فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Wednesday, May 28, 2008

أنتباااااااااه

قررت وقف الكتابات السياسيه تماما .. أعصابى ماعادت تحتمل .. و عملى يقتضى كل تركيزى و طاقتى .. لكن و آه من لكن
لم أستطع تجاهل ماقرأته فى هذا الخبر .. مره أخرى بعد سنوات .. مصرع أقباط على أيدى ملثمين .. طبعا الأشتباه الأول فى ألأرهابيين المسلمين
لن أطيل على أحد .. و لن أرهق نفسى أطلاقا .. فقد سأمت الحديث من اساسه .. فقط سأذكر بنقاط بسيطه .. و من يفهم فحبا و كرامه .. و من لم يفهم .. فهنيئا له براحة البال
أولا : منذ نحو شهرين تم الأفراج عن آلاف من معتقلى الجماعات السلفيه .. و الذين انخرطوا فور خروجهم من السجن بعد ماسمى بمصالحه .. انخرطوا فورا فى مواجهة و مشاغبة الأخوان المسلمين ( الحاصلين على ثمانين مقعد برلمانى ) و طبعا مشاغبة الليبرالين
ثانيا : مازال رمز اليبراليه المصريه الحديثه محبوسا .. بل و تم منعه من الكتابه بحكم قضائى .. لم و لن أفهمه أبدا
ثالثا : تم تجديد قانون الطوارىء بمجلس الشعب المصرى المنتخب و بموافقة الأغلبيه .. لكن السؤال الذى طرح نفسه علنا .. لماذا قانون الطوارىء و لم تشهد مصر حادث أرهابى واحد منذ نحو عشر سنوات

يبدو أن السؤال أظهر ثغره فى الفكر الأمنى الغبى للنظام .. و بمعرفتى الوثيقه بأساليب هذا النظام الغبى .. أظن أنه قرر أنه لابد من وجود
مبرر علنى لمد العمل بقانون الطوارىء .. فكيف فعلا يمدون العمل بقانون الطوارىء و لم تحدث حادثه أرهابيه واحده منذ عشر سنوات

.. قرأت الخبر المنشور أعلاه .. و تذكرت سؤال وائل عباس .. من ارتكب تفجيرات الأزهر ؟ و من قتل المشتبه بهم فى تنفيذها .. و تذكرت السؤال الذى لم يرد عليه أحد حول قنبلة التحرير التى قال الأمن ( الغبى ) أن الأرهابى احتضنها و ألقى بنفسه من فوق الكوبرى على السياح .. بدلا من أن يلقى القنبله فقط و يلوذ بافرار


لن أطيل فى التفسير ولا فى التوقع و لا فى التحليل .. لكن الخبر يقول أن السلاح المستخدم كان كاتما للصور .. كيف وصل سلاح متقدم لأيدى مصريين مع الرقابه البشعه على الحدود ؟ وعلى كل شىء حتى أنفاسنا ؟ألا أذا كان هؤلاء المصريين ينتمون ألى .....
.. ووسيلة الفرار كانت دراجه بخاريه .. هل نتذكر جميعا جريمة اغتيال رفعت المحجوب رئيس مجلس الشعب ؟ و كيف حامت الشبهات وقتها حول جهاز أمنى راقى عالى التدريب ؟ من واقع ملابسات تنفيذ الجريمه ؟
فورا سيشرع أقباط المهجر بالصراخ طلبا للحمايه من الأرهابيين المسلمين .. و فورا ستشرع دول العالم المتقدمه فى تغيير موقفها من مد العمل بقانون الطوارىء .. و فورا سيتقوقع المعتدلون و المعارضون للطوارىء .. أما خجلا من المسيحيين و أما .. خوفا من تهمة مناصرة العمليان الأرهابيه
السؤال هو من فعلها ؟ و من لديه القدره على فعلها ؟ و من لديه الدافع ليفعلها ؟

لا تعيلق منى .. و من أراد التفكير فعليه بذلك بنفسه .. و من لم يرد .. أكرر .. هنيئا له براحة البال

Wednesday, May 14, 2008

ألم الغياب .. وآلام الحضور

عشر سنوات منذ التقاها أول مره .. و تسع سنوات منذ التقاها لآخر مره , سنه واحده عاشها معها .. أو لنقل عاشا سويا .. أم تراها عاشت فيه ؟.. سكنت روحه و كيانه .. كانت حقا حواءه التى خلقها الله من أجله .. بمجرد أن تجول الفكرة فى رأسه تفهم هى ما يفكر فيه .. و ما أن تشعر بأحساس حتى يجيب مشاعرها بكلمات تنير طريقها .. أو بعناق يطرد خوفها .. أو بابتسامه تزيد رضاها عن نفسها
طالما فوجئا معا بأحدهما يقول جمله يرد بها على مجرد فكره خطرت فى بال شريكه دون أن يتفوه بها .. مابينهما كان رابطه روحانيه تشبه الميتافيزيقيات .. ينهض من فراشه فى منتصف الليل ليهاتفها .. ببساطه شعر بها حائره .. و هى ترد بصوت يتهلل اطمئنانا أنه هناك .. معها .. يؤانسها و يساندها .. تهاتفه و هو فى أحدى أسفاره فيتنهد راحة أنها اتصلت فى تلك اللحظه بالذات .. فقد كان فى أمس الحاجه لمشورتها ..
كان ما بينهما أشبه برقصه بارعه على أيقاعات الحياه .. تتغير الأيقاعات فجأه كطبع القدر .. فيغيران خطواتهما معا دونما اتفاق مسبق .. فتأتى خطواتهما مثالية البراعه وكأنهما يرقصان فى المعبد المقدس .. أو يتعبدان فى ساحة الرقص .. مابينهما كان قدريا تماما فى بدايته .. لكن براعة اختياراتهما البشريه كانت مطابقه تماما لما رسمه لهما القدر.. كانت حياتهما معا صلاة عشاق أو عشق الناسكين
ذكائها غير طبيعى .. و كذلك فطنته و رؤيته البعيده .. هكذا خلقهما الأله الواحد .. و هكذا رتب لقائهما ..
لكن و بدون أى تفاصيل .. انقضى العام .. و غابت عن حياته
ألم الغياب كان بشعا .. ألما يخرج من قاع الجحيم ليصبغ حياته كلها بتلك الصبغه الجهنميه .. يترك غيابها ندبه عميقه فى كيانه .. ندبه كالبتر .. ندبه كأبشع ماتكون آثار الأنسحاق و الهزيمه .. ينسحق .. ينهزم .. و الندبه كأنه فقد طرفا من أطرافه .. هكذا يشعر مبتورى الأيدى
أو السيقان .. يشرعون فى تحريك الطرف المبتور من آن لآخر برد فعل تلقائى .. ليفاجئهم أن الطرف المقصود .. قد غاب
____

يعتاد الندبة بعد سنوات .. يعتاد الطرف المبتور من كيانه .. يعتادها كأنها جزء من خلقه الأول .. كأنها من ملامحه .. حتى أنه حين كان يضحك فى المرات القليله التى ضحك فيها خلال السنوات التسع الماضيه .. كان يكاد لايعرف نفسه .. فسرعان مايسترد ندبته بتحويل ضحكته ألى ابتسامة مراره على جانب فمه .. و يصمت ..
___
ويستمر فى اعتياده ألم غيابها .. سنوات حتى اعتاد الندبه .. و أيقن بواقع الطرف المبتور من روحه .. ويبدأ تلقائيا فى البحث عما يملأ فراغ روحه .. مايعوضه عن كيانه الذى انبتر منه القلب .. يبحث عما يملاء الخواء المؤلم .. فكتاب الله يصف نوعا من عذاب الكافرين بأن صارت قلوبهم خواء .. يحاول الهروب من العذاب ..من الجحيم .. باحثا عن طريق العودة للجنه , يغرق فى الصلوات و التسابيح تاره .. و ينغمس فى الملذات تارات .. لكن هيهات أن يملأ أيمانه أو كفره خواء روحه .. هيهات أن يعوض الغيب أو الواقع البتر المؤلم فى كيانه .
فيعاود البحث عن حواء .. حوائه .. فآدم عليه السلام كان فى الجنة حين تألم من الوحده .. فعلا كان فى الجنه الحقيقيه .. لكن بدون حوائه ..
كانت وحدته كالعذاب المقيم .. و كانت حواء هى الرحمة التى جعلت من جنته .. فعلا جنه
____
يقابلهن تباعا .. حوائات .. أو مشاريع حوائيه .. أو استكشاف حول جزيرته المعزوله الموحشه .. بكل مافيه من طاقة حياه يبدأ دوما .. بكل ما فيه من قدره على احتمال الألم اكتسبها من قبل يحاول الأستمرار .. بكل مالديه من رؤيه وبصيره و خبره يحاول صياغة واقعه بالمتاح من أقدار .. يحاول العودة للرقصه البارعه .. فتطأ أقدامهن قدماه .. و تقاوم خصورهن ساعداه .. فتضطرب خطواته على أيقاع الحياه الذى اعتاده واضحا ألى أقصى درجه من قبل ..
يفسدن رقصته فى معبد العشق .. ويبطلن صلاته فى ساحة الرقص .. فلا يكون أبدا ما كانه من قبل .. و يكتشف كل مره أنه صار معاق الروح .. فالطرف المبتور من كيانه لا يمكن تعويضه لابصلوات الملائكه ولا برقصات الشياطين ..يكتشف أن كل محاولة للخروج من عذاب غيابها دوما تغرقه فى عذاب حضورهن .. هن لسن أبدا هى .. لسن حوائه .. و روحه المبتوره لن تكتمل أبدا ألا بها .. و عليه أن يختار بين ألم غيابها .. أو آلام حضورهن
____
يكتشف أيضا أن اسمها بأحدى اللغات الشرقيه القديمه يعنى ( الجنه ) و يوقن بما جاء به كتاب الله .. أن من يخرج من الجنه ليس له ألا مصير من اثنين .. أما المكوث فى الجحيم .. أو .. التيه فى وادى الأعراف