فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Thursday, June 05, 2014

معامل العناد مره اخرى ... فى الفيزياء السياسيه


 جاء هذا الخبر ليذكرنى بما كتبته فى فبراير 2012 بعنوان ( معامل العناد ) .. وقتها كنت منبهرا بما تم فى مصر من استفتاء على الدستور و انتخابات تشريعيه .. صحيح صدمت فى تكوين البرلمان الذى سرعان ما انحل بعدما انكشف للجميع .. لكنى مازلت اتحدث هنا عن المبدأ مبدأ ( معامل العناد ) ,و قد جاء فى التمهيد لشرح فكرتى ما يلى : 

اذكر انى استخدمت اصطلاح ( معامل العناد ) من قبل منذ نحو خمس سنوات فى كتاباتى .. لكن أظن ايضا ان أحدا لم يلتفت أليه - هو أمر طبيعى مع ثقل دم ما أكتب عادة - لكنى مع ما يتوارد دوما من أخبار و تطورات الموقف و العلاقه بين الساحه الداخليه و موقف الساحه الدوليه .. ارى ضروره لشرح و توضيح مفهوم معامل العناد بشكل تفصيلى .. فعلى ما اعتقد سنستخدم هذا المصطلح /المفهوم كثيرا فى الفتره المقبله

كما فى علم الفيزياء و فى وصف حالة المواد , فالماده أما غازيه أو سائله أو صلبه .. و تختلف حالة الماده حسب ( تماسك ) جزيئاتها , و يمكن وصف تماسك الجزيئات بأنه انجذاب جزيئات الماده بعضها البعض  , و الحاله الصلبه تبدأ منذ لحظات اللزوجه .. أى نهاية الحاله السائله و بداية الحاله الصلبه .. ثم يزداد التماسك لتصبح فى حالة المرونه ثم يزداد التماسك حتى تصل ألى اقصى مراحل الصلابه و تسمى مرحلة الصلاده و التى يتميز بها عنصر الماس .. مازلنا نتكلم عن الفيزياء .. ننتقل ألى السياسه .. دعونا نشبه الدول بالمواد الصلبه و أن الجزيئات المكونه للدوله هى الشعب و الحكومه و جهاز الدوله بسلطاته المستقله و أن تماسك تلك المكونات هو ما يحدد ( حالة ) الدوله  .. و بالنظر ألى تماسك جزيئات الدول داخليا مع بعضها البعض يمكن أقرار أن هناك دول تماسكها داخليا يجعلها فى حاله لزجه .. و دول اخرى تماسكها داخليا يجعلها فى حاله صلده .. و لنهبط بالخريطه على شرقنا الأوسط السعيد .. السعيد جدا .. و نتفحص حالة التماسك الداخلى فى كل دوله .. و قدرة كل دوله بكافة مقوماتها ( حكومه , شعب , جيش , برلمان , خارجيه , أقتصاد .. ألخ ) على مقاومة العوامل الخارجيه و التعامل معها .. و للتبسيط .. دعونى أتسائل .. سؤال برىء جدا

ما هى الدول الشرق أوسطيه التى تستطيع أن تقول لأ لأمريكا ؟؟
نفكر قليلا .. مزيد من التفكير .. أها .. وصلنا
الدولتين الوحيدتين القادرتين على معارضة أمريكا صراحه هما .. أسرائيل .. و ... أيران
ببساطه شديده الدولتين هما الوحيدتين فى الشرق الوسط المتمتعتان بسلطات منخبه شعبيا .. فكلاهما تحتوى رئيس سابق ( يمشى حرا و ليس حبيسا فى قفص اتهام ) .. كلتاهما تضمان حكومه شارك فى تشكيلها برلمان منتخب من الشعب .. كلتاهما يتربى الفرد فيهما على احترام القانون ( حتى لو كان جائرا أو لا أخلاقى من أساسه كالقوانين الأسرائيليه فى الأستيطان ) و كلتاهما يتمتع الجيش فيهما بدعم مطلق من موارد الدوله و افرادها باعتباره الرباط الحامى و الحاكم للكيان المتماسك ككل .
ا
كلتا الدولتين تتحرك قواهما سواء الخشنه ( الجيش ) أو الناعمه ( الديبلوماسيه ) فى تناغم تام , و بين القوتين ظهير شعبى يقوم بدور الجزع القوى للجسد فيربط أطرافه بأخلاص شديد من كل مكوناته .. الظهير الشعبى مكون من افراد شعب و برلمان منتخب و حكومه يراقبها البرلمان

لذا فاسرائيل و ايران رغم لا أخلاقية كلاهما فى كثير من المناحى .. ألا أنهما صلبتان متماسكتان داخليا بالقدر الكافى لتتحرك الدوله كلها ككيان واحد صلب لدرجة أن ايهما تستطيع أن تقول .. لأ .. لأمريكا

أيران يستطيع جيشها أن يحتل جزر أماراتيه ظلما و عدوانا .. و هو متأكد من وقوف شعبه كظهير متماسك يسانده و يتحمل معه الصعاب فى حالة الأعتراض الدولى على عدوانه و قوه ناعمه ( ديبلوماسيه ) تتحرك فى تحدى كامل للعوامل الخارجيه مستنده على شعبها و جيشها المتماسكين .. بل استطاعت ايران تحمل مقاطعه دوليه لعقود , و بتماسك ظهيرها الشعبى تمكنت من تحقيق نمو اقتصادى تفوق على نموها قبل فترات المقاطعه الأقتصاديه !!!! .و
جيش أسرائيل يستطيع أن يعصف بالعزل الأبرياء الفلسطينيين فى غزه و يسومهم سوء العذاب فى جريمه أنسانيه بشعه .. لكنه مطمئن لتماسك الدوله و قيام شعبه بمسانده حقيقيه للقوه الناعمه ( الديبلوماسيه ) للفوز فى أى تحدى للعوامل الخارجيه .. فالديبلوماسيه الأسرائيليه لا تعرف التنازل ..يهاجم الجيش الأسرائيلى سفينه تركيه فى عرض البحر و يعيث فى ركابها قتلا .. و لا تعتذر اسرائيل حيث اكملت ديبلوماسيتها مهمة القوه الخشنه و بمسانده تامه من الظهير الشعبى الواعى الحريص على تماسك بلده
أيران تستمر فى بناء مفاعلها النووى بحماية جيشها و بدفع بالغ العدوانيه و التحدى من دبلوماسيتها .. مستندين على ظهير بالغ التماسك من شعب واعى تماما و حريص على تماسك بلاده

نعود لمصرنا .. و نتذكر أولا ايام الملعون المخلوع مبارك .. الدوله مفتتة الأجزاء فى حاله اقرب للزوجه .. او لنقل الوضع الأقل فى الصلابه .. قوه خشنه تأتمر بأمر ملعون خائب .. و قوه ناعمه مهمتها التنازل و التغاضى .. و لأن الشعب كان فى حالة عزله حقيقيه عن أدارة بلاده ( شكرا للأنتخابات المزيفه و قانون الطوارىء ) فلا ظهير شعبى يؤازر ايا من القوتين .. بالتالى .. فالدوله اللزجه فى عهد الملعون كانت لا تملك من أمرها أمام العوامل الخارجيه سوى .. التنازل .. ريجان يخطف طائره مدنيه مصريه و يفتشها .. ولا يقدم أعتذار .. ولا يملك النظام ألا الامتعاض قليلا .. و من تنازل أمام ريجان ألى تنازل أمام البشير حين أعلن قراره بأن حلايب سودانيه .. و مارس عليها سيادة دولته و اعتبرها دائره انتخابيه سودانيه .. و بين ريجان و البشير تنازل النظام الملعون أمام ليبيا .. قطر .. و غيرهم من كيانات ما أنزل الله بها من سلطان .. لكن الكيان المصرى كان لزجا كالصلصال .. و يكفى لقطعه و تمزيقه و اعادة تشكيله مجرد ملعقه بلاستيك لا أكثر .. بينما الكيانين الايرانى و الأسرائيلى يتمتعان بصلابة الحديد .. فيستحيل على العنصر الخارجى أن يغير فى حالتة ايهما .. دول متماسكه .. 
بينما مصر .. دوله لزجه


و اليوم أضيف الى ما كتبت فى فبراير 2012 مايلى 
ثورتان فى ثلاث سنوات .. أزاحتا نظامين كلاهما كان منفصلا عن الأراده الشعبيه للأغلبيه المصريه الكاسحه .. و كلاهما كان مستندا على رابطه حزبيه تمثل فى مجملها اقليه من المستفيدين المخدوعين  يقودهم اقليه اقل من المنتفعين فعلا من الوصول للخليط اللعين ( المال و السلطه ) كلا الحزبين ( الوطنى و الأخوان ) لم يمثلا أبدا الأغلبيه المصريه الكاسحه ..و لم يستند أيهما لشعبيه حقيقيه على الأرض .. و لم يمارس أيهما أسلوب الحياه المصرى الحقيقى .. و غنى عن الذكر أن معارضى كلا الحزبين من الأحزاب الأخرى و ما يسمى ( نخبه ) ايضا افتقدو أى شعبيه حقيقيه على الأرض .. بغض النظر عما صوره الأعلام الفاشل من حشود وهميه 
الثوره الثانيه كانت أكثر وعيا من الأولى .. فالشعب كشف الخديعه و زيف النخبه .. و بتلقائيه فطريه استدعى الشعب مخزن قوته لمواجهة المؤامره .. استدعى الشعب أبنائه المنذورين للدفاع عن الوطن .. استدعى الشعب قواته المسلحه .. و بتلقائيه فطريه أيضا وفى المنذورين للوطن بنذرهم و عهدهم .. و استجابت القوات المسلحه لطلب الشعب الجارف و أزاحت ثانى نظام فاسد يقبع على صدر البلاد .. و بذات التلقائيه الفطريه تكونت القوه و ظهيرها الشعبى الجارف .. و تم تصعيد رأس حربة القوه الشعبيه فى شخص وزير الدفاع الجرىء عبد الفتاح السيسى ليقود أغلييه شعبيه كاسحه للتغير 
و لأول مره منذ عقود يشعر الشعب المصرى أنه يأمر فيطاع .. و يوقن الشعب  أن ابنائه المنذورين للوطن هم اوفياء سصدقون فى عهدهم و يستجيبون .. و هنا .. و هنا فقط بدأ تماسك جزيئات الدوله المصريه .. و بدأت تظهر ( صلابة ) السبيكه المصريه الحقيقيه .. و كأى سبيكه تعرفها الفيزياء هناك بعض الشوائب و الأجسام الغريبه عن الجزيئات الأصليه .. لكنها شوائب لا تغير فى طبيعة السبيكه .. فكل الشوائب مصيرها الأحتراق و التطاير فى كل مره يتم تنقية السبيكه فيها .. و يبقى المعدن الأصيل الحقيقى .. متماسكا صلبا .. فتستجيب الدولة للشعب بتلقائية من هو جزء من الجزيئات كلها 
و لنتفهم الأمر بمزيد من الوضوح .. فلنسأل أنفسنا .. هل كان يمكن لرجل دوله ( أو امرأة دوله ) فى عهد أيا من المخلوعين مبارك و مرسى .. ان تطرد وفدا غربيا انتصارا لكرامة المصريين ؟؟؟ 
لو كان حدث هذا فى عهد أيا من المخلوعين ( مبارك أو مرسى ) لسارع كلا المخلوعين للتنازل و الأعتذار المهين فورا عن ( خطيئة ) رجل الدوله فى حق الأسياد الغربيين .. فكلا المخلوعين يعلم أن لا ظهير شعبى له يسانده فى حالة غضب الغرب عليه .. بينما اليوم .. رجل الدوله يتحرك بتماسك شديد مع الشعب .. و ينتصر لكرامته و كبريائه ..و يحقق ما يريده الشعب بتلقائيه  
مصر تتماسك .. قياده ليس لها تمثيل حزبى ولا ( جهاز ) ولا ( تنظيم ) سياسى يرتب أمورها .. قياده بلا ( كهنه ) يفصلون بين القائد و الشعب .. فالدوله تتحرك فى تناسق وماسك تام مع الشعب لأول مره منذ عقود طويله و بتلقائيه فطريه تامه
مصر تتماسك .. و تعاند .. و قريبا بأمر الله يستقر نظام جديد كليا .. بلا تنظيم سياسى ولا جهاز خاص ولا كهنه يمزقون الرابط بين الشعب و القياده .. الآن تبدأ مصر فى احتساب معامل العناد
و الله المستعان