فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Thursday, March 18, 2010

فى العشق و الهوى .. الأسكندريه

الأسكندريه


مجرد أسمها يطرق باب البهجه فى الوعى .. أظنه العشق ولا أقل منه هو ما أشعر به تجاه تلك البارعه الرائعه .. الأسكندريه


لا عجب .. فلست ألأول فى عشقها و لن أكون الأخير طبعا .. فالقرن العشرين وحده شهد لورانس داريل , كفافيس , و أسامه أنور عكاشه .. و كلهم أفضل منى بكثيرو هم أيضا لم يستطيعوا مقاومة سحرها .. فاتنة هى .. تأسر الروح


منذ أربع سنوات تقريبا لم أحصل لنفسى على أجازه واحده .. الأحداث الكارثيه للعمل و الحياه عموما , و كلما فكرت فى أجاره لا أجد فى قلبى ميل ألا للأسكندريه .. اجمل أيام عمرى هناك .. ريعان الشباب الذى ولى .. النجاح على كل صعيد , فى العمل , فى الصداقه .. فى الحب ؟ لا أدرى لكنى لست محظوظا فى هذا المجال بوجه عام سواء كنت فى القاهره أو الأسكندريه أو كوالالامبور .. لكن حتى فى مجال العاطفه و العلاقات .. أمتع لحظاتى كانت مرتبطه بالأسكندريه .. و ايضا ... أعمق ذكرياتى


عموما خلال السنوات الأربع الماضيه لم أفلح قط فى ترتيب أجازه مع نفسى , المهم .. بترتيب قدرى تماما يأتى البطل المنقذ ليحقق أملى .. فى الحقيقه القدر كان كريما معى بشده هذه المره فلم يكتفى بارسال بطل واحد , بل كانوا بطلين معا .. اشتركا فى تحقيق حلمى المؤجل بأجازه فى الأسكندريه , البطل الأول صديق قديم جدا و زميل دراسه و عمل و شريك سكن فى مرحلة العزوبيه زمان , صديقى هو الوحيد فى الكون على ما أظن الذى لا يجيد قيادة السيارات ولا السباحه .. فلم اصادف فى حياتى من لا يجيد المهارتين , المهم .. قرر صديقى تعلم قيادة السيارات بل و تجاسر .. و اشترى سياره ( لا أظنه تجاسر فعلا لكن الضغوط الزوجيه لا ترحم .. ) المهم .. اشترى صديقى سياره مؤخرا , ليكتشف بعد يوم واحد من استلامها أنه .. لا يستطيع القياده


صديق عجيب فعلا لكنه أخ حقيقى , لا استطيع التأخر عن مساعدته بأى شكل , أتلقى منه تليفون و استدعاء عاجل , تصحبه عزومة غذاء فاخره .. يبدأ الفار فى اللعب .. أسأله بعد الغذاء .. جوهرى .. أنت عاوز أيه بالظبط ؟


يرد بأكبر ابسامه ودوده يمكن لعضلات وجهه أخراجها : مش عاوز حاجه و الله .. هو أنت مش أخويا .. يعنى لازم لما اعزمك يبقى فيه حاجه ؟ أنت أخويا يا بوب .. مافيش حاجه و الله .. هاهاه


أنظر فى عينيه و لا أستطيع تكذيب حدسى معه .. فصداقتنا عمرها أكثر من خمسه و عشون عاما و استطيع معرفة مايفكر فيه بمجرد النظر ألى وجهه الطيب .. و أقول بثبات .. جوهرى .. جيب من الآخر


لا يجد بدا من الأعتراف .. وعد زوجته بالسفر للأسكندريه يوم الخميس .. لم يستطع قيادة سيارته حتى أول شارع بيتهم اساسا .. حيث ارتطم مرتين فى مسافة خمسين متر فقط .. برميل بجوار الرصيف و كشك سجاير .. و بالتالى .. فقرار السفر بالسياره يعتبر شروع فى انتحاره و قتل زوجته .. المطلوب .. الأتصال به بطريقه لا تفضح الأمر , و ارتب معه صحبتهم للسفر للأسكندريه .. و فى بداية الطريق أطلب منه تجربة السياره باعتبارى خبير فى ذلك .. فيوافق .. و كان الله بالسر عليم .. بسيطه يا جوهرى .. أحنا اصحاب و عادى .. ماكانش له لزوم الغدا يعنى ..أحنا اخوات


يزيد العشم و يقدم طلبه الثانى .. طب ممكن بس تقعد كام يوم فى اسكندريه .. بس يعنى عشان تشرف على تدريبات السواقه ساعه بعد الضهر


آآه قول كده بقى .. أنت عاوزنى شوفير يا روح خالتك


لأ و الله يا بوب .. أنا بس يعنى .. أنت عارف بقى ..


أتفكر فى الأمر .. طبعا جوهرى أخى و حبيبى .. و لن أتأخر عليه فى طلب .. لكن .. أين سأقضى تلك الأيام فى الأسكندريه ؟ لا استطيع مواجهة مصروفات فندق فاخر تلك الأيام , و صيقى سيصطحب زوجته معه , و بالتالى لا يمكننى الأقامه لديه .. افكر قليلا و اقول


سيبها على الله .. و أنا طبيعى هاجيلك الخميس بدرى عشان نسافر




فى تلك اللحظه .. يظهر البطل المنقذ الثانى .. بريطانى يعشق مصر كبدايه , يتحدث بلكنة المدارس الحكوميه الأنجليزيه بما يعكس عراقة عائلته ( فى انجلترا التعليم فى المدارس الحكوميه يدل على الأرستقراطيه بعكس كل بلاد العالم .. أظن المسأله لها علاقه بسياراتهم ذات المقود على جهة اليمين .. و الله أعلم ) درس الفن و جاء ألى مصر منذ أكثر من عشر سنوات .. اسرته البلاد .. تزوج مصريه و أنجب طفلين رائعين .. يمارس هوايته فى الرسم مع تعمق شديد فى دراسة التاريخ , تعرفت عليه فى معرضه بالقاهره , و فهمت أنه يقيم فى السكندريه منذ نحو اربع سنوات لظروف عمله .. و بمناوره رجاليه مفهومه طبعا لأمثالى .. رتب أموره بحيث تعيش زوجته و اطفاله فى القاهره و يعيش هو فى الأسكندريه وحده .. و يزورهم كل أجازه اسبوعيه .. ( أظن فى تلك الطبيعه الرجوليه لا يختلف الأنجليز عن أى جنسيه أخرى فى العالم .. عن نفسى فعلتها من قبل ) المهم .. أتصل به اساسا لأسأله عن مقر اقامه مناسب لقدراتى الماديه , فيتقدم بعرضه الرائع .. أن أقيم لديه فى بيته , فهو يعيش وحده .. و سيسافر الخميس و الجمعه للقاهره لرؤية اسرته و يعود ليكمل معى يومين .. و طبعا أقبل العرض السخى جدا بفرحه عارمه .. فصديقى جميل الصحبه .. لكنته أراها مريحه فى التحاور , موسوعه تاريخيه و فنيه , بيته عباره عن معرض لأعماله الفنيه و كتبه النادره , و ايضا .. معلوماته فى الأقتصاد و التجاره تشبه معلوماتى فى الطبيخ .. بمعنى .. لا معلومات أطلاقا .. و بالتالى ففى صحبته حتى لو استدرجنى شيطان نفسى للحديث عن العمل .. فستتكفل ضآلة معلوماته بقتل الحديث فى الأعمال من بدايته .. و بالتالى .. استريح فعلا من التفكير فى أى شىء


أجازه مثاليه بترتيب قدرى سخى ..و هديه يستحيل مقاومة قبولها بترحاب


الخميس صباحا ألى بيت صديقى القاهرى , الترتيبات تتم كما اتفقنا , أقود السياره الجديده , هى صينيه الصنع , على غرار تلك السيارات الصينيه التى امتلأ بها العالم أجمع .. تكاليفها معقوله , و تحاول الأستعاضه عن فقدان الجاذبيه بالأغراق فى الكماليات و الرفاهيه الغير مبرره .. فأشعر فى قيادتها بأنى اقود بلاى ستيشن من كثرة الأزرار و العمليات العجائبيه التى تلهى قائد السياره عن افتقارها للقوه و الثبات .. المحرك سعة ليترين كسول ألى درجه كبيره .. و ناقل الحركه الأوتوماتيكى ممل .. و حتى عند التحول بنظام التريبترونيك ألى ناقل الحركه اليدوى .. فأداء السياره غير شيق بالمره .. المهم .. أصل ألى السكندريه الجميله .. لأقابل صديقى البريطانى ليعطينى مفاتيح شقته .. و أوصل صديقى القاهرى ألى بيته .. ثم .. أنطلق ألى مخبأى السكندريى الذى حبانى به القدر من حيث لا أدرى ولا أحتسب.. لتبدأ اجازتى فعلا فى الساعه الواحده من ظهر يوم الخميس


المكان .. حى ستانلى بالأسكندريه .. بجوار فيلا محمد رجب العريقه .. فى الدور الثالث من مبنى حديث نسبيا .. فى شقه لا أستطيع تبين لون جدرانها الأصلى من كثرة اللوحات الفنيه المعلقه عليها .. غزير هو أنتاج هذا البريطانى الملتاث .. حجرتى تجاور حجرة المكتب .. جدران المكتب لا تخلو من لوحات أو ارفف للكتب ... ياللهول .. افهم الآن شعور على بابا حين دخل المغاره .. الكتب ذخائر حقيقيه .. شكسبير باللغه الأصليه التى لن افهمها ألا بقاموس خاص .. و أن فهمتها فلن استطيع نطقها .. مذكرات اللورد كارينجتون .. دراسات عن فرسان المعبد و صراع الفاتيكان .. كتاب القانون لجماعة أخوية المعبد الشرقى .. ياللهول .. فعلا يا للهول .. و أجمل من ذلك أنى فى هذا الخضم الذاخر وحدى لمدة يومين .. ياللهول بجد


فى تلك اللحظه .. بدأت ممارسة العشق كسابق عهدى مع الجميله البارعه ... الأسكندريه


و العشق يا حضرات يختلف كثيرا عن الحب .. فالحب كما جاء فى طوق الحمام للأمام ابن حزم .. يبدأ بالأنجذاب .. أى الرغبه فى الوصال .. يزيد الانجذاب ألى الوله .. فيصير الوصال حتميه لمواصلة الحياه و راحة البال .. هنا يحدث الوجد .. فيصير الوصال سعاده و هناء .. عندها يكون الحب .. فحين تحب فأنت تحب أنت تصل الحبيب .. و أن غاب تشتاق للقياه .. ولا يهدأ الشوق ألا بحضور الحبيب .. فأن كانت الأرواح على وفاق من لدن رب العباد و فى خلقه الشؤون العجاب .. فيكبر الحب حتى يصير عشقا .. و العشق يحيل الشوق فى الغياب .. ألى شوق فى الغياب و الحضور .. فالعاشق يشتاق لحبيبه حتى ساعة الوصال .. فيصير المعشوق عندها سبب حياة العاشق .. لا مجرد سبب سعادته فى الحياه .. بهذا المعنى تكلم ابن حزم صاحب طوق الحمام .. و قال الأمام البوصيرى فى الهوى
و صاحب الخمر يصبح واعيا .. و صاحب الهوى طول العمر سكرانا

و ارانى فى عشقها .. طول العمر سكرانا .. و أعترف أن الأسكندريه فى وجدانى ليست فقط أرض النجاح الباهر فى العمل حين كانت أعمالى فى أوج نجاحها .. لكن الأسكندريه ايضا هى تلك البقعه الجغرافيه العبقريه التى يمكن عندها تطبيق جغرافيا الحنين بمعنى الكلمه , الجغرافيا تصنع التاريخ .. عظيم .. القاعده صحيحه .. لكن يبدو أن الأسكندريه هى الأستثناء الذى يؤكد تلك القاعده .. فتاريخ الأسكندريه كان له دور عجيب فى تشكيل جغرافيتها .. و لنعد للبدايه .. فى هذا العصر البعيد .. عصر الأسكندر الأكبر المقدونى .. هذا الفاتح العظيم الذى اسس أوسع امبراطوريه عرفها التاريخ القديم قبل أربعة قرون من الميلاد .. لكن قصة السكندريه لا تبدأ بالأسكندر قط .. تبدا قبل الأسكندر نفسه .. ألى نقطه أكثر غورا فى التاريخ .. ألى ماقبل الفلسفه .. و ماقبل حتى العقل

موقع الأسكندريه قبل اربع و عشرون قرنا من الزمان كان .. مجرد بحر مالح .. نعم .. لم تكن الأسكندريه ارضا ابدا حتى هذا الزمان القديم .. و كان على اليابسه قرية صيادين فقيره اسمها راكوده ( راكوديس ) و يقابلها و على البعد منها جزيره فى البحر تسمى فاروس مجرد ميناء بائس تقابله جزيره شبه مهجوره .. يحدهما من الشرق مستنقعات الدلتا الموحشه .. تلك المستنقعات المرتبطه فى ذهن المصريين القدماء بشرور الأله ست الذى خبأ رأس المحبوب أوزوريس فيها بعد قتله .. و على الجانب الغربى من المشهد البائس للقريه و الجزيره تمتد الصحراء الغربيه مدخل الصحراء الكبرى الأفريقيه القاحله .. و بوابة غزوات البربر الهمج .. مجرد مشهد بائس و موضع مهدد دوما و بالتالى وضع فقير جدا لتلك البقعه .. تلك كانت الجغرافيا بالتحديد

نترك المشهد الجغرافى البائس قليلا و نتطلع شمالا لمشهد تاريخى كان يعاصر ذاك البؤس على الساحل الجنوبى لمتوسط , بداية من جزيرة ساموس اليونانيه فى القرن السادس قبل الميلاد حيث ولد فيثاغورس , هذا المؤسس لعلم الرياضيات و ماسمى وقته بعلوم الحكمه و ما أطلق عليه بعدها الفلسفه , ارتحل فيثاغورس لعشرين عاما و تلقى تعليمه الرئيسى فى مصر , عاد بعدها محاولا أصلاح مجتمعه فى مواجهة طواغيت الحكم و الظلام وقتها , حاول تأسيس مدينته الفاضله فلم يجد سوى باحة منزله ليؤسس فيها مدرسه لتنوير النجباء من الشباب .. اشترط على طلابه سلامة الجسم و العقل و اسس جماعه تنتهج أسلوبا متصوفا فى الحياه .. ابتغاء الوصول ألى الحكمه و الأقتراب من الكمال .. طبيعى لم تلق تعاليمه صدى واسع فى حينه لكن افكاره انتشرت بعيد وفاته بل و تاسست عقيده كامله هى الفيثاغوريه , و بعد قرنين من الزمان اعترف مجلس الشيوخ الأيطالى بحكمته و تقرر أقامة تمثال له .. مائة عام بعد وفاة فيثاغورس وفى مقدونيا .. و تحديدا فى القرن الخامس قبل الميلاد .. نتطلع ألى اثينا .. ألى قاعة الكاهنه ديوتيما الناهله من تعاليم فيثاغورس التى وردته من تعاليم حكماء قدماء المصريين, الكاهنه و تلميذها الفذ النجيب .. سقراط هذا الحكيم المؤسس لعلم الأخلاق .. والجدليه .. و الميتافيزيقا .. الجانح للتصوف .. المبدع فى الفكر السياسى .. اتهمه البعض بالجنون و حوكم فى بلاده و أعدم بتهمة الهرطقه .. لكن تأثير أفكاره على الحضارات اللاحقه يظل بارزا ألى اقصى درجه .. فاليهوديه و المسيحيه و الأسلام كلهم بل جميعهم اتبعوا مناهج بحثه و تبنوا الكثير و الكثير من افكاره , لدرجة أن صارت معضله لكل باحث مدقق فى التاريخ العقائدى أن يحدد أى المبادىء ألهى و أيها .. سقراطى .. حتى أن الجماعه الأحمديه الأسلاميه تذهب للقول بأن سقراط كان نبيا رسولا .. علم الناس الأخلاق و بلغهم رسالة وجود خالق للكون !!! عجيب أمر هذا الرجل الذى عاش و حوكم و أعدم .. و لم يتبق من تاريخه ألا ما جاء على لسان تلميذه افلاطون

افلاطون التلميذ المخلص هو المصدر الوحيد لمعرفة افكار أستاذه العظيم .. سقراط , يعتبر البعض أن الفلسفه الغربيه كلها ما هى ألا حواشى فلسفة افلاطون !! عظيم هو هذا الرجل فيلسوفا و شاعرا و فنانا .. تاثر بمصرع معلمه و جاهد ليطبق مبادئه بعد وفاته .. ارتحل وراء حلمه العظيم فقابل طواغيت و فلاسفه .. مؤمنين و ملاحده .. دارس و حاور الفيثاغوريين ( عبدة الأرقام ) و السيراكوسيين المؤمنين بالتضحيه البشريه لأرضاء الشيطان معبودهم الرئيسى .. كان افلاطون مؤمنا بوجود اله خالق كاستاذه و ماكان تقاربه من الفيثاغورين الا لما وجده من تقارب بين فكرهم و اسلوبهم و اسلوب أستاذه سقراط العظيم فى التصوف و التأمل و الفكر .. و ايضا مؤمن بقدرة الأراده البشريه فى الخلق أذا ما اتبع البشر .. الحكمه , و لأنه كان مؤمنا مخلصا بالحوار و الجدليه فقد قبل فى مدرسته تلميذ ملحد تماما هو .. ارسطو هذا الفيلسوف العالم الذى أسهم فى كل جوانب تشكيل الفكر الغربى و من ثم الحضاره الغربيه كلها .. كاستاذه افلاطون و أستاذهما أرسطو .. حاول أرسطو تأسيس المدينه الفاضله .. ارتحل أولا ألى أكاديمية افلاطون و مكث بها عشرون عاما ينهل من علوم أستاذه , بعد وفاة افلاطون ارتحل ألى بعض الجزر لدراسة النبات و الحيوان مضيفا لما تعلمه من الفيزياء و الرياضيات و الفلسفه .. عاد بعدها رئيسا للأكاديميه المقدونيه الملكيه .و صار بالفعل معلما للملوك .. فقد درس على يديه ثلاثة تلاميذ صارو لا حقا ملوكا ..هم بطليموس و كاساندر و .. الأسكندر الأكبر

الأسكندر الأكبر المقدونى .. الفاتح العظيم .. فقط ؟ الفاتح العظيم ؟ لا يمكن اختصار هذا الرجل فى تلك الصفه فقط .. هذا الرجل تتلمذ على يد أرسطو .. و تشرب بعلوم الأقدمين المؤسسين لفلسفات و علوم الحضاره الأنسانيه كلها من حكماء المصريين ألى فيثاغورس ألى أرسطو مرورا بسقراط و أفلاطون .. قرنين من الزمان منذ عهد فيثاغورس ألى عهد الأسكندر المقدونى و فكرة المدينه لفاضله تراود الحكماء .. لم تكن المدينه موقعا جغرافيا قط .. لكنها كانت مجرد فكره .. فكره ليست على الأرض .. لنحتفظ بتلك الحقيقه جيدا حتى وقت لاحق لنفهم كيف قام السكندري بالبناء .. و كيف تحولت الفكره التاريخيه .. ألى مدينه بارعه

الأسكندر الأكبر كان على ديدن اساتذته .. مؤمن بالتعايش والحوار و قبول الآخر و حرية العقيده ألى اقصى قدر .. فرغم أيمان الأسكندر بوجود اله ظل يبحث عنه طوال رحلة حياته القصيره الشديدة الثراء .. فقد كان وزيره هو أرسطو .. الملحد تماما .. و كلاهما كان ينهل من علوم فيثاغورس و سقراط و افلاطون المؤمنين !! تعايش مثالى يقدس حياة الأنسان و يحترم أرادة البشر ألى اقصى حد .. و بينما يستغرق أرسطو بألحاده فى دراسة العلوم و الحكمه .. يبحث الأسكندر بذات منهج العلوم و الحكمه عن الأله فى آسيا الوسطى و الشام .. ثم يستقر على السجود لآمون .. اله المصريين القدماء فى معبده بواحة سيوه .. يختلف التاريخ هنا فى توقيت قرار بناء الأسكندريه .. هل تقرر قبل الأخلاص لآمون و التنصيب فرعونا لمصر ؟ أم بعدها .. لكن المؤكد أن الفكره جائت للأسكندر العظيم خلال استراحته على شاطىء القريه البائسه ركوديس و هو ينظر للجزيره المهجوره فاروس .. بين الجزيرة و اليابسه البائسين .. بحر .. مجرد بحر مالح ضحل .. و أظن الأسكندر كان كعادته مهموما بفكرة المدينه الفاضله .. تلك البقعه التى أيقن الحكماء بعد قرون من البحث و المحاوله أنها لا تقع على الأرض التى يعرفونها .. لا تقع على الأرض ؟ ياللهول .. مدينه لا توجد على الأرض .. أذا فاليابس المعروف لا يحوى المدينه الفاضله .. هنا تبزغ الفكره لا ندرى بترتيب قدرى من الأله أم بتدخل أرادة الأنسان الحكيم .. و يكون القرار .. اردمو البحر بين القريه البائسه و الجزيره المهجوره .. لتكون الأرض التى يبنى عليها الأسكندر الأكبر مدينته .. الأسكندريه .. يا للحظه الفريده .. التاريخ يتدخل للمره الأولى ليصنع الجغرافيا و ليس العكس .. بارادة الأنسان و بحكمته و قراره التاريخى .. تتغير الجغرافيا .. و تنشأ البقعه المنشوده .. ليتحول البحر ألى يابسه تحتوى الحلم , الفكره , قبل أن تحتوى المدينه .. الأسكندريه

الأسكندريه اذا يا أحبائى ليست فقط مجرد مدينه .. لكنها فكره.. حلم .. مبدأ .. نسق أخلاقى مبنى على الحكمة و الحق و الخير و الجمال .. بحث عنها الحكماء لقرون .. و حاولوا بطرقهم التقليديه المعروفه تحويل بقعه على الأرض ألى مدينه فاضله .. فشلت كل محاولاتهم .. ألى قرر تلميذهم النجيب أن يتحرر بفكره من اساليب حتى اساتذته .. و يكف عن البحث على اليابسه .. و بدلا من مجرد البحث .. يخلق اليابسه .. ليقيم عليها .. فكرته

الأسكندريه جائت بالحكمه .. هذا هو بالضبط ما حدث , لتحتوى كل شىء متحضر و متعلم و جميل .. فن و رياضيات , شعر و فيزياء , موسيقى و علوم سياسيه , ايمان و ألحاد .. الأسكندريه جاءت كوعاء , بوتقه , تصهر كل ما يدخلها من عناصر ساميه لتحولها ألى عنصر واحد متجانس .. اسمى من كل العناصر الأخرى , و من هنا.. من تلك اللحظه .. تعود الجغرافيا لتتسلم زمام الأمر .. و تبدأ الجغرافيا مره أخرى فى صناعة التاريخ

__________

بتكوينها المذكور طبعا صارت الأسكندريه بقعه جاذبه فى الأساس لكل جميل .. و لأن تأسيسها جاء فى عهد انتصار الفكر السياسى الديموقراطى المتنور الأول فى التاريخ .. فقد اجتذبت الأسكندريه المتنورين , المتقبلين للتعايش بلا نزاعات عقائديه , و لأنها كانت فى حينها خاضعه للأمه المنتصره فى ذاك الزمان .. فقد حظيت منذ تأسيسها الأول بحمايه تليق بعاصمه منتصره بالفعل , , تولى بطليموس حكمها بعد وفاة السكندر الأكبر و صار ثانى ملك من تلاميذ سقراط , اعتمد ذات المبدأ فى تعايش السكندريين الأوائل .. فالعمل و النشاط و الحياه و الحريه و العقيده مكفولين للجميع .. مادام الجميع يحترم الجميع .. فمعابد ايزيس و تانيس و رع يجاورون معابد بوسيدون و عشتاروت و سميراميس , تماثيل أبو الهول و خراطيش رمسيس و سيتى يتجاورون مع تماثيل ابولو و فينوس و افروديت .. الأغريق و المصريون و الشوام و بنى اسرائيل يتجاورون و يتعايشون و ينتجون حضاره تقدس الحياه و النجاح .. لا غرو أن تكون الأسكندريه ملجأ لكل الطوائف المستنيره المضطهده فى العالم القديم .. فيلجأ اليها الفيثاغوريين بعد اضطهادهم فى جنوب أيطاليا , و يرتحل أليها حكماء و علماء و تجار , و كما تقام منارة فاروس السكندريه أحدى عجائب الدنيا السبع كرمز للنور .. تقام المكتبه الشهيره كرمز للتنوير .. و الأسكندريه تصير مصدرا رئيسيا لكلاهما .. النور و التنوير

لا مجال هنا لسرد كل التاريخ الثرى الرائع للمدينه , لكنها كمدينه بدأت فاضله .. فصار تاريخها صراعا ملخصه محاولة المدينه الجغرافيه التى صنعها التاريخ للتمسك بفضيلتها فى وجه صراعات أغلبها مذهبى و سياسى ليس فيهم أى فضيله .. الأسكندريه تعيش الصراعات كبقعه جغرافيه تصنع التاريخ , بعد أن صنع التاريخ بقعتها التى لم تكن فى الأصل جزءا من الأرض التى يعرفها الأنسان

و كبحر متوسطيه اصيله تمارس جبروت الحضاره , فتحتوى الأضداد بنهم شديد , يقيم فيها اليهود القرائين معبدهم الأصلى , و يأتيها رسل المسيحيين الأوائل كما كانت آخر بقعه فى العالم المسيحى التى يمكن للوثنين فيها ممارسة عباداتهم القديمه بحريه تامه !!! عجبا لتلك البوتقه الساحره .. طبعا لا يستقر الحال كثيرا بفعل التاريخ .. و تدور الصراعات و تصير المآسى .. اشهرها انتحار كيلوباترا الملكه البطلميه الأخيره , و مصرع هيباثيا أبنه ثيون عالمة الرياضيات و الفلسفه الخالدة الذكر .. يدور الصراع المسيحى الأول كما دارت الصراعات الوثنيه اليهوديه على ارضها , و تراق دماء و تنتشر عقائد جديده و تندثر عقائد كامله كما حدث لآخر معاقل الفيثاغوريين على الأرض و الأرض حيث ذبحهم رهبان متعصبون فى معبدهم الغامض الكائن فى مغاره تحت الأرض فى منطقه نائيه أغلب الظن أنها منطقة كفر عبده الحاليه .. يأتى العرب فاتحين بدين جديد , تحترق المكتبه الرائعه و يحار التاريخ فى من المسؤل عن تلك الكاريثه .. تقاوم أسكندرية محمد كريم الأستعمار الغازى و يسقط الشهداء دفاعا عن أرض مصر كلها.. أمير البحار محرم بك يوقد السطول المصرى فى حرب الموره .. و يحتل الساحل المقدونى و أجزاء من يوغوسلافيا .. و تتكالب عليه اساطيل ثلاث دول لتغرقه بعد مقاومه عنيفه .. أحمد عرابى يحصن الطوابى و يقاوم الأسطول البريطانى بجيش من الفلاحين المخلصين .. و تغرق شوارع السكندريه فى دماء السكندريين .. تنطلق المظاهرات لأستقبال سعد زغلول و أناشيد السكندرى الخالد سيد درويش تهدر فى الفضاء أن بلادى بلادى لك حبى و فؤادى .. حتى يصير النشيد الذى تم تأليفه و تلحينه على قهوة البورصه بالأنفوشى نشيدا قوميا لمصر كلها .. يخرج آخر ملوك مصر و السودان منها على يخته المحروسه ألى منفاه الأخير و من ميدان المنشيه يعلن عبد الناصر تأميم قناة السويس .. تاريخ كامل صنعته الأسكندريه أم احتوته فقط ؟ .. يحار الباحث فى الأجابه فعلا .. فهل الأسكندريه هى المكان المحرض على التحرر و التحرير .. أم أن مبدأ التحرر ذاته يتجلى فى الأسكندريه .. فى عصرنا الحالى يكون نادى قضاة الأسكندريه هو الشراره الأولى فى حركة القضاه لمواجهة طغيان الحاكم الحالى .. و تكون جامعتها هى من يتخرج منها أول عالم مصرى يحصل على جائزة نوبل فى الكيمياء الدكتور أحمد زويل .. هل هو التاريخ ما يصنع مجد تلك المدينه ؟ أم أن جغرافيا تلك المدينه هى ما يصنع تاريخها ؟؟ أظنى ذكرت أن الجغرافيا عادت تمارس دورها فى صناعة التاريخ منذ ثلاثه و عشورن قرنا .. الم أذكر ذلك ؟

تغنى لها فيروز و تحتضن أول حفلات عبد الحليم حافظ , يشدو فيها النديم و تحتوى بيرم التونسى ويلحن لهما سيد درويش .. قديسين و أولياء صالحين سكنوها و عاشوا فيها ... كرامات الآباء من مرقص حتى أسناثيوس و كيرلس كانوا بطراكة الأسكندريه .. و الأولياء من ابن عطاء الله السكندرى حتى ياقوت العرش مرورا بالبوصيرى و الشاطبى و العجمى ... راديو ماركونى و سجائر كوتاريلى و نبيذ جاناكليس و ريا و سكينه .. و الكرازه المرقصيه و مقام أبى العباس المرسى و معبد القرائين اليهود .. هانو و سابا باشا اليهوديان منافسين بشرف لفرغلى باشا و عبد الجليل باشا و عادل باشا فانوس فى مجالات الصناعه و التجاره و النمو

بوتقه متوسطيه حقيقيه هى الأسكندريه .. و بجغرافيتها الفريده .. هاجر أليها الأسرائيليين لتتكون فى الأسكندريه ثانى أكبر جاليه يهوديه فى العالم قبل نكبة فلسطين .. وهاجر أليها اليونانيين و القبارصه بعد التهجير التركى لهم , و لجأ أليها الأرمن فى توقيت قريب من ذلك .. الشوام و الأيطاليين يبحثون عن الذهب الذى يتفجر من نشاطها الأقتصادى .. بورصة مينا البصل تنافس بورصة ليفربول فى تحديد اسعار القطن عالميا بأدارة عبد الجليل باشا سمره .. و بورصة الأوراق الماليه بالأسكندريه تسجل ثالث أنشط تداول فى العالم بعد بورصتى لندن و نيويورك فى الثلاثينيات وحتى العام 1940 .. تأتى منها أنتيجون كونستاندر ملكة جمال العالم للعام 1954 .. و فى الستينات يقف الشيخ المحلاوى على أحد منابرها ليعلن أن الوصول ألى القمر كذبه كافره .. و أن ما شاهده الناس على شاشات التليفزيون ماهو ألا خدعه .. و أن التليفزيون اساسا من عمل الشيطان , عادل أدهم و سيف وانلى و كامل مصطفى .. داوستاشى و ديميس روسوس و سهير زكى .. وجوه أعطت للحضاره .. و كلهم .. من الأسكندريه

صراعات تاريخيه قاومتها الأسكندريه بجغرافيتها .. فالأسكندريه صارت جنة الطبقه الوسطى أو بقاياها فى مصر بحكم تكوينها و بنائها , ليست العاصمه منذ الف عام حين تاسست القاهره على ايدى الفاطميين .. لكنها لعبت ببراعه طوال الأربعه و عشورن قرنا منذ تأسيسها دور القائد الحكيم و الملاذ الآمن للكل .. ليست العاصمه لذا فهى ليست بقسوة العاصمه .. و ليست ريفا فهى ليست بضحالة الريف .. هى ببساطه .. بحر متوسطيه فاتنه .. شبق الأيطاليات و حميمية اليونانيات .. رقة الفرنسيه و دفء الشاميه ..اصالة فراعنه و حداثة اتراك .. غموض أسرائيليين و سماحة أقباط و تصوف مسلمين و شدة أهل البحر .. فى الأسكندريه نموذج للفارق و المفارقه بين الفلاح و الملاح .. حيث يتفوق الملاح بخبراته و تفتح عقله لكل جديد , يستوعب و يحتوى و ينحاز فقط .. للحياه

أسهبت فى ممارسة العشق .. و أخرج عن العاده فى سرد كل ما فى جعبتى فى مقال واحد . و ليكن مقالى عربون محبه للأسكندريه .. ليتلوه لاحقا هدايا أخرى تليق بالعاشقين .. أو كما قال الشيخ أمام حين غنى للأسكندريه
يا اسكندريه عاشق و بدى
أرتاح فى حضنك و الود ودى
يكون كلامى .. عربون غرامى
و بالمحبه ناخد و ندى
فى اللقاء القادم قد أحكى عن مشاعرى عنها .. أو قد أكمل فى سرد ماقاله عنها الآخرين ممن سبقونى

13 Comments:

Blogger يا مراكبي said...

أعلم أن هذا الموضوع هو مقدمة وأنك لم تدخل بنا إلى صلب الموضوع بعد .. فهذه المقدمة كلها هي تهيئة وإعداد لتوضيح كافة المسلمات والحقائق التي تؤدي بعد ذلك إلى الإنتقال من الحالة العامة إلى حالتك الخاصة

لكنها مقدمة أحييك عليها فقد أسهبت في وصف المعاني الخفية لنشأة الإسكندرية وهي نشأة غير مادية أبدا وليست مجرد إنشاءات وبنية أساسية فحسب .. بل هي فكرة روحية قبل كل ذلك

2:49 PM  
Blogger Unknown said...

يافندم
انا بنسجلوا حضوررر
لحين القراءة بالكامل
والتعليق بمخمخة واستمعّان

3:07 PM  
Anonymous Anonymous said...

....
مااروعه عشقك
للمدينه
ومااجملها علاقه
مع اصدقائك ...
ومااغزرها معلومات موسوعيه
عن المدينه والفلاسفه والاسكندر والتاريخ والجغرافياوالعشق والهوي
ومااجملها مدينه خلقتها الفكره
ومااروعه عشق
ومااجمله عربون غرام
ومااسعد حظنا بصداقتك وقراءتنا لكلماتك ومشاعرك
كنت احب الاسكندريه
لكنك احببتني فيها اكثر مليون مره
صباحك جميل
اميره

3:38 PM  
Blogger Unknown said...

الشكــر لله
سبحانه وتعالى
أن هيىء لك هذه
الأجازة حتى ترتحل الى
محبوبتنا جميعاً الأسكندرية
لتخرج لنا هذه التدوينة بل قل
الرحلة فى الزمان والمكان والتاريخ
رحلة جميلة بجمال الاسكندرية وبحكمة
الفلاسفة العظام الذين ذكرتهم
بجد بجد بجد
مدينة جميلة
وتدوينة أجمل واجمل

6:03 PM  
Blogger Unknown said...

وكما أفترض المراكبى
هى مقدمة لكثير قادم
فنرجو الأ تتأخر.

6:05 PM  
Blogger عشتار said...

كعادتك أطلقت العنان لثراءك الثقافي والفكري برغم الحالة الرومانسية التي اثارتها بك الاسكندرية , وكعادتك شغفك بالاشياء قوي حد العدوى , يعني لو سمحت احجزلي معاك المرة الجاية

هل الأماكن هي التي تصنع الناس أم الناس هم الذين يصنعون الأماكن ؟ ما رأيك أن تصنع من هذة المدونة مقدمة لكتاب ذكريات عن اسكندرية؟

موسوعة يا صديقي

تحياتي

8:32 PM  
Blogger ... said...

استمتعت جدا بالتدوينة كاملة
كل حرف فيها
ربما لا أملك كثير من الذكريات للمدينة الجميلة
لكني استمتعت بتفصيلك لتاريخا ونشأتها وارتباطها بالفلاسفة والعلم والفن
بجد امتعتني
في انتظار تفاصيل الرحلة ومغامراتك مع الكتب واللوحات التي استشعرت وجودها من وصفك لها

1:15 AM  
Blogger بنت القمر said...

المدينة تستحق جميلة وراقية لكنها مثل كل الاشياء لها وجه اخر لا يعرفه الزوار العابرون
الذين يحضرون للجلوس في الصالون الشرب القهوة فلا يرون الكركبة في المطبخ
:-)))
اعتقد يا عزيزي ايضا كما قلت انها تستحق...خلقها الله فاحسن خلقها لكن البشر يضنون عليها بذلك الحسن للاسف
:)

1:53 PM  
Blogger Unknown said...

بجد مقاله رائعه

مش لاقى كلام يتقال بعد وصفك و عشقك للمدينه دى

بس متهيألى حبيتها اكتر ما كنت بحبها بعد كلامك و المعلومات اللى استفدتها ...

روعه

2:06 AM  
Blogger Jana said...

رأيت كثيرين ممن يعشقن الاسكندرية ..ولكنك وللحقيقة عاشق مختلف
لم اتخيل أن تلك الزيارة القصيرة قد تبهجك الى هذا الحد..حتى أنها تقدح زناد فكرك فتخرج بتلك الكلمات الرائعات عنها ..
وحتى حين اتجهت جغرافيا وتاريخيا تكلمت بروح العاشق مرة اخرى فاختلطت المعلومات
الصريحة بالأوصاف الناعمة بشكل مبهر

الاسكندرية تعشق محبيها بنفس الدرجة لأنهم لا يرون عيوبها المستحدثة ولا يشكون شوارعها المهدمة ..بفضل أبو الهدد وغيره ..ولهمم بها أخفى كل تلك المساوىء فوجدوها عروسا تخلت عن رداء القبح الذى يحاول البعض سترها بيه عنوة
فابتجهت هى لرؤياهم كبهجتهم برؤياها وألقت بسحرها فى قلوبهم فعادوا مثلك مسحورين
:)
أتمنى ان تدوم تعاويذ السحر بقلبك حتى زيارة قادمة

وفى انتظار البقية

9:40 PM  
Blogger أبوفارس said...

ممتع و مشوق كالعاده٠٠ثقافتك الواسعه و ميلك الطبيعى لرؤية الواقع بأبعاده وطبقاته المتعدده أعطى لما كتبته عمق ونكهه متميزه٠٠أنا مثلك قاهرى عاشق للأسكندريه٠٠حيث ملاعب الشباب وذكرياته المحفوره فى العقل والقلب
٠٠رجاء على الهامش٠
٠ذكرت بعضاً مما تحتويه مكتبه صديقك الأنجليزى ومنها "دراسات عن فرسان المعبد و صراع الفاتيكان٠ ٠" هل أطمع فى كرمك لو تذكر لى عنوان تلك الكتب٠٠فرسان المعبد وتاريخهم الذى تتعانق فيه الحقيقه والأسطوره سواء هنا فى الشرق أو هناك فى أوربا بعد نهايه الحملات الصليبيه يدخل فى نطاق أهتماماتى الحاليه٠٠ولك الشكر٠٠تحياتى ومودتى٠٠خالد

1:58 AM  
Blogger bluestone said...

جميلة رحلتك في تاريخ اسكندرية
وصفك لمنزل صديقك جعلني اتواجد فيه
ربما أبحث عن البريطاني الرسام في زيارتي المقبلة للاسكندرية

اجدني افكر كثيرا في حال الاسكندرية اليوم .. وانا اتجول كثيرا في ثناياها الداخلية ولست فقط من زوار الكورنيش ورأيت على مدار سنوات قليلة تراجعا في جمالها ..او لنقل في روحها الاخاذة .. تغيرت وتتغير للاسوأ للاسف
تشعر ان ما بقى من الاسكندرية معشوقتك ومعشوقة عشاق البحر هي اركان نادرة صارت تتآكل بينما حل محلها وجوه أخرى ليس هنا محل الحديث عنها

ربما عليك وانت عاشقها والخبير الادرى بها ان تكتب لنا تحليلا عن وجه الاسكندرية الذي تغير

وعلى فكرة
قراء شكسبير بلغته الاصلية الانجليزية القديمة اكثر متعة

1:56 AM  
Blogger hanan sorour said...

واضحالعشق للمعشوقة سندريلا مصر
معلومات قيمة انا عن نفسى اول مرة اعرفها برغم انى سكندرية
سرد للتاريخ بسيط وجميل بلغة رائعة ما اعجبنى مرادفاتك لوصف حالات معينة

10:45 AM  

Post a Comment

<< Home