فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Thursday, April 22, 2010

بين الفرسان و الخصيان .. التدبر فى مسألة الأفريكان

مانولى هو الملجأ و الملاذ فى عصر النسانيس الذى نعيشه الآن

فعلا .. لولا وجود مانولى و خمره المغشوش بمياه الحنفيه الملوثه لأصبت بالفالج و الضغط و القهر من زماااان جدا .. أعود اليوم لمانولى مشتاقا ملتجئا أليه , هاربا من صروف الدهر و الأيام و غوائل الأحداث الجسام مستجيرا بالغيبوبه المحببه التى لا أجد عنها بديلا فى تلك الساعات الأكثر سوادا من تاريخنا الأسود مقلم بكحلى من أصله


مياه النيل فى خطر .. الجمله وحدها كافيه لأصابتى بأزمه قلبيه أتوفى بعدها أكلينيكيا .. و أظن هذا هو حال الجميع فى بلادى الحبيبه ممن لا يستطيعوا استخدام الياه المعدنيه فى غسيل وجوههم حفاظا على بشرتهم أو الأغتراف الجائر من مياه النيل لرى ملاعب الجولف .. العجيب أنى تحدثت عن هذا الموضوع من عامين أو أكثر هنا و كأنى كنت أقرأ مايحدث حاليا لكن .. .. آآآآه .. لا فائده من لكن .. أذنت فى مالطه و مازلت .. فلا مجال هنا للبكاء على اللبن المسكوب و خصوصا .. أننا كما قلت فى عصر النسانيس


هذه المره لا أفاجأ بتحولى ألى أمير للمحروسه كما حدث فى المره السابقه .. بل أدخل الخماره و أنا مستعد بل و متعمد التحول ألى أمير للبلاد استكمالا لصولتى السابقه .. لمن لا يعلم عن كونى أمير البلاد أن يراجع الوصله المقترنه باسم الخالد الذكر .. مانولى


أقول أدخل الخماره مفرود الظهر مرفوع الهامه متلبسا دور الأمير منذ البدايه .. أنظر ألى رعيتى باستعلاء .. ثم أقف تحت الضوء الخائب الوحيد فى الخماره و أرفع يدى بتمهل ووقار لألقى التحيه الساميه على رعيتى و أنظر أليهم فى حركه دائريه وقوره من رأسى لأوزع عليهم تحيتى .. رعيتى الآن جالسون على مقاعدهم فى شكل أقرب ألى الأحتضار كأثر جانبى لمنقوع البراطيش الذى يقدمه لهم مانولى تتخذ اجسادهم أوضاعا فى الجلوس تذكرنى بصور ضحايا حوادث القطارات .. عيونهم غائبه .. وجوههم يرتسم عليها بوادر البلاهه مع ابتسامات غامضه غير مفهومه .. مش مهم .. هؤلاء هم رعيتى و شعبى الحبيب .. و سأقودهم من نصر ألى نصر أيا كانت أشكالهم العجيبه الغريبه .. لا شك .. فهم أحفاد الفراعنه العظام .. و أنا أمير المحروسه .. و عموما فأن صناعة الشربات من الفسيخ اختراع مصرى فى الأساس .. سأجعل من هؤلاء القتلى اسيادا على مجال المحروسه الحيوى .. أحكم بهم أفريقيا و الشرق الأوسط ثم أتطلع ألى أوروبا و أطالب بحقى الموروث من عهد محمد على باشا فى حكم الجزر اليونانيه و أجزاء من يوغوسلافيا السابقه


المهم .. لا أتوقف كثيرا عند حال رعيتى الآن .. و أتوجه بوقار ألى ديوان حكمى السديد .. كرسى ذو ثلاث أرجل فى ركن الخماره البعيد .. مسنود على الحائط لتعويض الساق المفقوده منه لكنه يتمتع بأضائه جيده تم أضافتها مؤخرا بناء على أوامرى الساميه المصحوبه بورقه بخمسه لزوم تركيب اللمبه و السلك فوق العرش .. أجلس و أشرع فى وضع أوراقى و مراجعى التاريخيه و خرائطى .. فأنا مستعد تماما هذه المره لممارسه دورى كأمير للمحروسه حتى قبل أن أتذوق خمر مانولى المغشوشه


مانولى ينظر لى من خلف البار التعيس و يقول لى فى تودد : يا خبيبى لو جاى تستغل هنا ( تشتغل باليونانى المكسر ) يبقى اجيبلك قهوه ولا شاى .. عسان دماغك يفضل صاخى للسوغل ( الشغل ) بتاع الأنت


أهم بالرد عليه ببساطه لكنى كما قلت أعيش فى دور أمير .. و عليه .. لا يجب الرد ببساطه أو بشكل مباشر .. لابد من طلسمة حديثى و استعمال كلمات فخيمه فى التعامل مع الرعيه .. فتلك الطريقه هى الأفضل لألقاء القدسيه و الغموض المرعب على شخصيتى .. فأنبرى فورا بصوت عميق مسموع و أقول له


دع عنك لومى فأن اللوم أغراء .... و داونى بالتى كانت هى الداء


يصاب مانولى بالعته الذهولى من فوره , بينما يصمت ضجيج رعيتى لوهله .. يتبادلون بعدها أظهار أعجابهم بفصاحتى و حكمتى .. و تبدأ اصوات التصعيب بالفم .. و كلمات أعجاب خاشع مثل تلك التى نسمعها من أتباع الحوينى حين يلقى بضلالاته على الناس .. بعضهم يقول .. اينعم .. صحيح .. و أللآخر يقول يا سلاااااام .. و هكذا


يشجعنى استسلام الرعيه لحكمتى و أحاول أخراج مانولى الحمار من حالة الصدمه فأكمل البيت التالى


صفراء لا تنزل الأحزان ساحتها .. أن مسها حجر مسته سراء


هنا تنطلق عبارات الأعجاب صريحه .. رعيتى يشجعونى بكلماتهم .. ياسلاااام .. حكم و الله حكم .. كلام كبييير .. حتى ينبرى المسطول الجالس بجانبى ليقول .. صحيح .. مافيش احن من قلب الأم


قلب الأم ؟ قلب أم ايه يا بن العبيطه ؟.. و أرفع يدى متأهبا للزقه على قفاه فى محاوله لتوضيح أن بيت الشعر كان فى الخمر و ليس بمناسبة عيد الأم .. لكنى أتمالك نفسى فى آخر لحظه .. فقمع المعارضه فى بداية فترة حكمى المديد بأمر الله أمر غير مستحب .. وخصوصا أنى اسعى للحصول على مسانده دوليه لا يمكن الحصول عليها ألا باحترام حقوق النسناس .. مثل الجالس بجوارى الآن .. فألم يدى و أزعق بوضوح فى مانولى المذهول حتى الآن و اصرخ : هات الزفت


طيب مش تقول كده من الأول يا خبببى .. خاضر


يتحفنى بزجاجه موصى عليها و بعض أطباق المزه الرديئه التى ألقيها جانبا فى كل مره ولا آكلها ابدا


أفرد خرائطى و مراجعى .. أتجرع الكأس الأول دفعه واحده استعجالا للحاله المطلوبه .. أعيد ملىء الكأس لأشربه هذه المره برويه و و ابتسامة الثقه و السعاده بدأت فى الزحف على وجهى الكئيب بطبعه , و اشرع فى مهمتى التى جئت منها .. و أمارس صلاحيتى كأمير البلد


و أبدأ بألقاء رؤوس الأقلام فى صفحه بيضاء


الخيبه تبدأ من الداخل .. و بالتالى علاجها يجب أن يبدأ ايضا .. من الداخل



الأسلاميين من بن لادن أفغانستان حتى المحاكم الأسلاميه فى الصومال ماهم ألا مقدمات و مبررات للغزو الأمريكى



الحسم العسكرى ممكن فقط .. لو تناسينا أننا نعيش فى القرن الواحد و العشرين



من المسجد الأقصى ألى منابع النيل .. للبيت رب يحميه فمن للنيل ؟



الروس و الأتراك بيحلموا .. و احنا معاهم



المفاتيح بين الصدع الأفريقى و الكنيسه القبطيه و البنك المركزى


جمل مطلسمه أفتتح بها مقالتى للرعيه , طبيعى .. فمن حقى أن أجذب انتباه الرعيه بالغموض أولا .. و طبعا لأنهم مش هايفهموا حاجه هايعتبروا كلامى حاجه مقدسه .. و يسمعوه من غير مناقشه زى ما كانوا بيعملوا مع الشيخ كشك و حاليا مع الحوينى .. ألقى برؤوس القلام مجتمعه فى صفحه واحده .. ثم افتح صفحه لكل موضوع فيهم و أبدأ فى خط مزيد من التفاصيل و التفاسير


الخيبه تبدأ من الداخل , و علاجها يجب أن يبدأ ايضا.. من الداخل


كان انسحاب مصر من أفريقيا قرارا غبيا لا أظنه برىء أطلاقا .. بدأ تحديدا مع هزيمة القوات المصريه المحتله لليمن عام 1965 و تكرس هذا الانسحاب بهزيمة 1967 , أظن التفاصيل سبق لى ذكرها سابقا هنا وهنا ..فلا داعى للمزيد , أقول كان الأنسحاب المصرى قرارا شديد الغباء فعلا لكن التدخل المصرى أصلا و فى الأساس منذ بداية عصر العسكر .. كان غبيا بل قد يكون أشد غباءا من الأنسحاب ذاته.. فالتدخل المصرى فى أفريقيا فى عصر ما بعد انقلاب العسكر اقتصر فقط على التعامل الأمنى و العسكرى .. فقط .. بعد أن كان قبل انقلاب العسكر تدخلا بطريقة الأحتواء الحقيقى .. و للتوضيح أذكر حضراتكم بدور سياسى بارع ذو رؤيه اقتصاديه كالخديوى عباس حلمى الثانى الذى أمر بأن يقوم البنك الأهلى المصرى عام 1905 بأنشاء بنك الحبشه ليكون نواة البنك المركزى الأثيوبى و يتولى صك العمله الأثيوبيه و تداول السندات و المعادن الثمينه فى أثيوبيا وقتها .. و ليتم تسليمه للحكومه الأثيوبيه عام 1931 مع استمرار عقد الجمعيه العوميه للبنك فى مقر البنك الأهلى المصرى حتى بعيد الخمسينيات .. كما أذكر حضراتكم أيضا بدور الاقتصادى البارع طلعت باشا حرب فى تأسيس بنوك فى السودان و كينيا بعدها كفروع لبنك مصر أو كشركات تابعه له .. أذكر حضراتكم ايضا بدور الجامعه المصريه و تحديدا جامعة القاهره فى استقبال المبعوثين من ابناء دول أفريقيا لتلقى العلم فيها ( ايام كانت جامعه بحق و حقيقى ) و من ثم تخريج طلاب أفارقه مزودين بالعلوم الحديثه و يحتفظون بالولاء على الأقل لأساتذتهم و للمجتمع الذى احتواهم أبان فترة دراستهم .. كانت السياسه المصريه فى أفريقيا قبل انقلاب العسكر تنتهج أسلوب الفرسان الكرماء فى التعامل مع الدول الأفريقيه و تحديدا دول منابع النيل بدأ من احتواء الأقتصاديات الأفريقيه الناشئه و المساهمه فى خلق تلك الأقتصاديات من واقع رؤيه سياسيه و حضاريه نبيله فعلا

جاء عصر العسكر .. و انتهت سياسة الفرسان لتبدأ سياسة الخصيان .. و وقتها كانت مصر فى حالة صلح يشبه التحالف مع أثيوبيا منذ العام 1879 بين الخديوى أسماعيل و الملك يوحنا الرابع ملك الحبشه وقتها مع استمرار تولى مصر السيطره على ميناء مصوع ( الميناء كان أثيوبيا حتى تأسيس أريتريا فى السبعينيات ) بل شاركت القوات المصريه فى تقديم الأستشارات العسكريه و التدريب لقوات الملك يوحنا الرابع فى قتاله ضد المتطرفين الأسلاميين وقتها الملقبين بالدراويش !! فى مساهمه راقيه للحفاظ على وحدة الأراضى الأثيوبيه و ابعاد شبح الفوضى عن منابع النيل , و يظل التعاون المصرى الحبشى وثيقا حتى فترة حكم الأمبراطور هيلاسيلاسى الممتده من 1930 و حتى العام 1974 و يمكن التأكيد هنا على أن الكنيسه الحبشيه كانت حتى العام 1959 تابع أو جزء من الكنيسه الأرثوذوكسيه القبطيه , و تم منح الكنيسه الحبشيه الحق فى الأستقلال عام 1959 بقرار البابا كيرلس بابا الأسكندريه مع استمرار البعد التاريخى العميق بين الكنيستين و من ثم الشعبين مع توجيه قبيل كارثة اليمن بضرورة السيطره و التنسيق مع العناصر المسيحيه فى أثيوبيا لاحتواء أى انقلابات على حكم هيلا سيلاسى و خاصة التنسيق مع جماعة فرسان المعبد الأحباش و الذين كانوا قادة المقاومه ضد اليسوعيين ( الجيزويت ) الأيطاليين و الفرنسيين .. طبعا مع هزيمتنا فى اليمن و ارتمائنا فى المعسكر الشرقى بقيادة الأتحاد السوفيتى البائد .. ننسحب من مجال التنسيق العقائدى و الشعبى مع أحباط شديد للبابا كيرلس و ضياع تضحيته الأريحيه بانفصال الكنيسه الحبشيه سدى .. بل و يشرع نظام العسكر الغبى فى مساندة الانقلابيين الشيوعيين سواء باستضافتهم فى القاهره أو تدريبهم و تسهيل اتصالهم بموسكو العاصمه الشيوعيه وقتها .. يتمكن الشيوعيون من أشاعة الفوضى فى أهم منابع النيل ( بمساعدة النظام المصرى ) و زعزعة استقرار النظام المسيحى الحاكم بدأ من عام تسعه و ستين , مع قيام النظام المصرى الغبى أيضا بالاعتراف بانفصال الصومال عن أثيوبيا عام 1960 باعتبار أن الصومال دوله أسلاميه !! و ينتهى الأمر عام 1974 بخلع الأمبراطور هيلاسيلاسى الحليف لمصر و كنيستها القبطيه و غرق أثيوبيا فى النظام الشيوعى بقيادة طاغيه حقيقى هو منجستو هيلا ميريام .. ينتهى حكم هيلا ميريام عام 1991 و يحاكم غيابيا ليحكم عليه بالسجن مدى الحياه لارتكابه جرائم أباده جماعيه فى حق شعبه .. و طبعا لا ينسى الأثيوبيين و تحديدا العقلاء منهم دور النظام المصرى و تحديدا قيادات العسكر فى تدعيم و تنميه بدايات الديكتاتور منجستو , و أيضا تأييدهم لأنفصال الصومال .. طبعا مع الأشاره الواضحه لأن منجستو الذى كان مدعوما فى الأساس بالنظم الأشتراكيه و من أهمها نظام العسكر المصريين كان عدوا حقيقيا لكافة أشكال الدعاوى الدينيه سواء المسيحيه أو الأسلاميه .. و مع ظهور ميول أسلاميه فى السودان .. كان تحالف منجستو مع جون جارارنج و حركته فى جنوب السودان بالغ الأثر فى نمو الحركه .. و طبعا مع استبعاد تااااام للوجود المصرى الذى كان وقتها يتراوح بين اشتراكيه بلهاء أو أسلاميه متطرفه ترعب القوميات ذات الأغلبيه المسيحيه

تغرق أثيوبيا فى الفوضى و هى اهم منابع النيل ( تدر الأراضى الأثيوبيه 85%من مياه النيل ) و تتمزق أرضها بين الصومال و أريتريا .. و مصر .. مصر ؟ .. مصر غاااائبه تماما عما يحدث .. , فبين نظام العسكر المصرى و قصر نظره .. و نظام السوفيت الشيوعى و بؤس نظريته .. تتمزق الحبشه التى كانت حليفه سياسيا لمصر و تابعه عقائديا للكنيسه المصريه .. و نحن .. نحن نمارس بلاهتنا منذ السبعينيات سواء بسلام يشبه الأستسلام أو بتسطيع عقيدة الأغلبيه المصريه و قصر تديننا فى معاداة أغانى أم كلثوم و تحريم الفن التشكيلى

يتولى ملس زيناوى الحكم فى أثيوبيا منذ العام 1995 و بلده فى حالة اشتباك مرير مع طرفها المنزوع أريتريا بقيادة أسياسى افورقى .. و أيضا طرفها الآخر المنزوع الصومال على أعتاب فوضى غير مسبوقه و تهديدات من ثنائى البشير الترابى ( قبل أن يتعاركا فى تكسير عظام لم يحسمه أحد حتى الآن ) .. ولا حليف يرتجى لأثيوبيا سوى قوات جون جارارنج فى جنوب السودان ... فى عام ألفين تظهر بوادر الأنفراجه بالصلح التكتيكى مع أريتريا بقيادة اسياسى افورقى الذى بدأ شيوعيا هو الآخر تلقى تدريبه العسكرى فى الصين فى بداية السبعينيات .. هذا الصلح لو تعلمون يا اصدقائى من رعاه ؟ .. طبعا ليست مصر .. ابدا .. لكن الأخبار تؤكد وجود وسطاء أسرائيليين اتموا الصلح و قاموا بوقف النزيف المميت .. بنما اكتفت مصر باستقبال لاجئين من البلدين مع تحصيل مقابل مادى من مفوضية اللاجئين عن كل رأس .. مع توطين من يقبل منهم النضمام لطائفة خدم سكان القصور الجدد فى مصر


طبعا يعلن أفورقى عن رغبته ( ويكأنها رغبته هو ) فى وضع نظام تعاون عسكرى بين دول البحر الأحمر لحفظ الأمن فى مضيق باب المندب و مواجهة القرصته الصوماليه .. طبعا لا يجد ندائه ( و يكأنه ندائه هو ) استجابه من أيا من الدول المطله على البحر الأحمر سوى الدوله الوحيده التى مازال نظامها يقظا جاء بالنتخابات الحره و خاضع للمسائله البرلمانيه .. اسرائيل


على جانب غير مباشر لكنه هام .. فى الصومال النظام المصرى فى حالة غيبوبه تااامه .. تنافس فى عمقها غيبوبتى عند مانولى .. و يكفينى أن ساتشهد بحديث رئيس وزراء الصومال على محمد جيدى عن موقف حكومته من التدخل الأثيوبى فى الصومال حيث قال بالحرف الواحد : لو تدخل العرب لأنقاذ الصومال من الفوضى و الأرهابيين لما لجأنا لأثيوبيا


القرن الأفريقى بسواحله و تخومه و أعماقه حتى منابع النيل .. ضااااااع .. غرق فى الفوضى ولا عقول حاكمه فيه سوى جهات مستفيده كلها و تستطيع أنفاق الأموال و أتمام ترتيبات الأحتواء .. و من ثم تثبيت التواجد و الاستفاده القصوى من الوضع


و ماذا عن العمق الأفريقى ؟ عن المصدر التالى لمياه النيل ؟ أعنى أوغندا .. نعود مره أخرى لنظام العسكر فى مصر بعد الأنقلاب

.. حيث يحتضن النظام قائد الجيش الأوغندى عام 1966 عيدى أمين دادا و يساعده فى الوصول لسدة الحكم فى بلاده عام 1971 بل و تسمح المخابرات المصريه وقتها بتأييد ادعاء عيدى أمين بانتمائه لقائد الجيش المصرى فى منابع النيل أمين باشا النمساوى .. و يمتد عهده حتى عام 1976 , و يحصد حكمه أرواح نحو نصف مليون أوغندى بعضهم تم التهامه فعلا بطريقة أكل لحوم البشر .. و ينتهى حكم الطاغيه عيدى أمين باستبعاده للسعوديه بعد أن أسلم بلاده للتلف تماما بحجة أقامة نظام اسلامى فيها !!! و طبعا تتخلل فترة حكم عيدى أمين قيام منظمة التحرير الفلسطينيه بعمليه اختطاف طائره مدنيه اسرائيليه و الهبوط بها فى مطار عنتيبى مع ترحيب الطاغيه الصديق للعرب عيدى أمين بالخاطفين .. انتهت العمليه بتدخل قوات كوماندوز اسرائيليه للأفراج عن الرهائن و سقط الكثير من القتلى .. اعتبر العالم كله العلمليه أرهابيه .. بينما اعتبرها النظام الأوغندى و النظم العربيه نوع من البطوله .. فى تكريس واضح لنظرية اتلم المتعوس على خايب الرجاء


يأتى موسيفينى بعد عيدى أمين لحكم أوغندا .. ديكتاتور مستنير .. ينعش اقتصاد بلاده ألى درجه كبيره , و يرد للأجانب و خاصة الهنود أراضيهم و أملاكهم السابق مصادرتها فيضخ فى بلاده استثمارات تتفوق فى حجمها على أجمالى ما تجتذبه مصر بتنازلاتها كلها .. بل يصل الوضع لأن يستغل بحيرة فيكتوريا لصيد الأسماك و بكثافه راقيه .. حتى نستورد من اثيوبيا الأسماك النيليه تأتينا مجمده و محموله بالطائرات .. بينما يحرم القانون المصرى علينا نقل الأسماك التى نصطادها من بحيرة ناصر بين المافظات ... مستورد السمك الأوغندى فى مصر صديق لى و يؤكد أن مصر تستورد كميات لا تقل عن ربع مليون كيلو سنويا من أوغندا ..!!!!! ولا حول و لا قوة ألا بالله


طبعا يعانى موسيفينى فى بداية عهده من ضغوط عجيبه غريبه .. مبدئيا هناك حركه أرهابيه مسلحه اسمها جيش الرب تلعب لعبة القتل الجماعى فى المنطقه الحدوديه بين شمال أوغندا و جنوب السودان ,تلك الجماعه هى مجموعه مسيحيه تؤمن بنبوة شخصيه نسائيه أسمها لاكوينا .. تم اعتقالها عام 1986 و ماتت فى أوغندا و تولى بعدها ابن اختها قيادة هذا الجيش الأرهابى .. جيش الرب هو مجموعه مسيحيه متطرفه تناهض الحكومه الأوغنديه المسيحيه أصلا لتطبيق الحكم بكتاب الله الذى هو الأنجيل !!! حقيقه واحده لابد من ذكرها دوما عند الحديث عن جيش الرب .. هى أن 80% من أعضاء هذا الجيش أعمارهم من 11 ألى 16 سنه .. أى .. أطفال , أطفال و مدججين بالسلاح .. متطرفين فى مسيحيتهم و يحاربون نظام حكم مسيحى .. السؤال الهام هو .. من مول بناء هذا الجيش ؟ من الذى أعطى المال لشراء سلاح و ذخائر كافيه ليصبح الطفل مدججا حتى الأسنان ؟؟

مستعدين للصدمه يا أحبائى ؟ مستعدين ؟ عظيم

الممول الأول لجيش الرب المسيحى المتطرف هو .. نظام البشير الترابى فى السودان !!!!.... لا داعى للصراخ ولا الهتاف .. دماغى لا تحتمل هذا الفزع و خصوصا بعد كؤس مانولى اللعينه

نعم يا أحبائى .. النظام السودانى الذى يجلد الصحفيه المحجبه لارتدائها بنطلون هو نفسه الذى يمول جيش الرب المسيحى المنتطرف .. أين كانت مصر من هذا الهراء الذى يحدث فى منابع النيل ؟

مصر كانت هناك طبعا .. تستورد الأسماك النيليه المجمده و تنقلها بالطائرات .. بدلا من انتظار وصولها مع تيار النهر ألى بحيرة ناصر و صيدها و السماح بنقلها بالسيارات بين المحافظات .. لكن .. لجان المرور أخرت هذا القرار المصيرى .. فكفر موسيفينى الأوغندى بقدرة مصر على فعل أى شىء .. و بدأ فى الحصول على التمويل المطلوب لبناء بلاده من ... أسرائيل طبعا


المهم .. قبل الكأس التالى لنراجع معا الموقف فى القرن الفريقى و أعماقه و منابع النيل


أثيوبيا تمزقت بين صومال و أريتريا و غرقت حدودها فى فوضى مرعبه و مازالت , و النظام المصرى اتخذ خطوات استراتيجيه متفوقه .. فى غبائها حين ضحى بالتحالف الأثيوبى مقابل الأستجابه لأيديولوجيات بلهاء ... أيضا .. أوغندا و الجنوب السودانى موغلين فى صراعات بالغة الخطوره .. ولا نصير لهما سوى الغرب و .. اسرائيل

عظيم .. نفهم الآن أن اثيوبيا و أوغندا و جنوب السودان فى حالة دفاع شرعى عن الوجود ضد أيديولوجيات أرهابيه ( سواء مسيحيه أو اسلاميه ) و أيضا فى حالة عوز شديد للتقدم الاقتصادى أولا ثم التقدم التكنولوجى و الحضارى لاحقا .. مع احتياجهم للمسانده السياسيه الشديده و أيضا الرغبه فى التنظيم و التطوير .. اذا .. هل نلوم المدافع عن نفسه اذا ما قبل مساعده قدمها له أى كيان ؟ .. لا أظن أنه يمكننا أن نلوم المحتاج حين يقبل المساعده

بل قد ألوم نفسى أنى لم اقدم له تلك المساعدات و لم أحتويه كما كان يجب على أن افعل على الأقل حفاظا على مصالحى .. هل تتفقون معى فى ذلك ؟؟

عظيم



ألأسلاميون من بن لادن أفغانستان ألى محاكم الصومال الأسلاميه ماهم ألا مقدمات و مبررات للغزو الأمريكى


تلك حقيقه واقعه .. لن أجهد نفسى فى أثباتها ..فمن لا يصدق عليه بالبحث وحده أو .. فليذهب برأيه .. لكنى أضيف هنا أن .. مشايخ الضلال من اشباه البدرى و الحوينى و غيرهم من زبائن قناة اقرأ و غيرها .. هم ايضا مقدمات و مبررات للغزو الأمريكى لمصر .. أو على الأقل .. مبرر لسيطرة المستبد التابع لأمريكا و اسرائيل على الشعب المصرى و موارده .. تلك الحقيقه ايضا لن أجهد نفسى في اثباتها


الحسم العسكرى

ممكن طبعا .. القوات الجويه المصريه سبق لها اخماد فتنه فى جزيرة ابا السودانيه بقصفها بالطائرات القاذفه .. نصف الجزيره غرق فى المياه بعد انتهاء القصف .. تلك حقيقه لا ينساها السودانيون و لا العسكريون القدامى .. طبيعى بتطور التكنولوجيا و توافر الأسلحه و خصوصا القدرات الجويه .. يمكن لمصر قصف المنشأت المدنيه المهدده لحصتها من الماء .. لكن .. لنتخيل معا يا أحبائى ماذا يحدث عند قصف سد مائى ممتلىء بالمياه ؟ ماذا يحدث للأراضى الواقعه أسفل و حول السد ؟

ماذا يحدث ؟ أغراق يؤدى الى أباده جماعيه ..القصف هنا يماثل استخدام أسلحة الدمار الشامل .. أيا كان النظام المصرى و غبائه .. فهل نحتمل نحن كشعب جريرة ممارسة أباده جماعيه لشعوب أخرى ؟؟

عفوا .. حتى أنا الأمير السكران طينه .. لا أستطيع تحمل جريرة فعله كتلك .. عفوا .. التدخل بالسلاح حل مستبعد تماما .. أو لنقل .. آخر الحلول


من المسجد الأقصى ألى منابع النيل.. للبيت رب يحميه .. فمن للنيل ؟


ما علاقة الأقصى بمنابع النيل ؟؟ بسيطه .. كلاهما خاضعان لمحاولات أسرائيليه نشيطه جدا للسيطره عليهما .. اذا لم أذكر الأقصى هنا مع دراسة خيبتنا فى منابع النيل ؟

أحبائى .. تعددت الأسباب و خيبتنا واحده .. فتخاذلنا فى مسألة الأقصى قادت بوضوح لوضعنا كمطيه مفعول بها فى قضية منابع النيل .. لو كان النظام القفا اتخذ اى أجراء يليق بنظام مقابل وساخات اسرائيل فى المسجد الأقصى .. لكان لنا الآن ورقة ضغط نهدد بها اسرائيل .. .. فلو سمح النظام فقط بمظاهرات الطلبه لنصرة الأقصى و لم يقمعها .. لو فقط قام النظام باستدعاء السفير السرائيلى و ابلغه بالأعتراض بلهجه تشبه لهجة الرجال .. لو .. لو .. لو . .. لكان فى يدنا الآن ورقة ضغط نمارسه ضد اسرائيل.. بل و نقايض بها منابع النيل أذا لزم الأمر .. ففى النهايه لا نستطيع الحياه بدون النيل .. بينما للبيت رب يحميه



الروس و الأتراك بيحلموا .. و احنا معاهم


أفهم تماما كأمير للمحروسه موقف مصر الحالى .. زفت طبعا .. مصر الآن دوله لا وزن لها و لا قيمه و لا تأثير .. حاجه كده بلا لون ولا طعم ولا رائحه .. شبه جمال مبارك .. و للحركه لابد من شحذ مسانده دوليه لنظامى الحاكم .. الأمريكان طبيعى سأستقطبهم فى البدايه .. شوية حقوق أنسان على حريات على ديموقراطيه و بتاع .. ثم .. أرتب أمرى أولا قبل السقوط فى فخ العداء للأمريكان و من ثم الأضطرار لخدمتهم كما فعل عبد الناصر .. بالبحث عن قوى دوليه مؤثره و صاعده فى العالم لا أجد سوى .. الصين , تركيا , و روسيا الجريحه .. استبعد الصين تماما .. فنواياهم غير مضمونه أطلاقا و لهذا مقال آخر فى مقام آخر .. بينما روسيا و تركيا .. كلاهما يبحث عن أمبراطوريه مفقوده .. و كلاهما فى وضع تكنولوجى و اقتصادى معقول يمكن البناء عليها .. و ايضا كلاهما جاهز للتحدى بحثا عن مكان تحت الشمس

عظيم .. أنسق معهما سويا أولا لضرب المتطرفين الأسلاميين و المسيحيين على حد سواء .. مع وعد أوفى به طبعا للدخول فى شراكات حقيقيه ضخمه لأنشاء شركات تعيد بناء ما سيتهدم بفعل المواجهه المذكوره وثانيا .. التنسيق الحضارى المطلوب أعداده لمواجهة النفوذ الغربى كله متمثلا فى أمريكا و تابعتها اسرائيل أولا .. ثم النفوذ الأوروبى الذى سأم الأتراك و الروس من تكيره

ننشىء سويا شركات ملاحه بحريه تتولى نقل البضائع من و ألى افريقيا .. نؤسس جامعات فى الدول المنكوبه .. قنوات تليفزيون .. نرعى الفن و الثقافه هناك .. نواجه المد الغربى كله بصرامه .. و اذا لزم الأمر .. فالسلاح الروسى متفوق ولا يحتاج ألا لتجربه مضمونه ليثبت تفوقه مره أخرى .. و لا أضمن للسلاح الروسى من التجربه فى دول افريقيه متخلفه بطبيعتها .. أمير لا أخلاقى أنا ؟ .. اينعم .. لكنى أمير .. ماذا أفعل ؟


المفاتيح بين الصدع الأفريقى و الكنيسه القبطيه و البنك المركزى


مفاجأه علميه أظن أغلب أحبائى لم يعلموا بها بعد .. هناك ما يسمى فى الجيولوجيا بالصدع الفريقى .. و هو أنشطار فى طبقات الأرض نتج عنه البحر الأحمر و مضيق باب المندب منذ آلاف السنين بعد أنشطه بركانيه و هزات زلزاليه عنيفه .. يقول العلم الحديث مفسرا أحداثا تاريخيه أن انهيار سد مأرب مثلا كان نتيجه لزلزال عنيف نتج عنه ابتعاد الجزيره العربيه عن افريقيا بعدة أميال .. و يقول البعض أيضا أن معجزة الله سبحانه و تعالى بعبور بنى اسرائيل كانت فى حدث مماثل أو قد يكون هو نفس الحدث .. حيث أدى انشطار الأرض عند باب المندب ألى تراجع الماء فى البحر الأحمر و انحساره عن القاع لفتره طالت و بشكل يكفى لعبور بنى اسرائيل للبحر سيرا على أرض قاعه الجاف .. و بعدها .. ارتد الماء بصوره تشبه التسونامى أثناء عبور جنود فرعون فصار الحدث المذكور فى الكتب السماويه


المهم .. النبأ الحديث الآن هو .. أن الصدع الأفريقى بدأ فى التحرك النشط مره أخرى .. و تحديدا فى شمال شرق أثيوبيا .. جميل .. متى سيتم هذا الحدث الجغرافى الذى سيغير من واقع القاره بأكملها ؟ الله أعلم .. و كيف سيكون الوضع بعد هذا النشاط الجيولوجى ؟ ايضا .. الله أعلم .. لكن .. بوجود تلك الحقيقه العلميه .. أرى كأمير لئيم و بلا أخلاق حتمية تعميم الذعر الشديد فى الشعب الأثيوبى ( أريتريا هى الأقليم الذى سيتضرر بشده فى حالة حدوث هذا النشاط الجيولوجى ) لينتشر بينهم مره أخرى حاله من .. اللجؤ للغيبيات .. تماما كما حدث فى مصر بعد الزلزال .. علينا ألا ننسى أن أثيوبيا و أريتريا خاضعين لحكم شيوعى معادى للتدين منذ العام 1974 و بالتالى .. و كما يمكن أن توقع أنحسرت الميول الدينيه فى أثيوبيا كثيرا .. و فقدت الكنيسه أهميتها لدى الناس البسطاء بعد أن كانت المرجع الأساسى لهم ابان حكم هيلاسيلاسى .. و ماذا سأستفيد من ذعر الأحباش و عودتهم للغيبيات و لجوئهم للكنيسه مره أخرى ؟؟

أها .. هنا تظهر بوضوح لا أخلاقيتى كأمير ناجح جدا .. فبينما أطالب فى مصر بدوله مدنيه تماما .. و اقاتل المتطرفين الأسلاميين فى الصومال و أريتريا و اوغندا .. سأقوم بدعم الميول الدينيه للأثيوبيين .. أدعمها بشده .. بشده ألى درجة أن تعجز الكنائس الأثيوبيه المنفصله عن الكنيسه القبطيه عن استيعاب المتدينين .. و هنا .. هنا فقط أدفع بأخوانى و أحبائى المسيحيين المصريين للتبشير فى اثيوبيا .. أدفعهم و أنا اقنعهم بضرورة استرداد المكانه التى خسرناها ايام عبد الناصر بعد خديعته للبابا كيرلس طيب الذكر .. لا مانع طبعا من تقديم بعض الامتيازات لأخوانى الأقباط .. فى سبيل استرضاء الكنيسه القبطيه و حثها على تنفيذ رغباتى .. فمن ألغاء الخط الهمايونى كبدايه منطقيه .. ألى تعيين مسيحى فى منصب كبير جدا .. و ليكن وزيرا للدفاع مثلا ( يسهل التخلص منه لاحقا فى حادث طائره هليكوبتير كما حدث مع المشير أحمد بدوى ) أو رئيسا للوزراء ( يسهل تأليف فضيحه ماليه له كفشل مشروع توشكى المتهم فيه الجنزورى ) لكن بوجه عام .. أمارس لا أخلاقيتى البارعه و ازدواج معاييرى بظلم واضح فيما يتعلق بأفريقيا ... فأقاتل المتطرفين فى الصومال و أوغندا .. و أشجع المتدينين حتى يتطرفوا فى أثيوبيا , و ليصبح تعامل الأثيوبيين مع الكيانات المصريه أمر مقدس و محبوب من باب استرضاء الله .. تماما كما نفعل نحن المسلمون حاليا فى التعامل مع الخطوط السعوديه فى رحلات العمره المكلفه جدا .. نتحمل التكاليف على اساسا أننا ندفع لطائرات البوينج المنتميه للأراضى المقدسه .. هذا بالظبط ما أرغب فى فعله فى أثيوبيا .. أحول مصر ألى .. اراضى مقدسه ... هاهاه .. لأ أمير .. أمير بجد يعنى
قلت سأحتوى أثيوبيا عقائديا بعد تدمير الصومال و أريتريا .. أمنح الأثيوبيين الفرصه للشعور بالتفوق و استرداد أطرافهم المبتوره سابقا .. مع التأكيد أن هذا النجاح أنما جاء بفضل عودتهم ألى طريق الرب و اتباعهم للكنيسه المصريه .. سأستغل الروس و الأتراك فى شراكه تجاريه أكثر منها سياسيه فى أعادة بناء الملك المفقود .. السؤال هنا .. من أين سيأتى التمويل لتلك الخطه البارعه ؟؟
هنا يأتى دور البنك المركزى المصرى .. و دعونى استقطع قليلا من وقتكم لرواية تجربه شخصيه فى هذا الموضوع .. ففى العام 2003 تم استدعائى لتولى أدارة شركة قطاع عام أسستها أكبر شركة مقاولات مصريه بالأشتراك مع بنك محترم و عدد من أكبر رجال الأعمال المصريين .. الشركه كانت مهمتها الأساسيه تنمية التجاره مع أفريقيا استيرادا و تصديرا .. بغض النظر عن الفساد الذى اكتشفته فى أداء الشركه خلال السنوات الثلاثه التى سبق أدارتى .. و ايضا قدرتى على تعويض خسائر الشركه فى ثمانية شهور .. و هو ما أدى لكشف وساخات مجلس الأداره الذى كان يترأسه رئيس اللجنه الأقتصاديه بالحزب الوطنى و بالتالى تقدمى ببلاغات للنائب العام حول تلك المخالفات البشعه .. و بغض النظر أيضا أن ملاك الشركه قاموا بحلها قبل وصول بلاغاتى لمرحلة التحقيق القضائى .. المهم .. أبان أدارتى للشركه قمت بأعداد تقرير حول وجهة نظرى لتنمية الأستثمار المصرى فى افريقيا .. كانت أهم اقتراحاتى هى أنشاء فروع كامله للبنوك المصريه فى افريقيا .. مع تغيير القانون المصرفى ليسمح للبنوك المصريه بمنح أئتمان مميز لمستوردى البضائع المصريه .. من باب تطبيق نظريه تمويل المشترى و ليس البائع .. و هى ذات العمليه التى تطبق حاليا بالقروض الأستهلاكيه المنتشره فى مصر .. فتقسيط سياره أو تكييف أو موبايل من البنك لهو نوع من تمويل المشترى لكن .. لتحقيق الرواج لسلعة المنتج أو البائع .. اسلوب حديث فى التمويل .. مصرح به داخل مصر .. و كل ما طلبته هو التصريح بفتح فروع للبنوك المصريه فى افريقيا لممارسة نفس نوع التمويل لكن لمشترى افريقى .. تحقيق رواج .. تنمية التصدير .. و ايضا فرع البنك المصرى هناك سيبدأ برأسماله و يقوم بعدها بجمع ودائع من المواطنين فى الدوله الافريقيه بما يعادل نحو عشر أضعاف رأس المال .. أى .. سأقوم بتمويل التصدير المصرى ألى أفريقيا بأموال الأفارقه انفسهم .. بمجرد تغيير قانون المصارف و السماح بفتح فروع للبنوك المصريه فى افريقيا .. كما فعلت فرنسا و دبى و أيضا ايران
تخيلوا يا أحبائى ماذا حدث بعد رفع تقريرى للجهات المختصه فى القطاع العام ؟؟
اتهمونى بالشروع فى تهريب الأستثمارات المصريه للخارج .. !! تخيلوا ؟؟؟ بل علمت أنى قبل هذا التقرير كنت مرشحا للحصول على منصب وزير تجارى مفوض نظرا لنشاطى الناجح فى مجال التجاره مع افريقيا .. طبعا بعد أن صدرت توصيات اضابير القطاع العام حول تقريرى و مقترحاتى .. تم استبعادى من الترشيح تماما باعتبار أن افكارى خطر على الأقتصاد المصرى ... المهم .. أن دبى و الصين الآن ينفذان افكارى بنجاح منقطع النظير .. هاهاه
المهم . أعود للهم العام بدلا من الهم الشخصى و أقول .. أن مجرد تغيير قوانين الأقتصاد المصرى التى تم وضعها أبان الحقبه الأشتراكيه الخائبه لهو كفيل تماما بتوفير التمويل اللازم لتلك المشروعات .. طبعا يجب أن يتزامن تنفيذ تلك المشاريع بتقديم عروض كريمه جدا و شديدة الأريحيه للمنح الدراسيه فى الجامعات المصريه .. لا مانع أيضا من افتتاح فروع للجامعات المصريه فى اثيوبيا تحديدا .. هناك احتياج شديد لدى الأثيوبيين للأحساس بالتفوق .. ولا مانع ابدا من تقديم العون لتلبية هذا الاحتياج .. فدراسة أثيوبى فى جامعة القاهره أو الأسكندريه هى قبل أن تكون فائده .. هى درء لخطر حصوله على ذات الدراسه فى جامعه اسرائيليه .. اليس كذلك ؟
أذا .. لنراجع الخطه مره أخرى و باختصار شديد .. أقضى على الفساد فى مصر أولا .. و اغير القوانين المعيقه للتفكير و الحركه .. أنشىء دوله مدنيه فعلا .. أقضى بعنف شديد على المتطرفين داخل مصر .. ثم .. انقض على الصومال متحالفا مع اثيوبيا .. ثم أطور تحالفى لأنقض أيضا على أريتريا .. يتزامن ذلك مع التعاون مع أوغندا و جنوب السودان للقضاء على المتطرفين على حدودهما المشتركه
ثم أسحب الشعب الأثيوبى ألى التدين مره أخرى و استغل كنيستنا المصريه فى تزكية تلك الروح عملا على كسب الواء الشديد من الأثيوبيين
أتحالف مع الروس و الأتراك و أقدم أمكانيات بنكى المركزى لتنمية استثماراتى فى أثيوبيا تحديدا و بعدها أوغندا و جنوب السودان
طبعا لا يمكن أن يتحقق ايا من هذا ألا .. بعد أن أنظف بلادى من الداخل من و أقضى على الفساد .. و التطرف .. و أكون بالفعل قادر على تحدى التلاعب الأسرائيلى و بحسم
ملحوظه اخيره .. الخيبه المصريه فى افريقيا بدأت منذ الستينات .. بينما التلاعب الأسرائيلى بدأ فى افريقيا منذ السبعينيات .. و تحديدا بعد أن تحقق النصر الوحيد على أسرائيل .. فكأن اسرائيل نقلت صراعها من العسكريه ألى الأقتصاد .. بينما غرقنا نحن فى سلام كالأستسلام .. و غيابات و خيابات .. و فقدنا قدرتنا على الحلم .. و لذلك مقال آخر فى مقام آخر