يسألنى بصوت أسمع فيه نبرة الحيره .. و بمن نثق اليوم ؟

ارد فورا

أن ضميرى الوطنى يجعلنى لااثق الان الا بالمجلس العسكرى بعد السقوط المدوى للاحزاب ومن يسمون بالنخبة اللى كل واحد فيها بيدور على مصالحة الخاصة وليس لوجه الوطن .المخاطر مروعة من جوانب مصر الاربعة ومن خارجها ولن يستطيع اى من كان من هواة السياسة ان يصل بالوطن لبر امان و أتمام تسليم الأمر لبرلمان و رئيس منتخبين سوى المجلس العسكرى .. آخر مجلس مدنى سبق فرضه على الناس كان فى العراق .. و أظنك تعلم جيدا ماذا حدث فى العراق

-----------

يصمت صديقى لوهله ثم يقول
دعنى اسألك آخر سألك آخر سؤال .. ما معنى أن لا يعلن الجيش عن عدد شهداؤه و مصابيه للحفاظ على الروح المعنويه ؟

ارد و قد بدات ابتسم من قلة خبرة صديقى الحبيب بالسياسه

يا عزيزى ليست الروح المعنويه .. الجيش يخفى عدد ضحاياه منعا لحشد الجنود و أغلبية ضد المسيحيين المصريين .. الجيش أعلن خسائره امام اسرائيل .. قتم ما تم عند السفاره الملعونه كما تعلم .. ما بالك لو اعلن خسائره اثناء مظاهرة المسيحيين ؟ ماذا تتوقع من الناس ؟ و الجنود زملاء الشهداء و المصابين المهشمه عظامهم و المتفحمين ؟ .. صديقى العزيز .. جيشنا النبيل الباسل مازال يحمى المسيحيين المصرين .. فهو جيش مصر الباسل .. لا يتخلى عن مسؤليته .. اقسمو جميعا ألا يتركو سلاحهم فى حماية مصر و شعبها كله حتى يذوقو الموت او يهلكو دونه

-----------------

يسال صديقى و الألم قد انتقل اليه الآن

و شهداء القوات المسلحه .. ها يندفنو كده من غير تكريم ؟ .. هايفضلو مجهولين للأبد؟

أجيب الآن

تلك حقيقة دور الجيش الباسل يا صديقى .. هذا دورهم .. و هذا ما تدربو و تربو عليه ..

و اشعر الآن باحتياجى لقراءة الفاتحه على روح الشهيد البطل .. الذى دفنوه سرا اليوم فى كفر الشيخ

تنتهى المكالمه و أنا لم اتلق الأجابه العلميه من صديقى العالم بالنفس البشريه .. أو أنى قد تلقيتها لكن بقلبى .. و لم اسمعها باذنى .. و بالتالى .. لن اكتبها هنا .. فأظن القارىء سيستطيع الأجابه .. عن نفسى أعتبر أنى بما كتبته الأن .. كرمت الشهيد الذى سيظل مجهولا عن الأعلام