فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Friday, January 18, 2008

الأسلام .. الكلينكس .. و الضربات الصينيه.. تنويعات على بعثرات عشتار

ارهاصات تشكل مقدمه

زياره للأسكندريه الحبيبه و بصحبة بسمتى السكندريه نلتقى فى كوفى شوب جميل مملوك لفنانه تشكيليه من صيقات بسمه .. تعمل فى النحت و بصحبة أصدقا محببين .. نجلس لنتحدث , أحلامنا جميله .. نحلم بحضاره .. بحق .. بخير و جمال ..الفنانه تحلم بأن تكون قهوتها الصغيره ملتقى لشباب مصريين مؤمنين برقى حضارة المتوسط , تحلم بأن تضم قهوتها مكتبه , و ركن موسيقى , و مكان لتعليم الأطفال الفن التشكيلى .

_______


يدخل القهوه ملتحى يحمل طفله و خلفه منتقبه متسربله بالسواد .. يجلسون فى مقاعد بجوارنا .. اشعر بالصمت المندهش يلف المكان لبرهه .. فالقهوه هى فى ذات الوقت معرض مفتوح لأعمال الفنانه التشكيليه و أصدقائها من النحاتين و الرسامين .. و على حد علمى فالنحت و الرسم من المحرمات سلفيا .. و خصوصا لدى المنتقبات و الملتحين

________


فى لقاء غير محبب مع رجل أعمال لا أحترمه أعرف كما يعرف الجميع أن أهم أعماله هو تهريب البضائع الصينيه ألى مصر و أغراق الأسواق بها لرخص ثمنها ( حيث أنه تم تهريبها دون دفع الجمارك عليها ) مقابل المنتجات المصريه .. تبور صناعات المصريين و ينتفخ جيب المهرب المتنكر فى شخصية رجل أعمال , و معهم جيوب عدد من الرسميين المسهلين لعمليات الهريب , و لأن اللقاء غير رسمى و بالصدفه السيئه فقط .. يترك الجميع هواتفهم المحموله مفتوحه .. و يتتابع رنين الهواتف .... هواتف المهرب و الرسميين الفاسدين .. الرنات كلها بنغمات أغانى المطرب الأنجليزى المسلم التى اشتهرت مؤخرا كأغنيات ( دينيه ) و أيضا بعض الأغنيات ( الدينيه ) لمصريين أظن منهم أحد المتهربن من التجنيد الشهير .. بل أن رنة تليفون المهرب نفسه هى البسمله بصوت قارىء سعودى شهير .. مع بداية تلاوه لسورة ياسين .. يتباهى أحد الموظفين الفاسدين بأن تليفونه الجديد مسجل عليه القرآن كله .. و يرن تليفونى .. بمقدمة مقطوعه موسيقه لريتشارد كليدرمان .. بعد أن انهى المكالمه تتحول العيون كلها ألى شخصى المتواضع .. و يبدأ اللوم .. لماذا تضع موسيقى فى تليفونك و ليس قرآنه أو غناء دينيا ؟ الست مسلما ؟


________


أتلقى مكالمه من لندن لتحديد موع لمقابلتى .. رجلا أعمال شابين أنجليزيين من أصول باكستانيه يطلبان مقابلتى فى المصنع .. أرحب طبعا فمهنتى تصدير المنسوجات .. يحضر الشابان , طلبهما صناعة ملابس( أسلاميه) لتلبية احتياجات( المسلمين ) الأنجليز المساكين المحرومين من الملابس (الأسلاميه) هناك !!! استفهم من مرافقهم المصرى .. يعنى أيه ملابس أسلاميه ؟

أيام و يعود الأنجليزيان المسلمان بعيناتهما .. مجرد جلاليب .. فقط جلاليب نسائيه .. لا أر فارق بينها و بين جلاليب جداتى منذ قرون و حتى الآن لمن يعيش من أقاربى فى الريف .. استفسر عن المطلوب بالظبط .. يردان بالتالى :

أسسا معا ( و لوجه الله الكريم ) شركه لأمداد مسلمى انجلترا المضطهدين بما يفتقدونه من ملابس ( أسلاميه ) فى البدايه وجدا من يمدهما بالبضائع من دبى .. مجرد جلاليب و ما يمكن تسميته بعبايات .. مؤخرا .. لاحظا ارتفاع أسعار المورد الهندى المقيم فى دبى .. فقررا اللجوء لدوله ( أسلاميه ) للتعامل مع مورد ( مسلم ) و لأن اسمى معروف نوعا ما .. و تأكدا من كونى مسلم بعد قراءة اسمى بالكامل .. استخارا الله و قررا القدوم ألى عاصمة ( الأسلام ) و مقابلة شخصى ( المسلم ) لأستيراد ملابس ( أسلاميه ) ..ببساطه وضحت أن تلك العبايات ينتج مثلها فى الصين و روسيا و فى أى مكان .. و عموما .. و لتوفير الوقت بعيدا عن المهاترات طلبت وقت لعمل عينات مقابله و تسعير طلبيتهم .. بعد يومين أبلغتهم بأسعارى و هى بطبيعة الحال توفر لى تشغيل اقتصادى ملائم .. و طبعا منتجى مصنوع من القطن المصرى الفاخر عالميا .. فما كان منهما ألا أن استفسرا .. هل أعرف مصانع صينيه أو روسيه يمكنها أنتاج تلك الجلاليب ؟


_______


أعود متأخرا بعد زياره للأسكندريه .. و انزل من القطار ألى ميدان رمسيس حوالى منتصف اليل .. فأقرر السير عبر الميدان قليلا .. قبل العوده لمنزلى .. أتأمل الرصيف المشغول تماما بالبائعين الجائلين المفترشين بضائعهم بأمان تام بعد أن سددوا مايجب من الرشاوى لأمناء الشرطه و المرافق ..أتأمل البضائع .. ملابس , شرائط كاسيت ,مسابح ,معدات كهربائيه صغيره , أتساءل عن الأسعار من باب حب الأستطلاع .. الأسعار فعلا رخيصه ألى درجه لا تصدق .. أتفحص بعض البضائع .. أكاد أجزم بأن تسعه و تسعون فى المائه من البضائع صينية الصنع .. حتى المسابح و أشرطة الكاسيت الخام المسجل عليها طبعا أما خطب دينيه أو قراءات قرآن .. أو أغانى لمجهولين لا أظن الرقابه أجازت أغانيهم أبدا ... كل شىء تقريبا .. صينى بما فيها عدد تليفونات تصدح بصوت الأذان فى حالة الأتصال , و شبه بوصله يقال أنها تحدد القبله للصلاه .. و منبهات و ساعات بصوت أناشيد دينيه من المذكوره أعلاه
أعبر الميدان لبائعى الجرائد و الكتب .. ألتقط جريدتى المفضله و ابق قليلا أتأمل عناوين الكتب المعروضه .. كلها بلا استثناء لا تخرج عن موضوعين .. عذاب القبر .. أو .. ليلة الدخله
بجوار بائع الجرائد الملتحى بائعى اسطوانات ممغنطه من الواضح أنها مزوره .. كلها أفلام مكتوب عليها بدون حذف .. بما فيها أفلام عليها صور راقصات مصريات شهيرات بعناوين من نوعية .. ولعها ولعها ..
________
أعود سيرا ألى منزلى فى الحدائق و أستثمر فترة السير فى شىء من التأمل .. السوق المصرى أمام ظاهره واضحه تسمى بالبضائع الأسلاميه و أتذكر على الفور خبر منشور على النت أتحفنى به صديق فى شهر نوفمبر الماضى عن اعتزام ماليزيا أنتاج سياره أسلاميه بالاشتراك مع تركيا و أيران .. و بالتمعن فى تفاصيل الخبر المذكور أكتشف أن السياره المزعومه ستكون مزوده ببوصله لتحديد القبله و مكان لحفظ المصحف !!! أى و الله العظيم هذا نص الخبر .. و أجمل التعليقات عليه كانت استفسار من أحدهم عن موديلات السياره .. هل ستكون سنى و شيعى أم ماذا ؟
أعود بذهنى لدروس التسويق القديمه التى درستها فى الجامعه .. و من أهمها كان درسا عن خلق الأحتياج .. الموضوع للتبسيط يتمثل فى أن التسويق هو البحث عن أسلوب لتلبية احتياجات المستهلك .. و فى حالة عدم القدره على تلبية الأحتياجات الفعليه للمستهلكين أو تشبع السوق .. فعلى المسوق العبقرى أن يبتكر احتياجات .. و يقنع الناس بها .. أى يخترع لهم شىء هم لا يحتاجونه فى الحقيقه .. ثم يقنعهم بهذا الأحتياج .. ثم .. يقوم ببيع سلعته التى تشبع هذا الأحتياج المبتدع .. و قد كان المثال على هذا النوع من التسويق سلعة المناديل الورقيه المسماه بالشيوع .. الكلينكس
فقبل اختراع الكلينكس كان البشر ( جمهور المستهلكين ) فى العالم كله يستخدون المناديل القماشيه .. و التى تضم تشكيلات واسعه تبدأ من منديل يد أبيض يصلح للتعليق فى جيب الجاكت للرجل أو منديل مزركش للمرأه الأنيقه التى تمسكه بيدها فقط أو تشبكه فى أحدى حليها اليدويه ( رشدى أباظه و أم كلثوم رحمهما الله استخدما النوعين على التوالى ) أو مناديل أكبر كالمنديل المحلاوى الذى يصلح كغطاء للرأس فى الحر الشديد ( بعض أفلام نجيب الريحانى أظهرت هذا المنديل كمثال ) و تلك المنايل القماشيه كانت تغسل و يعاد استخدامها مرات و مرات قبل أن تبلى و تستبدل ... كانت فكرة كلينكس هى ابتداع احتياج للناس ليستبدلوا عاده قديمه بعاده جديده .. و يستغنوا بالتالى عن كثير من استخدامات المناديل القماشيه السابقه , و يتوجهوا بأموالهم لشراء هذا المنتج المبتدع الذى يلبى احتياج مخترع أصلا .. و يفوز مسوق الكلينكس العبقرى بأرباح خياليه ..أتذكر هذا الدرس و أنا أتأمل مارأيته فى السوق مؤخرا .. و السوق هنا ليس فقط المعروضات لكن النسق الأستهلاكى .. الميل للأنفاق فيما يسمى .. بضائع أسلاميه
و كما نجح الأوروبيين فى خلق احتياج غير حقيقى للناس مستغلين تغير النمط الأستهلاكى للبشر و توجههم لأستعمال بضائع تستخدم مره واحده و جنوا من ورائه أرباح طائله عن بيع الكلينكس كمثال ( ماكينات الحلاقه البلاستيك و الأقلام الجاف الرخيصه نموذج للسلع التى استفادت من هذا الميل الأستهلاكى ) .. فهاهم الآسيويين .. يستغلون الميل الأستهلاكى لكلمة أسلامى .. و يغرقونا بأشياء لا نحتاجها فى الحقيقه .. لكنها ببساطه تلاقى أقبالا لأنها تشبع نوع من الأحتياج المخترع .. الغير حقيقى .. لبضائع أسمها .. أسلاميه
من رنات هواتف ألى بوصلات ( أشك فى دقتها ) ألى مسابح بعداد ( أظن استخدام مايسمى بالسبحه العداد كان فى بدايته للرياضيين لحساب تكرارات التمرين كنط الحبل مثلا ) ألى سجاجيد صلاه من أقمشه رخيصه و أظن صباغتها مضره بالصحه ألى أشرطة كاسيت معبأه بالصراخ المتشدد , ألى كتب تعد بالجنه لمن يكرر ما فيها دون تفكير .. ألى .. سياره أسلاميه
أقترب من بيتى و أنا مبهور من ذكاء الآسيويين فى استغلال الميل الأستهلاكى العجيب للناس حاليا .. بل و انسياق الكثيرين كالعميان وراء هذا الميل .. طبعا . و كيف لا .. أذا كان كل مالدى بائع الكتب لا يتجاوز عذاب القبر و ليلة الدخله .. فلا عجب ألا يتجاوز المعروض فى
المحلات الأخرى البضائع المسماه بالأسلاميه .. أو الأفلام الأباحيه من نوع .. ولعها ولعها
أجدنى أتذكر مقالة عشوائيات مصريه لرفيقة العقل و القلب عشتار ..وارغب فى محاورتها ..لكن..تأخرالوقت
انصرف للنوم الآن .. فوم العمل كان شاقا .. ولا مجال لشىء آخر الآن