بين الخطأ الداوودى .. و فرنسا .. و سوريا
فى سورة ( ص ) من القرآن الكريم تأتى رواية ان خصمان اختلفا الى سيدنا داوود فقال احدهما لى نعجه واحده و لأخى تسعه و تسعون نعجه .. و يطالبنى اخى بنعجتى .. فسارع داوود ( بالتعاطف ) مع الأفقر وحكم لمن ادعى الأحتياج .. و تجاهل الأستماع للخصم المتمتع بالنعمه الأكبر .. لكن سرعان ما تنبه سيدنا داوود للخطأ و خر راكعا و تاب الى الله .
خطأ سيدنا داوود البشرى هنا كان ...( التعاطف ) مع من يبدو عليه انه الأقل نعمه
و تصحيح الخطأ كان بتأديب ربانى من الله سبحانه و تعالى و أمر بقاعده راسخه فى العداله .. نصها فى الآيه المشار اليها :
( يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ ) ...
نتدبر النص .. و خصوصا
لا تتبع الهوى .. فيضلك عن سبيل الله
.
تعاطف داوود ( بضعفه البشرى ) مع من يبدو عليه أنه الأكثر احتياجا .. فكاد ان يتبع الهوى و يضل .. لولا ان هداه الله فتاب
.............
فرنسا سيده من المنيا ( كانت ) زوجه و أم مسيحيه .. مؤتمنه على شرف رجل و سمعة عائله .. قررت فرنسا أن تغير دينها من المسيحيه للأسلام .. ثم تطعن شرف زوجها الأول و تتزوج مسلم , و تخون أمانة الأمومه فتتخلى عن أبنائها ..
( فتعاطف ) معها من اتبعو الهوى .. و تمادو فى ( تعاطفهم ) و هم يظنون انهم ينصرو الضعيف ( فرنسا ) على الاقوى منها ( عائلتها و عائلة زوجها ) فزفوها الى بيت مقابل بيت زوجها و اولادها المطعونين فى شرفهم بفعلتها .. !!!
رجل خسيس ظن أن ( فرنسا ) التى خانت زوجها و اولادها يمكن أن تكون يوما ( زوجه مخلصه ) .. متدين سطحى ظن أن انضمام خائنه الى جماعته هو شىء يستحق التباهى .. فتعاطف معها فى ظلمها لأهلها و اولادها و زوجها .. و تجاهل ان ( الخبيثات للخبيثين ) بنص الآيه القرآنيه .. بل تضامن كل الأغبياء الأخساء لرفع مكانة خائنه .. بحجة أنها ( كانت ) الطرف الضعيف ..
كانت الفتنه .. و الخسه .. و الجرح الذى لن يندمل .. وتدخل الأمن لأنهاء ( الموقف ) .. و الكل منتظرين عدالة الله فى زوجه خانت و هانت و أهانت .. و جماعة ( متعاطفين ) بخسه و هوى ضد كل اخلاق و دين فى انتظار حكم الله و حكمته ليريهم سوء عملهم
............
السورى من قبل ان يضرب الأرهاب بلاده تهاون فى حق حضارته اولا .. فتبع التركى ثقافيا و اقتصاديا .. و نظر الى ( خليفة المسلمين ) بأكبار و تقدير متناسيا ان ( الخليفه ) هو هادم القوميات و محتل البلاد و مذل العباد .. بل هانت عليه قوميته فتقبل ان يورث متعا من اب لأبنه فى اول حادث ( توريث ) حكم جمهورى ... فلما انقضت الميليشيات على ارض سوريا برعاية الخليفه , وجدت اكثر من ثلث الشعب باهتا فى قوميته و انتمائه .. لا يرى باسا من اتباع ( الخليفه ) يسبى نسائه و ينتهك حرمة ارضه و يسلبه كرامته .. لكن يتيح له فرصة ( الكسب ) و ( الأعاشه ) مادام خانعا للخليفه .. ذليلا لأرادة المنتصر .. فلم يفعل السورى ما فعله المصريون مثلا دفاعا عن وطنهم بالثبات و الصمود .. لكن .. ببساطه .. فر السورى هربا من بلاده !!! بل ان شطر الهاربين كان .. الى بلد الخليفه المحتل نفسه .. !!! و الخليفه يتسول على ( اللاجئين ) الى بلاده امام العالم كله !!!!
السورى الفاقد للنخوه هرب الى الخليفه حتى من قبل ان يضربه الخليفه .. السورى الفاقد للنخوه هرب الى الخليفه معنويا .. التجأ الى المحتل الغاصب بقلبه قبل ان يضربه المحتل بالسلاح .. حتى أن السورى الفاقد للنخوه حين هرب الى مصر .. حمل فى قلبه تمجيدا للخليفه الغاصب .. و افتتح مطعما سماه ( ارطوغل ) .. !!!!!
السورى الفاقد للنخوه يحمل فى قلبه و سلوكه كل سمات ( خائن وطنه ) حتى لو لم يحمل السلاح ضد بلاده ..
و بخطيئه داووديه واضحه ( يتعاطف ) البعض منا مع هذا الفاقد للنخوه , الهارب من بلاده , المستسلم للطاغيه بقلبه قبل جسده .. و يسمي هذا السورى ( شقيق ) بل يضفى على انعدام نخوته و انكبابه على ( كسب المال ) باى طريقه .. صفة الشطاره .. و الألعن من هذا ان ( المتعاطفين ) بالخطأ الداوودى الشهير يطالبون ب(مساواة ) الفاقد للنخوه المستسلم للطاغيه .. بالمصرى .. الصامد أمام الطغاه ..!!!!!!!
المصرى الذى يروى ارضه بالدم ولا يطأها غريب .. يتساوى مع سورى أضاع بلاده و سلم ارضه بل و قدس الطاغيه فى قلبه .. بحجة ( الشطاره فى اكل العيش ) !!!!
.................
( تابع هوى ) يرى فى فرنسا الخائنه مستحقه للتعاطف و الحمايه
و ( تابع هوى ) يرى فى هارب من واجب الدفاع عن ارضه و عرضه . مستحق للتعاطف و الحمايه
..
فرنسا ستخون من آواها غدا كما خانت من آواها بالأمس
و السورى سيتخلى عن من يأويه اليوم .. كما تخلى عن بلاده بالأمس
..
لا استطيع اللوم على المتعاطفين .. فقد سبقنا الى هذا ( الخطأ البشرى ) نبى الله داوود .. لكن ادعو الجميع ( مسلمين و مسيحيين مصريين ) لأعادة قراءة القصه و التدبر فى معانيها من واقع القرآن الكريم .. لعلنا نتدبر و نفهم و نقرر .. و نبتعد عن ( الهوى ) .. و الى حضراتكم نص الآيه من سورة ( ص) .. لعل الله ينفعنا بمعانيها أذا تدبرنا .. و ابتعدنا عن ( الهوى )
{وَهَلْ أَتَاكَ نَبَأُ الْخَصْمِ إِذْ تَسَوَّرُوا الْمِحْرَابَ * إِذْ دَخَلُوا عَلَى دَاوُودَ فَفَزِعَ مِنْهُمْ قَالُوا لا تَخَفْ خَصْمَانِ بَغَى بَعْضُنَا عَلَى بَعْضٍ فَاحْكُمْ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَلا تُشْطِطْ وَاهْدِنَا إِلَى سَوَاءِ الصِّرَاطِ * إِنَّ هَذَا أَخِي لَهُ تِسْعٌ وَتِسْعُونَ نَعْجَةً وَلِيَ نَعْجَةٌ وَاحِدَةٌ فَقَالَ أَكْفِلْنِيهَا وَعَزَّنِي فِي الْخِطَابِ * قَالَ لَقَدْ ظَلَمَكَ بِسُؤَالِ نَعْجَتِكَ إِلَى نِعَاجِهِ وَإِنَّ كَثِيراً مِنْ الْخُلَطَاءِ لَيَبْغِي بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَقَلِيلٌ مَا هُمْ وَظَنَّ دَاوُودُ أَنَّمَا فَتَنَّاهُ فَاسْتَغْفَرَ رَبَّهُ وَخَرَّ رَاكِعاً وَأَنَابَ * فَغَفَرْنَا لَهُ ذَلِكَ وَإِنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وَحُسْنَ مَآبٍ * يَا دَاوُودُ إِنَّا جَعَلْنَاكَ خَلِيفَةً فِي الأَرْضِ فَاحْكُمْ بَيْنَ النَّاسِ بِالْحَقِّ وَلا تَتَّبِعْ الْهَوَى فَيُضِلَّكَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ إِنَّ الَّذِينَ يَضِلُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ لَهُمْ عَذَابٌ شَدِيدٌ بِمَا نَسُوا يَوْمَ الْحِسَابِ}.
و الله المستعان