الحب الأول .... سعديه ..
هذا الموضوع أهديه لأحبائى زمان الوصل و سيبها على الله , فلولا سؤالهما و تواصلهما معى و تشجيعهما لى لما كنت عائدا للكتابه ثانية أبدا .. أشكرهما و أشكر المعلق على الذى لا أعرف عنوانه
امتنعت عن الكتابه لفتره .. اكتئاب أو ترقب أو مجرد انشغال بأعمالى .. أو خليط من هذا و ذاك .. لا أدرى بالتحديد .. شرعت فى البحث حول الأزمه الماليه العالميه .. و لم يكتمل بحثى حتى الآن .. شرعت أيضا فى رسم الخريطه الديجوليه للوضع السياسى المصرى ... و أيضا لم يكتمل البحث بعد .. فالضباب كثيف حقا هذه المره .. فكرت فى الكتابه عن أحساسى بالوحده الشديده .. و غلبنى ترددى فلم أكتب شيئا .. أوحت لى عشتار رفيقة القلب و العقل أن أكتب عن أزمة الذئاب المتوحده فى عالمنا العربى .. لكن غيابها المستمر لظروفها الخاصه قطع سيل الفكر و النقاش حول هذا الموضوع .. و كالعاده .. و كما علمتنى القهوه العاليه سابقا .. فحين يفشل الواقع عن الأيحاء .. و ينطمس المسقبل عن التوقع .. فلا محيص عن الأرتداد للماضى .. الماضى الجميل بكل مافيه .. أتذكره و أكتب عنه ... و لعل ما سأسرده الآن من لمحات الماضى يرتبط بخيط خفى بواقعنا الحالى .. من انهزام اليمين المتطرف.. و بدء ظهور اليسار .. مع وضوح انقضاء عهد الريعيه الرعويه فى الأقتصاد السياسى .. و نهاية الحقبه المظلمه المسماه بحقبة تاتشر ريجان ألى الأبد .. مع بداية بزوغ فكر الحوكمه .. أو مايسمى بالحكومه الرشيده ... يا الله .. حتى رومانسيتى القديمه الطاهره صرت أربطها بالوضع الأقتصادى السياسى .. اللعنه على دراستى و تخصصى .. المهم ..
مايلى .. هو قصة حبى الأول .. فعلا .. حبى الأول .. أول أنثى أتمنى الزواج منها فى حياتى .. لا أفضح نفسى ولا أفضحها .. لكنى فقط أسرد .. لأولادى كما عاهدت نفسى فى البدايات
أظننى كنت فى الرابعة عشر أو الخامسة عشر وقتها ... مراهقتى المرهقه .. و بدايات شبابى الذى كان جامحا على ما أعتقد .. و رحمة الله على جدى و من مات من أعمامى , و سلام الله على من هو حى مهم .. فقد أعتادت أسرتى باعتبارنا المسؤلين أدبيا عن زمام القرية كلها .. أعتادت أسرتى الذبح فى مطلع كل شهر هجرى .. ذبيحتين أو أكثر .. يتشارك فيهم الجميع , نحصل كلنا على مايكفينا من لحم طازح موصى عليه لشهر كامل , و يتم توزيع الباقى على أهل القرية التى شرفت عائلتى بتولى منصب العموديه و نيابة الشعب فيها .. فجدى رحمة الله عليه كان العمده و أخيه نائب الشعب فى البرلمان .. و كديدن أهل الريف .. يقوم الأحفاد بزيارة بيوت القريه و توزيع لحم الذبيحه عليهم , نوع من التعرف على أهل الزمام و أيضا تربيه لنقوسنا ( نفوس الأحفاد ) على التعامل مع الفلاحين بصوره نحاول أن تكون مثاليه ..
كان دورى فى التوزيع بعد ابن عمى ألأكبر منى بأربع أعوام .. أخرج من بيت جدى قبل صلاة الظهر بصحبة خفير نظامى يتولى حمل أكياس اللحم المذبوح طازجا و يحفظ خريطة البيوت عن ظهر قلب .. مهمتى واضحه جدا .. أطرق الباب بأدب .. و أقول لمن يفتح لى أنا فلان .. حفيد الحاج عبد الواحد .. و أوصل تحياته وسلامه .. و أسلم الهديه ( مع التأكيد على أنها هديه من جار و ليس أبدا صدقه ) لمن يقابلنى .. و لا أعترض أبدا على تلقى واجب الضيافه أنا و الغفير و الذى يتمثل غالبا فى شاى ثقيل مع حوار غالبا ما يتضمن طلب أو شكوى أوصلها بمنتهى الدقه و الأمانه لشقيق جدى نائب الشعب فى البرلمان للنظر فما يمكن عمله لخدمة أهل الزمام , ولا مانع من حمل دفتر و قلم أسجل فيه الشكاوى حتى لا أنسى تفاصيلها , علما بأن التوزيع كان يتم غالبا يوم الخميس و بالتالى فمصرح لى بدعوة صاحب الشكوى لزيارة دوار العمده بعيد صلاة الجمعه لعرض شكواه أو طلبه مباشرة على جدى أو شقيقه رحمة الله عليهما .
المهمه سهله أذا ..لا يسيئها ألا جالون الشاى الذى ألتزم بشربه يومها فى صورة كوب فى كل بيت , قد يزيد الطين بله أذا قدم أصحاب البيت شيئا من الكعك و القرص مع الشاى .. هنا يكون التلبك المعوى حتمى لا محاله .. لكن .. يهون الأمر مقابل دعوات جدى رحمة الله عليه و رضا أبى و أعمامى عن أدائى
فى كفر الشيخ المحافظه الساحليه شأنها شأن الدقهليه و دمياط استوطن بعض الغجر .. والغجر شعب من الرحل لهم لغتهم و شريعتهم الخاصه , لكن من يقرر الأستيطان منهم عليه اتباع أسلوب و شريعة الفلاحين المقيمين , فلا سيرك ولا موالد بعد الأستيطان.. و التحدث بالعاميه المصريه دون اللغه الغجريه الغامضه ..
لا أظن المستوطنين من الغجر التزموا بتلك القواعد ألى أقصى حد .. لكنهم أقاموا فى بيوت على تخوم الزمام بوجه عام .. بانتظار انقضاء سنوات يتواتر فيها أجيال حتى ينسى التاس الأصل الغجرى الغامض للبيت و يبدأ التاريخ المستقر لأسره قد تصبح عائله لا حقا بالنمو الطبيعى للبشريه , و قد كانت مساكن أؤلائك الغجر سابقا ( المستوطنين لاحقا ) ضمن برنامج توزيع الذبائح شهريا , سواء باعتبارهم من المحتاجين أو باعتبارهم من المؤلفة قلوبهم حديثا , و يسأل عن ذلك أجدادى رحمهم الله جميعا .
المهم .. أحد بيوت الغجر المؤلفة قلوبهم كما ذكرت كان بيت أم سعد .. و أم سعد كانت فى حكم الأرمله , فقد غاب زوجها أبو سعد منذ سنوات فى أحدى الرحلات البحريه المنطلقه من البرلس .. سواء ركب باخره منطلقه لليونان أو تركيا , أو ابتلعه البحر الغضب الغادر بطبعه أو عاد ألى ساحل آخر فتزوج بأخرى و أنشأ بيتا آخر .. فالأمر سواء .. فأم سعد تسعى على رزق ثلاثة أبناء هم بالترتيب العمرى سعديه ثم سعد ثم على .. و لا عائل لهم سوى أعيان الزمام و عمل أم سعد فى بيوت القريه ( التى لا تخرج عن كونها بيوت عائلتى ) و بالتالى .. فأم سعد تصنف باعتبارها الأولى بالرعايه عند توزيع ( الهدايا ) أيا كانت ..
يقودنى الخفير النظامى ألى البيت الواقع فى أطراف الزمام وقتها ( قبل أن يتم تجريف الأرض و البناء عليها حتى صار بيت أم سعد برجا أسمنتيا حاليا ) و يذكرنى بوصية جدى بأن أسلم الهديه بأدب جم و ألا أدخر وسعا فى ترجى قبول أهل البيت للهديه أمعانا فى صون كرامتهم و حفظ ماء و جههم ..عظيم ..أطرق الباب بأدب ..فينفتح الباب عن .. سعديه .
سعديه ... عيون سوداء كحيله كعيون أقباط الصعيد .. عيون تنير ظلمة الفراغ خلفها فى البيت الطينى البائس .. عيون تذبح كالمهند البتار .. حوراء حقا و صدقا .. شاهقة البياض بارعة السواد .. يالله على تلك العيون .. تنظر فتأسر أو تغمض فتذبح .. ذكاء عبقرى يشع منها .. و حنان جارف لا تخفيه الرموش المسدله .. طغيان أنوثه و عنفوان جاذبيه لا يغمده نعاس .. أما الوجه فسمار خمرى يسكر الناظر قبل الشاربين .. عنق سبحان من صوره .. نهدين فى حالة صراع دائم مع الثوب المحتشم .. ولن تعلم أبدا علام سينتهى الصراع .. خصر قد يجوز تزيينه بخاتم لا أكثر .. و انسدال ثوب يفضح ساقان لا يطاولهما ألا الغزال فى البريه ..اللعنه على تلك الغوايه التى تجلى الخالق فى صنعها .. أبتلع ريقى و أنطق : أنا فلان ابن محمد أبو عبد الواحد ( أبو تعنى بلهجة الفلاحين ابن ) و جدى يهديكم السلام و الأحترام و يرجو أن تتقبلوا هديته لبيتكم الكريم .. لا أدرى كم مره مارست الزفير و الشهيق لأنطق تلك الجمله القصيره فى حضور سعديه الطاغى باستبداد .. لكنى نطقتها و مددت يدى بكيس اللحم الذى ناولنيه الخفير النظامى ..
اللعنه .. لم تمد سعديه يدها بابتسامه كما فعل الجميع .. و لم تفسح فرجة الباب قائله أتفضلوا كما عهد الفلاحون الأخرون .. بل تشبثت يدها بالباب .. و نطقت بلهجه و صوت ليتها لم تنطق بهما : أحنا مش بناخد حاجه من حد ( بتعطيش الجيم .. و كأنها تعطش قلبى للنهر فى يوم قيظ ) .. أتمالك نفسة و أقول : أحنا جيران .. و دى حاجه بسيطه
هنا تنطق بغجريتها الأصليه : ولا اشماجه عانعاطى ... ( أشماجه تعنى قليل باللهجه الغجريه .. و عانعاطى تعنى سنأخذ .. يمعنى لن نأخذ و لا شىء ) و تستكمل حديثها و ياللهول .. تدمع عيناها الساحرتين حين تنطق : الخير أشلبده يمنا ( اشلبده تعنى كثير و يمنا تعنى عندنا .. يمعنى الخير كثير عندنا ).. اللعنه .. تلك العيون الجنيه تدمع .. لا أفكر الآن سوى فى الركوع أمامها و التوسل لها أن تتزوجنى .. نعم .. فبمراهقتى المجنونه لا أجد فى كيانى طاقه ألا للركوع أمامها و طلب الزواج منها .. تلك الأنثى المتفوقه تحمل بين اضلاعها الرقيقه كرامه و كبرياء لم أجدهم فى فحول الفلاحين قبلها .. لهجتها فيها كبرياء سيدات القصور ..و يالله .. يالله على نهديها وهى تنهج أنفعالا و غضبا .. اللعنه على هذا الثوب الصلب .. كيف يكتم ذانيك البركانين ؟ اللعنه
يتدخل الغفير النظامى الجلف : أندهى أمك يابت ... تتبرم دون أن تنطق , و دموعها الآن بدأت تنسال و قبلها دماء قلبى تنسال أنفجارا بين ضلوعى .. فجأه
تظهر قدم أم السعد أولا رافسة لسعديه بين ضلوعها لتتكوم ربة الجمال خلف الباب بأنين قطع منى الروح قبل الأوصال ... و تزعق فيها أم السعد ( أو تزعق فى كيانها المتكوم خلف الباب ) يابنت الكلب .. سيدك يشاديك و ترومى ( بمعنى سيدك يعطيك و ترفضى ؟ ) و تتسلم يد أم السعد الشبشب من قدمها بحركه بهلوانيه و ترفع يدها استعدادا لتنهال على سعيده .. حبيبتى بالشبشب عقابا لها على كبريائها .. لا أدرى ألا و يدى تمسك بيد أـم سعديه بقيضه حديديه تمنعها من أن تنهال بالشبشب على حبيبتى الأولى .. ضاربا عرض الحائط بصيحات الخفير المارد أن : سيبها تربيها .. و متجاهلا رد فعل جدى رحمة الله عليه لو علم بما فعلت من تدخل فى أعراف البيوت ..
أمنع اليد الهاويه بالشبشب على سعديه و يدى الأخرى تستعد بتلقائيه شديده لخنق تلك الأم المفتريه التى تمارس وأد الكرامه فى وضح النهار .. المهم . .ينتهى الموقف بسرعه خاطفه بتدخل ذراعى الخفر الأسطورتين , بيبعدنى بيد .. و يبعد أم السعد باليد الأخرى ... و ينتهى الموقف الأسطورى بقبول أم السعد ( للهديه بذكاء بارع يليق بغجريه ) مع محاولاتها لتقبيل يدى باعتبارى مرسال سيدى العمده , و سيل من الدعوات بالستر و الصحه و السلامه .. يشدنى الخفير الغشيم بعيدا بعد تسليم الهديه .. و أنين سعديه البارعة الجمال مازال يطن فى أذناى
لا أدرى كيف انقضى اليوم بعدها .. لكنى عدت لجدى رحمة الله عليه لأقص عليه ماحدث .. أكلمه بوضوح و هو الخبير العليم بنفوس البشر , فيلمس ما اشعر به من وله و ليس فقط أعجاب بسعديه خلقة و خلقا .. ياجدى دى عزة نفسها تخليها أحسن من كتير قوى من اللى بنشوفهم حتى فى عيلتنا .. يبتسم الراحل بمكر محبب .. و أنتفض أنا بداخلى و أذكره بقصة زواج أبن سيدنا عمر ابن الخطاب من أبنة بائعة اللبن التى رفضت الغش فى السر .. تتسع ابتسامته أكثر ولا يرد .. أتمادى فى حديثى و يتركنى للنهايه , أفرغ مابداخلى من شحنة مشاعر و أظننى دمعت عيناى و أنا أطالبه بعقاب تلك الأم الظالمه التى تعاقب ابنتها على عزة نفسها , بل أتوسله أن يعاقب الأم علانيه حتى يرد لسعديه ( حبيبتى ) كرامتها التى أهدرتها الأم الغشوم .. ينهى جدى رحمة الله عليه الحديث بعباره واحده .. يابنى , الغجر غيرنا .. و ينهض لشؤنه و ابقى أنا فى حيره , لا يمر الموضوع بسهوله , فسويعات و أفاجأ بالسائق يطلبنى لأعادتى للقاهره , فقد أمر جدى بذلك .. و يتم استبعادى عن القريه لنجو شهر تقريبا بطريقه ملطفه , مره بحجة تكليفى بقضاء بعض الأعمال فى القاهره , و مره بأن أبى يريدنى معه فى مشوار للأسكندريه و هكذا .. و تفعل المراهقه مفعولها الساحر .. و أنسى كل شىء عن سعديه فى أسابيع قليله
مايلى .. هو قصة حبى الأول .. فعلا .. حبى الأول .. أول أنثى أتمنى الزواج منها فى حياتى .. لا أفضح نفسى ولا أفضحها .. لكنى فقط أسرد .. لأولادى كما عاهدت نفسى فى البدايات
أظننى كنت فى الرابعة عشر أو الخامسة عشر وقتها ... مراهقتى المرهقه .. و بدايات شبابى الذى كان جامحا على ما أعتقد .. و رحمة الله على جدى و من مات من أعمامى , و سلام الله على من هو حى مهم .. فقد أعتادت أسرتى باعتبارنا المسؤلين أدبيا عن زمام القرية كلها .. أعتادت أسرتى الذبح فى مطلع كل شهر هجرى .. ذبيحتين أو أكثر .. يتشارك فيهم الجميع , نحصل كلنا على مايكفينا من لحم طازح موصى عليه لشهر كامل , و يتم توزيع الباقى على أهل القرية التى شرفت عائلتى بتولى منصب العموديه و نيابة الشعب فيها .. فجدى رحمة الله عليه كان العمده و أخيه نائب الشعب فى البرلمان .. و كديدن أهل الريف .. يقوم الأحفاد بزيارة بيوت القريه و توزيع لحم الذبيحه عليهم , نوع من التعرف على أهل الزمام و أيضا تربيه لنقوسنا ( نفوس الأحفاد ) على التعامل مع الفلاحين بصوره نحاول أن تكون مثاليه ..
كان دورى فى التوزيع بعد ابن عمى ألأكبر منى بأربع أعوام .. أخرج من بيت جدى قبل صلاة الظهر بصحبة خفير نظامى يتولى حمل أكياس اللحم المذبوح طازجا و يحفظ خريطة البيوت عن ظهر قلب .. مهمتى واضحه جدا .. أطرق الباب بأدب .. و أقول لمن يفتح لى أنا فلان .. حفيد الحاج عبد الواحد .. و أوصل تحياته وسلامه .. و أسلم الهديه ( مع التأكيد على أنها هديه من جار و ليس أبدا صدقه ) لمن يقابلنى .. و لا أعترض أبدا على تلقى واجب الضيافه أنا و الغفير و الذى يتمثل غالبا فى شاى ثقيل مع حوار غالبا ما يتضمن طلب أو شكوى أوصلها بمنتهى الدقه و الأمانه لشقيق جدى نائب الشعب فى البرلمان للنظر فما يمكن عمله لخدمة أهل الزمام , ولا مانع من حمل دفتر و قلم أسجل فيه الشكاوى حتى لا أنسى تفاصيلها , علما بأن التوزيع كان يتم غالبا يوم الخميس و بالتالى فمصرح لى بدعوة صاحب الشكوى لزيارة دوار العمده بعيد صلاة الجمعه لعرض شكواه أو طلبه مباشرة على جدى أو شقيقه رحمة الله عليهما .
المهمه سهله أذا ..لا يسيئها ألا جالون الشاى الذى ألتزم بشربه يومها فى صورة كوب فى كل بيت , قد يزيد الطين بله أذا قدم أصحاب البيت شيئا من الكعك و القرص مع الشاى .. هنا يكون التلبك المعوى حتمى لا محاله .. لكن .. يهون الأمر مقابل دعوات جدى رحمة الله عليه و رضا أبى و أعمامى عن أدائى
فى كفر الشيخ المحافظه الساحليه شأنها شأن الدقهليه و دمياط استوطن بعض الغجر .. والغجر شعب من الرحل لهم لغتهم و شريعتهم الخاصه , لكن من يقرر الأستيطان منهم عليه اتباع أسلوب و شريعة الفلاحين المقيمين , فلا سيرك ولا موالد بعد الأستيطان.. و التحدث بالعاميه المصريه دون اللغه الغجريه الغامضه ..
لا أظن المستوطنين من الغجر التزموا بتلك القواعد ألى أقصى حد .. لكنهم أقاموا فى بيوت على تخوم الزمام بوجه عام .. بانتظار انقضاء سنوات يتواتر فيها أجيال حتى ينسى التاس الأصل الغجرى الغامض للبيت و يبدأ التاريخ المستقر لأسره قد تصبح عائله لا حقا بالنمو الطبيعى للبشريه , و قد كانت مساكن أؤلائك الغجر سابقا ( المستوطنين لاحقا ) ضمن برنامج توزيع الذبائح شهريا , سواء باعتبارهم من المحتاجين أو باعتبارهم من المؤلفة قلوبهم حديثا , و يسأل عن ذلك أجدادى رحمهم الله جميعا .
المهم .. أحد بيوت الغجر المؤلفة قلوبهم كما ذكرت كان بيت أم سعد .. و أم سعد كانت فى حكم الأرمله , فقد غاب زوجها أبو سعد منذ سنوات فى أحدى الرحلات البحريه المنطلقه من البرلس .. سواء ركب باخره منطلقه لليونان أو تركيا , أو ابتلعه البحر الغضب الغادر بطبعه أو عاد ألى ساحل آخر فتزوج بأخرى و أنشأ بيتا آخر .. فالأمر سواء .. فأم سعد تسعى على رزق ثلاثة أبناء هم بالترتيب العمرى سعديه ثم سعد ثم على .. و لا عائل لهم سوى أعيان الزمام و عمل أم سعد فى بيوت القريه ( التى لا تخرج عن كونها بيوت عائلتى ) و بالتالى .. فأم سعد تصنف باعتبارها الأولى بالرعايه عند توزيع ( الهدايا ) أيا كانت ..
يقودنى الخفير النظامى ألى البيت الواقع فى أطراف الزمام وقتها ( قبل أن يتم تجريف الأرض و البناء عليها حتى صار بيت أم سعد برجا أسمنتيا حاليا ) و يذكرنى بوصية جدى بأن أسلم الهديه بأدب جم و ألا أدخر وسعا فى ترجى قبول أهل البيت للهديه أمعانا فى صون كرامتهم و حفظ ماء و جههم ..عظيم ..أطرق الباب بأدب ..فينفتح الباب عن .. سعديه .
سعديه ... عيون سوداء كحيله كعيون أقباط الصعيد .. عيون تنير ظلمة الفراغ خلفها فى البيت الطينى البائس .. عيون تذبح كالمهند البتار .. حوراء حقا و صدقا .. شاهقة البياض بارعة السواد .. يالله على تلك العيون .. تنظر فتأسر أو تغمض فتذبح .. ذكاء عبقرى يشع منها .. و حنان جارف لا تخفيه الرموش المسدله .. طغيان أنوثه و عنفوان جاذبيه لا يغمده نعاس .. أما الوجه فسمار خمرى يسكر الناظر قبل الشاربين .. عنق سبحان من صوره .. نهدين فى حالة صراع دائم مع الثوب المحتشم .. ولن تعلم أبدا علام سينتهى الصراع .. خصر قد يجوز تزيينه بخاتم لا أكثر .. و انسدال ثوب يفضح ساقان لا يطاولهما ألا الغزال فى البريه ..اللعنه على تلك الغوايه التى تجلى الخالق فى صنعها .. أبتلع ريقى و أنطق : أنا فلان ابن محمد أبو عبد الواحد ( أبو تعنى بلهجة الفلاحين ابن ) و جدى يهديكم السلام و الأحترام و يرجو أن تتقبلوا هديته لبيتكم الكريم .. لا أدرى كم مره مارست الزفير و الشهيق لأنطق تلك الجمله القصيره فى حضور سعديه الطاغى باستبداد .. لكنى نطقتها و مددت يدى بكيس اللحم الذى ناولنيه الخفير النظامى ..
اللعنه .. لم تمد سعديه يدها بابتسامه كما فعل الجميع .. و لم تفسح فرجة الباب قائله أتفضلوا كما عهد الفلاحون الأخرون .. بل تشبثت يدها بالباب .. و نطقت بلهجه و صوت ليتها لم تنطق بهما : أحنا مش بناخد حاجه من حد ( بتعطيش الجيم .. و كأنها تعطش قلبى للنهر فى يوم قيظ ) .. أتمالك نفسة و أقول : أحنا جيران .. و دى حاجه بسيطه
هنا تنطق بغجريتها الأصليه : ولا اشماجه عانعاطى ... ( أشماجه تعنى قليل باللهجه الغجريه .. و عانعاطى تعنى سنأخذ .. يمعنى لن نأخذ و لا شىء ) و تستكمل حديثها و ياللهول .. تدمع عيناها الساحرتين حين تنطق : الخير أشلبده يمنا ( اشلبده تعنى كثير و يمنا تعنى عندنا .. يمعنى الخير كثير عندنا ).. اللعنه .. تلك العيون الجنيه تدمع .. لا أفكر الآن سوى فى الركوع أمامها و التوسل لها أن تتزوجنى .. نعم .. فبمراهقتى المجنونه لا أجد فى كيانى طاقه ألا للركوع أمامها و طلب الزواج منها .. تلك الأنثى المتفوقه تحمل بين اضلاعها الرقيقه كرامه و كبرياء لم أجدهم فى فحول الفلاحين قبلها .. لهجتها فيها كبرياء سيدات القصور ..و يالله .. يالله على نهديها وهى تنهج أنفعالا و غضبا .. اللعنه على هذا الثوب الصلب .. كيف يكتم ذانيك البركانين ؟ اللعنه
يتدخل الغفير النظامى الجلف : أندهى أمك يابت ... تتبرم دون أن تنطق , و دموعها الآن بدأت تنسال و قبلها دماء قلبى تنسال أنفجارا بين ضلوعى .. فجأه
تظهر قدم أم السعد أولا رافسة لسعديه بين ضلوعها لتتكوم ربة الجمال خلف الباب بأنين قطع منى الروح قبل الأوصال ... و تزعق فيها أم السعد ( أو تزعق فى كيانها المتكوم خلف الباب ) يابنت الكلب .. سيدك يشاديك و ترومى ( بمعنى سيدك يعطيك و ترفضى ؟ ) و تتسلم يد أم السعد الشبشب من قدمها بحركه بهلوانيه و ترفع يدها استعدادا لتنهال على سعيده .. حبيبتى بالشبشب عقابا لها على كبريائها .. لا أدرى ألا و يدى تمسك بيد أـم سعديه بقيضه حديديه تمنعها من أن تنهال بالشبشب على حبيبتى الأولى .. ضاربا عرض الحائط بصيحات الخفير المارد أن : سيبها تربيها .. و متجاهلا رد فعل جدى رحمة الله عليه لو علم بما فعلت من تدخل فى أعراف البيوت ..
أمنع اليد الهاويه بالشبشب على سعديه و يدى الأخرى تستعد بتلقائيه شديده لخنق تلك الأم المفتريه التى تمارس وأد الكرامه فى وضح النهار .. المهم . .ينتهى الموقف بسرعه خاطفه بتدخل ذراعى الخفر الأسطورتين , بيبعدنى بيد .. و يبعد أم السعد باليد الأخرى ... و ينتهى الموقف الأسطورى بقبول أم السعد ( للهديه بذكاء بارع يليق بغجريه ) مع محاولاتها لتقبيل يدى باعتبارى مرسال سيدى العمده , و سيل من الدعوات بالستر و الصحه و السلامه .. يشدنى الخفير الغشيم بعيدا بعد تسليم الهديه .. و أنين سعديه البارعة الجمال مازال يطن فى أذناى
لا أدرى كيف انقضى اليوم بعدها .. لكنى عدت لجدى رحمة الله عليه لأقص عليه ماحدث .. أكلمه بوضوح و هو الخبير العليم بنفوس البشر , فيلمس ما اشعر به من وله و ليس فقط أعجاب بسعديه خلقة و خلقا .. ياجدى دى عزة نفسها تخليها أحسن من كتير قوى من اللى بنشوفهم حتى فى عيلتنا .. يبتسم الراحل بمكر محبب .. و أنتفض أنا بداخلى و أذكره بقصة زواج أبن سيدنا عمر ابن الخطاب من أبنة بائعة اللبن التى رفضت الغش فى السر .. تتسع ابتسامته أكثر ولا يرد .. أتمادى فى حديثى و يتركنى للنهايه , أفرغ مابداخلى من شحنة مشاعر و أظننى دمعت عيناى و أنا أطالبه بعقاب تلك الأم الظالمه التى تعاقب ابنتها على عزة نفسها , بل أتوسله أن يعاقب الأم علانيه حتى يرد لسعديه ( حبيبتى ) كرامتها التى أهدرتها الأم الغشوم .. ينهى جدى رحمة الله عليه الحديث بعباره واحده .. يابنى , الغجر غيرنا .. و ينهض لشؤنه و ابقى أنا فى حيره , لا يمر الموضوع بسهوله , فسويعات و أفاجأ بالسائق يطلبنى لأعادتى للقاهره , فقد أمر جدى بذلك .. و يتم استبعادى عن القريه لنجو شهر تقريبا بطريقه ملطفه , مره بحجة تكليفى بقضاء بعض الأعمال فى القاهره , و مره بأن أبى يريدنى معه فى مشوار للأسكندريه و هكذا .. و تفعل المراهقه مفعولها الساحر .. و أنسى كل شىء عن سعديه فى أسابيع قليله
ألى هنا يمكن أن أتوقف عن السرد و أعد نفسى قد كتبت قصه رومانسيه قصيره لا تشوبها شائبه .. بل قد أكمل من خيالى احتمالات اللقاء الثانى بصوره أيضا مغرقه فى الرومانسيه اللذيذه .. أو أجنح هنا ألى ميولى السياسيه الكئيبه و أتسائل كم سعديه دفنت تحت أالصخور فى الدويقه أو غرقت فى ظلمات البحر فى العباره .. يمكن أيضا أن أسقط الحدث ( عند الحد المسرود حتى الآن ) على نظام التربيه و التعليم المصرى و أساليب القمع التى يتربى عليها الأبناء .. قد أرسل ما كتبته أيضا لمجموعة كلنا ليلى متضامنا معهم فى موضوع قهر البنات فى الريف .. هل أفعل أيا من هذا أو ذاك ؟
ليست طبيعتى السوداويه و الله هى مايملى على ما سأكمل به السرد لكنه الواقع و ماحدث بالفعل .. واقع أراه يلخص الكثير من واقعنا الأجتماعى و السياسى و الأقتصادى .. و الله لا أقصد الكآبه عامدا .. لكنى فقط أسرد الواقع , و قد أعرج لأسقاط تحليلى الشخصى على القصه من واقع تخصصى و اهتمامى .. و أليكم أيها المبتلين بقراءة مدونتى باقى القصه كما هى فى الواقع
أنقضى منذ لقائى الأول بسعديه و عيونها نيف و عشرون عاما .. لم أرها قط , بل و خرجت المسأله بكاملها من ذاكرتى تماما كحدث محدد مع وجود أثار منحوته فى وعيى حول الوضع برمته , نيف و عشرون عاما قاربت فيهم من سن الأربعين , و فى زياره للبيت الكبير بعيد وفاة جدى و فى حضور أعمامى( الذين صار منهم العمده الحالى و نائب الشعب الحالى بعد وفاة جدى و شقيقه ) و أبناء عمومتى ,فى يوم جمعه عادى بعد الصلاه نستقبل أهل الزمام فى الدوار .. تدخل امرأه مكتنزة القوام مغطاه بحجاب و عبائه سواء ذات طابع خليجى لا تخطئه العين , لا سيما و ساعديها مغطيان بأساور ذهبيه كثيفة الوزن منعدمة الذوق .. لا أعرفها ألا حين نظرت ألى عينى مباشرة .. فأتذكر ذاتيك العيون .. أنها هى سعديه .. تسلم على الجميع هذه المره بطريقه لا أراها تختلف عن أسلوب الجميع .. بل تنحنى محاولة تقبيل يد العمده الجديد و أبى و بعض أبناء عمومته .. تخاطب الجميع بصيغة باشا التى كرهناها سابقا و منعها جدى رحمة الله عليه من الأستخدام أبان حياته
سعديه .. من فتاه غجريه صاخبة الحضور فائرة الكرامه و عزة النفس رغم الفقر .. هاهى الآن .. تمارس تباهيها بالذهب كديدن العائدين من بلاد الزيت .. و تنسى الكثير من عزة نفسها و كبريائها تحت ثقل المشغولات الذهبيه التى كبلت ساعديها .. و روحها .. سعديه .. ماذا حدث فى الخمس و عشرون عاما الماضيه ؟
ماذا حدث ؟ تزوجت سعديه فى سن مبكر .. تزوجت من عامل صيانة جرارات زراعيه غريب عن البلد .. فكان أول من تقدم لها ووافقت أمها فورا فهى تعلم تردد الفلاحين من أبناء القريه القدماء فى التقدم للزواج من ذات الأصول الغجريه .. سافر العامل أولا ألى العراق .. ثم ألى الكويت .. عمل هناك فى مجال صيانة معدات الديزل .. و قربه الكفيل منه فصار مقاولا للأنفار .. يأتى لمصر كل بضعة أشهر , يختار المحظوظين من أبناء البلاد و يتعاقد معهم .. يقبض منهم مقدما حقه فى عقود العمل .. و يعود بهم ليسكنهم فى الكويت و أحيانا العراق .. يذيع سيطه فى محافظات الدلتها كلها .. يقبض مبلغ يتراوح بين خمسة آلاف جنيه و خمسة الاف دولار عن كل رأس حسب مؤهل المصرى المحتاج للسفر , فالسائق أو عامل البناء يدفع بالجنيه , بينما الطبيب أو المهندس أو المحاسب .. فيدفع بالدولار .. صارت سعديه تجلس فى بيتها الى صار برجا مبنيا بالأسمنت أقيم على الأرض الزراعيه التى اشترتها بأموال جيرانها الراغبين فى السفر ثم جرفتها و بنت عليها .. و يأتيها الناس من كل فج عميق .. يقف أطباؤهم و مهندسوهم و محاسبوهم ناهيك عن عمالهم و فلاحيهم بالطابور أمام باب جراج بيت سعديه .. ترسل من يجمع منهم الطلبات .. و قبل عودة الحاج ( زوجها ) ترسل من ينبه عليهم بالحضور باكرا مع المال اللازم .. صار مدخل بيت سعديه يشبه سور الكليه الحربيه فى القاهره أبان فترة التقديم بطلبات الألتحاق .. عمال و أفنديه يفترشون الأرض بانتظار رضا الحاج عنهم .. و تعطفه بقبول أموال غالبا اقترضوها ليمكنهم من السفر ألى بلاد الزيت ..
اكتنز جسد سعديه تعبيرا عن جودة التغذيه و ترهلت يداها بالمشغولات الذهبيه .. بل صارت ضيفه مرحب بها جدا فى أغلب بيوت الفلاحين فى الزمام كله .. بل صارت زيارتها لبيت منهم تشريفا لهذا البيت .. و الآن .. الآن تدخل سعديه البيت الكبير .. تجلس فى حضرة من تسميهم هى باشاوات .. بل و تتعمد أظهار ذهبها أمام نساء عائلتى اللاتى لا يملك أغلبهن مثله .. المهم .. طلباتك يا أم محمد ؟ ( هكذا صار اسمها بعد أن أنجبت بكريها محمد ) سلامتك يا باشا .. هكذا ترد سعديه على استفسار عمى العمده
ثم تسترسل .. ابنى محمد أسم الله عليه أخد الثانويه العامه السنه دى و بمجموع حلو ..
مبروك يا أم محمد .. و يتململ عمى اللواء بالقوات المسلحه وقتها .. فقد توقع الطلب
تكمل ام محمد .. كنا عاوزين الباشا ( مشيره ألى لواء الجيش ) يتبناه كده زى ماعمل لولاد عيلة البشبيشى و كلش و يدخلهلنا الحربيه أو الشرطه .. !!! نفسى أشوفه رتبه كده .. و ترفع ساعديها مشخللة بالذهب الثقيل فيهما
.. تمر فترة صمت قصيره لكن ثقيله .. فالولد أبن عامل صيانه و غجريه .. هيهات أن يمر من كشف الهيئه فى أى كليه سواء الحربيه أو الشرطه .. فضلا عن أن سلوكيات الولد نفسه و أبوه مع الناس لا تشجع أبدا على مساعدته لتولى منصب ذو سلطه و قوه .. فقد ترامى ألى سمعنا أن الحاج ( زوج سعديه ) ورد عمالا من أبناء بلدته ليخدم بعضهم فى الجيش العراقى و البعض فى الجيش الكويتى .. الرجل سمسار رقيق لا أكثر .. و ابنه يعاونه فى ذلك منذ زمن .. فكيف نتخيله مرتديا بذله رسميه سواء فى الجيش أو الشرطه ؟
يقطع اللواء الصمت متنحنحا و يسألها : مش محمد ده كان جاله روماتيزم و هو صغير ؟
ترد سعديه : أبدا يا باشا و الله .. ده كان بس حبة برد و هو دلوقتى زى الحصان .. ده بياكل لحمه تلات مرات فى اليوم ما شاء الله
يرد اللواء متمهلا : و الله يا سعديه الكشوف الطبيه دلوقتى بقت معفده قوى .. عموما خليه يسحب طلب من الحربيه و الشرطه و يبتدى الكشوف و يبقى يكلمنى فى القاهره لما يوصل لكشف الهيئه و أنا هاشوف
تنطلق ابتهالات سعديه و دعواتها للباشوات .. و لا تنسى الأنحناء على أيدى العمده و أخوانه محاوله تقبيلها و هى تنصرف .. راجيه من الله أن ترى ابنها فى يوم من الأيام ... باشا
لا يضطر أينا للتدخل لصالح أو ضد ابن سعديه .. فقد تكفلت الحمى الروماتيزميه التى أصابته صغيرا باستبعاده من الكليات العسكريه كلها .. نتنفس الصعداء من تلك الجهه , و يلتحق الولد بكلية الحقوق
نحو أربع أو خمس سنوات بعدها , توفى عمى لواء الجيش , و تقاعد أبى عن عمله الرسمى تماما , لكننا مازلنا نجتمع فى البيت الكبير من آن لأخر , نساهم مع العمده و نائب البرلمان فى خدمة أهل الزمام قدر استطاعتنا .. و تكون الزياره الثانيه لسعديه للدوار .. و يكون لقائى الثالث معها .. هذه المره لا أر بريقا فى عينيها , اختفت تلك الكبرياء القديمه و حلت نظره تتراوح بين الطموح و الطمع .. و شىء من الخنوع الخبيث .. مع زيادة اكتناز جسدها و ثقل ساعديا بالذهب
طلباتك يا أم محمد ؟ سألها نائب البرلمان بعد التحيات و السلامات
ترد سعديه : محمد اسمالله عليه أخد اسانس الحقوق ( تقصد ليسانس) و عاوزين حد من الباشوات بقى ياخد بيده كده عشان يبقى نيابه - تنظر مباشرة ألى اثنين من أبناء عمومتى ينتميان لسلك القضاء
الأزمه الآن أكثر وطأ .. فالروماتيزم لن يفلح كحجه تبعد ابن تاجر الرقيق عن أشرف المناصب فى مصر .. و المواجهه ستكون مكشوفه لا جدال .. الولد أبن غجريه و تاجر رقيق .. مالعمل الآن ؟
يتذكر أحد الحضور أن أخو محمد الأصغر سبق اتهامه منذ سنتين فى قضية احراز سلاح بدون ترخيص .. و يلقى لنا الفلاح الأصيل بطوق النجاه هذه المره
تناور بالألفاظ و سواعدها المغطاه بالذهب .. ياباشا احنا مستعدين ندفع أى حاجه عشان محمد يبقى نيابه .. ياباشا محمد ده ابن عز يعنى و عينه مليانه .. ياباشا احنا مش ناقصنا فلوس .. أحنا بس نفسنا فى رتب
يقترب نائب البرلمان من الأنفعال .. فتلك الغجريه تلمح بعرض مالى مقابل التدخل لصالح ابن تاجر الرقيق و شقيق أحد الأشقياء أمنيا ليلتحق بسلك القضاء الشريف .... لا أذكر تفاصيل الحوار بالتحديد .. لكن عموما لم يعدها أحد بشىء .. و كل ما آل اليه الموضوع أن : خليه يقدم الطلب و يدخل المسابقه و بلغينا .. طبعا لا يلتحق الولد بالنيابه أطلاقا .. و يمضى فى طريقه العادى كمحام شاب .. كان من الممكن أن يكون ناجحا و شريفا
و بدلا من أن يبنى مستقبله بكفاح طبيعى كمحام .. نسمع أنه التحق بالحزب الوطنى .. و التصق بأحد نوابه فى الغربيه , صار مديرا لحملته الأنتخابيه و التى فاز فيها نائب الحزب الوطنى .. يتمدد نفوذ المحامى ابن الغجريه .. و ينتقل نفوذ أبوه ألى مصر و بنفس التجاره .. الوظائف .. لكن هذه المره الوظائف الحكوميه .. فالتعين فى أحدى الوزارات يكلف أيضا من خمسة آلاف ألى خمسين ألف جنيه .. هذه المره يكون مكتب المحامى ( الذى كان من الممكن أن يكون محترما ) هو مقر أدارة هذا النشاط بالتعاون مع نائب الحزب الوطنى .. يتزايد تدفق الأموال ألى بيت و أسرة سعديه .. و تعرف أنه الآن لا سبيل لها فى الحصول على رتبه .. لكنها يمكنها الحصول على السطوه بالمال و الأقتراب من الفاسدين فى السلطه .. يتطور نشاط المحامى و أبيه تاجر الرقيق ألى التلاعب فى الأراضى و ملكياتها .. تبدأ تنازعات و نزاعات الفاسدين حول الأراضى السائبه والمملوكه للدوله . سواء لأصلاح عبد الناصر الزراعى أو لأوقافزقزوق و مشايخه .. النزاعات يعلو صوتها و جميع أطرافها ببساطه .. أولاد غجريه .. لا يعرفون حدودا للفجر فى الخصومه .. تنطلق رصاصات .. تقع جريمة شروع فى قتل .. و يكون محمد ابن سعديه متهما فيها .. فضلا عن حيازة سلاح بدون ترخيص .. تعلم سعديه أنه لا مجال الآن لطلب مساعدة العمده أو النائب .. فالجريمه لا أخلاقيه .. و عائلتى لن تقبل التدخل بأى شكل فى جريمه ايا كانت .. تسعى سعديه لأخراج ابنها من العقاب بالطريقه الوحيده التى تعرفها فى حياتها .. الأفساد بالذهب .. و تحاول رشوة القاضى .. و ينكشف الأمر بأمانة القاضى
هنا .. و هنا فقط يضطر العمده و النائب للتدخل تعاطفا مع من تربت فى الزمام و أفسدها زمن الفساد بعد اختفاء زوجها فى ليبيا سمسارا للهجره الغير شرعيه لأيطاليا .. تتدخل عائلتى فى محاوله مستميته لأبعاد المرأه عن البهدله .. يوكل النائب محاميه الخاص للحضور معها فى القضيه .. يحاول العمده استسماح القاضى الشريف للتنازل عن بلاغاته للنيابه مراعاة لحرمة المرأه التى تربت فى زمامنا يوما .. يتدخل لدى القيادات الأمنيه لتخفيف الوطأه باى شكل .. تنتهى القضيه , و تخرج سعديه محكوما عليها بحبس بسيط مع وقف التنفيذ لا أدرى كيف كان ذلك
لم أر سعديه مره أخرى .. لكن سعديه فى ذاكرتى ووعيى تمثل شىء كبير أقف عنده دوما و بعمق حين أفكر فى أحوال بلادى الآن .. سعديه الفقيره كانت حره .. كانت ذات كبرياء و كرامه و عزة نفس تحسدها عليها فتيات العائلات الكبيره .. بل و يفتن بها كل الشباب .. أهو القهر من أمها ؟ أم دونية النظره للغجريه من المجتمع ؟ أم جمال اليتيمه الذى صار نقمه عليها بدلا من أن يكون نعمه لها ؟؟ لا أدرى .. لكن سعديه و كبريائها وقعا فى مرحله من التاريخ تحت ثقل براميل الزيت .. هذا الشيطان الأسود الذى أفسد أخلاقيات و بدد قيم .. و صار ذهبها هو علامتها بدلا من علو جبينها و بريق عينيها .. و كأن أساورها الذهبيه كلما زاد وزنها .. زاد تكبيلها لروح سعديه الحره و كبريائها .. سقط كبرياء سعديه تحت ثقل ذهبها نفسه .. قيم سعديه التى لم يشكلها الأب الغائب شكلها الزوج السليط تاجر الرقيق .. كل مهاراته كانت فى التقرب من كفيله / سيده .. مع جبروت قلبه على أبناء بلدته .. تلك كانت مهاراته و قيمه .. و منها تشكلت قيم سعديه الجديده .. فجأه .. يشتعل طموح سعديه القديم .. الآن تسكن فى بيت من الأسمنت المسلح .. تشاهد الدش و تستمتع بالتكييف كما تستمتع بانحناء هامات الأطباء و المهندسين لها مترجين منها التوسط لهم لدى الحاج .. ليساعدهم فى الهجره ألى بلاد الزيت .. ليعودوا منها محملين بالذهب الذى استبدلوه بقيم قديمه .. ماعادت تغنى ولا تسمن فى هذا الزمن الردىء
تطمح سعديه فى الرتب بعد أن حصلت على المال .. طموحها مسعور .. غجريه لا تخاف .. تتحرك محمومه سعيا للرتبه .. فهى تملك الذهب و لم يتبق لها سوى أن تضاف كلمة باشا ألى اسم أيا من أبنائها .. تتصرف من واقع قيم تعلمتها من تاجر رقيق بعد أن قهرها شبشب أمها فى الصغر .. فلا تميز كرامه أو كبرياء من خنوع أو خضوع أو غش أو تدليس ... تكفر و أولادها بكل قيم العداله و الكفاح للنجاح .. لا تجد سعديه أملا فى الأنتصار أو تحقيق الطموح ألا .. بالفساد .. فى عصر الأفساد الذى صرنا فيه .. تختنق كبرياء سعديه تحت وطئة ذهبها و فساد بلادنا .. و أسأل نفسى الآن .. كم سعديه احتنقت تحت صخور الدويقه ..؟ و كم سعديه اختنقت تحت فساد هذا الوطن الحزين ؟
37 Comments:
ياراجل حرام عليك قلقتنا عليك ..حمدا لله على رجوعك الى موقعك واتشرف (حيث لا اعرف بعد) اذا كنت اول من يعلق ام لا المهم انت تعرف ان مقالاتك لها طعم خاص ونكهه خاصة ولم اقرأها بعد لاننى فى الحقيقة وكما كتبت لك سابقا مقالاتك تحتاج الى جلسة غير عادية مع كوب من الشاى العربى الاصيل وبعدها نسبح فى مقالتك والتى فى العادة تكون دسمة ونحن فى هذا العمر لا نستطيع تحمل هذا الدسم ولكن لابد مما ليس له بد بعض من الدسم قد يساعد على الخمول والكسل وبالتالى النعاس والنسيان فنحن فى اشد الحاجة ان ننسى ولى لقاء معك بعد القراءة
الف حمد لله
على العودة
اتيت وانت غائب واعجبتنى كتاباتك للغاية
سأقرأ الموضوع الجديد واعود
يا فندم بجد أنا فى غاية الامتنان لهذا التقدير .. و يسعدنى جدّا أكون سببا فى عودتك للكتابه ..
عندى تعليق طوييييل طبعا و خصوصا على موضوع براميل الزيت اللىّ غالبا ما أختلف معك حوله ..
بس سأؤجّل تعليقى لحد العوده للبيت إن شاء الله عشان أكتبه على رواقه و بتمهّل :) و حمدلله على السلامه
استاذى العزيز
سعدية نموذج انتشر وبكثرة فى المجتمع
فمنهم من ذهبت بالفعل الى بلاد الزيت وأتت بثقافتهم واختفت خلف قطعه قماش وكانها ترعى الاغنام فى الصحراء وتخاف من قيظ الشمس وقت الحر المستعر
لتجلس بين النساء ترفع ذراعيها متباهيه باللون الاصفر الذى يغرق ذراعيها دون ان تدرى انها بهذا لن تكون ابدا اميرة من الاميرات فالعقل والوضع الاجتماعى ابدا لن يكونوا بالمال ولن تشترى المناصب مهما حاولت لان الجهل يسيطر على عقلها واضح وجلى حتى بدون كشف هيئة
مودتى
عزيزي
الحاج عبد الواحد وكبرياء سعدية
والنفوس الطيبة في تلك الخلفية الساحرة التي صورتها لنا عن ذاك الزمن من مراهقتك , تلك كانت صورة مصر كما كان العالم يراها , كما كنت أنا اراها, والتي تهشمت وتشوهت أمام عيني يوما بعد يوم في سينيني العشرة هنا , بالنقاب والجلباب والشحاذين وأطفال الشوارع والرجال الذين مسخت كرامتهم بالارض القذرة التي يفترشونها في انتظار رحمة أرباب العمل, وبالبطر والشراهة والفساد الذي اجتاح مصر من جميع أبوابها
لا تختلف سعدية عن صديقي الفاسد الذي كتبت عنة في مدونة ما كناة وما أصبحنا علية وعن ألاف المصريين الذين يعتلون الفساد الى علو فادح من الفحش وهوة أخلاقية شاهقة تنتهي بهم الى ارتطام مدوي كصخور الدويقة
تحيات
اولا حمدالله علي عودتك للكتابه بالسلامه
-ممكن تضيفني لقائمه المتسائلين عن اختفائك
- احييك علي القصه الحقيقه المليئه بالشجن والرصد القوي للتغير الاجتماعي في بلدنا
- بالنسبه لسعديه الاثراء السريه قد يكون من تجريف الاراضي او التجارة غير المشروعه كثلما يكون من السفر لبلاد الزيت
- يمكن لو سعديه مخدتش الا حقها من الاول مش ازيد منه مكنتش طمعت اكتر واكتر في اللي مش حقها
لو مخدتش وعود وحست ان حواليها اهل وعزوة وزمام بيحاولها كانت ها تحس ان ضهرها مكشوف ومكنتش ها تتجرأتبلطج هي وابنها
احنا كمان عندنا روح من العصبيه القبليه زي البدو في الريف المصري بيغذيها انا وابن عمي علي الغريب
بنت شارعنا بنت زمامنا
واللي بيخلي نماذج زي دي تتمادي في الغلط
وعموما تسلم الايادي علي الرصد والحكي
تحياتي
فى البداية احيي بشدة طرقة السرد الجميلة
والحكمة التى ظهرت من الجد فى معالجة الامور
كما احيي الجميع على النهوض فى خدمة اهل البلد مما لا نراه كثيرا
تطمح سعديه فى الرتب بعد أن حصلت على المال .. طموحها مسعور .. غجريه لا تخاف
هى لا تخاف لانه طموح مجربة للحياة وتعلم ان الخوف هو العائق الاكبر فى طريق تحقيق الطموح
وبالنسبة للعدد فقد صار للاسف اكثر من ان بحصى بسهولة
تحياتى وخالص احترامى
اوحشتنا يا استاذ
للاسف كم بيننا من سعديات ! ... رجال ونساء
هل تذكرون من اتخمتهم الاموال السهله المغريه فطاشت عقولهم وداروا فى البلد ينصرون كل ظالم مستبد ويطبلون لكل راقصه ..
فيكى يا مصر كام سعديه ياترى ودونا فين ماحنا دوقت؟؟؟
الاخت قطة الصحراء عندها مشكله مع الحجاب فعلا .. كل حاجه بتدور فى فلك سلوك البعض الخاطئ من المحجبات و المنقبات ... هذا ليس مبرر لان تنقدى المبدأ نفسه ...
وبعدين لو من منطق الليبراليه .. واحد شايل دقنه التانى زعلان ليه؟ .. مع خالص الاحترام والاعجاب بكتاباتكما التى اثرت الفراغ حولنا بمحاورات عقليه وروحيه مدهشه ..
انا هاقوم اجيب كباية شاى واقرا حكاية سعديه تانى .. :)
Ahmed
adnan.salamband.co.uk
www.salamband.co.uk
حمدا لله علي سلامتك ايها الفارس النبيل.
عودتك للكتابة اسعدتني "كمبتل" و لا اشك انها اسعدت باقي "المبتلين " بمدونتك و ادعو و يدعون معي "اللهم ادمه ابتلاء و ادم اطرافه مدون و مدونة و مدون لهم".
حقيقة هناك الكثير مما يمكن -بل يتوجب- ان يقال حين يكون الحوار معك -عنك او حول ما تكتبه- و لكن لا طاقة لي بالكتابة و لا اجيدها لعل هذا ما يفسر متابعتي بدأب و شغف لبعض المدونات التي اراها قيمة و ندرة تلامس العدم لتعليقاتي عليها,
فبيننا الكثير من اختلافات التجاذب وتوافقات التقارب لعل احدها ان الحب الاول لكلينا كانت ........سعدية!!!!!!!!! دمت بخير ايها الفارس الصديق
تعليق تأخّر بعض الشئ .. بس عشان أكتبه دون عجله أو "لهوجه" ..
طبعا القسم الأوّل من القصّه الرومانسيه لا يحتاج لتعليق .. و إن كان يثير بداخلى تساؤل به قدر من الغلاسه : لو تعرّض ابنك فى فترة مراهقته لموقف مماثل يا ترى إزّاى هتتصرّف معاه بعيدا عن موضوع أساليب القمع الأبوى؟ بصراحه فترة المراهقه دى من أكثر فترات تربية الأبناء صعوبه ربنا يعين كل الآباء و الأمّهات عليها ..
من بداية الحديث عن "سعديه" فى ثوبها الجديد و هناك محاوله جديّه للربط بين مظهرها الجديد و
بين الخليج و ثقافته .. بدءا من شكل الحجاب و الجلباب مرورا بالأساور الذهبيه عديمة الذوق
و انتهاء بالتعليق على التباهى بهذه الأساور و الشخاليل !! هذا برغم أن الذوق منعدم حتى لدى كثيرين ممّن لم يسافروا للخليج و لم يغرقوا فى ترفه .. و برغم أن التباهى بالذهب هو ديدن نساء كثيرات فى المناطق الشعبيه و غيرها دون أن تخطو أقداهم شبر واحد خارج أراضى المحروسه !!
شراء الذهب فى حد ذاته و بكميّات كيبيره الغرض منه -لدى سعديه و لدى غيرها- اقتصادى بحت و هو الاحتياط ضد تقلّبات الزمن .. ومن ثمّ لا يهتم أحد خلال شرائه بفكرة الذوق و الجمال لأن الذوق و الجمال معناه مصنعيه أكبر تخسرها فى حال لو أرادت بيع ذهبها و بما أن الموضوع من البدايه اقتصادى يبقى الذوق مالوش لازمه .. يستوى فى هذا "سعديه" و غيرها كثيرات من النساء الريفيات .. و إذا كان البعض يتباهى بسيّارته و الأقل منه يتباهى بماركة
موبايله -بردو دون ربط هذا أو ذاك بالسفر للخليج- ليس مستغربا إطلاقا تباهى "سعديه" بثروتها الصغيره !! فيه ناس أكثر منها تعليما و وعيا -بشكل افتراضى على الأقل- ولا يخجلوا من التباهى بأملاكهم عيانا بيانا دون أن يعتبر هذا تدنّى ذوقى منهم ..
"سعديه" و غيرها حين جرّفوا أراضيهم الزراعيه كان الباعث لهذا قد بدأ بسنوات قبل عصر الانفتاح و الهجره لدول النفط .. كان بدأ حين صوّرت الثوره للناس أن الفلاح الحقيقى إنّما
يتحقق على المكاتب و من خلال الأفنديات !! فكانت كأنّما استبدلت أسطورة "الباشا" بأسطورة
"الأفندى" .. فأصبح حلم الفلاّحين الخروج من زى الفلاحه لأى زى آخر و أن يكون أبناءهم من بعدهم من الأفنديه أو الرتب كما سمّتهم "سعديه" .. مرّه أخرى الموضوع إذن ليس له علاقه كبيره بالهجره لدول النفط .. فاكر فيلم اسمه "معلش يا زهر"؟ اللىّ كان فيه والد "
شاديه" مصرّ على تزويجها بموظّف مهما تواضع راتبه مقارنة بصاحب محل البقاله لمجرّد أنّه ليس موظّفا؟ .. للأسف يبدو أن ثورتنا كان ينقصها أن تثور على كثير من الأفكار الموروثه أو على
الأقل لا تستبدل صنما بصنم آخر فى ظل تواضع مستوى الإدراك و الوعى لدى نسبه كبيره من الشعص المصرى قبل قيامها ..
من وقفوا بالطوابير على باب "سعديه" هم أيضا توابع قرارات ثورتنا المجيده التى كان هدفها إعطاء وظيفه لكل خرّيج حتى لو كانت بطاله مقنّعه .. فأصبح الطبيب و المهندس و غيرهم صحيح معاهم شهادات محترمه لكن قد يكون عائدها المادّى غير ذلك .. و ربّما هو الطمع الذى أصاب البعض و الرغبه فى الثراء السريع هى التى أتت بهؤلاء على باب "سعديه" يطلبون ودّها و ودّ الحاج زوجها .. يعنى فى كل الأحوال مفيش علاقه كبيره بين ثورة النفط و ما نتحدّث عنه .. البعض فى هذه الفتره و قبلها بقليل اتّخذ الهجره لأوربا موضه ولم يكن هناك أى غضاضه أو تحميل لهذا الموقف بكل الموبقات التى حدثت فى "مصر" المحروسه تالية له
فى أحد المنتديات كتب زميل مدافعا عن أدوار "سميّه الخشّاب" الساخنه و أرجع الهجوم عليها إلى رغبة بعض أبناء المملكه الوهّابيه فى استئثار الفنّانه لنفسه من خلال عقد زواج يكون من خلاله هو وحده المتمتّع بجسد "سميّه" الساخن .. ظهر لى بعدها أن "سميّه" متزوّجه بالفعل من رجل أعمال سعودى :-) وقتها سألت نفسى سؤال بسيط : هو إحنا ليه بنلوم على المشترى ولا نلوم على البائع؟ البائع هو الذى يستطيع أن ينسف الصفقه من أساسها إذا لم يطمع و قال لا ..
لكن الحقيقه أن كثيرين لم يريدوا أن يقاوموا طمعهم ولم يريدوا أن يكتفوا بما لديهم بالفعل و رغبوا -كما رغبت سعديه- فى السفر و العوده للمنظره على من لم يصبه الدور فكان ما كان .. لكن إحنا كتير جدّا بنلوم على من منحهم فرصة السفر دون أن نسأل أنفسنا طيب اللىّ سافروا دول كان
معاهم حق يسافروا !! يعنى ليه بنصب غضبنا على آخر نقطه فى عملية البيع رغم أن نقطة البدايه و مسبباتها من داخلنا تماما؟ زى زميل المنتدى اللىّ صوّر "سميه" فى صورة الجاريه التى يجرى مزاد على شرائها رغم أن زمن العبيد انتهى من زمان و الجوارى دلوقت همّا اللىّ بيقبضوا تمنهم و يحددوه نفسهم .. بس إحنا مستعذبين دور الضحيّه و المفعول به ليه لا أعرف
رغبة "سعديه" أن يدخل ابنها الجيش أو الشرطه مش بتفكّرك برغبة أبو "على" بطل فيلم "ردّ قلبى"؟ تحسّ إنّه رغم قيام ثوره لرد الحقوق و رفع الظلم عن البؤساء و محاولتها الدؤوبه -حتى
لو كانت مصطنعه- أن تذيب الفوارق بين الناس و تجعل الجميع يشعرون بنوع من المساواه بكل أسف فشلت .. ولازال اللىّ مالوش ضهر يبحث عنه من خلال قريب أو نسيب فى مواقع السلطه بردو من غير ما يكون لده علاقه بالخليج و العمل به العلاقه هى بكل أسف بالوضع البائس الذى نعيش فيه الذى يلخّصه البعض بكلمة "انت مش عارف بتكلّم مين" أو "ماتعرفش انا ابن مين" الحقيقه إن لو فى البلد دى قانون يطبّق على الجميع لم تكن "سعديه" لتسعى لإدخال ابنها الشرطه او الحربيه ولم يكن غيرها ليسعى و يدفع ملايين لدخول مجلس الشعب و لم يكن آخرون ليسعوا لمصاهرة ذوى الحيثيه .. كل فئه بتحاول تأمّن ضهرها بالصوره التى تقدر عليها لأن الجميع لا
يشعر بالأمان و يرغب فى مظلّه تحميه من غدر ما يتوقّعه و يتحسّب له
بصراحه لم أفهم تعارض فكرة ابن "عامل صيانه + غجريه" مع الالتحاق بكليّة الشرطه أو الحربيه .. إلاّ لو كان المقصود وجود تاريخ إجرامى لأى منهما مثلا ..
إذ ما الذى يجعل دخول هذه الكليّات بحاجه للمزيد من "الهيئه" الاجتماعيه بينما دخول كليّة الطب مثلا و الاطّلاع على عورات الناس و نقاط ضعفهم أو دخول كليّة الحقوق مثلا و العمل بالمحاماه و الجرى وراء حقوق الناس أقل احتياجا للهيئه !!
وجود كشف "الهيئه" فى حد ذاته يلقى بمزيد من الضوء على العوار الاجتماعى فى "مصر" المحروسه دون الحاجه لتدخّل خليجى .. كشف الهيئه هو الاستثناء الذى يوضع حين يقرّ قانون جديد كى يمكّن البعض من اختراقه على الكيف و المزاج .. الأكثر طرافه أن بعض المنتمين لهذه الكلّيات يخرجون منها و يمارسون العمل بصوره أسوأ من أسوأ غجريه و معروف طبعا السمعه السلبيه عن ضبّاط الشرطه بالذات !! فعن أى هيئه يبحث هؤلاء
كشف الهيئه هو الذى حرم إنسانا مكافحا اسمه "عبد الحميد شتا" تعلّم حتى وصل لأرقى درجات التعليم من الالتحاق بأى وظيفه تليق بتعلّمه و نبوغه ممّا دفعه للانتحار لأنّه "غير لائق اجتماعيا"
.. و كأن من ولدوا فى طبقه اجتماعيه متميزّه كان لهم أى دور فى هذا و عليه يتم إثابتهم على هذا الوضع الاجتماعى و يجازى غيرهم على وضع ليس لهم فيه أى دخل
بصراحه فكرة "تاجر الرقيق" مبالغ بعض الشئ فيها .. الرق بدأ من تهاون الحكومه مع من يعمل بتسفير المواطنين للخارج .. ثمّ لا تهتم بمن يهرب من أرض المحروسه على مركب هجره غير شرعيه فيغرق .. أكاد أتخيّل الحكومه "بتزغرد فى عبّها" كلّما غرق مركب من هذه
المراكب وحتى من يفلح و يهرب من المحروسه بشكل شرعى و يعمل بعقد سواء فى الخليج أو غيره لو وقع فى أى مشكله تناسى تماما أن تسمع صوتا لحكومتنا بشأنه بينما الفلبين و بنجلاديش و
دول أقل بكثير من دولة السبعتلاف سنه حضاره لا يستطيع أحد أن يعامل عمالتها بهذا الشكل .. يبقى مين اللىّ خلاّنا رقيق !! و أقل حتى من الرقيق
مين اللىّ جعل الوظائف فى "مصر" تجاره رابحه !! من الذى قال أن هناك تسعيره للالتحاق بوظيفه حكوميه تدفع لأعضاء بعينهم من أعضاء مجلس الشعب !! مين اللىّ قال أن أعضاء مجلس الشعب من حقهم الحصول على امتيازات ليس لها أى مبرر !! إيشى شقق و إيشى تأشيرات حج
و إيشى تعيينات ممّا دفع البعض لدفع الملايين للالتحاق بمجلس الجنّه هذا "أستغفر الله العظيم"
من الذى تسبّب فى كل هذا و هل هى أسباب خارجيه أم هى بكل بساطه "منّنا فينا" !!
كى أنهى هذا التعليق بالغ الطول .. عمرنا ما هنحلّ مشاكلنا طول ما بنعلّقها فى رقبة غيرنا
إذا كنّا من الضعف و الوهن الذى يجعل دولا لا يتجاوز تاريخها خمسين عاما تتلاعب بنا و بشعبنا يبقى نستحق كل اللىّ يجرى لنا و نبطّل بقى نتكلّم عن تاريخنا و مجدنا و حضارتنا التى لم تفدنا
بشئ .. دور المفعول به و الضحيّه لم يعد يثير فى نفس أحد سوى الغثيان .. و كلّها سنين قلّت أو كثرت و تنقشع سحابة البترول و علينا إمّا أن نحل مشاكلنا داخليا أو نبحث من الآن عن شمّاعه جديده نعلّق عليها مشاكلنا
تحيّاتى و أعتذر للإطاله ..
متعه حقيقيه زياره مدونتك ياأستاذ
لى سؤال خارج السياق كيف تختفظ ببرائتك كل تلك السنين؟
اخى الفاضل استاذ ايهاب
اولا وقبل ان انسى اريد ان اشكرك على الاهداء الجميل وعودا محمودا يارجل ولاتتأخر عنا كثيرا رغم اننى فى احيان كثيرة ينتابنى نفس الشعور بالاكتئاب مما يحدث من حولنا واجد نفسى اننى فى حاجة الى الكتابة فقد تساعد الى حد كبير ان تجعلك لا تصل الى درجة الانفجار والعياذ بالله.
ثانيا اعتذر لك عن التأخر فىكتابة تعليقى لاننى اذا اردت ان اقرأ موضوع فاننى لا اقرأه الا اذا كنت مهيأ نفسيا وعليه جاء الوقت وقرأت وتمعنت وراقنى اسلوبك الرائع وبلاغة التعبير وبلغة راقية وحس رهيف .
القصة رمزية الى ابعد الحدود وأخشى ما أخشاه الا يكون رمز سعدية هو مصر .فمصر مهما حدث لها من ترهل ومن ظهور تجاعيد الزمن عليها الا انها وبقوة ابنائها فهى قادرة على ان ترجع جميلة كما كانت مهما حدث لها ...
قصتك يا أستاذ ايهاب مثل اللوحات السيريالية كل منا ينظر اليها من وجهه نظره الشخصية .قد اكون محقا وقد اكون مخطئا ولم يحالفنى الحظ المهم اننى استمتعت بهذا الاسلوب الراقى ,لا تتأخر علينا يارجل مرة ثانية
السلام عليكم
حمدا لله انك بخير ...تخيلت انه اصابك مكروه
قد اكون وجهه جديد .لم يسبق لك روئيه تعليقه على مدونتك الغراء .. لكنى وبرغم ذالك كان من الذين يمرون على مدونتك يوميا ولمده
ثلاثه اشهر بانتظام ...ينتظرون رؤيه اخر تدوينه لك ..
كانت البدايه عندما.. كنت ابحث عن معلومات عن قضيه سوزان تميم .. الكثير من المواقع .. الكثير من المدونات.. حتى وجدتك ايها الفارس النبيل
اول تدوينه( محسن منير السكرى )..استوقفتنى المعلومات... طريقه السرد الرائعه .. التحليل الرائع واخير الرىء الشخص الذى قد اختلف او اتفق معك فيه
.تابعتك بعدذلك بانتظام... بشغف ... لقد رايت الكثير وقرات الكثير من المدونات اما مدونتك ايها الفارس فهى شىء مختلف
تابعت الكثير من تدويناتك القديمه...
لا اعرف هل كانت كافيه لتكون فى مخيلتى فكره عن الفارس ومن يكون
*مثقف ليبرالى ...
*مواطن يبحث عن وطنه ( مثل معظم المصريين)
*شخص اخر يهوى الثرثره...للخروج من وحدته الشديده
. لكنى وبصراحه وجدت ان يجتمع كل هذا فى شخص واحد لتكون انت
سيدى العزيز ...انسانى اعطائى لك حقك ان اعرفك بنفسى .. اسمى محمد العربى
طالب فى السنه النهائيه بكليه الزراعه جامعه الازهر
ابلغ من السن25 عاما
مدون جديد ( لااكتب كثيرا... بسب دراستى وشؤن حياتى الخاصه)
اعتذر ان كنت اطلت ...لكنى وبصراحه لى طلب ارجو من الله الاترفضه
لا تنقطع عن الكتابه
ولازلت اؤكد لك ... نحن بحاجه الى تقيمك الديجولى ..للوضع .. اعتقد انه سيلقى الضوء علىالكثير من الحقائق الغائبه
فى وطنى ميت شبوره
والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته
مواطن من ميت شبوره*
ارجو من الفارس النبيل ... زياره مدونتى المتواضعه http://mwa2en.blogspot.com/
ولكم جزيل الشكر
انا باستمتع بقراءة ما تكتب
بجد باستمتع للغاية
اخى الحبيب سيبها على الله ..أطرائك يثلج صدرى و يخجلنى فأنا لا استحق مثل هذا الكرم , و أن كان هناك من يستحق الأشاده بأدائه و أخلاقياته فهو حضرتك .. و يكفى اهتمامك و سؤالك على
و بعدين تعالى ها بقى .. دسم أيه و آخر عمر أيه ؟ انت هاتطلع علينا سمعه اننا عواجيز ولا أيه ؟ الدهن فى العتاقى يا أستاذ .. و بالهنا و الشفا كباية الشاى التقيل ..
أخى الأزهرى
شرفتنى بزيارتك .. و بانتظار تفضلك مره أخرى بتشريفى
زمان الوصل الفاضله
لن يغفر لك اختفائك سوى رقى مشاعرك و اهتمامك .. وأن كان اختفائك يستدعى عتابا مكثفا
بانتظار تشريفك
رفيقة القلب و العقل عشتار
نعم سيدتى .. تشوهت صورة مصر و أصلها ببقع الزيت التى اجتاحت ماتبقى من حضاره هدمها الأنقلاب العسكرى و هزائمه .. و لم يفلح نصر السبعينيات ولا اعادة الأنفتاح على العالم فى مواجهة طغيان الصحراويين بطبائعهم
نعم مره أخرى سيدتى .. فصديقك و سعديه و كثرين لم يجدوا فى هذا المناخ الفاسد منفذا لطموحاتهم ألا بالفساد .. و الفحش فيه
لله درك يا عشتار .. افتقد أحاديثنا بشده .. ترجعين بالسلامه أن شاء الله
بنت القمر الفاضله
أشكرك سيدتى على الأضافه البارعه .. نعم نحن قبليين .. و لعلك هنا توحين لى بمكر محبب أن أكتب عما يسمى فى علوم الأقتصاد السايسى
tripping
أو الأستقطاب و البحث عن قبيله و انتماء جماعى .. و هو ما أراه من أهم أسباب تخلف الشرق بوجه عام بدأ من الأستقطاب الدينى و مايستتبعه من تطرف ... مرورا باستقطاب سياسى و ما يستتبعه من استقواء و طغيان و انتهاء باستقطاب الأهلى و الزمالك و مايستلزمه من تعصب
عموما سيدتى لو أتممت يوما هذا المقال سيكون بفضل أيحائك
أشكرك
الأزهرى العزيز مره أخرى ..
شرفنى تعليقك و تفاعلك و أثلج قلبى أطرائك
العزيز أحمد
و الله أنتم أوحشتونى بأكثر مما تتخيل .. لكن المشاغل من جهه و الأكتئاب البغيض من جهه أخرى
أشكر مشاركتك الرأى .. و عن ميول قطة الصحراء فأترك لها التعليق على ذلك و أن كنت أظنها تعترض تحديدا على التمييز الاجتماعى الذى تمارسنه صويحبات النقاب و الحجاب .. عن نفسى لا اعتراض لى سوى على طبيعة مرتديات النقاب .. أما الحجاب فهو بالفعل حريه شخصيه عن نفسى أحترمها تماما
شرفتنى بزيارتك
أخى الحبيب على
لا أجد ما أعلق به على كرمك البالغ , سوى ان كلامك شرف لا أرانى استحقه .. و أعاتبك على عدم كتابتك .. فمن له مثل أسلوبك و عمق فهمك لزاما عليه أن ينير لنا من طريقنا بقبس .. و لو يسير من افكاره
و أشاركك فى مأساتك السعديه .. و أنت كنت لا أدرى ماذا أفعل الآن
شرفتنى ولا تحرمنى من تعليقاتك
زمان الوصل الفاضله مره أخرى
بهذا الكرم فى الكتابه لا أجد سوى أن افند تعقيبى على تعليقك الثرى كما يلى
- لو تعرض ابنى لما تعرضت له فى سنى .. أظننى سأكرر الألتزام بمبدأ جدى رحمه الله مع توضح كبير لتفاصيل و جهة نظرى .. و قد يكون موضوعى فيه رد على ابنى حيث أكتب له فى الأساس
- أكرر ما قلته فى تعليق سابق .. سعديه لم تذهب قط لبلاد الزيت .. لكنها استقبلت حضارتهم تماما و بوحشيه عن طريق زوجها النخاس .. فى الحقيقه سعديه لم تستقبل أى حضاره سوى بوادر حضاره مصريه كريمه وأدتها أمها فى المهد بضربه من قدمها .. و بعدها لم تجد سعديه أى مورد حضارى تستقى منه قيمها سوى ما جاء به زوجها من بلاد الزيت
أما عن الذهب و التباهى به .. فالمسأله انعكاس لهذا النقص الذى تكونت به سعديه .. فمن تربيتها حرمت من أى شىء تشعر به بأدميتها .. و بالتالى .. فتباهيها بالمعدن الأصفر ما هو ألا الأسلوب الوحيد الذى تعلمته لثبت به آدميتها
يا ألله .. أترانى مازلت أحبها و أدافع عنها ؟؟
- أتفق معك تماما فى أن تشوه سعديه و تشويه مصر كلها بدأ منذ الأنقلاب العسكرى على التحرر و الليبراليه .. و أتفق معك على أن ميول الفساد لم ترتبط فقط بثقافة الزيت .. لكنها بدأت قبل ذلك بكثير .. بالتدجين و الطموح الغير مبرر
- أتفق معك أيضا أن النخاسه هى فى النهايه عملية بيع .. و لم يجبر المشترى البائع على شىء .. فالبائع فى النهايه هو من قايض حريته و كرامته بالمال .. لكن .. لم يسافر المصريون فيمتصوا حضارات البداوه بينما حين يسافر اللبنانيون فهم من يصنع الحضاره هناك ؟ أظن الربط بين حالة استعباد المصرى و تفريغه فى بلده بعد الأنقلاب العسكرى هى المسؤله فى البدايه عن هذا المسخ الحضارى
- اسمحيلى أن أختلف معك هذه المره حول مبدأ فيلم مبدأ قلبى .. فعفوا حين انتهت كشوف الهيئه الحقيقيه فى الجيش و الشرطه و مثال ذلك ما كان فى عهد نائب الوطنى كمال الجنزورى الذى احترف تقاضى رشاوى لألحاق أبناء الطبقات الأجتماعيه الدنيا بكليات الشرطه .. فما أن تخرجت منهم أول دفعه حتى صرنا نسمع عن جرائم الشرطه يوميا .. جرائم لا أخلاقيه يرتكبها ساديون مرضى محرومون من التقدير فى نشأتهم .. و كان لبسهم للميرى هو سبيلهم لتعويض النقص البيئى و الأجتماعى الذى تربوا فيه
أينم هؤلاء الأسافل من جيل فؤاد باشا سراج الدين الذى رفض يوما أوامر الملك لأنها ببساطه تتعارض مع القانون ؟ أين هؤلاء من جيل الفريق الشاذلى الذى استقال حفاظا على كرامته من منصب أركان حرب القوات المسلحه لأختلافه مع القائد الأعلى ؟
عفوا سيدتى .. أن انتقاء أبناء الأرستقراطيه لتولى مناصب الجيش و الشرطه هو ضمان للمجتمع كله لسيادة العدل و تطبيق القانون .. أما مساواة أبناء الطفره النفطيه الحائزين للقدره على رشوة نائب للأتحاق بالشرطه فنتيجته كارثه نعيشها الآن
قد استرجع قولا منسوب لعمر ابن الخطاب .. لا تولوا أبناء السفهاء
ليس تفرقه لكن حمايه للمجتمع من بطش الدنىء أذا امتلك السلطه
كشف الهيئه الأجتماعيه أساسى .. و من قال لك أنى لا أطالب بتطبيقه حتى فى كليات الطب .؟ على الأقل لنتخلص أو نقلص من جرائم الأطباء بداية من الأهمال الجسيم و هاية بتجارة الأعضاء
عفوا سيدتى أختلف معك تماما فى فكرة مساواة الجميع فى ما يتعلق بتولى مناصب يرتبط الأداء فيها بعصب حياة غالبية الناس
-أكرر اتفاقى معك فى مسؤلية البائع عن عوار الصفقه .. فالبائع هو من فرط و قايض كرامته بالمال فعلا .. و أتفق أيضا عك على ضرورة أن نصلح ما بأنفسنا و نتخلص من تبعات انقلاب شوه حضارتنا و قلب تركيبة بلادنا كلها
اشكرك .. و احترامى الشديد لرأيك سواء اتفقت أو اختلفت معه
أبو احمد العزيز
لا أدرى كيف أشكرك لكن أتمنى أن أكون فعلا عند حسن ظنك .. بريئا
عزيزى محمد العربى
أزورك حالا.. و أشكرك لزيارتك
حبيبى الباشمهندس هانى
غبت عنى كثيرا .. لكنى اشكرك على مرورك .. و احمد الله أنى استطعت أن أسعدك
انا اول مرة تقريب اقرى لحضرتك او يمكن قريت والزهيمر اكل دماغى بس اعجبت بقصتك وحسيتك بالرغم من كل حاجه مازلت بدافع عن الشخصيه
ميرسى لحضرتك ولكلامك عندى
أنضم -متأخرا- لركب المرحبين بعودة حضرتك للتدوين :)
واسمحلى أن أختلف معك وأتفق مع زمان الوصل فى مسألة كشف الهيئة
أنا طبعا مع حضرتك فى منع الانضمام بدفع الرشاوى لغير المؤهلين
لكن أختلف فى كون المستوى الاجتماعى عاملا لتحديد مدى أهليته للقبول أو عدمه
حضرتك كتبت عن السكرى وأسرته وفسد السكرى كما فسد غيره من أبناء الطبقات الأقل
فساد الشرطه أو الجيش أو المستشفيات أو باقى أجهزة الدولة مش ممكن نرجعه ببساطه لأن أبناء الطبقات الدنيا تسربوا بأموال الخليج إلى هذه الأماكن
وخلينا فى القصه اللى حضرتك ذكرتها
لو جدك استجاب لرغبتك الناتجه عن المراهقة وأتاح لك الفرصه للاقتراب من سعديه أكثر ثم للزواج منها
هل تعتقد إن كرامتها وعزة نفسها كانت هتتبدل ؟
وياترى هتبقى كرامتها وعزة نفسها هتبقى ناتجه من انتقالها لطبقة أعلى وللادى كانت متأصله فيها .؟
طيب وياترى كل اللى فى ظروف سعديه اتصرفوا زيها ؟
مافيش حد فقير بيصمد للإغراء ؟ أو يتمسك بكرامته وأخلاقه ؟
الأخلاق الفاضلة وسلامة النفس أصبحت الآن قاصرة على الطبقة الأرستقراطيه ؟
وياترى مافيش فى الطبقة الأرستقراطيه نماذج مخجلة من ناحية الأخلاقيات أو بذاءة اللسان -باعتبار إن ده دايما عنوان التربية - ؟
وإيه أصلا معنى طبقة أرستقراطيه ؟
تقصد حضرتك طبقة غنيه مستغنيه بفلوسها عن التفريط فى الكرامه لضمان حياة كريمة ؟
وللا طبقه متمسكة بأخلاقيات ومثل عليا ؟
وهل الفلوس والغنى شرط بجانب الأخلاقيات علشان تبقى أرستقراطى ؟
أنا موافق طبعا على عدم تولى السفهاء مقاليد الأمور فى أى مجال من الطب والشرطه لحد الزراعه والكهرباء
لكن الاختلاف فى كيفية تحديد السفيه ؟
ماأعتقدش أبدا إن مقياس إن اللى والده شيال لازم يبقى سفيه واللى والده مهندس لازم يبقى محترم
قد يكون أغلبية أبناء الشيالين سفهاء وأغلبية أبناء المهندسين جديرين بالاحترام لكن بكل تأكيد ده مش مقياس سليم
المفترض فى اختبارات القبول العادية لكليات الشرطه وغيرها أن فيها اختبارات نفسية
ولمن لم تظهر أمراضه النفسيه بوضوح قبل توليه المسئولية من المفترض أن يكون هناك متابعة مستمرة من الرؤساء وحساب -ثم علاج- للمرضى أو أصحاب النفوس الضعيفة
أما تحديد المقبولين بطبقة معينة فأراه عنصرية سافرة لأن الأمراض النفسية والخلقية لاترتبط بطبقة دون الأخرى
مع خالص تقديرى لحضرتك وتمنياتى ألا تنقطع أبدا عن الكتابة فنحن بحاجه لمن يعرف :)
كل سنه وإنت طيب
الفارس النبيل يعود الى الاختفاء مره اخرى .... ؟ارجو الله ان تكون بخير دائما..انشاء الله
كل سنه وأنت وأحبابك بخير وصحه وسعاده
كل سنة وانت والاسرة بخير وعافية وهناء
كل سنة و انت طيب يا فارس
الفارس النبيل يعتزل الكتابه فى مدونته الغراء ... يارب الخبر ده مااسمعه فى يوم من الايام
شاكلك رجعت تانى الى الاختفاء ياعم الحاج
ادعو لك بدوام العافيه
وكل سنه وانت طيب
عزيزى
قبل ما نتكلم على مواقف غيرنا
نشوف احنا بنعمل ايه وساكتين على ايه
مدونة قطة الصحراء
فى عز ضرب حماس وغزه
والشهداء اللى بتبكى عليهم
بتقول
يبقى حماس والاخوان والجهاد إلى اسفل السافلين
ربنا ينتقم من الحمساوية ومن الاخوان ومن الجهاد
طبعا مفيش اسرائيل ولا امريكا
انا بعتبرها سافله وخايبه وبقول
ربنا ينتقم منها بدم الشهداء
حضرتك بتخش عندها وشايفها ايه
وبلاش نتكلم عن حكامنا وضعفهم
لانكم اضعف من حكامكم بسكتكم وترحبكم بالقذره دى
مستنى رائيك
وموقفك الواضح والحاسم
التدويين راى وموقف
مش صحبة ولمه وتبادل زيارات
بالذات فى موضوع خطير كده
وبلاش تقولى ده راى
دى عمالة وخيانة وقذراة وزبالة
وشوفوا ده فى مصراوى
شاهد عيان: حماس لم تقتل الضابط المصري
http://www.masrawy.com/News/Egypt/Politics/2009/january/1/rafah.aspx
وده لينك الموضوع
http://mshmuwafk.blogspot.com/
سلام
سعديات كتيره قوي فقدت الروح والحيويه والنظره المتقده وضعن
لاسباب مختلفه
تحت صخور الدويقه
تحت صخور شارع الهرم
تحت صخور الكفيل
تحت صخور الذل اي كان شكله
سعديات كتيره قوي ضاعت
المصيبه ان سعديين كتيير قوي ضاعوا
هما ضاعوا وهن ضعن
وبس خلاص انت فاهم كل حاجه
Post a Comment
<< Home