wild weasel أو تراث طغيان الأقليات من القراصنه حتى المماليك
الموضوع بدأ بتعليقى عند صديقه فاضله على الفيسبوك , حول فيديوقيام ميليشيات التخريب التى يطلق عليها البعض اسم ( ثوار ) بخطف و تعذيب مواطنين فوق مسجد عمر مكرم .
عن نفسى رفضت تسميتهم بثوار .. ارفض من حيث المبدأ تسمية أية اضرابات فئويه منذ مارس باسم ثوريه أو أن القائمين بها ثوار .. و أظننى عبرت فيما سبق عن وجهة نظرى من الموقف الشيلوكى للمطالبين بالمال الآن .. فهم كشيلوك فى تاجر البندقيه ... يريد دينه الآن ولا يمهل المدين النبيل الذى لم ينكر الدين و لا يعطيه فرصه للسداد .. بل يطالب بما سيؤدى بالحتميه ألى قتل المدين النبيل . .. أما ما يحدث مؤخرا بدئا من محمد محمود و حتى مجلس الوزراء .. فالقائمين بها ميليشيات تخريب .. و مناصريها اغلبهم ضالوون أو قليلو الوعى و اقلهم خونه مشاركون فى التعتيم على جرائم الميليشيات .. المهم.. فى معرض تعليقى و نقاشى مع الصديقه الفاضله سألتها هل سمعت من قبل عن اسلوب اسمه
wild weasel ?
فأجابت ما معنى ما تقول ؟
فأجبت بالتالى :
العرسه المتوحشه .. عارفه العرسه ؟
مخلوق صغير و شعره ناعم .. و فى بلاد التلج بيعملو من فروها بالطو بيبقى غالى لأنها ناعمه قوى .. لكن الحقيقه العرسه هى أكثر الثدييات شراسه و شره .. لأنها بتاكل ضعف وزنها لحم و دم فى اليوم ( و يذكر المرجع السابق أن الواحدة يمكنها امتصاص دماء أكثر من مائة كتكوت في اليوم ).. كمان العرسه لا تنتظم فى مجتمعات أبدا .. تعيش منفرده . و تهاجم بوحشيه شديده ولا مجال للقضاء عليها الا بطريقه من اثنين .. ضربه تخترق الجمجمه الصغيره جدا .. أو .. السم الزعاف .. خلاف ذلك فالعرسه فى الطبيعه لديها القدره مثلا على طرد ذئب من جحره .. ببساطه تدخل باندفاعها و أسنانها الحاده جدا تأكل أو تعض اولاده .. و تجرى لتختبىء فى جحر ضيق جدا مستحيل أن يتمكن الديب من الوصول اليها فيه ليها لمطاردتها .. فى الطبيعه و على الحقيقه العرسه فعلا ممكن تطرد ديب من جحره مع أنه أكبر منها بعشرات المرات فى الحجم و الوزن .. العرسه كمان ليس لديها أى التزام بالأسره .. صغار العرسه بيتفطمو فى عمر صغير جدا و يبدؤا ياكلو بعض و ياكلو أمهم أو تاكلهم بمجرد ما يدوقو أول وجبة دم .. المهم
فكرة اسلوب العرسه المتوحشه استخدموه قراصنة من القرن ال12 .. سفينه صغيره و سريعه .. تدخل ميناء كامل .. و تفتح النار على كل ما هو على الأرض أو يرسو فى أمان .. و مراكب صغيره تنزل بسرعه عليها فرق صغيره جدا لكن شرسه جدا تجرى تنقض على الأماكن اللى قصفتها المدافع و تنهب ما فيها و تخطف الأحياء حتى لو جرحى .. و بسرعه جدا تنسحب السفينه و تختفى .. بس تسيب وراها خراب كبير ..
بنفس الطريقه دى قدر بعض القراصنه البرتغاليين احتلال مدينة جده فى عهد السلطان سبرباى فى مصر و منعو الحج لموسم كامل .. رغم عددهم الذى لم يتجاوز ال 200 قرصان .. طبعا البحريه المصريه قضت عليهم فى معركه واحده كلن بعد ما بوظو موسم حج كامل على أمة المسلمين كلهم
الأسلوب ده نفسه اعاد اكتشافه العسكريين الأمريكان بعد فيتنام .. و طورو طياره بنفس الأسم
wild weasel
مقاتله خفيفه تسليحها خفيف و سريعه جدا .. مالهاش مهام غير استنزاف الخصم وضرب اعصابه بدئا من محطات الرادار لبطاريات صواريخ الدفاع الجوى لمراكز الأتصال .. تهاجم بسرعه ووحشيه .., تخدش وجه الخصم و اطرافه و تستفزه ليطاردها فيتخلى عن دفاعاته المنظمه ..
و على نفس الفكره وو بنفس المنهج و ألأسلوب .. تم تدريب تنظيم القاعده على أيدى الأمريكان ايضا لتفكيك الاتحاد السوفيتى .. ضربات سريعه بالغة الشراسه بعدد قليل و أمكانيات بسيطه لكنه مؤذى جدا و كفيل بتشتيت أى جيش نظامى .. حتى لو كان الأتحاد السوفيتى نفسه .. و فعلا نجحت القاعده فى أخراج الروس من افغانستان و قلبتها الى جحيم لأنهم بنفس مواصفات العرسه .. لا يستطيعو العيش الجماعى .. و أصبحت هناك ظاهره اسمها امراء الحرب .. يعنى كل عرسه تجمع فرقه صغيره و تقتل الباقيين حتى لو عرس زيها ..
و هو نفس ما حدث لأحمد شاه مسعود اسد بانجشير بعد انتصاره على السوفيت .. اجتمعت عليه باقى العرس .. و قتلوه رغم أن أوروبا كانت معترفه بيه زعيما مستنيرا عاقلا لأفغانستان ..
المهم .. أرى الآن ذات الملامح فى السلوب و التكنيك من جانب الأشتراكيين الثوريين و ميليشيات 6 ابريل و غيرهم .. مضافا اليهم عرس أخرى متوحشه فى أعلام رجال الأعمال و المال السياسى .. فضلا عن جيش جرار من الأغبياء فى الغالب و الخائنين فى الأقليه .. يناصروهم و يغطو على اعمالهم بالنزول و التجمهر حولهم و تشجيعهم و اضفاء سمة البطوله على جرائمهم , بل و التمادى فى تدنيس الثوره و الثورا باضافة اعضاء تلك الميليشيات لهم .. و تدنيس شهدائنا بضم قتلى المجرمين لمواكب شهدائنا الأبرار
عن نفسى كنت فى التحرير من 26 يناير و حتى 11 فبراير .. كنت من الثوار .. و عرفت الثوار و عشت معهم ايام المجد و النبل و الفروسيه .. كنا نشتبك صباحا و تنكسر عظامنا و تسيل دمائنا .. ثم ننبرى نكنس ارض الميدان الطاهر حفاظا على بلادنا .. حرمنا الأمداد فكنا نشرب كل تلاته سيجاره واحده من الفقر .. ثم نطفىء السيجاره و نضعها فى جيوبنا ألى أن نجد المكان المخصص للقمامه حتى لا يتسخ الميدان الشريف .. كنا ملايين الرجال و النساء و الشباب و الفتيات .. ننسحق تحت ضربات الظالمين و لم أسمع لفظ واحد خادش للحياء .. كنا حقا ثوار .. أما الميليشيات الحاليه .. فهم مجرد ميليشيات اجراميه يساندهم اعلام تاجر اعلانات و يؤازرهم بجهل شديد .. جمهور من الفرحين بالهيصه .. جمهور موالد .. يمشى خلف موكب الراقصات احتفالا بمولد العارف بالله .!!!. فى جهل مدقع و غباء منقطع النظير
الميليشيات المخربه فى مصر تتبع اسلوب ( العرسه المتوحشه ) .. حجمها صغير لكنا بالغة الشراسه , و الأهم .. لا رابط ولا ضابط و لا قاعده تسير عليها .. فقط التعطش للدماء هو ما يحكمها و يوجهها .. و الهدف هو اسقاط الدوله كلها و تحطيم أى كيان صلب يمكن أن تعتمد عليه مصر فى بناء مستقبلها .. سواء كان الجيش أو البرلمان أو مجلس الوزراء .. مجرد عرس شرسه .. ترتع بالتخريب فى أعصاب البلاد ..
لكنى مازلت متفائل .. تركيب مصر العبقرى لا يسمح لتلك الميليشيات بالنجاح .. حتى لو حققت أهداف مرحليه تافهه .. فمصير تلك العرس الفناء .. العرسه تنتشر فى البيت الهش .. كالذى كنا عليه ايام المخلوع .. بيت متشقق .. ملىء بجحور تختبىء فيها العرسه و العقرب و الحيه .. لكن البناء القادم بأمر الله سيكون صلبا كأهرام أجدادنا .. متماسكا منتظما .. لن يكون فيه شقوق ولا جحور .. و لن تجد ميليشيات العرس مكانا ياويها فى بلدنا العريق العظيم .. مصر
1 Comments:
معلومة رائعة
والمقال نفسه يحتوي على معلومات جديدة
أحييك
Post a Comment
<< Home