شَخ عالولعه .. الطريقه المصريه لأدارة الأزمات
شَخ عالولعه هو النداء الشهير فى مواخير تعاطى الحشيش كأنجح حل للنجاه من كبسة المباحث .. شَخ عالولعه المقصود به التبول بسرعه على النار و ما تحتويه من مخدرات و ممنوعات .. البول كفيل بأطفاء النار ونشر رائحه كريهه للغايه تغطى على رائحة الحشيش . و كذلك أتلاف أى بقايا للممنوعات .. فحمض البوليك كفيل بأذابة المخدرات فى فتره وجيزه قبل وصولها للبحث الجنائى و أحكام القضيه .. بالتالى . فالتبول على نار الغرزه هو أجراء مثالى لتجاوز الأزمه المؤقته المتمثله فى كبسة المباحث .. عظيم
نتخيل معا الوضع فى ا لغرزه قبل و أثناء و بعد الأزمه الطاحنه المتمثله فى الكبسه
قبل الكبسه .. الكل مخدر و منتشى ..و مبسوط .. البعض يحاول التفكير بعمق فى موضوع ما لكنه فى النهايه يستسلم لمفعول المخدر السحرى و تتساقط أفكاره المنطقيه فى بحر تهيؤاته و ضلالاته السعيده .. فينزاح الهم و الأهتمام .. و يتكفل خياله المخدر بأضفاء السعاده البالغه على الحياه
أيضا قبل الكبسه يكون النشاط الأقتصادى على أشده .. قوادون و نصابون و بائعو أوهام يكدحون بمنتهى الجديه لأقناع شعب الغرزه المسطول بالحتميه ببضائعهم و خدماتهم الوهميه طبعا .. يبيعون أوهاما تتراوح بين وهم الفحوله مرورا بوهم التحرر و الأحترام و انتهاءا بوهم الأستثمار المربح المضمون .. طبعا لا يمكن فى الغرزه مباشرة نشاط عجيب كنشاط البحث العلمى أو استصلاح الأراضى .. فالنشاط المنطقى فى ساعات الخدر اللذيذ يعتبر نوع من فساد الذوق المكروه .. و شعب الغرزه منهمك أيضا فى استحلاب النجاحات الوهميه و لذاتها المتخيله .. شاعرين بالرضا و السعاده عن النعمه التى هم فيها يرفلون
و صاحب الغرزه و أتباعه من القوادين و تجار الأوهام و النصابين فى وعيهم التام محققين سعاده حقيقيه و نجاح باهر كالعاده على حساب الموهومين المخدرين من شعب الغرزه البائس
فى لحظة الكبسه , و عند قيام الناضورجى ( الشخص المنوط بمراقبة الطريق ألى الغرزه و التنبيه للكبسات ) بأطلاق تحذيره المبدئى و يمجرد انتباه صاحب الغرزه الواعى جدا للتنبيه .. يهرع المسؤلين عن الغرزه ألى تناقل النداء كأنه تكبيرات صلاتهم .. أن .. شَخ عالولعه .. بمعنى .. التبول على النار كما سبق ايضاحه .. فورا و فى مظهر تضامنى مهيب يهرع صاحب الغرزه و معاونونه لأطلاق مثاناتهم بكامل طاقتها فى مظهر يشير ألى اتحاد مصالحهم جميعا رغم ما قد يبدو بينهم من خلاف أو تنافس على جيوب شعب الغرزه المغيب البائس , تنطفىء النار و تتلاشى الممنوعات تماما .. و تأتى كبسة المباحث لتفشل فى القبض على أى جريمه بأدله تكفى لرفع الأمر ألى القضاء بصوره جديه .. مجرد بعض محاضر الأشتباه أو التحرى لمن لا يحمل بطاقه شخصيه , محاولات لترتيب قضية تعاطى تفشل فى أغلبها .. و تنتهى الكبسه دون عقوبه جديه لأى من الجرائم المرتكبه بالفعل فى الغرزه العصماء
بعد الكبسه .. يشرع الكبير و أعوانه فورا فى استعادة جو الأنس و الفرفشه و الأنبساط , قد يعوضون الزبائن عن بعض من ممنوعاتهم الذائبه فى البول , يوقدون نارا جديده بلا رائحه كريهه , أحيانا ما ينهمك القوادون و النصابون و تجار الوهم فى أطلاق النكات البذيئه لاستعادة المزاج الأباحى السعيد لشعب الغرزه العصماء
ينتهى الموقف و تمر الكبسه العابره .. لكن .. لا تنحل المشكله الرئيسيه ابدا .. ماهى المشكله الرئيسيه ؟
يا حضرات القصه تصف غرزة تعاطى مخدرات ممنوعه و ما يصاحب ذلك من كافة الأفعال المخالفه للقانون من قواده و نصب و خلافه مما يلزم .. المشكله بوضوح شديد .. أن الشعب التعيس يعيش فى غرزه . و الكبير فيهم ببساطه .. صاحب غرزه .. و معاونوه قوادون و نصابون .. المشكله أوضح من أن توصف بالكلمات .. صحيح يستطيع كبير الغرزه النجاه من الكبسات / الأزمات الطارئه .. لكنه لا يحل الأزمه الرئيسيه لشعبه .. أزمة كون الشعب يعيش فى .. غرزه
الحل الجذرى هنا هو تحويل الغرزه الحاويه لكل ماهو حرام و أجرامى ألى مكان آخر مختلف .. تمارس فيه أعمال تجلب السعاده بدون مخالفه قانونيه ..ساعتها لن تتعرض الغرزه العصماء و لا شعبها البائس للكبسات مره اخرى . صحيح يمكن أن يتعرضو لمشاكل كجزء طبيعى من الحياه اليوميه .. لكنها لن تكون مشاكل فى خطورة الكبسات التى لو فشل بول الكبير و أعوانه فى أخمادها .. لتحولت ألى جرائم مغلظة العقوبه تستوجب ضياع مستقبل من يأتيها
اذا ..الحل الجذرى هو التغيير .. و الذى يجب أن يأتى من كبير الغرزه نفسه مبدئيا .. بينما كافة الحلول الأخرى لا تتجاوز عمليات الشخاخ على الولعه فقط لتمرير الكبسه باقل خسائر .. و العوده مره أخرى للوضع البائس لشعب الغرزه و أهلها
من الغرزه ألى النظام المصرى الرابض على انفاسنا منذ ثلاثة عقود .. ألا تلاحظون يا حضرات أن بلدنا العصماء تتعرض كل فينه و أخرى لكارثه تماثل فى خطورتها خطورة الكبسه على الغرزه ؟
من ضياع ثروات المصريين و ثمن غربتهم فى شركات توظيف الأموال .. ألى جرائم وزراء و هروب كبراء .. مرورا بأرهاب اعمى يقتل السياحه و الأستثمار و يخنق الروح فى الصدور .. حتى زلزال مدمر أو عباره غارقه أو قطار محترق .. سيول جارفه و مراكب هروب جماعى غارقه .. انهيارات معماريه تنافس الأنهيارات الأخلاقيه فى ضجيجها ... معدلات طلاق غير مسبوقه فى تزايدها و مخزون قمح و سكر غير مسبوق فى تناقصه .. كوارث .. كلها كوارث قاسمها المشترك الأعظم .. الفساد
نعم .. فلولا الفساد و الغش فى مواد البناء و مخالفة شروط التنظيم لما كان الزلزال مدمرا ألى تلك الدرجه .. و لولا فساد اختيار المحافظين لما جرفت السيول بيوت و قرى كامله .. و لولا فساد المسؤلين لما غرقت العباره ولا احترق القطار .. و لولا فساد ذمم القائمين على الأستثمار لما ضاعت ثروات المصريين و لما اضطر أبناؤهم للهروب فى البحر بحثا عن فرصة حياه
الفساد هو القاسم المشترك الأعظم فى كل الكوارث / الأزمات / الكبسات
و هنا أتسائل .. ماذا فعل كبير البلاد / الغرزه فى كل مره و عند كل أزمه ؟ .. ماذا فعل عملا و تطبيقا ؟ .. هل سمعنا عن وزير أو كبير تم عقابه بشكل رادع ؟ عفوا . لو كان حدث لما صار صاحب العباره الغارقه طليقا فى لندن متمتعا بثروته التى اكتسبها من ارواح البشر .. هل تم تغيير جدرى لطبيعة عمل وزاره أو مؤسسه أو هيئه ؟ .. عفوا .. لو حدث لما كنا عايشنا احتراق قطار بمن فيه .. ولا كنا شهدنا تدهور تعليمنا لتسبقنا قطر و أسرائيل فى مستوى التعليم الجامعى
مافعله رأس النظام و أعوانه لم يتجاوز أبدا .. الشخاخ على الولعه .. مجرد اطلاق مثاناتهم بأقصى طاقتها لأخماد النار فورا .. و سرعان ما يعودون بعض انصراف الكبسه/ الكارثه ألى ديدنهم المعهود .. يخدرون الناس و يوهمونهم .. يمارسون القوادة و النصب باقصى طاقتهم .. و يستنزفون الشعب البائس المغيب لأقصى درجه .. و الشعب يعيش معرضا للكبسه/ الكارثه التاليه دون أى حل جذرى للوضع
الكبير يكتفى بالشخاخ على الولعه .. تهدأ النار بعد فتره .. و يعاود فساده مره أخرى .. لا تتغير الغرزه و لا تتحصن بأى شكل لتواجه أو تتجنب الكارثه / الكبسه التاليه
أسلوب النظام المصرى فى ادارة الأزمات لا يتجاوز مبدأ شخ عالولعه
ولا يخرج ما حدث فى ليلة الميلاد عن المعتاد المعهود من كوارث نشهدها , ولا يتجاوز رد فعل الكبير دور الشخاخ على الولعه ..فلم نسمع عن كبير تمت محاسبته .. أو وزير تمت اقالته ..مجرد تعليمات بسرعة القبض على الجناه .. و يكأن قيام الشرطه بالقبض على الجناه يستلزم تعليمات خاصه من الكبير !!! و
لكن .. تلك المره أظن وقفة المصريين معا بوعى بدأ ينمو .. و اصرارهم على التحصن من الكارثه القادمه .. و تشبثهم بحتمية التغيير من غرزه ألى مكان آخر يحكمه القانون و تقابل فيه الجرائم بالعقوبة و الردع .. أظن فى تلك الحاله فأن النظام الكهل ستعجز مثانته المهترئه من فرز ما يكفى من البول لأطفاء الولعه .. الناس انتبهت لأنها مغيبه .. و بدأ الشعب أو جزء منه يرفض العوده ألى الغيبوبه مره أخرى .. و مجرد الشخاخ على الولعه أظنه لن يكفى الآن لأنقاذ كبير الغرزه و قواديه و نصابيه من الكبسه / الكارثه القادمه
و عموما .. فأن كبير الغرزه أذا اراد المناوره الآن .. فعليه أن يبحث عن اسلوب آخر يتبعه بخلاف اسلوب شخ عالولعه