فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Sunday, February 25, 2007

المغامرات فى كهوف الساحرات

حفصوتشا أم مصطفييتش فاهمه أنها لوحدها اللى بتعرف تطبخ .. و قال ناشره صور لطبيخها .. لأ يا هانم .. أصحى و فوقى .. الطبيخ ده نفس .. يعنى موهبه .. يعنى مش أى أى ولا زى زى .. أوعى وشك بقى
فى أحداث كئيبه و غريبه .. و عود على عاده قديمه .. قررت أن أكتب ما سأكتبه الآن هربا من حزن عميق مس قلبى .. و أيضا هربا من علامات استفهام تملأ الأفق .. ولا أجد لها حتى الآن أجوبه مناسبه
بما أن موضوعى الأخير كان مقرف بتفوق .. و لأن أصحابى صعبوا عليا فعلا .. و لأن حفصوتشا استفزتنى بمنظرتها بالطبيخ .. قررت كتابة قصتى مع موضوع المطبخ كله بوجه عام .. مع نبذه تاريخيه
عن علاقتى بالمطبخ .. و توضيح فى النهايه لأهم أنجازاتى .. و تبدأ القصه من زمااااان .. زمااااان
______________
أظننى كنت أبلغ الرابعه أو الخامسه حين بدأ المطبخ كموقع جغرافى يتخذ موضعا مميزا فى وعيى و لا
وعيى ..المطبخ المقصود هو مطبخ البيت الكبير حاليا بيت أبى و أمى .. كفكره عامه أنا أول الأبناء يلينى أختى الأصغر منى بسنتين .. ولا أحد آخر .. كان والدى دوما منشغلا فى أعماله و أسفاره ..ووالدتى أيضا كانت امرأه عامله فى مجال التدريس .. و بالتالى كان الموكل بشؤن البيت مجموعة الشغالات بقيادة الراحله العظيمه .. فردوس ..و فردوس رحمها الله كانت كيانا ضخما جبارا ترتدى السواد دائما .. تتميز بكرش مهول و نظرات ناريه تمثل فى مظهرها و مسلكها العام عكس اسمها تماما .. و قد أطلقت عليها فى مراهقتى أسم مدام انفرنو ( و أنفرنو هو الدرك الأسفل من الجحيم كما ورد فى كوميديا دانتى الألهيه ) يتبعها فى الأداء على ما أذكر خادمتين مسكينتين مذعورتين دائما و أصغر سنا .. و يمثلان معا النموذج النسائى للوريل و هاردى .. هما بثينه و نادره .. بثينه شديدة النحافه عبيطه بالسليقه و نادره سمينه بطيئة الحركه و طبعا .. عبيطه بالسليقه , فردوس القائمه بمقام الشاويش القديم فى المعسكر تأتى باكرا جدا فى حوالى السابعه صباحا .. تشرف على كل أمور البيت فى غياب والدتى .. و تسلمها البيت ظهرا و تنصرف بعد الظهر .. بينما بثينه و نادره مقيمتان فى البيت , تتكومان ليلا فى حجره بجوار المطبخ
المهم .. بتعليمات من والدتى الصعيديه جدا .. و بتفرقه عنصريه بالغه و معتاده وقتها , تم منعى تماما من الأطلاع على المطبخ و مايتم فيه .. فالرجل فى وجهة نظر أمى من واجبه أن يكون ضيفا فى بيته .. أى لا يدخل المطبخ أطلاقا .. فالمطبخ هو من اختصاص الأناث فى البيت فقط .. و مجرد اطلاعى على مايجرى فيه يعتبر انتقاصا لرجولتى ( كان عندى خمس سنين وقتها . مش فاهم أنتقاص أيه اللى أمى كانت بتتكلم عليه ده ) و يكفى أن امسك أيا من أدوات المطبخ كالكبشه مثلا فى لعب برىء تقليدا لبعض الأفلام الساذجه وقتها حتى تنطلق والدتى أو نائبتها فردوس الجباره فى تأنيبى : تمسك حاجة المطبخ ليه ؟ أنت بنت ؟
و طبعا أنزوى بلعبى الأولادى بعيدا عن المطبخ .. بينما أختى الأريبه تتمتع بصحبة فردوس و فرقتها .. و تلعب كيفما تشاء فى المطبخ طوال اليوم .. و أنا قابع وحدى مع لعبى التى أملها بسرعه خارج حدود المطبخ المحرم على مجرد دخوله
أقبع فى مكمنى المعتاد فى الممر المؤدى للمطبخ و على باب حجرة نادره و بثينه الخاليه .. اراقب اختى الأريبه المحظوظه تستمتع مع المجموعه فى المطبخ .. حاملة لعبها كلها معها .. و مشاركه لهن فى اللعب بكل الأشياء الغامضه التى اتمنى معرفة ماهى بالظبط .. بينما أنا متروك وحيدا مع ألعابى الصبيانيه .. بندقيه بفله , ميكانو , شطرنج . مكعبات .. و أشيا ء كثيره ممله .. و بمعرفة أن التليفزيون فى هذا العصر كان أبيض فى اسود و يبدأ أرساله فى الخامسه مساء .. يمكن تخيل العذاب و الملل الذى كنت أعانيه وقتها خلال الفتره الصباحيه , بينما أختى تتسلى بصحبة فردوس الجباره و تابعتيها المذعورتين .. و تلهو بكل الأشياء الغامضه التى يقتلنى حب الأستطلاع لأستكشافها , و أنا فى مكمنى مكتفيا بتأملهن صامتا محاولا فهم أى شىء مما يفعلن هناك , مغرقا فى روائح الخلطات العجيبه التى يقمن بأعدادها على البوتاجاز .. فى فراغ المطبخ الغامض
مع بداية تعلمى القراءه ( تعلمت القراءه و الكتابه على يد أمى قبل دخولى المدرسه ) و انكبابى على بعض القصص المصوره فى مكمنى المعتاد , و أبان تأملى لصورة الساحره الشريره فى أحدى القصص و هى ترتدى السواد و تقلب خليطا سحريا على النار بغرض تحويل الفارس المغوار ألى ضفدعه , ومضت الحقيقه فى ذهنى فجأه كأنها ألهام من السماء
نعم .. فردوس الجباره ساحره شريره .. ترتدى السواد و تصنع خلطات غريبه .. و نادره و بثينه هما القزمتان المساعدتان للساحره الشريره .. حتى اللغه التى يستخدمونها .. لغه مفرداتها عجيبه .. لا أفهمها ولا أسمعها أبدا خارج المطبخ .. يقدح .. تقمعيها ..طشه .. تخديعه .. كلها مفردات سحريه جائت من لغات قديمه لعلها العبريه لغة الأعداء
و أختى العبيطه تلعب معهن , أو لعلها مشتركه معهن فى المؤامره لتحويلى ألى ضفدعه .. لتتمكن من الأستلاء على ثروتى الخاصه المتمثله فى العجله أم تلات عجلات و علبة الأقلام الفلوماستر ( واضح أن البارانويا بدأت معايا بدرى قوى ) لاااااااااااااااااااااااا .. أنا لن أتحول ألى ضفدعه .. سأقاتل الساحرات الشريرات .. و لأبدا بقتال كبيرتهن التى علمتهن السحر .. فردوس الجباره
أعمر بندقيتى ذات الفله .. و أقتحم المطبخ مخالفا كل التعليمات .. و صائحا صيحة الحرب العنتريه .. أتوجه بكل شجاعه و أقدام ألى فردوس شاهرا بندقيتى أم فله .. و احكم التصويب .. و بمنتهى الأقدام أضغط على الزناد لينطلق الصوت المدوى الهادر ..
تك
الفله تصيب كرش فردوس المهول ..و تختفى دون أن تصدر أى صوت .. ولا يبدو على أى أحد أنه شاهد شجاعتى أو ارتعب من أقدامى
لا يهم .. أنا لا أيأس بسرعه .. اجرى للخارج أحضر سيفى البلاستيك البتار .. و أعود للمطبخ بصيحتى المرعبه .. و ألوح بسيفى فى وجه فردوس الساحره الشريره .. و أندفع بالسيف ألى كرشها .. هذه المره أنا المنتصر لا ريب ..
لا أشعر ألا و أنا محمول فى الهواء .. أرفص بقدماى .. و فردوس تحدثنى بمنتهى الهدوء : ماما قربت تيجى نستحمى بقى عشان تتغدى
و أجدنى أعزلا من بندقيتى سيفى .. بل مثبتا فى البانيو .. و فردوس تمسكنى بيد و تمسك الليفه باليد الأخرى.. و الصابون الحارق يدخل فى عينى ( لم يكن بيبى جونسون قد تم اكتشافه ف هذا الزمن السحيق ) .. و أتلقى العقوبه البشعه .. الحموم
تمر الأيام و مع مراهقتى أنسى تماما أى فكرة استطلاع ما فى المطبخ .. و أتعامل بتلقائيه و قبول بحقيقة أن المطبخ بالفعل منطقه محرم على دخولها , و فى أيام الجامعه و مع السهر فى المذاكره كان من الطبيعى أن تنام الخادمتين مبكرا .. و بالتالى بدأت أتعلم بعض الأساسيات كعمل الشاى أو العثور على الثلاجه للحصول على الماء البارد.. و كانت تلك هى كل تعاملاتى مع المطبخ
بعد تخرجى و عملى فى مجال البنوك و التمويل , انتقلت للحياه فى الأسكندريه الرائعه , و عشت وحدى كشاب أعزب .. طبعا كانت أجمل أيام حياتى .. لكن حتى فى تلك الأيام لم أفكر فى التعامل مع الفراغ الغامض المسمى بالمطبخ , أرسل لى عمى فتى نصف متخلف أظن كان اسمه عوض ليقوم بخدمتى .. و عوض كانت مهمته الأساسيه بالنسبة لى هى نظافة البيت و العنايه بالملابس .. مع تنبيه أن طبيخه كويس بس يعنى مش قد كده .. فطبيعى أن أغلب غذائى كان فى المطاعم التى اعتدتها و اعتادتنى
كل يوم تقريبا كنت أشم روائح غريبه عند دخولى البيت , و بسؤال عوض : أيه الريحه دى يا عوض ؟ هو فيه فار ميت فى البيت ؟
يرد عوض بنصف تخلفه المعتاد : لأ ياباشا .. ده أنا اسمالله على مقامك طابخ قرنبيط.. أجيبلك تتعشى
بسرعه شديده أرد : لأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ .. روح نام
لكن عوض كان مفيدا فى التعامل مع المنزل بوجه عام .. من حيث النظافه و الترتيب .. ألى أن اكتشفت أن مهمة عوض الأساسيه هى نقل أخبارى للعائله .. مين بيزورنى .. باخرج أمتى و ارجع أمتى .. باكلم مين و مين بيكلمنى .. و طبعا لأنى وقتها كنت مجرد شاب أعزب جامح .. كانت أخبارى المنقوله كلها ماتسرش أبدا .. أكتشف حقيقة عوض .. فأطرده شر طرده ليعود للبلد .. و أواجه بمفردى واقع الحياه المرير .. و حتمية القيام بأعمال منزليه , و التى تعتبر فى تكوين أدراكى نوع من الأفعال الأسطوريه التى لا يقدر عليها البشر الطبيعيين أمثالى
و أتعلم بعض المناورات الخطيره مثل أشعل البوتاجاز لتسخين وعاء ما جائنى مملوءا بالطبيخ .. و أحيانا أعداد القهوه التركى .. لكن طبعا جل الأعمال كان من نصيب فئة الأمهات , كأم محمود , و أم سيد ,و أم بسمه .. و أم أى حاجه تنضف البيت و تلطش اللى تقدر عليه و ماتجيش تانى .. و أترحم على أيام عوض
ثلاث سنوات و أصاب فى الحادث الأليم .. و هو الزواج .. و طبعا ينسحب من أدراكى تماما كل شىء عن الأعمال المنزليه .. فزوجتى السابقه تركت عملها كمهندسة عماره بمجرد زواجنا .. و تفرغت للبيت ..و أذكر أنى فى شهر العسل و من باب الرفق بالقوارير .. تطوعت بعمل االقهوه لها .. أذكر حتى الآن تعبيرات وجهها و هى تشربها .. و تشكرنى بحراره .. ثم تقول لى بلهجه حاولت أن تكون حميمه : حبيبى .. المطبخ ده مهمتى أنا .. ماتعتبوش تانى
أبتسم فى وجهها بحنان و أقول لها : أبدا ياروحى .. أنا بس باحاول اساعدك
فتنتفض من مكانها صارخه : ماتعتبش المطبخ تانى ..
أفهم وجهة نظرها فى طعم القهوه ..
و لحسن السير و السلوك أحصل على الأفراج من الحياه الزوجيه بانقضاء نصف المده .. أى بعد أحد عشر عاما من الزواج .. أسترد حريتى مره أخرى .. و أعود للحياه وحدى مستمتعا بتدبر أمورى بنفسى .. فى البدايه كانت كاترين مديرة منزلى الأول بعد الطلاق .. سبعينيه نصف يونانيه , تعتبر مثالا نموذجيا لمديرة المنزل .. لا أسمع صوتها أبدا .. و تقريبا كل ما أحلم به أجده قبل أن أسأل عنه .. تحضر مبكرا .. لأستيقظ فأجد الحمام جاهز .. من الحمام للأفطار و القهوه فى البلكونه , بعد الأفطار حجرتى أجدها مرتبه كأنى لم أقض فيها اليل .. بل و ملابسى مجهزه للأرتداء .. مع مذكره أسبوعيه مكتوبه بفرنسيه ركيكه تشمل ملخص المصروف و المطلوب للبيت و الموازنه التقديريه لذلك .. تخيلوا ؟؟ يمكن أن أقضى أسبوع كامل دون أن اسمع صوت فى البيت .. سوى بونجور صباحا .. و أورفوار مساء .. يااااه .. الجنه و ما فبها ..
و طبيخ كاترين كان رائعا .. فالمطبخ اليونانى و التركى و المصرى متقاربين جدا , فورق العنب و المسقعه و الملوخيه واغلب الأصناف الشهيه معروفه لدى كاترين .. بل كانت تجيدها فعلا بشهادتى و شهادة ضيوفى .. و للمره الثانيه أخرج من الجنه باضطرار كاترين للعوده ألى اليونان ..و أعود لفئة الأمهات المفتريات مره أخرى .. أم سعيد و أم احمد و أم عربى و ام عفريت .. و أتلطم بينهن .. من عكاكه لا تجيد الطبيخ ألى من تمد يدها الطويله على مقتنياتى مما يخف وزنه و يعلو ثمنه
المهم .. فى ذات عام طلاقى .. حصل عدد من أصدقائى على حريتهم أيضا و يبدو أنها كانت موضه وقتها .. و عشت و مجموعه من الأصدقاء حياة العزاب الرائعه مره أخرى .. لا ينغصها سوى مسألة المطبخ و استغلال البلوريتاريا المتمثله فى فئة الأمهات .. ( أم محمود و ام سيد و ام عبده و ام أى حاجه ) و فى ثوره عنتريه يحدوها وعى سياسى و تاريخى عميق (غالبا ده اللى بيودينى فى داهيه دايما ) أقرر التخلص التام من سيطرة و استغلال البلوريتاريا ..
أنا هاطبخ لنفسى
و انا كمان ( يرد أ. غريب صديقى المطلق أيضا باندفاع أهوج ) و
تصدقوا بقى .. انا كمان معاكم ( كان هذا صوت ع. وهبى الذى طلق زوجته الأوروبيه و عاد ألى مصر )و
أيوه أحنا لازم نعتمد على نفسنا ( كان هذا صوت همهمتنا مجتمعين بعزيمه و أصرار ) و
هئ هئ هئ هئ .. الحساب للبهوات يامتر .. شكلهم تقلوا العيار و بيهرتلوا ( كان هذا صوت مارى .. مديرة محل ستايل الذى كنا سهرانين فيه وقت اتخاذ القرار .. و له حكايه أخرى فى مقام و مقال آخرين )ه ____
المهم .. من اليوم التالى عزمت على تنفيذ ماقررته .. و ألى أقرب مكتبه لشراء كل ماتطوله يدى من كتب الطبيخ .. أعود ألى البيت بحملى الثمين .. لأتصفح الكتب التى توسمت فيها طوق نجاتى و أنقاذى .. لأكتشف مره أخرى أنى اواجه كهوف الساحرات الشريرات فعلا .. الكتب مترجمه من لغات غير عربيه بمعرفه مترجمين شوام و مغاربه .. و ما أدراكم مالشوام و المغاربه فى الترجمه .. ذات الطلاسم اللوغاريتميه التى كنت أسمعها من فردوس و مساعداتها .. مثال
الراتنجان المحبوق يتم غليه ألى حرارة عشرين فهرنهيت ثم يضاف حبق النجنوس المضروب جيدا بالعكرس المزوى .. و بعد تجمده يطرح على الرجناش لبرهه قصيره لحين قدح الدهن العجوزى مع المحلى المفرط
يانهار اسود ؟ ايه الكلام ده ؟؟ هو فيه أيه .. ؟ التليفون بسرعه
الحقوووونييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
امل الصديقه الوفيه ترد بضحكه خبيثه .. طيب جايالك حالا .. و تحضر أمل .. و يحضر اصدقائى بكتبهم المماثله .. كونسولتو لمحاولة فهم معنى ما اشتريناه من كتب ... تنتهى الجلسه بعشاء من كنتاكى و ضحكات تشفى شرير من أمل و مارى و نهى .. مع قصه للتندر لسنوات عن خيبتى أنا و اصحابى
مش مهم .. أحنا رجاله ولازم نعتمد على نفسنا .. ( أ . غريب يتمتم بعد نوبة تريقه استمرت نحو تلات ساعات علينا جميعا خلال سهره فى ايستايل )ه
أيوه .. أقولها باكيا .. فى محاوله للأستجابه لتشجيع غريب
صح .. أحنا مش لازم نيأس .. و تصدقوا بقى ؟ و الله ما أنا متجوز نهى ألا لما اعرف اطبخ صح عشان ماتمسكهاليش ذله ( صوت ع. وهبى باكيا ايضا .. قبل أن يجرع كأسه دفعه واحده متجاهلا ضحكات نهى المرحه العابثه حولنا بالأشتراك مع الباقيات فى التريقه ) ه
بوجه عام .. انتهجنا و أصدقائى ثلاث مدارس فى الطبيخ .. أنا انتهجت المدرسه الأرتجاليه الأنطباعيه التلقائيه .. بمعنى .. أسمع الوصفه دون تفاصيل كثيره .. أعود ألى البيت احاول الأرتجال مسترجعا أكبر قدر من التفاصيل مما سمعته .. و التصرف بانطباعى الشخصى حول الموضوع
أما ع. وهبى .. فقد جنح لطريقة المطبخ الأيطالى التحررى الوحدوى ( مش فاهم يعنى أيه بس هو سماه كده )و
بينما أ. غريب قرر انتهاج طريقة المطبخ الصينى .. و مبدؤه الأساسى .. كل شىء صالح للأكل ماعدا الزواحف السامه .... طبعا واضح نهاية العمله دى أيه
المغامرات لا تعد ولا تحصى فى مجالات الطبيخ و المطبخ .. لكنى اخترت بعض منها لأكتبها من باب العبره و الأتعاظ
فى البدايه قررت الأستعانه بصديقه مخلصه لتعلمنى الطبيخ عمليا فى بيتها .. ترسل لى بريد أليكترونى بالمطلوب شراؤه فى طريق عودتى من العمل .. لأشتريه و اعود أليها تطبخ و أنا معها فى المطبخ خطوه بخطوه ..
قبل الأسترسال فى المغامره .. و تحقيقا للحق .. أوجه سؤال مباشر لكل القراء من أصدقائى الرجال .. و على القارءات الأمتناع التام عن الأجابه و التعليق .. و لا حتى التريقه
صديقى الرجل .. لو واحده قالتلك و أنت جاى هات معاك روز مارى .. تفكر تجيبه منين ..؟
عن نفسى فكرت أنه نوع من الأدويه .. و قبل العوده مررت بصيدليه .. بكل ثقه قلت للصيدلى : مساء الخير .. روز مارى لو سمحت ..
نعم ؟
أيوه روز مارى .. للكبار بس .. ( شككت لحظه أن أدوية الأطفال ممكن تتعمل فى شكل لبوس .. ومش معقول صديقتى هاتبعتنى أجيبلها لبوس .. دى حتى تبقى عيب ) ه
ده أيه ده حضرتك ؟ .. يسأل الصيدلى
.. ده أيه يعنى أيه ؟ روز مارى من فضلك .. لو مش موجود قوللى
يستشير شريكه .. و يعود متسائلا .. ده لأيه بالظبط ؟ يعنى عشان يستعمل فى أيه ؟
أفكر بينى و بين نفسى .. ثم أرد بثقه .. و الله المدام طالباه .. هاهاهاه .. أنت عارف بقى الستات .. هاهاهه و اتضاحك بغباوه محاولا تجنب الحرج
ينظر الصيدلى ألى شريكه .. ثم يقول لى .. مافيش حاجه اسمها كده.. فيه ماسك للوش أسمه قريب .. تاخد منه
لأ طبعا .. المطلوب روز مارى ..
و أنصرف بنصف كرامه .. و أنا أفكر .. يعنى أيه روز مارى .. ؟ يتجاب منين ده ..
يااااه .. أما أنا مغفل صحيح .. روز مارى .. أكيد حاجه من الماكياج .. أسمه واضح جدا .. و أوريفلام فى طرقى للبيت .. يبقى أكيد قصدها حاجه من أوريفلام .. يا خبر ابيض .. أما أنا عبيط صحيح .. طبعا قصدها أوريفلام .. أكيد .. يعنى هاتغدينى من حقها تدلع شويه برضه و تطلب ماكياج و كده .. هاهاهه .. الله يحظك يا فلانه .. و أتجه فورا ألى اوريفلام
بمنتهى الثقه أتوجه للبائعه الشابه التى نهضت لمقابلتى باحترام شديد و ابتسامه و اسعه .. افتح الميل المطبوع و أتأكد من أسم المطلوب و الذى كتبته فلانه بعد الخضروات .. من فضلك عاوز روز مارى
نعم ؟
روز مارى .. لو فيه الكبير يبقى كويس .. هاهاه
البائعه الشابه تبتسم فى بلاهه .. و أنا احاول الأبتسام فى ثقه .. و أتمتم .. روز مارى .. اللى هو يعنى .. أحاول الأشاره بيدى عشوائيا لشكل العلبه أو الزجاجه أو أى شىء لأوضح أنى فاهم .. و أتمتم مبتسما فى ثقه مصطنعه .. روز مارى ... هاهاها
لحظه واحده .. تنطقها البائعه الشابه بحرج .. و تنطلق لمديرة المحل .. المرأه الأريبه الخبيره بشكل واضح لحظات و تعود البائعه المذعوره مع مديرة المحل الأريبه
أفندم يا باشا ؟ تتسائل مديرة المحل بنظره وقحه كاشفه
أيوه .. حضرتك كنت عاوز روز مارى .. يعنى أى حجم ..
هى المدام قالتلك أنه عندنا ؟ تتسائل الأريبه الخبيره و نظرتها تزيدنى تعريا و أحراجا
أيوه طبعا .. هاهاهاه .. هى أصها زبونتكم .. يعنى على طول هنا .. اهاهاه .. فيه روز مارى بقى ؟ ولا أيه يعنى .. هه ؟؟ أتساءل و أنا على وشك البكاء
الأريبه الخبيره تقترب بشفتيها من أذنى و تهمس : شوف .. لو كانت كتباهالك .. اسأل عند الخضرى اللى فى ميدان الجامع .. الروز مارى حاجه بتتاكل
تعود برأسها وهى تنظر للفراغ .. و أنا فى حالة عته ذهولى ..انصرف دون كلمه و انا ممسك بالورقه فى يدى كالعبيط
أكتشف فى النهايه يا حضرات الأصدقاء و ليس الصديقات أن الروز مارى حاجه بتتاكل فعلا .. و بتتباع عند الخضرى .. أى و الله العظيم .. من عند الخضرى .. مش فاهم أزاى أسم أحدى أكبر سفن الأسطول البريطانى يبقى حاجه بتتباع عند الخضرى .. بس ده الى حصل
احاول مع نفسى مرات أخرى و فى مطبخ بيتى .. وحدى ..المشكله الأساسيه أن بيتى وقتها كان فى عمارات العبور .. أى قريبا جدا من بيت المدعوق الله يحرقه .. و بالتالى فالخدمات الأمنيه فى غاية الكفائه .. و بالتالى المطافى تأتى بسرعه خاطفه قبل أن أبدأ فى التفكير فى ماذا حدث .. مع تكرار وصول المطافى .. و محاضر الأمن عن الحرائق المتكرره .. و لحظى التعس .. تعيش فى ذات المبنى الحاجه راويه .. و الحاجه راويه سبعينيه , أبنها فى مثل سنى و أحفادها فى سن أولادى .. و بالحديث السطحى تكتشف أنها كانت زميله دراسه لأمى فى كلية رمسيس فى الأربعينيات من القرن الماضى .. شوف أزاى ؟
و سلملى على مامتك .. و أخبارها أيه ؟ هذا هو الحوار فى الرايجه و فى الجايه .. و كلما قابلتها فى الأسانسير ..
المهم .. الحاجه راويه و فى مقابله بالصدفه البحته فى الأسانسير يوم الجمعه و هى بصحبة مقصوفة الرقبه حفيدتها .. و بعد حريق يوم الخميس الذى حلقت بعده طائرات الهليكوبتر على ارتفاع منخفض قرب العماره .. تحدثنى الحاجه راويه قائله : هو أيه اللى حصل عندك ؟
أبدا و الله يا طنط .. نسيت بس براد الشاى على النار .. و الأمن عملوها حكايه .. هاهاهه
طيب و انت ما تعلمتش من الحرايق اللى قبل كده ؟ يابنى ده أنت كل أسبوع ليك حريقه
معلش بقى يا طنط .. أصلى يعنى ساعات بابقى تعبان و بانام و أنسى الحاجه على النار
طيب يابنى مش مامتك قالتلك و انت صغير ماتلعبش فى البوتاجاز ؟
ايه .. مالعبش فى البوتاجاز ؟؟ أحدث نفسى مذهولا .. و أنظر بكراهيه للحفيده مقصوفة الرقبه التى تتنطط فى يد جدتها .. و لا أجد رد مناسب
تيته .. تيته .. أنا شاطره و مش بالعب فى البوتاجاز .. مش كده ؟
أيوه يا حبيبتى أنتى شاطره .. اللى يلعب فى البوتاجاز بيعمل حريقه ( ترد الحاجه راويه بهدؤ شديد ) و
الملعونه الصغيره بتطلعلى لسانها .. و تتغنى .. أنا شاطره و مش بالعب فى البوتاجاز ..
و أنا أغلى و أقاوم بشده رغبه عارمه فى خنق الحاجه راويه و حفيدتها
على صعيد آخر .. ع. وهبى الذى قرر اتباع المدرسه الأيطاليه التحرريه الوحدويه فى الطبيخ .. بدأ يعلن عن أنجازاته المزعومه
فاتكم كانيلونى لابروفانتى أنما اييييه .. حكايه
طيب يا ندل ما كلمتناش ليه تعزمنا ناكل معاك ؟
معلش بقى كان عندى فلانه .. هاهاهه .. تيجو يعنى تبوظوا اليله . معلش تتعوض
أما عملت لازانيا نابوليتانى كانسترونى ... أنما أيه .. تاكلوا صوابعكم وراها
طيب يا أبن الواطيه مش تكلم اصحابك ياكلوا معاك ؟
و الله بقى كان الوقت متأخر .. و قلت الدنيا بتمطر مش عاوز اتعبكم
المهم .. نقنع ع. و هبى بالحضور ألى بيتى و الطبيخ للمجموعه يوم الأجازه .. و تبقى حفله يا عمور .. و اللا أيه ؟ و يحضر ع. وهبى .. و منذ اللحظه الأولى يتصرف بطريقة الديكتاتور المحترف .. بصوا بقى .. مش عاوز مخلوق فى المطبخ .. الأكل نفس .. يعنى أشكالكم دى ماتقربش
حاضر
و تنزل تجيبلى الحاجات دى من السوبر ماركت
حاضر
تشغلى موسيقى بوتشيلى و أنا باطبخ .. ده أكل ايطالى محتاج لأوبرا معاه
حاضر
عندك نبيت أحمر؟
على الصبح كده ؟
أنت مابتفهمش ؟ باقولك أكل أيطالى .. يعنى لازم نبيت احمر و أوبرا .. فينو روزا .. يعنى نبيت احمر يا جاهل
حاضر
و ينفرد ع . و هبى بالمطبخ .. و أجلس مع مجموعة الأصدقاء فى الصاله نستمع لبوتشيلى .. و بسبعة زجاجات نبيذ أحمر قبل الغذاء .. طبعا نأكل كالديناصورات بدون تفكير .. لنكتشف أن المعاناه كلها كانت للحصول على مكرونه مسلوقه مسكوب عليها بعض التونه و مقطع عليها فلفل أخضر .. و بس
أ. غريب أقام مع صديقنا سامح فى شقه واحده بعد حصولهما عل الحريه .. بطلاق غريب .. و انفصال سامح ( سامح مسيحى ماعرفش يطلق .. طفش بس ) المهم .. غريب اتبع المدرسه الصينيه فى الطبيخ .. و للتذكره .. المبدأ الرئيسى فى المدرسه الصينيه هو .. كل شىء قابل للأكل ماعدا الزواحف السامه .. و عليه .. يوم بعد يوم غريب يتباهى بأكلاته .. و سامح يزداد نحافه و ذبولا ... غريب فى سهراتنا يتحدث يصوت مسموع : النهارده بقى طبخت وانج شين كونج فو هاو ... راااائع
يعنى أيه ؟
ده حاجه بالصينى .. أنتوا أيش فهمكوا .. بكره بقى أن شاء الله أعمل هوشى منه هاو فيتنام شو فينج
أزاى يعنى ؟
أنتوا بتعرفوا صينى .؟. هاتفهموا ازاى يعنى ؟
و سامح المؤدب جدا ينظر بانكسار.. و يتجرع كأسه بدافع الرغبه فى النسيان .. و لا ينطق
المهم .. مع استمرار غريب فى الأستعراض بطبيخه الصينى ( كل علاقة غريب بالصين هى زيارة عمل لمدة أسبوعين لسنغافوره ) و صمت سامح و عدم وجو مايريب .. تقتنع المجموعه بقدرات غريب فى الطبيخ الصينى
فى أحدى الليالى .. الصديقه سوزى التى تمتلك و تدير مزرعة دواجن تسأل غريب بسذاجه و أعجاب ظاهر
تعرف تعمل ديك رومى بالطريقه الصينى ؟
طبعا .. يرد غريب بثقه لا تقل عن ثقة مونتجومرى .. أكيد .. ممكن بطريقة هاو بينج شاو .. أو بطريقة بروس لى فين لينج .. و ممكن عشان الريجيم بطريقة مانج سو يينج .. يعنى على حسب
تبتهج سوزى و يشرق وجهها بشده ( كانت معجبه بغريب و بترسم عليه وقتها .. بس الحمار رجع مراته الأولانيه ) خلاص .. انا عندى ديك رومى كويس قوى فى المزرعه .. أجيبهولك يوم الأربع و نعمل حفله عليه يوم الجمعه
يرحب الجميع .. و غريب لا يتردد فى القبول بثقه لا أدرى من أين أتى بها
فى اليوم الموعود .. تجتمع الشله كلها فى بيت غريب و سامح .. رائحة أعشاب عطريه تملأ البيت .. و مرح جميل قبل الغذاء.. يبدأ أعداد المائده .. سوزى تساعد غريب .. و فى النهايه يخرج نجم الحفل ألى المائده .. الديك الرومى ..
بمجرد فك الرقائق الفضيه من على الديك ينتاب الجميع صمت رهييييب .. لا يقطعه ألا تعليق المسحوبه من لسانها أمل : أيه ده ؟ أنتوا دبحتوا البغبغان ؟
فعلا .. الديك ملون .. فوركيه أحدهما أحمر و الآخر أخضر زرعى .. بينما صدر الديك نصفه أبيض و النصف الآخر مائل ألى الأزرق البترولى
يبدوا أن الأعشاب الغريبه التى وضعها أحمد فى الديك أثرت بشكل واضح .. و هنا ينطلق سامح و تنفك عقدة لسانه .. صارخا يحكى
أنا ما باتكلمش من زمان .. بس كفايه بقى .. غريب بيحط أى حاجه تقابله فى الطبيخ .. و المسيح الحى أنا شفته بعينى بيحط بن و يوستفندى فى الفرخه
بن ؟ و يوستفندى ؟.. فى الفرخه ؟؟ .. أنت بتبالغ ياسامح
لأ مش بابالغ .. ده يوم ماعمل الموزه أنا لحقت علبة الورنيش من تحت أيده بأعجوبه
ورنيش ؟ هى حصلت الورنيش ؟ أنت بتستهبل ياغريب ؟
سوزى المتيمه وقتها تمد يدها و تأكل بابتسامه .. و غريب يأكل بثقه .. لا نملك ألا أن نتبعهما ..
تلات حالات تلبك معوى و حالة تسمم غذائى وصلت ألى النيابه و لم تنتهى ألا بالتنازل القانونى .. هذا ماكان من غريب و رفيقه سامح و المتيمه سوزى
الحكايات لا تنتهى .. لكن للأختصار أفضل هنا وضع خلاصة جاربى و أنجازاتى فى المطبخ و حياة العزوبيه بوجه عام فى صورة نصائح و ملاحظات و استنتاجات .. من باب العظه و الأعتبار
أولا: عند وضع أى نوع من الأغذيه فى الزيت المغلى .. بيعمل تششششششششششششششششش و قد ينتج بعض اللهب .. ماتجريش على الباب و تقول حريقه .. أستنى شويه النار هاتهبط لوحدها .. و أياك أياك تحاول تطفيها بميه
ثانيا : المهلبيه مابتتسخنش
ثالثا : من المعروف أن اللباس الرسمى فى حياة العازب هو اللباس .. و المسمى تأدبا بالشورت .. ممنوع منعا باتا الأقتراب من المطبخ باللباس الرسمى .. لابد من ارتداء تى شيرت قبل دخول المطبخ .. الزيت لما بيطرطش على الجلد بيتعالج .. لكن شعر الصدر لما بيتحرق بياخد وقت طويل عشان يطلع تانى
رابعا : احتفظ بروب جنب الباب .. عشان مايصحش تجرى عريان على السلم و تقول حريقه .. البس الروب و اجرى بعد كده
خامسا : يجب وضع أعلانات كل محلات الهوم دليفرى فى مكان واضح فى الصالون .. لو اصحابك قالوا عاوزين نتعشى ماتعملش برم .. شاور على الأعلانات
سادسا: اللى عاوزه أكل بيتى عندها المطبخ تدخل هى تعمل اللى هى عاوزاه .. ماتتبرعش بالطبيخ .. ساعة الحريقه هاتجرى أول واحده
سابعا: لما تروح السوبر ماركت تجيب حاجة الشهر خد معاك حد كبير
ثامنا : لما الست الصينيه اللى شايله شنطه أكبر منها تخبط على الباب و تقولك فيه هاجات هلوه ماتفتحلهاش ..أو شوف حد كبير يبقى معاك .. أو قوللها المدام نايمه .. أوعى تقولها مافيش مدام .. هاتستكردك .. و لو دخلت ممكن تحصل حاجات وحشه .. على سبيل المثال
تبيعلك شبشب بلاستيك بسته و تلاتين جنيه و تكتشف أن جارك المتجوز اشتراه بعشره جنيه بس .. أو
تبيعلك بتاعه بلاستيك مدوره كده , تفهم منها بلغة الأشاره أنها بتستخدم فى صناعة الحلويات .. تشتريها باربعين جنيه .. و تانى يوم لما تيجى الشغاله تكتشف انك اشتريت قاعدة كابينيه للأطفال مع أن ماعندكش أطفال
تاسعا : ماتسكنش فى بيت فيه حد من أصدقاء والدتك .. الفضايح هاتوصل بسرعة البرق
أخيرا .. مرحبا بتعليقات الساده الأصدقاء من الرجال .. اما الصديقات .. فأيضا مرحبا بتعليقاتهم مع مراعاة
ممنوع منعا باتا تقديم أى نصائح بالزواج مره أخرى
ممنوع التريقه و النقوزه و أى نوع من أنواع قلة القيمه
التعليق فى الحدود المفيده عمليا فقط .. غير كده مالوش لزوم الكلام

Tuesday, February 13, 2007

توقعات و قراءات .. الرئيس القادم .. من وحى يلتسين و شاوشيسكو



مايلى هو مجرد توقعات و تخيلات مستقبليه أحاول الألتزام فيها بالأستقراء المنطقى فى حدود ما أعرفه مما هو منشور و متاح للتحليل , مبتعدا عن مشاعرى و أحلامى و أمنياتى الطبيعيه كمصرى يعيش فى هذا الوطن .... و تتمثل توقعاتى فى أنه فى وقت ما من مستقبل لم يأت بعد.. و لا أدرى أن كان سيأتى أم لا , تطالعنا العناوين الرئيسيه فى الصفحات الأولى للجرائد القوميه بالتالى :

* الرئيس حبيب العادلى يؤدى القسم الجمهورى أمام مجلس الشعب غدا بعد فوزه فى انتخابات الرئاسه
* السيد جمال مبارك رئيس لجنة السياسات بالحزب الوطنى يطرح على الرئيس حبيب العادلى حزمة التعيلات الدستوريه المقترحه من لجنة السياسات , و الرئيس يوافق على عرضها على مجلس الشعب
* فى التشكيل الوزارى الجديد السيد جمال مبارك وزيرا للخارجيه و السيد خيرت الشاطر وزيرا للأوقاف
* طائره طبيه متخصصه تنقل الرئيس السابق لأستكمال علاجه بألمانيا بأشراف أطباء عالميين
* الرئيس العادلى يصرح لوزير الخارجيه بالسفر لمرافقة والده الرئيس السابق فى رحلة علاجه ويفوض السيد أشرف صفوت الشريف بتولى حقيبة الخارجيه لحين عودته
* بأشراف من الأمم المتحده و بالتعاون مع التحالف الدولى , البحريه المصريه تتولى الأشراف على أدارة ميناء مقديشيو , و القوات المصريه تشارك فى حفظ السلام على الحدود الكينيه الصوماليه
* بوساطة الرئيس الأوغندى , الرئيس العادلى يستقبل رئيس كينيا لأستعراض تعديل اتفاقية عام 1939 المنظمه لحقوق استخدام مياه النيل
* وزير الرى أمام مجلس الشعب : تعديل اتفاقية مياه النيل لا يضر بنصيب مصر من المياه
* فى استجابه للضغوط المصريه أسرائيل توقف أعمال الحفر تحت المسجد الأقصى و تسمح بأعادة ترميم ماتهدم من جدرانه نتيجه لأعمال التنقيب السابقه
* الهند تقدم توربينات عملاقه لرفع المياه كمنحه للحكومه المصريه لأستكمال أعمال امتداد ترعة السلام ألى شرق سيناء.

بحمد الله تعالى أعود ألى طبيعتى السوداويه ثقيلة الدم بعد شفائى من نوبة رومانسيه عابره نتجت عن الأمطار الغزيره التى سقطت على القاهره و أصابتى بالهلوسه السمعيه و البصريه كأحد أعراض نوبة البرد .. و أفتتح مرحلتى السوداء الجديده بهذا الموضوع السخيف الخانق.

و لزيادة تعذيب أصدقائى ( كهوايه أحاول تنميتها باستمرار ) أنصح بشده – و مزيد من ثقل الدم – بأعادة تصفح موضوعى السابق عن الميديتشى قبل المضى فى قرائة الموضوع الحالى .. و الذى أعتقد أن أغلب اصدقائى المعذبين فى الأرض لم يصلوا ألى حقيقة الأتهام الذى أوجهه فى نهايته بتلميح أقرب للتصريح , و أذكرهم بقاعدة أن الميديتشى يلعب لصالح نفسه فقط .. و برعاية ساده آخرن خلاف سيده الغافل .

البدايه جائت بالأتهام و التوقع الصادم , و بتقنيه سينيمائيه أعتقد اسمها فلاش باك .. نعود للأحداث السابقه التى أدت ألى قناعتى بصحة توقعاتى/ تخيلاتى المشار أليها , و هنا أذكر الأحداث دون تفاصيل كثيره قد تغرق القارىء و تشتت انتباهه , و أكتفى بذكر عنوان الحدث ثم الأستفسارات و علامات الأستفهام الناتجه عن كل حدث .. و فى النهايه أقوم بوضع تخيلى لسير الأحداث الذى يجيب على الأستفسارات و علامات الأستفهام و هو ما أظنه يؤدى بالتتبع و الأستشراف ألى النتيجه التى توقعتها أعلاه

* بعد انتخابات رئاسيه و برلمانيه داميه أهدرت فيها حتى كرامة القضاه فضلا عن المواطنين بمعرفة رجال الداخليه , و بعد حادث غرق العباره الشهير و اختفاء قرائن تتبع طاقم العباره الغارقه رغم ظهور بعضهم على اليابسه بعد الحادث , و بعد فشل أمنى ذريع فى حل لغز مذبحة بنى مزار و الذى تلى فشل أمنى أبشع بتفجيرات سيناء الأخيره و الذى قد يشير ألى اختراق الفاعلين أو اتفاقهم مع جهاز الأمن المكلف بحماية سيناء و هو وزارة الداخليه , و بعد التمييز العنصرى الذى مارسته الداخليه ضد أبناء سيناء حتى دفع بعض القبائل ألى مايشبه الهجره الأجباريه ألى الحدود الشرقيه مع أنهيار الموسم السياحى تماما , و مع وضوح احتياج النظام بشده لاستعادة شعبيته الضائعه و تلميع السيد جمال مبارك بأى ثمن حتى ولو على حساب وزراء مخضرمين فى النظام مثل الشاذلى أو ابراهيم سليمان , لا نجد رئاسة الجمهوريه أو رئاسة الحزب الحاكم تتوجه و لو باللوم أو مجرد الأستفسار عن مسببات الفشل و الفساد العميق الواضح فى جهاز الداخليه بقيادة العادلى.
و السؤال هو .. لماذا لم يستغل النظام و خاصة جمال مبارك هذا الفشل الواضح للداخليه بتقديم العادلى ككبش فداء , و هو ماكان من شأنه رفع أسهم النظام الحاكم بصوره معقوله بل و حتى رفع الضغوط الدوليه التى مورست ضد النظام أبان تلك الأحداث و الفشل النابع أساسا من أداء العادلى و أتباعه ؟؟؟؟

* بعد مجهودات علنيه و سريه مضنيه و ناجحه للتوصل ألى اتفاق بشأن جنوب السودان قام جهاز الأمن القومى المصرى عن طريق شركات تابعه له بمجهود جبار للحصول على تعاقدات تتيح للشركات المصريه التواجد فى جنوب السودان للقيام بعمليات تعمير الجنوب و تطويره و بما يتيح لمصر كدوله و نظام استعادة التواجد المصرى الفعال فى أفريقيا قرب منابع النيل , لا سيما بعد خروج كلا من أريتريا و أثيوبيا و كينيا عن نطاق احتواء الديبلوماسيه و الأمن القومى المصرى , و للتذكره فرئيس أريتريا تم تجاهله كرئيس دوله شقيقه بمعرفة نظامنا الفاشل فما كان منه ألا أن زار أسرائيل لتلقى علاجا لأسنانه و توقيع اتفاقية دفاع مشترك ( التحقت بها اليمن لاحقا فى امتداد سرى للأتفاقيه ) , و بذات الغباء وافق النظام على استقبال لاجئين أريتريين فى مصر أبان الحرب الأريتريه الأثيوبيه بينما رفض أستقبال لاجئين أثيوبيين , و هو ما أفسد العلاقه مع أثيوبيا و لم يصلحها مع أريتريا , و فى كينيا و بعد هلفطه غبيه من الجحش العجوز بعد تفجير السفاره المصريه هناك .. سائت العلاقات المصريه الكينيه ألى درجة وقف كينيا لتطبيق بنود اتفاقية الكوميسا التجاريه بأعفاء السلع المصريه من الجمارك عند تصديرها لكينيا , بينما فى استسلام ذليل التزمت مصر بتطبيق الأعفاءات على الشاى الكينى فى استجابه لبعض رجال المال و السياسه المنتفعين من هذا الأستيراد .
نعود ألى المجهود الجبار الناجح لجهاز الأمن القومى المصرى لاستعادة الموقع الهام و الحيوى لمصر قرب منابع النيل , و بجرة قلم و فى توقيت خاطىء ألى درجه مريبه فى ليلة رأس السنه .. يقوم رجال العادلى بسحق مجموعه من اللاجئين السودانيين الجنوبيين العزل فى قلب القاهره الكبرى .. و يسقط منهم العشرات بين قتيل و جريح , و تصير الفضيحه مدويه عالميا , و تتحول المجهودات الرائعه لجهاز الأمن القومى ألى فشل ذريع بعد استفحال غضب السودانيين الجنوبيين على المصريين عموما .. و تصدر التعليمات الحتميه وقتها بسحب و انسحاب شركات الأمن القومى المصرى من منطقة جنوب السودان أول محطاتنا ألى منابع النيل , ليحل محلها فورا شركات أمريكيه فروعها فى الشرق الأوسط تقع كلها فى تل أبيب.
و السؤال هنا .. كيف مر هذا الحدث أيضا دون مجرد التساؤل و ليس حتى توجيه اللوم من جانب رئاسة الجمهوريه للعادلى و رجاله ؟ و لو من باب ذر الرماد فى عين العالم الخارجى حتى ؟؟ ؟؟

* كالنار فى الهشيم تنتشر كليبات تسجل بالصوت و الصوره جرائم تعذيب بشعه يرتكبها رجال العادلى ... يصل الشعب ألى حاله مابين الذعر و الغليان من جراء مايرونه ..نواب الشعب من الأخوان و الممثلين للمعارضه البرلمانيه الحقيقيه لا يحركون ساكنا أمام تلك الجرائم .. و لا يتحرك أحد سوى محامى شاب و صحفى شجاع و مدونين انتحاريين لفتح القضيه .. و ينجحوا بالفعل فى توجيه الجهاز القضائى المصرى للتحقيق فى جرائم التعذيب , و بالرغم من أن مرتكبى تلك الجرائم من العسكريين .. ألا أنهم لا يحالون ألى القضاء العسكرى أبدا .. بل يستمتعوا تماما بميزة المحاكمه أمام القضاء المدنى .
و الأسئله هنا : لماذا أصلا تم تصوير هذه المقاطع و أثبات الجرائم على مرتكبيها ؟ ثم كيف يسمى انتشار هذه المقاطه تسريبا ؟؟ أذا كان المصور هو نفسه المجرم فالطبيعى أن يحافظ على سرية جريمته .. أما أن تنتشر تلك المقاطع فالأمر يسمى نشرا أراديا و ليس تسريبا لا أراديا من جانب رجال العادلى .. و السؤال الأهم ... لماذا لم يستغل أيا من المتنافسين على الشعبيه من رجال الفكر الجديد فى الحزب الوطنى أو نواب الأخوان هذه الفرصه الرائعه لتسجيل أهداف حقيقيه قاتله فى النظام الفاسد و كسب تأييد شعبى أظنه كان سيصبح عارما لمن يتصدى منهم لهذه الظاهره حتى لو كان جمال مبارك نفسه .. فلو افترضنا أن جمال مبارك الخايب بتاع البولنج عمل راجل مره من نفسه ( و لو على سبيل التجربه ) و انحاز للشعب و تبنى بنفسه أو عن طريق رجاله فى البرلمان قضيه تمس مشاعر الناس كقضية التعذيب .. وواجه نظام العادلى بصفته نجل الرئيس و رئيس أهم لجنه فى الحزب الحاكم .. عن نفسى .. كنت سأعلن خطأ تقديرى له و قد كنت أميل ساعتها لتأييده .. كنصير للشعب و العداله .. فلماذا ترك فريقى البرلمان تلك الفرصه تضيع و لم يستطيعا مواجهة العادلى ؟؟؟؟

* فى تطور مريب و غير مفهوم.. و على مدخل البحر الأحمر و بالقرب من منابع النيل , يظهر كيان مسمى بالمحاكم الأسلاميه يسيطر بسرعه غريبه على مقديشيو و أجزاء واسعه من الصومال .. و تنسحب أمامه الحكومه الأنتقاليه الصوماليه دون مقاومه تذكر و كأن انسحاب الحكومه الشرعيه كان تحت هول المفاجأه وليس الضغط العسكرى ..تبدأ المحاكم الصوماليه فى ممارسة غباء المتأسلمين الجدد و تمنع السينيما و تضيق على الحريات فى توجه يشبه التوجه الطالبانى فى أفغانستان , و فى أطار تحليل نشرته النويورك تايمز و البى بى سى .. نكتشف أن أحدى الدول التى تمد المحاكم الأسلاميه بالسلاح هى مصر !!!! .. و فى تطور أكثر ريبه و أعلى تسارعا تقتحم قولت مشتركه أثيوبيه و أريتريه ( لا ننسى اتفاقية الدفاع المشترك بين أريتريا و أسرائيل و مشاريع الشركات الأسرائيليه للسدود فى أثيوبيا ) الحدود الصوماليه فى عمليه عسكريه شامله يصعب تصديق أنها غير مخططه من قبل بوقت طويل .. و بتسارع أعلى و أكثر أثاره للريبه تنسحب قوات المحاكم الأسلاميه المهلهله ألى الحدود الكينيه , تغلق كينيا حدودها مع الصومال لكن دون اشتباكات حقيقيه تذكر .. ينتهى الوضع باختفاء المحاكم الأسلاميه فجأه كما ظهرت فجأه !!!! مع استقرار وضع اتفاقى بين الحكومه الصوماليه و الأطراف الأريتريه و الأثيوبيه و أيضا الكينيه على التعاون المنسق بينهم لحفظ الأمن فى الصومال .. و تعزيز القوات المرابضه فى الصومال و كينيا لهذا الغرض ..!!!
بعدها بيومين فقط فى تزامن غريب مريب.. يعلن وزير الرى الكينى رفضه لتجديد اتفاقية 1939 المنظمه لاستخدام مياه النيل .. بل و يعلن صراحة أن الأتفاقيه وضعت لصالح مصر فقط و يجب تعديلها لرفع الظلم عن باقى دول نهر النيل ...!!!!!
السؤال هنا : من أين أتى الوزير الكينى بكل تلك الجرأه على ؟ و ماهى خطته للأستفاده من مياه النيل التى قد تتوفر أكثر لكينيا فى حالة تعديل الأتفاقيه ؟؟ و ماهو دور الشركات الزراعيه الأسرائيليه فى استصلاح الأراضى الكينيه بعد تحجيم دورها مؤقتا فى مصر بعد خروج يوسف والى مزراحى من الوزاره ؟ و السؤال الأهم .. أين الرد المصرى الرسمى على التصريحات الرسميه العلنيه للوزير الكينى ؟؟؟ و السؤال الأخير .. ماهو معنى تزامن الموقف الكينى من تواجد قوات حليفه لأسرائيل تحت أمرته و على حدود بلاده ؟؟

* فلسطين تقع فى حرب أهليه و لبنان على شفا حرب أهليه ( استخدم هنا التعبيرات العلميه الحقيقيه و ليس التليفزيونيه ) و تلك الحروب لا و لن تخدم سوى أسرائيل فقط , و تفشل الوساطه فشلا ذريعا و مهينا للديبلوماسيه المصريه بل و يرفض اللبنانيون من أساسه أى تدخل مصرى .. و تطالعنا الصحف العالميه مره أخرى بخسة النظام المصرى و تهريبه للسلاح لبعض الفصائل اللبنانيه و الفلسطينيه - مما يذكرنى بتصرفات ابن الهبله القذافى حين كان يمول جيش التحرير الأيرلندى و جبهة الهنود الحمر - .. المهم فى غمرة الأنهيار العربى داخل أهم كيانين فى المواجهه الأن مع اسرائيل ( فلسطين و لبنان ) , و بأغراق طرفى الحرب الأهليه الفلسطينيه فى تفاصيل مؤتمر مكه يتبجح الأسرائيليون على الحدود الجنوبيه للبنان .. و تقع اشتباكات مع الجيش اللبنانى .. و بتزامن مريب مره أخرى تبدأ حفريات تنقيب أثريه أسرائيليه فى باحة المسجد الأقصى .. و تهدد المسجد الأقصى نفسه بالأنهيار .. ثالث الحرمين و أول القبلتين معرض للأنهيار .. و تسرى الدعوه للغضب فى العالم الأسلامى كله .. و يتم الأتفاق الضمنى على تسيير مظاهرات بعد صلاة الجمعه لأعلان الغضب .. لا أكثر من أعلان الغضب .. بينما يترك الأقصى لأهله العزل يحاولون حمايته بأجسادهم

و مره أخرى تزامن واضح يصل ألى حد الأداء الهارمونى بين القوات الأسرائيليه فى باحة الأقصى .. و قوات العادلى حول الأزهر الشريف .. تقتحم القوات الأسرائيليه باحة الأقصى و تسقط الجرحى و تعتقل البعض .. و فى القاهره .. و فى الجامع الأزهر .. قوات العادلى تمنع المصلين من الوصول للجامع من أساسه و ليس فقط منعهم من التظاهر أو منعهم من الخروج ألى الشارع .. قوات العادلى منعت المصليين من الصلاه فى الجامع الأزهر .. على حد علمى منذ الحمله الفرنسيه و دخول نابوليون للجامع و تدنيسه . لم يتم منع الصلاه فى الأزهر ألا فى عهد العادلى .. الغريب أن شيخ الأزهر واصل صلاته ببضع عشرات م النساء و الأطفال فى المسجد .. و لم يكلف خاطره بمجرد الحديث عن الكارثه ..
السؤال هنا واضح .. حول التزامن فى الأداء و التنسيق الرائع بين قوات الأحتلال الأسرائيلى و قوات العادلى .. و الصمت المريب لكل الباقيين ؟؟؟

حادثان هامان لم ألتفت للربط بينهما وقت وقوعهما لكن الآن .. أعتقد أن الصوره صارت أوضح
* بعد مصرع أمينى شرطه مصريين على الحدود الشرقيه بأطلاق دوريه أسرائيليه النار عليهما , لم يصدر تعقيب من العادلى أطلاقا .. بل يكتفى مصدر من الخارجيه بطلب التحقيق فى الحادث .. و يتم دفن أمينى الشرطه سرا و ليلا مع منع أهلهما من أعداد جنازه تليق بشابين لقيا مصرعهما فى ما سمى وقتها بحادث أليم .. بعدها بأيام و أبان زيارة رئيس وزراء أسرائيل لمصر و أخذه لمبارك بالأحضان و التقاط الصور للعناق الحميم .. مصرع جنديين من القوات المسلحه بذات الطريقه على الحدود الأسرائيليه .. و الرد من مبارك القائد الأعلى للقوات المسلحه المصريه كان واضحا .. عناق حميم لرئيس وزراء أسرائيل .. و انكماش غانج تحت أبطه


عظيم .. انتهت روايتى للأحداث .. و أعتقد أن الشك صار يساور أغلب القراء .. الأسئله أعتقدها محقه و علامات الأستفهام واجبه .. التفسير هو مايحتاج لسعة تخيل فيما أظن .. و الخيال مهما كان شططه يجب أن يقدم قصه محكمه .. و الأحكام هنا يعنى ربط الأحداث و بنائها منطقيا على بعضها .. لو تحقق ذلك .. أعتقد تكون القصه أقرب ألى تخيل منطقى متوقع لمسار الأحداث.. و بذات أسلوب الفلاش باك .. اروى القصه من وجهة نظرى

فور نجاح مؤامرة أغتيال السادات رحمة الله عليه تولى مبارك زمام الحكم فى مصر باتفاق واضح من جميع الأطراف الداخليه و الخارجيه , وبمهمه رئيسيه هى .. القضاء على الأرهاب .. و قبيل نهاية الثمانينيات كانت تلك المهمه نجحت ألى حد كبير .. سواء بالقضاء الفعلى على الأرهابيين أو بسحبهم ألى افغانستان و الشيشان .. المهم أنه خلال تلك السنوات بدأت تتضح معالم شخصية مبارك و أسلوبه فى الأداره .. فهو لا يرجع لأى مبدأ أخلاقى فى اتخاذ مواقفه .. براجماتى ألى أقصى درجه .. و تقديم التنازلات بالنسبه له هو الحل الأول المطروح فى ذهنه .. تقوم القوات الأمريكيه بخطف طائره مصريه لتفتيشها و القبض على أحد ركابها فيعلن استياؤه .. ولا يطالب بالأعتذار .. يجرى لتملق الكل حتى القذافى .. و يعيد العلاقات معه رغم فساده الواضح .. و يتخلى عنه بعدها و يلتزم بالحظر الجوى على ليبيا .. و يرسل وزرائه للقذافى برا ..
يتحث عن طهارة اليد بكثافه .. بأسلوب يذكرنى بالراحل توفق الدقن فى لازمته الشهيره ... أحلى من الشرف مافيش .. يا آه يا آه .. و فى نفس الوقت لا يحسم أى قضيه من قضايا الفساد
يخشى المواجهه من أى نوع .. التراجع هو أسلوبه المفضل .. و الكرامه لا تعنى عنده سوى لفظ يطلقه الحمقى على بعض تصرفاتهم فى تبرير للأستغناء عن مصالحهم
و يبدأ ابنه علاء فى الظهور فى مجتمع رجال الأعمال .. و يصحبه فى زياراته الرسميه للخارج مقدما اياه بصفته رجل أعمال !!!
يكره الأقوياء تماما .. فلضعفه و اهتزازه لا يطيق التواجد مع أنسان قوى .. يبدأ باحمد رشدى .. ثم ابو غزاله .. عمرو موسى .. الجنزورى .. كل الأقوياء الذين أحبهم الشعب .. تخلص منهم
مسلوب الأراده غارق فى اهتمامت سطحيه .. لا يطيق التفاصيل .. و لا يعرف سوى الأيجاز المخل بالحقائق .. منغلق على مريديه المنتفعين .. متعامى عن أى احتمالات للتغيير
بالنسبه لأمريكا و أسرائيل هذا الرجل هو التابع النموذجى .. يقال له كن فيكون .. يجعلوه فينجعل .. يفعلون و هو تلقائيا .. مفعول به .. و يبدأ فى تقديم الحلول الوحيده التى يعرفها .. التنازلات .. حارب فى العراق .. حاضر .. تخلى عن سوريا .. حاضر .. سيبك من الفلسطينيين .. أوكى .. ارجع أشتغل وسيط عند الفلسطينيين .. قوى قوى
و هلم جرا .. و على الصعيد الداخلى بدأ جشعه فى الظهور .. نهب حقيقى يستخدم فى تأمين المستقبل و شراء الحواريين و المماليك .. و فى بادره تمثل قرصة ودن لمبارك .. كشفت مجلة فورتشن الأمريكيه عن تضخم ثروته ألى رقم يضعه فى مصاف أغنى حكام العالم وذلك فى عددها السنوى لعام 1990.. مبارك فهم الرساله .. و صار الأتفاق .. هاتقل أدبك و تعمل راجل .. هانفضحك .. و حساباتك تحت أيدينا .. هاتبقى مؤدب و تسمع الكلام .. ولا كأننا شفنا حاجه ... و الفساد يجر فساد .. و يغرق الحاكم و أسرته و أتباعه فى الفساد .. و أمريكا و أسرائيل فى غاية السعاده طبعا

و بطبيعة الأمريكان و ألأسرائيليين المتطوره بكثير عن العرب بوجه عام .. يخططون للمستقبل .. ماذا بعد مبارك ؟ و بالغريزه يشعر مبارك بنوايا الأمريكان و يبدأ تناوش الضباع .. فيطيح مبارك بكل من يظنه رجل قوى محبوب أمريكيا .. و ما سعد الدين ابراهيم عنا ببعيد .. كما يطيح بكل من يشتم فيه رائحة الأنضباط و القوه و الأمانه .. و ما عمرو موسى و احمد رشدى و الجنزورى و محى الدين الغريب عنا ببعيدين ..
يستمر البحث الأمريكى الحثيث عن بديل .. فمبارك مهما كان فله فترة صلاحيه شارفت على الأنتهاء .. و مصر كدوله أنتهت تقريبا فهى فى المرحله الأخيره من الأنهيار التام .. و طلبات مبارك بدأت تكتر .. و مصايبه التى سيتحملها و لو أدبيا النظام الأمريكى الداعم له أمام العالم .. بدأت فى التراكم

يدفع النظام الأمريكى بقوه فى اتجاه الحراك السياسى .. لعل الحراك يظهر بدائل مناسبه .. و بطبيعة الضباع يستمر التناوش و يتحرك مبارك فى اتجاهين متوازيين , الأول هو استنزاف المعارضين الأقرب ألى القبول الغربى و الأمريكى .. تحديدا الليبراليين .. ( أيمن نور و طلعت السادات مثالا ) و فى نفس الوقت .. يسمح ببروز المعارضين الأبعد عن القبول غربيا .. و تحديدا الأخوان المسلمين و ماتبقى من اليسار , فى صفقه عبقريه يحسد على براجماتيتها كلا من مبارك و الأخوان و طبعا بقايا اليسار .. و أداء المعارضه غنى عن التفاصيل و يصبح حلم السيطره الأمريكى مهددا بالوقوع بين الأستمرار مع تابع فاشل .. أو الخروج من السيطره من اساسه

يحتاج الأمريكيون لمبارك مره أخرى للتنسيق فى مواجهة الوضع فى فلسطين و صعود حماس .. يستجيب طبعا للرغبه الامريكيه لكن بشروط واضحه .. التخلى التام عن المعارضه الليبراليه .. فتنحل كفايه .. و يسجن طلعت السادات .. و ينسى أيمن نور فى غيابات الجب

يفشل مبارك فى السيطره على الوضع فى فلسطين .. و يبدأ بعض الأخوان فى الخروج على النص الموضوع سلفا .. يفقد مبارك أعصابه مع الأخوان و يحيلهم للمحاكمه العسكريه , و الأخوان نقضوا اتفاقهم نسبيا مع مبارك .. و هو مذعور من نهاية سلفه الراحل حين انقلب عليه من أخرجهم للنور

الوضع مازال غير مريح لأمريكا و اسرائيل .. خصوصا و أن طموحاتهما هذه المره تتجاوز بكثير الموارد المصريه المنهكه أصلا .. الطموح الآن صار هو المياه .. النيل ..
فى أثناء انهماك مبارك فى مساره .. و انشغاله التام بالتناوش مع الضباع فى الخارج .. و لتأمين نفسه داخليا وقع اختياره على أسوأ المصريين سمعه بحكم منصبه .. رئيس جهاز مباحث أمن الدوله .. ليكون وزيرا للداخليه و مسؤلا بشكل مباشر عن تأمين نظام مبارك من الداخل .. العادلى ميديتشى نموذجى بالسليقه , يعمل بهدوء و بطء ليصل ألى أهدافه , يذكرنا فورا بشخصية بوتين رئيس روسيا الذى كان رئيسا للكى جى بى قبل صفقته مع يلتسن .. الرئيس الروسى السابق الذى كان غارقا فى فساده .

بحكم المهمه التى كلفه بها مبارك .. حماية أمن الدوله .. و بما أن الدوله مختصره فى أسرة الرئيس أصبحت مهمة العادلى الرئيسيه هى حماية الرئيس و أسرته .. و كميديتشى أصيل .. التصق العادلى بالأسره الحاكمه ... يعرف الاسرار .. يشاهد الانحرافات .. يسجل و يحفظ و يدون كل شىء .. يستفيد من غفلة سيده و حاشيته ألى أقصى قدر .. يتراكم لديه رصيد هائل من الأدله الدامغه التى تثبت و تسجل الفساد و الأنحرافات و الجرائم .. و يستمر فى تظاهره بالخنوع للرئيس و أخلاصه فى حمايته .. فلا يتأخر الرئيس عن الأستجابه لطلبات العادلى الماديه .. حتى تسجل موازنة الدوله المصريه أنفاقا على الأمن يبلغ أكثر من ضعف أنفاق الدوله على التعليم و الصحه مجتمعين .. و يستمر الميديتشى الماهر فى الأستفاده من غفلة سيده .. فيتفوق عدد جنود الأمن المركزى على عدد أفراد القوات المسلحه المجندين كلهم .. بل و تنابز الشرطه أجهزه أمنيه أكثر رقيا فى مجال استخدامات التكنولوجيا المتطوره .. مع استمرار زرع رجال العادلى فى كل جهاز حساس فى الدوله .. فالتعيين بموافقات أمنيه , و الجامعات خاضعه للأمن .. و الأزهر تابع حقيقى للأمن .. حتى البناء و الأسكان و الزراعه و الصحه .. الكل صار يدور فى فلك الأمن .. و السيد الغافل منكمش فى حرسه الجمهورى المتضائل .. مبتعدا عن جيشه بعد أن هجر شعبه ألى الأبد
أصبح العادلى الآن هو صاحب الجند فى مصر .. و أيضا الحائز على أسرار و خبايا بل و مفاتيح ثروات السيد و أسرته و حاشيته .. و بذكاء يليق بميديتشى حقيقى .. يقرأ المراد .. و يفهم المطلوب .. تفكيك الشعب و منعه من التمحور حول أى أتجاه سياسى جاد أو مؤثر
نشر التسيب الأمنى و تجهيز البلاد لفوضى شامله فى حالة غياب حاكم يرضى عنه الأمريكان .. مع الحفاظ على القدره على مواجهة تلك الفوضى أذا لزم الأمر .
ألهاء كل الفصائل السياسيه فى قضايا جانبيه لا تمس بأى صوره من الصور الوضع المصرى فى نطاقها الجغرافى .. مع وضع تلك الفصائل تحت السيطره الأمنيه .. بل و الأشراف على صفقاتها مع النظام الحالى
التدخل بأى صوره مع الفصائل العربيه أو الأفرقيه المتناحره لأعطاء مبرر أمام العالم للتدخل الأمريكى الأسرائيلى بالقوه فى أماكن محدده .. و أيضا لزيادة تفكيك جبهتى المواجهه الحقيقيه مع أسرائيل فى لبنان و فلسطين
العمل على الهدم من الداخل لأى مجهودات تبذلها أى أجهزه مصريه واعيه أو محايده فى سبيل استعادة السيطره المصريه على نطاقها الجغرافى
تمهيد الطريق تماما أمام تواجد أسرائيلى أمريكى فى بلاد منابع النيل .. و السماح بتعديل الأتفاقيات الدوليه لأتاحة الفرصه للشركات الأسرائيليه و الأمريكيه للعمل فى بلاد منابع النيل بحريه .. مع التجهيز لمد خط مياه من النيل ألى أسرائيل مباشرة ..
ينتبه السيد الغافل لخطة عمل الميديتشى و اسلوبه .. يحاول التحرك .. و بسرعه و فى توقيت مناسب و دقيق .. يواجهه العادلى البارع بالأسرار التى يحملها و يحتفظ بها .. و يهدده بالفضح و النهايه المحتومه .. حكم مبارك أنتهى .. و له الأختيار .. أما نهاية شاوشيسكو الذى أعدم و عائلته كلها فى يوم واحد من المحاكمه .. أو .. نهاية يلتسين .. الذى عقد صفقه مع بوتين رئيس الكى جى بى وقتها .. و بشكل يضمن عدم ملاحقة يلتسين أو أسرته مقابل تخليه الهادىء عن السلطه ..
و يصير الأتفاق المنطقى .. و ينسحب الوريث بتاع البولنج من الحياه السياسيه بوجه عام .. و يستمر السيد العجوز واجهه للبلاد .. و العادلى يفعل مايشاء ..ولا يجرؤ السيد أو ايا من أتباعه المعلنين .. أو أعدائه المجاهرين بالعداء و المتسترين على صفقتهم مع السيد بالأعتراض على أيا من ترفات العادلى .. و يتخلون ببساطه عن فرص ذهبيه تلوح لهم لكسب تأييد شعبى جارف ... توحيا للسلامه من الفضيحه و الأنكشاف ... و بانتظار لحظه حاسمه تحددها أمريكا اولا .. أتوقع أن نرى المانشيتات الصحفيه المذكوره أعلاه

أنتهى موضوعى .. و تحليلاتى و تخيلاتى .. و أهلا وسهلا بكل من يتفق أو يختلف

Monday, February 05, 2007

لآلىء هاربه

هى أربعينيه .. تزوجت فى العشرينات بعد قصة حب عنيفه كانت الأولى و الأخيره فى حياتها .. أنجبت ولد و بنت .. قبيل الثلاثين طلقت .. و قتها قررت بعد الصدمه أن تحيا فقط لأولادها .. تعمل بجد .. تلتزم بمثالية الأم .. أجتماعيات محدوده و فى أطار العائله أو احتياجات العمل الضروريه فقط .. تستقر على وضعها ألى الأبد .. بمعنى آخر تحاصر كل مافى الأنثى من مشاعر ألا الأمومه , لن تسمح لأنسان أن يصدم مشاعرها مره أخرى و بالتالى .. لا مشاعر أطلاقا
___
هو أربعينى .. مطلق منذ فتره , له بنت وولد يعيشان مع أمهما , يعشقهما و يحبانه.. و بعد صدمات و أحداث جسيمه فى حياته قرر أن يكون عمله هو محور حياته .. يعيد بناء ماتهدم , ينعزل نسبيا ألا عن مجموعه محدوده هم أصدقاؤه المقربين .. يصنف دوائره الأجتماعيه فلا تتداخل علاقات العمل بالأصدقاء أبدا , تنحسر علاقته بالجنس الآخر فى بعض العلاقات العابره الخاليه تماما من أى مشاعر , أو ما اصطلح على تسميته أحتياجات بيولوجيه لا أكثر و لا أقل , ببساطه لن يسمح لأنسان أن يصدم مشاعره مره أخرى .. و بالتالى لا مشاعر أطلاقا
____
لقاء قدرى عجيب .. حوار عقلانى على مستوى راقى .. ينتهى باختلاف و سؤ تفاهم يشبه العراك .. و بمنتهى التلقائيه يطلق العنان لحماقته الرجوليه الخشنه .. و هى بتلقائيه أيضا تتعامل بذكائها الأنثوى الخارق مع حمقه .. ينتهى اللقاء و يذهب كلاهما لحال سبيله وكلاهما يفكر فيما حدث
..
يندهش من تلقائيته معها فى العراك .. كان بالفعل يتحامق كرجل يتعامل مع أمرأه حقيقيه .. منذ فتره نسى كيف يكون هذا الحوار .. فعلاقاته المحترمه محدده فى الصداقه التى لا تطلق العنان للحمق الرجولى .. و علاقاته البيولوجيه لا مجال فيها للحوار من أساسه .. يندهش مبتسما فى نفسه
و هى تتعجب من نفسها .. لماذا قررت احتواء حماقة هذا الرجل ؟ أسلوب حياتها بأكمله لا يسمح لأحد بالتعامل معها بخشونه باعتبارها أنثى .. فهى دفنت الأنثى منذ زمن .. كيف سمحت له بالتحامق الخشن ؟ بل كيف سمحت لنفسها باستخدام ذكائها الفطرى كأنثى لتحتوى خشونته المنفلته ؟.. و لماذا ؟ تتعجب لأنها مازالت تحتفظ بتلك القدره الأنثويه داخلها , فقد نسيت منذ زمن كيف تتعامل مع رجل باعتباره رجل طبيعى .. أحمق و خشن .. تبتسم لنفسها مندهشه
___
أيام و يتصل بها , يتصنع تحامله على نفسه لمكالمتها .. و يحاول تجاهل ماحدث لتفادى تقديم اعتذار يعلم أنه سيكون فى صيغه تليق بأنثى راقيه .. تختلف عن الصديقه .. و طبعا لا تقارن بالعلاقات الأخرى .. تتجاوب مع حماقته مره أخرى و هى مدركه الآن لما تمارسه من ذكاء أنثوى راق .. تحاوره باحترام يشوبه الرقه .. تستدرجه .. و لأنه رجل طبيعى .. فهو طبعا يعالج حماقته بمزيد من الحماقه .. وهى أنثى نموذجيه .. تمارس رقتها الماكره بنفس طريقة حواء كما خلقها الله لتكون .. فتطلق أمواج أنوثتها لتجرف أمامها وعورة شاطئه الخشن .. تنهار أسواره الواهيه أمام رقتها التلقائيه .. و يصبح شاطئه ممهدا لتطأ أرضه بقدمها الرقيقه و ترفع علمها .. و يقدم الأعتذار .. كما ينبغى لأمرأه نموذجيه
اتصالات أخرى , ورغم تشابه مجالى عملهما يكتشفان أن لكل منهما بعدا آخر .. خلاف الأقتصاد و التجاره و السياسه .. يتحاوران . هذه المره قدميها حافيتان على رمال شاطئه المكشوف ..تسرى موجه من الأطمئنان ثم
نتقابل لوحدنا
....................
ممكن ؟
ليه لأ
يتفقان على موعد و قبيل الموعد بساعات يتهرب هو متحججا بعمل مفاجىء , موعد آخر .. تتهرب منه هى .. يشعران معا برهبه من لقاء نسيا تماما فى غمار حياتهما السابقه طعمه .. تفاجئه بمكالمه عاجله مساء .. قابلنى دلوقتى .. كأنها تركب موجة شجاعه متهوره أصابتها فى حينه .. و ترتطم موجة شجاعتها بصخرة رعبه من اللقاء .. فيعتذر بارتباطاته المسبقه .. يكلمها فجأه ظهرا . نتقابل اليله .. و هى مازالت فى قوقعتها المعتاده تعتذر عن اللقاء .. فهى لم تستعد
أيام فى أخذ و رد .. موجات مد و جذر تتراوح بهما بين شجاعه متهوره ليتقابلا .. و استكانه مرعوبه لحال كل منهما فى حياته المنغلقه ليعتذرا عن اللقاء .. فى النهايه .. يتم اللقاء
حضرت ترتدى زيا أسود يستر تكوين أنثوى نموذجى .. اختارت زينتها من اللؤلؤ فقط .. و بدون أفراط , شعرها المشوب بحمره كستنائيه يحتوى وجهها الصبوح و الغريب أن لونه يتغير مع ابتسامتها ..أو هذا ماشعر به , عيناها جريئتان تبتسمان قبل شفيها .. و أيضا تختبئان قبل أن تطول نظراته أليها .. هو حضر من عمله مباشرة فى زى شبه عملى لكنه حرص على ترتيب هندامه متذكرا عاده قديمه نسيها من فتره .. أن يستعد لمقابلة أنثى .. لا هى مجرد صديقه .. ولا هى علاقه سطحيه عابره
على العشاء يتحاوران , يبتسم لنفسه .. فقد نسى أن يطلب النبيذ مع العشاء و لم يشعر بفارق .. و كأن وجودها أغناه عن النبيذ .. و هى تبتسم لنفسها خلسه .. فقد ضبطت يدها الرقيقه واقعه فى يده بضع مرات أثناء الحديث .. يتأملها فتهرب بعينيها .. تتأمله فيغير الموضوع .. يبتسمان معا من خوفهما من بعض .. يتأمل الموقف قبل نهاية اللقاء .. يحاول تفسير مايحدث و مايشعر به و ماتشعر به هى .. فالمد و الجذر مازالا فى نشاط .. نوبات شجاعه تعقبها فترات تقوقع .. و يحاول قراءة العلامات القدريه .. يغمر تفكيره اللؤلؤ فى زينتها , نعم .. اللؤلؤ مكانه الأصلى محاره صلبه تحتويه و تحميه .. تختبىء بدفينتها الثمينه فى ظلمات البحر العميق ..هى كذلك , لؤلؤه قررت منذ زمن الأستكانه لحماية محارتها الصلده الماكثه بعيدا فى ظلام البحر و برودته .. و اختيارها كان هو الأمان البارد داخل المحاره بدلا من البحث عن الدفء على الشاطىء المشمس .. فالخروج من اسر المحاره يعنى المغامره على الشاطىء .. و هى قررت أنها لن تسمح لأنسان أن يصدم مشاعرها مره أخرى
تأملها .. و بذات الفكره فى خلفية تفكيره , تأمل نفسه .. هو أيضا انهمك مؤخرا فى بناء أسوار منيعه على شاطىء جزيرته المنعزله .. باب ضيق فى أسفل السور يفتحه نادرا ليدخل ألى مدينته قله قليله ممن يأمنهم أو من لا يحركون فيه مشاعر سبق و انجرح بسببها
كلاهما تناسى أن الأسوار التى تحميه هى ذاتها الأسوار الى تسجنه بداخلها .. كلاهما سجين يشعر بالأمان فى سجنه .. لكنهما مازالا سجينين .. يشعر بالأضطراب مثلها .. كيانيهما يتراوحان بين الهروب من سجن المحاره و الأسوار .. و بين الأستكانه للأمان الذى يمنحه لهما سجنهما
ينتهى اللقاء .. يطبع قبله حاره عل يدها .. تلقى ابتسامه أثويه على عينيه .. و يذهبان كلا ألى حال سبيله
__
من اليوم التالى .. و خلال أول اتصال تأخر كثيرا بعد اللقاء .. واضح تماما أنها عادت لمحارتها , بل و أحكمت أغلاقها أكثر من ذى قبل .. و هو رغم حزنه و شوقه للقائها ثانيه .. عاد مطمئنا يرمم أسواره التى تهدمت بموجات رقتها .. و قد يزيد ارتفاع و صلابة الأسوار هذه المره
الجراح القديمه قد تشفى .. لكن أثرها أبدا لا يزول