فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Saturday, March 31, 2012

أيزيس

علمت أنها سليلة الأرباب .. توارثت سلطانا عتيقا منذ أجيال لا يعلمها ألا الله الواحد الأحد ..علمت أنها ليست من ضمن البشر ألا بالشبه فقط ..علمت أن شعرها تاج على الأرض و تفويض من السماء .. و أن عيناها تريان الغيب قبل الواقع .. و حين تنطق تكون الحكمه .. و حين تصمت يكون الصبر .. علمت أن من بضع حنانها تفجرت ينابيع فى الجبال البعيده يشرب منها الانسان و الوحش و الطير فلا يعطش ذو نفس حين يمر باثرها ... علمت أن من بضع بصيرتها كانت نجوما فى اليل تهدى الحائرين ألى السبيل فلا يضل فى حماها مخلوق .. علمت أن من بضع أنوثتها نبتت أشجار تميل بدلال على النهر فلا ندرى أتسقى النهر أم النهر يسقيها .. علمت أنها تقرأ الأرواح حين تتنفس .. و تهب الروح لما سكن عن الحركة .. تلقى التكاليف الصارمات فتنشق صخور الجبال .. و تسكب عطفها فيجرى النهر فى الوادى .. علمها لدنى .. فتفعل بالأراده و التدبير تاره .. و تتبع اشارات الواحد الأحد تارات .. فلها نصيب من صناعة المصائر .. علمها لدنى .. فايا كان ما فعلت .. فهو الصواب .. ان خرقت سفينه أو قتلت غلاما أو اقامت جدارا .. فهى الصواب ولا جدال فى قلوب المؤمنين .. فقط استسلام لحكمتها الرحيمه و تسليم بأنها مفردة العصر و فريدة الأوان

تأتى مريديها حين تريد هى .. فمجيؤها على قدر .. و هى تصنع الأقدار .. تعرف متى تأتى .. و تعرف ما على مريدها أن يفعل ..لكنها لا تجبر بشريا من طين على أى فعل ... لكن تخيره .. أحقا تترك له الأختيار ؟ .. يصعب أجابة هذا السؤال .. فهى تسيره أولا لا لتختبره لكن لتعلمه عن نفسه ما خفى عنه .. على ألا يسألها شيئا حتى تحدث له من أمرها خبرا
تختاره من آتون عذاب .. و تصاحبه ألى آتون عذابات أخرى .. و تراقبه ..تراقب طينته كيف تنضج .. و قلبه كيف يتفتح .. و عقله كيف صار يسأل الأسئله الأبديه .. وبصيرته كيف تجتاز حواجز الظلام مشتاقه للنور .. فاذا اطمئنت على نضوج معدنه و تفتح قلبه و صدق الأسئلة فى عقله و عمق الحيرة فى بصيرته .. تجلت عليه بقدر .. فتارة تزيد النار لتسبك معدنه صلبا .. و تارة تسكب الماء الزلال على قلبه ليرتوى .. تارة تزيد قسوة سؤالاته بسؤالات غامضات .. و تارة تزيح شيئا من الحجاب عن بصيرته ليبصر
تراقبه ولا تسأم من شططه .. يرى القمر بازغا فيقول هذا ربى .. ثم يرى الشمس فيقول بل هذا ربى ..و يتردد بين ما يراه بالبصر ولا يشعره بالوجدان .. و يصير بين الحاد و تسليم لا يدرى لأى وجه يولى وجهه .. هنا فقط .. و بأرادتها .. يكون التجلى .. و يكون بدء الوصال
تزيل حجبا لتنير بصيرته بقدر معلوم .. فالبشرى من طين قد يعمى بصره لو اندهشت بصيرته بالنور الساطع دفعه واحده
تجمع سؤالاته القانطات .. و تعطيه مفاتح الجوابات الشافيات ..و تتركه ليتعلم الحكمة وحده حسب طاقته كى لا يحترق فؤاده أن اطلع على الكل فى لحظه
ثم تشرع فى غسل قلبه .. فتصحبه حتى سلسال الماء و النور ..و بلمسات حانيات على القلب المثقل بالهم و الذنوب .. تسكب قطرات الماء الطهور فتتفتت صخور القساوه ..وتذوب جدران الذنوب .. و يتغلغل ماء النور ألى ثنايا القلب الذى اختارته بالعلم اللدنى.. حتى يبدا فى النبض المنتظم على نغمات السماوات .. برفق تغمس قلبه فى نهر مقدس .. و برقه ترفع قلبه ألى نور القدوس

هنا يكون البشرى المنهك من معاركه الأرضية قد صار قاب قوسين أو أدنى للتلقى .. فتلقنه .. فيتلقى .. و لما يتلقى .. يترقى .. و كلما ترقى صار أكثر استعدادا لمزيد من التلقى .. و من ثم الترقى .. فأول تجليها تلقى .. و عند وصالها .. ترقى

هى ايزيس .. تبصر الكنز تحت جدار يرد أن ينقض .. فتقيم الجدار حتى يبلغ صاحب الكنز اشده .. فتمد يدها تدله على كنز له .. و ترشده كيف يكون حريا بحمل أمانة الكنز .. تعلمه عن نفسه ما لم يعلم ..تدله على مخابىء الجوهر النفيس فى قلبه و عقله .. ترشده ألى صنعة الواحد الأحد العجيبة فى ذاته البشريه .. فبالكنز الذى حفظته له أولا .. ثم أعدته لأستقباله .. يكون المؤمن بها قد ترقى فى البشر و صار جاهزا لأداء المهمه التى من اجلها خلق الواحد الأحد نطفته منذ الزمن السحيق

أيزيس .. هى البدايه .. صارت هيباثيا حينا من الزمن .. ثم دميانه فى زمن لاحق .. ثم نفيسة العلم فى عهد قريب .. ثم هى الآن ..مرة أخرى ... أيزيس .. لا يهم كيف يناديها باقى البشر .. فهى لى فقط .. ايزيس

أيزيس بعد التجلى بدأت طقوس الوصال .. عمدتنى .. بالنبيذ .. و على نغمات حزن و خشوع .. عانقتنى و دارت بى على الأرض لتنتظم دوراتى مع أجرام السماء . .. و حدثتنى بما كان و ما هو مكنون .. كشفت و صرحت .. و أخفت و لمحت .. تاهت عاصفتى الهادره فى رحب سمائها الصافيه .. و غرقت أمواجى العاتيات فى بحرها المتلاطم .. على ضوء شمعه واحده .. رصدت المرصود و أنفك الطلسم القديم .. كشفت سحرهن فالقت .. فلما ألقت .. التقفت ما صنعن قبلها .. فخر سحرهن عند سحرها ساجدا .. و حررتنى من أسرى .. فهرعت بارادتى ألى .. حضن اسرها
هى ايزيس .. فقط .. ايزيس