فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Sunday, August 27, 2017

بحوث العمليات ... و الأسطى بتاع الأسانسير

عام 1983 كنت طالبا بأكاديمة السادات كلية الأداره , تخصص تمويل و بنوك , وقتها كانت الكليه مقتصر دخولها على خريجى القسم العلمى بالتالى توسعت ادارة الكليه فى مناهج التطبيقات الرياضيه فى مجالات الأداره و التمويل و الأقتصاد .. علما بأن الدفعه كانت 152 طالب منهم نحو 40 فقط تخصص بنوك .. بالتالى كان التعليم شديد الكثافه 
المهم فى العام 1983 كنت ادرس الترم الثانى من مادة ( بحوث العمليات ) Operation research و و هى فى الأصل علوم الجبر العالى و المصفوفات و التفاضل مقدمين فى صورة تطبيقات على مجالات الأداره المختلفه .. 
مهمة هذا العلم هى تحديد العناصر الثابته و المتغيره فى أى نشاط بشرى .. ثم قراءة العلاقات بين العناصر ووضع معادلات رياضيه ( غالبا تفاضليه ) تحدد تلك العلاقات بين العناصر كلها .. ثم ادخال كامل المعادلات فى نظام / مصفوفه او مصفوفات للوصول الى الحل المطلوب الذى يتمثل فى ثلاثة حلول لا رابع لها :
تعظيم الناتج maximize مثل تعظيم العائد او الأنتاج او الجوده 
تقليل الناتج minimize مثل تقليل الفاقد او الوقت و زمن الأداء 
أو 
المزيج الأمثل للعناصر optimize للوصول الى المزج الأفضل بين عناصر العمل للوصول الى افضل نتيجه فى ضوء المتاح
درست هذه الماده الشيقه جدا على يد الدكتور سمير عبد العزيز و كان استاذا للماده فى كلية الهندسه و كلية العلوم فى جامعة الأسكندريه , و يحضر للقاهره يوم فى الاسبوع لألقاء محاضرات مكثفه , و يقضى بقية اليوم فى محادثات مع الطلبه 
جدير بالذكر ان اهم تطبيقات تلك الماده كانت تتعلق بالنقل .. 
اى نعم .. نشاط النقل هو المجال الأول لعمل بحوث العمليات
فأدارة المطارات و الموانىء و السكه الحديد و المرور كلها انشطه فيها العديد من المشاكل التى يحلها بشكل حاسم علم ( بحوث العمليات ) ..
و فى مناقشاتنا ايام الشباب .. كان دوما السؤال عن أزمة المرور و فوضى مواعيد القطارات .. و كان الدكتور سمير عبد العزيز يؤكد أن حل مشاكل قطاع النقل عامه ( موانىء سكه حديد و مرور ) يكمن فى حسن تطبيق علم بحوث العمليات ..
و كنت اسأل بسذاجه : لماذا يا دكتور لا تقوم الحكومه بتطبيق قواعد بحوث العمليات للتخلص من مشاكل النقل و المرور ؟؟
فى مره اجاب بأريحيه شديده ( كان يتحدث لدارسى علوم الأداره و الأقتصاد ) فقال .. الموضوع يتعلق بحضارة المجتمع و أرادة الحاكم .. انظرو الى ( عامل الاسانسير ) فى اى مصلحه جكوميه .. فى الحقيقه هو عامل فى حالة بطاله مقنعه صريحه ( لا لزوم لوجوده من الأساس ) .. فشركات تركيب المصاعد تزود مصاعدها بالفعل بنظام ( مصفوفه ) تحقق افضل استخدام للمصعد فتوفر الوقت و المصروفات و تحقق اعلى درجة أمان ..
لكن ( الأسطى بتاع الأسانسير ) يعلم أن الارتكان للعلم يعنى ( قطع عيشه ) ووقف ( سيطرته ) على الأسانسير و طبعا وقف ( البقشيش ) الذى يحصل عليه من مستخدمى اللأسانسير .. بالتالى .. يعمد ( ألأسطى بتاع الأسانسير ) لتخريب متعمد لدائرة التشغيل الاوتوماتيكيه للاسانسير . حتى ( يبطل ) فعل ( علم بحوث العمليات ) و يتم التشغيل فقط يدويا .. ليستمر ( الأسطى بتاع الأسانسير ) فى ممارسة سيطرته و تحصيل البقشيش !!!
بالفعل بعد تلك المناقشه زرت و بعض زملائى عدد من المصالح الحكوميه فقط للأستطلاع .. فوجدنا ما قاله استاذنا حقا .. فكل اسانسير تم تركيبه فى الأساس مزودا بمصفوفه / منظومة تشغيل متقدمه جدا .. ألا أن ( الأسطى بتاع الأستانسير ) تعمد أتلافها .. بل جعل لنفسه مفتاح خاص بحيث يستحيل على اى مخلوق سواه تشغيل الأسانسير !!!!
سنوات قليله و جائت حكومة الطيب الذكر الدكتور على لطفى ( 1984 - 1986 ) .. و عن نفسى اراها من اعظم حكومات مصر .. و كان فيها الراحل الطيب الذكر اللواء احمد رشدى وزيرا للداخليه .. و رأيت بعينى رأسى سيادة اللواء يعتمد على طلبة المدارس فى الصيف لحصر عدد السيارات الماره فى الشوارع فى ساعات اليوم المختلفه .. و فهمت لاحقا أنه تم وضع تلك البيانات ( الرقميه ) فى متناول علماء بحوث العمليات المصريين .. و كان منهم استاذى الدكتور سمير عبد العزيز .. و بالفعل .. اشهد كما يشهد كل جيلى انه سنة 1985 و 1986 كان الراديو فى السياره يعلن عن ( زمن الرحله ) مثلا من مصر الجديده الى الدقى .. و يقول انها تستغرق 26 دقيقه فى الساعه الثانيه ظهرا .. و كان كل قائد سياره يجد الكلام فعلا حقيقه .. و التقدير دقيق .. و شهدت مصر وقتها انتظاما نموذجيا للمرور 
رحم الله اللواء احمد رشدى الذى طبق علم بحوث العمليات فى مجال النقل و المرور .. و نجح العلماء المصريون فى وضع المصفوفه / المنظومه الصحيحه للعمل .. و نجحت بالفعل .. حتى كانت مؤامرة تجار المخدرات و الأمن المركزى على الطيب الذكر اللواء احمد رشدى حيث تم اقالته عام 1986 .. و بعده بقليل اقيل الدكتور على لطفى .. 
من وقتها .. و أنا ارى علم بحوث العمليات يتم تعطيله بفعل فاعل و ابطال عمله على أيدى الكثيرين من أمثال ( ألأسطى بتاع الأسانسير ) .. فى نهايات عهد البائس حسنى .. أرى:
ميناء العين السخنه ( مدخلنا لأفريقيا و الخليج ) يخضع أراديا لأدارة شركه أماراتيه لأدارته .. فى أعلان مضمونه أن المصريون و علمائهم فاشلون حيث سيطر (الأسطى بتاع الأسانسير ) على ادارة الموانىء المصريه .. ففشلنا.. و نجح الأماراتيون !!!!
و طبعا ارى فشل تام لمنظومة المرور فى مصر .. حيث تغلغل ( الأسطى بتاع الأسانسير ) فى ادارات المرور فى الداخليه .. و ابطل فعل العلم .. و صرنا نغرق فى تكاليف وقود مرعبه بعد رفع الدعم عنه بسبب ازمات المرور .. ناهيك عن الحوادث المؤسفه المتكرره !!!!!
و اليوم 
أقرأ اعلان فشل جديد فى مجال النقل بالسكه الحديد .. سكك حديد مصر .. الثالثه فى العالم تاريخيا .. تعلن فشلها ..
اعلان صريح ..
نحن فاشلون .. و علينا ان نأتى بأجنبى ليدير تلك المنظومه 
هنا 
و هنا فقط 
أعزى استاذى الدكتور سمير بعد العزيز .. و أقول له 
انهزم علم بحوث العمليات .. و انتصر ( الأسطى بتاع الأسانسير ) 
فاللعنه على العلم ..
و المجد للأسطى بتاع الأسانسير 

0 Comments:

Post a Comment

<< Home