من فننس ألى كوكب الأرض .. حكايات ستايل
أدينى فى الهايف و انا احبك يا فننس
جمله رائعه قالها المبدع محمود عبد العزيز فى أحد أفلامه .. تلك الجمله العبقريه صارت مفتاح الحل لأكبر مشاكل الأنسان المعاصر .. الأكتئاب .. فعلا .. ما أن يغرق الأنسان فى الكآبه و لا يرى حلا لمعضلاته .. حتى يبحث فورا عن نموذج فننس .. فيديه فى الهايف .. فيحدث الانشكاح و الأنسجام .. و من ثم لاتعود الدنيا سوداء تماما .. بل تتحول ألى لون افتح من السواد حتى لو كان كحليا غامقا
_________
سويعات و تتم التعديلات الدستوريه التى ستحول مصر ألى دوله عبقريه فريده من نوعها فى العالم .. دوله تحتقر حقوق الأنسان بالقانون .. دوله أظنها أبشع من أسرائيل فى طغيانها و أسوأ من السعوديه فى تطرفها .. دوله يستباح فيها الفرد تماما .. و بالقانون
مثال افتراضى صارخ ضربه لى صديق عزيز .. بعد التعديلات الدستوريه .. لو ماشى فى الشارع مع مراتك و أمين شرطه حب ياخدها منك لأنها عجبته .. ببساطه يقدر يضربك بالنار و ياخدها .. و الدستور يحميه لو شهد هو وزملاؤه انهم اشتبهوا فيك و قاومتهم .. لا أستبعد وقوع مثل تلك الحوادث قريبا
___________
عشتار تتحدث بمأساويه عن السودان .. ياسر عوف و حلم كلاهما يعنفانى على سوداويتى - مع اختلاف الأسلوب طبعا .. فحلم عتابها رقيق أما ياسر فسب لى الدين فى التليفون - ندى فى محادثه قصيره تقول بالحرف الواحد : الظاهر أنا اتعديت منك .. بقيت سوداويه
طبعا بخلاف الأصدقاء خارج التدوين الذين اشعر فعلا بأنهم بدؤا فى التهرب من مناقشاتى , رغم حفاظهم على التواصل الأنسانى لكن .. بدون مناقشات .. أذا
فننس هو الحل - مع الأعتذار للجماعه الشهيره و تسجيل كامل احترامى للعقائد السماويه - أين أنت يا فننس العزيز ؟
أبحث عن فننس فى الحاضر .. فلا أرى له أثرا .. ناهيك عن مستقبل نعلم جميعا مافيه .. اذا لابد من البحث عن فننس كالعاده فى الماضى .. فى الزمن الجميل
هذه المره لن أعود ألى بعيد .. فقط خمسة أو ستة سنوات .. أرهاصات مابعد حصولى على الحريه مره أخرى ( يعنى بعد الطلاق ولا مؤاخذه ) رغم أن بداية الحكايه تعود للسبعينيات من القرن الماضى بشكل أو بآخر و أحكى عن موقع جغرافى تجلت فيه عبقرية المكان كما وصفها العلماء و الحكماء و الشعراء من قبل .. هذا المكان هو .. ستايل
______
فى مراهقتى و أبان الشقاوه الشبابى فى مصر الجديده ..و الشله الطامحه فى الرجوله بعد أن استطاع أفرادها حلاقة ذقونهم لأول مره .. بل و تلقى هدايا من الصديقات تتمثل فى فرشاة حلاقه أو لوسيونات مابعد الحلاقه فى اشاره ألى اعتبارهم رجال فى المجتع الواسع ( حلاقة الذقن للمراهق تعادل بداية الطمث للمراهقه لمن لا يعلم .. أعلان طبيعى عن الخروج من طور الطفوله و بداية ممارسة الحياه باعتبار الأنسان فرد مؤثر فى المجتمع ) و مع شلة أصدقاء و صديقات يحملون بين أضلاعهم قلوب كانت ماتزال خضراء .. و عقول مشتعله بالتمرد و الرغبه فى وضع القدم فى مكان تحت الشمس .. و مغامرات متهوره .. و مشاعر متأججه تقتحم النفوس الغضه و تجتاحها بنيران العواطف .. التى سرعان ما تنطفىء كما اشتعلت أول مره .. فالحب الحقيقى فى حياة المراهق و الذى يمثل له منتهى الأحلام و حقيقة الكون و المبتغى من الدنيا و مافيها .. قد يبدأ و ينتهى خلال سويعات هى فترة الحفل الذى لمح فيه من ظنها فتاة أحلامه .. بل أن الوعد بالأخلاص الأبدى .. و يا نعيش سوا يا نموت سوا .. قد يتكرر مرتين أو تلاته فى اليوم الواحد حسب تنقلات المراهق الجغرافيه ..من النادى ألى السنيما الى ماكان يسمى وقتها بالديسكو
مشاعر جارفه ترهق الأنسان .. و تسعده و تشكل خبراته و توجهاته.. و ما أظن كلمة مراهقه ألا مشتقه من كلمة أرهاق ..و الله أعلم
___
بين ميدان سفير و شارع العروبه يقع محل صغير كان اسمه وقتها زيج زاج
zigzag
كان مملوكا لأسره أرمنيه تمت بقرابه لعائله فنيه اشتهرت منها لبلبه و نيللى .. ولاحقا لوسى آرتين التى تكبرنى فى السن بحوالى عشر سنوات - يادى الفضايح - و فعلا المكان قريب من شارع يعقوب أرتين أحد عمداء الأرمن فى منطقة مصر الجديده وقتها ..هذا المحل كان نموذج للبوب أو مايسمى باللغه العربيه الحانه .. و الحانه هى مزيج بين البار و المطعم الصغير .. منتشره جدا فى الغرب و تناسب تماما أسلوب الحياه الغربى حيث يجد الأنسان مكانا للتواصل الأنسانى و الأجتماعى فى نهاية يوم عمل طويل .. وبتكاليف مقبوله لأبناء الطبقه الوسطى .. مع مساحة حريه معقوله , هذا النوع من الأماكن يتميز بمرونته الأجتماعيه و تمارس فيه ديموقراطيه تلقائيه فى وضع القواعد .. بمعنى .. أن بعض الحانات تكون بالفعل محلا للسكر البين و الممارسات اللاأخلاقيه بمعايير الحضاره حتى الغربيه .. و البعض الأخر ( مثل زيج زاج مصر الجديده أو البيز فى الزمالك و كلوب ثيرتى سيكس و رد أونين فى المعادى و غيرهم) يفرض مستوى روادهم مستوى أخلاقى محدد على المتواجدين بوجه عام .. فمن الحانات مالا تستطيع دخوله مع صديقه مثلا .. بينما كان زيج زاج و مافى مستواها كانت مكان مناسب لخروج رجل و زوجته و قضاء سهره جميله و بتكاليف معقوله تمكن من تكرار الخروج لأكثر من مره فى الشهر .. أعتقد تم استبدال أو استعواض فكر الحانات فى المجتمع المصرى بمحلات مايسمى بالكوفى شوب .. وقد ورثت الكوفى شوب ذات ملامح و مقومات الحانه .. فمنها ماهو مناسب للخروج العائلى أو لمقابلات الأصدقاء المحترمين .. و منها ما هو سىء السمعه و مجرد الوقوف أمامه يعرض الأنسان للقيل و القال
____
كنا شبه أطفال و نصف رجال حين تعرفنا على زيج زاج ..و طبعا بما أن القانون لا يسمح بتقديم الخمور لمن هم أقل من ثمانية عشر عاما - الآن صارت واحد وعشرين عاما - فقد كنا زبائن غير مرحب بنا أطلاقا هناك .. و بتعرفنا بتونى قريب أصحاب الحانه و الذى يقاربنا فى السن .. صار الأتفاق الغير معلن .. يمكنا أن ندخل الحانه كمجموعه من الأصدقاء و الصديقات .. لا نتناول الخمور .. نستمتع بالطعام الشهى و الموسيقى الجميله و المعامله كأننا كبار .. و بطبيعة سننا ننصرف قبل الساعه الثامنه على الأقل لتوصيل الصديقات - فى هذا الزمن كانت اكثر الفتيات تحررا لا تستطيع التأخر عن بيتها لأكثر من الساعه التاسعه .. بينما فى الزمن الحالى .. يكفى سماع أغنية البت دى مؤدبه جدا .. لمعرفة الحال - و لتحتفظ الشله كلها شباب و فتيات بذكرى زيارة زيج زاج المخصص فى وعينا للكبار فقط .. و مئات القصص و الروايات التى نحكيها متباهين لأصدقائنا المبهورين بمغامراتنا .. و الحاقدين على تحررنا و تحكهيا الفتيات بافتخار وسريه بين أقرانهن عن سهرتها الصاخبه فى زيج زاج ( أصلا روحت الساعه تمانيه وشربت عصير برتقان ) و تدور الحياه
اذكر فى أحدى غفلات الزمان .. و كانت الشله من حوالى ثمانيه أو تسعة شباب و فتيات .. و بأيعاذ من تونى الشقى و فى غياب قريبه صاحب المحل .. طلبنا بيره .. ايوه بيره .. لأ لأ .. ماتروحوش بعيد .. هى قزازه واحده للتسعه . يعنى كل واحد أخد بق تقريبا .. كانت أول مره لأغلبنا .. و عاديكم على اللى حصل .. بق بيره و كل واحد قال أنا جدع .. و بنتين أصيبوا بشبه أغماء و قعدوا يعيطوا .. واحده فيهم كانت مسلمه قالت بلسان ثقيل : أنا هاتحجب عشان أتوب .. الأخرى كانت مسيحيه نظرت لها بنظره متسائله و بنفس اللسان الثقيل : طب و انا اعمل ايه ؟؟ و بعد فترة سكون جماعى و محاولات تركيز لأيجاد حل للصديقه المسيحيه .. تنطلق الضحكات المرحه من الجميع .. عل عبثية المغامره وقتها
............
زيج زاج أيضا كان مكانا رائعا لمقابلة - للدقه رؤية - بعض المشاهير .. فلبلبه و نيللى كانتا من الزبائن المعتادين هناك .. أيضا أنوشكا ( اكبر منى بحوالى تلات سنين ) و الطفله سيمون التى صارت مغنيه بعد ذلك ( أصغر منى بحوالى سنتين ) و أيضا ألهام شاهين .. فأخوها أيمن كان أحد أصدقاء الشله .. و كانت شهرته أيمن برص لنحافته الشديده - فننس ده فضحى بشكل يا جدعان - و العديد من الوجوه الزائره ..
_______
نكبر .. نلتحق بالجامعات .. نخرج من مصر الجديده ألى باقى القاهره .. نقابل أصدقاء جدد .. نتخرج و نعمل .. و ينسحب زيج زاج ألى النسيان .. و تهاجر الأسره الأرمنيه بما فيهم تونى .. و نسمع أن زيج زاج قد بيع لملاك جدد حولوه ألى خماره حقيقيه .. و ينزوى المكان من وعينا تماما .. و حتى الذكريات تبهت .. بعد أن نضجت القلوب التى كانت خضراء
________
أظنها عشرون عاما انقضت من آخر زياره لزيج زاج .. تزوجت و انجبت .. سافرت و عدت و أسست عملى .. ولا أدرى شيئا عن الحانه و أصدقائى فيها .. بعيد طلاقى بفتره وجيزه .. و أثناء وجودى مع أولادى فى النادى أحد أيام العطلات قابلت وجها أعرفه .. أو لنقل عرفته من زمان .. رغم التغيرات في كلينا ألا أننا عرفنا بعضنا .. أهلاااااااااااا يا مصطفى أهلااااا يافارس
عناق بين صديقن قديمين لم يتقابلا منذ الشباب الذى ولى .. فى يدى ابنتى و ابنى و فى يده ابنته و ابنه .. نعيد التعارف .. و ازاى الدنيا و الحال و المحتال .. لأعرف بالصدفه البحته أنه مر من أمام زيج زاج مؤخرا
فاكره يا فارس ؟ زيج زاج بتاع زمان ؟
ياااااه يا درش .. ألا فاكره .. و ده يتنسى .. خساره
لأ ما انا متهيألى كده بيتوضب تانى .. شفته و العمال بيشتغلوا فيه .. مش عارف بقى هايتعمل أيه
تنتهى المقابله و قلبى ملىء بشجون للزمن الجمال .. أسابيع قليله و فى ليلة شتاء قارسة البرد و أجدنى بالقرب من ميدان سفير و أذكر ماقاله لى مصطفى ..لم لا ؟ أعرج على زيج زاج القديم لأرى ألام صار .. اقترب من المكان وقلبى يدق بعنف من قع الذكريات الجميله .. و متخوفا من أن أراه مره أخرى متحولا الى خماره كما سبق و أن كان فى عهد الأنفتاح أياه.. اول ما يواجهنى اللافته .. لم يعد اسمه زيج زاج .. بل صار اسمه .. ستايل
أفتح الباب و أدخل بابتسامه متردده .. متطلعا للمكان أولا .. فأجد لمحات من ديكور الزمن الجميل .. يبدأ قلبى فى الأطمئنان قليلا .. فتنتقل عينى المتطلعه للوجوه الجالسه ... ياااااااااااه
تلك الوجوه تطالعنى كما أطالعها .. تلك العيون المتسائله كعيونى تماما تدقق فى ملامحى كما أدقق فى ملامحهم .. و أخيرا .. تلك الأبتسامات الودوده ترد على ابتسامتى الفرحه باللقاء
الكل يعرف الكل الآن .. نعم .. من خصائص حى مصر الجديده فى بداية السبعينيات و أواخر الستينيات أن كل أهله تقريبا يعرفون بعضهم .. ليس بصفه شخصيه لكن بالملامح العامه .. فهذا الوجه كنت أراه و أنا أزور جدتى و عرفت أن والدها استشهد فى حرب الأستنزاف .. و هذا الوجه رأيته فى النادى و كان ضمن فريق الكره الطائره .. و هذا و تلك .. و هؤلاء ... ياااااه .. انا لست غريبا .. و لست وحيدا
يقترب منى المتر الفائق الذكاء .. كيمو .. أهلا أهلا ياباشا .. يخلع عنى معطفى بأرستقراطيه واضحه و يتقدمنى مشيرا لبعض المقاعد متسائلا .. حضرتك هاتستنى حد ولا تحب تقعد لوحدك ؟
أجيب و مازلت مبهورا من السعاده و الدهشه وبصدق شديد .. مش عارف
و أواصل تطلعى فى الوجوه المبتسمه .. و أبدأ فى هز رأسى بتحيات قصيره .. و أتلقى تحيات مماثله بابتسامات واسعه من الموجودين .. نعم .. نحن نعرف بعضنا .. جميعنا نعرف بعضنا .. و كأن الدنيا عادت فى عيناى بشريط فيلم ابيض فى اسود .. قديم .. لكنه دافىء و حميم .. فى تلك اليله الشتويه قارصة البرد .. و يكون اللقاء الثانى
.............
دون تفاصيل .. ستايل مكان عبقرى .. اعاد تجميع و ضم أفراد ينتمون فى الأساس لذات المستوى الحضارى ..أخلاقياتهم متقاربه للغايه ..جميعهم يعانون من تداعيات الزمن الردىء خارج أبواب ستايل .. و قاسمهم المشترك الأعظم هو .. الشعور بالوحده
الكل تتراوح أعمارهم بين النصف الأخير من الثلاثينيات و النصف الأول من الاربعينيات .. أغلبهم مطلقين أو منفصلين أو على الأقل أزواج و زوجات غير مستقرين .. طبعا مع وجود ثنائيات سعيده كاستثناء يؤكد القاعده
الجميع من الجامعيين سواء مهنيين أو أصحاب أعمال .. و منهم نسبه غير ضئيله ممن حصلوا على تعليم بعد الجامعى و حصلوا على الدكتوراه ..المفاجأه الساره فى الموضوع هى الملاك الجدد لستايل !! أكتشف فور جلوسى أن ستايل مملوك لأربعه من أفراد الشله القديمه .. مجموعة مصر الجديده تحديدا
ناير .. محاسب متخصص فى أدارة المنشآت السياحيه
جوزيف .. محاسب يدير أعمال عائلته فى مجال التوريدات الصناعيه
عماد .. مهندس ديكور فنان .. نصف مجنون و مؤدب بشده
صبرى ..مهندس مقاول .. و فنان مجنون تماما
اجتمعوا على هدف واحد هو .. استعادة الزمن الجميل.. و استعانوا على تحقيق هذا الهدف بشخصيات عبقريه صارت محوريه فى رسم حالة ستايل الفريده .. و من ثم صار دورهم أساسى فى حياة مجموعة رواد ستايل خلال الفتره المذكوره .. و هم
كيمو ( كمال ) مدير المحل .. أو المتر المسؤل .. ستينى خبير .. أدبه فى مستوى الديبلوماسيين .. و أتقانه لفنون الأتيكيت يؤهله لمكان فى ياوران أحد الرؤساء .. فضلا عن خبرته فى البشر التى لا تضاهيها حتى خبرة عادل صادق أو عبد الوهاب مطاوع
مارى .. الآنسه الرقيقه الراقيه أو .. المستبده كما سميناها لاحقا ..أربعينيه لم تكن تزوجت بعد .. تتصرف فى المحل باعتباره بيتها .. و رواد المحل ( نحن ) باعتبارنا أفراد أسرتها .. و تدير أسرتها بأسلوب يليق بربة منزل حقيقيه .. بحنان و اهتمام فائق أحيانا .. و بحزم و صرامه شديده أحيان أخرى .. ذكائها الأجتماعى متفوق ولا يقل عن ذكاء مديرها كيمو
رواد المحل خليط من أفراد مجموعه اشتركت فى المراهقه و الشباب قديما .. تقارب بيئتهم و ثقافتهم أهلهم للتأقلم و التكامل الناجح جدا ..و طبعا مشاعر الوحده التى يعانيها أغلبنا ساهمت كثيرا فى تعاطف المجموعه ليتحول ستايل من مجرد حانه .. ألى حاله .. حاله اجتماعيه حقيقيه أعادت أيام الزمن الجميل .. لفتره اخترقت الزمن الردىء .. ماسيلى مجرد لقطات يلحقها قد يلحقها تعليق خال من التحليل ..و أظنها طريقة لأيصال الفكره بشكل جيد
.....................
من مجموعة الرواد أنتقى - دون ذكر الأسماء الكامله حفاظا على خصوصية الأصدقاء
د.مصطفى .. أستاذ بكلية الفنون الجميله .. و فنان تشكيلى .. بارع فى الغناء بصوت رخيم يؤدى الأدوار القديمه و ألأغانى الكلاسيكيه العربيه , من النشطين فى دراسة المسرح
د. عماد .. استاذ فى اللغه العربيه و الأدب المقارن .. يحفظ من الأشعار و المعلقات ما يملأ مكتبه كامله .. و من هواياته الموسيقى .. و البحث فى شكسبير
أحمد حمدى .. مهندس و ضابط سابق .. مقاول حاليا
كابتن محمد .. طيار بأحدى الشركات العالميه
د.هشام جراح متخصص فى المخ و الأعصاب
د.هشام .ح .. طبيب و مدير مستشفى
سامر . ديبولماسى و يحمل صفة وزير مفوض
جمال. محامى و شاعر هاوى
عادل . مهندس يمتلك مصنع للأشغال المعدنيه
على .. مهندس و وكيل شركه أوروبيه فى مجال قطع غيار السيارات
علاء .. مهندس يدير مع أسرته مصنع مواد غذائيه
مدام أمل .. الشهيره بأمل جهنم .. جدعه بغباء .. نسفها الأنفتاح الأقتصادى .. و قضت عليها حضارة البترول .. لكنها كمصريه أصيله تقاوم .. تمتلك محل ملابس
د.سهير .. أستاذة أدب بأحدى الجامعات
مدام جيهان .. حرم دكتور عماد و سيدة أعمال
مدام نور .. حرم د. هشام
د.هبه .. طبيبة أطفال
ناتالى .. لبنانيه كانت متجهه ألى جنوب أفريقيا و ضلت الطريق فوصلت للقاهره .. منذ عشرين سنه .. سيدة أعمال فى مجال الأستيراد
فريده .. محاميه أرمله تدير اعمال زوجها الراحل
علا ..محاسب قانونى .. و دقرم فى كل حاجه
طبعا خلاف العبد لله .. و للتذكره أعمل فى مجال التجاره الخارجيه .. من تصدير حاصلات زراعيه ألى استيراد و تجارة المنسوجات
____
مارى ربة الأسره المستبده بالخليط العبقرى المكون من جاذبيه فائقه و وقار راقى و ذكاء حاد .. تمارس استبدادها المحبب على اسرتنا .. و بتقطيبه جميله تبدو فيها حازمه رغم رقتها تخاطب عماد
أنت مش عندك حموضه ؟ ماتطلبش جبنه بالشطه تانى
أو تخاطب عم عز ( مهندس عجوز كان يساريا فى الماضى السحيق ) أخدت الدوا بتاع الساعه عشره ؟
فينظر أليها فاغرا فاه بصمت و عيناه تنطق بأسف ..فترد
طيب يعنى أعمل فيك ايه؟ .. و تنادى على عامل بالمحل .. و تخط بيدها اسم الدواء المطلوب .. تروح تجيبه من الأجزخانه اللى على الناصيه بسرعه
و تنتظر لتشاهد عم عز الحبيب يتناول دواءه اليومى .. و هو يبتسم لها ممتنا .. فابنته الوحيده هاجرت ألى أوروبا مع زوجها من سنوات .. ولا يوجد من يهتم بدوائه سوى مارى
تحشر مارى رأسها بينى و بين مصطفى و احمد و تسألنا بحزم.. حد فيكم سأل على مدام فريده ؟ ابنها كان فى الثانويه العامه و النتيجه طلعت النهارده .. و انا مارضيتش اكلمها فى المكتب
نقوم بالواجب الأجتماعى بتوجيهات من .. المستبده المحبوبه مارى
كان المحل يفتح أبوابه فى السادسه .. و بناء على طلب الذئاب المتوحده أمثالى ( أى المطلقين ) صار يفتح فى الساعه الرابعه عصرا لنتناول الغذاء بعد العمل .. و نعود ألى بيوتنا للراحه ثم نعود لستايل مره أخرى فى حوالى التاسعه .. فى الثالثه تقريبا تبدأ التليفونات ..
ألو يامارى .. طابخين ايه النهارده ؟
فيه باميه .. و لو هاتتأخر شويه ممكن اعملك مسقعه
أو يأتى الرد
مانت عارف أن على طلب امبارح محشى بتنجان ..هاتاكل معاه و خلاص .. هى سيره بقى ؟ ماتتأخرش المحشى مابيتسخنش
أو تخاطبنى هى فتقول
ماترمرمش بقى قبل ماتيجى .. فيه حمام محشى فريك .. جايبه أيمن من سوهاج ( و أيمن رجل أعمال عائلته من سوهاج تمتلك بعض أبراج الحمام الموصى عليه ) و تكلم أمل تقولها تيجى بلاش عبط .. هى مش عشان زعلانه من جيهان تقوم ماتجيش
و تأتى أمل متبرمه .. أشدها من يدها كالطفله الصغيره .. و ترتب مارى المقاعد بذكاء لتجلس أمل بجوار جيهان .. و ينتهى العشاء اللذيذ بصلح جيهان و أمل و عناق و قبلات ملحوسه بالحمام و الفريك ... و تعود السهره الحلوه تانى
تحول ستايل ألى بيتنا .. و مكتبنا .. أو ملاذ آمن للجميع ..و محور ارتكاز فى حياتنا .. مارى بعبقريتها تضم الأسره كلها و تدير شؤنها بوعى و نجاح .. و رغم استبدادها .. فعلا أجبرت الجميع على حبها و احترامها .. كيمو العجوز لعب ببراعه دور الحكيم فى الأسره ..يحفظ التوازن .. و ينبه أذا لزم التنبيه و يشجع أذا اقتضى الأمر .. و لشخصيته و سنه .. تقبلنا تعاليمه و تعليماته برحابة صدر
...........
مطربه جديده تحضر للمحل لتبدأ أغانيها بعد العاشره.. مها الجبالى .. ظاهره فنيه و صوت طيع و ثرى ..فى البدايه قدمت أغانى خفيفه حديثه .. مع بعض الأغانى الأجنبيه الشهيره .. و بوعى و فطنه موسيقيه بارعه .. يلتقطها جناحى الموسيقى و الفن .. الدكتورين مصطفى و عماد
تعالى يا مها
نعم يا باشا
قولى آآه
نعم ؟
لأ باتكلم بجد .. قولى آآآه
أنت هاتكشف على اللوز ولا ايه ؟
يتدخل عماد مفسرا : يا مها قولى آآه بصوتك العادى .. عاوزين نحدد الطبقه
طبقة أيه ؟ يتسائل هشام ببلاهه ؟ انتوا فاكرين زورها تيفال ؟
ينتهى المزاح الحميم باكتشاف أن مها الجبالى تستطيع تأدية أغانى فايزه أحمد و شاديه بكفائه .. و من يومها .. وجدت نفسها فى ياتمر حنه .. و أهوى .. و أغانى الزمن الجميل
...............
على النور عند الترابيزه اللى هناك يا مارى .. يقولها مصطفى و هو داخل بصحبة احمد حمدى حاملين لوحات هندسيه مبرومه
و يبدءأ فى فرد اللوحات تحت الضوء ..مع دعوه لى و لعماد و جاكلين و فاطمه للمشاهده ..
اللوحات هى ما يراه مصطفى ديكورا لمسرحية الملك لير .. و شاركه أحمد فى أعدادها .. و يدور الشرح مع أطباق خفيفه من الطعام لا تلوث اللوحات .. و يتحدث الكل عن شكسبير من منظوره .. فعماد يسرد رؤيته للمسرحيه و القصه من منظور أدبى بحت ملقيا بظلال على الديكور .. و رموزه .. أشرع أنا فى وضع رؤيتى عن الرمز السياسى و الأجتماعى للقصه .. و تتداخل شيرين دارسة التاريخ.. جيهان المولعه بالفن أيضا تتداخل .. يبرز رأى أمل عن علاقة ملابس الشخصيات بالديكور .. مها الجبالى تفطن للجو العام فتكتفى بتشغيل موسيقى كلاسيكيه و تجلس معنا تشارك فى الحوار حول شكسبير
تنتهى السهره بالأستقرار على الديكور المقترح مع قرار جميل من الدكتور مصطفى .. دعوتنا جميعا لأقامة محاضره فى كلية الفنون الجميله لمناقشة وجهات نظرنا التى ألقيناها فى السهره مع طلبته .. الولاد الجداد لازم يتعلموا المناقشه
..............
ليله أخرى تقرر مها غناء أشعار نزار قبانى كما غناها كاظم الساهر .. علمنى حبك سيدتى .. ثم زيدينى عشقا .. و يتدخل عماد فيقول أن البيت الأصلى مكتوب
وجعى يمتد كسرب حمام من بيروت ألى الصين .. و الأغنيه غيرت بيروت ببغداد .. و نتداخل جميعا .. فبيروت أبعد من بغداد عن الصين .. و بالتالى فالنص الأصلى للأغنيه اثرى فى التعبير عن مساحة الوجع المقصود فى البيت الشعرى .. بينما استبدال بيروت ببغداد فى الأغنيه جاء كأسقاط سياسى للمغنى العراقى
و يظهر رأى يقول لا .. فبغداد عاصمه حزينه .. بينما بيروت عاصمه سعيده .. و ذكر بغداد فى الأغنيه يضفى الحزن المطلوب على وصف الوجع .. تروح الأفكار و تنطلق الحوارات .. نختلف برقى و نتفق بهدؤ .. و مارى السعيده باسرتها الراقيه تتحرك برشاقه بالطعام و الشراب لا تقاطع المناقشه
.................
ناتالى تثبت بدون داعى أنها لا تقل عنا مصريه ( ياستى ماحنا عارفين .. انتى بقيتى مصريه و بلدى كمان لكن تقول لمين ) تقترب منى بهدوء و تسألنى هامسه ..حافظ حاجات سيد درويش ؟ أرد بثقه طبعا
تفاجئنى بميكروفون مفتوح بيدها .. و تبدأ فى غناء على قد اليل ما يطول .. و أضطر أمام أصرارها و اصرار الأصدقاء لاستخدام صوتى الأجش فى مشاركتها الغناء .. وسيد درويش أغانيه لاتنتهى .. فياياناس أنا مت فى حبى .. يليها زورونى كل سنه مره .. فخفيف الورح بيتعاجب .. و أتوقف عن المتابعه ليحل محلى مصطفى الأريب الخبير لغناء أوبريت المرجيحه .. ياواش ياواش يامرجيحه .. ماتخضيهاش يا مرجيحه .. ليبدأ الحوار الساخن بعدها .. هل أول من غنى ياواش ياواش كان سلامه حجازى أم نجيب الريحانى فى أحدى مسرحياته .. و تدور السهره العامره الكل مشتركون .. و الكل سعداء .. و مها الجبالى تنتهز الفرصه فتغنى طلعت ياماحلى نورها .. فالساعه قاربت من الرابعه فجرا .. و كيمو عاوز يروح
................
أدخل المحل عصرا للغذاء .. تفاجئنى مارى بظرف أصفر كبير ..
أيه ده يامارى ؟
دول تلاتين ألف جنيه سابهملك استاذ جمال المحامى .. بيقولك مبروك كسب قضية شيك المنصوره و الراجل دفعله الفلوس
طيب و هو فين أستاذ جمال ؟
سافر البحيره عشان قضية مدام فاطمه بكره .. ادعيلها.. و على فكره أنا أخدت منهم خمسميت جنيه .. و لما تكسب مدام فاطمه قضيتها هاخد منها برضه خمسميه .. عشان نعمل ليله بمناسبة القضايا اللى كسبتوها
ماشى يامستبده
..............
ليلة شم النسيم .. السهره عامره .. تمر مارى بثقه كبيره على كل الحضور .. كل واحد يعلى بعشرين جنيه
اتفضلى .. نسلمها المطلوب دون سؤال.. فهى مستبده
ينسحب عادل من لسانه و هى تستدير بالحصيله التى جمعتها من الكل متسائلا بسرعه قبل أن يختبىء تحت الترابيزه .. بتوع أيه العشرين جنيه دول ؟
ترد مارى بنظره من فوق كتفها و بنبره واثقه جدا .. بكره شم النسيم
لا نفهم شىء .. لكن بطبيعة استسلامنا لاستبدادها المحبب ننظر لعادل الذى عادت رأسه للظهور من تحت الترابيزه بانصراف مارى .. نسارع جميعا معلنين تأيدنا لما فعلته المستبده و موجهين العتاب لعادل المسكين .. أيه يا أخى ؟ أنت مش عايش فى الدنيا ؟؟ بتقولك بكره شم النسيم .. عاوز أيه يعنى .؟. اللاه ؟؟ ده انت غريب قوى
تمر فتره و كلنا مبتسمين على رد فعلنا لما حدث .. ثم تعود ميرى تقود أحد العمال حاملا صينيه عليها ألوان .. أى الله العظيم ألوان .. و بصمت مريب و ابتسامه متجبره تبدأ فى توزيع الألوان على الترابيزات .. نستقبل الألوان بدهشه و صمت .. يتلو الألوان عامل آخر يحمل أطباق فيها بيض مسلوق .. كل واحد دستة بيض
ينتهى التوزيع و الجميع صامتون .. تقف مارى فى منتصف المحل .. تمسك الميكروفون .. تقول باقتضاب .. كل سنه و انتوا طيبين .. البيض الملون هانبعته دار الأيتام اللى فى أول طريق السماعيليه بكره
نتجمد صامتين قليلا
تأمرنا بابتسامه .. لونوا ..
نخلع جميعا جاكتاتنا .. و نشمر الأكمام .. و السيدات يفردن المفارش على ملابس السهره .. و ننهمك جميعا فى التلوين .. و أمل الجبالى تفلت من علقة البيض الملون لتنهمك فى غناء الربيع لفريد الأطرش
.................
أبان نشاطى فى تصدير الحاصلات الزراعيه كنت كثيرا ما استخدم الطريق الزراعى فى السفر .. لأمر على محطات تعبئة البطاطس خصوصا فى الشتاء .. موسم التصدير .. و طبعا أترك خط سيرى لربة الأسره مارى قبل سفرى .. حتى لا تقلق على .. و فى أحدى السفرات كان الجو سيئا للغايه .. بل وردت أخبار عن أغلاق المطار بسبب العواصف .. و خلال عودتى من الأسكندريه ألى القاهره أنتهى شحن تليفونى المحمول دون أن أنتبه.. و لصعوبة الطريق الزراعى فى الأمطار الغزيره أتأخر .. و أعود للقاهره فى حوالى الحادية عشر ليلا .. متوجها رأسا ألى ستايل فأنا لم آكل شىء من الصباح و أحلم بطبق حساء ساخن .. ما أن أدخل ستايل حتى ألاحظ الوجوم الشديد و النظرات شبه المعاتبه لكل الموجودين .. و تزعق مارى من آخر المحل .. أنت كنت فين ؟
فين ايه ؟ مش قايلك أنى مسافر النهارده
طب و قافل تليفونك ليه ؟ جننتنا يا شيخ ..
......
أدخل بقى اقعد .. و كلم ناير قوله يقول لصحابه بتوع المرور أنك جيت .. ده قالب الدنيا عليك كنا خايفين تكون جرالك حاجه
يالله .. أسره حقيقيه تقلق لغيابى فى الجو السيىء .. اسارع بالجلوس بين مصطفى و أمل و أتلقى لومهم لى على غيابى المقلق .. لكن ألاحظ استمرار و جومهم و تجهمهم .. بل ألاحظ ايضا عدم وجدود أطباق طعام أمام الجميع .. كل الترابيزات لا تأكل .. اسأل أمل .. هو فيه أيه ؟
ترد باقتضاب .. لأ بس كنا قلقانين عليك أنت و كابتن محمد ( الطيار ) رحلته كانت النهارده يرجع من أيطاليا.. و لسه ماجاش .. و مش عارفين أخبار
فجأه تدخل مدام نهله .. العامله فى مصر للطيران ترفع تليفونها فى الهواء مبتسمه و تبشر الجميع .. الطياره نزلت الحمد لله .. كنت باكلم المطار .. و هو جاى على هنا دلوقتى
ياالله .. قلق على غيابى و غياب كابتن محمد .. الذئب المتوحد مثلى .. و تتسخر كل أمكانيات المجموعه للأطمئنان على الغائبين .. لحظات و يدخل كابتن محمد الغائب الأخير .. و يصخب المحل بالضحكات ..و يبدأ الكل فى تناول عشاء شهى حرموه على أنفسهم مادام منهم غائبين ..ويشرع كابتن محمد فى توزيع محتويات حقيبته من طلبات المجموعه التى لم ينساها رغم ظروف عمله .. فهذا الدواء لوالدة أحمد من ألمانيا .. و تلك ديسكات الكومبيوتر لمصطفى .. ويصدح صوت مها الجبالى بحمد الله على السلامه يا ابو أجمل ابتسامه ... أسره حقيقيه و حاله اجتماعيه نادره
.................
بالتعود و التقارب الأسرى الحقيقى .. صار معتادا أن تطلب عشاء مثلا من فيليه مشوى .. فيأتى رد مارى : لأ
ليه لأ يا مارى ..؟ نفسى فى الفيليه
قلنا لأ .. مدام فاطمه عامله ملوخيه و عازمانا كلنا عليها .. هى جايه دلوقتى
أو نطلب حلوى بعد الطعام فيكون الرد كالسابق بالأمتناع عن تقديم أى حلوى .. فحرم جوزيف أعدت أم على .. يعنى أيه تكسفوها ؟
أو يطلب أحدهم طعام فيكون الرد لأ .. فارس جابلنا امبارح سمك و كابوريا من اسكندريه .. الشيف شغال فيهم دلوقتى .. الأكل النهارده سمك .. يعى عاوز تكسف فارس ؟
.............
طبيعة التعاطف الأجتماعى تظهر بشده فى الظروف الصعبه . يشكو جوزيف من عيب فى صمام قلبه .. يستلزم الأمر جراحه فى القلب .. قبل أشقاؤه نكون نحن بجوار أسرته .. د. هشام ح يرتب للجراحه .. و نخضع جميعا لفحص فصائل دمنا استعدادا ليوم العمليه حيث قد يحتاج الجراح للحصوا على دم .. و يوم العمليه تشهد المستشفى التى يديرها صديقنا تجمهر حقيقى .. خمسه حضروا من الصباح الباكر وضعوا أنفسهم تحت تصرف الطبيب استعدادا للتبرع بالدم .. الباقين حول زوجة جوزيف و أولادهم .. المشهد المصرى الراقى ... الجميع تقريبا يقرأ فى كتابه .. ناير و عماد و مارى أمسكوا أناجيلهم .. انا و مصطفى و فاطمه و احمد و امل امسكنا بمصاحفنا .. كلنا منهمك فى قراءة كلام الله أثناء أجراء العمليه .. ولا تبتسم وجوهنا ألا بعد خروج الجراح معلنا النجاح... و تستمر الحياه سعيده
وفى أول لقاء بعد الجراحه الناجحه .. يشدو مصطفى شجنا .. بأمانه عليك ياليل طول .. و هات العمر من الأول
......................
من عامين تقريبا .. و لظروف الكساد الأقتصادى البشع الذى تعيشه مصرنا الحبيبه المسكينه .. تنخفض أيرادات ستايل ..حتى نحن الرواد المعتادين .. لم نعد بقدرتنا السابقه على الأنفاق .. يجتمع الملاك .. يفحصون الأوراق مع المحاسبين .. الخسائر كبيره .. يباع ستايل لملاك جدد لا نعرفهم .. و يتغير اسم المحل ألى اسم آخر لا أذكره .. لكن .. تنتهى حقبة ستايل .. الواحه الجميله التى أعادتنا فتره ألى زمن جميل فى زمن القبح الردىء
مازلنا اصدقاء .. مازلنا نتواصل على فترات متباعده .. لكن .. لا يوجد لنا ملاذ آمن .. و نحمل بين أضلعنا ذكريات حميله .. نجترها أحيانا لنستعين بها على تجاوز .. الزمن الردىء
شكرا يا فننس .. روح أنت بقى عشان أنا هانام بدرى