اظنكم تذكرون موضوعى قبل السابق بعنوان
محسن منير السكرى و أظنكم أيضا تذكرون ما طلبته من حضراتكم وقتها لتذكر هذا الأسم , لا أخفى أنى حاولت من خلال بعض الأصدقاء العاملين بالصحافه تمرير بعض المعلومات عن الموضوع .. فعلى سبيل المثال نشرت فى موضوعى السابق عنوان محسن السكرى ووظيفة والده .. بل و نوهت عن وظيفته التى يقال الآن أنها سابقه , لكن يبدو أن حتى اصدقائى من الصحفيين ما عادوا متحمسين لتقصى الأخبار المزعجه أو الحفر خلف الأسرار .المهم
جاء بيان النائب العام اليله بالقبض على هشام طلعت مصطفى بعد رفع الحصانة عنه , مع توجيه تهمة القتل العمد مع سبق الأصرار و الترصد لمحسن منير السكرى .. بالتالى .. لا أجد حرجا فى نشر بعض ما لدى من معلومات .. بقليل من جرعة السياسه و التحليل ( أو هكذا أزمع و ربنا يستر أعرف التزم بده لحد ما أخلص الموضوع ) و كثير من الأسقاطات الأنسانيه حول الموضوع .. لكن و كتدوين شخصى بحت أمارسه لنفسى و أولادى قبل كل شىء .. قد ابدأ بمقدمه خارج الموضوع لمجرد أرضاء نفسى
لعله قدرى و ياسبحان الله أن أنتمى لوسط اجتماعى أفرز تلك النماذج البشريه النادره فى تطرفها .. تحديدا تطرفها فى الفساد .. فمن أيمن السويدى قاتل صديقى عمرو حسن صبرى الخولى ( رحمة الله عليه) ألى رئيس لجنه بالحزب الوطنى هو وسيط استيراد القمح المسرطن .. مرورا بكبار لصوص ثروات مصر فى عملية الخصخصه .. و الآن .. ينضم من معارفى للقائمه محسن منير السكرى .. كقاتل أجير محترف .. عموما أفهم جيدا مدى الشبهه التى قد تحيط بى و بوسطى و طبقتى الأجتماعيه .. لكن لا دفاع لى عن نفسى سوى حالتى الماديه حاليا .. فأنا فى هذا الزمان ( زمن الجحش العجوز ) أخرج من ضائقه ألى أخرى .. و من يعرفونى يعلموا تماما العلم أن مستواى المادى أنخفض باضطراد تحديدا منذ بداية تولى عاطف عبيد لرئاسة الحكومه فى مصر .. و هو ما أراه دليل كاف على طهارة يدى و تمسكى بالأخلاقيات التى تربيت عليها .. بل أفخر و أولادى بتلك الظروف السيئه حاليا .. فأنا واثق من أن اليوم قادم لا محاله حيث سيفتخر كل من عانى فى هذا الزمان بأخلاقه و تمسكه بشرفه و سمعته .. فلو كنت استجبت لأى من المغريات التى أغرقتنى فى وقت من الأوقات .. لكنت على الأقل حافظت على ثروتى للآن .. بل نميتها ألى درجه كبيره .. كما حقق الكثيرون ممن عرفتهم ثروات طائله , بل و نالوا مناصب رفيعه تضاف ألى ثرواتهم .. لكنى و الحمد لله .. كما أنا بأخلاقى .. و تمسكى بما تربيت عليه . .لم أجد بديلا عن كتابة تلك المقدمه التى لا لزوم لها , فأنا أعلم أن انتمائى لوسط افرز من الفاسدين و القتله الكثير من المشاهير قد يؤدى بى لشبهه لدى من لا يعرفونى فعلا .. لذا .. ارضيت نفسى بما كتبت , و الحمد لله رب العالمين
محسن منير السكرى أصغر منى بنحو خمس سنوات , كنت صديقا لأخيه الأكبر أشرف السكرى .. الضابط مهندس حاليا .. و بما أنى من سكان العباسيه و اسرة محسن من سكان الضاهر .. تحديدا شارع طور سيناء المتفرع من ميدان الضاهر بيبرس .. و بتشابك الأصدقاء و حتى أسر الأصدقاء .. فكنت أنا و اشرف ( أخو محسن الأكبر ) و ممدوح توفيق ( مهندس مدنى ) و محمد مصطفى ( محاسب ) و لفيف آخر من الشاب الذين جمعتهم ظروف الجيره و الدراسه و ايضا وظائف و مراكز أبائهم .. كنا معا نكون ما قد يسمى بالشله .. و كان محسن الأصغر منا بنحو خمس سنوات هو الأخ الأصغر للجميع .. و أقسم بالله العظيم أن هذا الفتى كان على أعلى خلق ممكن تصوره .. مؤدب , مطيع , ملتزم ألى أقصى درجه .. بل أن أبوه اللواء منير السكرى سبق و أن طلب منا أن نصطحبه معنا لحضور تدريبات التايكوندو الذى كنا نمارسه جميعا .. و بالنص قال : خدوه معاكم .. خلوه يتدحدح شويه كده .. الولد خجول قوى و رقيق كده .. مش هايعرف ياخد حقه لما يكبر .
تلك كانت كلمات أبوه .. و سبحان الله .. أذكر أنى فى الصف الثانى الثانوى و محسن كان فى الصف الأول الأعدادى اصطحبت محسن معى لنادى ضباط الجزيره حيث كان مدرب الناشئين للتايكوندو يعرفنى ( كنت وقتها بطل مصر فى اللعبه و حاصل على الحزام الأسود ) و أوصيت المدرب على أخى الأصغر محسن .. بل و حضرت معه بعض التدريبات الأوليه لأشجعه .. فى نهاية الصيف ترك محسن رياضة التايكوندو .. فقد كانت عنيفه جدا لا تناسب طباعه الرقيقه وقتها .. و سبحان من يغير و لا يتغير
سنوات .. و تخرجنا من الجامعه نحن الجيل الأكبر .. و التحق محسن بكلية الشرطه .. أذكر قبيل امتحاناته فى السنه الأولى أن طلب منى على استحياء أن اشرح له درس التضخم .. الذى درسه فى الأقتصاد .. و مراجعة مبادىء الأداره و التنظيم .. و قد كان .. حتى تاريخه كان محسن هو نموذج الأخ الأصغر الوديع المحترم الملتزم .. الذى يتعامل مع الأكبر منه بتواضع شديد .. و أشهد ايضا أن والد ووالدة محسن كانا من خيار الناس ..ملتزمان بأخلاقيات بقايا عائلاتهما الأرستقراطيه
سنوات و يتخرج محسن .. اقابله بالصدفه مع المهندس ممدوح فى النادى .. لم ألحظ تغيرا كبيرا وقتها .. فهاهو محسن أخونا الصغير صار ضابطا .. رجل مستقل .. فلا مانع طبعا أن يطلب أن يعامل بالتساوى معنا نحن الأكبر منه .. لمحة فى كلامه و تصرفاته تشير ألى أنه كبر .. لم أنتبه وقتا ألى أنه .. يتكبر .. لكنى أفرح بأخى الصغير الذى صار رجلا الآن
سنتين تقريبا و أفهم من المهندس ممدوح توفيق الذى استمرت علاقته وثيقه بالمهندس أشرف شقيق محسن ( بحكم تشابك أعمالهما كمهندسين ) أفهم أن محسن التحق بالأمن المركزى .. ثم بما يسمى بأمن الدوله .. افرح ايضا .. فتلك اشاره لأنه ضابط ناجح و الحمد لله
أقابله فى منتصف التسعينات .. أشعر اللآن بأن هذا الشاب الملتزم صار يتصرف باستهتار .. نعم استهتار .. و أحيانا استعلاء .. لا يعجبنى الأمر كثيرا .. لكن عموما تصرفاته معنا كانت فى حدود أننا أخوانه الأكبر منه .ما لم يعجبنى أيضا كلمة ياباشا .. التى لاحظت أنه و بعض زملائه من سنه ينادون بعضهم بها .. باشا ؟؟ مجرد ملازم أول أو نقيب يقال له باشا ؟؟ كيف اذا سينادى والده اللواء أو من فى منصبه ؟؟ لم أتوقف عند ذلك كثيرا وقتها
فى نهاية التسعينات و بعيد عودتى من سفرى أشرع فى تاسيس أعمالى الخاصه .. المهندس ممدوح و المهندس اشرف يتشاركان فى بعض المشاريع .. أقابلهما على فترات متباعده ..مع تطور أعمالى وقتها يدعونى ممدوح للمشاركه فى عملية مقاولات .. فهمت بعدها أنها عملية تقسيم اراضى بناء .. أو ما أسميته بمجرد تعمقى فى النشاط أن المسأله لا تعدو كونها تسقيع أراضى لا أكثر ..أدراكى للأمر كان بعد أن سددت حصتى من الشراكه لممدوح الذى أثق فيه و أعرفه منذ الطفوله .. و أكتشف أن محسن شريك فى العمليه من الباطن حيث أن مركزه الرسمى لايسمح له بالمشاركه بأسمه .. و كذلك أخوه أشرف .. فكان هناك شريك ضل سجلت بأسمه أنصبتهما .. لكنهما يشتركان بنفسيهما فى الأداره .. و هنا .. أبدأ فى مقابلة محسن السكرى الجديد .. هذا الذى كان شابا خلوقا خجولا ملتزما .. اراه الآن ... مجرد باشا
أفهم وقتها أنه يعمل فى أمن الدوله .. و لأجادته للغات أجنبيه ( بحكم تعليمه الراقى ) فقد كلف بتأمين بعض المنشآت السياحيه .. منها أركيديا الذى شهد جريمة قتل علنيه منذ نحو سبع سنوات أو أكثر ( كان ضحيتها محمود روحى نجل صاحب مطاعم سفارى و زوج شمس أبو الحسن عباس الطالبه المثاليه فى الجامعه الأمريكيه وشقيقة عباس أبو الحسن المنتج السينيمائى حاليا.. و لهذا مقال آخر فى مقام آخر ) و يستلزم عمله التواجد فى أماكن عن نفسى سميتها استفزازيه .. رغم استطاعتى ارتيادها وقتها بسهوله .. مثل بيانو بيانو .. و اب ستيرز .. عن نفسى بعد زيارات قليله لتلك الأماكن رأيت أنها نوع من البطر لا يمكن لأنسان يجتهد مثلى فى تحقيق ثروه أن يبذرها بتلك الصوره .. ما معنى أن أسهر أدفع نحو ألف جنيه فى الليله فى نهاية التسعينات ..؟ لا أجد معنى لذلك سوى أن ما أحققه من ثروه .. لم أتعب فيه .. مهما كانت ثروتى .. فلا ابددها بتلك الصوره أبدا ..
المهم .. ألاحظ اولا اندهاش محسن من هذا الوسط .. بعيدها بفتره .. ألاحظ افتتانه بهذا الوسط .. فعلا .. الشاب مفتون بتلك الحياه الشديدة الترف و البطر .. مفتون بمعنى الكلمه .. نتقابل فى أجتماعات أدارة مشروعنا المشترك .. فيتحدث بأعجاب يصل ألى التأليه عن نجيب ساويرس .. عن رامى لكح .. و عن .. طالب أغا .. لمن لا يتابع الأخبار .. فطالب أغا هو رجل الأعمال السورى المصرى الأمريكى الهارب بمليارى جنيه ألى الولايات المتحده .. و الذى رفضت الولايات المتحده تسليمه لمصر لأنه يحمل الجنسيه الأمريكيه . علما بأن هناك ضابطى شرطه مسجونين حاليا على ذمة قضية تهريبه من البلاد !!!الأمر صار غريبا .. و مرعبا
فتره وجيزه و أفهم بدقه أن المشروع المزمع هو تسقيع أرض تم الحصول عليها بواسطة أحد وكلاء وزارة الأسكان .. عمليه اشك فى شرعيتها تماما .. أصارح المهندس ممدوح بمخاوفى .. يعترف بأن : الناس كلها بتعمل كده .. أشمعنى يعنى أحنا اللى مش هانعمل ؟
أسكت لأيام .. لكن ضميرى الملعون لا يسكت .. اصارحهم فى الأجتماع التالى بأنى ارغب فى الأنسحاب من الشركه .. بالفعل .. يخرج محسن السكرى بفكرة أن أحد أصدقائه من المجتمع المخملى هو مقاول كبير ( ليس طلعت مصطفى أطلاقا لكنى لست فى حل من ذكر أسمه الآن ) سيشترى منا المشروع .. و أنى سأحصل على مشاركتى السابقه فورا .. وأنسحب و هم سيكملوا المشروع مع المقاول أو سيبحثوا عن مشروعات أخرى مشابهه لكن بدونى .. فعلا .. أحصل على شيك بمبلغ كبير مسحوب على حساب المقاول المذكور .. و كان وقتها من الصاعدين .. فى تاريخ استحقاق الشيك .. المقاول المذكور لا يسدد لى قيمته .. ارفع قضيه .. أفلس المقاول .. ولا أحصل على حصتى .. حتى تلك اللحظه أفهم أن جميع الشركاء فى ذات الأزمه .. لأكتشف بعيد نحو سنه أن كلهم حصلوا على مستحقاتهم ماعداى .. بل أن المقاول الذى افلسته بحكم محكمه مازال يمارس نشاطه بل و يتوسع فيه تحت أسم آخر غير أسمه ..!!!! لأكتشف لاحقا أن محسن السكرى تركزت أعماله فى منطقة شرم الشيخ و سيناء .. و صار شريكا مستترا للمقاول المفلس المشار أليه !!! الأقرب لى فى المجموعه كان المهندس ممدوح .. اذهب أليه .. أعاتبه .. بل أظهر غضبى مما حدث .. فأجده متبلد الأحساس .. ببساطه حصل على أمواله .. و لم يكلفه الأمر سوى كتمان شهادته فى بعض نقاط يراها بسيطه .. و العمل مستمر بنشاط كبير فى شرم الشيخ .. مزيد من الأراضى للتسقيع .. مزيد من المشروعات التى تباع على الورق .. و البركه كل البركه .. فى محسن باشا !!!!!و
أنفصل طبعا عن مجموعة من كنت اظنهم اصدقاء .. لكنى و بالصدفه اقابل بعدها محسن باشا فى بعض السهرات التى كنت أدعى أليها فى ما أسميه أماكن البطر .. كموروكو مثلا حيث السهره لا تقل تكلفتها عن ألفى جنيه للفرد .. ما راعنى وقتها أن محسن باشا لم يكن ضيفا مثلى أنا المقتدر وقتها .. لكنه كان ببساطه .. صاحب الترابيزه .. حساب سهرته بالآلاف كل ليله .. يزور القاهره أسبوعيا تقريبا .. وباقى أيامه فى شرم الشيخ لمزاولة عمله الرسمى كضابط أمن دوله !!! لم أسأل بعدها أبدا عن مصدر تلك الثروه .. و لا عن طباع الشاب الخلوق الذى عرفته و الذى تحول ألى مترف مفسود بمعنى الكلمه .. و تقريبا نسيت الأمر برمته .. طبعا مع كوارثى الماديه المتتابعه ابتعدت حتى عن تلبية دعاوى بعض الأصدقاء من المترفين .. و انسحب الموضوع كله من ذهنى
حتى قرأت أسم محسن .. الشاب الملتزم الذى عرفته فى الماضى .. و المترف الذى تحول أليه لاحقا . هذه المره ليس كرجل أعمال فاسد .. ولا كمترف يتبطر بثروه جمعها بدون تعب .. لا .. أقرأ أسمه الآن كقاتل مأجور .. مارس أبشع مهمه يمكن أن يمارسها بشر .. أتوقف حزينا عند .. كيف تحول هذا الشاب ألى ذاك الوحش
فى النهايه لدى بعض هوامش عن الموضوع قد ترتبط بموضوعات أخرى لاحقا اذا استطعت النشر.. فمحسن منشور عنه أنه ضابط سابق .. لا أستطيع أن أؤكد تلك المعلومه أو أنفيها .. لكن آخر معلوماتى عنه منذ نحو عام .. أنه ترقى ألى رتبة عقيد فى أمن الدوله و الله أعلم
من واقع معلوماتى أرانى أتسائل بشده .. هل فعلا هشام طلعت مصطفى هو من حرضه على تلك الفعله ؟. لا أدرى لم لست مرتاحا لتلك الفكره .. لكن عموما .. الأيام ستوضح الكثير .. و قد تسمح لى بنشر الكثير
قبيل انتهائى من كتابة الموضوع قرأت عن
حريق بمقر الجزب الوطنى بأسيوط .. التهم المكاتب دون خسائر فى الأرواح .. أظن توقعاتى تسير حتى الآن على الطريق الصحيح
..
حسنا .. لهذا مقال آخر فى مقام آخر