فى فقه الثورات المصريه ... تراكم الوعى الجمعى فى مواجهة مماليك الشر
فى العام 1801 انسحبت الحمله الفرنسيه من مصر
تاركة خلفها مطبعه و افكارا جديده حول الدوله الحديثه و نواة تنظيم حياه مدنيه و أيضا .. خرابا يتمثل فى بلد عظيم و شعب عبقرى غارق فى فوضى عارمه يتنازعهم قوتين شريرتين هما
مماليك ابراهيم بك أنصار الخلافه الدينيه ( متمثله فى خليفة المسلمين العثمانى )و
مماليك محمد بك الكبير أنصار الأستعمار الغربى ( متمثلا فى الأسطول البريطانى المرابض عند الثغور الشماليه للبلاد (و
تغرق مصر فى فوضى عارمه لثلاث سنوات .. انسحبت فيها الدوله المصريه من أغلب مناحى الحياه ماعدى البطش بالمصريين , فالقضاء بين أيدى مشايخ أغلبهم لم يدرس شرعا ولا قضاء و أن حكم القاضى فلا قوة تنفذ الحكم .. النشاط الاقتصادى حر تماما من أى قيود بلا أى تدخل من جانب الحكام .. فلا ردع لمحتكر و لا ترهيب لغشاش .. بل أن ( أثرياء ) البلاد شرعو فى رشوة الميليشيات المتناحره وتمويل قدرتهم العسكريه لشراء سطوتهم مقابل حماية مصالح التجار فقط و الحصول على امتيازات اقتصاديه و صار الوضع تطبيقا بالغ الوضوح لحالة ( سيطرة راس المال على الحكم ) بلا أى قواعد سوى مصالح الأثرياء
فى محاوله من ( الخليفه العثمانى ) مستفيدا من بقايا ( شرعيته الدينيه ) يقوم بتعيين خورشيد باشا حاكما لمصر عام 1804 .. و استنادا ل (الشرعيه ) الدينيه . يأتى خورشيد باشا ليعيث فى أرض مصر فسادا أبشع حتى من فساد المماليك السابقين فيتنازع مصر و شعبها ثلاثة ميليشيات شريره بدلا من اثنتين .. و تصير الحياه فى مصر جحيما لا يطاق .. و تبدأ ثورة المصريين الأولى من نوعها ضد الظلم و الطغيان و البطش
و بفطرة المصريين الموروثه منذ عهد الفراعنه يوقن المصريون أن حقهم فى الحياه سيظل مجرد حلم لا يتحقق بلا قوه تحميه .. و فورا و بأجماع شعبى غير مسبوق فى التاريخ المصرى المعروف يقرر المصريون تكليف القوه العسكريه الملتزمه الوحيده الباقيه فى مصر .. القوه التى لم تنخرط فى صراع السلطه و لم تبع نفسها للمال .. الفرقه الألبانيه بقيادة محمد على باشا .. و يقوم الشعب المصرى العظيم لأول مره فى تاريخه الحديث باختيار حاكمه صاحب القدره العسكريه الشريفه الأمينه عام 1805 و يرضخ الخليفه العثمانى صاحب الشرعيه الدينيه لأمر الشعب المصرى و يعترف بمحمد على باشا حاكما على مصر
و بمقاييس عصره يواجه محمد على باشا طرفى الشر المستطير المحيق بالبلاد متمثلا فى
مماليك دولة الخلافه الدينيه
و مماليك الاستعمار الغربى
و مع المواجهه و مجرياتها و تفاصيلها يصير بناء مصر الحديثه معتمدا ثلاث محاور رئيسيه ( وفقا لوجهة نظر كاتب المقال ) ترتيبهم كالتالى
أولا : بناء جيش وطنى قوى يتم فيه تجنيد أبناء المصريين لأستعادة احساس المصريين بقوميتهم المتميزه بدلا من الغرق فى تبعيه دينيه تذيب خصوصيتهم و تقضى على حضارتهم أو الغرق فى تبعيه استعمار غربى يكسر نفس المصريين من اساسه , و يكون الجيش الوطنى الأول فى العصر الحديث مدربا بالنظم الحديثه على يد جنرال فرنسى من خبراء الحمله الفرنسيه هو سليمان باشا الفرنساوى و تكون أول كليه حربيه مصريه فى اسوان مع مدارس للمدفعيه و فن البحر و الفرسان فى مدن الصعيد و ثغور الأسكندريه و السويس.. هذا الجيش الذى سيبلى بلاء حسنا في اعوام تاليه و يتمكن من فرض السيطره المصريه على أراض تمتد من شمال اليونان وجزيرة كريت و الشام كلها حتى حدود عاصمة الخلافه ألى منابع النيل فيما يسمى حاليا بأوغندا
ثانيا : الأنفتاح العلمى على الدول المتقدمه و ارسال البعثات و استقدام العلماء للتدريس مع التوسع فى أنشاء مدارس و كليات تعلم أبناء المصرين و تخدم الأنشطه الأقتصاديه الحديثه من صناعات ثقيله و دقيقه و زراعه و عمران
ثالثا : ( و أظنه الأهم ) يستقدم محمد على عددا من خبراء الأقتصاد و الأداره المنتمين لجماعه السان سيمينيون .. نسبة للكونت كلود هنرى دور فوروا
هى الجماعه صاحبة الفكر الحديث وقتها فى نظرية الدوله و التى تقضى بحتمية ان تتولى الدوله تنظيم الأنتاج و النشاط الاقتصادى و تعهد للقادرين بأدراة النشاط لصالح المجموع مع توجه ( بصيغة عصر سان سيمون ) يقضى بضرورة تملك الدوله لمشاريع تدر لها دخلا يكفى للأنفاق على الحكم و ليس فقط البقاء فى موقف جابى الضرائب من الشعب و أتاحة تكافؤ الفرص بين ابناء الشعب وفقا للكفائه و القدرات العلميه و العمليه
جدير بالذكر أن أحد أتباع تلك المدرسه كان فرديناند دليسيبس مؤسس شركة قناة السويس المصريه التى كان من شأنها أدرار دخل هائل لمصر يكفى لتمويل تطويرها لولا سقوط اسهم الشركه فى يد بنوك أجنبيه نظرا للتوسع فى الأستدانه فى عصور لاحقه .. علما بأن قناة السويس حاليا تمثل ركيزة الدخل القومى المصرى فى العصر الحديث
و بهذا الفكر تخرج مصر من ( سيطرة راس المال على الحكم ) الى وضع اقرب ما يكون لسيطرة الحكم على راس المال .. و تبدأ الحياه الأقتصاديه و الأجتماعيه للمصريين فى اتخاذ مسار التقدم و النهضه الحقيقيه
منذ العام 1848 عام وفاة محمد على باشا و حتى العام 1952 تجرى فى النهر مياه كثيره و و سبحان من يغير ولا يتغير .. فيكون أول وريث من أحفاد محمد على باشا ( بعد ولديه ابراهيم و عمر طوسون ) هو عباس حلمى الأول . المولود فى مدينة جده ( حين كانت الحجاز أماره مصريه ) و صاحب الميول الدينيه المتطرفه و الميال للمذهب الوهابى الذى حاربه جده و أعمامه من قبل !!! بل يقوم عباس حلمى الأول بتهريب احد أبناء محمد بن عبد الوهاب من السجون المصريه و يأمر بأنشاء جماعة الأمر بالمعروف و النهى عن المنكر فى مصر فور توليه الحكم !!! .. فترة حكمه لم تطل أكثر من ستة سنوات و اغتيل فى قصره ببنها و توالت الأحوال و الخطوب على البلاد بين انصارات و انكسارات لكن دوما كانت تتنازع مصر قوتين شريرتين هما
ميليشيات التطرف الدينى و انصارهم
و ميليشيات التبعيه للغرب و انصارهم
و فى العام 1952 كان الحال فى مصر ملخصه كما توضح أسباب ثورة 23 يوليو كالتالى
سيطرة راس المال على الحكم و سيطرة النظام الأقطاعى على الحياه الاقتصاديه و الأجتماعيه
سقوط مصر تحت الاستعمار الأجنبى و سيطرة الأجانب على أهم موارد الدوله المصريه المتمثله فى قناة السويس
فساد الحياه النيابيه و البرلمانيه
و هنا يكون تبادل الأدوار بين شطرى الدوله المصريه الجيش و الشعب .. فبعد أن خرج الشعب مطالبا القوه العسكريه بالأنتصار له فى 1805 .. يتحرك الجيش المصرى فى 1952 و بفطرة المصريين من عهد الملك المحارب مينا .. يتحرك الشعب مناصرا جيشه و تكون مطالب الثوره وقتها كالتالى
القضاء على الأقطاع و سيطرة راس المال على الحكم
القضاء على الأستعمار الأجنبى
أقامة حياه ديموقراطيه سليمه
أقامة جيش وطنى قوى
تحقيق العداله الأجتماعيه
و منذ العام 1952 تجرى مياه كثيره فى النهر و تتوالى حوادث و خطوب ..و تتحقق بعض أهداف الثوره و تنتكس فى بعضها فالعهد كان جديدا بالنظام الجمهورى كله .. و المحرك الأساسى للمصير المصرى تم تحييده لفترات ( الشعب ) و منعه من المشاركه فى القرارات المصيريه . لكن باختصار يمكن توصيف الجمهوريتين الأولتين ( جمهورية ناصر و جمهورية السادات ) من وجهة نظر كاتب المقال على النحو التالى
فى جمهورية ناصر تحقق جلاء الأستعمار و استرداد قناة السويس المصريه فى بدايات العهد .. و عادت الدوله لممارسة دورها فى الخياه القتصاديه لكن بمبالغه رعناء .. اضطرت الحاكم فى مرحله من المراحل الى ( رشوة ) الشعب بالرخاء و الأمن الاقتصادى مقابل تنازل الشعب عن جزء كبير من حريته و مشاركته فى تقرير مصير البلاد .. فكما تم أنشاء القطاع العام الأنتاجى العظيم و تحقيق طفرات فى معدلات التنميه تم ايضا فتح المعتقلات و السيطره الأمنيه على حريات الافراد خصوصا فى حقوق الممارسه السياسيه .. صحيح أنه تم القضاء ( مؤقتا) على ميليشيات التطرف الدينى المتمثله فى الأخوان المسلمين لكن تم أيضا اسكات كل اصوات الفكر السياسى المتنوع ودخلت مصر عصر التنظيم السياسى الواحد الأوحد ( الأتحاد الاشتراكى ) مع حل جميع الأحزاب السياسيه بل و تجريم ممارسة ( الفكر ) السياسى خارج تنظيم الدوله مع اصدرا تشريعات تخص نظم العمل و قواعده كانت تصب فى خانة رشوة الشعب للحفاظ على شعبية الرئيس و التضحيه بعلاقة العامل بالعمل فانخفضت الأنتاجيه و بدأ الفساد الأدارى مع اعتماد قاعدة تولية أهل الثقه بدلا من أهل الخبره و الكفائه
و انتهى عصر ناصر بعودة الأستعمار بصوره اكثر سفورا باحتلال سيناء و اغلاق قناة السويس بعد عودة ملكيتها لمصر مع
خسائر اقتصاديه فادحه و اغراق فى ديون و ايضا بداية تلف الحياه السياسيه و النيابيه
فى جمهورية السادات تحقق جلاء الاستعمار تماما فى حرب 1973 العظيمه .. و تحررت أرض مصر كلها لاحقا جراء الأنتصار فى تلك الحرب و أعيد افتتاح قناة السويس المصريه , لكن منذ العام 1974 يعلن راس الدوله أن ( أوراق اللعبه فى يد أميركا ) فنسقط فى التبعيه رغم تحررنا من الأستعمار .. و مع عجز ادارة الحكم عن التعامل مع مشكلة الديون و تلف أدارة القطاع العام , و بدلا من تدعيم قدرات الدوله الأقتصاديه و اصلاح تشريعات الأفساد الأدارى و محاولة أصلاح علاقات العامل بعمله لرفع الأنتاجيه .. بدأ انسحاب الدوله من النشاط الاقتصادى تماما فى ظل قوانين انفتاح غير مدروسه .. فغرق الشعب فى ضغوط اقتصاديه عصفت بالقيم قبل أن تعصف بالثروات .. و بدأت معارضه عنيفه تظهر لتقاوم فكرة الدوله الرخوه فلم يجد رئيس البلاد حلا سوى أن يفتح ابوبا السجون لميليشيات التطرف الدينى التى كادت تنقرض من مصر ليستعيض عنهم بالأتحاد الأشتراكى لمواجهة المعارضه بعد أن تم حل الأتحاد الأشتراكى لا لفساده فقط لكن ايضا كخطوه هامه فى انسحاب الدوله من مسؤوليتها فى حل المشكلات الاقتصاديه .. و مع تعديل الدستور المصرى فى أبشع جريمه فى حق المصريين فى العصر الحديث بحيث يتيح الدستور لرئيس البلاد البقاء فى الحكم مدى الحياه .. شعر المصريون مره أخرى بأنهم مهددين بالأرهاب الأعمى من الميليشيات الدينيه .. و ايضا تابعين لميليشيات استعمار غربى غير صريح
و كما أن الجزاء من صنف العمل .. يستشهد الرئيس السادات على يد نفس الوحش الذى اطلقه على المصريين ليقضو على هامش الحريه الذى حلمو به .. و يكون الأستقطاب البشع فى العصر التالى
جمهورية مبارك بدأت بحادث مصرع السادات ..و يتحول نموذج ( البقره الضاحكه ) ألى رئيس دوله عظمى غارقه فى أرهاب بشع .. بوعى الشعب و أحساسه الفطرى بالمسؤوليه يصبر الشعب على قانون طوارىء بغيض على أمل نجاتهم من الأرهاب الاسود الىذى عصف بالبلاد وقتها .. يبدأ الأرهاب فى الأنكماش بقبضه أمنيه غاشمه دون أى معالجه للكارثه الأجتماعيه و حالة الأستقطاب المرعب .. و يستمر انسجاب الدوله الى مزيد من الحاله الرخوه .. فيكون توظيف الأموال حلا بارعا فى عبقريته .. فهو يكفل دخلا ريعيا للمصريين بدون جهد حقيقى و ايضا يحقق لهم الرضا النفسى وفقا لمبادئ الاستقطاب الدينى .. فالربح حلال بدون مجهود .. و يتسع نطاق الأستقطاب الدينى .. و رغم ارتماء راس الحكم فى معسكر مماليك الاستعمار الغربى ألا انه لا يقوى على مواجهة معسكر مماليك التطرف الدينى بشكل حقيقى .. فراس الحكم فارغ فاقد المواهب منخفض الشعبيه .. و يستمر نفاق الشعب و رشوته بدعم يغرق الشعب فى ديون غير مسبوقه .. و لعشرون عاما من حكم مبارك كان الشعب مازال يرى أملا فى اصلاح المنظومه .. فمساحة (الكلام ) بحريه صارت غير مسبوقه .. صحيح هو مجرد كلام لكن طعم الحريه يلوح فى ألأفق .. الى ان تمت الأطاحه بالدكتور كمال الجنزورى رئيس الوزراء المحبوب متزامنا مع الأطاحه بعمرو موسى وزير الخارجيه ذو الشعبيه و بعيد الأطاحه بالمشير عبد الحليم ابو غزاله وزير الدفاع المحبوب أيضا .. و تبدأ نوايا الحاكم فى الأتضاح .. هو راسخ فى مكانه لن يتركه ألا لأبنه فاقد المواهب أيضا .. و بعد أن كانت الدوله تمارس الأنسحاب من حياة المصريين .. بدأت الدوله فى ممارسة الأختفاء من حياة المصريين تماما .. و تبدأ الخصخصه البذيئه
و تبدأ مماليك الغرب فى الأنتشار و السيطره .. فاصدقاء الوريث الخائب ينتشرون و يسيطرون .. من مديرى بنوك ألى وزراء ألى مفوضين لتصفية شركات القطاع العام التى بناها المصريون بعرقهم فى عهد الجمهوريه الأولى .. و يبدأ الوريث الخائب فى التوغل حتى فى سيادة الدوله فيبدأ بوزارة الأعلام السياديه .. فيسن قوانين تسمح لرجال الأعمال بأنشاء محطات فضائيه واسعة الأنتشار و جرائد مملوكه لهم ليس فقط لترويج سلعهم لكن .. لترويج افكارهم .. و تسقط عملية تصعيد النخب المصريه كلها فى يد رجال أعمال جمال مبارك .. المسيطرين على البرلمان و الأعلام و الاقتصاد
و يكون سيطرة راس المال على الحكم فى أبشع صورها .. فالنخب كلها بلا استثناء تمت رشوتها بتشريعات جمال مبارك التى أتاحت لهم التمويل الخارجى تاره تحت بند حقوق الأنسان و تاره تحت بند جمعيات اهليه
و بعد أن كان تلقى اموال من الخارج مقابل ارسال تقارير عن مصر يسمى بالقانون خيانه .. صار متاحا بقوانين اصدرها برلمان جمال مبارك تحت بند جمعيات المجتمع المدنى
و بعد أن كان ستار الجواسيس هو(منظمات السلام العالمى ) صار غطاؤهم هو منظمات حقوق الأنسان
و فى خديعه بشعه .. يتحالف مماليك معسكر الأستعمار الغربى مع مماليك معسكر الدوله الدينيه .. فيعلن مرشد الأخوان انه لا مانع لديه من ترشح جمال مبارك للرياسه .. و يكافئه مبارك بارسال شباب الأخوان للتدرب فى صربيا مشتركين مع شباب جيل المستقبل من لجنة السياسات و بعض قيادات ميليشيات المرتزقه مثل 6 ابريل و الأناركيين و الاشتراكيين الثورين .. جميعهم كانو تحت أشراف جمال مبارك و لجنة سياساته ووزارة داخليته
دوله ناصر قايضت عيش الشعب بحريته .. و دولة السادات قايضت انتصار الدوله بالحريه .. دولة مبارك و ابنه الخائب سلبت المصريين حريتهم و عيشهم و أمنهم و كرامتهم و لم تعطهم شيئا قط
و يكون الغضب المتراكم .. و تكون لحظة الأنفجار فى 25 يناير 2011 .. انفجار شعبى حقيقى أخرج ملايين المصريين من بيوتهم كارهين و رافضين لحكم مبارك .. لكن الأغلبيه لم يدر بخلدها ابدا ان تكون أزاحة مبارك الفاسد ثمنها تدمير دولتهم العريقه .. ينحاز الجيش لأغلبية الشعب تماما كما حدث فى 1805 .. لكن مع وعى القلب الصلب للدوله المصريه بطبيعة مؤامرة مماليك الجناجين الشريرين (مماليك الدوله الدينيه و مماليك الدوله التابعه للغرب ) يكون العمل سرا و علانيه .. و فى عام واحد يسقط الشعب فى أخطاء كبيره نتيجه لتزييف وعيه بأعلام رجال الأعمال الموالين جميعهم بلا استثناء لمعسكر من معسكرى الشر .. فيوافق الشعب على دستور عجيب و ينتخب برلمانا متخلفا من القرون الوسطى ثم ينتخب رئيسا مجرما عتيدا فى الأجرام .. سنه كامله هى لحظه فى عمر الشعوب .. و يستدعى الشعب العبقرى موروثه الفطرى العريق .. و يفيق من كبوته .. و يتخلص من قيود الوعى التى فرضها عليه أعلام خائن مرتشى فى مجمله .. و يتحرك الشعب بأغلبيه ساحقه فى 30 يونيو 2013 .. تماما كما تحرك فى 1805 مطالبا قواته المسلحه الملتزمه بتنفيذ أرادة الشعب .. و يكون النداء .. فيكون الجواب .. و يتحرك جيش المصريين حقا ليزيح الغمه .. و يهزم جحافل المماليك الأشرار الذين ربضو فى غفوه من الزمان على قلوب المصريين .. توحد جناحى الشر لأول مره ضد مصر .. مماليك الدوله الدينيه و مماليك الأستعمار الغربى .. كلاهما ضد مصر .. لكن بفضل الله .. انتصر الشعب المصرى و جيشه فى المعركه الأولى
و يتم انتخاب الرئيس المحبوب عبد الفتاح السيسى .. ليتسلم البلاد فى وضع ملخصه كالتالى
سيطرة راس المال على الحكم و على آليات سيادة الدوله و أهمها الأعلام .. فيعيث راس المال فسادا فى البلاد و يشيع احساسا بالظلم بين العباد و يمارس أعلامهم التضليل و تزييف الوعى لتفتيت بلادنا الحبيبه
فساد الحياه النيابيه و السياسيه فالاحزاب كلها بلا معنى ولا هدف و جميع النخب التى قدمها أعلام رجال الأعمال ملوثة ايديهم بمال التمويل ألأجنبى
جيل كامل من شباب مصر نشأ فى ظل حكم الفاسد مبارك و صار الشاب حين ينهى تعليمه لا يحلم بوظيفه ولا منصب ولا حتى مال فى بلاده .. بل يحلم بالهجره على أول مركب قراصنه تحمله فى البحر .فالموت فى البحر غرقا أهون لهذا الجيل من العيش فى دولة مبارك الفاسد أو مرسى الخائن
دوله انسحبت تماما من حياة المصريين فلا تدخل فى الاقتصاد ولا الوعى ولا التعليم ولا العلاج .. دوله كانت رخوه فى عهد السادات ثم صارت مختفيه فى عهد مبارك و ابنه من بعده
خزانه غارقه فى ديون تم تبديدها كلها بلا طائل على شراء مماليك لمعسكر جمال مبارك بتعيين مستشاريين يمسكون مفاصل الدوله و يتسلمون رواتب خياليه كل شهر .. و دعم لم يصل يوما لمستحقيه و بنيه اساسيه منهاره فى تعليم و طاقه و صحه
لكن أهم ما يتسلمه الرئيس اليوم فى مصر هو
جيش وطنى قوى متماسك متقدم المكانه فى العالم و جهاز مخابرات بارع يحمل كنوزا من المعلومات
شعب أتم نضج نفسه بنفسه فى اربع سنوات صعبه .. شعب ايقن أنه يملك بلاده و يشارك فى حكمها و مسؤولية ادارتها و مستعد لتقديم الغالى و النفيس فقط .. حتى يظل علم مصر مرفوعا مهابا .. شعب عريق عبقرى قادر على استيعاب الظروف كلها و العمل و التقدم فقط أذا وجد الأراده السياسيه لدى قيادته و لمس الأمانه فى من يتولى أمره
ارى ( وهى وجهة نظرى الشخصيه ) ان ثورة المصريين فى 30 يونيو 2013 هى امتداد لحراك شعبى بدأ منذ 1805 و استمر فى مد و جذر .. انتصار و انتكاس .. مواجهه و تراجع .. لكن فى كل مراحله كان وعى المصريين يتراكم و ضميرهم الجمعى يزداد نضوجا .. و أظن أن المصريون الأن جاهزون للمواجهه لتحقيق حلمهم بالدولة العظمى العادله .. الحلم الذى بدأ منذ العام 1805 و مازال فى وجدان المصريين حتى تاريخه
و الله المستعان
4 Comments:
التتبع التاريخ لمسار الثورات المصريةوضح نقط كثيرة لكن سؤالى انت كاتب عنوان تراكم الوعى الجمعى السنوات الى مرت على المصريين منذ عهد م محمد على الى ا الان لية متسببتشى فى نضج الشعب ومازال بيقع فى نفس الاخطاء يعنى لية استسلم لرشوة الدولة فى عهد عبد الناصر دائما بيتاخر فى رد الفعل
تقسيمة المعسكر الغربي , لمعسكر الديني . القلب الصلب تفيد جدا في توضيح بعض الالغاز المليئة بها الاربع سنوات الفائتى
تعجبني هذه الطريقة في السرد والتوضيح، حيث أن تأصيل الأمور واعادتها إلى تعريفاتها الأصلية لأمر مهم للغاية، ولا يؤكد تلك الطريقة في العرض سوى العودة إلى التاريخ لنتفاجأ بأن القوى المُتصارعة وأهدافها وتوجهاتها لا تتغير، نحن فقط من ينسى أو لا يقرأ
لا يوجد جديد وا مُفاجآت في التاريخ، فالتاريخ يعيد نفسه، وكما قال سارتر لو أن الحدث الأول كان مُصادفة، فتكراره بعد ذلك هو حماقة
great publish, very informative. I'm wondering why the other experts of this sector do not notice
this. You should continue your writing. I am confident,
you've a great readers' base already!
my web-site ... minuman berenergi aman
Post a Comment
<< Home