الموضوع فى ذهنى منذ سنوات و أنا أحاول البحث فى أسباب الأنحطاط الذى يعيشه العرب , و تفسير ظواهر فريده اختص بها العرب دونا عن خلق الله جميعا .. و الموضوع التالى و الذى أحذر قرائه من أنه للكبار فقط .. بل و لمن يستوعب بعض الألفاظ الأباحيه للتعبير عن مضمون أشمل .. الموضوع هو محاوله أولى من جانبى لطرح و جهة نظر استنتجتها من واقع مشاهدات سياسيه و اجتماعيه و عقائديه
حذرت من فحوى الموضوع أن كان العنوان وحده غير كافى للتحذير .. فأرجو ألا يعاتبنى أحد على مساحة الأباحيه التى ستنسكب تلقائيا فى النص
الأستمناء .. مسمى عربى للفعل استمنى .. و هو فعل أستدرار سائل الشهوه للذكر أو الأنثى دون تدخل شريك .. أى أن يقوم الفاعل أو الفاعله بمعالجة نفسه بنفسه للوصول ألى شبق الشهوه الجنسيه دون مشاركه من الشريك الطبيعى من الجنس الآخر .. و هذه العمليه تستدعى تركيزا ذهنيا شديدا من الفاعل أو الفاعله .. و استحضار تخيلات محببه فى التفكير .. و هى فى الغالب تصورات الفاعل الخياليه عن طريقة الوصول للشهوه حسب ميول الفاعل الجنسيه و تخيلاته الأصليه عن الجماع .. و طبعا لأن المفعول به هنا هو كيان تخيلى .. يعيش فقط فى ذهن الفاعل .. فهذا الشريك يكون شديد المرونه لمتطلبات الفاعل .. و بصوره تفوق بكثير أمكانيات أى شريك طبيعى فى الحقيقه .. بل و تكون استجابة الشريك التخيلى مبالغ فيها بشده أذا ماقورنت بقدرة أى شريك طبيعى على الأستجابه لمتطلبات الفاعل
عموما الأستمناء هو عمليه جنسيه بحته .. يقوم بها الفاعل مضطرا بغرض تفريغ الشهوه فى
حالة انعدام وجود الشريك الطبيعى الحقيقى
.. أو لعجز الفاعل عن الحصول على شريك طبيعى حقيقى
.. أو لعجز الفاعل فعلا عن الممارسه الحقيقيه و تحقيق تخيلاته و أمانيه الجنسيه مع شريكه الطبيعى
.. أو .. لعدم استجابة الشريك الطبيعى لأحلام الفاعل التى قد تكون شاذه فى بعض أو أغلب الأحوال ..أو لا تتناسب مع أحلام و أمنيات الشريك الطبيعى
الأستمناء و أن كان مباحا فى بعض الظروف الشرعيه ألا أنه من المؤكد أنه مكروه شرعا .. بل يصل البعض ألى حد تحريمه .. كما أنه طبيا و صحيا .. ( و هنا مربط الفرس ) من أهم أسباب الفشل فى العلاقات الحقيقيه للفاعل حين يستطيع الحصول على شريك حقيقى .. فالأستمناء لسهولة تحقيق الشهوه عن طريقه مقارنة بالجماع الحقيقى .. قد يدفع بفاعله لتفضيل الأستمناء عن العلاقات الحقيقيه حتى لو توافرت تلك العلاقات .. فهو أدمان حقيقى .. و الأغراق فيه كارثه تخرج بفاعلها عن مستوى الحقيقه فى أحد أهم جوانب حياته و هنا تكون الحقيقه الأولى عن أدمان الأستمناء .. هى أن مدمنه يسعى أراديا ألى الجنوح للأغراق فى التخيلات كلما احتاج لتحقيق سعادته بدلا من مواجهة واقعه و العمل على حل مشكلاته و تحقيق احتياجاته الطبيعيه على أرض الواقع
حقيقه ثانيه تضاف للحقيقه السابقه و تبنى عليها .. فمدمن الأستمناء نظرا لأستمتاعه المبالغ فيه من جراء العمليه التخيليه لمرونة الشريك الأفتراضى و كافة الظروف التخيليه الأخرى فى الأستجابه لتخيلاته .. قد يجد نفسه رافضا لمواجهة الواقع حوله حفاظا على حالة الأستمتاع الشديد التى يحصل عليها من فعله .. لذا قد تجده فى كثير من الأحيان يتجاهل تماما وقائع الأمور و أحداثها , بل قد يكون هذا التجاهل للواقع سبب رئيسى من اسباب استمتاع الفاعل / الفاعله بالأستمناء .. فمثلا الفاعل منعدم اللياقه البدنيه فى الواقع .. قد يتخيل نفسه خلال الفعل بقدرات البطل الرياضى .. و لم لا ..؟ فالمسأله تخيليه تماما .. و خياله سيوصله للشهوه .. بينما الواقع سيسبب له أحباط بالغ .. الفاعل القبيح قد يتخيل شريكته ملكة جمال العالم ..الفاعل الفقير ماديا قد يتخيل شريكته أغنى الأثرياء .. أيضا الفاعله شديدة السمنه قد تتخيل نفسها فى .. أداء جنسى برشاقة راقصة باليه .. ولم لا ؟ .. فالمسأله تخيليه بحته , و خيالها سيوصلها للسعاده .. و هكذا
بالتالى فالحقيقه الثانيه هى أن مدمن الأستمناء لا يكتفى بالأغراق فى التخيلات فقط بل أيضا يتعامى عمدا عن الحقائق و الوقائع .. بصوره تصل ألى رفض الأعتراف بالحقائق تماما و العمد لألغاء أدراكه بشكل فعلى و عملى .. لتكون خلفية أدراكه مبنيه فقط على الحقائق المتخيله و التى هى فى الغالب بعيده تماما عن الواقع
الحقيقه الثالثه .. و هى بالضروره مبنيه على الحقيقتين السابقتين , و أظنها أخطر نتائج هذا الأدمان .. لنتخيل معا الوضع حين يتدخل أحد المدركين للواقع .. و يقاطع فعل الأستمناء أثناء قيام الفاعل المدمن بممارسة أدمانه ؟ هل تتخيلوا معى مايمكن أن يحدث ؟ و كيف سيكون رد فعل المدمن ؟؟ غضب شديد .. و عصبيه مبالغ فيها .. بل و كراهيه للمقاطع صاحب الأدراك للحقائق ..أيضا رغبه شديده فى أخفاء فعله الشاذ و أدمانه عن المجتمع كله و بأى طريقه .. قد يصل الأمر للتخلص من المقاطع المدرك .. أو على الأقل الأشتباك معه و بهدف أولا منعه من فضح السلوك الشاذ للمدمن .. و أيضا لردعه عن مقاطعته مره أخرى
أذا .. الحقيقه الثالثه هى كراهية مدمن الأستمناء البالغه و عداؤه الشديد لأى كيان يذكره بالحقائق أو يرده للواقع
ماعلاقة هذا السلوك الشاذ نسبيا بواقعنا العربى .. سياسيا و اجتماعيا و عقائديا ؟
لنراجع معا بعض المواقف العربيه عموما و المصريه خصوصا على مر التاريخ .. و نحاول معا .. مجرد محاوله بمقارنة أفعال الشعوب فى غالبيتها .. بسلوك مدمن الأستمناء المذكور أعلاه
أولا على الصعيد السياسى .. و سأبدأ هنا بعبد الناصر .. كانت أحلام الشعب وقتها كلها مستمده من أحاديث عبد الناصر .. و أقتطع منها هنا عبارات ..مثل ..
حقوق العمال
أرفع رأسك يا أخى فقد ولى عهد الأستعباد
الوحده العربيه
هانرمى أسرائيل فى البحر
ثم لنقارن الآن تلك الأقوال بالأفعال الحقيقيه .. فحقوق العمال مقابل أعدام البقرى و خميس .. أرفع رأسك يا أخى مقابل فتح المعتقلات على مصراعيها و مذابح المعارضين .. الوحده العربيه مقابل أحتلال اليمن .. هانرمى أسرائيل فى البحر مقابل تسليم سيناء و قناة السويس لأسرائيل بلا أدنى مجهود يذكر من جانب أسرائيل .. بل و تحقيق حلم قديم لأسرائيل لم تكن أبدا لتحققه لولا أدارة عبد الناصر للبلاد و قتها
حسنا .. ماسبق كان مجرد سرد لأحداث تاريخيه و حقائق رقميه ملموسه .. ماعلاقة ذلك بفكرتى ؟؟
بسيطه .. لنراقب معا رد فعل الشعب على كل ماسبق .. هتف الشعب لعبد الناصر وقتها رغم حقيقة أعدامه لمعارضيه و قتله لحرية و كرامة المصريين , بل و قيام بعض المصريين وقتها بالأبلاغ عن معارضى النظام المستبد ليفتك بهم على طريقته .. تجاهل الشعب حقيقة أن الجيش المصرى فى اليمن يقتل عرب و مسلمين ابرياء دون ذنب .. وبل و يضيع من الشباب المصرى المقاتل الكثيرين دون مبرر أو قضيه حقيقيه ..و نصل ألى ذروة العجب العجاب .. بعد الهزيمه المذله .. و احتلال جزء من تراب مصر .. و ضياع الجزء الأكبر من أبناء قواتها المسلحه ناهيك عن ضياع الثروه و القوه كلها .. نصل ألى قمة العجب العجاب حين خرج الشعب ليهتف لعبد الناصر .. لا تتنحى
لنراجع الأحداث فى ضؤ نظريتى أعلاه .. الشعب وقتها كان مغرقا فى التخيلات .. المجد .. القوه .. السطوه .. و تجاهل حقائق القهر و الفقر و الهزيمه .. و حين تدخل الأدراك الفعلى للواقع .. بأن الهزيمه المهينه حدثت بالفعل .. فضل الشعب عامدا متعمدا تجاهل الواقع .. بل و كراهية من يذكره به .. و خرج يعلن رفضه للحقائق الواقعيه .. و يستكمل استنماؤه .. و أغراقه فى التخيلات
طبعا كانت النهايه بجنازة عبد الناصر التى كانت أكبر جنازه فى التاريخ .. فالفقيد لم يكن الأنسان عبد الناصر .. لكن الفقيد كان التخيلات التى أدمن الشعب الأستنماء السياسى باستحضارها ..التخيلات اللذيذه التى أدمنها .. و تناسى فى أدمانه واقع القهر و الهفقر و الهزيمه
ذات المثال يمكن تطبيقه بوضوح مع حالة صدام حسين .. أو القذافى .. أو ياسر عرفات .. أو حافظ الأسد .. كلهم بلا استثناء تلاعبوا على وتر واحد حقيقى هو .. أن الشعب العربى مدمن للأستمناء .. و لا يحتاج لتحقيق سعادته ألا لبعض التخيلات .. و ما أن يغرق الشعب فى تخيلاته .. حتى يقوم الشعب نفسه تلقائيا بباقى مهمة الطاغيه الفاسد .. و يرفض الواقع المر للقهر و الفقر و الهزيمه .. و يظل متمسكا بمصدر تخيلاته اللذيذه .. فالشهوه دافع شديد القوه .. لا يستطيع حتى الأدراك الواقعى مواجهتها .. و يستمر الواقع المرير سياسيا .. و يستمر أدمان الشعوب للأستمناء السياسى
أجتماعيا . .لننظر جميعا لقضايا ليلى التى شارك فيها الكثير من المدونات و المدونين مؤخرا .. أغلبها تنبع من تخيلات الذكر لدور الأنثى .. متجاهلا حقيقة كيانها كبشر .. و احتياجاتها كأنسانه .. و لم لا ..؟ فالذكر فى الغالب أدمن صوره تخيليه لنفسه و لشريكته .. تحققت بجداره خلال الأستمناء و التخيل .. مرونه بالغه من الشريك للاستجابه لمتطلبات المدمن التخيليه .. بينما الواقع .. أن ليلى لا تستطيع الأستجابه لمتطلباته دون أن تحصل هى على حقوقها كأنسانه .. لا سيما أن بعض متطلبات الذكر التخيليه تكون شاذه أذا ماقورنت بالواقع الفعلى .. لا أقصد فقط جنسيا و لكن اجتماعيا و أنسانيا ايضا
مشاهد أخرى لأدمان الأستمناء الاجتماعى لدى العرب .. مايسمى بجرائم الشرف .. حالة أنكار لواقع أن ليلى حين تخطىء فهى شريكه لذكر ما .. و لو حق العقاب لكان العدل أن يعاقب كليهما .. لا أن تتحمل ليلى وحدها العقوبه الأجتماعيه .. بينما الذكر حرا لا يطاله حتى اللوم
صوره أخرى حدثت مؤخرا لحالة استمناء اجتماعى .. بصوره جماعيه هذه المره .. هل تذكرون فضيحة المتهم فى مذبحة بنى مزار ؟؟ هذا البرىء الذى برأه القضاء تماما و أخلى ساحته .. هل تذكرون رد فعل أهالى الضحايا ؟؟ ببساطه تجاهلوا حقيقة أن المتهم برىء .. و أنكروا حقيقة أن دم أقربائهم فى رقبة الشرطه التى فشلت فى العثور على القاتل الحقيقى .. بل و تهجموا على أطراف جهاز العداله .. مصرين على الأغراق فى تخيلاتهم المريضه حول الثأر .. و الشرف .. و المجد الملعون .. حتى لو كان تحقيق هذه المتعه التخيليه على حساب أكثر الواقئع تقديسا .. حكم القضاء بالبراءه
أما عن العقائد .. فحدث ولا حرج .. ثوره حقيقيه من المحيط الهادر للخليخ الثائر .. بسبب رسم كاريكاتيرى قام به شخص تملى عليه حضارته محاسبة و مسائلة كافة المعتقدات . بما فيها معتقداته هو نفسه و أهله .. و طبعا رد الفعل مهين .. تجاهل تام من الغرب .. و طبعا الأحداث تتوالى .. و الأهانات أو مايسميها أهل العقيده أهانات و هجوم تتراكم .. و ردود الفعل تخبو و تخفت .. رغم تعاظم الأهانات .. فمن رسم كاريكاتير ألى مسرحيه ثم فيلم .. ثم هجوم رسمى من بابا الفاتيكان .. و مدمنوا الأستمناء العقائدى يخبو صوتهم .. طبعا .. هم لم يعتادوا مواجهة واقع مشاكلهم .. بل اعتادوا التخيل .. و الأستمتاع باستنمائهم .. فنحن خير أمه أخرجت للناس لمجرد أننا لا نحلق ذقوننا ..و نحن الفائزون بالجنه دون سوانا حيث نجاهد بوضع نسائنا فى كيس أسود و نخرجهم للاستخدام المنزلى فقط .. و طبعا نحن الغالبون بالتأكيد .. ألا ترانا نستخدم السواك قبل كل صلاه ؟؟
استنماء حقيقى .. و أدمان لتخيلات .. لم يقف واحد ليتسائل .. لماذا نحن منهزمون .. مقهورون .. مذلولون ؟ رغم بشرى الكتاب الكريم بالنصر ؟ هلى الكتاب القرآن مخطىء ؟ حاشا لله .. لكنا نحن .. نحن أنفسنا المخطؤن .. حين تجاهلنا واقع فلسطين و العراق .. و انهمكنا فى دراسة فتوى أرضاع الكبير .. نحن لا القرآن الكريم .. نحن فقط .. من هرب من الحقائق .. و غرق فى التخيلات ..
أنتهت محاولتى الأولى .. و مستعد طبعا لتلقى رسائل الهجوم الشديد .. أو ما هو أسواء .. عدم تلقى ردود مطلقا .. باعتبار الموضوع ثقيل الدم جدا .. كموضوعى السابق عن الرعويه
عموما .. التدوين فى أساسه تفريغ لشحنتى الداخليه من الغضب فى مساحتى الخاصه .. و أعتذر لكل من قد تصدمه عباراتى الأباحيه .. فقد حذرت مسبقا .. و قد أعذر من أنذر