ليلة أمس .. و لقاء الحمقى ..
بعد يوم كئيب و غريب .. و مشاكل عمل لا تنتهى .. ووحده قاتله .. تذكرت دعوة صديقى عمر قناوى لزيارته فى المكتبه مساء .. من هو عمر قناوى ؟؟ من لا يعرفه من رواد قلب القاهره ؟ .. عمر قناوى .. شاب من أصول صعيديه ..من عمق الصعيد .. مصرى جدا .. يعمل أو لنقل يحاول العمل كصحفى .. و هو يدير مكتبة سندباد .. المكتبه الصغيره جدا .. ملتقى لكل القوى الوطنيه و مثقفى القاهره .. ليست المكتبه بالظبط .. لكن شخصية عمر قناوى ... ودود للغايه ..كريم ألى أقصى حد رغم مايعلمه الجميع من صعوبة وضعه المادى .. فجنيهاته القليله تكفيه بالكاد لكنه يصر على أن المشاريب من القهوه المجاوره على حسابه دائما .. فالزوار دائما هم ضيوفه .. و عيبه كبيره أن الضيف يمر و يمشى من غير ماياخد واجبه .. هذا الصعيدى الأحمق يبذر نقوده على ضيافة اصدقاؤه .. و يصر على تسمية المكتبه الضئيله حجما ( العظيمه قيمه ) الأمبراطوريه التى لا تغيب عنها الشمس ..
- ألو يا عمر ..
- أهلاااااااا ... أزيك يا ابو أكرم .. ماتيجى تعدى شويه
- أنت فين ؟
- هاكون فين يعنى ؟ فى الأمبراطويه طبعا ..
الأمبراطوريه .. هكذا يسمى مكتبته التى يديرها .. ولعا بها كمكان و قيمه .. و على الرصيف امام المكتبه .. حيث بقايا مشروع تجميل وسط البلد .. و بكراسى قليله .. و سور منخفض لحديقه مختفية الملامح يكون مجلس الأصدقاء ... و العود الذى لا يستغنى عنه عمر فى المكتبه .. فأما عزف عمرنفسه أو أسامه ( فنان الشعب كما نسميه ) .. او عزف أيا من يستطيع العزف .. أحيانا غناء فى صورة دندنه .. و احيانا ألحان متناثره فى الهواء تضيع مع الكلام .. و السلامات و التحيات لكل عابر ألى أو من قهوة البورصه فى نهاية الشارع .. و أحيانا أذا ما كان المزاج رايق .. يكون غناء منتظم .. و أنصات حقيقى من الحضور العشوائى كله ..
الأمبراطوريه , السندباد , عمر قناوى .. ثلاثة مترادفات لمعنى واحد .. قلوب مصريه تجتمع بغير ترتيب و فى أى وقت و باستعداد دائم للمشاركه عقلا و قلبا و جهدا فى أى تفاعل أنسانى .. و كأنهم على موعد دائم مفتوح للقاء أصدقاء مقربين .. يساريين و ناصريين و ليبراليين و حتى أخوان .. قراء , موسيقيين , سينيمائيين , كتاب , صحفيين , محاميين , كل أشكال بقايا حضارة الطبقه الوسطى المصريه .. المنسحقه منذ عهد العسكر و حتى تاريخه .. تلك الطبقه الصانعه للتغيير فى أى مجتمع فى الدنيا أذا مالاقت آذانا تصغى لأفكارها .. و أخلاقا تتيح لها التحاور .. و مناخ يتيح لها الحركه .. كل الحمقى الذين يضيعوا أموالهم فى الكتب و المسرح و الموسيقى و الفن .. بدلا من الأشتراك فى جمعيه لشراء ثلاجه أكبر .. أو سداد أقساط جهاز تكييف .. كل الأغبياء الذين يستخدمون المواصلات العامه فى تنقلاتهم أو على الأكثر سيارات قديمه أكبر من متوسط أعمار أغلبهم .. كل الخاسرين الذين لايمكن أن يجدوا جهة تمويل لأعمالهم .. كل هؤلاء .. هم مجتمع الأمبراطوريه ., السندباد , عمر قناوى
مجتمع منظم جدا بمقاييس الحضاره الأنسانيه .. و شديد البوهيميه بمقاييس حضارة الموظفين ..
- مالك ياعمر ؟
- أبدا .. كويس ..
- لأ مالك بجد ؟ شكلك مش طبيعى ..
- قرفان ..
- أحكيلى ..
أحدى القنوات الفضائيه الأشهر فى الوطن العربى , و عن طريق أحد مديريها اتفقوا مع عمر على أعداد برنامج وثائقى عن تاريخ مصر .. سهر الليلى , و جاء بالمراجع , و قدح زناد فكره و أبدع .. فكرة برنامج بالأشتراك مع حامى حمى الحضاره المصريه القديمه .. و عازف عود فى رحله مصوره عبر مصر العظيمه كلها .. تاريخا و جغرافيا .. و بعد أن قدم فكرته و أعماله .. ببساطه تهربوا منه و من سداد مستحقاته .. و شرعوا فى عمل البرنامج بالأستعانه ببعض المشاهير ..الواصلين فى الوسط .. بس خلاص .. حالة أنهيار نفسى مقابل للأنهيار الأخلاقى .. مراجعه مؤلمه لذاته .. لماذا أنا فاشل ؟
- عمر أنت مش فاشل ... انت نجحت .. هم اللى فشلوا فى الألتزام .. فكرتك بينفذوها يعنى شغلك صح و ناجح .. أخلاقهم هى اللى سقطت
- ....................
- عمر .. الفكره دى زى كتير قبلها و كتير بعدها .. فكر فكره تانيه بس المره دى ماتبيعش للى مايستحقش ..
- أنا فشلت ..
- أنت ناجح .. فكر تانى .. ابدع تانى .. و اتعلم من التجربه ..
و أنا أحاور الصديق الشاب .. سمعت موسيقى داخل رأسى .. لأغتيه الشيخ أمام
دلى الشكاره ..جنب الشكاره
و اجعد يا حفنى ولعلك سيجاره
فكر شويه فى العيشه ديه
ايه القضيه أيه العباره
من صغر سنى .. شقيان لكنى
مالط سنى غير البصاره
ودخلت حاره .. من جوه حاره
وفى كل حاره عليت عماره
وسط المعاول بنا و مناول
بس المقاول .. كلنى بشطاره
انتهت السهره .. أعتقدنى استطعت أن أبذر فى نفس صديقى عمر بعض العزيمه للأستمرار .. و الأبداع مره أخرى .. لكنى عدت و انا أفكر فى نفسى .. و تجربتى السابقه مع أحدى شركات القطاع العام .. و الكارثه التى وقعت فيها منذ سنوات طويله .ز ببساطه . لأنى أبدعت .. و نجحت .. و لذلك مقال آخر فى مقام آخر .
- ألو يا عمر ..
- أهلاااااااا ... أزيك يا ابو أكرم .. ماتيجى تعدى شويه
- أنت فين ؟
- هاكون فين يعنى ؟ فى الأمبراطويه طبعا ..
الأمبراطوريه .. هكذا يسمى مكتبته التى يديرها .. ولعا بها كمكان و قيمه .. و على الرصيف امام المكتبه .. حيث بقايا مشروع تجميل وسط البلد .. و بكراسى قليله .. و سور منخفض لحديقه مختفية الملامح يكون مجلس الأصدقاء ... و العود الذى لا يستغنى عنه عمر فى المكتبه .. فأما عزف عمرنفسه أو أسامه ( فنان الشعب كما نسميه ) .. او عزف أيا من يستطيع العزف .. أحيانا غناء فى صورة دندنه .. و احيانا ألحان متناثره فى الهواء تضيع مع الكلام .. و السلامات و التحيات لكل عابر ألى أو من قهوة البورصه فى نهاية الشارع .. و أحيانا أذا ما كان المزاج رايق .. يكون غناء منتظم .. و أنصات حقيقى من الحضور العشوائى كله ..
الأمبراطوريه , السندباد , عمر قناوى .. ثلاثة مترادفات لمعنى واحد .. قلوب مصريه تجتمع بغير ترتيب و فى أى وقت و باستعداد دائم للمشاركه عقلا و قلبا و جهدا فى أى تفاعل أنسانى .. و كأنهم على موعد دائم مفتوح للقاء أصدقاء مقربين .. يساريين و ناصريين و ليبراليين و حتى أخوان .. قراء , موسيقيين , سينيمائيين , كتاب , صحفيين , محاميين , كل أشكال بقايا حضارة الطبقه الوسطى المصريه .. المنسحقه منذ عهد العسكر و حتى تاريخه .. تلك الطبقه الصانعه للتغيير فى أى مجتمع فى الدنيا أذا مالاقت آذانا تصغى لأفكارها .. و أخلاقا تتيح لها التحاور .. و مناخ يتيح لها الحركه .. كل الحمقى الذين يضيعوا أموالهم فى الكتب و المسرح و الموسيقى و الفن .. بدلا من الأشتراك فى جمعيه لشراء ثلاجه أكبر .. أو سداد أقساط جهاز تكييف .. كل الأغبياء الذين يستخدمون المواصلات العامه فى تنقلاتهم أو على الأكثر سيارات قديمه أكبر من متوسط أعمار أغلبهم .. كل الخاسرين الذين لايمكن أن يجدوا جهة تمويل لأعمالهم .. كل هؤلاء .. هم مجتمع الأمبراطوريه ., السندباد , عمر قناوى
مجتمع منظم جدا بمقاييس الحضاره الأنسانيه .. و شديد البوهيميه بمقاييس حضارة الموظفين ..
- مالك ياعمر ؟
- أبدا .. كويس ..
- لأ مالك بجد ؟ شكلك مش طبيعى ..
- قرفان ..
- أحكيلى ..
أحدى القنوات الفضائيه الأشهر فى الوطن العربى , و عن طريق أحد مديريها اتفقوا مع عمر على أعداد برنامج وثائقى عن تاريخ مصر .. سهر الليلى , و جاء بالمراجع , و قدح زناد فكره و أبدع .. فكرة برنامج بالأشتراك مع حامى حمى الحضاره المصريه القديمه .. و عازف عود فى رحله مصوره عبر مصر العظيمه كلها .. تاريخا و جغرافيا .. و بعد أن قدم فكرته و أعماله .. ببساطه تهربوا منه و من سداد مستحقاته .. و شرعوا فى عمل البرنامج بالأستعانه ببعض المشاهير ..الواصلين فى الوسط .. بس خلاص .. حالة أنهيار نفسى مقابل للأنهيار الأخلاقى .. مراجعه مؤلمه لذاته .. لماذا أنا فاشل ؟
- عمر أنت مش فاشل ... انت نجحت .. هم اللى فشلوا فى الألتزام .. فكرتك بينفذوها يعنى شغلك صح و ناجح .. أخلاقهم هى اللى سقطت
- ....................
- عمر .. الفكره دى زى كتير قبلها و كتير بعدها .. فكر فكره تانيه بس المره دى ماتبيعش للى مايستحقش ..
- أنا فشلت ..
- أنت ناجح .. فكر تانى .. ابدع تانى .. و اتعلم من التجربه ..
و أنا أحاور الصديق الشاب .. سمعت موسيقى داخل رأسى .. لأغتيه الشيخ أمام
دلى الشكاره ..جنب الشكاره
و اجعد يا حفنى ولعلك سيجاره
فكر شويه فى العيشه ديه
ايه القضيه أيه العباره
من صغر سنى .. شقيان لكنى
مالط سنى غير البصاره
ودخلت حاره .. من جوه حاره
وفى كل حاره عليت عماره
وسط المعاول بنا و مناول
بس المقاول .. كلنى بشطاره
انتهت السهره .. أعتقدنى استطعت أن أبذر فى نفس صديقى عمر بعض العزيمه للأستمرار .. و الأبداع مره أخرى .. لكنى عدت و انا أفكر فى نفسى .. و تجربتى السابقه مع أحدى شركات القطاع العام .. و الكارثه التى وقعت فيها منذ سنوات طويله .ز ببساطه . لأنى أبدعت .. و نجحت .. و لذلك مقال آخر فى مقام آخر .
5 Comments:
سبحان الله..... من رأى مصيبة الناس هانت عليه مصيبته..... ذهبت بحزنك وكأبتك لترميها فوجدت أن هناك من يحمل هما ويحتاج للتنفيس فنفست همه ووضعتك همك جانباً. هكذا نحن....مسااااااااااااااكين
علي كدة استحق أنا الأخري و بشدة عضوية نادي الحمقي اللي هما مش حمقي أبدا هما بس ناس لهم عيون احلي تري الوجود أجمل برغم العتمة و السحابة السوداء، اللي علي فكرة ليست فقط بسبب قش الأرز المحروق، دي أكيد بسبب كل القيم المحروقة في هولوكست النازيين الجدد اللي بياخدوا اشكال متعددة اليوم مرة شيوخ ظلام و مرة فساد و مرة عسكر حرامية و مرة شلة رأسمالية
من وسط الاشواك تنبت الزهور ولولا الظلام ماحلمنا بالنور هكذا هى الحياة تناقضات لولا تجمعها ماكان لها وجود تمتد ايدينا لنأخذ فأذا بنا نمنح بلا حدود وحينما نعطى يفيض علينا الخيربالكرم والجود فليتنا ندرك انه لولا غيابات العدم ما علمنا فضل الوجود
blaustar
فارس
بلغ عمر مقولتى
ولا عزاء لمن ليس لهم ولا كلمة ولا شرف
لا عزاء للسارقين اللصوص
تحياتى
ألى العفريته الضغننه .. شرفينا فى السندياد تجدى مايسرك .. و مايهمكيش .ز المشاريب على حساب عمر
________________________________
ألى توتا
سيدتى .. اللصوص بطبيعتهم لا ينتظروا عزاءا من أحد
Post a Comment
<< Home