خذلوه
اذا سرقت المدرعة من طاقم جنودها الا يعنى ذلك ان جنودنا غير قادرين على حماية سلاحهم الذى هو شرفهم ؟.. لو قالوا لى ان الجندى حافظ على سلاحة وهرب به لكن ارحم .. لانهم صاروا امام خيار ضياع الشرف العسكرى او تحمل المسئوليه عما حدث .. مجرد تفكير وارجو التصويب لى
------
كان ردى عليه نصه كالتالى
الجندى يحمى سلاحه حتى الموت .. لكن لو سلاحه كان بلا ذخيره وفقا لقرار قيادته .. ماذا يفعل .. ؟ و دعنى أضرب لك مثالا .. حضرتك تجلس فى سيارتك فى الشارع .. ولا تتوقع أى شر .. فجأه .. تشاهد صديقك الجالس ايضا فى سيارته بجوارك يهاجمه عدد كبير من الناس .. يخرجونه من السياره .. و ينهالو عليه ضربا بالحجاره حتى تتهشم جمجمته .. ثم .. يتوجه هؤلاء المهاجمون ليحيطو بسيارتك و يشرعو فى تكرار ما فعلوه بصديقك .. تمدي يدك ألى مسدسك الشخصى الذى تحمله دوما .. و تشرع فى الدفاع عن نفسك .. كرد فعل شرعى و طبيعى .. فتذكر أن مسدسك لا يحوى طلقات .. فقد قرر مديرك فى العمل أو رب اسرتك ألا تأخذ معك طلقات تحسبا لتهورك أو اندفاعك .. فقرر أن يمنعك من حمل ذخيره حفاظا على ارواح اآخرين الذين لم يتوقع منهم أى شر .. بل توقع منهم احترام النظام و رد الجميل .. و توقع مديرك ايضا أن شكل السلاح فى يديك سيكون كافيا لحمايتك .. لكن المهاجمين يرون سلاحك .. و يعرفون أنه بلا ذخيره .. فلو كان ذا ذخيره لأطلق زميلك النار على ايهم قبل أن يهشمو راسها .. ماذا تفعل ؟ ماذا يفعل أى بشر طبيعى فى هذا الموقف ؟
. أكمل حديثى دون انتظار لرده على السؤال ....طرقات المهاجمين تتزايد على سيارتك .. الحجاره تنهال و الزجاج سيتهشم بسرعه .. تنظر لناحيه الأخرى فترى سيارة صديقك الثالث مشتعله بالنار .. فالمهاجمون فشلو فى فتح ابوابها او تحطيم زجاجها . فسارعو بأشعال النار فيها بقنبلة مولوتوف .. و زميلك يتفحم بالتدريج داخل سيارته.. ماذا تفعل ساعتها يا دكتور ؟ .. و أنت الخبير بعلم النفس البشريه .. ماذا تفعل ؟ .. أظنك لن تنتظر كسر زجاج سيارتك و تهشيم جمجمتك مثل زميلك الأول .. و لا أن تتفحم داخل سيارتك كزميلك الثاني .. ماذا تفعل أذا ؟ ...أظنك ستنطلق بسيارتك .. داهسا كل من تستطيع من المهاجمين فى دفاع طبيعى جدا عن حياتك .. اليس هذا هو رد الفعل الطبيعى من نفس بشريه طبيعيه ؟ .. انتظر أجابتك
انتظر اجابتك العلميه .. و استأذنك لنى سانشرها فى موضوعى القادم كمرجع
--------
صمت صديقى الطبيب العالم لوهله ثم أجاب
حاضر .. نكمل كلام .. ومااهمية ان يقف جندى داخل مدرعته بلا ذخيرة ؟ هل يلقى بهم المجلس الى الهلاك فى حالة تعرضهم لاى مناوشات وهو امر غير مستبعد
هل يضحى بجنوده ليبقى على شعار لن نطلق رصاصة واحدة
----------------
اتنفس بعمق و أكرر ما لم ينتبه له صديقى فى ردى الأول و اقول
توقع القاده أن مشهد الجندى و المدرعه سيدعو الناس لأحترام النظام .. تماما كما توقع أن منظر السلاح فى يدك كافى لأن يوقف المعتدين الجنود البواسل و قيادتهم الرشيده قررت أن خسائرها من الجنود أقل من خسائر مصر فى حالة اطلاق هؤلاء الجنود النار على المتظاهرين .. تصور النبل و الشهامه التى يتخذون بها قرارهم .. علما بأن الجندى نفسه توقع أن زيه الرسمى و شكل سلاحه ( الخالى من الطلقات ) سيكفى لتوقف المتظاهرين عند حدود التظاهر فقط .. فالمعلن أن المسيره كانت سلميه .. صحيح أن الحشد قبل المظاهره كما راينا بعدها على التليفزيون كان يهدف لاحتلال مبنى التليفزيون بأى ثمن .. لكن هذا الشحن و الحشد المضلل لم يكن معلنا .. كان حديثا فقط بين المحرض و المتظاهرين فقط .. و لم يسمعه الجندى المسكين
مازلت يا صديقى أنتظر رايك العلمى فى السؤال الذى سالته لك ؟ ماذا تفعل لو حوصرت فى سيارتك على النحو المذكور أعلاه ؟
--------------------
يصمت صديقى لبرهه كما اعتاد . فهو عميق التفكير فى كل جديد يسمعه . ثم يجيب
ماالحل الان وقد علم الناس انهم جنود لاخوف منهم وانهم مجرد صور واشكال .. الن يمثل ذلك عليهم خطورة اكبر ويعرضهم لانتهاكات اكبر......دعنى اسالك كم عدد طاقم المدرعة ؟..
أجيب
طاقم المدرعه فى غرفة القياده اتنين .. و حمولتها من الجنود من سته ألى12 جندى حسب الاحتياج .. هناك اكبر طبعا و هناك اقل بالمناسبه .. نسيت أن اخبرك .. أحد اسباب ركض سائق المدرعه ايضا هو الخوف على المدفع المضاد للدروع المركب على مدرعته .. فلو استطاع المهاجمون الحصول على هذا المدفع و لو توافرت معهم ذخيره له .. لكانت مذبحه حقيقيه .. فهذا المدفع يطلف الف طلقه من عيار كبير مضاد للدروع خلال عشرة دقائق فقط .. علما بأن الذخائر من كل الأنواع اصبحت متوافره تماما فى مصر .. و شكرا للثوره الليبيه ..بالأمس فقط استخدم رجل قنبله مسيله للدموع فى خناقه زوجيه و فجرها غرفة العنايه المركزه بالدمرداش . فحتى القنابل المسيله للدموع صارت متوافره فى يد البلطجيه
---------------
يجيب صديقى مستفسرا مره اخرى ..
طيب ليه ما ينطش من المدرعه و يجرى و خلاص .. يفلت بعمره ؟
اجيب و قد بدأت أسأم من عدم وضوح السيناريو فى ذهن صديقى الطبيب المسالم
يا صديقى من قفز من مدرعته ضرب حتى تفتتت عظامه .. شهيد اليوم المدفون بلا تكريم توفى من الضرب المبرح و ليس ضربا بالرصاص .. و حالة جثته لم تكن تختلف كثيرا عن حالة المدهوس بالمدرعه
من هرب بالمدرعه و هو فيها كان خائفا على حياته .. فكل من قفز من مدرعته تم رجمه كالكفار .. بل أنهم فعلا كانو كفار من وجهة نظر المهاجمين و حسب التحريض الذى تلقوه قبل المظاهره .. و من بقى فى المدرعه تم احراقه داخلها .. الجندى الذى اطلق العنان لللمدرعه داهسا كل من وقف أمامه كان فارا بحياته من مصير بشع رأى زملائه يلاقوه أمام عينيه
-----------
يجيب صديقى "
كنت اتكلم عن الشرف العسكرى فكلمتنى عن انسان عادى
أجيب بسرعه
طبعا انسان عادى . شاب مصرى كأى شاب .. له احلامه و آماله .. دخل الجيش و ينتظر أن ينتهى فترة تجنيده ليمارس حياته العاديه مثل أى شاب مصرى .. مثل ابنك و ابنى .. شاب مصرى كان يؤدى واجبه و ينتظر أن تنتهى مهمته و ينخرط فى تحقيق أحلامه .. اليس من حقه أن يحلم ؟ أن يحب حياته ؟
يسأل صديقى مجددا
هل كان المتظاهرين مسلحين ؟ و ما دور البلطجيه ؟
اجيب بنفاذ صبر ..
العصى و الحجاره تعتبر اسلحه .. و الشهود تكلمو عن اسلحه بيضاء .. و هناك اصابات بالرصاص .. مؤكد أنه ليس رصاص الجيش .. فلو كان مع عسكرى الجيش رصاص لما اضطر ابدا لآستخدام مدرعته فى الدفاع الشرعى عن نفسه و تمكين نفسه من الهروب .. المتظاهرين فاق عددهم الخمسة آلاف .. و الجنود بلا رصاص لم يتجاوز عددهم خمسمائة جندى
مازلت يا صديقى العالم بالنفس البشريه انتظر ردك العلمى على سؤالى .. ماذا يفعل الأنسان المحاصر فى مركبته و حوله مهاجمون و سلاحه لا يحمل ذخيره ... ما قولك ؟ يا عالم النفس البشريه
---------------------
كل منا اصبح عالم نفس بنفسه على راى نيتشه ... كنت اتوقع ان رد الفعل دوما يرتبط بالشخصية وخبراتها واعدادها وتهيؤها للمواقف .. وبالتالى رد فعل الاب ليس كأبنه والقائد ليس كمجنده .. اعتقد فى كلامى الاجابة التى تبحث عنها
اصمت أنا الان .. يبدو أن صديقى يشعر بما شعرت به من ألم .. يستعجل اجابتى فأقول له
صديقى .. انت متردد فى الأجابه .. و أنا الآن اتلقى خبر دن شهيد القوات المسلحه ( المعلن عنه ) فى كفر الشيخ .. شاب عمره 20 سنه .. استشهد من تحطم عظامه بالأحجار ... انت متأثر باعلام رجال الأعمال و بكاء محترفى البكاء الضيوف دوما على وسائل الأعلام ..صديقى العزيز .. ترددك فى الأجابه وحده أهانه للشهيد يا صديقى .. هذا الشهيد هزموه حيا .. و خذلوه شهيدا .. نعم يا صديقى .. انا متألم .. و افكر فى حالة الشاب الشهيد .. كان يؤدى واجبه و يخدم بلاده و لم يتخيل أبدا أن مصيره سيكون على ايدى من كان يحميهم ..
يصمت زميلى قليلا ثم يسألنى بصوت أسمع فيه نبرة الحيره .. و بمن نثق اليوم ؟
ارد فورا
-----------
يصمت صديقى لوهله ثم يقول
دعنى اسألك آخر سألك آخر سؤال .. ما معنى أن لا يعلن الجيش عن عدد شهداؤه و مصابيه للحفاظ على الروح المعنويه ؟
ارد و قد بدات ابتسم من قلة خبرة صديقى الحبيب بالسياسه
يا عزيزى ليست الروح المعنويه .. الجيش يخفى عدد ضحاياه منعا لحشد الجنود و أغلبية ضد المسيحيين المصريين .. الجيش أعلن خسائره امام اسرائيل .. قتم ما تم عند السفاره الملعونه كما تعلم .. ما بالك لو اعلن خسائره اثناء مظاهرة المسيحيين ؟ ماذا تتوقع من الناس ؟ و الجنود زملاء الشهداء و المصابين المهشمه عظامهم و المتفحمين ؟ .. صديقى العزيز .. جيشنا النبيل الباسل مازال يحمى المسيحيين المصرين .. فهو جيش مصر الباسل .. لا يتخلى عن مسؤليته .. اقسمو جميعا ألا يتركو سلاحهم فى حماية مصر و شعبها كله حتى يذوقو الموت او يهلكو دونه
-----------------
يسال صديقى و الألم قد انتقل اليه الآن
و شهداء القوات المسلحه .. ها يندفنو كده من غير تكريم ؟ .. هايفضلو مجهولين للأبد؟
أجيب الآن
تلك حقيقة دور الجيش الباسل يا صديقى .. هذا دورهم .. و هذا ما تدربو و تربو عليه ..
و اشعر الآن باحتياجى لقراءة الفاتحه على روح الشهيد البطل .. الذى دفنوه سرا اليوم فى كفر الشيخ
تنتهى المكالمه و أنا لم اتلق الأجابه العلميه من صديقى العالم بالنفس البشريه .. أو أنى قد تلقيتها لكن بقلبى .. و لم اسمعها باذنى .. و بالتالى .. لن اكتبها هنا .. فأظن القارىء سيستطيع الأجابه .. عن نفسى أعتبر أنى بما كتبته الأن .. كرمت الشهيد الذى سيظل مجهولا عن الأعلام
5 Comments:
تسلم ايديك إجاباتك تحليل واعي للحدث ورد الفعل الحقيقي للنفس البشريه خلال الأزمات
وأعتقد أن الكثيرين ايضا ليس أمامهم إلا الثقة في المجلس العسكري
عندما سالت صديقك سالته باعتباره طبب متخصص في نفوس البشر ، لكنه لم يجبك لانه من ضمن احاد البشر الذي يرغب في العثور علي اجابات ...
افهم جدا كل ماقلته وشرحته للاخرين منذ بدايه اليوم وتشاجر معي من تشاجر وغضب مني من غضب ، افهم ان تحاصرني بالنيران والطوب وتكسير العظام ، وقتها سافر بسلاحي وروحي قدرما اقوي ولو علي اعناق الاخرين !!!ا الاختيارات كلها رديئه وصعبه ومستحيله !!! شرف الجنديه يفترض الا يضربني هؤلاء ولو ضربوني افتك بهم !!! لكني لم افتك بهم ولا اقوي لضبط النفس وانعدام التسليح ، موتي هزيمه للجنديه وحرقي هزيمه اكبر وتحطيم عظامي هزيمه اكبر واكبر ، هل كتب علي جنودنا الموت بلا حرب والهزيمه بلا معركه !!!1 البطل الشهيد الذي مات محطم العظام ، في جنه الخلد ونبقي نحن في نار الدنيا نتلظي بمجتمع فقد عقله وقلبه ووحدته ويعيش بالصراخ وعليه !!!! اشفقت علي صديقك الطبيب الذي لم ينطق لان الحيره تنهش قلبه ليس كطبب ولكن كانسان ، وقرأت الفاتحه للبطل الشهيد الذي ينضم تحت ثري هذه الارض العظيمه لعشرات ومئات بل الوف من الشهداء الذي لولاهم مابقيت الارض التي نسير عليها بمنتهي الاستهتار !!! الفخر لشهداءنا وابطالنا والقوة لنا والعزة والفخر لمصر
من مجدي السباعي
تحليل نفساني انساني حقيقي ...
تحليل عن موقف الجيش من حمايه الاخوه الافباط ""كدفاعه عن وطنه""وعد اعلانه عن شهداؤه حتي لايشحن الراي السكري والراي العام ضدهم صااااااادق جاء من وحي حب مصر والاخلاص لها بدون مقابل ...لكن هل يفهم الشعب ذلك ...هل يعلم النخبه ذلك والمتامرون متاكد انهم يعلمون وينفخون
بعنف في النار لكي تشتعل اكثر .. واراهم يطنطون في الاعلام يسالون عن اسماء شهداء القوات المسلحه """وهذا ليس الا نفخا في النار ولزياده الاحتقا""والشعب الذي يصدقهم لايعلم طبيعه القوات المسلحه ..فمنذ متي يعلن الجيش اسماء شهداؤه ..هل اعلنها56او67 او 73 ...؟؟؟؟
الجيش ناس عاهدوا الله علي حمايه وطنهم بصدق دون التطرق للوحه شرف او تعويض او او او
تحليك دقيق ونقي وما احواجنا الا لمثل هذه التحليلات التي تخدم الوطن
والي الذين يرفضون نظريه المؤامره هذه المقوله
""
Magdy Elsebaiy لماذ نتشدق برفض نظريه المؤامره ..رغم ان المؤامره قد قسمت الاتحاد السوفييتي وتشيكوسلوفكيا القوي العظمي في العامل ..ونري احتلال فيتنام وافغنستان والعراق ..وحاليا تقسيم السودان واحتلال ليبيا ...واول القرن الماضي تقسيم الدول العربيه وعمل حدود بينها""سايكس بيكو""ونري الغاء دوله من علي الخريطه ""فلسطين "بوعد بلفور ...اتعجب جدا كيف لانري كل هذا ويحلوا لنا ان نقول دي نظريه المؤامره دي خده ......عجبي
http://malek-x.net/node/710
Please check this link.
أجل يا عزيزي
هذه هي أقدار العُظماء دائماً
والكبير لا يقول أنه كبير أبداً
بل هو يعمل في صمت
Post a Comment
<< Home