فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Sunday, February 05, 2012

معامل العناد .. فى الفيزياء السياسيه

اذكر انى استخدمت اصطلاح ( معامل العناد ) من قبل منذ نحو خمس سنوات فى كتاباتى .. لكن أظن ايضا ان أحدا لم يلتفت أليه - هو أمر طبيعى مع ثقل دم ما أكتب عادة - لكنى مع ما يتوارد دوما من أخبار و تطورات الموقف و العلاقه بين الساحه الداخليه و موقف الساحه الدوليه .. ارى ضروره لشرح و توضيح مفهوم معامل العناد بشكل تفصيلى .. فعلى ما اعتقد سنستخدم هذا المصطلح /المفهوم كثيرا فى الفتره المقبله

كما فى علم الفيزياء و فى وصف حالة المواد , فالماده أما غازيه أو سائله أو صلبه .. و تختلف حالة الماده حسب ( تماسك ) جزيئاتها , و يمكن وصف تماسك الجزيئات بأنه انجذاب جزيئات الماده بعضها البعض , و طبعا يتأثر هذا التماسك بنسبة الشوائب الموجوده فى كل ماده .. فالشوائب هى جزيئات من مواد - غريبه- لا تتسق مع جزيئات الماده الأصليه و بالتالى يمثل وجودها ثغرات فى تركيب الماده تضعف تماسكها و تقلل من مقاومتها للعوامل الخارجيه

و الحاله الصلبه أكرمكم الله تبدأ منذ لحظات اللزوجه .. أى نهاية الحاله السائله و بداية الحاله الصلبه .. ثم تزداد الصلابه لتصبح فى حالة المرونه ثم تزداد صلابه حتى تصل ألى اقصى مراحل الصلابه و تسمى مرحلة الصلاده و التى يتميز بها عنصر الماس .. اذا فاللزوجه هى اقل حالات التماسك و الصلاده هى اعلى حالات التماسك فى المواد الصلبه .. مازلنا نتكلم عن الفيزياء .. ننتقل ألى السياسه .. دعونا نشبه الدول بالمواد الصلبه ( نظريا لا يوجد دول فى حاله سائله سوى جزر الكويمان و المارشال و بعض دويلات وسط و غرب افريقيا ) .. و بالنظر ألى تماسك جزيئات الدول داخليا مع بعضها البعض يمكن أقرار أن هناك دول تماسكها داخليا يجعلها فى حاله لزجه .. و دول اخرى تماسكها داخليا يجعلها فى حاله صلده .. و لنهبط بالخريطه على شرقنا الأوسط السعيد .. السعيد جدا .. و نتفحص حالة التماسك الداخلى فى كل دوله .. و قدرة كل دوله بكافة مقوماتها ( حكومه , شعب , جيش , برلمان , خارجيه , أقتصاد .. ألخ ) على مقاومة العوامل الخارجيه و التعامل معها .. و للتبسيط .. دعونى أتسائل .. سؤال برىء جدا

ما هى الدول الشرق أوسطيه التى تستطيع أن تقول لأ لأمريكا ؟؟
نفكر قليلا .. مزيد من التفكير .. أها .. وصلنا
الدولتين الوحيدتين القادرتين على معارضة أمريكا صراحه هما .. أسرائيل .. و ... أيران
ببساطه شديده الدولتين هما الوحيدتين فى الشرق الوسط المتمتعتان بسلطات منخبه شعبيا .. فكلاهما تحتوى رئيس سابق ( يمشى حرا و ليس حبيسا فى قفص اتهام ) .. كلتاهما تضمان حكومه شارك فى تشكيلها برلمان منتخب من الشعب .. كلتاهما يتربى الفرد فيهما على احترام القانون ( حتى لو كان جائرا أو لا أخلاقى من أساسه كالقوانين الأسرائيليه فى الأستيطان ) و كلتاهما يتمتع الجيش فيهما بدعم مطلق من موارد الدوله و افرادها باعتباره الرباط الحامى و الحاكم للكيان المتماسك ككل .
ا
كلتا الدولتين تتحرك قواهما سواء الخشنه ( الجيش ) أو الناعمه ( الديبلوماسيه ) فى تناغم تام , و بين القوتين ظهير شعبى يقوم بدور الجزع القوى للجسد فيربط أطرافه بأخلاص شديد من كل مكوناته .. الظهير الشعبى مكون من افراد شعب و برلمان منتخب و حكومه يراقبها البرلمان

لذا فاسرائيل و ايران رغم لا أخلاقية كلاهما فى كثير من المناحى .. ألا أنهما صلبتان متماسكتان داخليا بالقدر الكافى لتتحرك الدوله كلها ككيان واحد صلب لدرجة أن ايهما تستطيع أن تقول .. لأ .. لأمريكا

أيران يستطيع جيشها أن يحتل جزر أماراتيه ظلما و عدوانا .. و هو متأكد من وقوف شعبه كظهير متماسك يسانده و يتحمل معه الصعاب فى حالة الأعتراض الدولى على عدوانه و قوه ناعمه ( ديبلوماسيه ) تتحرك فى تحدى كامل للعوامل الخارجيه مستنده على شعبها و جيشها المتماسكين .. بل استطاعت ايران تحمل مقاطعه دوليه لعقود , و بتماسك ظهيرها الشعبى تمكنت من تحقيق نمو اقتصادى تفوق على نموها قبل فترات المقاطعه الأقتصاديه !!!! ..ب
جيش أسرائيل يستطيع أن يعصف بالعزل الأبرياء الفلسطينيين فى غزه و يسومهم سوء العذاب فى جريمه أنسانيه بشعه .. لكنه مطمئن لتماسك الدوله و قيام شعبه بمسانده حقيقيه للقوه الناعمه ( الديبلوماسيه ) للفوز فى أى تحدى للعوامل الخارجيه .. فالديبلوماسيه الأسرائيليه لا تعرف التنازل ( ألا مره واحده نذكرها لاحقا فى سياق النص ) ..يهاجم الجيش الأسرائيلى سفينه تركيه فى عرض البحر و يعيث فى ركابها قتلا .. و لا تعتذر اسرائيل حيث اكملت ديبلوماسيتها مهمة القوه الخشنه و بمسانده تامه من الظهير الشعبى الواعى الحريص على تماسك بلده
أيران تستمر فى بناء مفاعلها النووى بحماية جيشها و بدفع بالغ العدوانيه و التحدى من دبلوماسيتها .. مستندين على ظهير بالغ التماسك من شعب واعى تماما و حريص على تماسك بلاده

نعود لمصرنا .. و نتذكر أولا ايام الملعون المخلوع مبارك .. الجدوله مفتتة الأجزاء فى حاله اقرب للزوجه .. او لنقل الوضع القل فى الصلابه .. قوه خشنه تأتمر بأمر ملعون خائب .. و قوه ناعمه مهمتها التنازل و التغاضى .. و لأن الشعب كان فى حالة عزله حقيقيه عن أدارة بلاده ( شكرا للأنتخابات المزيفه و قانون الطوارىء ) فلا ظهير شعبى يؤازر ايا من القوتين .. بالتالى .. فالدوله اللزجه فى عهد الملعون كانت لا تملك من أمرها أمام العوامل الخارجيه سوى .. التنازل .. ريجان يخطف طائره مدنيه مصريه و يفتشها .. ولا يقدم أعتذار .. ولا يملك النظام ألا الامتعاض قليلا .. و من تنازل أمام ريجان ألى تنازل أمام البشير حين أعلن قراره بأن حلايب سودانيه .. و مارس عليها سيادة دولته و اعتبرها دائره انتخابيه سودانيه .. و بين ريجان و البشير تنازل النظام الملعون أمام ليبيا .. قطر .. و غيرهم من كيانات ما أنزل الله بها من سلطان .. لكن الكيان المصرى كان لزجا كالصلصال .. و يكفى لقطعه و تمزيقه و اعادة تشكيله مجرد ملعقه بلاستيك لا أكثر .. بينما الكيانين الايرانى و الأسرائيلى يتمتعان بصلابة الحديد .. فيستحيل على العنصر الخارجى أن يغير فى حالتة ايهما .. دول متماسكه .. بينما مصر .. دوله لزجه

قامت ثورتنا المباركه .. و أزيح الملعون .. و شعر الشعب لأول مره بمشاركته فى بلاده شعر الشعب بأنه مالك .. لا مملوك .. و بدأ التماسك .. تم القبض على شبكة الفخ الهندى .. اخطر جاسوس فى القرن الواحد و العشرين .. و تم القبض على جاسوس أسرائيلى من داخل ميدان التحرير .. و تعالى هتاف الجيش و الشعب ايد واحده .. قبضه واحده صلبه متماسكه .. قبضه مصريه تقترب من الصلاده بعد أن كانت الكف المصريه لزجه مرتخيه لا تهش ولا تنش ... قبضه مصريه ستشرع فى البناء .. و من ثم العناد .. و هنا يشعر الكل بالقلق .. اسرائيل أول المرتعبين .. و ايضا الكثير من الأصدقاء شعرو بخطورة تماسك القبضه المصريه .. هنا يبدأ العمل الفورى من أجل منع التماسك .. يتزامن هذا القلق أول مره يمارس فيها الشعب المصرى حقه فى الأستفتاء ولأول مره .. و لنتذكر جيدا موقف الأعلام المؤسس فى عهد جمال مبارك و المملوك بكامله لرجال الأعمال .. الأعلام وقتها بشده لفكرة (لا) فى الأستفتاء .. بينما جاء المزاج المصرى الطامح لدوله قويه متماسكه بنتيجة ( نعم ) .. اللطمه كانت قويه على وجه الكل .. أسرائيل أولا حين شعرت بمزاج المصريين و تمسكهم بقوة الدوله و استعجالهم للاستقرار .. و بعدها العديد من اصدقاء مصر المتمتعين سابقا بضعف مصر أيام الملعون المخلوع .. سرعان ما يستجمع الكل قوتهم و يفهمو أن تماسك الشعب و الجيش هو العنصر الأخطر فى الموضوع .. فيكون يوم 8 ابريل .. بعض الظباط الخائنين لشرف العسكريه , يهينون بذلتهم الرسميه و ينزلو للشارع بالمخالفه لأوامر العسكريه المصريه العريقه .. و يعتصمو فى شكل غوغائى تماما ,,و يظهر حولهم عدد من المراهيقين فى خليط من الخونه و البلهاء التابعين .. و يكون أول صدام بين الجيش .. و فصيل من الشعب .. و من ساعتها .. تستضيف القنوات المملوكه للأقطاع القديم ( اقطاع جمال مبارك ) كل الصيع المتاحين فى الشارع ليبثو كراهية و حقد أحمق .. يهتفو بقطع اليد القويه للشعب المصرى .. يفتتو التماسك الذى بدأ لتوه .. سعيا بكل الطرق لمنع تماسك الدوله المصريه و بأى ثمن

خطوه أخرى فى طريق التماسك عزل حكومه سلبيه فشلت و تعيين حكومه ذات تاريخ فى الوطنيه و معارضة مبارك الملعون .. و أنتخابات تشريعيه لأول مره فى تاريخ مصر .. شعب عبقرى ينظم نفسه بشكل فذ يحسده عليه ارقى شعوب العالم , و تأتى نتيجة الأنتخابات ليتشكل اول برلمان حر فى تاريخ مصر .. لا يحتوى على اقليه اقل من القليله من الصيع , و يحتوى اغلبيه ساحقه من الملتزمين أخلاقيا قبل دينيا .. الشعب المصرى العبقرى للمره الثانيه يختار بحريه تامه الأنضمام لكيان اخلاقى ملتزم يعيد بناء الدوله المتماسكه .. الشعب المصرى العبقرى يقرر أنه يتحرك بقوه بالغه فى اتجاه الأستقرار و من ثم التماسك .. و هو ما سيترتب عليه قدرة الكيان المصرى على العناد

سرعان ما يتحرك المنتفعون من رخاوة الدوله بسعار محموم ليفككو مشروع الدوله المتماسكه .. يمنعو مصر من العناد .. فيمنعو رئيس الوزراء من دخول مكتبه , و يجترؤا على البرلمان فى أولى جلساته .. طبعا الأنجازات المصريه فى الطريق كانت مبرر أكبر للمسعورين ليكثفو جهودهم الشرسه فى اتجاه التفكيك .. و أيضا مبرر لجهود اغلبية المصرين الحقيقيين فى الأصرار على الأستقرار

و لنتذكر .. حادثة قتل 7 جنود مصريين على الحدود , ( مقابل عملية ايلات التى قتل فيها سبعه اسرائيليين منهم بطل الجيش فى الرمايه ) و لنتأمل رد فعل الأعلاميين و المتثورين وقتها .. فبدلا من أن يهرولو فى جحافل ليتطوعو فى الدفاع المدنى أعلانا عن مساندتهم لجيشهم الباسل .. و يرهبو عدوهم الأول .. نراهم يتندرو على الجيش و يقذفوه بالحجاره .. كان الوقت قد فات ساعتها على اسرائيل و بدأت قيادة الأركان بالفعل فى أعادة نشر قواتها داخل سيناء بشكل يخالف اتفاقية كامب ديفيد .. و لأول مره فى تاريخ اسرائيل .. تقوم الحكومه الأسرائيليه اعتذارا رسميا .. بعد اسبوعين فقط من الحادث .. مقابل امتناعها عن الأعتذار لتركيا بعد قتلها لمدنيين فى سفينة الحريه رغم مرور اكثر من عام على الحادث و صدور حكم دولى ضد اسرائيل .. مصر تعود للصداره معانده .. و هيهات أن يرضى الاسرائيليون و اتباعهم عن هذا التماسك و تلك الصلابه

يليها رفض رئيس البرلمان المنتخحب لآستلام دعوه من اسرائيل لزيارة الكنيسيت .. ثم زياره و اعتذار من السفيره الأمريكيه للكتاتنى عن تدخلها فى عمل النائب العام الذى منع أمريكيين من مغادرة مصر للتحقيق معهم فى تمويل الفوضى ,

يستمر ذراعهم الأنجس فى الهجوم .. اعلام مملوك لرجال اعمال , و جمعيات اهليه جميعهم تاسسو فى عهد جمال مبارك و خضعو لقانون الجمعيات الاهليه الذى كان ينص على عدم صرف أى معونات الا بعد موافقة أمن الدوله .. و جميع وصولات صرف المعونات كانت مؤشر عليها بالعباره ( متعاون و يصرف ) مع توقيع ظابط أمن الدوله المختص !!!!ر

حقد و كراهيه ينشرها عملاء .. و يتبعهم بلهاء و يزكيها اعلام نجس .. لكن البرلمان المنتخب يتحرك بمسؤليه .. يتحرك فى اتجاه الحساب و تحمل المسؤليه .. البرلمان و قيادة البلاد حكومه و مجلس اعلى للقوات المسلحه يشرعون فى التماسك .. ومعهم أغلبيه شعبيه ساحقه .. لكن لا اعلام يغطى صوت تلك الاغلبيه .. فقط الصيع .. فقط المتنطعين على الثوره .. فقط المتهورون .. يمسكون بالميكروفون و يعرضون على الشاشات

تماسك الدوله هو الهدف المطلوب ضربه .. قدرة مصر على العناد و البناء هو الخوف الأكبر للجميع .. أعداء و أصدقاء .. و على الناحيه الأخرى تماسك الدوله هو المنتظر تحقيقه قبيل الشروع فى التطهير بسند شرعى .. ينتظر الجيش و الأمن انتخابات رئاسه تأتى برئيس شرعى يمارس الحكم بثقه و بشرعيه تتيح له مطاردة كل الأعداء .. الجيش يمتنع عن التصعيد لتفويت الفرصه على الأعلام القذر و مسانديه من القوى الخارجيه .. الموقف متوتر .. لكن بفضل الله ثم بعبقرية المصريين سيكون الأستقرار .. و سيكون التماسك .. و ساعتها سيكون العناد .. مسألة وقت فقط .. و قدرة احتمال .. اتوقع قدرة الشعب المصرى الفائقه على المرور من تلك الفتره .. لا اكثر من شهور قليله و يصبح لمصر كيان متماسك .. قبضه صلبه .. تستطيع بسهوله الطرق على رؤوس الحيات .. و الوقوف فى وجه الكل بقرار مصرى حر ..مسالة وقت فقط قبل أن يكون لمصر درع .. و سيف .. طبيعة الأشياء و ميزان القوه يجعلنى متفائل .. قلق .. لكن متفائل

و لنتذكر دوما تعبير .. معامل العناد .. نسعى كلنا لنصل اليه .. و يسعى العدو لمنعنا من ذلك .. لكنى متفائل بامر الله