فارس قديم

احلام و أوهام و أمنيات .. أليست كل المبادىء كذلك ..؟ حتى أخلاقيات الفرسان

Name:
Location: cairo, Egypt

قد أكون أكبر المدونين سنا ..ما أكتبه هنا بدأته منذ سنوات فى دفاترى .. كتبت لنفسى .. و لأولادى حين يستطيعوا استيعاب ماكتبت .. رأيت أن لامانع من نشر بعض مافى الدفاتر .. فى حريه تااااامه

Wednesday, May 06, 2015

امن البحر الأحمر .السعوديه و اليمن ... بدون مانولى

تعلمون يا أحبائى اهتمامى بالشأن اليمنى جزء من اهتمامى بأمن البحر الأحمر .. و سلسلة مقالاتى من ( خمارة مانولى ) فى مدونتى أظنها أكدت ذلك لمن تابعها 
زاد اهتمامى ( و همى ) باليمن مؤخرا حين دخلت السعوديه الحبيبه الى قلبى فى مجال خطر ( المسأله اليمنيه ) .. حتى حدث بالأمس ان اجترأ الحوثيون المدعومين ايرانيا و أمريكيا ( أكرر و أمريكيا ) بقصف نجران بصواريخ قصيرة المدى ( اقرب الى كاتيوشا لكن بقوة تفجير اكبر منها ) .. المهم .. رايت أن الوقت مناسب لأتحدث أكثر عن الشأن اليمنى ليس فقط كركن من اركان امن مصر القومى ( مدخل البحر الأحمر و قناة السويس ) لكن ايضا كجزء من هموم الشقيقه السعوديه 

القرن الأفريقى كان مركز صراع مصرى غربى منذ العام 1999 .. عصابة جمال مبارك و كهنة الليبراليه الجديده ( الطرف المصارع للوصول الى حكم العالم منذ العام 1980 ) اجتهدو كل الجهد لتحجيم دور ( الدوله المصريه ) فى القرن الأفريقى بوجه عام  بينما القلب المصرى الصلب كان مصرا على أنجاز مهمته القوميه بنجاح رغم معاندة حكومة الحزب الوطنى الخائن لجهوده .. و للصراع مراحل و مشاهد أحاول ايجازها قدر المستطاع كما يلى :
مع بداية تمزق الصومال عام 1992 بعد سقوط سياد برى .. و ظهور ( توقعات شبه مؤكده ) لدى  شركات النفط الأمريكيه بوجود احتياطى نفطى كبير فى الصومال شرعت الولايات المتحده فى تأسيس فرقه هدفها المعلن ( احلال السلام ) مولتها شركات شيفرون و كنوكو و غيرهم من شركات البترول الأمريكيه .. و حتى العام 1995 لم يتحقق أى سلام .. لكن .. وقعت ثلثى الآراضى الصوماليه على تنازلات نهائيه عن حقوق التنقيب عن النفط للشركات الأمريكيه !!!
فى عام 1995 كان تمزق الصومال ( المنزوع عنها ملكية ثلثى اراضيها لشركات امريكيه ) صار امرا واقعا .. و فى عمليه عجيبه .. انهزم أمراء الحرب العلمانيين أمام أمراء الحرب الأسلاميين ( رغم وجود القوات الأمريكيه على الأرض لمناصرة العلمانيين ) .. و نشأت المحاكم الاسلاميه فى الصومال و سيطرت .. بالتوازى مع وضع اعجب هو بقاء حكومه شرعيه فى الصومال لا تسيطر ألا على بضع كيلومترات من العاصمه الخربه مقديشيو !!
طبعا فى وضع اللا دوله السائد فى الصومال كان نشاط القرصنه هو الفرصه الأمثل للأفراد و الجماعات لكسب الرزق بقوة السلاح من البحر بعد أن صارت الأرض ذاتها فى حالة مجاعه بشعه .. فسرقة جثث جائعه لا تجدى شيئا بينما السطو على قوارب مبحره بالخيرات لهو الاختيار الاقتصادى السليم .. و منذ العام 2002 صارت القرصنه الصوماليه تشكل خطرا على مدخل البحر الأحمر تزايد حتى العام 2008 حين بلغت عمليات القرصنه هناك ذروتها ..و عانت الأساطيل المصريه من عدة عمليات .. لم ينقذها منها سوى جهود افراد أو . جهود الأسطول الألمانى !! اينعم .. المانيا الموقعه على اتفاقية استسلام تمنعها من تكوين جيش صار لها اسطول مكلف امريكيا بحماية ساحل شرق افريقيا و باب المندب .. مع وجود امريكى فى الموانى اليمنيه ( المدمره كول كانت احدى حوادث الوجود الأمريكى فى اليمن ) .. بينما النظام المصرى المنبطح . مستكين متقزم ينتظر فرجا لا يأتى للكسالى 

بعيدا عن ساحل شرق افريقيا و بالتوازى مع السقوط الصومالى كانت  بداية انفصال جنوب السودان بقيادة جون جارانج فى عام 1997 .. يومها تحرك القلب المصرى الصلب ( المخابرات العامه ) لمد قنوات تواصل و سيطره على جنوب السودان .. هذا الأقليم الأستراتيجى المشرف و المسيطر على منابع النيل و المؤثر فى كل من اثيوبيا و اوغندا على السواء .. و بالفعل سرعان ما كانت شركة وادى النيل للمقاولات ( مملوكه للمحابرات العامه ) تقوم بوضع مشروعات بنيه اساسيه متفوقه مع تعيين شيوخ المحاسبين و الأقتصاديين المصريين كمستشارين لجون جارانج فى مجال الأقتصاد و الأداره .. و كان تدخل مصر مقبولا جدا من الشعب و الحكومه الجنوب سودانيين 
طبعا تواجد مصر فى جنوب السودان بثبات و ثقه هدد مخططات ( الغرب الليبرالى ) فى وسط افريقيا و منابع النيل .. لكن القلب المصرى الصلب استمر فى استرداد تواجده فى نطاقه السيادى الطبيعى ..و توسع اكثر من جنوب السودان مستفيدا من ظروف سياسيه و عسكريه سانحه وقتها 
ففى العام 1998 بدأت الحرب الضروس بين اريتريا و اثيوبيا .. سارع القلب المصرى فورا لأستضافة اللاجئين من البلدين ( اريتريا و اثيوبيا ) بل احتضن اغلب مثقفيهم و نخبهم السياسيه و شرعت المفاوضات و المباحثات و تأسست التحالفات التى ترتب لعودة السلام بين البلدين و أيضا .. عودة النفوذ المصرى لجزء من القرن الفريقى 

فى العام 2000 ظهر مشروع عملاق يقضى بتأسيس خط سكه حديد يربط بين جوبا العاصمه الجنوب سودانيه و ميناء مومباسا الكينى على المحيط الهندى .. القلب المصرى الصلب انتبه لأهمية المشروع الأستراتيجيه .. و شرعت شركات المقاولات و التجاره الخارجيه و البنوك المصريه لتقديم مشوراتها و عروضها لأنشاء الخط الحديدى العملاق .. بل وصل الأمر ان شركة سيماف المصريه ( المنتجه لعربات القطارات ) درست توسعا فى خطوط أنتاجها لتلبية احتياجات الخط العملاق .. مع تواجد شركات بناء السفن و المراكب المصريه ( التمساح و الترسانه ) فى كينيا و أوغندا للمساهمه فى تأسيس انشطة صيد و سياحه بحريه فى البلدين الهامتين 

تفوق مصرى و سيطره من القلب الصلب و قبول افريقى شعبى و حكومى للتواجد المصرى الرائع و ترحيب بعودة دور الرياده الحكيمه لقلب مصر الصلب .. كل هذا شكل استفزازا غير مسبوق للقوى الليبراليه الأقتصاديه الغربيه .. و ليس سرا أن البحريه المصريه نفسها تعرضت لاستفزازات رعناء من بحرية المانيا فى مضيق باب المندب و سواحل شرق افريقيا .. بل ان صراعا مخابراتيا حقيقا دار بين المخابرات المصريه بقيادة العظيم عمر سليمان و بين مخابرات غربيه فى شرق افريقيا و اليمن و كل دول باب المندب !!!

فى مطلع العام 2006 .. وصل الغرب الليبرالى المتوحش للحل العبقرى للقضاء على الطموح المصرى فى شرق افريقيا و باب المندب . طبعا بالأستعانه بالخونه من عصابة جمال مبارك و حكومة الحزب الوطنى .. الخائن الأكبر وقتها كان .. حبيب العادلى .. وزير داخلية مبارك المدلل .. و كان الحل عبقريا و خسيسا .. 
مذبحه حقيقيه للاجئين جنوب سودانيين .. و فى اشهر ميادين مصر ( ميدان مصطفى محمود ) و فى ليلة لن ينساها العالم .. ليلة راس السنه للعام 2006 

ضربة الخيانه من العادلى .. حطمت فى ليله واحده جهود المخابرات المصريه فى سنوات .. و ينقلب الوضع اولا فى جنوب السودان . وتنسحب الشركات المصريه مهروله من بؤرة الغضب عليها .. ثم طرد جماعى للاجئين اريتريين و اثيوبيين مقيمين فى مصر و موالين للقلب المصرى الصلب .. كان جارى اعداد بعضهم لتشكيل حكومات فى اريتريا و اثيوبيا بحيث تصبح حكومات مواليه لمصر و مصالحها فى بلادهم .. خيانه من حكومة الحزب الوطنى .. و هزيمه منكره من الداخل للنفوذ المصرى فى افريقيا و باب المندب 

فى الفتره من 2006 ( هزيمة المخابرات المصريه بخيانة الحزب الوطنى ) و حتى العام 2013 ..جرت فى الأمور امور .. فسيطرت مخارات الغرب على منابع النيل و مداخل البحر الأحمر ..بلا قدره لمصر على الردع او المواجهه .. فقط الرصد دون اى قدره على الحركه .. و اقول بضمير مستريح هنا .. عن اليمن ( كجزء من دول باب المندب ) .. تقريبا لا يوجد جهاز مخابرات غربى و لا شرق افريقى غير متواجد باستقرار فى اليمن منذ العام 2006 

كينيا و اوغندا المهددين بمحاكم الصومال الأسلاميه متواجدين فى اليمن بكثافه .. لمراقبة منابع تمويل و أعداد الأرهابيين ..  اثيوبيا العائده كقوه اقليميه اشترت بالفعل بعض اعضاء حكومة عبد الله صالح بل و بعض اقربائه !! .. امريكا انجلترا المانيا الصين روسيا فرنسا و ايطاليا أيضا .. متواجدين مخابراتيا بكثافه فى اليمن و جيبوتى و الصومال .. و لكل منهم اتباع و اعوان و مصادر بل و ( اصول ) يمكنهم استغلالها 
طبعا ايران الثريه العنيده الطامعه .. سكبت من مواردها الكثير لتتواجد فى اليمن و جيبوتى و طبعا الصومال .. ولا أكذب حين اقول ان التواجد الأيرانى كان فى الأساس .. برعايه أمريكيه كامله !!!

اليوم .. و بعد بزوغ تحالف عربى رشيد أسسه الرئيس عبد الفتاح السيسى و يضم السعوديه الشقيقه و الأمارات و الكويت .. صار الهدف المشترك لكلا من ايران الطامعه و الليبراليه العالميه الطامحه .. هو ضرب هذا التحالف بأى شكل .. أو على الأقل تحجيمه و تحييده عن المشاركه فى صنع القرار فى الشرق الأوسط 

ماحدث مؤخرا من الحوثيين فى جيزان .. هو شبيه تماما بما يفعله انصار بيت المقدس فى سيناء .. و حقا وضع جيزان و نجران السعوديتين يشبه كثيرا وضع رفح و العريش فى مصر 

فكما ان اهالى رفح و العريش مرتبطين بمصاهره و علاقات رحم و نسب مع فلسطينييى غزه .. فاهالى جيزان و نجران أيضا مرتبطين بنسب و مصاهره مع اهالى اليمن .. و كما أن الحكومه المصريه تتجنب اصابة المدنيين فالحكومه السعوديه ايضا فى ذات الموقف / المأزق 
لكن المفارقه أنه .. فى حين تعجز الحكومه المصريه ( تحت الضغط الهائل ) عن تفريغ مدن شرق سيناء و نزع سلاحها و تفتيشها تمهيدا لسحقها بالنيران المطهره من الأرهاب .. فالحكومه السعوديه فى موقف العكس تماما 
 الحكومه السعوديه قادره تمام القدره على تفريغ مدن جيزان و نجران من أهاليهم و بسرعه غير مسبوقه و بلا ادنى ضغط داخلى او خارجى عليها .. و هو مايتيح لجيش السعودى اجتياح ساحق لأقاليم الجنوب يتمدد الى داخل اليمن فعلا بنيران كثيفه .. دون التعرض لمسؤولية اصابة مدنيين مطلقا 

بوجه عام لست قلقا مما حدث فى جنوب السعوديه الشقيقه .. بل أرى الحلول الجذريه نصب عينى .. قد  ( اشعر ) بشىء من ( التربيطات ) الهامه الجارى اتمامها على قدم وساق .. قد يكون أهمها ما قد ينتج عن زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى ووزير الدفاع لموسكو يوم 9 القادم .. و الله أعلم 

لكنى أرى أن موقف السعوديه من جيزان و رغم تشابهه مع موقف مصر من رفح .. ألا ان السعوديه فى حالة اليد المطلقه داخل اراضيها بخلاف الوضع المصرى المكبل بضغوط كبيره تضطره للمناوره بصعوبه قبل اكتساح الأرهاب و أنهاء العدوان المسلح على اراضيها 

و الله المستعان