فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Wednesday, December 31, 2008

البرطعات و السرسبات و الجحوش و القسورات .... أو معامل العناد و الدوبلير السياسى

بداية أطلب من قرائى الأعزاء مراجعة موضوعى المنشور فى 12 أغسطس 2006 بعنوان برطعات متهوره .. فسرسبات مستعصره .. لجحوش متجبره.. و قسورات مستحمره ..و النتيجه ؟ حيث أظن أن رؤيتى للوضع السياسى و العسكرى وقتها لا تختلف كثيرا عن الوضع الحالى من حيث المبدأ و أن اختلفت المعطيات و بعض المتغيرات , أيضا أطمع فى مراجعة موضوعى المنشور فى 19 أغسطس 2006 بعنوان تشريح مابعد الأستربتيز .. فتفاصيله أظنها لم تتغير فى شىء , بل قد أضيف لها هنا بعض ما استجد



ألوضع المقصود هو مأساة غزه كصلب المأساه العربيه فى الوقت الحالى ( ألى أن تظهر بقعه أخرى على أرض هذا الوطن التعيس لتصبح صلب المأساه العربيه .. كما كانت لبنان و العراق و الله أعلم أين بعد ) عموما .. لا أجد طاقه أو مجرد رغبه لأعادة التحليل مره أخرى .. و بالتالى أشدد على ضرورة مراجعة المقال المشار أليه على الأقل لتوضيح التعريفات المستخدمه و متابعة صلب الفكره و منهج التحليل .. و الآن و باختصار ألى أقصى حد ممكن أسرد رؤيتى لما يحدث عل النحو التالى



نحو عشرة أيام أنقضت الآن على بداية المذبحه البشعه التى يرتكبها الكيان الصهيونى المجرم فى حق أبناء غزه .. لم أكن أبدا أعتزم الكتابه فى الموضوع لولا ما صدمنى مؤخرا من تيه الكثيرين من أصدقائى و معارفى الذين اعتبرتهم ( و مازلت أعتبر بعضهم ) من المثقفين الواعيين ..المأساه أكثر من صادمه .. و الحدث أبشع من جلل .. لكن الأكثر مدعاه للأحباط هو رؤى الناس للحدث .. فالكل هجع ألى العنتريه و العنتريات الحنجوريه فقط .. سواء شباب الجامعات و أعضاء النقابات الثائرين لأهلهم فى غزه من واقع عروبتهم و أنسانيتهم , أو الأخوانجيه الثائرين المحرضين على أمل حشد اقصى قدر من التعاضد مع امتدادهم الجغرافى فى غزه .. حماس , و مرورا بمتعاطفين أنسانيا متأثرين بمشاهد الأطفال و النساء و المدنيين المذبوحين بوحشيه , و انتهاء بطرف النقيض الآخر من المفزوعين أساسا لفكرة وجود أماره دينيه على الحدود ( و لهم الحق أيضا فى الفزع ) أو الرافضين أساسا لمبدأ التورط دفاعا عن الجنسيه الفلسطينيه بوجه عام أما خوفا من أن يقود مثل هذا التورط لتوطين الفلسطينين فى سيناء مثلا , أو حتى الجانحين للعنصريه بمقولة أن الفلسطينيين بوجه عام جنس خائن لا يؤمن شره ..و أنهم هم من فعلوا بأنفسهم ذلك


أيا كانت أسباب الفرقاء و أيا كان مشربهم الفكرى أو الحضارى فالجميع ذهب مذهب الانفعالات الحنجوريه المصاحبه لحالة الغيبوبه
العنتريه المعتاده فى العرب جميعا و المصريين العاطفيين بوجه خاص



بلغ بنا التشوه الذهنى ألى حاله مرعبه .. فحتى الأستمناء السياسى و التمنى الذى لم نتقن نحن العرب غيره صرنا عنه عاجزين .. بالفعل عاجزين حتى عن وضع مجرد حلم نحلم به و نستمتع بمجرد الأحلام لنهايتها .. فالآن ..أى حلم نحلمه سينتهى حتما بكابوس .. فلو تمنينا مثلا ( فى نوبة استمناء ممتعه مما لا نتقن غيرها ) أنتصار حماس فى المواجهه .. فهذا الحلم لو تحقق سيقود فى النهايه ألى كابوس أقامة أماره بدويه تحت مسمى الأسلاميه على حدود مصر الشرقيه , و علينا ساعتها أن نواجه مايستتبع ذلك من تضخم قوى الظلاميين فى كل بلاد العالم .. فهم منتصرون .. و ساعتها يسهل جدا نسبة هذا الأنتصار ألى القدره الألهيه المثبته لحقهم فى تولى الحكم .. أما أذا جربنا الأستمناء فى الأتجاه الآخر .. و تمنينا انتصار أسرائيل على حماس فسنصدم فى نهاية هذا الحلم العجيب بكارثة خضوعنا التام للكيان الصهيونى أو عملاؤه بالوكاله من أنظمه عربيه فاسده تستمد بقائها فقط من رضا أسرائيل عنها و بالتبعيه أمريكا


فى كلا الحلمين ( السيناريوهات الأستنمائيه المتاحه ) لابد أن ننسى تماما و للأبد صور أطفال غزه المخضبين بدمائهم و المتسربلين فى أكفانهم .. علينا أن نقطع آذاننا كى لانسمع صرخاتهم .. و أن نغمض أعيننا حتى لا نرى الدماء

اللعنه .. لا أعلم أمه فى التاريخ كله وقفت هذا الموقف من قبل .. نحن عاجزون حتى عن ممارسة الأحلام .. فكل أحلامنا الآن ..ستنتهى بكابوس مفزع .. قد يفوق الواقع المرير فى قسوته


أحاول التخلص من التشويش الذهنى سواء الناتج عن مشاهدة الأخبار أو الناتج عن مناقشات الأصدقاء و غير الأصدقاء حول الموضوع فلا أفلح ألا بشق الأنفس , أعتكف الأصدقاء اليله .. مكتفيا بآخر مناقشه مع صديقى المثقف و التى ثرت فيها عليه بل و اتهمته بالتضليل و اللاأخلاقيه ... أعود لمنزلى و حجرة مكتبى الحميمه .. أعيد القراءه فى محاوله للتأنى و تحرى الدقه و الموضوعيه , فأعجز حتى عن الأمساك بطرف خيط لما قد أسميه منهج تفكير .. ولا أجد بدا من تشريح أطراف الموضوع و تفتيت عناصر القصه كلها لعلى أصل فى النهايه ألى ما قد أسميه خريطة تحليل للوضع



فى البدايه أضع المسلمات التى أعتقد أنها لا نقاش حولها أطلاقا فيما يتعلق بأطراف القضيه على النحو التالى


النظام المصرى : خائن بفشل أو فاشل الى درجة الخيانه لا فرق .. لكنه نظام فى مرحلة احتضار بعد حياه طالت بلا معنى و لا مبرر سوى أحكام قبضة الطغيان على كل معارضيه و حتى أتباعه , النظام المصرى كقاعده صار لا يقبل فى أعضائه ( و لا يمكن أن يقبل ) سوى الفاشلين على أقل تقدير أن لم يكونوا فاشلين فاسدين .. الجميع بلا استثناء يذكر جماعه من الفشله الخونه ولا أسوق دليلا على فشلهم و خيانتهم أكثر من ثلاثة أحكام للمحكمه الأداريه العليا صدرت مؤخرا بمنع تصدير الغاز لأسرائيل و طرد الحرس الجامعى من الجامعه و عدم أحقية أحالة المدنيين للمحاكمه العسكريه .. ثلاثة أحكام تثبت فشل النظام و فساده .. بينما عدم تطبيق أيا من هذه الأحكام الملزمه يعتبر دليل الخيانه

أذا فالنظام المصرى المتناهى الرخاوه و المعادى لشعبه تماما و الطاغى لأقصى درجه حتى على أتباعه , هو نظام بالحتميه لا يملك أدنى مقومات الحسم ناهيك عن الأصرار فى أى قرار يتخذه , بل حتى لا يمتلك أتخاذ قرار واحد فى أى شىء .. نظام مفعول به ألى أقصى درجه , يتسول أسباب بقائه من رضاء أى كيان قوى عنه حتى لو كان هذا الكيان أسرائيل نفسها .. و لرخاوة النظام و انعدام رؤيته فضلا عن مبادئه , ولأنه نظام فى مرحلة الأحتضار المؤلم .. فتنازلاته لا نهائيه بمعنى الكلمه .. فمن غاز طبيعى يمثل ثروه استراتيجيه ملك المصريين جميعا .. ألى مياه نيل لا يملك أحد التصرف فيها بمفرده أبدا , مرورا بقطاع عام و أراضى تم توزيعها بالبخس .. كل تلك التنازلات جائت فى مراحل تاريخيه لخدمة مصالح مؤقته جدا لهذا النظام المحتضر .. مع التأكيد على أضعاف أى قوه حقيقيه أو حتى محتمله تتواجد على الأرض .. بما فى ذلك القوات المسلحه نفسها .. لا أكثر من جرعات منشط لآخر مافى عضلة القلب المشرف على الوفاه

النظام المصرى فاشل و خائن فى حالة احتضار


الفلسطينيون :قد أشرع هنا فى تقسيم الفلسطينيين حسب رؤيتى الفرديه تماما ألى أربعة أقسام (و أعتذر مقدما عن السهو و الخطأ و أرحب بالتصحيح ) أولهم لنقل بقايا فتح .. المسماه مؤخرا بالسلطه الفلسطينيه , هى كانت من البدايه صنيعة النظام المصرى منذ أن تبنى عبد الناصر ياسر عرفات ( كما تبنى القذافى و صدام ) و انتهى نضال ياسر عرفات كما نعلم جميعا بوديعه محترمه باسم زوجته و ابنته سهى و زهوه عرفات فى مهجرهما الأوروبى , و ذلك بعد تقديمه لعرض متناهى التنازل للوصول ألى ما سماه سلام بعد نحو عشرين عاما من العرض المشرف الذى قدمه لهم الراحل البطل أنور السادات .. و تم رفضه بمؤازرة صدام ( الذى احتل دوله عربيه بعد ذلك ) و القذافى ( الذى قام بغزو تشاد و مول عمليات ارهابيه ضد مدنيين دفع فديتهم صاغرا من أموال الشعب الليبى ) و بعض القاده الحنجوريين الآخرين


أيضا سبق تنازل عرفات المهين موقفه الأكثر وضاعه من عملية غزو العراق للكويت , حيث أخذ فورا موقف تأييد المعتدى صدام ضد المعتدى عليهم فى الكويت , ماحيا ببساطه كل ما دفعه له الكويت من معونات و تبرعات أبان فترة نضاله المزعوم


فتح كيان فاسد تماما , يشوبه الخيانه سواء لصالح أطرافه و اغتيالهم لبعضهم أو حتى لصالح أسرائيل فى مقابل مصالح خاصه , فلا عجب أن نرى نظام فتح المسمى بالسلطه الفلسطينيه يسارع بالأنضواء تحت جناح نظام شديد الفساد و الخيانه أيضا لكنه أكبر حجما .. هو النظام المصرى .. و يتبارى النظامان الفاسدان فى ممارسة دور المفعول به سواء كان الفاعل أسرائيل أم أمريكا أو أيا كان الفاعل .. المهم أن يقبل تنازلات الفاسدين و يدفع مقابلها


ثانيهم حماس , و هى على النقيض من فتح , ليس فى طهارة اليد حاشى لله .. أبدا .. لكنها على النقيض فى انفعاليتها و غبائها .. أما الفساد .. فحدث ولا حرج ..يكفى أن أذكر مما نشر مؤخرا أن القيادى الحمساوى الذى اغتالته أسرائيل أمس كان له أربع زوجات !! أربع زوجات فى قطاع يجد بالكاد قوت يومه .. أربع زوجات و هو يشارك فى حكم شعب يموت من الجوع و البطاله .. لا أجد الوقت لكثير من البحث لأثبات فساد حماس كما هى فتح , الفارق أنه بينما تستمد فتح و راعيها النظام المصرى منهج فساده من واقع مصالحهم الأقتصاديه الشخصيه البحته , تستمد حماس فسادها من مرجعيه أكثر شيوعا و فاعليه فى مجتمعاتنا العربيه البائسه و أكثر خطوره على الحضاره بوجه عام .. المرجعيه الدينيه السلفيه , حماس منبثقه من رحم الأخوان المسلمين , و نعلم جميعا من هم الأخوان , و لا أشير ألا لموقفهم المخزى فى البرلمان المصرى من موضوع أبراهيم سليمان .. الأخوان سماسره محدودى البراعه فى انتظار صفقة العمر , و أيضا حماس .. بانتظار صفقه لا أكثر .. و ألى أن يحين الوقت المناسب لعقد الصفقه فلا مانع من التغنى بمبادىء يرونها ألهيه مع الأندفاع لممارسات تزكى الفرز و الاستبعاد الاجتماعى بين فئات الشعوب المسكينه بوجودهم بينها , فتغلق حماس فى أهم أنجازاتها نوادى الفيديو , و تبدأ فى ضرب غير المحجبات بالخرزانه فى الشوارع , و لا تتردد حماس فى اغتيال عائله كامله فى بيتها و أمام أطفالهم و نسائهم بحجة تطبيق القانون .. استحلال باسم امتلاك الحق الألهى و الكلمه الحقه الوحيده , رفض تام للنقاش .. مع أغراق فى الاستحمار ألى أقصى درجه .. فتطلق حماس صواريخ كرتونيه لا يتجاوز تأثيرها تأثير بمب العيد على كيان عدوانى يمتلك قنابل نوويه !!! دون أدنى تفكير فى موقف المدنيين العزل البؤساء و مصيرهم أذا قرر الكيان العدوانى الشرير استخدام قوته المفرطه فى الرد !!! تماما كما برطع حزب الله سابقا و كان الضحيه .. لبنان كلها



حماس التى انتخبها فلسطينيوا غزه يأسا من فساد فتح ( كما نجح الأخوان فى مصر يأسا من فساد الحزب الحاكم ) استغلت بداوة الغزاويين و انقطاعهم الطبيعى و التاريخى عن أى روافد حضاريه متقدمه , استغلت الوضع لتكريس أفكار البداوه بعدوانيتها .






ثالث الفلسطينيين هم عرب 1948 , لا شك فى عروبتهم أطلاقا , بل هم فى الحقيقه من يسهل أثبات عروبتهم بالدليل القاطع .. ببساطه بقاؤهم فى أراضيهم و عدم هروبهم بعد الاحتلال , عرب 48 و رغم انفتاحهم على الحضارات الأوروبيه بحكم معيشتهم كأسرائيلين , ألا أنهم و لللأسف .. مازالوا فى أغلبهم .. عرب .. لا ننسى هتاف عرب الشمال الأسرائيلى أبان هبالات صدام حسين حين خرجوا للشوارع هاتفين : ياصدام سكودك وين ؟ داعين صدام لقذفهم بالصواريخ لمجرد أغاظة أسرائيل التى يرونها فقط ..كيان مغتصب .. و بالفعل .. كانت الضحيه البشريه الوحيده لصواريخ صدام .. هى عربى من الشمال !!! هؤلاء العرب فى حالة حيره حقيقيه , لهم ممثل فى البرلمان الأسرائيلى .. لكن صوته أبدا لا يؤثر فى حكومة الطغاه , هم أيضا معيشتهم تحت الأحتلال تشبه الحصار , اعتراضهم مجبر على أن يكون محدودا .. يتنازع نفوسهم عروبتهم التى يشهدوا فشل فكرتها يوميا .. و تقدمهم النسبى مقارنة ببدو غزه و الذى يشكل فى وجدانهم دافع للتعاطف أحيانا مع هؤلاء المساكين .. لكن وجود حماس بادعائها الحق الألهى يرعب هؤلاء العرب الحقيقيين تماما .. فحماس صارت لهم دافع كافى للنفور من العروبه من اساسها


الفصيل الفلسطينى الرابع هم المهجرين , و المهجرين أنفسهم ينقسموا ألى قسمين , الأفقر هم المقيمون فى مخيمات بلبنان أو سوريا أو حتى الأردن .. و الفصيل الآخر هم الأثرياء .. يقيمون فى الخليج غالبا أو أوروبا أو حتى أمريكا و كندا .. فلسطينيون هم بالوراثه .. متعاطفون مع فضيتهم فى الغالب .. لكن باختفاء القضيه الفلسطينيه الأساسيه تحى وطئة التشظى و التشرذم الفلسطينى الحالى .. نراهم هم أيضا فى تيه أعمق و أغرب .. فمنهم من يناصر حماس و منهم من يناصر فتح .. و قله قليله منهم من يناصر فقط .. فلسطين


طبعا فقراء الفلسطينيون هم الأقرب لأستقبال فكرة الدوله الدينيه و مايستتبعها .. بينما قد يجد الأثرياء منهم شىء من الشجاعه بداخلهم لطرح فكرة الدوله المدنيه و مناصرة المنادين بها .. لكن فى كلتا الحالتين .. تأتى فلسطين فى المرتبه الثانيه بعد فتح و حماس




قبل الأسترسال فى تبيان ما أراه عن نفسى مسلمات حول أطراف القضيه , أرى تبيان بعيض المسلمات التى أراها عن نفسى نظريات سياسيه .. عن نفسى أنتهيت من مناقشتها مع ذاتى و لا أفرضها على أحد , لكنى عموما اعتبرها قواعد قبل التفكير فى أى قضيه سياسيه و ذلك على النحو التالى :ى


أولا : لا كرامة لجائع .. فالجائع الذى فشل فى الحصول على قوت يومه ,عليه فعلا أن يتوقف عن التغنى بمبادىء النبلاء , فغناؤه هذا هو نوع من التهرب من مسؤلياته فى أطعام نفسه و أولاده و عجزه عن مناهضة الظلم الواقع عليه ( أذا كان جوعه بسبب ظلم خارجى و ليس كسل فقط ) من ناحيه , و من ناحيه أخرى تغنى الجائع بالأخلاقيات الراقيه هو نوع من الأبتزاز العاطفى للغير من باب التسول


ثانيا : قيادة أى دوله أو جماعه تتخذ قراراتها و مواقفها من واقع حسابات مصالحها , و نظريا , فأن قيادة أى دوله أو جماعه تتوافق مصالحها مع مصالح شعبها و تابعيها .. أما عمليا .. فتوافق مصالح القياده مع مصالح الشعوب ينبع فى الأساس مما يسمى بالممارسه الديموقراطيه , فالشعوب تختار قادتها فى الأصل على أساس قدرتهم على تحقيق مصالح الشعوب و خضوع هؤلاء القاده للمحاسبه و المسائله الشعبيه و أيضا أمكانية تغيير اختيار الشعوب للقياده بما يسمى بتداول السلطه بقوة الشعوب


عظيم ... بنظره على شرقنا الأوسط التعيس , نكتشف أن القاده الذين تم اختيارهم بطريقه ديموقراطيه فى المنطقه كلها غير موجودين ألا فى دولتين فقط .. الدولتان هما .. أيران و أسرائيل


بملخص سريع .. فأن درجة توافق مصالح و حسابات القياده مع مصالح و حسابات شعوبها ينتج عنه ما اسميه عن نفسى .. معامل العناد .. و هو مايشير ألى قدرة الدوله على اتخاذ قرار أو موقف ينتج عنه معارضه للدوله من القوى الأخرى ( داخليه أو خارجيه ) و الأصرار العنيد عليه أو .. التراجع المهين عنه فى حالة انخفاض هذا المعامل عن المستوى اللازم لمقاومة الضغوط


ببساطه معامل العناد هو قدرة قيادة الدوله على تحمل الضغوط الخارجيه فى الأساس و الداخليه أحيانا مقابل الأصرار على موقف أو قرارا تم اتخاذه , تلك القدره على احتمال الضغوط أو ما أطلق عليه عن نفسى كلمة معامل العناد .. هو معامل يتناسب طرديا مع مساحة الممارسه الديموقراطيه فى الدوله وبالتالى , و بناء على الواقع الملموس .. فبين دول الشرق الأوسط جميعه لا توجد سوى دولتان فقط قادرتان على اتخاذ قرار و الأصرار عليه بعناد .. الدولتان كما ذكرت هما .. ايران و أسرائيل


و على صعيد الجماعات سواء حماس أو فتح أو حزب الله أو الأخوان أو أغلب الأحزاب الكرتونيه ( مصريا و عربيا ) فكل قياداتها تاريخيه !!!! بمعنى أن قيادات تلك الجماعات لم تأت لمكانها بالممارسه الديموقراطيه , لكنها جاءت بخليط من الموقف التاريخى و الكاريزما الشخصيه للقائد والوعى المضمحل لأفراد الجماعه أنفسهم و طبعا .. بتدخلات ألهيه فى اللحظات الحاسمه - قد أتذكر هنا كيف وصل بشار الأسد ألى الحكم بعيد مصرع أخوه باسل فى حادث سياره .. و قد كان الأخ القتيل هو الجارى أعداده و تجهيزه لتولى المنصب بعد أبوه حافظ الأسد , لكن بتدخل ألهى انزاح شبح التوريث عن سوريا لليله , ثم سرعان ما تم استعادة الشبح مره أخرى و على عجاله فى صورة بشار الأسد - و بالتالى .. فحتى القيادات المتمتعه بكاريزما شخصيه كحسن نصر الله أو بتفويض ألهى المصدر - حسب اعتقاد الجماعات - كمهدى عاكف , هى قيادات لم يتم تصعيدها بالممارسه الديموقراطيه أطلاقا , بل تم أسقاطها على الجماعات و الدول بصوره أو بأخرى , و من ثم .. فعند اهتزاز أسباب وجود تلك القيادات تحت وطأة الهزيمه مثلا أو تحت وطأة تنامى نفور الشعوب من التعاليم و الممارسات اللاأنسانيه المصبوغه بالقداسه , فأن تلك القيادات كلها المسماه بالتاريخيه ستفقد الكثير من قدرتها على العناد بشعوبها


ثالثا : بعد الرؤيه الأستراتيجيه لأى نظام حاكم يتناسب طرديا مع معامل عناده , بمعنى .. أن الأنظمه الديكتاتوريه يقصر نظرها كثرا عن الرؤيه البعيده للمواقف المستقبليه ناهيك عن أى أهداف , أن الأنظمه الديكتاتوريه بوجه عام تدرك فى وعيها و حتى لا وعيها أن عمرها قصير و مصيرها ألى زوال عاجلا أم آجلا , و من ثم .. فأن مثل تلك الأنظمه يقصر تفكيرها و أدائها على أهداف آنيه تتحقق فى المدى القصير جدا , و هو ما يجعلها تنغرس بشده فى أوضاع مؤلمه على المدى البعيد مقابل تحقيق مصالح وقتيه , بينما الأنظمه المبنيه على أسس من الممارسه الديموقراطيه فأهدافها البعيده واضحه لها بشده , و بالتالى فيمكن القول بأن أسرائيل و أيران تنفردان على مستوى الشرق الأوسط كله بأن كافة تحركاتهما تخدم فى النهايه مصالحهما البعيدة المدى .. و كلا النظامين ( الأيرانى و الأسرائيلى ) على أتم استعداد لمقايضة منافع لحظيه حاليه بمنافع أكبر قد تتحقق فى المستقبل على المستوى الأستراتيجى ...قد يكون التقرير بهذه الحقيقه مدخلا فى غاية الأهميه لفهم مايحدث بالفعل

رابعا : الأنظمه العظمى أو الساعيه لأكتساب ( أو استرداد ) مكانه عظمى عالميا أو أقليميا أو حتى محليا كلها تسعى بدأب على الحصول على وكلاء مواجهه .. أو مايمكن تسميته بالدوبلير السياسى ( بالأقتباس من المسمى السينمائى ) ليقوم بدلا منها بأداء الأدوار الخطره فى مجال المواجهات أذا لزم الأمر .. مواصفات الدوبلير لا تتجاوز قدرته على تلقى العلقه الساخنه بدلا من شجيع السيما , أو أداء القفزه المميته بدلا من البطل المحبوب , طبيعى لا يهتم البطل أو الشجيع بمستقبل الدوبلير أو مصيره بعد أداء المشهد الخطر , لكن فى حالة نجاح الوبلير فى الأداء و نجاته , فأن البطل غالبا مايعتمد عليه لا حقا فى مشاهد أخرى مستقبلا , أما فى حالة هلاك الدوبلير ( و هو احتمال وارد طبعا ) فالبطل سيظل بطلا فى نظر الجمهور , و يستطيع لاحقا الحصول على دوبلير آخر يؤدى أدوار المواجهه الخطره عند الحاجه , الغريب هنا أن الدوبلير فى مقابل رضا البطل عنه و تكليفه بالدور الخطير قد يضحى بالكثير و الكثير مما يملك و حتى مما لا يملك .. فالدوبلير المعرض للهلاك أثناء أدائه للمواجهه قد يعرض سلامته الذاتيه للخطر , بل قد يعرض عائلته مثلا لخطر الفقر و عجز العائل فى حالة أصابته الشديده أو هلاكه , يقوم الدوبلير بذلك ظنا منه أن أدائه المتفانى فى خدمة مستخدمه سيفتح له أبواب الشهره و النجاح فى وقت ما ... لكن الواقع دائما ما يقول أن البطل سيظل بطلا .. و سيظل الدوبلير دوبليرا ..

لو حاولنا تطبيق النظريه السابقه على المواجهات الحاليه فى الشرق الأوسط فسنجد فيها العجب العجاب .. و يالأرض العجائب من ملهاه مأساويه , فمن منظمة بلاك ووتر و الأمن العراقى اللذان يلعبان دور دوبلير أمريكا فى العراق , ألى حزب الله الذى يلعب دوبلير أيران فى لبنان , ألى مخيم عين الحلوه الذى يلعب دوبلير الوهابيين فى لبنان أيضا , و منظمة مجاهدى خلق الاعبه دور دوبلير العراق فى أيران ! من المحاكم الأسلاميه اللاعبه كدوبلير للسعوديه فى الصومال ألى الجيش الصومالى اللاعب لدوبلير أثيوبيا على نفس الأرض ! من جيش الرب دوبلير نظام البشير فى أوغندا ألى متمردى دارفور دوبلير النظامين التشادى و الأوغندى فى السودان ! م

بالنسبه للقضيه موضوع المقال , قضية غزه , أظن كلا من فتح و النظام المصرى يلعبان كدوبلير لأسرائيل فى الجزء المهين من المواجهه .. و هو التصادم مع الرأى العام العالمى و المحلى لأمتصاص جزء من الغضب على أسرائيل جراء مذبحتها البشعه , مع شىء من المسانده الفعليه بغلق معبر رفح من ناحية النظام المصرى

أما حماس المنتميه فى الأساس لجماعة الأخوان المسلمين ( السنيه جدا ) فهى و بتنسيق واضح بين لأعداء الأمس ( أخوان القرضاوى و أيران الشيعيه ) تقوم بدور دوبلير لبطلين فى آن واحد .. أيران .. و الأخوان

الدوبلير فى حالة حماس يعرض نفسه لخطر جسيم فعلا .. لكن وضعه الحقيقى يجعل تعرضه للخطر محدود للغايه أذا ماقورن الأبرياء العزل من أهل غزه من أطفال و نساء و مدنيين أعلم جيدا أن أغلبهم قد ضج و سأم من حكم حماس من قبل المواجهات .. حماس هنا ( و هو رأيى الشخصى ) تستخدم أبناء غزه الغير مسلحين كدروع واقيه , بل يمكننى التوغل أكثر فى حقارة الفكر السياسى لتلك الجماعه الدوبلير لأقول أن كلما سقطت ضحيه من الغزاويه العزل المساكين , كلما أريق دم الفلسطينيين الأبرياء .. تحققت مكاسب سياسيه فعليه لحماس , و طبعا بطليها الموكلين لها .. أيران و الأخوان

أفكر هنا بصفتى أب لأبناء .. لو أنى لاقدر الله فى غزه .. كيف يمكن أن أتقبل دفن أبنائى ( سلام قولا من رب رحيم ) تحت قصف وحشى للمجرمين الأسرائيليين ؟ كيف أبرر مثل هذا الموقف أمام نفسى و أمام أهلى بل و أمام الله ؟ هل أقول ضاع أبنائى دفاعا عن رأيى و حريتى فى ممارسة الديموقراطيه التى جائت بحماس للسلطه (أذكر بأن الغزاويه انتخبوا حماس بعد معاناتهم من فساد سابقتها فتح ) كيف أواجه ضميرى ساعتها لا قدر الله ؟

لو كنت لاقدر الله مكان أى فلسطينى فقد أبنائه .. كيف كنت سأستقبل هتافات المضللين و دعوتهم لى و تحريضهم على مزيد من الصمود صمود ؟ صمود من ؟ و فى وجه من ؟ ولماذا ؟ ولأى سبب ؟ و بأى مبرر ؟و بأى ثمن ؟

أطلب الحريه لأعيش و يعيش أبنائى .. أطلب الديموقراطيه لأصنع لأبنائى غد أفضل .. أما أن أتمتع بالديموقراطيه و أفقد أبنائى ؟ أى حمق هذا و أى منطق مريض ؟ عفوا .. أهل غزه الأبرياء .. وقود المحرقه الحقيقيين لا يرون فى دعوات الحنجوريين أى شىء من الحقيقه أبدا .. أهل غزه الأبرياء يعلمون جيدا أنهم مجرد دروع واقيه لأمراء الحرب بدلاء أيران و الأخوان ..أهل غزه الأبرياء ضحايا طمع قوى عظمى تتصارع بينها .. أسرائيل تريد ضرب حماس , و حماس تتغابى فى تمثيل دور بديل الأخوان و أيران .. مصر و فتح يتشاركان مع أسرائيل فى جريمتها .. و حماس و حزب الله يضحيان بأبرياء لبنان و فلسطين أمنعانا فى أتقان الأداء دوبلير لمستخدميهم من النظم الطامحه للعظمه

عفوا .. عن نفسى قضيتى الآن هى أبرياء غزه .. الفلسطينيين الحقيقيين .. المنسحقين تحت أحلام و أوهام أمراء حرب ولاؤهم الأساسى لمهدى عاكف أو أيات الله .. بينما فلسطين .. الشعب و الحلم و القضيه .. تنسحق بين مطرقتهم و سندان المجرم الأسرائيلى

عفوا يا ساده .. الهتاف لن يحل القضيه لا من قريب ولا من بعيد .. فالأنظمه كلها فاسده .. ولا يتمتع بصلاحية و قابلية الحركه سوى نظامين فقط .. و كلاهما .. لا يرى فى فلسطين سوى دوبلير رخيص .. سيأخذ العلقه الساخنه .. و يتعرض للهلاك فى القفزه الخطره ..و أيا كانت النتيحه .. فلا رابح ألا أحدهما .. أما أسرائيل و أما أيران أو حتى كلاهما .. ولا خاسر ألا ... فلسطين

مكاسب أيران واضحه .. فبعد الوحشيه الأسرائيليه و الصمت الأمريكى و العالمى عليها .. من ذا سيمكنه معاتبة أيران على برنامجها النووى بأى حسم ؟ أما مكاسب أسرائيل فأوضح .. أى شعب هذا سيدعم الأخوان المسلمين أو أتباعهم أو أى فصيل معارض لا يعترفبأسرائيل فى أى انتخابات قادمه بعد ما حدث للغزاويين بعد أنتخابهم الأخوانين ؟ ستستمر أسرائيل فى دعم الأنظمه الديكتاتوريه الفاسده فى المنطقه و بالتبادل سيستمر الفاسدين فى دعم أسرائيل .. لتتسع دائرة الضحايا من الأبرياء .. فالأمس لبنان و اليوم غزه .. و غدا .. يعلم الله من سيكون


___________________________________________________

تحديث : علمت الآن أن حماس أرسلت وفدا من دمشق للقاهره لمناقشة النظام المصرى حول الوضع .. ولا أظن ذلك ألا محاوله من الدوبليران المتنافسان لتقليق ضحاياهما من أهل غزه الأبرياء و من المصريين الأبرياء المعتقلين بتهمة التظاهر لمناصرة غزه .. لا أستبشر خيرا من هذا اللقاء العجيب