فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Wednesday, July 29, 2009

قد افلح المنافقون

لا نية لى فى التذكير الآن بما كتبته من قبل عن العطش القادم و المؤامره التى بدأت حياكتها منذ سنوات , كتبت عن الموضوع منذ ثلاث سنوات تقريبا .. هنا , هنا و هنا و هنا ...طبعا لم يحدث اى شىء أيجابى منذ بداية كتابتى عن الموضوع ..و لا يحدث أى شىء أيجابى حول أى موضوع أكتب عنه أو يكتب عنه غيرى .. قد يكون اليأس من الكتابه هو الدافع المباشر لانقطاعى عنها

المهم .. ليس العطش القادم هو مايدفعنى للكتابه الآن .. لكن .. كلمه قالها الراحل عبد الرحمن الكواكبى فى كتابه الخالد طبائع الاستبداد و مصارع الأستعباد .. قال : قد أفلح المنافقون .. و هو يصف اليوم الذى ينعقد فيه الأمر لدولة الأستبداد و الجهل .. فرأى الكواكبى أن خليطا من استبداد الحاكم و جهل المحكومين لهو كفيل للأطاحه بكل و أى جهد للأصلاح .. بل وأد هذا الجهد فى مهده و أجهاضه ... و من ثم تنهار الدوله و يدفع العباد ثمن الجهل و الأستبداد ..و بدلا من أن يفلح المتقون المصلحون .. يفلح المنافقون و المفسدون , ما هى المناسبه التى أعادتنى لكتابة هذا الكلام السخيف مره أخرى بعد انقطاع يائس لشهور ؟
ببساطه عاداتى السيئه التى لا أستطيع التخلص منها ..العاده السيئه الأولى هى قرائة الصحف غير الحكوميه ..و العاده الثانيه هى تحليل الموضوعات و ربطها ببعض ... لعنة الله على التحليل و التفكير من أساسه
فى أخبار عديده نعرف أن الحكومه بقيادة عاطف عبيد ( مهرب آثار و رئيس وزراء فى وقت الفراغ لمن لا يعرفه ) سحبت أرضا سبق تخصيصها لمستثمر مصرى أيطالى بعد أن انفق عليها ملايين لأنشاء مشروع سياحى فى طابا ( اللى رجعت كامله لينا ) كما سحبت أرض مجاوره من مستثمر مسكين أخر .. مسكين لأنه فقط مصرى ولا يحمل أى جنسيه أخرى .. و قامت دولة مهرب الآثار بضم الأرضين سويا , و بأريحيه يحسدها عليها الطائيين .. منحت الأرض المجمعه لصديق مبارك الصدوق .. منحه , هديه , غير واضح بالظبط .. لكن المهم أن هذا الصديق الصدوق هو مؤسس و صاحب الشركه التى تبيع الغاز الطبيعى المصرى لأسرائيل !!.. المهم .. المستثمر المصرى المسكين اكفى بعض أنامل الندم على استثماره فى مصر .. بينما المصرى الأيطالى قام برفع قضايا أمام المحاكم المصريه كسبها كلها .. جميل .. القضاء المصرى المستقل أنصف الرجل و حكم له باسترداد الأرض أو التعويض .. لكن هيهات فى دولة الاستبداد و الجهاله أن يكفى حكم القضاء العادل لأنصاف مظلوم .. فحكم القضاء المصرى العادل فعلا هو مجرد حبر على ورق فى دولة الأستبداد .. ييأس المستثمر من الحصول على حقوقه بالقضاء المصرى فيلجأ للتحكيم الدولى ..و بعد سنوات .. يتم الحكم الفاصل دوليا ..و يتم تغريم الحكومه المصريه مبلغا يعادل ثلاثة أرباع مليار جنيه مصرى !!!
تتغابى الحكومه الغبيه من الأساس .. لكن هيهات أن يتلاعب المستبدون بالقضاء الدولى كما تلاعبوا بأحكام القضاء المصرى .. فتمتنع الحكومه الغبيه عن سداد الغرامه .. فيتم الحجز على فروع بنكى مصر و الأهلى فى أوروبا .. و بملخص سريع .. بفساد الحكومه المصريه أولا و أغراقها فى الظلم يتم الحكم على مصر كلها ( شعبا قبل حكومه ) أن تسدد غرامه تبلغ سبعمائه و خمسون مليون جنيه لمستثمر عوضا عن ظلمها و فسادها .. و طبعا السداد من مال هذا الشعب المستعبد الغارق فى الجهل و الضعف .. ثم بعد الفساد تتغابى الحكومه فيتم الحجز على فرع بنك مصر الذى اسسه الراحل طلعت حرب ..و البنك الأهلى الذى كان البنك المسؤل عن اصدار العمله المصريه الرسميه أبان كانت العمله المصريه تعادل قيمة خمسة دولارات .. و السبب فى كل هذا .. مجاملة صديق مبارك الأب

أيام و تزور مصر بعثة البنك الدولى . و هم من اصدقاء مبارك الأبن ..و بعد الفحص و التمحيص .. يكتشفوا أن الدين العام يتجاوز معدلات الخطر . و عجز الموازنه غير قابل للعلاج ألا ... بفرض ضرائب جديده و تخفيض الدعم و الأقتراض من الخارج

اللعنه .. و ألف لعنه .. صديق مبارك الأب يتسبب فى خسارة الشعب المصرى كله لثلاثة أرباع مليار جنيه من خزينتهم .. و أصدقاء مبارك الأبن ينصحون بسداد عجز الموازنه بفرض المزيد من الضرائب على ذات الشعب !!!

الرقابه البرلمانيه للمستقلين مشغوله تماما بتكفير سيد القمنى , و لا تجد وقتا للمسائله حول هذا الموضوع , و الجرائد المستقله مشغوله بتصنيف الراحله مروه الشربينى كشهيده أم قتيله فقط ... و الجرائد الحكوميه لم تر الموضوع من اساسه .. و الشعب .. بمنتهى اللامبالاه ..و الجهل ..و السلبيه يقف بانتظار العطش , و الجوع , و المذله , و مزيد من الفقر و القهر ..و من انتخبهم الشعب من نواب فى البرلمان مغرقون فى نفاقهم و فسادهم .. مشغولين بتكديس الثروات و المكاسب
صدقت ياعبد الرحمن يا كواكبى .. فى هذا العصر .. بالفعل .. قد أفلح المفسدون