مقدمه لابد منها
البدايه كانت مع
حلم .. المدونه الصديقه , و خلال تعليقها على موضوعى السابق و ببرائة شبهتها أنا ببرائة أكرم ابنى و هو ينظر ألى بعد مايعمل عمله سوده .. تسائلت الصديقه العزيزه : هل وقع حزب الله فى ذات المصيده التى سبقه أليها صدام خاصة بعد أن كاد الأمر ينتهى بتوغل أسرائيل فى العمق البنانى ؟
و بما أن المتاعب لا تأتى فرادى .. فها هى
عشتار رفيقة العقل فى قلب القاهره .. و بعد أن أسعدتنى بموضوع جميل ذكرتنى فيه بكل الخير .. هاهى تلحق موضوعها بموضوع آخر مرهق جدا و مرعب .. عنوانه سؤال حرج .. هل انتهت الحرب ؟
بين سؤالى
حلم و عشتار .. مناقشات و لقاءات مع الأصدقاء .. قراءات و مشاهدات , نزوع ألى استرخاء مريح ثم انتفاض من الراحه كمن يطارده كابوس .. الأسئله ملحه .. و المستقبل القريب لا يبشر برحمه من أى نوع ..أعيد قرائة ما كتبته و أنا أحاول رسم الخريطه فى موضوعى من البرج العالى ألى كوكب الأرض ( أرشيف يونيو )
لأجد الأسئله التى كنت متوقعا اجابتها بعد فتره بسيطه أجدها تضاعفت عددا و خطوره .. لا محاله .. الجهد استحق بذله , ووداعا لحالة الأسترخاء اللذيذ .و شكرا لأصدقائى الأعزاء المتعبين.
بذات منهج النظره الديجوليه (كما فى موضوعى السابق من البرج العالى ألى كوكب الأرض)أحاول الأستمرار فى التحليل بغرض رسم الخريطه الجديده ..,ماحدث فى لبنان غير الكثير وكشف الأكثر , و الوقائع المتلاحقه فعلا جائت كرياح شديده أطاح ببقايا الثياب/الأقنعه التى يرتديها كل اللاعبين فى الشرق الأوسط ..
لنبدأ أولا بتحديد اللاعبين ثم وصف كل منهم و حالته قبل التشليح ثم .. بعد أن انكشفت حقيقته
حزب الله : هو جماعه مسلحه شكلت مجتمعا يتبع مذهب دينى تعتنقه أقلية المسلمين فى العالم العربى ,ظهر للوجود فى الثمانينيات أبان فترة الفوضى البنانيه , و استحق بموجب الظرف التاريخى قدر من السيطره الذاتيه على مساحة أرض تقع فى أقصى الجنوب البنانى و لها ساحل على المتوسط , و بالأستفاده من خلخلة التوازن اللبنانى بعد الحرب الأهليه و خروج الفلسطينين المسلحين و تحجيم العناصر و الجماعات المسلحه الأخرى , مع هشاشة الدوله اللبنانيه المعتاده و المتعمده باعتبارها جزء من عقيدة حفظ التوازنات اللبنانيه .. أستطاعت جماعة حزب الله تشكيل مجتمع خاص و بأسلوب أقرب لمنهج التكفير و الهجره ( مع عدم الاصطدام بجزء التكفير ) يطبق هذا المجتمع نموذج الحياه الأيرانى داخل مساحته الجغرافيه المحدوده , و بتداعى الظروف التاريخيه , يحصل حزب الله على دعم أحدى القوى المؤثره جدا فى الشرق الأوسط و هى أيران .. مع اشتراك فى المصالح مع النظام السورى ( وليس الشعب السورى ) فالنظام السورى شيعى يحكم أغلبيه سنيه و يتلقى دعما من أيران بناء على تداعيات تاريخيه سيلى ذكرها لاحقا .. و تستمر لعبة الأقدار فى شكل ظروف تاريخيه أيضا .. فيتمتع حزب الله بزعيم له من الجاذبيه الشخصيه محليا و عالميا مايميزه حتى عن زعماء الدول المسانده له أيران و سوريا .. و يتميز بأخلاقيات مثاليه و ذكاء أعلامى متفوق مكنتا الحزب كله من تجاوز حساسية تحالفه مع أيران و سوريا ألى حد كبير باعتبارهما تمثلان معا ثلثى محور الشر بالتعريف الغربى
.
لبنان : الدوله اللبنانيه هى بناء هش .. ولا يبالغ الخبراء أذا اعتبروا هشاشة الدوله فى لبنان هى جزء من عقيدة الدوله نفسها , دوله متعددة العرقيات و الطوائف .. تتنفس مع الهواء أسباب الفوضى و الحرب الأهليه .. لكنها تحافظ على توازن جميع الأطراف فيها بذكاء حاد و مرونه شديده تستتبع بالضروره أرخاء القبضه الرسميه على طوائف الشعب .. و ينتج عن هذه الهشاشه المنتظمه ( و بعبقريه فريده) توازن مصالح يحفظ نفسه بنفسه .. منتهى الواقعيه السياسيه .. قمة التحرر السياسى و الأجتماعى .. حذر فائق .. خطر داهم لكنه دافع للتطور و الأستمرار و أيضا النمو , و بالفعل و بالأرقام حققت لبنان كدوله معدلات تنميه رائعه خلال السنوات الخمس الماضيه .. أغلبها (و ياللعجب من مجريات الأقدار )علامات تفوق فى أنشطه اقتصاديه لا ينافسها فيها سوى أسرائيل ذاتها .. السياحه , الشحن البحرى ,العمل المصرفى ..و تستفذ لبنان كدوله جارتها و عدوتها أسرائيل على مستوى التنافس الأقتصادى فى شرق المتوسط.
أما عن لبنان الشعب و ليس الدوله .. فهو يشكل فى مجموعه ظاهره عبقريه فريده بين الدول العربيه , فهو شعب متحرر شديد الوعى بمصالحه , شديد الجنوح للواقعيه السياسيه و الأقتصاديه , يمثل فى مجمله قيمه أعلى نسبيا من القيم العربيه عموما فى نظر الغرب و حتى العرب أنفسهم مع جنوح للأنتماء لمنابع حضاريه خارج التجمع العربى
.
سوريا : النظام السورى نظام قمعى , فردى , حقق السبق التاريخى فى توريث الحكم الجمهورى , يحاول بكدح يشوبه ضيق الأفق و عدم الواقعيه الحفاظ على اتزانه و مصالحه الضيقه .. فيستمر فى تحالف مهين مع بقايا الأتحاد السوفيتى ( فى ضوء عدم توافر حليف آخر سواه ) و فى ذات الوقت توجهه مصالحه الضيقه للتحالف مع النظام الأيرانى , و لسببين متناقضين .. الأول هو التنسيق للضغط على عراق صدام و التى كانت جارا مشاغبا لكلا الحليفين سوريا و أيران .. و أيضا التنسيق للحفاظ على المخلب الشيعى فى شرق المتوسط والذى يشكل جغرافيا بؤرة اقليه وسط أغلبيه سنيه ..النظام السورى الحالى ولد مضغوطا عليه .. فالأسد الأب أفسد علاقاته مع الغرب تماما .. كما قضى على المعارضه المدنيه داخل سوريا و بشكل تفوق أحيانا على القمع الناصرى للمعارضه فى مصر .. و عموما تشبه القياده السوريه سائق أتوبيس ضخم مضطر للمناوره فى حوارى ضيقه جدا .. فتكون تنازلاته و منعطفاته و تراجعاته كلها خارجه فى أغلب الوقت عن المسار الأصلى للأوتوبيس الضخم .. و أوضح مثال هو وضع الجولان .. المرتفعات الى احتلتها أسرائيل و لا يذكر التاريخ أى محولات للعسكريه السوريه لتخليصها من الأحتلال , و تبقى مرتفعات الجولان محتله و مهدده لدمشق ذاتها أذا وضعت عليها اسرائيل مجرد مدفعيه قصيرة المدى .. و فى نفس الوقت .. يجتاح الجيش السورى لبنان بتبريرأعور.. و بتنسيق أكثر عوارا مع القوى الشيعيه و القوى الدرزيه فى لبنان !!! أمر مدهش لا يمكن أدراجه تحت مسار أى أيديولوجيه ولا نسق فكر سياسى .. ولا يمكن تشبيهه ألا بمحاولة سائق الأوتوبيس الضال فى الحوارى الضيقه .
و بضغط غربى أولا بدا بعد الغزو الأمريكى للعراق ثم بضغط من داخل لبنان و شعبها الفريد ينسحب الجيش السورى من لبنان على مضض .. و بمنتهى ضيق الأفق و عدم المنطقيه يتورط النظام السورى فى اغتيال رئيس وزراء لبنان المحبوب رفيق الحريرى
أيران : دوله عظمى تمر بظروف صعبه , هى الدوله الأسلاميه الوحيده التى جاء رئيسها بانتخاب ديموقراطى سليم .. و الدوله الأسلاميه الوحيده التى يطلق على أحد مواطنيها الأحياء لقب رئيس سابق و لتمسك أيران باللغه الفارسيه حتى بعد دخول الأسلام .. فقد سلمت الحضاره الأيرانيه من عرج فكرة القوميه العربيه .. و ظلت القوميه الفارسيه هى خلفية الحلم الأيرانى الطموح .. و كاستطراد و مقاطعه .. هل تذكرون حروب فارس و أثينا القديمه ؟ ثم حروب تركيا و أيران بعد ذلك .. كلها بلا استثناء كانت فى أطار الحلم الفارسى القديم جدا .. بالحصول على مرفأ على البحر المتوسط .. نعود للموضوع أيران دوله ذات طموح كبير .. يتمتع رئيسها بدعم شعبى ديموقراطى نتج عنه شرعية وجوده فى الحكم .. و من ثم فقدرة الشعب الأيرانى ( الذى اختار رئيسه بحريه ) على الدخول فى مواجهات مع الدول الأخرى تعتبر قدره لا متناهيه .. أيضا وضع العراق الحالى يدغدغ أحلام الأيرانيين بتعظيم نطاقهم الجغرافى و تنمية مواردهم بضم مزيد من الأراضى ذات الأغلبيه الشيعيه .. أيران جار مشاغب للدول الخليجيه .. و للحق فأيران فتوة المنطقه على حق ..لكن أيضا و بضغوط متناقضه و غير منظوره يقع السيد نجادى بين شقى رحى .. فالغرب من جهه .. و هيئه تشخيص النظام أو المرجعيه الدينيه من جهه أخرى ..الحرس الثورى من ناحيه ..و دعاة الأصلاح من ناحيه أخرى .. فتأتى تصرفات أيران كلها مشوبه بالعدائيه .. و الأستفزاز حتى لحلفائها المحتملين ..فلا تستطيع أيران اعادة علاقاتها بمصر فى اصرار غبى على الأحتفاظ بصوره ضخمه لقاتل الرئيس السادات فى أهم شوارع طهران ..ولا تستطيع طمأنة الدول الخليجيه حين تجرب بحريتها المتفوقه فى الخليج العربى ..لكنها بالطبع تستطيع خلق علامات استفهام لا نهائيه فى ذهن الجميع
فلسطين : الواقع الفلسطينى قد يكون الأكثر تناقضا بين اللاعبين كلهم .. فمن تأييد منظمة فتح فى عهد ياسر عرفات .. الذى انتهى مشوار نضاله المحير بوديعه مصرفيه محترمه بأسم السيده سها عرفات و ابنتها زهوه .. ألى استخدام أول انتخابات حره نسبيا فى فلسطين لانتخاب حماس ,الفئه الأكثر تطرفا بين الفلسطينيين .. و الأبعد عن التواصل مع الغرب .. و ينتهى الأمر باشتباكات مسلحه مهينه بين انصار الطرفين لا تهدأ ألا بتدخلات مشبوهه .. و بين النقيضين فتح و حماس .. يقع عرب أسرائيل .. من لم يهاجروا مع من هاجر و تمسكوا ببيوتهم فى فلسطين ..هم عرب لا مزايده على عروبتهم .. يحملون جوازات سفر أسرائيليه .. و تقع بيوتهم و مصالحهم فى مرمى الأسلحه السوريه أو اللبنانيه أو الأردنيه أو حتى المصريه اذا ما قرر احد الجيوش العربيه استخدام سلاحه ضد أسرائيل .. تناقض و تيه وحيره .. سيلى تفسيره لاحقا
السعوديه و الخليج العربى : لا أجد تعليق محدد سوى أنها ممالك و أمارات وراثيه .. تسمى بالتعبير العلمى فى السياسه الدوليه دول بالتراضى .. فالقوانين الدوليه لا تسمح بأى حال من الأحوال ( نظريا ) بالقهر المنهجى للبشر و التعدى على حرياتهم الشخصيه و الدينيه بل و التمييز العنصرى بين افراد المجتمع الواحد ( موقف السعوديه من المرأه و موقف الكويت من البدون )لكن اقتضى العرف السياسى انه ما أن تتراضى شعوب وضع قياداتها .. فيتم الأعتراف بالدوله فى أطار التراضى العام .. و لتحقيق هذا التراضى .. فدول الخليج كلها دول ريعيه اقتصاديا و رعويه سياسيا ( لمزيد من التفاصيل حول نظرية الدوله الريعيه و الرعويه يمكن مراجعة نظرية الدكتور حازم الببلاوى أو مراجعة كتاب الدكتور سامر سليمان )أى تقتضى حتمية استمرار التراضى أن تحقق الدوله لمواطنيها قدر من الرفاهيه الأقتصاديه المتميز بدون جهد كبير من المواطن .. و بشكل يبرر ارتضاء المواطن التنازل عن جزء أو كل حقوقه السياسيه .. تعتمد هذه الدول على ريع البترول .. و تمارس النشاط الرعوى على مواطنيها . و تستمد تقنين هذا الوضع من مرجعيه دينيه سلفيه فى أغلبها كالسعوديه .. أو تجنح لأنفتاح شديد على الغرب كالأمارات .. و فى جميع احوال .. فأن مواقف هذه الدول من السياسه الخارجيه تصب جميعها فى اتجاه تجنب الأشتباك مع الغير تماما ( عكس أيران ) فشرعية الحكام فى هذه الدول مستمده من مستوى الراحه و الرفاهيه التى توفره لمواطنيها فقط , و تغلغل الغرب و تحديدا أمريكا و أتباعها فى هذه الدول عميق .. و رحم الله الملك فيصل صاحب سلاح البترول فى حرب أكتوبر .. و الذى اغتيل بصوره فجه و غامضه من كل الوجوه حين جرؤ على مواجهة أمريكا و الغرب و اتخذ موقف عربى حقيقى
القاعده/ طالبان : هى منظمة القاعده . بأسامه بن لادن و الظواهرى و الزرقاوى و أشباههم .. على غموض وهلامية تكوينها ألا أنها لاعب مؤثر جدا فى سياسة الشرق الأوسط .. بل و العالم كله .. أهدافها عن نفسى اشك فيها بشده .. تأسست القاعده بمساهمه و مشاركه أمريكيه لمواجهة الأحتلال السوفيتى لأفغانستان .. و بعد انهيار الاتحاد السوفيتى .. انقلبت القاعده ألى أكبر أمراء الحرب هناك .. و بطبيعة القرصنه دخلت القاعده فى تحالفات أشبه بابتلاع الحليف على طريقة القراصنه أو المماليك .. و اشتعلت الحرب الأهليه فى أفغانستان لسنوات .. ووصلت ذروة الدنائه و القرصنه منذ اغتيال أسد بانجشير أحمد شاه مسعود .. المقاوم الأفغانى البطل الذى استقبله الغرب بعد انتهاء الحرب مع السوفيت باعتباره قائد أكثر الفرق تفتحا و تحررا .. انقضت طالبان على الأسد المحترم .. و تحالفت مع القاعده .. و بدأ لفت النظر بغباء ساحق غير مسبوق .. منع النساء من التعليم باعتباره حرام .. هدم تماثيل بوذا أقدم الآثار التاريخيه فى آسيا باعتبارها اصنام .. ثم الذروه بتلبس ( و لن اقول بالقيام ب) دور المجرم جدا الذى فجر برجى التجاره العالميه .. تبتهج القاعده بعمليه ارهابيه بكل المقاييس ( أشك فى أنهم فعلوها فعلا ) و تفتح باب أفغانستان على مصراعيه للغزو الأمريكى .. و هذه المره الشعب الأفغانى هو من يستنجد بالغزاه بدلا من أن يقاومهم .. فنار أمريكا و لا جنة طالبان و القاعده .. بقوام زئبقى غير مفهوم .. تظهر القاعده مره أخرى فى العراق و الأردن ..و تعطى مره أخرى مبرر لأمريكا لمزيد من التدخل العسكرى فى دول أسلاميه .. القاعده/طالبان .. لا فكر و لا أيديولوجيا ولا نظام مقترح ولا حتى مرجعيه دينيه مريحه للشعوب .. قرصنه صرفه .. تتحرك دوما فى اتجاهات تعطى الغرب مزيد من المبررات المنطقيه لمزيد من التدخل فى الوطن العربى .. و تعطى حكام العرب التابعين لأمريكا مبررات مستمره لمزيد من القمع و الجنوح لحاله أمنيه طارئه تعطل النمو السياسى .. و لللأسف .. تلقى القاعده تعاطفا من عدد كبير من الشعوب الأسلاميه المغرقه فى الغيابات و الخيابات .. فالزرقاوى شهيد رغم أن ضحاياه من العراقيين المسلمين عشرات اضعاف ضحاياه من الأمريكيين المحتلين .. و هذا الظواهرى بعد أن خاب فى مواجهة أمريكا يركض ليلحق بركب حزب الله بعد انتصاره متلزقا فى المقاومه اللبنانيه بطريقه فجه لزجه
بالمناسبه .. افغانستان حاليا فى ظل قيادة طالبان و القاعده هى المنتج لنسبة 70% من الأفيون فى العالم .و تصدره للخارج و تحصل ثمنه نقدا بطريقه شديدة الغموض ..لا أعتقدها تنجح دون مساهمه و ليس فقط مساعدة القوى العظمى
مصر : كانت رأس الأمه العربيه .. و الآن مصر صارت مقعدة الأمه العربيه .. بالمعنى التشريحى للكلمه ..تنقسم مصر ألى عدة شرائح كلها متنافره و متضاده .. فالنظام .. بوجهه الكريه و سلوكه المعوج و غبائه المطلق ( قد يكون النظام المصرى أغبى من حكام القاعده أحيانا ) و تذلفه الخانع لأمريكا مع ميل للؤم الفلاحين الجاهل الذى سرعان ما ينكشف و يضع النظام فى مواقف شديدة الحرج .. النظام المصرى حول البلاد ألى دوله بوليسيه لا فكاك من قبضتها ..فساد غير مسبوق.. انهيار حضارى مرعب ..انسحاب الكيان المصرى كله ألى مايشبه المراحيض , و باختصار هو نظام فى انتظار نهايه متأكد منها و بغباء شديد .. ينكرها
المعارضه المصريه و تنقسم ألى أربعة أجزاء .. الأول هو الأحزاب الكرتونيه / الشرعيه سابقا .. تفتت كلها بلا استثناء .. هذا اليسار صار يبحث عن دور بأى شكل و ما أن تسنح الفرصه حتى يتحلل اليسار و تضيع الفرصه للحصول على دور.. و هؤلاء الليبراليون رئيسى الحزبين الأساسيين أحدهما فى السجن بتهمة التزوير و الآخر ينتظر ذات المصير بتهمة البلطجه .. و الناصريون يذكرونى بيهوذا حين يقرأ الأنجيل .. الأنجيل كتاب صحيح .. لكن القارىء .. يهوذ ا
و الثانى هو حركات المعارضه ..كفايه و أعضاء نادى القضاه و النقابات .. استفادوا جميعا من الضغط الأمريكى و الغربى على النظام .. و بحتميه تاريخيه تخيل الأمريكان أن نظام مبارك مازال له ثقل فى المسأله الفلسطينيه .. و بدنائه معهوده فى الأمريكان .. تخلوا عن مساندة المعارضه .. ففتك بهم مبارك .. ثم فشل فى تنفيذ مهمة أسياده الأمريكان .. لكن .. الحركات المعارضه كانت قد انحلت قوتها الدافعه .. و تلقت ضربات موجعه .. و فى غياب المرجعيه الحقيقيه للمقاومه .. خمدت و هدأ صوتها
الثالث هو الأخوان المسلمين .. أذكى أجنحة المعارضه .. و قد يكون أذكى اللاعبين المحليين فى مصر ..يستطيع هذا اللاعب حشد عدد غير متوقع من الناس لمناصرة أى قضيه يختار الدخول فيها .. بستخدم استعراض القوه لأرسال رسائل شديدة البلاغه أحيانا .. و شديدة الغموض أحيان أخرى ..فبعد الحصول على ربع مقاعد البرلمان المصرى رغم سقوط ضحايا و شهداء أثناء عملية الأنتخاب الديموقراطى !!!! هاهو مرشد الأخوان يعلن عن استعداده لأرسال عشرة آلاف مقاتل لمناصرة حزب الله .. طبعا غير مفهوم أين تدرب هؤلاء المقاتلين ؟ ولا كيف تم تدريبهم فى دوله بوليسيه كالتى نعيش فيها .. لكن من المؤكد أن الرساله وصلت . الأخوان يمتلكون ميليشيات مسلحه و يتمتعون بقبول شعبى طاغى .. و يقدمون أنفسهم الآن كبديل للنظام و حتى للقوات المسلحه للسيطره فى حالة أذا ما عمت الفوضى البلاد .. و طبعا لتمتعهم بمرجعيه عميقه للمقاومه .. فالضربات الأمنيه المتلاحقه و المستمره تمثل مجرد خدوش لقمة جبلهم .. فالأخوان المسلمون بنشاطهم الدعوى لنظامهم .. و تكامل طرحهم .. لديهم القدره على التكاثر المستمر
رابعا .. حزب أنا و انت .. و هذا أسمه عندى .. نحن .. المصريون فقط .. لا متحزبين ولا متأسلمين و لاشىء آخر ..نشعر و نعانى .. و نعى أحيانا .. نتحاور و نتحامق .. لكن لا يجمعنا نظام وبالتالى لا تشكل آرائنا أى نوع من الضغط على أى من اللاعبين سواء المحليين أو الخارجيين
بعد النظام و المعارضه يتبقى فريقين .. أغلبية الشعب .. و هو خانع خاضع مغيب تماما ..يتعامل مع الرأى السياسى بنفس طريقة تعامله مع مباريات الترسانه و الكروم .. فهو لا ينصت للراديو أو يدقق فى التليفزيون ألا عندما تعلو الجلبه من الملعب لأعلانا عن هدف أو فاول أو أى حدث جلل .. فينظر باستعجاب أو أعجاب .. و يلق بتعليق مقتضب .. ثم يمضى ألى حياته دون اكتراث .. و من المؤكد أنه أبدا لن يذهب للملعب لمشاهدة الترسانه و الكروم .. و لا يعنيه نهاية المباراه أبدا .. فالفريقين سواء النظام أو المعارضه لا يشكلان فى وعيه أى تأثير أكبر من تأثير الترسانه و الكروم
الفريق الثانى هو القوات المسلحه المصريه .. و حتى الآن موقفها شديد الغموض .. و لا يمكن توقعه
ليبيا : سيتسائل الجميع أحد سؤالين لا ثلث لهما .. أما لماذا ذكرت ليبيا ؟.. أو أين ليبيا ..؟ .. و الحقيقه أنى عددت ليبيا لاعبا للأجابه على السؤالين .. اعتاد الأخ العقيد القذافى الشهير بالواد المجنون بتاع ليبيا .. اعتاد المشاكسه عمال على بطال بمراهقه سياسيه منقطعة النظير .. و بعد علقه ساخنه أيام الراحل السادات اكتفى بالبيانات و العبارات الرنانه فقط دون الأقتراب من السياسه العربيه بوجه جدى .. و بقدرة قادر .. و سبحان من يعلم و لا نعلم .. يأتى نظام مبارك ليعيد العلاقات المصريه الليبيه بطريقه عجيبه .. بل و يتيح للأخ العقيد المجنون مساحه واسعه للتعبير عن عباطاته .. ثم تنكشف جريمة العقيد فى لوكربى .. و يدفع الفديه صاغرا للغرب من مال الشعب الليبى .. بعد أن كان يرفع لواء المقاومه من اسكوتلاندا للهنود الحمر ..صار يدعو لجان التفتيش الدوليه لفحص أسلحته ..و بعد مغامره فاشله لغزو تشاد ( على غرار الغزو المصرى لليمن ) يعلن انسحابه من العالم العربى لينضم للعالم الأفريقى .. !!! حمار ؟ أم عبيط ؟ أم يستعبط ؟ الله أعلم
العقيد المجنون مؤلف الكتاب الأخضر عندما سألوه عن الفارق بين الرجل و المرأه قال أن المرأه تحيض .. و باختفائه الحالى فى أزمة لبنان .. نكتشف أن الرجل أيضا قد يحيض .. فالعذر الوحيد للقذافى على سكوته الحالى هو أنه ( جاتله الشهر ده بتعب فماقدرش يقوم ) ولا قوة ألا بالله
اللاعب المحور : أمريكا و أسرائيل .. و من سواهما محور اللعبه القذره كلها ؟ أهداف أسرائيل معروفه و معلنه .. من الماء ألى لماء جغرافيا .. أى من قناة السويس ألى الفرات .. و الآن سيطرت عسكريا على الفرات و حتى قرب نهرى الأردن و الليطانى
أما أمريكا فهدفها الأستراتيجى هو السيطره على السوائل الطبيعيه .. أى البترول .. و المياه فى خطوط الملاحه لنقل البترول .. أبعد قليلا من الحلم الأسرائيلى .. لكنه تحالف شبه ابدى بين عنصرى المحور
بالمناسبه .. أدلل على صحة قرائتى لأهداف المحور بحالة الأمان من الشر المحورى التى يتمتع بها المغرب العربى من ليبيا ألى المغرب .. فلا سوائل فيهما .. و منفذ الماء الملاحى الوحيد هو جبل طارق .. و هو مستعمره أمريكيه بالفعل
الآن .. و بعد أن تم التوصيف المبدئى للاعبين فى المنطقه .. لنراجع معا ما حدث من استربتيز .. ثم نشرع بعدها فى التشريح ..
بدأت عملية سقوط الأقنعه و الملابس تدريجيا بطريقة الأستربتيز مع الغزو العراقى للكويت , فهاهو حامى البوابه الشرقيه للعرب .. و الحليف الأول لأمريكا فى مواجهتها مع أيران المارقه هاهو يغزو دوله عربيه شقيقه .. بل و يصر على أبقاء جيشه فيها مستنزفا قدراته العسكريه العظيمه وقتها فى موقف عسكرى ميؤس منه و أخلاقى مشين و سياسى بائس ..(دائما ما أتألم عند الحديث عن هذا الغزو متذكرا غزو مصر لليمن عام 1962 و حتى عام 65) و العجيب أن الجيش و الشعب العراقيين .. لم يخرج من بينهما صوت واحد ينادى بسقوط الطاغيه المجرم .. بل التف الجميع حول طاغيتهم مؤلهين له و لعمله الأجرامى فى حق العراق و العراقيين قبل أن يكون فى حق الكويت ..( مره أخرى أتذكر هتاف لا تتنحى بعد هزيمة 67 ) و يبدأ الأستقطاب المكشوف .. ليبيا العقيد الأهبل بالاشتراك مع سودان الترابى ( حين كان حليفا للبشير قبل أن ينقلبا على بعضهما ) و يمن صالح و فتح عرفات و بحرفنه شديده أردن الحسين يعلنوا جميعا تأيدهم المتفاوت القوه و الدوافع لصدام .. و هاهى مصر مبارك و سوريا الأسد و سعودية فهد يعلنون و لأسباب متفاوته قبولهم الدخول فى التحالف لتحرير الكويت .. تنتهى المهذله بنتيجتين هامتين ..
أولا تحرير الكويت و عودة شعبها ألى أرضه مع أعادة بناء كامل للوعى العربى ..
و ثانيا حصار العراق بعنف غير مسبوق فى التاريخ
و يبدأ الأستربتيز ..
فعرفات يقوم بمبادرة سلام طالما رفضها كمبدأ فى عهد الراحل السادات .. و بتنازلات خياليه كبدايه .. لم يكن أحد يقبلها من قبل ..
شهور .. و يسقط صدام حسين مقبوضا عليه فى حفره .. و تنشر صورته لامؤاخذه بالفانله و اللباس فى غرفة الغسيل بالسجن و هو يمرش غياراته .. مزيد من الأستربتيز .. و تنفتح شهية المشاهدين المتهيجين للمزيد .. و المشاهدين هنا هما المحور الأمريكى الأسرائيلى .. و أيضا الشعوب العربيه المغيبه .. فكلاهما بدأت تسقط أمامه الأقنعه .. و ضعف الحكام يغرى كلا الطرفين .. المحور .. و المحكومين
مزيد من التعرى .. البشير ينقض على الترابى .. و الترابى يهلفط بكلام فارغ .. و يهلل المشاهدين بحماس و جشع .. المزيد ..
المزيد من الأستربتيز .. ينبطح الأخ العقيد المجنون على وجهه .. مباعدا ساقيه صارخا بالصوت الحيانى .. فتشوووونى .. فى دعوه لتفتيشه ذاتيا بحثا عن الأسلحه الكيماويه ..
يزداد جشع المشاهدين .. مزيد من الأستربتيز . المشاهدين هما المحور و الشعوب العربيه .. فرغم تضارب هدفيهما ألا أن كلاهما مستمتع بالتعرى .. اللحم الشهى للحكام العرب ينكشف .. و السترات تسقط .. و الملابس الداخليه تلقى فى الهواء مع صيحات اقرب الى الغنج الفاجر من الحكام ..
محور أمريكا و أسرائيل هدفه الأبقاء على العاهرات تحت السيطره فى ذات الماخور/ الأطار الجغرافى .. بينما الشعوب العربيه هدفها طرد العاهرات من الأطار الجغرافى / الماخور لتطهيره و تحويله ألى مكان طاهر .. لكن كلا الطرفين .. يستمتعان بالأستربتيز
مبارك يوقع على الكويز فى توقيت غير مفهوم .. و يستمر نظامه فى بيع أملاك الشعب بالبخس للحصول على أكبر قدر من النقديه فى أقل وقت ممكن ..
يزداد حماس المشاهدين .. فيضغط محور أمريكا و أسرائيل طلبا لمزيد من العرى و العهر .. و يبدأ الشعب المصرى فى الحركه .. فقد انهارت أصنام الحكام العرب كلهم .. من صدام ألى القذافى ألى الأسد الوريث .. ألى البشير و الترابى ..
يتحرك الشعب بعشوائيه مازال .. يظهر لاعبون جدد .. كفايه أولا .. الأخوان المنظمون جدا .. القضاه الشرفاء .. يطالب المحور بمزيد من التعرى .. يتعلل النظام المقعده بأن تعريه علنا أمام باقى المشاهدين من الشعب قد يغرى الشعب بالوثوب عليه .. و هو عاهره مخلصه .. لا يرضى أن يمتطيه ألا أطراف المحور الأمريكى الأسرائيلى ..
تزداد جرأة الشعب .. و تزداد مطالب المحور .. فيعلن النظام العاهر عن انتخابات رئاسيه .. و يدور الشد و الجذب .. فالعاهره لا تكف عن عهرها .. و المحور لا يرى سوى مصالحه .. و الشعب يتعرض لضربات غبيه .. اعتقالات .. غلاء .. أزمات .. مهانه
الناس لاتجد مرجعيه متاحه سوى المرجعيه الدينيه .. فيحقق الأخوان المنظمون جدا انتصارا ساحقا فى الأنتخابات البرلمنيه .. و على الطرف الآخر من الجسد العربى .. يجنح الفلسطينيون لانتخاب حماس بعد يأسهم من فساد سلطة فتح
ويبدأ أحد طرفى المحور و هو أسرائيل فى البلطجه المسعوره .. فيسيم الفلسطينين البائسين سؤ العذاب .. و ينفعل حزب الله .. و يدخل على الخط .. أما بالصدفه أو بغرض تخفيف الضغط على أخوانه الفلسطينين .و بعمليه جريئه يخطف جنديين من الجيش الأسرائيلى و يهرب بهما
و تقوم قيامة المحور المغرور الغاضب .. فيشرع فى تدمير لبنان الدوله العربيه الصميمه ..و هنا .. يصل الأستربتيز ألى الذروه .. فالكل خلع آخر قطعه من ملابسه
لبنان الهش لاجد سوى دموع السنيوره كردة فعل للنظام الهش المرن , بينما الشعب يقاوم ببساله و ذكاء عبقرى
سوريا تلتزم صمتا حذرا أو كلاما يشبه الصمت
أيران تندد و تهدد وهى على البعد
حماس بدلا من تصعيد الهجوم .. تتوقف عند حدودها .. و فتح صارت نسيا منسيا
السعوديه بوقاحه تشترك مع العهر الفاجر المصرى فى رفض دعم لبنان
عاهر آخر ينكشف بسهوله .. الظواهرى .. بعد سلفيته المتشدده .. و حربه ضد الشيعه فى ألعراق عن طرق وكيله الزرقاوى .. يعلن بسماجه أنه متحالف مع حزب الله ..محاوله لزجه لأعطاء مبرر للغرب للأنقلاب بقسوه على حزب الله كعادة القاعده دوما و دورها التاريخى فى أعطاء المبررات للغرب للأنقضاض على المسلمين .. و لهاث خائب للحاق بركب الشرفاء لكن هيهات .. فالعهر انكشف .. و الشعوب لم تعد تصدق العملاء
البلطجى الأسرائيلى يمارس غباؤه .. و الغبى الأمريكى يمارس بلطجته .. و الأستربتيز يتزايد .. و تسقط آخر قطعه من القناع عن الحكام المخنثين ..عندما يعلن شافيز رئيس فنزويلا قطع علاقاته بأسرائيل .. ولا يجرؤ حسنى مبارك حتى على عتاب سفيرهم فى القاهره
على الجانب الآخر .. تخرج أسرائيل من الموقعه مزعزعة الثقه فى نظريتها الأمنيه تماما .. جريحه فى غرورها قبل أن تجرح قدراتها العسكريه .. و تخرج أمريكا بثوب جديد تماما لم نره بها من قبل .. ثوب يذكرنى ببيانات اسقاط الطائرات الأسرائيليه فى 67 .. فأمريكا هى الأخرى صارت تمارس الكذب .. بشرة خير
ينتهى العرض .. و الكل انفضحت نواياه و قدراته و الخريطه صارت مكشوفة المعالم كلها ..و يشتبك العاهرون فى مزايده ممجوجه حول ماحدث .. فالأسد الوريث فى سوريا يتجرأ على الجحش العجوز فى مصر .. و العراقيون مازالوا فى فوضاهم البشعه مغرقون .. و السعوديه و الخليج بدأو فى جمع فتات موائدهم لأرسالها للبنان البطل كمساهمه فى أعادة أعماره و لبنان العبقرى بدأ يلعق جراحه بحذر و حيره .. و حزب الله يحاول التمسك بقيم تظهره متقدما أمام العالم .. و لا يناقش أبدا مشروعه النظامى ..و القاعده تحاول ممارسة دورها التاريخى فى المنطقه لاستعداء الغرب على أى مقاومه حقيقيه فتاره تتلزق فى حزب الله و تاره تعلن عن انضمام جماعات مصريه لها لتعطى مبرر للنظام المصرى للفتك بالمزيد من المعارضين و الأردن صامت بذكاء .. و العقيد المجنون مازال فى وضع الأنبطاح .. ينتظر الفرج ..
الآن .. الدعوه عامه للجميع للمشاركه فى استقراء ماقد يحدث .. و الأجابه على أسئلة
حلم و عشتار .. و طبعا مع الأستقراء فالكل مدعو لأعادة القراءه .. و التصحيح و التوضيح أذا لزم .. فقد يشوب رسمى للخريطه السهو أو الخطأ .. لكنها محاوله أولى ..