المغامرات فى كهوف الساحرات
حفصوتشا أم مصطفييتش فاهمه أنها لوحدها اللى بتعرف تطبخ .. و قال ناشره صور لطبيخها .. لأ يا هانم .. أصحى و فوقى .. الطبيخ ده نفس .. يعنى موهبه .. يعنى مش أى أى ولا زى زى .. أوعى وشك بقى
فى أحداث كئيبه و غريبه .. و عود على عاده قديمه .. قررت أن أكتب ما سأكتبه الآن هربا من حزن عميق مس قلبى .. و أيضا هربا من علامات استفهام تملأ الأفق .. ولا أجد لها حتى الآن أجوبه مناسبه
بما أن موضوعى الأخير كان مقرف بتفوق .. و لأن أصحابى صعبوا عليا فعلا .. و لأن حفصوتشا استفزتنى بمنظرتها بالطبيخ .. قررت كتابة قصتى مع موضوع المطبخ كله بوجه عام .. مع نبذه تاريخيه
عن علاقتى بالمطبخ .. و توضيح فى النهايه لأهم أنجازاتى .. و تبدأ القصه من زمااااان .. زمااااان
______________
أظننى كنت أبلغ الرابعه أو الخامسه حين بدأ المطبخ كموقع جغرافى يتخذ موضعا مميزا فى وعيى و لا
وعيى ..المطبخ المقصود هو مطبخ البيت الكبير حاليا بيت أبى و أمى .. كفكره عامه أنا أول الأبناء يلينى أختى الأصغر منى بسنتين .. ولا أحد آخر .. كان والدى دوما منشغلا فى أعماله و أسفاره ..ووالدتى أيضا كانت امرأه عامله فى مجال التدريس .. و بالتالى كان الموكل بشؤن البيت مجموعة الشغالات بقيادة الراحله العظيمه .. فردوس ..و فردوس رحمها الله كانت كيانا ضخما جبارا ترتدى السواد دائما .. تتميز بكرش مهول و نظرات ناريه تمثل فى مظهرها و مسلكها العام عكس اسمها تماما .. و قد أطلقت عليها فى مراهقتى أسم مدام انفرنو ( و أنفرنو هو الدرك الأسفل من الجحيم كما ورد فى كوميديا دانتى الألهيه ) يتبعها فى الأداء على ما أذكر خادمتين مسكينتين مذعورتين دائما و أصغر سنا .. و يمثلان معا النموذج النسائى للوريل و هاردى .. هما بثينه و نادره .. بثينه شديدة النحافه عبيطه بالسليقه و نادره سمينه بطيئة الحركه و طبعا .. عبيطه بالسليقه , فردوس القائمه بمقام الشاويش القديم فى المعسكر تأتى باكرا جدا فى حوالى السابعه صباحا .. تشرف على كل أمور البيت فى غياب والدتى .. و تسلمها البيت ظهرا و تنصرف بعد الظهر .. بينما بثينه و نادره مقيمتان فى البيت , تتكومان ليلا فى حجره بجوار المطبخ
المهم .. بتعليمات من والدتى الصعيديه جدا .. و بتفرقه عنصريه بالغه و معتاده وقتها , تم منعى تماما من الأطلاع على المطبخ و مايتم فيه .. فالرجل فى وجهة نظر أمى من واجبه أن يكون ضيفا فى بيته .. أى لا يدخل المطبخ أطلاقا .. فالمطبخ هو من اختصاص الأناث فى البيت فقط .. و مجرد اطلاعى على مايجرى فيه يعتبر انتقاصا لرجولتى ( كان عندى خمس سنين وقتها . مش فاهم أنتقاص أيه اللى أمى كانت بتتكلم عليه ده ) و يكفى أن امسك أيا من أدوات المطبخ كالكبشه مثلا فى لعب برىء تقليدا لبعض الأفلام الساذجه وقتها حتى تنطلق والدتى أو نائبتها فردوس الجباره فى تأنيبى : تمسك حاجة المطبخ ليه ؟ أنت بنت ؟
و طبعا أنزوى بلعبى الأولادى بعيدا عن المطبخ .. بينما أختى الأريبه تتمتع بصحبة فردوس و فرقتها .. و تلعب كيفما تشاء فى المطبخ طوال اليوم .. و أنا قابع وحدى مع لعبى التى أملها بسرعه خارج حدود المطبخ المحرم على مجرد دخوله
أقبع فى مكمنى المعتاد فى الممر المؤدى للمطبخ و على باب حجرة نادره و بثينه الخاليه .. اراقب اختى الأريبه المحظوظه تستمتع مع المجموعه فى المطبخ .. حاملة لعبها كلها معها .. و مشاركه لهن فى اللعب بكل الأشياء الغامضه التى اتمنى معرفة ماهى بالظبط .. بينما أنا متروك وحيدا مع ألعابى الصبيانيه .. بندقيه بفله , ميكانو , شطرنج . مكعبات .. و أشيا ء كثيره ممله .. و بمعرفة أن التليفزيون فى هذا العصر كان أبيض فى اسود و يبدأ أرساله فى الخامسه مساء .. يمكن تخيل العذاب و الملل الذى كنت أعانيه وقتها خلال الفتره الصباحيه , بينما أختى تتسلى بصحبة فردوس الجباره و تابعتيها المذعورتين .. و تلهو بكل الأشياء الغامضه التى يقتلنى حب الأستطلاع لأستكشافها , و أنا فى مكمنى مكتفيا بتأملهن صامتا محاولا فهم أى شىء مما يفعلن هناك , مغرقا فى روائح الخلطات العجيبه التى يقمن بأعدادها على البوتاجاز .. فى فراغ المطبخ الغامض
مع بداية تعلمى القراءه ( تعلمت القراءه و الكتابه على يد أمى قبل دخولى المدرسه ) و انكبابى على بعض القصص المصوره فى مكمنى المعتاد , و أبان تأملى لصورة الساحره الشريره فى أحدى القصص و هى ترتدى السواد و تقلب خليطا سحريا على النار بغرض تحويل الفارس المغوار ألى ضفدعه , ومضت الحقيقه فى ذهنى فجأه كأنها ألهام من السماء
نعم .. فردوس الجباره ساحره شريره .. ترتدى السواد و تصنع خلطات غريبه .. و نادره و بثينه هما القزمتان المساعدتان للساحره الشريره .. حتى اللغه التى يستخدمونها .. لغه مفرداتها عجيبه .. لا أفهمها ولا أسمعها أبدا خارج المطبخ .. يقدح .. تقمعيها ..طشه .. تخديعه .. كلها مفردات سحريه جائت من لغات قديمه لعلها العبريه لغة الأعداء
و أختى العبيطه تلعب معهن , أو لعلها مشتركه معهن فى المؤامره لتحويلى ألى ضفدعه .. لتتمكن من الأستلاء على ثروتى الخاصه المتمثله فى العجله أم تلات عجلات و علبة الأقلام الفلوماستر ( واضح أن البارانويا بدأت معايا بدرى قوى ) لاااااااااااااااااااااااا .. أنا لن أتحول ألى ضفدعه .. سأقاتل الساحرات الشريرات .. و لأبدا بقتال كبيرتهن التى علمتهن السحر .. فردوس الجباره
أعمر بندقيتى ذات الفله .. و أقتحم المطبخ مخالفا كل التعليمات .. و صائحا صيحة الحرب العنتريه .. أتوجه بكل شجاعه و أقدام ألى فردوس شاهرا بندقيتى أم فله .. و احكم التصويب .. و بمنتهى الأقدام أضغط على الزناد لينطلق الصوت المدوى الهادر ..
تك
الفله تصيب كرش فردوس المهول ..و تختفى دون أن تصدر أى صوت .. ولا يبدو على أى أحد أنه شاهد شجاعتى أو ارتعب من أقدامى
لا يهم .. أنا لا أيأس بسرعه .. اجرى للخارج أحضر سيفى البلاستيك البتار .. و أعود للمطبخ بصيحتى المرعبه .. و ألوح بسيفى فى وجه فردوس الساحره الشريره .. و أندفع بالسيف ألى كرشها .. هذه المره أنا المنتصر لا ريب ..
لا أشعر ألا و أنا محمول فى الهواء .. أرفص بقدماى .. و فردوس تحدثنى بمنتهى الهدوء : ماما قربت تيجى نستحمى بقى عشان تتغدى
و أجدنى أعزلا من بندقيتى سيفى .. بل مثبتا فى البانيو .. و فردوس تمسكنى بيد و تمسك الليفه باليد الأخرى.. و الصابون الحارق يدخل فى عينى ( لم يكن بيبى جونسون قد تم اكتشافه ف هذا الزمن السحيق ) .. و أتلقى العقوبه البشعه .. الحموم
تمر الأيام و مع مراهقتى أنسى تماما أى فكرة استطلاع ما فى المطبخ .. و أتعامل بتلقائيه و قبول بحقيقة أن المطبخ بالفعل منطقه محرم على دخولها , و فى أيام الجامعه و مع السهر فى المذاكره كان من الطبيعى أن تنام الخادمتين مبكرا .. و بالتالى بدأت أتعلم بعض الأساسيات كعمل الشاى أو العثور على الثلاجه للحصول على الماء البارد.. و كانت تلك هى كل تعاملاتى مع المطبخ
بعد تخرجى و عملى فى مجال البنوك و التمويل , انتقلت للحياه فى الأسكندريه الرائعه , و عشت وحدى كشاب أعزب .. طبعا كانت أجمل أيام حياتى .. لكن حتى فى تلك الأيام لم أفكر فى التعامل مع الفراغ الغامض المسمى بالمطبخ , أرسل لى عمى فتى نصف متخلف أظن كان اسمه عوض ليقوم بخدمتى .. و عوض كانت مهمته الأساسيه بالنسبة لى هى نظافة البيت و العنايه بالملابس .. مع تنبيه أن طبيخه كويس بس يعنى مش قد كده .. فطبيعى أن أغلب غذائى كان فى المطاعم التى اعتدتها و اعتادتنى
كل يوم تقريبا كنت أشم روائح غريبه عند دخولى البيت , و بسؤال عوض : أيه الريحه دى يا عوض ؟ هو فيه فار ميت فى البيت ؟
يرد عوض بنصف تخلفه المعتاد : لأ ياباشا .. ده أنا اسمالله على مقامك طابخ قرنبيط.. أجيبلك تتعشى
بسرعه شديده أرد : لأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأأ .. روح نام
لكن عوض كان مفيدا فى التعامل مع المنزل بوجه عام .. من حيث النظافه و الترتيب .. ألى أن اكتشفت أن مهمة عوض الأساسيه هى نقل أخبارى للعائله .. مين بيزورنى .. باخرج أمتى و ارجع أمتى .. باكلم مين و مين بيكلمنى .. و طبعا لأنى وقتها كنت مجرد شاب أعزب جامح .. كانت أخبارى المنقوله كلها ماتسرش أبدا .. أكتشف حقيقة عوض .. فأطرده شر طرده ليعود للبلد .. و أواجه بمفردى واقع الحياه المرير .. و حتمية القيام بأعمال منزليه , و التى تعتبر فى تكوين أدراكى نوع من الأفعال الأسطوريه التى لا يقدر عليها البشر الطبيعيين أمثالى
و أتعلم بعض المناورات الخطيره مثل أشعل البوتاجاز لتسخين وعاء ما جائنى مملوءا بالطبيخ .. و أحيانا أعداد القهوه التركى .. لكن طبعا جل الأعمال كان من نصيب فئة الأمهات , كأم محمود , و أم سيد ,و أم بسمه .. و أم أى حاجه تنضف البيت و تلطش اللى تقدر عليه و ماتجيش تانى .. و أترحم على أيام عوض
ثلاث سنوات و أصاب فى الحادث الأليم .. و هو الزواج .. و طبعا ينسحب من أدراكى تماما كل شىء عن الأعمال المنزليه .. فزوجتى السابقه تركت عملها كمهندسة عماره بمجرد زواجنا .. و تفرغت للبيت ..و أذكر أنى فى شهر العسل و من باب الرفق بالقوارير .. تطوعت بعمل االقهوه لها .. أذكر حتى الآن تعبيرات وجهها و هى تشربها .. و تشكرنى بحراره .. ثم تقول لى بلهجه حاولت أن تكون حميمه : حبيبى .. المطبخ ده مهمتى أنا .. ماتعتبوش تانى
أبتسم فى وجهها بحنان و أقول لها : أبدا ياروحى .. أنا بس باحاول اساعدك
فتنتفض من مكانها صارخه : ماتعتبش المطبخ تانى ..
أفهم وجهة نظرها فى طعم القهوه ..
و لحسن السير و السلوك أحصل على الأفراج من الحياه الزوجيه بانقضاء نصف المده .. أى بعد أحد عشر عاما من الزواج .. أسترد حريتى مره أخرى .. و أعود للحياه وحدى مستمتعا بتدبر أمورى بنفسى .. فى البدايه كانت كاترين مديرة منزلى الأول بعد الطلاق .. سبعينيه نصف يونانيه , تعتبر مثالا نموذجيا لمديرة المنزل .. لا أسمع صوتها أبدا .. و تقريبا كل ما أحلم به أجده قبل أن أسأل عنه .. تحضر مبكرا .. لأستيقظ فأجد الحمام جاهز .. من الحمام للأفطار و القهوه فى البلكونه , بعد الأفطار حجرتى أجدها مرتبه كأنى لم أقض فيها اليل .. بل و ملابسى مجهزه للأرتداء .. مع مذكره أسبوعيه مكتوبه بفرنسيه ركيكه تشمل ملخص المصروف و المطلوب للبيت و الموازنه التقديريه لذلك .. تخيلوا ؟؟ يمكن أن أقضى أسبوع كامل دون أن اسمع صوت فى البيت .. سوى بونجور صباحا .. و أورفوار مساء .. يااااه .. الجنه و ما فبها ..
و طبيخ كاترين كان رائعا .. فالمطبخ اليونانى و التركى و المصرى متقاربين جدا , فورق العنب و المسقعه و الملوخيه واغلب الأصناف الشهيه معروفه لدى كاترين .. بل كانت تجيدها فعلا بشهادتى و شهادة ضيوفى .. و للمره الثانيه أخرج من الجنه باضطرار كاترين للعوده ألى اليونان ..و أعود لفئة الأمهات المفتريات مره أخرى .. أم سعيد و أم احمد و أم عربى و ام عفريت .. و أتلطم بينهن .. من عكاكه لا تجيد الطبيخ ألى من تمد يدها الطويله على مقتنياتى مما يخف وزنه و يعلو ثمنه
المهم .. فى ذات عام طلاقى .. حصل عدد من أصدقائى على حريتهم أيضا و يبدو أنها كانت موضه وقتها .. و عشت و مجموعه من الأصدقاء حياة العزاب الرائعه مره أخرى .. لا ينغصها سوى مسألة المطبخ و استغلال البلوريتاريا المتمثله فى فئة الأمهات .. ( أم محمود و ام سيد و ام عبده و ام أى حاجه ) و فى ثوره عنتريه يحدوها وعى سياسى و تاريخى عميق (غالبا ده اللى بيودينى فى داهيه دايما ) أقرر التخلص التام من سيطرة و استغلال البلوريتاريا ..
أنا هاطبخ لنفسى
و انا كمان ( يرد أ. غريب صديقى المطلق أيضا باندفاع أهوج ) و
تصدقوا بقى .. انا كمان معاكم ( كان هذا صوت ع. وهبى الذى طلق زوجته الأوروبيه و عاد ألى مصر )و
أيوه أحنا لازم نعتمد على نفسنا ( كان هذا صوت همهمتنا مجتمعين بعزيمه و أصرار ) و
هئ هئ هئ هئ .. الحساب للبهوات يامتر .. شكلهم تقلوا العيار و بيهرتلوا ( كان هذا صوت مارى .. مديرة محل ستايل الذى كنا سهرانين فيه وقت اتخاذ القرار .. و له حكايه أخرى فى مقام و مقال آخرين )ه ____
المهم .. من اليوم التالى عزمت على تنفيذ ماقررته .. و ألى أقرب مكتبه لشراء كل ماتطوله يدى من كتب الطبيخ .. أعود ألى البيت بحملى الثمين .. لأتصفح الكتب التى توسمت فيها طوق نجاتى و أنقاذى .. لأكتشف مره أخرى أنى اواجه كهوف الساحرات الشريرات فعلا .. الكتب مترجمه من لغات غير عربيه بمعرفه مترجمين شوام و مغاربه .. و ما أدراكم مالشوام و المغاربه فى الترجمه .. ذات الطلاسم اللوغاريتميه التى كنت أسمعها من فردوس و مساعداتها .. مثال
الراتنجان المحبوق يتم غليه ألى حرارة عشرين فهرنهيت ثم يضاف حبق النجنوس المضروب جيدا بالعكرس المزوى .. و بعد تجمده يطرح على الرجناش لبرهه قصيره لحين قدح الدهن العجوزى مع المحلى المفرط
يانهار اسود ؟ ايه الكلام ده ؟؟ هو فيه أيه .. ؟ التليفون بسرعه
الحقوووونييييييييييييييييييييييييييييييييييييي ..
امل الصديقه الوفيه ترد بضحكه خبيثه .. طيب جايالك حالا .. و تحضر أمل .. و يحضر اصدقائى بكتبهم المماثله .. كونسولتو لمحاولة فهم معنى ما اشتريناه من كتب ... تنتهى الجلسه بعشاء من كنتاكى و ضحكات تشفى شرير من أمل و مارى و نهى .. مع قصه للتندر لسنوات عن خيبتى أنا و اصحابى
مش مهم .. أحنا رجاله ولازم نعتمد على نفسنا .. ( أ . غريب يتمتم بعد نوبة تريقه استمرت نحو تلات ساعات علينا جميعا خلال سهره فى ايستايل )ه
أيوه .. أقولها باكيا .. فى محاوله للأستجابه لتشجيع غريب
صح .. أحنا مش لازم نيأس .. و تصدقوا بقى ؟ و الله ما أنا متجوز نهى ألا لما اعرف اطبخ صح عشان ماتمسكهاليش ذله ( صوت ع. وهبى باكيا ايضا .. قبل أن يجرع كأسه دفعه واحده متجاهلا ضحكات نهى المرحه العابثه حولنا بالأشتراك مع الباقيات فى التريقه ) ه
بوجه عام .. انتهجنا و أصدقائى ثلاث مدارس فى الطبيخ .. أنا انتهجت المدرسه الأرتجاليه الأنطباعيه التلقائيه .. بمعنى .. أسمع الوصفه دون تفاصيل كثيره .. أعود ألى البيت احاول الأرتجال مسترجعا أكبر قدر من التفاصيل مما سمعته .. و التصرف بانطباعى الشخصى حول الموضوع
أما ع. وهبى .. فقد جنح لطريقة المطبخ الأيطالى التحررى الوحدوى ( مش فاهم يعنى أيه بس هو سماه كده )و
بينما أ. غريب قرر انتهاج طريقة المطبخ الصينى .. و مبدؤه الأساسى .. كل شىء صالح للأكل ماعدا الزواحف السامه .... طبعا واضح نهاية العمله دى أيه
المغامرات لا تعد ولا تحصى فى مجالات الطبيخ و المطبخ .. لكنى اخترت بعض منها لأكتبها من باب العبره و الأتعاظ
فى البدايه قررت الأستعانه بصديقه مخلصه لتعلمنى الطبيخ عمليا فى بيتها .. ترسل لى بريد أليكترونى بالمطلوب شراؤه فى طريق عودتى من العمل .. لأشتريه و اعود أليها تطبخ و أنا معها فى المطبخ خطوه بخطوه ..
قبل الأسترسال فى المغامره .. و تحقيقا للحق .. أوجه سؤال مباشر لكل القراء من أصدقائى الرجال .. و على القارءات الأمتناع التام عن الأجابه و التعليق .. و لا حتى التريقه
صديقى الرجل .. لو واحده قالتلك و أنت جاى هات معاك روز مارى .. تفكر تجيبه منين ..؟
عن نفسى فكرت أنه نوع من الأدويه .. و قبل العوده مررت بصيدليه .. بكل ثقه قلت للصيدلى : مساء الخير .. روز مارى لو سمحت ..
نعم ؟
أيوه روز مارى .. للكبار بس .. ( شككت لحظه أن أدوية الأطفال ممكن تتعمل فى شكل لبوس .. ومش معقول صديقتى هاتبعتنى أجيبلها لبوس .. دى حتى تبقى عيب ) ه
ده أيه ده حضرتك ؟ .. يسأل الصيدلى
.. ده أيه يعنى أيه ؟ روز مارى من فضلك .. لو مش موجود قوللى
يستشير شريكه .. و يعود متسائلا .. ده لأيه بالظبط ؟ يعنى عشان يستعمل فى أيه ؟
أفكر بينى و بين نفسى .. ثم أرد بثقه .. و الله المدام طالباه .. هاهاهاه .. أنت عارف بقى الستات .. هاهاهه و اتضاحك بغباوه محاولا تجنب الحرج
ينظر الصيدلى ألى شريكه .. ثم يقول لى .. مافيش حاجه اسمها كده.. فيه ماسك للوش أسمه قريب .. تاخد منه
لأ طبعا .. المطلوب روز مارى ..
و أنصرف بنصف كرامه .. و أنا أفكر .. يعنى أيه روز مارى .. ؟ يتجاب منين ده ..
يااااه .. أما أنا مغفل صحيح .. روز مارى .. أكيد حاجه من الماكياج .. أسمه واضح جدا .. و أوريفلام فى طرقى للبيت .. يبقى أكيد قصدها حاجه من أوريفلام .. يا خبر ابيض .. أما أنا عبيط صحيح .. طبعا قصدها أوريفلام .. أكيد .. يعنى هاتغدينى من حقها تدلع شويه برضه و تطلب ماكياج و كده .. هاهاهه .. الله يحظك يا فلانه .. و أتجه فورا ألى اوريفلام
بمنتهى الثقه أتوجه للبائعه الشابه التى نهضت لمقابلتى باحترام شديد و ابتسامه و اسعه .. افتح الميل المطبوع و أتأكد من أسم المطلوب و الذى كتبته فلانه بعد الخضروات .. من فضلك عاوز روز مارى
نعم ؟
روز مارى .. لو فيه الكبير يبقى كويس .. هاهاه
البائعه الشابه تبتسم فى بلاهه .. و أنا احاول الأبتسام فى ثقه .. و أتمتم .. روز مارى .. اللى هو يعنى .. أحاول الأشاره بيدى عشوائيا لشكل العلبه أو الزجاجه أو أى شىء لأوضح أنى فاهم .. و أتمتم مبتسما فى ثقه مصطنعه .. روز مارى ... هاهاها
لحظه واحده .. تنطقها البائعه الشابه بحرج .. و تنطلق لمديرة المحل .. المرأه الأريبه الخبيره بشكل واضح لحظات و تعود البائعه المذعوره مع مديرة المحل الأريبه
أفندم يا باشا ؟ تتسائل مديرة المحل بنظره وقحه كاشفه
أيوه .. حضرتك كنت عاوز روز مارى .. يعنى أى حجم ..
هى المدام قالتلك أنه عندنا ؟ تتسائل الأريبه الخبيره و نظرتها تزيدنى تعريا و أحراجا
أيوه طبعا .. هاهاهاه .. هى أصها زبونتكم .. يعنى على طول هنا .. اهاهاه .. فيه روز مارى بقى ؟ ولا أيه يعنى .. هه ؟؟ أتساءل و أنا على وشك البكاء
الأريبه الخبيره تقترب بشفتيها من أذنى و تهمس : شوف .. لو كانت كتباهالك .. اسأل عند الخضرى اللى فى ميدان الجامع .. الروز مارى حاجه بتتاكل
تعود برأسها وهى تنظر للفراغ .. و أنا فى حالة عته ذهولى ..انصرف دون كلمه و انا ممسك بالورقه فى يدى كالعبيط
أكتشف فى النهايه يا حضرات الأصدقاء و ليس الصديقات أن الروز مارى حاجه بتتاكل فعلا .. و بتتباع عند الخضرى .. أى و الله العظيم .. من عند الخضرى .. مش فاهم أزاى أسم أحدى أكبر سفن الأسطول البريطانى يبقى حاجه بتتباع عند الخضرى .. بس ده الى حصل
احاول مع نفسى مرات أخرى و فى مطبخ بيتى .. وحدى ..المشكله الأساسيه أن بيتى وقتها كان فى عمارات العبور .. أى قريبا جدا من بيت المدعوق الله يحرقه .. و بالتالى فالخدمات الأمنيه فى غاية الكفائه .. و بالتالى المطافى تأتى بسرعه خاطفه قبل أن أبدأ فى التفكير فى ماذا حدث .. مع تكرار وصول المطافى .. و محاضر الأمن عن الحرائق المتكرره .. و لحظى التعس .. تعيش فى ذات المبنى الحاجه راويه .. و الحاجه راويه سبعينيه , أبنها فى مثل سنى و أحفادها فى سن أولادى .. و بالحديث السطحى تكتشف أنها كانت زميله دراسه لأمى فى كلية رمسيس فى الأربعينيات من القرن الماضى .. شوف أزاى ؟
و سلملى على مامتك .. و أخبارها أيه ؟ هذا هو الحوار فى الرايجه و فى الجايه .. و كلما قابلتها فى الأسانسير ..
المهم .. الحاجه راويه و فى مقابله بالصدفه البحته فى الأسانسير يوم الجمعه و هى بصحبة مقصوفة الرقبه حفيدتها .. و بعد حريق يوم الخميس الذى حلقت بعده طائرات الهليكوبتر على ارتفاع منخفض قرب العماره .. تحدثنى الحاجه راويه قائله : هو أيه اللى حصل عندك ؟
أبدا و الله يا طنط .. نسيت بس براد الشاى على النار .. و الأمن عملوها حكايه .. هاهاهه
طيب و انت ما تعلمتش من الحرايق اللى قبل كده ؟ يابنى ده أنت كل أسبوع ليك حريقه
معلش بقى يا طنط .. أصلى يعنى ساعات بابقى تعبان و بانام و أنسى الحاجه على النار
طيب يابنى مش مامتك قالتلك و انت صغير ماتلعبش فى البوتاجاز ؟
ايه .. مالعبش فى البوتاجاز ؟؟ أحدث نفسى مذهولا .. و أنظر بكراهيه للحفيده مقصوفة الرقبه التى تتنطط فى يد جدتها .. و لا أجد رد مناسب
تيته .. تيته .. أنا شاطره و مش بالعب فى البوتاجاز .. مش كده ؟
أيوه يا حبيبتى أنتى شاطره .. اللى يلعب فى البوتاجاز بيعمل حريقه ( ترد الحاجه راويه بهدؤ شديد ) و
الملعونه الصغيره بتطلعلى لسانها .. و تتغنى .. أنا شاطره و مش بالعب فى البوتاجاز ..
و أنا أغلى و أقاوم بشده رغبه عارمه فى خنق الحاجه راويه و حفيدتها
على صعيد آخر .. ع. وهبى الذى قرر اتباع المدرسه الأيطاليه التحرريه الوحدويه فى الطبيخ .. بدأ يعلن عن أنجازاته المزعومه
فاتكم كانيلونى لابروفانتى أنما اييييه .. حكايه
طيب يا ندل ما كلمتناش ليه تعزمنا ناكل معاك ؟
معلش بقى كان عندى فلانه .. هاهاهه .. تيجو يعنى تبوظوا اليله . معلش تتعوض
أما عملت لازانيا نابوليتانى كانسترونى ... أنما أيه .. تاكلوا صوابعكم وراها
طيب يا أبن الواطيه مش تكلم اصحابك ياكلوا معاك ؟
و الله بقى كان الوقت متأخر .. و قلت الدنيا بتمطر مش عاوز اتعبكم
المهم .. نقنع ع. و هبى بالحضور ألى بيتى و الطبيخ للمجموعه يوم الأجازه .. و تبقى حفله يا عمور .. و اللا أيه ؟ و يحضر ع. وهبى .. و منذ اللحظه الأولى يتصرف بطريقة الديكتاتور المحترف .. بصوا بقى .. مش عاوز مخلوق فى المطبخ .. الأكل نفس .. يعنى أشكالكم دى ماتقربش
حاضر
و تنزل تجيبلى الحاجات دى من السوبر ماركت
حاضر
تشغلى موسيقى بوتشيلى و أنا باطبخ .. ده أكل ايطالى محتاج لأوبرا معاه
حاضر
عندك نبيت أحمر؟
على الصبح كده ؟
أنت مابتفهمش ؟ باقولك أكل أيطالى .. يعنى لازم نبيت احمر و أوبرا .. فينو روزا .. يعنى نبيت احمر يا جاهل
حاضر
و ينفرد ع . و هبى بالمطبخ .. و أجلس مع مجموعة الأصدقاء فى الصاله نستمع لبوتشيلى .. و بسبعة زجاجات نبيذ أحمر قبل الغذاء .. طبعا نأكل كالديناصورات بدون تفكير .. لنكتشف أن المعاناه كلها كانت للحصول على مكرونه مسلوقه مسكوب عليها بعض التونه و مقطع عليها فلفل أخضر .. و بس
أ. غريب أقام مع صديقنا سامح فى شقه واحده بعد حصولهما عل الحريه .. بطلاق غريب .. و انفصال سامح ( سامح مسيحى ماعرفش يطلق .. طفش بس ) المهم .. غريب اتبع المدرسه الصينيه فى الطبيخ .. و للتذكره .. المبدأ الرئيسى فى المدرسه الصينيه هو .. كل شىء قابل للأكل ماعدا الزواحف السامه .. و عليه .. يوم بعد يوم غريب يتباهى بأكلاته .. و سامح يزداد نحافه و ذبولا ... غريب فى سهراتنا يتحدث يصوت مسموع : النهارده بقى طبخت وانج شين كونج فو هاو ... راااائع
يعنى أيه ؟
ده حاجه بالصينى .. أنتوا أيش فهمكوا .. بكره بقى أن شاء الله أعمل هوشى منه هاو فيتنام شو فينج
أزاى يعنى ؟
أنتوا بتعرفوا صينى .؟. هاتفهموا ازاى يعنى ؟
و سامح المؤدب جدا ينظر بانكسار.. و يتجرع كأسه بدافع الرغبه فى النسيان .. و لا ينطق
المهم .. مع استمرار غريب فى الأستعراض بطبيخه الصينى ( كل علاقة غريب بالصين هى زيارة عمل لمدة أسبوعين لسنغافوره ) و صمت سامح و عدم وجو مايريب .. تقتنع المجموعه بقدرات غريب فى الطبيخ الصينى
فى أحدى الليالى .. الصديقه سوزى التى تمتلك و تدير مزرعة دواجن تسأل غريب بسذاجه و أعجاب ظاهر
تعرف تعمل ديك رومى بالطريقه الصينى ؟
طبعا .. يرد غريب بثقه لا تقل عن ثقة مونتجومرى .. أكيد .. ممكن بطريقة هاو بينج شاو .. أو بطريقة بروس لى فين لينج .. و ممكن عشان الريجيم بطريقة مانج سو يينج .. يعنى على حسب
تبتهج سوزى و يشرق وجهها بشده ( كانت معجبه بغريب و بترسم عليه وقتها .. بس الحمار رجع مراته الأولانيه ) خلاص .. انا عندى ديك رومى كويس قوى فى المزرعه .. أجيبهولك يوم الأربع و نعمل حفله عليه يوم الجمعه
يرحب الجميع .. و غريب لا يتردد فى القبول بثقه لا أدرى من أين أتى بها
فى اليوم الموعود .. تجتمع الشله كلها فى بيت غريب و سامح .. رائحة أعشاب عطريه تملأ البيت .. و مرح جميل قبل الغذاء.. يبدأ أعداد المائده .. سوزى تساعد غريب .. و فى النهايه يخرج نجم الحفل ألى المائده .. الديك الرومى ..
بمجرد فك الرقائق الفضيه من على الديك ينتاب الجميع صمت رهييييب .. لا يقطعه ألا تعليق المسحوبه من لسانها أمل : أيه ده ؟ أنتوا دبحتوا البغبغان ؟
فعلا .. الديك ملون .. فوركيه أحدهما أحمر و الآخر أخضر زرعى .. بينما صدر الديك نصفه أبيض و النصف الآخر مائل ألى الأزرق البترولى
يبدوا أن الأعشاب الغريبه التى وضعها أحمد فى الديك أثرت بشكل واضح .. و هنا ينطلق سامح و تنفك عقدة لسانه .. صارخا يحكى
أنا ما باتكلمش من زمان .. بس كفايه بقى .. غريب بيحط أى حاجه تقابله فى الطبيخ .. و المسيح الحى أنا شفته بعينى بيحط بن و يوستفندى فى الفرخه
بن ؟ و يوستفندى ؟.. فى الفرخه ؟؟ .. أنت بتبالغ ياسامح
لأ مش بابالغ .. ده يوم ماعمل الموزه أنا لحقت علبة الورنيش من تحت أيده بأعجوبه
ورنيش ؟ هى حصلت الورنيش ؟ أنت بتستهبل ياغريب ؟
سوزى المتيمه وقتها تمد يدها و تأكل بابتسامه .. و غريب يأكل بثقه .. لا نملك ألا أن نتبعهما ..
تلات حالات تلبك معوى و حالة تسمم غذائى وصلت ألى النيابه و لم تنتهى ألا بالتنازل القانونى .. هذا ماكان من غريب و رفيقه سامح و المتيمه سوزى
الحكايات لا تنتهى .. لكن للأختصار أفضل هنا وضع خلاصة جاربى و أنجازاتى فى المطبخ و حياة العزوبيه بوجه عام فى صورة نصائح و ملاحظات و استنتاجات .. من باب العظه و الأعتبار
أولا: عند وضع أى نوع من الأغذيه فى الزيت المغلى .. بيعمل تششششششششششششششششش و قد ينتج بعض اللهب .. ماتجريش على الباب و تقول حريقه .. أستنى شويه النار هاتهبط لوحدها .. و أياك أياك تحاول تطفيها بميه
ثانيا : المهلبيه مابتتسخنش
ثالثا : من المعروف أن اللباس الرسمى فى حياة العازب هو اللباس .. و المسمى تأدبا بالشورت .. ممنوع منعا باتا الأقتراب من المطبخ باللباس الرسمى .. لابد من ارتداء تى شيرت قبل دخول المطبخ .. الزيت لما بيطرطش على الجلد بيتعالج .. لكن شعر الصدر لما بيتحرق بياخد وقت طويل عشان يطلع تانى
رابعا : احتفظ بروب جنب الباب .. عشان مايصحش تجرى عريان على السلم و تقول حريقه .. البس الروب و اجرى بعد كده
خامسا : يجب وضع أعلانات كل محلات الهوم دليفرى فى مكان واضح فى الصالون .. لو اصحابك قالوا عاوزين نتعشى ماتعملش برم .. شاور على الأعلانات
سادسا: اللى عاوزه أكل بيتى عندها المطبخ تدخل هى تعمل اللى هى عاوزاه .. ماتتبرعش بالطبيخ .. ساعة الحريقه هاتجرى أول واحده
سابعا: لما تروح السوبر ماركت تجيب حاجة الشهر خد معاك حد كبير
ثامنا : لما الست الصينيه اللى شايله شنطه أكبر منها تخبط على الباب و تقولك فيه هاجات هلوه ماتفتحلهاش ..أو شوف حد كبير يبقى معاك .. أو قوللها المدام نايمه .. أوعى تقولها مافيش مدام .. هاتستكردك .. و لو دخلت ممكن تحصل حاجات وحشه .. على سبيل المثال
تبيعلك شبشب بلاستيك بسته و تلاتين جنيه و تكتشف أن جارك المتجوز اشتراه بعشره جنيه بس .. أو
تبيعلك بتاعه بلاستيك مدوره كده , تفهم منها بلغة الأشاره أنها بتستخدم فى صناعة الحلويات .. تشتريها باربعين جنيه .. و تانى يوم لما تيجى الشغاله تكتشف انك اشتريت قاعدة كابينيه للأطفال مع أن ماعندكش أطفال
تاسعا : ماتسكنش فى بيت فيه حد من أصدقاء والدتك .. الفضايح هاتوصل بسرعة البرق
أخيرا .. مرحبا بتعليقات الساده الأصدقاء من الرجال .. اما الصديقات .. فأيضا مرحبا بتعليقاتهم مع مراعاة
ممنوع منعا باتا تقديم أى نصائح بالزواج مره أخرى
ممنوع التريقه و النقوزه و أى نوع من أنواع قلة القيمه
التعليق فى الحدود المفيده عمليا فقط .. غير كده مالوش لزوم الكلام