فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Friday, November 28, 2014

القاطنون و النازحون ... الأتلاف الأجتماعى فى مصر

اليوم هو 28 نفمبر 2014 .. حيث فشل الحشد لل ( ثوره الأسلاميه ) المزعومه  ..ملاحظات هامه للمناقشه لاحقا .. 
- الاستنفار الأمنى و اسلوب الضربات الأستباقيه خلال الأيام الماضيه يعكس تطور فى أداء الأمن المصرى , فما حدث كان ( مناوره ) بالذخيره الحيه فى مواجهة خطر حقيقى .. و يقضى تماما على حالة ( الأنكسار ) الأمنى التى عاشتها مصر منذ يناير 2011 .. 
هذا التطور فى الأداء الأمنى متواكبا مع نمو الوعى الشعب يرفعا من ( صلابة ) الأمه المصريه كلها ( دوله و شعب ) و يزيدا من قدرات مصر على المواجهه و العناد و من ثم الخروج من التبعيه المقيته و الأستعداد للبناء الكبير للمشروع المصرى كله
لكن ... بنظره على أداء الأرهابيين اليوم .. نراهم فشلو فشل ذريع .. ذريع بمعنى الكلمه فى ( الحشد ) .. و لم تنجح سوى عمليات نوعيه فقط .. واحده فى جسر السويس و الأخرى فى الأسكندريه على الكورنيش .. ضحايا كلا الحادثين من ظباط الجيش و البحريه .. و التنفيذ كان بأطلاق نار من اسلحه آليه .. فضلا عن حشد واهى جدا فى كلا من ( المطريه ) و ( اطراف الجيزه ) مايلفت النظر هنا هو (الطبيعه الجغرافيه الأجتماعيه ) لمناطق نجاح الأرهابيين ( المحدوده ) .. و للتوضيح 

مناطق نجاح الأرهابيين فى الحشد كانت .. 
جسر السويس ( محطة الجراج مدخل عين شمس ) 
الأسكندريه ( أزاريطه على البحر )
 6 اكتوبر ( ميدان الحصرى )
 و الجيزه ( احدى الضواحى )
و السؤال هنا هو .. ما هو القاسم المشترك الأعظم بين المناطق المذكوره أعلاه كلها ؟؟
الأجابه .. جميعها مناطق يسكنها ( نازحون ) لا قاطنون .. 
بمعنى .. ان عين شمس و المطريه و كورنيش بحر اسكندريه و ميدان الحصرى فى 6 اكتوبر .. ليس فيهم أغلبيه من ( القاطنين ) بتاريخ سكن و ميراث حضارى يحفظ أنتماء للمنطقه .. مثلما فى العباسيه أو شبرا او الزيتون أو غيرهم من المناطق العريقه ذات التخطيط السليم 
مناطق نجاح الأرهابيين الجغرافيه هى مناطق سكن نازحين من قرى أو مدن أخرى غير العواصم .. وصلو العواصم بشعور اغتراب و تردد و خوف .. لم يرث أيهم مسكنه و تقاليد منطقته .. هو مجرد ( نازح ) أو ( مصيف ) كما فى الأسكندريه على البحر .. سكان تلك المناطق ولائهم الجغرافى لمدنهم و قراهم التى نزحو منها يوما ( تحت ضغوط اقتصاديه فى الغالب و بأغرائات الأستثمار العقارى أحيانا ) .. فصارت أقامتهم فى العواصم الجديده نزوحا لا سكنا .. فعلاقاتهم مع بعضهم البعض ليس فيها عمق التواصل فى علاقات سكان الأحياء القديمه ذات التاريخ الذى يفرض نفسه على سكانها القاطنين 
فالأحياء القديمه فى العواصم يصعب أن تحتوى غريبا معاديا .. فلا أتخيل مثلا أن سياره بلا ارقام يمكن أن تتجول بحريه فى العباسيه أو شبرا فى القاهره .. فأهالى تلك الأحياء سيسارعو بأبلاغ الشرطه و قد يتجمعو لتوقيف مثل تلك السياره التى قتلت ظابطا فى عين شمس .. ولا أتخيل أن يتمكن أغراب مسلحون من تسلق مبنى فى حى رشدى أو بحرى فى الأسكندريه كما فعلو فى عمارة مصيفين فى الأزاريطه على كورنيش الأسكندريه فالسكان القاطنين لن يسمحو لغريب بتسلق سطح عمارتهم مسلحا دون أن يوقفوه أو يبلغو عنه فورا 
أن تخلى الدوله عن التخطيط منذ السبعينات و ترك الأمر لبلطجية ( تقسيم الأراضى ) و احتراف الدوله للتزوير منذ الستينات و زرع الأكثر فساده فى الأحياء و المحليات .. قاد ألى عشوائية البناء و انهيار التنظيم السكنى .. و هو ما أدى ( لأنحراف ) السلوك الأجتماعى لسكان بعض المناطق و جعل مناطق فى العواصم مرتعا للأرهاب فى ضوء ضعف انتماء السكان النازحين للمنطقه أو حتى للمدينه كلها .. مثلما كانت مدينة نصر ( حى تم بناء أغلبه بدون تخطيط من الدوله و على يد بلطجية تقسيم الأراضى ) مرتعا للأرهابيين يختبؤون فى مبانيها باطمئنان تام لا يخشون أن يبلغ عنهم جيرانهم .. فالجيران فى تلك المناطق الجغرافيه غير متماسكين ولا حريصين على مناطقهم وليس لديهم شعور جماعى بالوعى كما فى المناطق القديمه ذات التاريخ .. حيث كل القاطنين ملتزمون بتراث و تقاليد و وعى جمعى و انتماء حقيقى لمناطق سكنهم 

استرداد الدوله أو يزيد .. يجب أن يشمل حلولا عمليه لمشكلة عشوائيات البناء و بلطجة تقسيم الأراضى .. ان التصالح و لو بالغرامه مع بناء مخالف جريمه .. تؤدى لأفساد اجتماعى و أمنى و ليس فقط فساد أدارى و تنظيمى .. و حل مشاكل العشوائيات لا يأتى فقط بتقنين وضع بائس خاطىء .. لكن لابد بالتوازى معه توزيع جهود التنميه على محافظات الجمهوريه كلها .. لوقف ( نزوح ) النازحين من محافظات محرومه من التنميه ألى عواصم تستقبلهم كنازحين ولا تستطيع زرع الأنتماء فيهم ولا أصلاح مجتمعهم .. 
عودة الدوله لابد أن تشتمل على حلول جغرافيه اجتماعيه و اقتصاديه .. تحمى مدن مصر من انهيار مجتمعاتها تحت وطأة سلوك النازحين .. أو ما قال عنه هيكل .. بدلا من تمدين الريف .. صرنا نرى ( ترييف ) المدينه .. و هو الخراب الحضارى التام 

الموضوع مفتوح لمناقشات كثيفه لاحقا .. 
و الله المستعان