مصر ..سوريا
عاوزينها سوريا ... هانقلبها سوريا
أظن أول من قالها كان المدافع عن حقوق الشواذ الأناركى المعتل عقليا علاء عبد الفتاح .. و تبعه كثيرون من ذات شاكلة العملاء .. قد يكون آخرهم البلتاجى و العريان ( كلاهما معتل عقليا ايضا ولا أشك كثيرا فى موقفهما من الشواذ ) و المقصود بالعباره هو خلق حالة حرب أهليه فى مصر كما هو الحال فى سوريا .. حرب أهليه حقيقيه تبدأ بانشقاق فصائل من الجيش المصرى على قياداتها .. ثم يلتحق بفصائل الجيش مرتزقه ارهابيين اجانب و مصريين .. لتقوم تلك الفصائل المنشقه بشن حرب مدن و شوارع ضد قوات الجيش المصرى وطبعا الشعب المصرى .. مع الكثير من الدماء و الدمار و مجازر أن انتهت فستبقى ذكراها و مرارتها فى الصدور لقرون قادمه .. و لا قوة ألا بالله
منذ أن سمعت العباره لأول مره من المعتل عقليا الأول ..رغبت أن اوضح خطأ وخطيئة الفكره ذاتها و استحالة تكرارها فى مصر .. و لكنى و لبلاهة الفكره وقتها آثرت الصمت و ترك الغاوين فى غيهم يلعبون .. و لم أتطرق للموضوع مطلقا باعتبار خطأ الفكره من المسلمات ..ألى أن شرفتنى صديقه عزيزه مصريه قلبا و قالبا بسؤال يعكس قلقها البالغ على بلدها مصر .. و قالت ( هو ممكن سيناريو سوريا يتكرر هنا ) ..ساعتها قررت أن أكتب ما رأيته منذ العامين و النصف فى الفرق بين الحاله المصريه و السوريه
أولا الحاله التاريخيه , و أعنى التاريخ الحديث جدا جدا .. و لنقاوم عشقنا لسوريا و شعبها الرائع للحظه لنتمكن من تحكيم العقل و المنطق و الوصول للوصف الصحيح .. و لنعترف .. أقترف الشعب السورى خطيئه لم يأتها قبلهم أحد من العالمين .. ألا و هى خطيئة توريث الحكم فى نظام جمهورى
بالفعل سوريا كانت أول جمهوريه فى التاريخ يتم فيها توريث الحكم , و لحق بسوريا كوريا الشماليه و كوبا .. لكن بدائة الخطيئه ..كانت من سوريا
حين قبل الشعب السورى ان يتم توريثه متاعا فى نظام جمهورى .. فقد قبل السوريون ضمنا .. أنهيار مبادىء جمهوريتهم تماما ..بل أن موافقتهم تضمنت تفكيك عماد الدوله .. الجيش
و لنعد للوراء قليلا قبل خطيئة التوريث البشعه .. سوريا الشقيقه كانت محكومه بنظام حديدى يتضمن سيطرة أقليه علويه على بلد ذات أغلبيه سنيه مع تعايش راقى مع طوائف أخرى كثيره .. و استلزم فرض سيطرة الاقليه العلويه خطوتين .. أولا الأغراق التام فى علمانية الدوله ( و هو شىء أراه حميدا للدول المتقدمه ) منعا لأى تداخل مذهبى فى السياسه .. و استلزم أيضا فرض قبضه حديديه على كل المعارضين , و نظام الأسد ( الأب و الأبن ) ظل يمارس تصفية معارضيه جسديا حتى بعد سقوط نظام صدام حسين البشع .. الخطوتين أديتا سويا لدرجة من أهتراء النسيج الوطنى للشعب من ألأساس على مر السنين .. و بما أن الاصل فى تكوين الجيوش النظاميه هو تصعيد ابناء الشعب للأنضمام لجيش بلدهم .. فمع الأهتراء فى النسيج الوطنى صار اهتراء الرابط النظامى بين العسكريين نتيجه حتميه أيضا .. و صارت الخطوه الأولى للنظام ( الأغراق فى العلمانيه ) نكالا على تكوين الجيش .. فالعلمانيه مبررها الرئيسى هو الحريات المطلقه . بينما القبضه الحديديه للنظام و التنكيل بالمعارضين هدمت فكرة الحريات من أساسها
و بالتالى .. صار المجتمع السورى و جيشه فى حالة اهتراء حقيقى .. مؤهل للأنشقاق على بعضه عند أول بادرة انفلات للقبضه الحيديه .. و قد كان ما كان ..و أنشق الجيش على نفسه أولا .. ثم انشق الشعب و استضاف الميليشيات أولا ثم استسلم للميليشيات البشعه .. ثم حدثت الهجرات خارج البلاد .. وهو أعلان واضح لتخلى السورى عن تراب بلاده لغيره ليحرره أن تحرر أو .. يبقى فى مهجره للأبد .. كارثه حقيقيه هى ما حدث فى سوريا
بينما فى مصر .و فى ذات العصر الحديث ..و رغم وجود الماده الثانيه فى الدستور المصرى بما يمنع من أغراق البلاد فى العلمانيه .. ألا أن ممارسة الحريات كانت فى حاله جيده لم يشبها ألا قانون الطوارىء البغيض و الذى كان موجه فى الأصل لمواجهة المتطرفين و الارهابيين ..لكن الأهم من هذا كان ..عبقرية الشعب المصرى فى رفض التوريث حتى كمجرد فكره .. و لا يخفى على أحد أن تماسك القوات المسلحه و رفضها التام لفكرة التوريث كان هم المانع الرئيسى للفكره البعيضه فى مصر .. بل قد نقول أن الشعب المصرى بعبقريته ثار ضد التوريث حتى قبل ان يتم التوريث و سانده الجيش المصرى بقيادة المجلس العسكرى القديم .. و للتذكره ... لم يهادن و يتهاون مع الفكره سوى فصيل الأخوان المسلمون حين صرحو بأن جمال مبارك مصرى و من حقة الترشح للرياسه
و مع تماسك القلب المصرى الصلب ( الجيش و المخابرات ) و مع عبقرية الشعب المصرى .. فأن خطايا الحاله السوريه لم تتكرر بأى شكل من الشكال فى مصر .. مطلقا .. و حتى المحاوله البلهاء لما سمى بظباط 8 ابريل .. و عددهم 21 ظابط صغير منهم 11 مفصول من الخدمه لملاحظات اخلاقيه و الباقين مؤهلين للخروج الى الاستيداع أيضا لملاحظات أمنيه و صحيه ( تتعلق بتعاطى المخدرات و مرافقة الأجانب ) فتلك المحاوله البلهاء تم وأدها مبكرا و لم يتبق منها سوى 21 سجين بتهم جنائيه عسكريه .. و بعض العملاء من المروجين لتفتيت الجيش تمهيدا لتحويل مصر الى سوريا . و لكن هيهات
مصر لن تكون سوريا هذا مؤكد .. و أسبابى المنطقيه هى أن خطايا سوريا لم تحدث فى مصر .. فالمصريون ثارو على التوريث قبل حدوثه بينما استسلم السورييون للتوريث .. و جيش مصر فى حالة تماسك صارم بينما اهترأ تركيب الجيش السورى منذ سنوات حتى من قبل توريث الحكم فى سوريا ..يضاف ألى ما سبق .. الحاله العبقريه التى يقودها المجلس العسكرى المصرى بقيادة البطل عبد الفتاح
السيسى .. و التى أدت لتمساك غير مسبوق للدوله المصريه شعبا و جيشا و شرطه و قضاء و اعلامورجال أعمال وطنيين
الوضع فى سوريا كان سيطرة أقليه بالمغالبه على أغلبيه ساحقه .. بينما الوضع فى مصر الآن هو سيطرة 90% من الشعب على مجريات الأمور .. مع معارضه خاويه عميله من نحو 5% من الشعب تتمثل فى الأخوان و عملاء الأناركيه و بقاياهام من 6 ابريل و غيرهم .. و بقاء نحو 5% من الشعب فى موقع المراقب متمثلين فى السلفيين الجانحين للبعد عن السياسه و اتباع الموائمه بدلا من الصدام مع دوله صلبه جربو مصادمتها فى السابق و كانت خسائرهم فادحه
مصر ليست سوريا و لن تكون بأمر الله تعالى
5 Comments:
اولا ، عظيم انك عاودت الكتابه بعد طول صمت ، ثانيا ، ماكتبته واضح الفكره ومبرراتها ، لكني كنت انتظر منك اكثر كثيرا مما كتبت ، ماكتبته في عجاله احسه مقدمه لدراسه اكثر عمقا واتساعا ، فكرتك مفهومه لكني احسها مبتورة وتملك تكتب اكثر واكثر ... يبقي اعتراضي الرهيب علي ماقررته من ان 90% من المصريين متماسكين و10 % مقسمه بين الاناركيين وبين اخرين !!! انك تعطيهم اكثر من حجمهم كثيرا ، هم مجرد فقاعه علي سطح المجتمع المصري لايتجاوز عددهم بضعه الاف ، لكنهم يستغلوا بعض الجهل وكثير من الامية !!! ليسوا 10% ولن يصلوا ابدا لهذه النسبه ، تحياتي لك وانتظر منك كتابات اكثر واكثر
الفارق بين الجيشين والقيادتين والشعبين لم يكن واضحا بالقدر الكافى لذلك من يقرأ المقال يخرج منه بتحليل راق مطمئن فنحن من قرأ التوريث فى العيون فرفضناه قبل ان تتخذ اولى خطواته..ونحن من نملك جيشا يقظا أهم من أسلحته تخطيطه..واهم من تعداده إدارته..شكرا لك صديقى العزيز
فارس قديم/ أنا من سورية.. قرأت بألم ما كتبته عن سورية التي تضيع من بين أيدينا. أؤكد أن الشعب السوري لم يرتكب خطيئة القبول بالتوريث ولكنه كان يحاول بكل صبر تسويف الدمار الذي تراه الآن
. النظام السوري لا يشبهه نظام في هذا العالم سوى نظام كوريا الشمالية ونظام صدام حسين. الشعب السوري كان ضحية أقذر فاشية عرفها التاريخ. نحن ببساطة ندفع ثمن سكوتنا لخمسين عام. عندما ورث بشار الحكم لم يكن في يد السوريين سوى أن يختاروا بين المشهد الذي تراه الآن في سورية أو القبول به على أمل أنه شاب ومتعلم وسيكون أفضل من أبيه.. في الحقيقة هو أفضل من أبيه في مستوى الاجرام من دون شك. لو وقف السوريون ضد التوريث لكانت سورية دماراً منذ ذلك الحين. النظام السوري عمَّق الشرخ الطائفي بين السوريين وقتل بينهم الثقة والمحبة. دمت بخير.
تحليل غاية فى الدقة و الاهمية اشاع الطمئنينة فى الصدور
تحياتى
أتدري يا عزيزي
انتابني نفس الشعور منذ اللحظة الأولى لسماع ذلك الكلام الغريب وتذكرت أنني كنت في حالة مماثلة وهي ارتياح نفسي كبير حين تقلد الملس العسكري مقاليد حُكم البلاد بعد مُبارك
حينها اطمأننت إلى وجود مرجعية في البلاد وأن الأمور ليست في الهواء الطلق
Reference
I was comfortable that we have a reference
فجميع الدول التي تحيط بنا ليس لديها تلك المرجعية (القلب الصلب كما تسميه أنت) وبالتالي فالأمور هُناك تكون في مهب الريح اذا ما حدث مكروه
Post a Comment
<< Home