تقييم المشروعات .. بين الدكان و الشريان
حتى الليله لم ادخل فى اى مناقشات حول تفريعه ام قناه ؟ و امتنعت عن التعليق على مقالة مغفل متنطع على علم الأقتصاد السياسى يدعى كتابة دراسه بأرقام يرى بناء عليها أن المشروع غير مجدى
حتى امتنعت عن الأمعان فى الفرحه او توضيح وجهة نظرى فى المشروع .. اليوم .. و بعد حضورى لمؤتمر شباب أكاديمية السادات و عودة الأمل فى المستقبل برؤية مستوى طلاب الأكاديميه .. اسمح لنفسى الآن أن اشارك برأيى و الله المستعان:
----------------------
- المشروعات القوميه ذات العوائد الأجتماعيه و السياسيه و الأمنيه فضلا عن العائد الأقتصادى لا ينطبق عليها مطلقا معايير دراسات الجدوى بالأرقام التى تطبق على المشروعات الأخرى .. فمثلا .. مشروع السد العالى ..كيف يمكن حساب عائد السد العالى ؟؟
هل هو بقيمة فواتير الكهرباء او مياه الرى المولده من السد ؟؟؟ .. عفوا .. هذا قصور نظر يصل الى العمى و جهل يصل الى البهيميه ..
عائد السد العالى يمكن ( تقديره ) لو علمنا ان مصر تعرضت لأحد عشر فيضانا مدمرا من الستينات حتى اليوم .. لم نشعر بأيهم لوجود السد العالى .. حتى ان مفيض توشكى تم فتحه لأستيعاب فائض مياه احد الفيضانات الجارفه .. و أيضا لو عرفنا أن مصر مرت بتسعة مواسم جفاف شديد للنيل .. جفاف كان من شأنه موت الالاف من الجنوب سودانيين بسبب التصحر الذى اجتاح منطقة منابع النيل .. و فى مصر .. لم ندرى اساسا ان جفافا قد حدث للنيل بسبب .. السد العالى
بالتالى . يا ايها الأزعر المتنطع على علم الأقتصاد السياسى .. هل ينطبق على مشروع السد العالى نسبة ( معدل العائد الداخلى ) . ؟؟ أو معادلة فترة الأسترداد ؟؟
قناة السويس كذلك .. و علينا أولا ان نفهم ( فلسفة ) شق القناة من الأساس .. الفكره كانت لدليسيبس .. انجب تلامذه المفكر الاقتصادى سان سيمون .. و هو المؤمن بحتمية ان يكون للدوله مصادر دخل مستقله عن مصادر دخل الأفراد .. بحيث لا تعتمد الدوله فقط على ( الضرائب ) المفروضه على انشطة الأفراد فيها بحيث لو تعرضت انشطة الشعب المستحق عنها ضرائب للكساد يظل للدوله مصدر دخل مستقر يكفيها للانفاق حتى فى عهد الأزمات
و بتطبيق المثل على الوضع الحالى لقناة السويس .. فمثلا منذ خمس سنوات كان نشاط السياحه المصريه هو اهم مصدر للعملات الأجنبيه فى البلاد .. فضلا عن الضرائب و الرسوم المتحصله للدوله عن هذا النشاط السياحى .. و منذ 2011 توقف نشاط السياحه تقريبا .. فلو تخيلنا للحظه عدم وجود قناة السويس من أساسه .. لأيقنا أن مصر كلها كانت ستعانى من افلاس تام فى العملات الصعبه و من ثم شبح المجاعه الحقيقيه كان مخيما على مصر لولا وجود قناة السويس من الأساس لتدبر عملات اجنبيه تكفى لأستيراد غذائنا و دوائنا
نعود للمشروع الحالى .. توسعة القناه لتكفى لأزدواج قوافل المرور فى قناة السويس بسرعه اكبر من الماضى و نتسائل أولا عن طبيعة المشروع قبل السؤال عن عائده
المشروع هو ما يسمى فى علم الاقتصاد مشروع ( النواه ).. فهو مشروع محفز و جاذب لمشروعات اخرى حوله تستفيد من وجوده و توسعاته ..المشروع الجديد مهمته / أهدافه ليست فقط ( مرور السفن ) .. اطلاقا .. لكن أهدافه يمكن سرد أهمها كالتالى :
- خلق مناطق تخزين بضائع متخصصه تخدم اسواق العالم .. بما يسمى مناطق ( تجميع ) بالقرب من قناة السويس بحيث تحسن من زمن الأستجابه للطلب فى الاسواق العالميه و تخفض تكلفة التبادل التجارى الدولى بشكل عام .. و هو ما يخفض من الأحساس بالأزمه التجاريه العالميه الحاليه
- خلق مناطق انتاج بضائع حول مناطق التخزين .. كمشروعات على ارض مصر تشغل عمال مصريين فى اغلبهم و تجتذب استثمارات اجنبيه جديده فى اغلبها
- تغيير التركيب الديموغرافى لشرق القناه و تحديدا شمال سيناء .. بحيث تجتذب سكان مقيمين يعملون فى مشروعات التخزين و التداول و الأنتاج و يستوطنو شمال سيناء بما يعوض الخلل الديموغرافى فيها و يخفف ضغط كثافة السكان على الدلتا و الوادى
- مناطق التخزين و التداول و الأنتاج .. تخلق حولها مناطق ( خدمات ) ملاحه و تجاره و تمويل و بنوك بل و بورصات تجاره بكل مشتملاتها من عناصر و هيئات قياس و تصنيف و تحكيم و خلافه .. كل تلك الخدمات ستكون بمعايير اداء عالميه .. يعمل فيها مصريين يستفيدو من رفع مستوى أدائهم و خبرتهم و علمهم و قدراتهم
- مع تحقق الأستقرار و الأمن فى مصر و تنامى المشروعات و الأستثمارات المباشره و الغير مباشره .. ستعتبر مصر كلها ( و ليس فقط اقليم القناه ) ملاذا آمنا للاستثمارات الأجنبيه و العربيه .. و كمثل حى على ما اقول .. فشركات الملاحه اليونانيه تسيطر على نحو 40% من نشاط الملاحه و النقل البحرى فى لعالم .. و مع الوضع المتردى فى اليونان .. فاليونانى يبحث لأستثماراته عن ( ملاذ آمن ) ينقل اليه مركز أعماله مع فرصة نمو مضطرد .. ولن يجد الملاح اليونانى ملاذا آمنا افضل من قناة السويس خصوصا بعد توسعاتها ..
بوجه عام .. الحاله المصريه اليوم تشبه حالتها سنة 1805 .. حين حقق محمد على استقرار مصر و شرع فى بناء نهضتها .. و كانت مصر الملاذ الأمن للجميع فنقل اليونانى و الايطالى و الأرمنى و الشامى استثماراتهم اليها .. و كانت نهضة مصر الحديثه فى ظروف تشبه كثيرا الظرف الحالى
مما سبق .. اكرر .. ان تطبيق معايير الأستثمار العادى و التقييم المالى المعتاد على مشروع مثل مشروع توسعة و ازدواج قناة السويس هو نوع من السذاجه الاقتصاديه و الحمق المالى ..
عفوا .. مقاييس العائد و الاسترداد يمكن تطبيقها على نشاط يكتفى بتحصيل عائد .. لا على نشاط مهمته خلق حياه حوله .. معايير التقييم لقناة السويس يجب ان تأخذ فى اعتبارها الشعور القومى الذى يطغى على حال المصريين اليوم .. و لنتذكر دراسات البورصه المصريه التى كانت تصعد بقفزات واسعه بعد كل انتصار لمنتخب كرة القدم .. ساعتها .. هل يمكن تقييم أنفاقنا على منتخب الكره بطريقة العائد الداخلى ؟ او معدل الأسترداد ؟؟؟
حماقه ما بعدها حماقه هى تطبيق المعايير العاديه على مشروع شريان حياه ..
لأول مره منذ أيام انتصارات حسن شحاته يرفع كل المصريين أعلام بلادهم و يقفو احتراما للسلام الجمهورى .. فكيف يمكن تقييم هذا الشعور ؟؟ و ما هى النسبه الماليه التى يمكن استخلاصها منه ؟؟
قناة السويس هى انتصار و عزه و قوميه .. و يقين بالأنجاز .. و أمل فى القادم .. و ثقه فى الأداره و استرداد دور الدوله فى حياة الشعب و تماسك المصريين حقا .. قبل ان تكون مجرد شباك تحصيل عائد ينطبق عليه النسب الماليه المعروفه
قلت ما لدى .. و اشعر بتفاؤل شديد و الحمد لله رب العالمين
و الله المستعان
0 Comments:
Post a Comment
<< Home